الحج من الشعيرة الدينية إلى الكارثة الإنسانية.. من يتحمل المسؤولية..؟ – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
الثلاثاء 22 أبريل 2025, 20:19

دين

الحج من الشعيرة الدينية إلى الكارثة الإنسانية.. من يتحمل المسؤولية..؟


كشـ24 نشر في: 28 أغسطس 2018

نتذكر جميعا تلك المقولة التي كان يرددها آباءنا وأجدادنا، والتي تنطلق من شعور ديني راسخ في أذهان الأجيال المتعاقبة، الأجر على قدر المشقة، وكانت هذه المقولة دائما تلازم الحجاج المغاربة والمسلمين بصفة عامة، كلما عادوا من الديار المقدسة بعد أداء مناسك هذه الشعيرة التي هي ركن من أركان الإسلام الخمس، وكانت دعواتهم وابتهالاتهم إلى الله تعالى تنطلق من قولهم “اللهم اجعل الأجر على قدر المشقة”، اعتبارا لما يكتنف أداء مناسك الحج من صعاب ومتاعب، بدء من رحلة السفر إلى إنهاء المناسك بعد طواف الإفاضة والوداع.ومع تطور الحياة، وتغير ظروف مناسك الحج كان من المفترض أن تتخلص هذه المشاق خصوصا أن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات السعودية من أجل التخفيف من معاناة الحجاج، جعلت الحج أمرا ميسرا في كثير من شروطه وظروفه، غير أن هذا الأمر لاينطبق على الإطلاق على الحجاج المغاربة، فمنذ سنوات ونحن نسمع عن أخبار المعاناة الكبيرة التي تلاحق الحجاج المغاربة وهم يؤدون مناسك الحج في الوقت الذي كان من المفترض أن تيسر لهم الأمور حتى يتفرغوا للصلاة والذكر والدعاء وأداء كل ما تتطلبه هذه المناسك بشكل يكتنفه الخشوع والابتهال.أكثر من 5 سنوات نتابع أخبار الحجاج ونعلم أنهم يعانون أثناء أداءهم مناسك الحج، من معاناة التفريط والإهمال الذي يطوله من طرف البعثة المغربية المكلفة برعاية مصالحهم، وهو أمر مستغرب جدا لأننا نعلم أن الحاج المغربي يؤدي عن الخدمات التي تقدم له رسوما تفوق الخمسين ألف درهم، نظير توفير السكن والرعاية والنقل، فكثيرا ما يحدث أن لا يجد الحاج المغربي من ينقله إلى المناسك يوم التروية ويوم عرفة وعند العودة إلى المزدلفة ومنى لقضاء بقية أيام التشريق.هذه السنة كانت الأمور أكثر ضراوة، ونسميها أكثر سفالة، حيث عانى الحجاج المغاربة من إهمال شديد ومضايقات كثيرة ونقص في الإيواء والإطعام أدى ببعض الحجاج إلى الخروج عن صمتهم، وإلى الابتعاد عن متطلبات أداء هذه الشعيرة الدينية، والتي تلزم الحاج بالتفرغ إلى الذكر و شكر الله سبحانه وتعالى، عن الابتعاد عن هذه الممارسات الدينية التي هي ركن الحاج بسبب الغضب والقلق، وبسبب عدم الإكتراث بمصالح الحجاج المغاربة.هكذا الحجاج المغاربة هذه السنة مناسك الحج، حيث بلغت ذروة الإهمال وعدم الإكتراث يوم التروية ويوم عرفة، إذ لم يجد الكثير من الحجاج من ينقلهم لأداء شعيرة الوقوف بعرفة، وهي ركن الحج الأكبر، ثم عند العودة إلى المزدلفة، وكثير من المسنين من الحجاج من تعرضوا لحالات ضربات الشمس، وبعضهم قد فارق الحياة بسبب هذا الإهمال الذي لا يمكن إلا أن يرجع لعدم الاهتمام الذي كان من الواجب أن توليه البعثة المغربية لحجاج بيت الله الحرام، وهو أمر ليس بالجديد على هذه البعثة التي دائما في السنوات الأخيرة، ومنذ حوالي 6 سنوات، وهي تهمل دورها وتكتفي بالخضوع في مكاتبها دون أن تكترث لمشاكل الحجاج ومعاناتهم.بلغت إذن معاناة الحجاج المغاربة هذه السنة ذروتها وقمتها، وعزى بعض المسؤولين ذلك إلى المضايقات التي لقيها الحجاج من السلطات السعودية، حيث قدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية شكاية إلى مؤسسة مطوفي الحجاج الدول العربية، وهي مؤسسة أهلية غير حكومية، بعد أن أصدرت بلاغا أولا، مفاده ان ما تم تداوله من الفيديوهات يرجع إلى السنوات الماضية، وبعد ذلك أكدت من جديد أنها قد قامت بالاتصال بالسلطات السعودية لتتساءل عما سمته بالاختلالات، والأمر لا يتعلق بالاختلالات فقط، يتعلق بتفريط في حقوق المواطنين الذين دفعوا من أموالهم ما كان من المفترض أن يمكنهم من أداء فريضتهم وركن الحج الخامس من أركان الإسلام على أحسن وجه، ولكنهم ووجهوا بما لم يكن لهم في الحسبان، حيث قضى الكثير منهم لياليهم على أرصفة دورات المياه، وفي الشارع العام نساء ورجالا دون أن يقام لهم اهتمام، أو أن يلتفت إليهم من طرف مسؤولي البعثة المغربية الرسمية أيضا.مع التذكير بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد وجه تعليماته السامية إلى البعثة المغربية الرسمية قبل توجهها إلى الديار المقدسة لتعتني بشؤون الحجاج ومصالحهم لأنه أمير المؤمنين، ويرعى مصالح رعيته في أداء شعائرهم الدينية، وما حدث كان العكس فمن يتحمل المسؤولية؟لقد أرادت السلطات المغربية أن تنحي باللاءمة على السلطات السعودية، مع العلم أن السلطات المغربية مسؤولة بالأساس على تدبير شؤون الحجاج بدء من مغادرتهم أرض الوطن إلى عودتهم سالمين غانمين.أذكر أنه في سنة 2011 وقد كنت شاهد عيان على ذلك، واجه الحجاج المغاربة ظروفا قاسية بعد عودتهم من أدائهم للحج الأكبر بعرفة، إلى مشعر منى، حيث وجدوا خيامهم قد احتلت من طرف حجاج دول أخرى، وبصف خاصة الحجاج الموريتانيين، وخرجوا إلى الشارع في تظاهرة احتجاج.أذكر أنه في تلك الليلة من ليالي التشريق، توجهت مع مجموعة من الأصدقاء، ومجموعة من الحاضرين الذي كانوا يقاسمونني موقع وجودي بمشعر منى، وقد كنت أنذاك أؤدي مناسك الحج تحت إشراف وكالة الأسفار لنرى أوضاع الحجاج، الحج الرسمي الذي تؤطره الدولة.كان من بين الحاضرين معي في تلك الليلة وزير الدولة الحالي في حقوق الانسان السيد مصطفى الرميد، الذي حاول أن يهدأ روع هؤلاء الحجاج، وقد كان أنذاك من قياديي حزب العدالة والتنمية، كما هو الآن وكنا على بعد أيام قليلة من الانتخابات التشريعية التي قادت هذا الحزب إلى سدة تدبير الشأن العام.كانت الظروف سيئة لهؤلاء الحجاج، كنت أعرف بعضهم وكنت أعلم أن هناك منهم من المسنين والمسنات الذين عانوا في ليلة سيئة جدا، ولولا تدخل بعض المسؤولين السعوديين لكانت الكارثة أسوء مما كنا نتصور.إذن الوضعية ليست جديدة على على واقع الحجاج المغاربة، فمن يتحمل المسؤولية إذن كما قلنا؟إنه في الدول الديمقراطية التي تحترم نفسها عندما يحدث مثل هذا الأمر يبادر المسؤول عن القطاع إلى تقديم استقالته، أو تبادر السلطات المعنية إلى إقالة الوزير المعني لأنه لم يؤدي واجبه اتجاه هؤلاء المواطنين، ولم يسهر على رعاية مصالح هؤلاء الحجاج من خلال البعثة التي يشرف على متابعة أعمالها، ولو من داخل المغرب.إننا في المغرب نحترم مؤسسة إمارة المؤمنين لأنها المؤسسة التي ترعى مصالح المواطنين الدينية، وترعى حقهم في أداء مناسكهم وشعاءرهم المختلفة، وإلى هذه المؤسسة يرجع أمر البث في هذا الموضوع، وننتظر النتائج، ماذا سيحدث بعدما وقع من مآسي لهؤلاء الحجاج والتي مازالت تداعياتها تصلنا يوما بعد آخر. 

رشيد الصباحي

نتذكر جميعا تلك المقولة التي كان يرددها آباءنا وأجدادنا، والتي تنطلق من شعور ديني راسخ في أذهان الأجيال المتعاقبة، الأجر على قدر المشقة، وكانت هذه المقولة دائما تلازم الحجاج المغاربة والمسلمين بصفة عامة، كلما عادوا من الديار المقدسة بعد أداء مناسك هذه الشعيرة التي هي ركن من أركان الإسلام الخمس، وكانت دعواتهم وابتهالاتهم إلى الله تعالى تنطلق من قولهم “اللهم اجعل الأجر على قدر المشقة”، اعتبارا لما يكتنف أداء مناسك الحج من صعاب ومتاعب، بدء من رحلة السفر إلى إنهاء المناسك بعد طواف الإفاضة والوداع.ومع تطور الحياة، وتغير ظروف مناسك الحج كان من المفترض أن تتخلص هذه المشاق خصوصا أن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات السعودية من أجل التخفيف من معاناة الحجاج، جعلت الحج أمرا ميسرا في كثير من شروطه وظروفه، غير أن هذا الأمر لاينطبق على الإطلاق على الحجاج المغاربة، فمنذ سنوات ونحن نسمع عن أخبار المعاناة الكبيرة التي تلاحق الحجاج المغاربة وهم يؤدون مناسك الحج في الوقت الذي كان من المفترض أن تيسر لهم الأمور حتى يتفرغوا للصلاة والذكر والدعاء وأداء كل ما تتطلبه هذه المناسك بشكل يكتنفه الخشوع والابتهال.أكثر من 5 سنوات نتابع أخبار الحجاج ونعلم أنهم يعانون أثناء أداءهم مناسك الحج، من معاناة التفريط والإهمال الذي يطوله من طرف البعثة المغربية المكلفة برعاية مصالحهم، وهو أمر مستغرب جدا لأننا نعلم أن الحاج المغربي يؤدي عن الخدمات التي تقدم له رسوما تفوق الخمسين ألف درهم، نظير توفير السكن والرعاية والنقل، فكثيرا ما يحدث أن لا يجد الحاج المغربي من ينقله إلى المناسك يوم التروية ويوم عرفة وعند العودة إلى المزدلفة ومنى لقضاء بقية أيام التشريق.هذه السنة كانت الأمور أكثر ضراوة، ونسميها أكثر سفالة، حيث عانى الحجاج المغاربة من إهمال شديد ومضايقات كثيرة ونقص في الإيواء والإطعام أدى ببعض الحجاج إلى الخروج عن صمتهم، وإلى الابتعاد عن متطلبات أداء هذه الشعيرة الدينية، والتي تلزم الحاج بالتفرغ إلى الذكر و شكر الله سبحانه وتعالى، عن الابتعاد عن هذه الممارسات الدينية التي هي ركن الحاج بسبب الغضب والقلق، وبسبب عدم الإكتراث بمصالح الحجاج المغاربة.هكذا الحجاج المغاربة هذه السنة مناسك الحج، حيث بلغت ذروة الإهمال وعدم الإكتراث يوم التروية ويوم عرفة، إذ لم يجد الكثير من الحجاج من ينقلهم لأداء شعيرة الوقوف بعرفة، وهي ركن الحج الأكبر، ثم عند العودة إلى المزدلفة، وكثير من المسنين من الحجاج من تعرضوا لحالات ضربات الشمس، وبعضهم قد فارق الحياة بسبب هذا الإهمال الذي لا يمكن إلا أن يرجع لعدم الاهتمام الذي كان من الواجب أن توليه البعثة المغربية لحجاج بيت الله الحرام، وهو أمر ليس بالجديد على هذه البعثة التي دائما في السنوات الأخيرة، ومنذ حوالي 6 سنوات، وهي تهمل دورها وتكتفي بالخضوع في مكاتبها دون أن تكترث لمشاكل الحجاج ومعاناتهم.بلغت إذن معاناة الحجاج المغاربة هذه السنة ذروتها وقمتها، وعزى بعض المسؤولين ذلك إلى المضايقات التي لقيها الحجاج من السلطات السعودية، حيث قدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية شكاية إلى مؤسسة مطوفي الحجاج الدول العربية، وهي مؤسسة أهلية غير حكومية، بعد أن أصدرت بلاغا أولا، مفاده ان ما تم تداوله من الفيديوهات يرجع إلى السنوات الماضية، وبعد ذلك أكدت من جديد أنها قد قامت بالاتصال بالسلطات السعودية لتتساءل عما سمته بالاختلالات، والأمر لا يتعلق بالاختلالات فقط، يتعلق بتفريط في حقوق المواطنين الذين دفعوا من أموالهم ما كان من المفترض أن يمكنهم من أداء فريضتهم وركن الحج الخامس من أركان الإسلام على أحسن وجه، ولكنهم ووجهوا بما لم يكن لهم في الحسبان، حيث قضى الكثير منهم لياليهم على أرصفة دورات المياه، وفي الشارع العام نساء ورجالا دون أن يقام لهم اهتمام، أو أن يلتفت إليهم من طرف مسؤولي البعثة المغربية الرسمية أيضا.مع التذكير بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد وجه تعليماته السامية إلى البعثة المغربية الرسمية قبل توجهها إلى الديار المقدسة لتعتني بشؤون الحجاج ومصالحهم لأنه أمير المؤمنين، ويرعى مصالح رعيته في أداء شعائرهم الدينية، وما حدث كان العكس فمن يتحمل المسؤولية؟لقد أرادت السلطات المغربية أن تنحي باللاءمة على السلطات السعودية، مع العلم أن السلطات المغربية مسؤولة بالأساس على تدبير شؤون الحجاج بدء من مغادرتهم أرض الوطن إلى عودتهم سالمين غانمين.أذكر أنه في سنة 2011 وقد كنت شاهد عيان على ذلك، واجه الحجاج المغاربة ظروفا قاسية بعد عودتهم من أدائهم للحج الأكبر بعرفة، إلى مشعر منى، حيث وجدوا خيامهم قد احتلت من طرف حجاج دول أخرى، وبصف خاصة الحجاج الموريتانيين، وخرجوا إلى الشارع في تظاهرة احتجاج.أذكر أنه في تلك الليلة من ليالي التشريق، توجهت مع مجموعة من الأصدقاء، ومجموعة من الحاضرين الذي كانوا يقاسمونني موقع وجودي بمشعر منى، وقد كنت أنذاك أؤدي مناسك الحج تحت إشراف وكالة الأسفار لنرى أوضاع الحجاج، الحج الرسمي الذي تؤطره الدولة.كان من بين الحاضرين معي في تلك الليلة وزير الدولة الحالي في حقوق الانسان السيد مصطفى الرميد، الذي حاول أن يهدأ روع هؤلاء الحجاج، وقد كان أنذاك من قياديي حزب العدالة والتنمية، كما هو الآن وكنا على بعد أيام قليلة من الانتخابات التشريعية التي قادت هذا الحزب إلى سدة تدبير الشأن العام.كانت الظروف سيئة لهؤلاء الحجاج، كنت أعرف بعضهم وكنت أعلم أن هناك منهم من المسنين والمسنات الذين عانوا في ليلة سيئة جدا، ولولا تدخل بعض المسؤولين السعوديين لكانت الكارثة أسوء مما كنا نتصور.إذن الوضعية ليست جديدة على على واقع الحجاج المغاربة، فمن يتحمل المسؤولية إذن كما قلنا؟إنه في الدول الديمقراطية التي تحترم نفسها عندما يحدث مثل هذا الأمر يبادر المسؤول عن القطاع إلى تقديم استقالته، أو تبادر السلطات المعنية إلى إقالة الوزير المعني لأنه لم يؤدي واجبه اتجاه هؤلاء المواطنين، ولم يسهر على رعاية مصالح هؤلاء الحجاج من خلال البعثة التي يشرف على متابعة أعمالها، ولو من داخل المغرب.إننا في المغرب نحترم مؤسسة إمارة المؤمنين لأنها المؤسسة التي ترعى مصالح المواطنين الدينية، وترعى حقهم في أداء مناسكهم وشعاءرهم المختلفة، وإلى هذه المؤسسة يرجع أمر البث في هذا الموضوع، وننتظر النتائج، ماذا سيحدث بعدما وقع من مآسي لهؤلاء الحجاج والتي مازالت تداعياتها تصلنا يوما بعد آخر. 

رشيد الصباحي



اقرأ أيضاً
الداخلية السعودية تطلق “منصة تصريح” الذكية لإصدار وتنظيم تصاريح الحج
أعلنت وزارة الداخلية السعودية أنها أطلقت "منصة تصريح" الرقمية الموحدة لإصدار وتنظيم تصاريح وتراخيص الحج لتسهيل أداء المناسك. وقالت الوزارة في بيان مساء أمس الاثنين إن "إطلاق المنصة جاء بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي لإصدار التراخيص والتصاريح التي تخول لحامليها من حجاج الداخل والخارج الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من خلال التكامل التقني مع وزارة الحج والعمرة عبر منصة (نسك)". وأشار البيان إلى أن المنصة "تخول للعاملين والمتطوعين في كافة أعمال الحج والمركبات التي تنقلهم الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مع إمكانية استعراض التصاريح عبر التطبيق الوطني الشامل (توكلنا)". وأضاف "المنصة تعزز التكامل التقني بين الجهات الحكومية والخدمية بالحج وتوحد الإجراءات وتنظيمها والتنسيق بينها خلال مواسم الحج، وتسهم في تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة تحقيقا لمستهدفات برنامج (ضيوف الرحمن) أحد برامج رؤية المملكة 2030". وأوضح البيان أن المنصة "تتيح للجهات الأمنية في مداخل مكة قراءة التصاريح والتحقق منها آليا عبر تطبيق (ميدان) كنموذج متقدم لحلول تقنية ابتكارية ونقلة نوعية في مرونة وسرعة إصدار التراخيص والتصاريح بالتكامل بين الجهات المعنية".
دين

أمير المؤمنين يؤدي صلاة عيد الفطر المبارك بالمشور السعيد بالرباط
أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي أحمد، وصاحب السمو الأمير مولاي اسماعيل، اليوم الاثنين، صلاة عيد الفطر بمسجد أهل فاس بالمشور السعيد بالرباط، وتقبل جلالته التهاني بهذه المناسبة السعيدة.  وقد انطلق موكب صاحب الجلالة من القصر الملكي بالرباط في اتجاه مسجد أهل فاس وسط حشود المواطنات والمواطنين، الذين غصت بهم جنبات ساحة المشور، والذين جاؤوا للتعبير عن تهانئهم لأمير المؤمنين بهذه المناسبة البهيجة، ومشاركة جلالة الملك فرحة هذا اليوم المبارك الأغر، الذي يتوج شهر الصيام والقيام.  واستعرض جلالة الملك، لدى وصوله إلى المسجد، تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية. وبعد أداء الصلاة، أكد الخطيب في خطبتي العيد أن المؤمنين عاشوا خلال شهر رمضان أياما مباركة وليال فاضلة في ظل الأجواء الإيمانية، والنفحات الربانية، حيث انتعشت القلوب بصيام هذا الشهر، وانشرحت النفوس بقيامه وسمت فيه الأرواح وتطهرت الأجساد. وأبرز أن الأجواء تعطرت في هذا الشهر الفضيل بالروح الإيمانية والسمات الربانية من خلال ليلة القدر المباركة التي فاق خيرها ألف شهر، مبرزا أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أحيا ذكرى هذه الليلة تحت ظلال الرحمة وجمال السكينة، جريا على سنن أسلافه المنعمين. وتضرع الخطيب، في الختام، إلى الله عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين ويسدد خطاه لما فيه خير شعبه الوفي وينصره نصرا عزيزا، وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما ابتهل الخطيب إلى العلي القدير بأن يمطر شآبيب رحمته ورضوانه على جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما ويسكنهما فسيح جناته. إثر ذلك، غادر جلالة الملك المسجد عائدا إلى القصر الملكي وسط هتافات المواطنات والمواطنين الذين حجوا بكثافة، في هذا اليوم الأغر، للتعبير عن خالص متمنياتهم بموفور الصحة والعافية لجلالة الملك وتجديد التأكيد على ارتباطهم الوثيق بشخص جلالته وبالعرش العلوي المجيد، بينما كانت طلقات المدفعية تدوي تعبيرا عن البهجة بحلول المناسبة السعيدة. وبالقصر الملكي، تقدم للسلام على أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيده الله، الذي كان مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحب السمو الأمير مولاي أحمد، وتهنئته بالعيد السعيد رئيس الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية الرئيس الأول لمحكمة النقض، ورئيس النيابة العامة والوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، وعميد السلك الديبلوماسي الإسلامي بالمغرب سفير دولة الكاميرون ، ورؤساء الهيئات الدستورية، وعدد من سامي الشخصيات المدنية والعسكرية.
دين

طقوس عريقة ومتميزة ترافق احتفالات المسلمين بعيد الفطر حول العالم
يستقبل المسلمون حول العالم عيد الفطر بالفرحة نفسها، ولكن بعادات وطقوس مختلفة ،بطبيعة الحال نهار العيد يبدأ عند جميع المسلمين بصلاة العيد، ومن هنا تختلف العادات وتتنوع. المغرب العربي الطقوس تتشابه في دول المغرب العربي من ناحية الصلاة وتبادل التهاني وتخصيص النهار للزيارات العائلية. ولكن المغرب يتميز عن غيره من ناحية ملابس العيد التي تكون اللباس التقليدي. أما في تونس فالعيد ينطلق بـ «طبيلة» الذي يجوب الأحياء معلنًا بدء العيد والجزائر حالها حال الدول العربية الأخرى، صلاة العيد ثم التهاني ثم الاجتماع في منازل الأهل والأصدقاء. و في ليبيا الأجواء مماثلة، وهم كما المغاربة يرتدون الزي التقليدي. في موريتانيا بعد صلاة العيد هناك زيارة الأهل والأقارب، أما في الريف فهناك الألعاب التقليدية والرقص على وقع الطبول. السعودية يتميز بالأجواء العائلية ويتم الاستعداد له في آخر يوم من رمضان حيث يخصص لتحضير الحلويات الخاصة بالعيد. بعد صلاة العيد يتم تبادل التهاني في المسجد، ثم يتوجه كل شخص إلى منزله لاستقبال أفراد العائلة أو يتم استئجار الاستراحات حين تجتمع العائلات حول مائدة العيد. الهند «تشاند رات» تعني ليلة القمر هي الليلة التي يعود فيها الآلاف إلى مسقط رأسهم للاحتفال بالعيد مع أهلهم. البداية مع صلاة العيد، ثم زيارة المقابر وبعدها زيارة الأهل؛ حيث يتم تبادل الهدايا التي تكون الملابس الجديدة، أما العيدية المالية فيقدمها الوالد لأولاده فقط. الإمارات العيد في الإمارات لا يتخلف عن غيره من الدول العربية، فبعد الصلاة يخصص النهار لزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء. وطبعًا اللقاء على مائدة العيد لتناول الطعام التقليدي. وتشهد الاحتفالات في بعض المناطق أداء الفنون التقليدية وترديد الأهازيج الشعبية. إندونيسيا يسمى «ليباران»، وهو يشهد على أكبر هجرة بشرية مؤقتة في العالم مع عودة الصائمين إلى مسقط رأسهم، وهي تسمى بولانغ كامبونغ. بعد أداء صلاة العيد يتم تبادل التهاني وخصوصًا دعوات التسامح. الزيارات في اليومين الأول والثاني هي للعائلات، والثالث هو للأصدقاء. مصر الكعك أو «الكحك» جزء أساسي من عيد الفطر، وهو يتم تحضيره في الليلة الأخيرة من رمضان. صباح العيد تجتمع الأسر والأقارب والجيران لتبادل التهاني، ثم يخرجون إلى المتنزهات والحدائق للاستمتاع بيومهم وتناول الطبق التقليدي، وهو السمك المملح. ماليزيا يسمى «هاري رايا»، ويبدأ بالصلاة مع الحرص على ارتداء الملابس التقليدية، أما التهنئة فتكون بالمصافحة لا العناق. بعد الصلاة هناك تقليد البيت المفتوح حيث تعد الموائد وتفتح البيوت لجميع الناس سواء كانوا من المسلمين أو لا. كما يمنح الوزراء مخصصات مالية لإقامة موائد للمواطنين. البحرين اليوم الأول يخصص لتناول وجبة الغداء في منزل كبير العائلة، ثم تُقسم باقي الأيام على باقي أفراد الأسرة. في بعض القرى وبعد صلاة العيد تتم زيارة جميع المنازل بشكل جماعي حيث يتم تقديم «القدوع» للزائرين. روسيا تبدأ بصلاة العيد في المساجد التي تعج بالمؤمنين بحيث يتم توفير ساحات إضافية وتسمح البلديات لهم بالصلاة خارج المساجد، وذلك لعدم وجود مساجد تتسع للجميع. بعد الصلاة يتم تبادل الزيارات، أما الأطباق فتختلف بين منطقة وأخرى، ولكن بشكل عام تقام الكثير من الفعاليات الخيرية والدينية خلال العيد. الكويت تختلف مظاهر الاحتفال بالعيد بين منطقة وأخرى. بطبيعة الحال طقوس ما بعد الصلاة تتشابه مع الدول الأخرى من ناحية الزيارات العائلية، كما تحرص ربات البيوت على تنظيف البيت ورشه بماء الورد. من العادات في الكويت التوجه إلى سوق المباركية التراثية، كما إن الكويت من الدول التي تحرص على إقامة الكثير من الحفلات الغنائية والفنية. أستراليا الجاليات المسلمة في أستراليا تحتفل بالعيد كل وفق تقاليدها وعاداتها. الحكومة تسهل عليهم الاحتفال من خلال إغلاق الشوارع المؤدية للمساجد، أما الشركات فتسمح للمسلمين بالحصول على عطلة نهار العيد في حال صودف العيد خلال يوم عمل. نيبال العيد يبدأ بصلاة العيد، ثم في تقليد خاص بهم يقومون بإطلاق البالونات الملونة التي كُتب عليها «عيد سعيد» لتحلق في السماء. لاحقًا يتم تبادل الزيارات والاجتماع حول مائدة من الأطباق التقليدية. لبنان والعراق الطقوس عمليًّا هي نفسها صلاة العيد، ثم زيارة الأهل والأصدقاء وتبادل التهاني، ثم اصطحاب الأولاد إلى الحدائق العامة. ما يختلف بين البلدين هو أطباق العيد التقليدية، ولكن العادات هي نفسها إلى حد ما. أفغانستان التقاليد تتقاطع مع كل دول العالم من ناحية الصلاة، ولكن ما يميز العيد هناك هو معارك البيض التي تسمى «توهم جانجي»؛ حيث يتم التجمع في الحدائق العامة ومحاولة كسر البيض المسلوق لمعرفة الأقوى. موزمبيق يتسابق المسلمون بعد صلاة العيد على التصافح مع بعضهم بعضًا، حيث يعدون أن أول من يبدأ بمصافحة الآخر هو الفائز بخير العيد. الصومال يتم استقبال العيد بإطلاق النار، وبعد الصلاة يتم تبادل الزيارات العائلية، وغالبًا ما يتم ذبح العجول وتوزيع اللحوم على الأقارب والفقراء. نيجيريا صلاة العيد تؤدى وسط الأدغال أو في أي مكان خارج المساجد، ويصطحب الرجال معهم النساء والأطفال وكل عائلة أو جماعة ترتدي زيًّا موحدًا خاصًّا بالعيد. من التقاليد انتظار موكب أمير المدينة الذي يضم الوزاء والأعوان وفرقة من الفنانين الذين يقومون بتسليته في طريقه إلى المسجد بالتواشيح والمواويل. إثيوبيا يتم توفير سيارات نقل مجانية لجميع الإثيوبيين لضمان وصولهم إلى المساجد أو أماكن إقامة الصلاة خصوصًا أن بعض المدن تقيمها في ميادين مفتوحة وليس في المساجد. من العادات الذبائح على غرار عيد الأضحى.
دين

“كشـ24” تهنئ قراءها بمناسبة عيد الفطر المبارك
بمناسبة عيد الفطر المبارك، تتقدم إدارة وهيئة تحرير “كشـ24” بأحر التهاني لقراء الموقع ولكافة المسلمين في بقاع الارض وندعو الله عز وجل بهذه المناسبة الجليلة، ان يدخل هذا العيد وامثاله على صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والمغاربة قاطبة باليمن والبركات، ويتقبل الله صيامهم وصلاتهم وسائر اعمالهم . عيد مبارك سعيد وكل عام وانتم بخير.
دين

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

ساحة

الحج من الشعيرة الدينية إلى الكارثة الإنسانية.. من يتحمل المسؤولية..؟


رشيد الصباحي نشر في: 27 أغسطس 2018

نتذكر جميعا تلك المقولة التي كان يرددها آباءنا وأجدادنا، والتي تنطلق من شعور ديني راسخ في أذهان الأجيال المتعاقبة، الأجر على قدر المشقة، وكانت هذه المقولة دائما تلازم الحجاج المغاربة والمسلمين بصفة عامة، كلما عادوا من الديار المقدسة بعد أداء مناسك هذه الشعيرة التي هي ركن من أركان الإسلام الخمس، وكانت دعواتهم وابتهالاتهم إلى الله تعالى تنطلق من قولهم "اللهم اجعل الأجر على قدر المشقة"، اعتبارا لما يكتنف أداء مناسك الحج من صعاب ومتاعب، بدء من رحلة السفر إلى إنهاء المناسك بعد طواف الإفاضة والوداع.ومع تطور الحياة، وتغير ظروف مناسك الحج كان من المفترض أن تتخلص هذه المشاق خصوصا أن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات السعودية من أجل التخفيف من معاناة الحجاج، جعلت الحج أمرا ميسرا في كثير من شروطه وظروفه، غير أن هذا الأمر لاينطبق على الإطلاق على الحجاج المغاربة، فمنذ سنوات ونحن نسمع عن أخبار المعاناة الكبيرة التي تلاحق الحجاج المغاربة وهم يؤدون مناسك الحج في الوقت الذي كان من المفترض أن تيسر لهم الأمور حتى يتفرغوا للصلاة والذكر والدعاء وأداء كل ما تتطلبه هذه المناسك بشكل يكتنفه الخشوع والابتهال.أكثر من 5 سنوات نتابع أخبار الحجاج ونعلم أنهم يعانون أثناء أداءهم مناسك الحج، من معاناة التفريط والإهمال الذي يطوله من طرف البعثة المغربية المكلفة برعاية مصالحهم، وهو أمر مستغرب جدا لأننا نعلم أن الحاج المغربي يؤدي عن الخدمات التي تقدم له رسوما تفوق الخمسين ألف درهم، نظير توفير السكن والرعاية والنقل، فكثيرا ما يحدث أن لا يجد الحاج المغربي من ينقله إلى المناسك يوم التروية ويوم عرفة وعند العودة إلى المزدلفة ومنى لقضاء بقية أيام التشريق.هذه السنة كانت الأمور أكثر ضراوة، ونسميها أكثر سفالة، حيث عانى الحجاج المغاربة من إهمال شديد ومضايقات كثيرة ونقص في الإيواء والإطعام أدى ببعض الحجاج إلى الخروج عن صمتهم، وإلى الابتعاد عن متطلبات أداء هذه الشعيرة الدينية، والتي تلزم الحاج بالتفرغ إلى الذكر و شكر الله سبحانه وتعالى، عن الابتعاد عن هذه الممارسات الدينية التي هي ركن الحاج بسبب الغضب والقلق، وبسبب عدم الإكتراث بمصالح الحجاج المغاربة.هكذا الحجاج المغاربة هذه السنة مناسك الحج، حيث بلغت ذروة الإهمال وعدم الإكتراث يوم التروية ويوم عرفة، إذ لم يجد الكثير من الحجاج من ينقلهم لأداء شعيرة الوقوف بعرفة، وهي ركن الحج الأكبر، ثم عند العودة إلى المزدلفة، وكثير من المسنين من الحجاج من تعرضوا لحالات ضربات الشمس، وبعضهم قد فارق الحياة بسبب هذا الإهمال الذي لا يمكن إلا أن يرجع لعدم الاهتمام الذي كان من الواجب أن توليه البعثة المغربية لحجاج بيت الله الحرام، وهو أمر ليس بالجديد على هذه البعثة التي دائما في السنوات الأخيرة، ومنذ حوالي 6 سنوات، وهي تهمل دورها وتكتفي بالخضوع في مكاتبها دون أن تكترث لمشاكل الحجاج ومعاناتهم.بلغت إذن معاناة الحجاج المغاربة هذه السنة ذروتها وقمتها، وعزى بعض المسؤولين ذلك إلى المضايقات التي لقيها الحجاج من السلطات السعودية، حيث قدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية شكاية إلى مؤسسة مطوفي الحجاج الدول العربية، وهي مؤسسة أهلية غير حكومية، بعد أن أصدرت بلاغا أولا، مفاده ان ما تم تداوله من الفيديوهات يرجع إلى السنوات الماضية، وبعد ذلك أكدت من جديد أنها قد قامت بالاتصال بالسلطات السعودية لتتساءل عما سمته بالاختلالات، والأمر لا يتعلق بالاختلالات فقط، يتعلق بتفريط في حقوق المواطنين الذين دفعوا من أموالهم ما كان من المفترض أن يمكنهم من أداء فريضتهم وركن الحج الخامس من أركان الإسلام على أحسن وجه، ولكنهم ووجهوا بما لم يكن لهم في الحسبان، حيث قضى الكثير منهم لياليهم على أرصفة دورات المياه، وفي الشارع العام نساء ورجالا دون أن يقام لهم اهتمام، أو أن يلتفت إليهم من طرف مسؤولي البعثة المغربية الرسمية أيضا.مع التذكير بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد وجه تعليماته السامية إلى البعثة المغربية الرسمية قبل توجهها إلى الديار المقدسة لتعتني بشؤون الحجاج ومصالحهم لأنه أمير المؤمنين، ويرعى مصالح رعيته في أداء شعائرهم الدينية، وما حدث كان العكس فمن يتحمل المسؤولية؟لقد أرادت السلطات المغربية أن تنحي باللاءمة على السلطات السعودية، مع العلم أن السلطات المغربية مسؤولة بالأساس على تدبير شؤون الحجاج بدء من مغادرتهم أرض الوطن إلى عودتهم سالمين غانمين.أذكر أنه في سنة 2011 وقد كنت شاهد عيان على ذلك، واجه الحجاج المغاربة ظروفا قاسية بعد عودتهم من أدائهم للحج الأكبر بعرفة، إلى مشعر منى، حيث وجدوا خيامهم قد احتلت من طرف حجاج دول أخرى، وبصف خاصة الحجاج الموريتانيين، وخرجوا إلى الشارع في تظاهرة احتجاج.أذكر أنه في تلك الليلة من ليالي التشريق، توجهت مع مجموعة من الأصدقاء، ومجموعة من الحاضرين الذي كانوا يقاسمونني موقع وجودي بمشعر منى، وقد كنت أنذاك أؤدي مناسك الحج تحت إشراف وكالة الأسفار لنرى أوضاع الحجاج، الحج الرسمي الذي تؤطره الدولة.كان من بين الحاضرين معي في تلك الليلة وزير الدولة الحالي في حقوق الانسان السيد مصطفى الرميد، الذي حاول أن يهدأ روع هؤلاء الحجاج، وقد كان أنذاك من قياديي حزب العدالة والتنمية، كما هو الآن وكنا على بعد أيام قليلة من الانتخابات التشريعية التي قادت هذا الحزب إلى سدة تدبير الشأن العام.كانت الظروف سيئة لهؤلاء الحجاج، كنت أعرف بعضهم وكنت أعلم أن هناك منهم من المسنين والمسنات الذين عانوا في ليلة سيئة جدا، ولولا تدخل بعض المسؤولين السعوديين لكانت الكارثة أسوء مما كنا نتصور.إذن الوضعية ليست جديدة على على واقع الحجاج المغاربة، فمن يتحمل المسؤولية إذن كما قلنا؟إنه في الدول الديمقراطية التي تحترم نفسها عندما يحدث مثل هذا الأمر يبادر المسؤول عن القطاع إلى تقديم استقالته، أو تبادر السلطات المعنية إلى إقالة الوزير المعني لأنه لم يؤدي واجبه اتجاه هؤلاء المواطنين، ولم يسهر على رعاية مصالح هؤلاء الحجاج من خلال البعثة التي يشرف على متابعة أعمالها، ولو من داخل المغرب.إننا في المغرب نحترم مؤسسة إمارة المؤمنين لأنها المؤسسة التي ترعى مصالح المواطنين الدينية، وترعى حقهم في أداء مناسكهم وشعاءرهم المختلفة، وإلى هذه المؤسسة يرجع أمر البث في هذا الموضوع، وننتظر النتائج، ماذا سيحدث بعدما وقع من مآسي لهؤلاء الحجاج والتي مازالت تداعياتها تصلنا يوما بعد آخر.

رشيد الصباحي

نتذكر جميعا تلك المقولة التي كان يرددها آباءنا وأجدادنا، والتي تنطلق من شعور ديني راسخ في أذهان الأجيال المتعاقبة، الأجر على قدر المشقة، وكانت هذه المقولة دائما تلازم الحجاج المغاربة والمسلمين بصفة عامة، كلما عادوا من الديار المقدسة بعد أداء مناسك هذه الشعيرة التي هي ركن من أركان الإسلام الخمس، وكانت دعواتهم وابتهالاتهم إلى الله تعالى تنطلق من قولهم "اللهم اجعل الأجر على قدر المشقة"، اعتبارا لما يكتنف أداء مناسك الحج من صعاب ومتاعب، بدء من رحلة السفر إلى إنهاء المناسك بعد طواف الإفاضة والوداع.ومع تطور الحياة، وتغير ظروف مناسك الحج كان من المفترض أن تتخلص هذه المشاق خصوصا أن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات السعودية من أجل التخفيف من معاناة الحجاج، جعلت الحج أمرا ميسرا في كثير من شروطه وظروفه، غير أن هذا الأمر لاينطبق على الإطلاق على الحجاج المغاربة، فمنذ سنوات ونحن نسمع عن أخبار المعاناة الكبيرة التي تلاحق الحجاج المغاربة وهم يؤدون مناسك الحج في الوقت الذي كان من المفترض أن تيسر لهم الأمور حتى يتفرغوا للصلاة والذكر والدعاء وأداء كل ما تتطلبه هذه المناسك بشكل يكتنفه الخشوع والابتهال.أكثر من 5 سنوات نتابع أخبار الحجاج ونعلم أنهم يعانون أثناء أداءهم مناسك الحج، من معاناة التفريط والإهمال الذي يطوله من طرف البعثة المغربية المكلفة برعاية مصالحهم، وهو أمر مستغرب جدا لأننا نعلم أن الحاج المغربي يؤدي عن الخدمات التي تقدم له رسوما تفوق الخمسين ألف درهم، نظير توفير السكن والرعاية والنقل، فكثيرا ما يحدث أن لا يجد الحاج المغربي من ينقله إلى المناسك يوم التروية ويوم عرفة وعند العودة إلى المزدلفة ومنى لقضاء بقية أيام التشريق.هذه السنة كانت الأمور أكثر ضراوة، ونسميها أكثر سفالة، حيث عانى الحجاج المغاربة من إهمال شديد ومضايقات كثيرة ونقص في الإيواء والإطعام أدى ببعض الحجاج إلى الخروج عن صمتهم، وإلى الابتعاد عن متطلبات أداء هذه الشعيرة الدينية، والتي تلزم الحاج بالتفرغ إلى الذكر و شكر الله سبحانه وتعالى، عن الابتعاد عن هذه الممارسات الدينية التي هي ركن الحاج بسبب الغضب والقلق، وبسبب عدم الإكتراث بمصالح الحجاج المغاربة.هكذا الحجاج المغاربة هذه السنة مناسك الحج، حيث بلغت ذروة الإهمال وعدم الإكتراث يوم التروية ويوم عرفة، إذ لم يجد الكثير من الحجاج من ينقلهم لأداء شعيرة الوقوف بعرفة، وهي ركن الحج الأكبر، ثم عند العودة إلى المزدلفة، وكثير من المسنين من الحجاج من تعرضوا لحالات ضربات الشمس، وبعضهم قد فارق الحياة بسبب هذا الإهمال الذي لا يمكن إلا أن يرجع لعدم الاهتمام الذي كان من الواجب أن توليه البعثة المغربية لحجاج بيت الله الحرام، وهو أمر ليس بالجديد على هذه البعثة التي دائما في السنوات الأخيرة، ومنذ حوالي 6 سنوات، وهي تهمل دورها وتكتفي بالخضوع في مكاتبها دون أن تكترث لمشاكل الحجاج ومعاناتهم.بلغت إذن معاناة الحجاج المغاربة هذه السنة ذروتها وقمتها، وعزى بعض المسؤولين ذلك إلى المضايقات التي لقيها الحجاج من السلطات السعودية، حيث قدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية شكاية إلى مؤسسة مطوفي الحجاج الدول العربية، وهي مؤسسة أهلية غير حكومية، بعد أن أصدرت بلاغا أولا، مفاده ان ما تم تداوله من الفيديوهات يرجع إلى السنوات الماضية، وبعد ذلك أكدت من جديد أنها قد قامت بالاتصال بالسلطات السعودية لتتساءل عما سمته بالاختلالات، والأمر لا يتعلق بالاختلالات فقط، يتعلق بتفريط في حقوق المواطنين الذين دفعوا من أموالهم ما كان من المفترض أن يمكنهم من أداء فريضتهم وركن الحج الخامس من أركان الإسلام على أحسن وجه، ولكنهم ووجهوا بما لم يكن لهم في الحسبان، حيث قضى الكثير منهم لياليهم على أرصفة دورات المياه، وفي الشارع العام نساء ورجالا دون أن يقام لهم اهتمام، أو أن يلتفت إليهم من طرف مسؤولي البعثة المغربية الرسمية أيضا.مع التذكير بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد وجه تعليماته السامية إلى البعثة المغربية الرسمية قبل توجهها إلى الديار المقدسة لتعتني بشؤون الحجاج ومصالحهم لأنه أمير المؤمنين، ويرعى مصالح رعيته في أداء شعائرهم الدينية، وما حدث كان العكس فمن يتحمل المسؤولية؟لقد أرادت السلطات المغربية أن تنحي باللاءمة على السلطات السعودية، مع العلم أن السلطات المغربية مسؤولة بالأساس على تدبير شؤون الحجاج بدء من مغادرتهم أرض الوطن إلى عودتهم سالمين غانمين.أذكر أنه في سنة 2011 وقد كنت شاهد عيان على ذلك، واجه الحجاج المغاربة ظروفا قاسية بعد عودتهم من أدائهم للحج الأكبر بعرفة، إلى مشعر منى، حيث وجدوا خيامهم قد احتلت من طرف حجاج دول أخرى، وبصف خاصة الحجاج الموريتانيين، وخرجوا إلى الشارع في تظاهرة احتجاج.أذكر أنه في تلك الليلة من ليالي التشريق، توجهت مع مجموعة من الأصدقاء، ومجموعة من الحاضرين الذي كانوا يقاسمونني موقع وجودي بمشعر منى، وقد كنت أنذاك أؤدي مناسك الحج تحت إشراف وكالة الأسفار لنرى أوضاع الحجاج، الحج الرسمي الذي تؤطره الدولة.كان من بين الحاضرين معي في تلك الليلة وزير الدولة الحالي في حقوق الانسان السيد مصطفى الرميد، الذي حاول أن يهدأ روع هؤلاء الحجاج، وقد كان أنذاك من قياديي حزب العدالة والتنمية، كما هو الآن وكنا على بعد أيام قليلة من الانتخابات التشريعية التي قادت هذا الحزب إلى سدة تدبير الشأن العام.كانت الظروف سيئة لهؤلاء الحجاج، كنت أعرف بعضهم وكنت أعلم أن هناك منهم من المسنين والمسنات الذين عانوا في ليلة سيئة جدا، ولولا تدخل بعض المسؤولين السعوديين لكانت الكارثة أسوء مما كنا نتصور.إذن الوضعية ليست جديدة على على واقع الحجاج المغاربة، فمن يتحمل المسؤولية إذن كما قلنا؟إنه في الدول الديمقراطية التي تحترم نفسها عندما يحدث مثل هذا الأمر يبادر المسؤول عن القطاع إلى تقديم استقالته، أو تبادر السلطات المعنية إلى إقالة الوزير المعني لأنه لم يؤدي واجبه اتجاه هؤلاء المواطنين، ولم يسهر على رعاية مصالح هؤلاء الحجاج من خلال البعثة التي يشرف على متابعة أعمالها، ولو من داخل المغرب.إننا في المغرب نحترم مؤسسة إمارة المؤمنين لأنها المؤسسة التي ترعى مصالح المواطنين الدينية، وترعى حقهم في أداء مناسكهم وشعاءرهم المختلفة، وإلى هذه المؤسسة يرجع أمر البث في هذا الموضوع، وننتظر النتائج، ماذا سيحدث بعدما وقع من مآسي لهؤلاء الحجاج والتي مازالت تداعياتها تصلنا يوما بعد آخر.

رشيد الصباحي



اقرأ أيضاً
محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

“الحق المهني المسلوب”: من يُسكت صوت المرشدين السياحيين؟
في قطاع يُعدّ من الركائز الأساسية للاقتصاد المحلي والوطني، يجد مئات المرشدين السياحيين بجهة مراكش-آسفي أنفسهم في مواجهة تحديات مهنية وإدارية متزايدة. وسط غياب آليات فعالة لحماية حقوقهم، تتعالى أصواتهم مطالبة بالإصلاح، لكن هل من مجيب؟ هذا المقال يعكس انشغالات مجموعة من المهنيين الذين يرون أن الممارسات التنظيمية الحالية تُقصيهم بدل أن تدمجهم، ويطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل المهنة، وهذا نص المقال:"في قلب القطاع السياحي بمراكش-آسفي، يعيش مئات المرشدين حالة من التهميش الممنهج، في ظل تراكم ممارسات إدارية وتنظيمية غير متوازنة، وغياب الآليات الفعالة التي تضمن العدالة المهنية. الوضع الحالي يفرض علينا طرح أسئلة جريئة: من يُراقب؟ من يُحاسب؟ ومن يُنصف من لا صوت له؟جمعية في وضعية مخالفة... بلا محاسبةللسنة الثالثة على التوالي، لم تعقد الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين أي جمع عام، ولم تُعرض أي تقارير مالية أو أدبية، ومع ذلك تواصل تحصيل واجبات الانخراط، وتسليم الشهادات وكأن شيئاً لم يكن.أين دور المراقبة؟ من يتحمل مسؤولية تفعيل آليات الشفافية الداخلية؟ أليس استمرار هذا الوضع يمثل خرقاً لمبادئ الحكامة المهنية؟التكوين الرقمي: برنامج غير منصف لفئة واسعةفرض شهادة التكوين الرقمي ضمن وثائق تجديد الاعتماد جاء بهدف التأهيل، لكنه لم يُرفق، حسب عدد من المهنيين، بآليات واقعية لضمان مشاركة حقيقية ومتساوية، مما خلق شعوراً بالإقصاء لدى شريحة واسعة من المرشدين:مشاركات شكلية أو بالنيابة.غياب دعم فعلي للفئات غير المتمكنة من التكنولوجيا.شهادة تُمنح دون تأكيد فعلي لاكتساب المهارات.النتيجة؟ تكوين تحوّل إلى عبء إداري لا يراعي خصوصية الميدان.تجديد الرخصة: منطق الورق أم منطق الكفاءة؟المرشدون يقدمون ملفاتهم كاملة، لكن العديد منهم يُدرك أن ما يُطلب ليس بالضرورة انعكاساً حقيقياً للخبرة أو القدرة. شهادات انخراط صادرة عن جمعيات غير مفعلة تنظيمياً، وشهادات تكوين دون مضمون فعلي، فهل هذه مؤشرات تأهيل حقيقية؟ أم مجرد إجراء شكلي؟الشهادة الطبية: سؤال حول العدالة المهنيةيشكل شرط الشهادة الطبية عائقاً أمام عدد من المرشدين الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات صحية مؤقتة. فهل العجز المؤقت أو الإعاقة الخفيفة تعني بالضرورة عدم الأهلية؟ وهل من العدل أن يُقصى شخص فقط لأنه يخضع لعلاج منتظم أو يعيش مع إعاقة بسيطة لا تمنعه من أداء مهامه؟الضمان الاجتماعي: بين التعقيد والإجحافيعاني عدد من المرشدين السياحيين من صعوبات متزايدة في تسوية وضعيتهم مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، في ظل غياب مواكبة فعلية تأخذ بعين الاعتبار طبيعة عملهم المستقل وغير المنتظم. ومن أبرز الإشكالات المطروحة:تعقيد مساطر الانتظام وتسديد المستحقات القديمة.تراكم مبالغ يصعب سدادها دفعة واحدة.وجود اقتطاعات بنكية غير دقيقة في بعض الحالات.تعرض المرشدين مزدوجي الجنسية لأداء مزدوج للواجبات دون تنسيق واضح بين الدول.هذا الوضع يُفاقم الهشاشة الاجتماعية للمرشدين، ويُفرغ التغطية الاجتماعية من مضمونها، ويُرسخ الإقصاء بدل الإدماج.مطالب مهنية ملحةافتحاص إداري ومالي للجمعية الجهوية ضماناً للشفافية.مراجعة آليات استخراج شهادات التكوين والانخراط.تيسير شروط الشهادة الطبية بشكل إنساني وعادل.فتح حوار مهني موسع لتصحيح المسار التنظيمي دون توتر أو صدام.رسالة مفتوحة لكل ضمير مهنيهذا المقال ليس مجرد وصف لاختلالات مهنية، بل هو نداء صادق يلامس كرامة كل مرشد سياحي. لسنا بصدد مطالب تعجيزية، بل نطالب فقط بما يضمن الاستمرارية في العمل بكرامة: تنظيم شفاف، تمثيلية شرعية، تكوين فعلي، وحماية اجتماعية عادلة.لقد طال الصمت، وكثُر التغاضي، وحان الوقت لنُعيد للمهنة صوتها ومكانتها. صوت المرشد ليس هامشيًا... إنه صوت الثقافة، والتاريخ، والانتماء."
ساحة

يونس مجاهد يكتب: مصداقية الخبر وطُعم النقرات
موضوع مصداقية الأخبار ليست جديدا في ثقافتنا، بل إنه متجذر فيها، وهناك مرجعيات كثيرة تحيلنا على الأهمية القصوى التي أوليت للفرق بين الخبر الصادق والخبر الكاذب في تراثنا، و لا أدل على ذلك من الآية الكريمة " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ". فالعودة لهذه المرجعيات سيكون مفيدا في مقاومة المد الجارف للتضليل والأخبار الملفقة والإثارة الرخيصة، التي يسعى تجار شبكات التواصل الاجتماعي إلى جعلها وسيلة للتشهير والإساءة، ومصدر اغتناء، غير عابئين بالقيم النبيلة التي من المفترض أن نتقاسمها كمجتمع. إن العودة إلى مرجعيتنا الحضارية والثقافية كفيل بأن يساهم إلى حد كبير في توفير وسائل وأدوات مقاومة الإتجار الرخيص في حرية التعبير، ففي مقدمة ابن خلدون التي أسست لعلم العمران البشري، هناك تدقيق مذهل لضرورة التمحيص في الأخبار، حيث يقول إنه من الضروري التمحيص والنظر في الخبر، حتى يتبين صدقه من كذبه، لأن الابتعاد عن الانتقاد والتمحيص يقع في قبول الكذب ونقله. ويضيف أن من الأسباب المقتضية للكذب في الأخبار، أيضا، الثقة بالناقلين، وتمحيص ذلك يرجع إلى التعديل والتجريح. ومنها الذهول عن المقاصد، فكثير من الناقلين لا يعرف القصد بما عاين أو سمع، وينقل الخبر على ما في ظنه وتخمينه، فيقع في الكذب. إن ابن خلدون، الذي سبق عصره، يتحدث هنا عن مصادر الأخبار، التي يعتبر أنه من غير الممكن تصديق ما تنقله بدون إعمال العقل النقدي. وهو من صميم العمل الصحافي، حيث أن التأكد من مصادر الأخبار ومدى مصداقيتها، هو جوهر المهنة، وهو أيضا ما يدرس اليوم في التربية على الإعلام، إذ أن أهم مبدأ يوصى به هو عدم تصديق أي "خبر"، إلا بعد التأكد من المصادر، أولا، ثم التمحيص والنظر في هذا الخبر، كما يقول ابن خلدون، ثانيا، لغربلته وإخضاعه للعقل والمنطق. وفي هذا الإطار، تؤكد التجربة، أنه لا يمكن للمجتمعات أن تستغني عن الصحافة المهنية، في تداول الأخبار، لأنها تكون صادرة عن صحافيين محترفين، يتوفرون على تكوين وخبرة ومستوى علمي، والأهم من ذلك، أنهم يشتغلون في بيئة صحافية، أي ضمن هيئة تحرير وميثاق أخلاقيات وقواعد العمل الصحافي. ولا يمكن لشبكات التواصل الاجتماعي أوما يسمي ب"المؤثرين"، أن تعوض العمل الصحافي الاحترافي، بحجة أنها "صحافة مستقلة"، فليس هناك إلا صحافة واحدة، إما أن تكون احترافية موضوعية وذات مصداقية، تعمل طبقا لأساسيات مهنة الصحافة وتقاليدها، أو لا تكون. الصحافي الحقيقي، كالمؤرخ، يقول عبد الله العروي، في كتابه "مفهوم التاريخ"، إذ يعتبر أن العديد من الملاحظين يشبهون الصحافي بالمؤرخ، فيقال إن الأول مؤرخ اللحظة، بينما الثاني صحافي الماضي، كلاهما يعتمد على مخبر، وكلاهما يؤول الخبر ليعطيه معنى، الفرق بينهما هو المهلة المخولة لكل واحد منهما، إذا ضاقت تحول المؤرخ إلى صحافي، وإذا عاد الصحافي إلى الأخبار وتأملها بعد مدة تحول إلى مؤرخ، أما إشكالية الموضوعية وحدود "إدراك الواقع كما حدث"، فهي واحدة بالنسبة لهما معا. والمقصود هنا، حسب العروي، هو أن كلا من الصحافي والمؤرخ، عليهما تحري الدقة في الأخبار والحوادث المنقولة، واعتماد المصادر الموثوقة، مثل التغطية الميدانية وشهود العيان أو معايشة الأحداث، بالإضافة إلى الوثائق والآثار الدالة على ما حصل... هذه هي الصحافة المستقلة، عن التلفيق والكذب والإثارة المجانية واستجداء عدد النقرات. ويعتبر اليوم "طُعم النقرات "clickbait، من الآفات الكبرى التي أصابت الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح العديد ممن يسعون إلى تحقيق الأرباح، بأية وسيلة، اللجوء إلى تشويه الحقيقة وتقويض القيم الصحفية التقليدية، مثل الدقة والموضوعية والشفافية، همهم الوحيد هو الدخول في مهاترات وجدل عقيم، و اعتماد عناوين مثيرة، و كتابة أو بث كل ما يمكن أن يثير الفضول بدون معنى أو محتوى و بدون مصدر موثوق، كتاباتهم أو احاديثهم تتضمن تناقضات كثيرة، لكن كل ذلك يهون، بالنسبة لهم، أمام ما يمكن أن يحققونه من مداخيل. لذلك رفعت العديد من التنظيمات الصحافية في تجارب دولية، شعار؛ "لا تنقر"، أي تجنب طُعم الإثارة التجارية الرخيصة، التي تشوه الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي.
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 22 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة