التشاور حول التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة درعة.. هل يصلح مسؤولو الجهة أعطاب الإنطلاقة الخاطئة؟ – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
السبت 19 أبريل 2025, 23:10

ساحة

التشاور حول التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة درعة.. هل يصلح مسؤولو الجهة أعطاب الإنطلاقة الخاطئة؟


كشـ24 نشر في: 21 يناير 2023

الزوبير بوحوتتحتضن مدينة ورزازات يوم 23 يناير 2023 إجتماعا بخصوص التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة درعة تافيلالت وذلك بحضور أعضاء الجهة ومكتب الدراسات.سيشكل هدا اللقاء الذي سينعقد بقصر المؤتمرات بورزازات ابتداءا من الساعة العاشرة صباحا فرصة للتشاور حول التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة درعة تافيلالت ، وهي وثيقة مرجعية أساسية لأي استراتيجية تنموية لا بد أن تتقاطع مع برنامج التنمية الجهوي كما يمكن اعتبار هذا اللقاء فرصة لإصلاح الأخطاء المسطرية التي ارتكبت إبان إعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب وكذا برنامج التنمية لجهة درعة تافيلالت.وهنا لابد من التذكير ان اللقاءات التشاورية كانت قد إنطلقت في أواسط شهر يناير 2022 بمختلف أقاليم الجهة حيت تم تعميم بلاغات صحفية انذاك مفادها أن مصالح الجهة تقوم بالمشاورات اللازمة لإعداد الوثيقتين، كما صادقت الجهة في دورة مارس 2022 على برنامج التنمية الجهوي و شكل هذا الحدث فرصة للافتخار بالعمل "الجاد" و "الجدي" الذي قام به رئيس الجهة وجميع مكونات المجلس.إلا أن الأمور لم تكن بالشكل الذي سوقت له، ويبدو أن ملاحظات وزارة الداخلية كانت صادمة لمسؤولي الجهة حيت سلطت الضوء على مجموعة من الاختلالات تهم بالخصوص الشق المسطري والموضوعاتي والمالي بالإضافة الى الشق الشكلي في ديباجة تقديم المشروع.لقد سبق في مقال سابق أن ابديت ملاحظة سطحية بخصوص الشق المالي حيث لم أفهم كيف يمكن لجهة درعة تافيلالت التي تساهم ب 2,6% من الناتج الداخلي الخام ان تقترح برنامج في حدود 46 مليار درهم فيما برنامج جهة الدار البيضاء-السطات يبقى في حدود 48 مليار درهم علما انها تساهم بأكثر من 32% من الناتج الداخلي الخام.ولهذا بات مؤكدا أن البرنامج سيعرف مراجعة جدرية لأنه سيتقلص إلى حدود 16 او 17 مليار درهم فقط وهو ما يستدعي إعادة اقتراحه من جديد أخذا بعين الاعتبار ملاحظات وزارة الداخلية وهو ما يعني إعادة النضر في كل المشاريع المقترحة.فبرنامج التنمية يتطلب دراسة متأنية بمقاربة تشاركية تعتمد الذكاء الجماعي لمحاولة المساهمة في اغناءه بكل موضوعية وفي إطار الخبرة التي يتمتع بها كل المتدخلون مع مراعات العدالة المجالية و الاقطاب القطاعية......وهنا نجد انفسنا امام مشكل قد يبدو صغيرا لكنه يخفي أمور لابد أن يتم توضيحها من طرف مسؤولي الجهة : فإلى حدود الان هناك نسختين من برنامج التنمية الجهوي ولا ادري من هي النسخة التي تمت المصادقة عليها ومن هي النسخة التي تم ارسالها لمصالح وزارة الداخلية.ففي إحدى النسخ من البرنامج، يتكون المقترح من 123 مشروعا، تصل تكلفتها الاجمالية حوالي 46 مليار درهم تتحمل الجهة حوالي7 مليار درهم تغطي هاته المشاريع الشق الاجتماعي والبيئي والمجالي والاقتصادي كما تغطي مجال الحكامة.( كما هو مبين في الصورة).وبخصوص الشق الاقتصادي الذي يقترح 42 مشروعا بمبلغ مليار5,941 درهم ومساهمة ذاتية تصل 1,66 مليار نجد مشروعين للسياحة بمبلغ إجمالي يصل 1,28 مليار درهم وتصل مساهمة الجهة إلى 566 مليون درهم.اما في النسخة الثانية فالبرنامج يشمل 118 مشروعا فقط بحجم إجمالي يصل إلى 46 مليار درهم تصل فيه مساهمة الجهة إلى 10,7 مليار درهم.وهنا نلاحظ ان المحور الاقتصادي يقترح 38 مشروع فقط لكن بمبلغ إجمالي يصل 6,072 مليار درهم وبمساهمة ذاتية تصل إلى 1,735 مليار درهم من ضمنها مشروع واحد للسياحة بمبلغ إجمالي يصل 1,388 مليار درهم وتصل مساهمة الجهة إلى 611 مليون درهم.ومن هنا نجد انفسنا امام تركيبتين نرجح ان الوثيقة التي ابدت فيها وزارة الداخلية ملاحظاتها هي التي يصل مبلغ المساهمة الذاتية للجهة فيها إلى 7 مليار درهم، علما ان مصالح الداخلية ابدت ملاحظة أن الجهة لا تتوفر على هاته القدرة التمويلية وهو ما يستدعي لجوء الجهة إلى الاقتراض من صندوق التجهيز الجماعي ( إن توفرت فيه الشروط للحصول على هدا المبلغ) أو البحث عن مصادر تمويل أخرى وفق شروط واضحة...الأمر هنا واضح، يستوجب إعادة العمل على تركيبة مالية جديدة واقتراح البرنامج للمناقشة من جديد وفق المساطر القانونية.لكن بتركيزي على الميدان السياحي، ألاحظ أن الجهة أرسلت برنامجا تنمويا مساهمتها الذاتية فيه في حدود 7 مليار درهم وهو البرنامج الذي يشمل مشروعين للسياحة بمبلغ 1,28 مليار درهم، بينما يتم الكلام على التوقيع عن إتفاقية و المصادقة عليها مع مجموعة من الشركاء وعلى رأسها الشركة المغربية للهندسة السياحية بمبلغ 1,388 درهم ( سنعود اليه فيما بالتفصيل ) وهو المشروع الذي نجده في النسخة الثانية من برنامج التنمية الجهوي والتي تصل فيه مساهمة الجهة إلى 10,7 مليار درهم والذي لا أضن انه هو الذي ارسل إلى مصالح وزارة الداخلية التي بعثت جملة من الملاحظات ومن بينها الشق المالي حيث تتكلم صراحة عن غياب القدرة المالية الذاتية للجهة والتي تبقى في حدود 4 مليار درهم بينما الجهة تقترح برنامجا يصل فيه التمويل الذاتي إلى 7 مليار درهم وهو ما يؤكد أن هاته هي النسخة التي تم ارسالها وتم رفضها فما بالك بالنسخة التي تصل فيها مساهمة الجهة إلى 10,7 مليار درهم.اللقاء التشاوري يجب أن يتحول إلى لقاء لمصارحة الذات فالجهة، لاتحتاج للمزيد من الأخطاء. اضن اننا أمام انطلاقة خاطئة يجب تصحيحها على الفور تجنبا لهدر المزيد من الزمن التنموي.

الزوبير بوحوتتحتضن مدينة ورزازات يوم 23 يناير 2023 إجتماعا بخصوص التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة درعة تافيلالت وذلك بحضور أعضاء الجهة ومكتب الدراسات.سيشكل هدا اللقاء الذي سينعقد بقصر المؤتمرات بورزازات ابتداءا من الساعة العاشرة صباحا فرصة للتشاور حول التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة درعة تافيلالت ، وهي وثيقة مرجعية أساسية لأي استراتيجية تنموية لا بد أن تتقاطع مع برنامج التنمية الجهوي كما يمكن اعتبار هذا اللقاء فرصة لإصلاح الأخطاء المسطرية التي ارتكبت إبان إعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب وكذا برنامج التنمية لجهة درعة تافيلالت.وهنا لابد من التذكير ان اللقاءات التشاورية كانت قد إنطلقت في أواسط شهر يناير 2022 بمختلف أقاليم الجهة حيت تم تعميم بلاغات صحفية انذاك مفادها أن مصالح الجهة تقوم بالمشاورات اللازمة لإعداد الوثيقتين، كما صادقت الجهة في دورة مارس 2022 على برنامج التنمية الجهوي و شكل هذا الحدث فرصة للافتخار بالعمل "الجاد" و "الجدي" الذي قام به رئيس الجهة وجميع مكونات المجلس.إلا أن الأمور لم تكن بالشكل الذي سوقت له، ويبدو أن ملاحظات وزارة الداخلية كانت صادمة لمسؤولي الجهة حيت سلطت الضوء على مجموعة من الاختلالات تهم بالخصوص الشق المسطري والموضوعاتي والمالي بالإضافة الى الشق الشكلي في ديباجة تقديم المشروع.لقد سبق في مقال سابق أن ابديت ملاحظة سطحية بخصوص الشق المالي حيث لم أفهم كيف يمكن لجهة درعة تافيلالت التي تساهم ب 2,6% من الناتج الداخلي الخام ان تقترح برنامج في حدود 46 مليار درهم فيما برنامج جهة الدار البيضاء-السطات يبقى في حدود 48 مليار درهم علما انها تساهم بأكثر من 32% من الناتج الداخلي الخام.ولهذا بات مؤكدا أن البرنامج سيعرف مراجعة جدرية لأنه سيتقلص إلى حدود 16 او 17 مليار درهم فقط وهو ما يستدعي إعادة اقتراحه من جديد أخذا بعين الاعتبار ملاحظات وزارة الداخلية وهو ما يعني إعادة النضر في كل المشاريع المقترحة.فبرنامج التنمية يتطلب دراسة متأنية بمقاربة تشاركية تعتمد الذكاء الجماعي لمحاولة المساهمة في اغناءه بكل موضوعية وفي إطار الخبرة التي يتمتع بها كل المتدخلون مع مراعات العدالة المجالية و الاقطاب القطاعية......وهنا نجد انفسنا امام مشكل قد يبدو صغيرا لكنه يخفي أمور لابد أن يتم توضيحها من طرف مسؤولي الجهة : فإلى حدود الان هناك نسختين من برنامج التنمية الجهوي ولا ادري من هي النسخة التي تمت المصادقة عليها ومن هي النسخة التي تم ارسالها لمصالح وزارة الداخلية.ففي إحدى النسخ من البرنامج، يتكون المقترح من 123 مشروعا، تصل تكلفتها الاجمالية حوالي 46 مليار درهم تتحمل الجهة حوالي7 مليار درهم تغطي هاته المشاريع الشق الاجتماعي والبيئي والمجالي والاقتصادي كما تغطي مجال الحكامة.( كما هو مبين في الصورة).وبخصوص الشق الاقتصادي الذي يقترح 42 مشروعا بمبلغ مليار5,941 درهم ومساهمة ذاتية تصل 1,66 مليار نجد مشروعين للسياحة بمبلغ إجمالي يصل 1,28 مليار درهم وتصل مساهمة الجهة إلى 566 مليون درهم.اما في النسخة الثانية فالبرنامج يشمل 118 مشروعا فقط بحجم إجمالي يصل إلى 46 مليار درهم تصل فيه مساهمة الجهة إلى 10,7 مليار درهم.وهنا نلاحظ ان المحور الاقتصادي يقترح 38 مشروع فقط لكن بمبلغ إجمالي يصل 6,072 مليار درهم وبمساهمة ذاتية تصل إلى 1,735 مليار درهم من ضمنها مشروع واحد للسياحة بمبلغ إجمالي يصل 1,388 مليار درهم وتصل مساهمة الجهة إلى 611 مليون درهم.ومن هنا نجد انفسنا امام تركيبتين نرجح ان الوثيقة التي ابدت فيها وزارة الداخلية ملاحظاتها هي التي يصل مبلغ المساهمة الذاتية للجهة فيها إلى 7 مليار درهم، علما ان مصالح الداخلية ابدت ملاحظة أن الجهة لا تتوفر على هاته القدرة التمويلية وهو ما يستدعي لجوء الجهة إلى الاقتراض من صندوق التجهيز الجماعي ( إن توفرت فيه الشروط للحصول على هدا المبلغ) أو البحث عن مصادر تمويل أخرى وفق شروط واضحة...الأمر هنا واضح، يستوجب إعادة العمل على تركيبة مالية جديدة واقتراح البرنامج للمناقشة من جديد وفق المساطر القانونية.لكن بتركيزي على الميدان السياحي، ألاحظ أن الجهة أرسلت برنامجا تنمويا مساهمتها الذاتية فيه في حدود 7 مليار درهم وهو البرنامج الذي يشمل مشروعين للسياحة بمبلغ 1,28 مليار درهم، بينما يتم الكلام على التوقيع عن إتفاقية و المصادقة عليها مع مجموعة من الشركاء وعلى رأسها الشركة المغربية للهندسة السياحية بمبلغ 1,388 درهم ( سنعود اليه فيما بالتفصيل ) وهو المشروع الذي نجده في النسخة الثانية من برنامج التنمية الجهوي والتي تصل فيه مساهمة الجهة إلى 10,7 مليار درهم والذي لا أضن انه هو الذي ارسل إلى مصالح وزارة الداخلية التي بعثت جملة من الملاحظات ومن بينها الشق المالي حيث تتكلم صراحة عن غياب القدرة المالية الذاتية للجهة والتي تبقى في حدود 4 مليار درهم بينما الجهة تقترح برنامجا يصل فيه التمويل الذاتي إلى 7 مليار درهم وهو ما يؤكد أن هاته هي النسخة التي تم ارسالها وتم رفضها فما بالك بالنسخة التي تصل فيها مساهمة الجهة إلى 10,7 مليار درهم.اللقاء التشاوري يجب أن يتحول إلى لقاء لمصارحة الذات فالجهة، لاتحتاج للمزيد من الأخطاء. اضن اننا أمام انطلاقة خاطئة يجب تصحيحها على الفور تجنبا لهدر المزيد من الزمن التنموي.



اقرأ أيضاً
محمد بنطلحة الدكالي يكتب: الروح الرياضية بالجزائر…داء العطب قديم
أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية والنكسات والهزائم لجيران السوء،يبدو أن دولة العالم الآخر باتت تعيش أعراض الهلوسة والخرف،وهو داء عطب قديم إسمه" المروك". من بين الذكريات التي يتغنى بها حفدة الشهداء،واقعة كروية حدثت وقائعها في9 دجنبر1979 بين المغرب والجزائر،انتهت بفوزهم كما هو معلوم...ومنذ ذلك الحين والأبواق الإعلامية تكتب عن هذا" النصر" العظيم الذي مضت عليه46 سنة. ولأن مرض الهلوسة تزداد تهيؤاته بازدياد حدته،يبدو أن الكراغلة باتوا منذ الآن يترقبون مقابلة شباب قسنطينة أمام نهضة بركان المغربي. تطالعنا اليوم جريدة الشروق بمقال يحمل عنوان:" الرئيس تبون يحرص على مرافقة السياسي ودعمه في مواجهته ضد نهضة بركان المغربي"...! لقد أكد المقال أن زعيم الكراغلة سيتكفل بكامل مصاريف تنقل وإقامة ممثل الكرة الجزائرية في المغرب،علما أن وزير الشباب والرياضة،وليد صادي،وخلال حضوره مأدبة العشاء التي أقامها والي الولاية صيودة،كان قد نقل للنادي القسنطيني إدارة ولاعبين دعم رئيس الجمهورية ومساندته المطلقة للفريق في مواجهته أمام نهضة بركان...ومن ثمة ضمان تنشيط النهائي الإفريقي القادم ودخول التاريخ من بابه الواسع...! سبحان الله معشر الكراغلة،دخول التاريخ،شافاكم الله،يكون عبر الاختراعات والإنجازات،وتوفير لتر حليب وكسرة خبز لكل جائع،وذلك أضعف الإيمان. دخول التاريخ يكون عبر التلاحم والتآزر،لأننا دم واحد وتاريخ مشترك. أما وأنتم تشحنون المدرب خير الدين ماضوي وكأنه متوجه إلى ساحة الحرب،وتأمرون اللاعبين بوقرة ومداحي وكأنهما قائدا فريق مشاة...! إسمحوا لي أن أعترف،أني بت أشفق عليكم،وأدعو الله أن يتدبر أمر الحرارة المفرطةالتي تسكنكم. ونحن ندعو لكم بالشفاء معشر الكراغلة،نذكركم أنه وطوال التاريخ،ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا،ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة،إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق،والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى حين تنتصر الروح الرياضية. إننا نشفق عليكم،ونرثي لحالكم حين تعتبرون انتصارا صغيرا في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ،عيدا وطنيا وملحمة بطولية،محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا. لقد ضاق الشعب الجزائري الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس... الرياضة أخلاق وسمو إنساني نبيل...حاولوا أن تستفيقوا من غيكم،رغم أن داء العطب قديم... محمد بنطلحة الدكالي
ساحة

صرخة من قلب المهنة: الفوضى تُهين الإرشاد السياحي بمراكش
في سياق التحديات التي تعصف بمهنة الإرشاد السياحي في مراكش، يعرض هذا المقال وجهة نظر عدد من المرشدين السياحيين الذين يعانون من تدهور أوضاعهم المهنية بسبب ظواهر التسيب والتنظيم غير القانوني داخل القطاع. ومن المهم التنويه إلى أن ما يطرحه هذا المقال يعكس آراء مجموعة من المهنيين الذين يواجهون هذه التحديات بشكل يومي، وهذا نص المقال: "الانتسابات غير القانونية، المنافسة الفوضوية، وتواطؤ الصمت... من يُنقذ كرامة المرشدين؟ الوضع لم يعد يحتمل. مهنة الإرشاد السياحي، التي لطالما كانت واجهة حضارية للمغرب، تتعرض اليوم في مراكش لتشويه ممنهج، وسط تراخٍ واضح من السلطات المحلية والمركزية، وصمت مريب من الهيئات المهنية والتنظيمية. منذ سنوات، والمرشدون النظاميون يرفعون الصوت في وجه ظاهرة تتفشى في الخفاء: مرشدون غير مُعيّنين في المدينة يحصلون على انتساب غير قانوني داخل جمعية مهنية محلية، ويزاولون عملهم بشكل حرّ، ضاربين عرض الحائط بقوانين التعيين والتنظيم. القانون يُنتَهك والمهنة تنهار ما يجري ليس فقط خرقًا إداريًا، بل تقويض لمبادئ العدالة المهنية. المرشدون غير المعينين في مراكش يتعللون بأن القانون يمنحهم هذا الحق، مستندين إلى تأويلات شخصية تخدم مصالحهم، دون اعتبار للواقع القانوني أو الإداري، في وقت يُقصى فيه المرشدون الملتزمون ويُجبرون على تقبل التهميش. كرامة المرشد تُباع في سوق الأسعار تدهور آخر يسجله المهنيون يتمثل في اشتعال حرب أسعار مدمرة، حيث يعمد بعض المرشدين إلى خفض تسعيرتهم بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى ضرب جودة الخدمات في العمق، والإضرار بسمعة المدينة لدى السياح. "عندما يتحول المرشد إلى بائع خدمة رخيصة، فإن التفاعل، والمعلومة، والاحترافية تكون أولى الضحايا"، يقول أحد المرشدين المحليين. جمعيات متهمة... وسلطات غائبة عدد من الأصوات داخل القطاع تتهم بعض الجمعيات بالتواطؤ، حيث تُمنح بطاقات الانتساب بشكل غير قانوني، وأحيانًا مقابل مبالغ مالية، دون احترام لشروط التعيين الترابي ولا ضوابط المزاولة. المرشدون يطالبون اليوم بتحقيق رسمي في هذه الانتسابات، ومساءلة الجهات التي تغضّ الطرف عن هذه الفوضى، والتي تهدد المهنة من الداخل. السياحة تتطور... والمهنة تتآكل في وقت تتغير فيه تطلعات السياح نحو تجارب غنية، وتفاعلية، ومستدامة، يواجه المرشدون الملتزمون خطر الإقصاء على يد فوضى تنظيمية تُفرّغ المهنة من معناها وقيمتها الثقافية. المرشدون يطالبون بالتحرك... الآن! دعوات متصاعدة لإيقاف النزيف: فتح تحقيق عاجل في الانتسابات العشوائية؛ توقيف غير الملتزمين بالتعيين الرسمي؛ إصلاح جذري لهياكل الجمعيات المهنية؛ وتدخل فعلي لوزارة السياحة وولاية الجهة قبل فوات الأوان."
ساحة

“الحق المهني المسلوب”: من يُسكت صوت المرشدين السياحيين؟
في قطاع يُعدّ من الركائز الأساسية للاقتصاد المحلي والوطني، يجد مئات المرشدين السياحيين بجهة مراكش-آسفي أنفسهم في مواجهة تحديات مهنية وإدارية متزايدة. وسط غياب آليات فعالة لحماية حقوقهم، تتعالى أصواتهم مطالبة بالإصلاح، لكن هل من مجيب؟ هذا المقال يعكس انشغالات مجموعة من المهنيين الذين يرون أن الممارسات التنظيمية الحالية تُقصيهم بدل أن تدمجهم، ويطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل المهنة، وهذا نص المقال:"في قلب القطاع السياحي بمراكش-آسفي، يعيش مئات المرشدين حالة من التهميش الممنهج، في ظل تراكم ممارسات إدارية وتنظيمية غير متوازنة، وغياب الآليات الفعالة التي تضمن العدالة المهنية. الوضع الحالي يفرض علينا طرح أسئلة جريئة: من يُراقب؟ من يُحاسب؟ ومن يُنصف من لا صوت له؟جمعية في وضعية مخالفة... بلا محاسبةللسنة الثالثة على التوالي، لم تعقد الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين أي جمع عام، ولم تُعرض أي تقارير مالية أو أدبية، ومع ذلك تواصل تحصيل واجبات الانخراط، وتسليم الشهادات وكأن شيئاً لم يكن.أين دور المراقبة؟ من يتحمل مسؤولية تفعيل آليات الشفافية الداخلية؟ أليس استمرار هذا الوضع يمثل خرقاً لمبادئ الحكامة المهنية؟التكوين الرقمي: برنامج غير منصف لفئة واسعةفرض شهادة التكوين الرقمي ضمن وثائق تجديد الاعتماد جاء بهدف التأهيل، لكنه لم يُرفق، حسب عدد من المهنيين، بآليات واقعية لضمان مشاركة حقيقية ومتساوية، مما خلق شعوراً بالإقصاء لدى شريحة واسعة من المرشدين:مشاركات شكلية أو بالنيابة.غياب دعم فعلي للفئات غير المتمكنة من التكنولوجيا.شهادة تُمنح دون تأكيد فعلي لاكتساب المهارات.النتيجة؟ تكوين تحوّل إلى عبء إداري لا يراعي خصوصية الميدان.تجديد الرخصة: منطق الورق أم منطق الكفاءة؟المرشدون يقدمون ملفاتهم كاملة، لكن العديد منهم يُدرك أن ما يُطلب ليس بالضرورة انعكاساً حقيقياً للخبرة أو القدرة. شهادات انخراط صادرة عن جمعيات غير مفعلة تنظيمياً، وشهادات تكوين دون مضمون فعلي، فهل هذه مؤشرات تأهيل حقيقية؟ أم مجرد إجراء شكلي؟الشهادة الطبية: سؤال حول العدالة المهنيةيشكل شرط الشهادة الطبية عائقاً أمام عدد من المرشدين الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات صحية مؤقتة. فهل العجز المؤقت أو الإعاقة الخفيفة تعني بالضرورة عدم الأهلية؟ وهل من العدل أن يُقصى شخص فقط لأنه يخضع لعلاج منتظم أو يعيش مع إعاقة بسيطة لا تمنعه من أداء مهامه؟الضمان الاجتماعي: بين التعقيد والإجحافيعاني عدد من المرشدين السياحيين من صعوبات متزايدة في تسوية وضعيتهم مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، في ظل غياب مواكبة فعلية تأخذ بعين الاعتبار طبيعة عملهم المستقل وغير المنتظم. ومن أبرز الإشكالات المطروحة:تعقيد مساطر الانتظام وتسديد المستحقات القديمة.تراكم مبالغ يصعب سدادها دفعة واحدة.وجود اقتطاعات بنكية غير دقيقة في بعض الحالات.تعرض المرشدين مزدوجي الجنسية لأداء مزدوج للواجبات دون تنسيق واضح بين الدول.هذا الوضع يُفاقم الهشاشة الاجتماعية للمرشدين، ويُفرغ التغطية الاجتماعية من مضمونها، ويُرسخ الإقصاء بدل الإدماج.مطالب مهنية ملحةافتحاص إداري ومالي للجمعية الجهوية ضماناً للشفافية.مراجعة آليات استخراج شهادات التكوين والانخراط.تيسير شروط الشهادة الطبية بشكل إنساني وعادل.فتح حوار مهني موسع لتصحيح المسار التنظيمي دون توتر أو صدام.رسالة مفتوحة لكل ضمير مهنيهذا المقال ليس مجرد وصف لاختلالات مهنية، بل هو نداء صادق يلامس كرامة كل مرشد سياحي. لسنا بصدد مطالب تعجيزية، بل نطالب فقط بما يضمن الاستمرارية في العمل بكرامة: تنظيم شفاف، تمثيلية شرعية، تكوين فعلي، وحماية اجتماعية عادلة.لقد طال الصمت، وكثُر التغاضي، وحان الوقت لنُعيد للمهنة صوتها ومكانتها. صوت المرشد ليس هامشيًا... إنه صوت الثقافة، والتاريخ، والانتماء."
ساحة

يونس مجاهد يكتب: مصداقية الخبر وطُعم النقرات
موضوع مصداقية الأخبار ليست جديدا في ثقافتنا، بل إنه متجذر فيها، وهناك مرجعيات كثيرة تحيلنا على الأهمية القصوى التي أوليت للفرق بين الخبر الصادق والخبر الكاذب في تراثنا، و لا أدل على ذلك من الآية الكريمة " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ". فالعودة لهذه المرجعيات سيكون مفيدا في مقاومة المد الجارف للتضليل والأخبار الملفقة والإثارة الرخيصة، التي يسعى تجار شبكات التواصل الاجتماعي إلى جعلها وسيلة للتشهير والإساءة، ومصدر اغتناء، غير عابئين بالقيم النبيلة التي من المفترض أن نتقاسمها كمجتمع. إن العودة إلى مرجعيتنا الحضارية والثقافية كفيل بأن يساهم إلى حد كبير في توفير وسائل وأدوات مقاومة الإتجار الرخيص في حرية التعبير، ففي مقدمة ابن خلدون التي أسست لعلم العمران البشري، هناك تدقيق مذهل لضرورة التمحيص في الأخبار، حيث يقول إنه من الضروري التمحيص والنظر في الخبر، حتى يتبين صدقه من كذبه، لأن الابتعاد عن الانتقاد والتمحيص يقع في قبول الكذب ونقله. ويضيف أن من الأسباب المقتضية للكذب في الأخبار، أيضا، الثقة بالناقلين، وتمحيص ذلك يرجع إلى التعديل والتجريح. ومنها الذهول عن المقاصد، فكثير من الناقلين لا يعرف القصد بما عاين أو سمع، وينقل الخبر على ما في ظنه وتخمينه، فيقع في الكذب. إن ابن خلدون، الذي سبق عصره، يتحدث هنا عن مصادر الأخبار، التي يعتبر أنه من غير الممكن تصديق ما تنقله بدون إعمال العقل النقدي. وهو من صميم العمل الصحافي، حيث أن التأكد من مصادر الأخبار ومدى مصداقيتها، هو جوهر المهنة، وهو أيضا ما يدرس اليوم في التربية على الإعلام، إذ أن أهم مبدأ يوصى به هو عدم تصديق أي "خبر"، إلا بعد التأكد من المصادر، أولا، ثم التمحيص والنظر في هذا الخبر، كما يقول ابن خلدون، ثانيا، لغربلته وإخضاعه للعقل والمنطق. وفي هذا الإطار، تؤكد التجربة، أنه لا يمكن للمجتمعات أن تستغني عن الصحافة المهنية، في تداول الأخبار، لأنها تكون صادرة عن صحافيين محترفين، يتوفرون على تكوين وخبرة ومستوى علمي، والأهم من ذلك، أنهم يشتغلون في بيئة صحافية، أي ضمن هيئة تحرير وميثاق أخلاقيات وقواعد العمل الصحافي. ولا يمكن لشبكات التواصل الاجتماعي أوما يسمي ب"المؤثرين"، أن تعوض العمل الصحافي الاحترافي، بحجة أنها "صحافة مستقلة"، فليس هناك إلا صحافة واحدة، إما أن تكون احترافية موضوعية وذات مصداقية، تعمل طبقا لأساسيات مهنة الصحافة وتقاليدها، أو لا تكون. الصحافي الحقيقي، كالمؤرخ، يقول عبد الله العروي، في كتابه "مفهوم التاريخ"، إذ يعتبر أن العديد من الملاحظين يشبهون الصحافي بالمؤرخ، فيقال إن الأول مؤرخ اللحظة، بينما الثاني صحافي الماضي، كلاهما يعتمد على مخبر، وكلاهما يؤول الخبر ليعطيه معنى، الفرق بينهما هو المهلة المخولة لكل واحد منهما، إذا ضاقت تحول المؤرخ إلى صحافي، وإذا عاد الصحافي إلى الأخبار وتأملها بعد مدة تحول إلى مؤرخ، أما إشكالية الموضوعية وحدود "إدراك الواقع كما حدث"، فهي واحدة بالنسبة لهما معا. والمقصود هنا، حسب العروي، هو أن كلا من الصحافي والمؤرخ، عليهما تحري الدقة في الأخبار والحوادث المنقولة، واعتماد المصادر الموثوقة، مثل التغطية الميدانية وشهود العيان أو معايشة الأحداث، بالإضافة إلى الوثائق والآثار الدالة على ما حصل... هذه هي الصحافة المستقلة، عن التلفيق والكذب والإثارة المجانية واستجداء عدد النقرات. ويعتبر اليوم "طُعم النقرات "clickbait، من الآفات الكبرى التي أصابت الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح العديد ممن يسعون إلى تحقيق الأرباح، بأية وسيلة، اللجوء إلى تشويه الحقيقة وتقويض القيم الصحفية التقليدية، مثل الدقة والموضوعية والشفافية، همهم الوحيد هو الدخول في مهاترات وجدل عقيم، و اعتماد عناوين مثيرة، و كتابة أو بث كل ما يمكن أن يثير الفضول بدون معنى أو محتوى و بدون مصدر موثوق، كتاباتهم أو احاديثهم تتضمن تناقضات كثيرة، لكن كل ذلك يهون، بالنسبة لهم، أمام ما يمكن أن يحققونه من مداخيل. لذلك رفعت العديد من التنظيمات الصحافية في تجارب دولية، شعار؛ "لا تنقر"، أي تجنب طُعم الإثارة التجارية الرخيصة، التي تشوه الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي.
ساحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 19 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة