مراكش

تجمعات حرفية تقاوم الزمن وتجعل من يومياتها عنوانا كبيرا في الذاكرة الجماعية للمراكشيين


كشـ24 نشر في: 12 أغسطس 2017



تتميز مدينة مراكش كباقي المدن المغربية  العتيقة، باحتضانها للعديد من المجمعات الحرفية، التي تجمع مجموعة من الصناع لمزاولة الحرف التقليدية ، أكثرها تغير باتجاه تلبية رغبات ومتطلبات السياح الأجانب، وتتوزع الأنشطة الحرفية المزاولة بهذه المجمعات ما بين صناعة الجلود، التي يتم إعدادها بطرق جد بسيطة وتقليدية لتصبح حقائب زهية وأحذية جميلة  وملابس فاخرة ومنتجات جلدية مختلفة الألوان والأشكال يطبعها الطابع المغربي التقليدي الأصيل، وصناعة البلغة والمنتوجات النحاسية وصناعة الفوانيس والحدادة، وصباغة الاتواب، وتختلف المنتوجات التقليدية من محل إلى آخر، هناك منتوجات حافظت على طابعها الأصيل وأخرى أدخلت عليها تعديلات حتى تساير أدواق ومتطلبات الزبائن. 

وتشكل هذه المجمعات الحرفية، التي تختزل بماضيها وحاضرها معطيات تاريخية وجب  البحث فيها والحفاظ عليها، مناسبة للصناع التقليديين بالمدينة الحمراء، لتثمين منتوجات الصناعة التقليدية، وفرصة لزوار المدينة، مغاربة وأجانب، للتعرف على ما ابتكرته أنامل الصانع التقليدي المراكشي، وإلى ما وصلت إليه مختلف الصناعات التقليدية.

حرف تقاوم عوادي الزمن وتجعل من يومياتها عنوانا كبيرا في الذاكرة الجماعية للمراكشيين، ربما مراكش لم تعش إلا بما هو تقليدي، هاهو سوق البلغة بدأ يتنفس الصعداء بعدما عادت الحياة إليه من خلال مجموعة من الصناع الذين يتطلعون الى حياة أفضل في إطار الاهتمام بالصناعة التقليدية، إضافة إلى حرفة "القزادرية" أي صناعة الأواني والأدوات القصديرية، التي استعادت حيويتها في السنوات الأخيرة،  وهي صناعة تقليدية ارتبطت بعض منتوجاتها باليهود الذين انشأوا سوقا خاصا بهم خارج سور تجمعهم السكاني " الملاح" وتخصصوا في صناعة  قنوات  صرف مياه الأمطار المتجمعة بالسطوح  وصناعة  المشاعل والفوانيس" الفنارات" وآلات تقطير الزهر والأعشاب  وأواني وصفائح  الحلوى والمداخن،  فضلا عن صناعة الحدادة إحدى أهم الحرف التقليدية الفنية التي تزخر بها مدينة مراكش، ومن الحرف التي تعبر عن نفسها بإبداعات وفنون حرفييها.

وتشكل الصناعة التقليدية  إحدى المكونات الأساسية للاقتصاد المحلي ومكون للهوية الثقافية المراكشية، باعتبارها موردا لعيش العديد من سكان المدينة الحمراء، التي عرفت  منذ القدم بعدد كبير من المهن والحرف التقليدية.

وقفت "كشـ 24" خلال زيارتها لعدد من التجمعات الحرفية، أغلبها لايتوفر على أمين الحرفة،  ليقرر العاملين بها الانتظام في إطار جمعوي هدفه الدفاع عن مصالح الصناع التقليديين، على مجموعة من الأنشطة الحرفية التي كانت تشكل أساس نسيج مدينة مراكش الاقتصادي إلى درجة أضحت المدينة معها مركز إشعاع حضاري وفني على المستويين الوطني والدولي، وأسهمت بشكل جلي في إغناء التراث الإنساني بشتى أنواع الفنون التقليدية الأصيلة، التي تشهد عليها المعالم الأثرية والمنجزات المعمارية التي تزخر بها المدينة الحمراء العاصمة السياحية  للمملكة.

ومن بين هذه التجمعات الحرفية التي تجمع صناع تقليديون يشهد لهم الجميع بالتفوق والإبداع والتفنن، حتى أن بصمات الصانع المراكشي موجودة في أهم وأغلب دول العالم التي أبت إلا أن تستعين بمهارة وفنية الصانع المغربي الراقية بصفة عامة والصانع المراكشي على وجه الخصوص، بعدما ذاع صيته وارتقى درجات عليا من الجودة والخبرة، بفضل الموهبة الربانية والفطرة الخلاقة، سوق "الحدادين" الذي يتواجد وسط مجموعة من الأسواق بعضها تغيرت معالمها، بالمدينة العتيقة لمراكش، حيث  يشكل طاقة استيعابية نشيطة وفعالة سواء من حيث عدد العاملين به أو على مستوى حجم الإنتاج الذي ينتجه، والذي يوجه جزء منه للاستهلاك الداخلي في حين يوجه الشطر المتبقي نحو التصدير.

وحسب عباس أحد المعلمين القدامى بسوق الحدادين،  الذي تعلم أسرار هذه المهنة من والده،  في لقائه مع "كشـ 24"  فإن  التطور الذي شهدته هذه الحرفة بات يفرض على الحداد ابتكار موديلات خاصة به قد يكون شاهدها في مجلات تهتم بالديكور، مؤكدا أنه يجري الاشتغال على بعض النماذج والرسومات الموحدة بين الحدادين في هذا السوق.

وأضاف عباس أن الكثير من الزبناء خارج مراكش مثل منطقة أوريكا وتحناوت والمداشر البعيدة، يطلبون أشكال خاصة في الحدادة، فالكثير من الزبناء، يفضلونها على بساطتهاوقلة تكلفتها، حيث شهدت مراكش في السنوات الاخيرة قفزة نوعية تمتثل في إحياء حدادة الرياضات التي اشتراها الأجانب والكثير منهم يطلبون نوعا معينا من الزخرفة الحدادية، وكلها مرتبطة بالرياض من أشكال وعلامات تنتمي إلى الفترات السابقة، وهذا النموذج من الأشكال يعود في تقديري إلى القرن 19 عشر، ومن جهة أخرى تعرف حرف الحدادة كغيرها من الحرف التقليدية اليدوية ركودا في بعض الفصول من السنة.

من جهة أخرى، مازالت أصوات حرفيي الجلد ترتفع في سوق الطالعة، الذي يقع وسط عدد من التجمعات الحرفية بالمدينة العتيقة لمراكش، ويجمع أزيد من 15 دكانا، حيث أصبحت صناعة الجلد الحديثة تنتج اليوم سلعا ذات جودة عالية، وهي ذات استعمالات متنوعة، وظيفية وعملية ورغم متانتها فإنها لم تتخل على أناقتها وجمالها، فالصدريات والمعاطف والمحافظ والعلب الصغيرة والحقائب، ليست سوى عينة من التحف المتعددة التي تنتجها يد الصانع المراكشي، الذي ما فتئ يبتكر استعمالات جديدة لمادة الجلد.

وكباقي المدن المغربية العتيقة تتميز مدينة مراكش باحتضانها للعديد من الحرف التقليدية التي ورثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم، من بينها صناعة البلغة الحداء التقليدي الذي لطالما كثر الاقبال عليه خلال رمضان وإلى حدود عيد الفطر من كل سنة حسب عدد من التجار بسوق البلغة.

هذا الحداء التقليدي الذي  يتميز بالجودة والإتقان في الصنع بالرغم من تراجع الطلب عليه،  أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى مهدد بفعل تغير العادة الشرائية للمستهلك ويروز منتوجات أخرى نافسته في السوق لكن ليس في الجودة.

مراحل متعددة تمر منها صناعة البلغة التقليدية تنطلق من تقطيع الجلد مرورا بصباغته وصولا إلى خياطة أجزائه، عملية تتطلب حرفية كبيرة من الصانع المراكشي لاخراج منتوج يتميز بجماله ودقة صنعه. 

وتجري عملية تصنيع البلغة باستعمال قياسات من ورق مقوى ورشومات، ثم تقطع القياسات و الرشومات، ليقطع الجلد والشروع في خياطة الوجه والجوانب، ليتم تركيب القاع وخياطته، ثم تلميعه بالمدلكة، ليتم عرض المنتوج للبيع، إذ غالبا ما يتم البيع بالدكان في سوق البلغة، أو بواسطة الدلال في السوق، أوعن طريق التاجر الوسيط.

وتميزت صناعة البلغة الموروث التقليدي، الذي وجب الحفاظ عليه، بأناقتها وحضورها في جميع المناسبات الدينية الى جانب الجلباب لتكون شاهدة على حسن اتقانها بالصانع المغربي على مدى العصور.

ويتضح من خلال الألقاب التي أعطيت لهذا المنتوج التقليدي البلغة  وكدا أسماء الأدوات المستعملة في تصنيعه أن الصناعة التقليدية ظلت ركنا أصيلا من تراثنا الحضاري والثقافي العريق، وتؤكد الخصائص التي تطبع المنتوج ومنتجه والارتباط الوثيق بين سلوك العاملين في القطاع والخدمات التي يقدمها.

يقول علي وهو تاجر يملك محل لبيع البلغة، إن  هناك بعض النساء اللاتي قد يتجولن بالساعات بين المحلات بحثا عن حذاء تقليدي قد يناسب زيا بعينه، سواء كان جلبابا أو قفطانا،  أو حتى بذلة عصرية، من دون أن ينتهين إلى ما يناسب الشكل الذي يرغبن فيه.
وأضاف في تصريح لـ"كشـ 24"،  أن الصنعة الفاسية نسبة إلى مدينة فاس هي الأشهر، ويفضلها المغاربة أكثر، وتأتي بعدها صنعة مراكش، المتمثلة في أشكال عديدة منها  "البلغة دانبيرة" و"البلغة بطانية"، ولكنها تبقى دون الفاسية، من حيث توفر الشرط الجمالي وجودة الصنعة.

وأوضح أن  البلغة تصنع بطريقة يسهل معها انتعالها أو خلعها من الأرجل، وهي من أصل أندلسي لكنها في وقتنا الحاضر من اللباس التقليدي المغربي الأصيل،  ولأن البلغة أنيقة وعملية فإنها تصلح في مجتمع تخلع فيه الأحذية للدخول إلى المسجد أو إلى غرفة ما. لذا يمكن أن نقول بأن البلغة تشكل عنصرا مهما في الثقافة والزي المغربيين. فبلغة الرجل تصنع دائما من الجلد ويصعب التفريق بين مختلف أنواعها لغير العارفين، ولكن في حقيقة الأمر هناك أنواع كثيرة من البلغة حيث نجد "المشربلة" و"المقلوبة" و"المدفونة" وتعتبر هذه الأخيرة من أجملها وهي بيضاء اللون أو صفراء. وتكون في غالب الأحيان أنيقة ورفيعة، ولكنها غير مزركشة فيما عدا التطريز الحريري الذي نجده على جانبها الأيمن.

وأفاد عدد من المهنيين، أنه حينما نقارن القيمة الاقتصادية والاجتماعية لقطاع الصناعة التقليدية والسياحة، يمكن التأكيد أنهما قطاعان متكاملان، إذ جل ما تنتجه الحرف التقليدية يصرف عبر قطاع السياحة، حيث أن أول شيء يفكر فيه السائح هو حمل بعض التذكارات والهدايا إلى بلده حين تنتهي إجازته.



تتميز مدينة مراكش كباقي المدن المغربية  العتيقة، باحتضانها للعديد من المجمعات الحرفية، التي تجمع مجموعة من الصناع لمزاولة الحرف التقليدية ، أكثرها تغير باتجاه تلبية رغبات ومتطلبات السياح الأجانب، وتتوزع الأنشطة الحرفية المزاولة بهذه المجمعات ما بين صناعة الجلود، التي يتم إعدادها بطرق جد بسيطة وتقليدية لتصبح حقائب زهية وأحذية جميلة  وملابس فاخرة ومنتجات جلدية مختلفة الألوان والأشكال يطبعها الطابع المغربي التقليدي الأصيل، وصناعة البلغة والمنتوجات النحاسية وصناعة الفوانيس والحدادة، وصباغة الاتواب، وتختلف المنتوجات التقليدية من محل إلى آخر، هناك منتوجات حافظت على طابعها الأصيل وأخرى أدخلت عليها تعديلات حتى تساير أدواق ومتطلبات الزبائن. 

وتشكل هذه المجمعات الحرفية، التي تختزل بماضيها وحاضرها معطيات تاريخية وجب  البحث فيها والحفاظ عليها، مناسبة للصناع التقليديين بالمدينة الحمراء، لتثمين منتوجات الصناعة التقليدية، وفرصة لزوار المدينة، مغاربة وأجانب، للتعرف على ما ابتكرته أنامل الصانع التقليدي المراكشي، وإلى ما وصلت إليه مختلف الصناعات التقليدية.

حرف تقاوم عوادي الزمن وتجعل من يومياتها عنوانا كبيرا في الذاكرة الجماعية للمراكشيين، ربما مراكش لم تعش إلا بما هو تقليدي، هاهو سوق البلغة بدأ يتنفس الصعداء بعدما عادت الحياة إليه من خلال مجموعة من الصناع الذين يتطلعون الى حياة أفضل في إطار الاهتمام بالصناعة التقليدية، إضافة إلى حرفة "القزادرية" أي صناعة الأواني والأدوات القصديرية، التي استعادت حيويتها في السنوات الأخيرة،  وهي صناعة تقليدية ارتبطت بعض منتوجاتها باليهود الذين انشأوا سوقا خاصا بهم خارج سور تجمعهم السكاني " الملاح" وتخصصوا في صناعة  قنوات  صرف مياه الأمطار المتجمعة بالسطوح  وصناعة  المشاعل والفوانيس" الفنارات" وآلات تقطير الزهر والأعشاب  وأواني وصفائح  الحلوى والمداخن،  فضلا عن صناعة الحدادة إحدى أهم الحرف التقليدية الفنية التي تزخر بها مدينة مراكش، ومن الحرف التي تعبر عن نفسها بإبداعات وفنون حرفييها.

وتشكل الصناعة التقليدية  إحدى المكونات الأساسية للاقتصاد المحلي ومكون للهوية الثقافية المراكشية، باعتبارها موردا لعيش العديد من سكان المدينة الحمراء، التي عرفت  منذ القدم بعدد كبير من المهن والحرف التقليدية.

وقفت "كشـ 24" خلال زيارتها لعدد من التجمعات الحرفية، أغلبها لايتوفر على أمين الحرفة،  ليقرر العاملين بها الانتظام في إطار جمعوي هدفه الدفاع عن مصالح الصناع التقليديين، على مجموعة من الأنشطة الحرفية التي كانت تشكل أساس نسيج مدينة مراكش الاقتصادي إلى درجة أضحت المدينة معها مركز إشعاع حضاري وفني على المستويين الوطني والدولي، وأسهمت بشكل جلي في إغناء التراث الإنساني بشتى أنواع الفنون التقليدية الأصيلة، التي تشهد عليها المعالم الأثرية والمنجزات المعمارية التي تزخر بها المدينة الحمراء العاصمة السياحية  للمملكة.

ومن بين هذه التجمعات الحرفية التي تجمع صناع تقليديون يشهد لهم الجميع بالتفوق والإبداع والتفنن، حتى أن بصمات الصانع المراكشي موجودة في أهم وأغلب دول العالم التي أبت إلا أن تستعين بمهارة وفنية الصانع المغربي الراقية بصفة عامة والصانع المراكشي على وجه الخصوص، بعدما ذاع صيته وارتقى درجات عليا من الجودة والخبرة، بفضل الموهبة الربانية والفطرة الخلاقة، سوق "الحدادين" الذي يتواجد وسط مجموعة من الأسواق بعضها تغيرت معالمها، بالمدينة العتيقة لمراكش، حيث  يشكل طاقة استيعابية نشيطة وفعالة سواء من حيث عدد العاملين به أو على مستوى حجم الإنتاج الذي ينتجه، والذي يوجه جزء منه للاستهلاك الداخلي في حين يوجه الشطر المتبقي نحو التصدير.

وحسب عباس أحد المعلمين القدامى بسوق الحدادين،  الذي تعلم أسرار هذه المهنة من والده،  في لقائه مع "كشـ 24"  فإن  التطور الذي شهدته هذه الحرفة بات يفرض على الحداد ابتكار موديلات خاصة به قد يكون شاهدها في مجلات تهتم بالديكور، مؤكدا أنه يجري الاشتغال على بعض النماذج والرسومات الموحدة بين الحدادين في هذا السوق.

وأضاف عباس أن الكثير من الزبناء خارج مراكش مثل منطقة أوريكا وتحناوت والمداشر البعيدة، يطلبون أشكال خاصة في الحدادة، فالكثير من الزبناء، يفضلونها على بساطتهاوقلة تكلفتها، حيث شهدت مراكش في السنوات الاخيرة قفزة نوعية تمتثل في إحياء حدادة الرياضات التي اشتراها الأجانب والكثير منهم يطلبون نوعا معينا من الزخرفة الحدادية، وكلها مرتبطة بالرياض من أشكال وعلامات تنتمي إلى الفترات السابقة، وهذا النموذج من الأشكال يعود في تقديري إلى القرن 19 عشر، ومن جهة أخرى تعرف حرف الحدادة كغيرها من الحرف التقليدية اليدوية ركودا في بعض الفصول من السنة.

من جهة أخرى، مازالت أصوات حرفيي الجلد ترتفع في سوق الطالعة، الذي يقع وسط عدد من التجمعات الحرفية بالمدينة العتيقة لمراكش، ويجمع أزيد من 15 دكانا، حيث أصبحت صناعة الجلد الحديثة تنتج اليوم سلعا ذات جودة عالية، وهي ذات استعمالات متنوعة، وظيفية وعملية ورغم متانتها فإنها لم تتخل على أناقتها وجمالها، فالصدريات والمعاطف والمحافظ والعلب الصغيرة والحقائب، ليست سوى عينة من التحف المتعددة التي تنتجها يد الصانع المراكشي، الذي ما فتئ يبتكر استعمالات جديدة لمادة الجلد.

وكباقي المدن المغربية العتيقة تتميز مدينة مراكش باحتضانها للعديد من الحرف التقليدية التي ورثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم، من بينها صناعة البلغة الحداء التقليدي الذي لطالما كثر الاقبال عليه خلال رمضان وإلى حدود عيد الفطر من كل سنة حسب عدد من التجار بسوق البلغة.

هذا الحداء التقليدي الذي  يتميز بالجودة والإتقان في الصنع بالرغم من تراجع الطلب عليه،  أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى مهدد بفعل تغير العادة الشرائية للمستهلك ويروز منتوجات أخرى نافسته في السوق لكن ليس في الجودة.

مراحل متعددة تمر منها صناعة البلغة التقليدية تنطلق من تقطيع الجلد مرورا بصباغته وصولا إلى خياطة أجزائه، عملية تتطلب حرفية كبيرة من الصانع المراكشي لاخراج منتوج يتميز بجماله ودقة صنعه. 

وتجري عملية تصنيع البلغة باستعمال قياسات من ورق مقوى ورشومات، ثم تقطع القياسات و الرشومات، ليقطع الجلد والشروع في خياطة الوجه والجوانب، ليتم تركيب القاع وخياطته، ثم تلميعه بالمدلكة، ليتم عرض المنتوج للبيع، إذ غالبا ما يتم البيع بالدكان في سوق البلغة، أو بواسطة الدلال في السوق، أوعن طريق التاجر الوسيط.

وتميزت صناعة البلغة الموروث التقليدي، الذي وجب الحفاظ عليه، بأناقتها وحضورها في جميع المناسبات الدينية الى جانب الجلباب لتكون شاهدة على حسن اتقانها بالصانع المغربي على مدى العصور.

ويتضح من خلال الألقاب التي أعطيت لهذا المنتوج التقليدي البلغة  وكدا أسماء الأدوات المستعملة في تصنيعه أن الصناعة التقليدية ظلت ركنا أصيلا من تراثنا الحضاري والثقافي العريق، وتؤكد الخصائص التي تطبع المنتوج ومنتجه والارتباط الوثيق بين سلوك العاملين في القطاع والخدمات التي يقدمها.

يقول علي وهو تاجر يملك محل لبيع البلغة، إن  هناك بعض النساء اللاتي قد يتجولن بالساعات بين المحلات بحثا عن حذاء تقليدي قد يناسب زيا بعينه، سواء كان جلبابا أو قفطانا،  أو حتى بذلة عصرية، من دون أن ينتهين إلى ما يناسب الشكل الذي يرغبن فيه.
وأضاف في تصريح لـ"كشـ 24"،  أن الصنعة الفاسية نسبة إلى مدينة فاس هي الأشهر، ويفضلها المغاربة أكثر، وتأتي بعدها صنعة مراكش، المتمثلة في أشكال عديدة منها  "البلغة دانبيرة" و"البلغة بطانية"، ولكنها تبقى دون الفاسية، من حيث توفر الشرط الجمالي وجودة الصنعة.

وأوضح أن  البلغة تصنع بطريقة يسهل معها انتعالها أو خلعها من الأرجل، وهي من أصل أندلسي لكنها في وقتنا الحاضر من اللباس التقليدي المغربي الأصيل،  ولأن البلغة أنيقة وعملية فإنها تصلح في مجتمع تخلع فيه الأحذية للدخول إلى المسجد أو إلى غرفة ما. لذا يمكن أن نقول بأن البلغة تشكل عنصرا مهما في الثقافة والزي المغربيين. فبلغة الرجل تصنع دائما من الجلد ويصعب التفريق بين مختلف أنواعها لغير العارفين، ولكن في حقيقة الأمر هناك أنواع كثيرة من البلغة حيث نجد "المشربلة" و"المقلوبة" و"المدفونة" وتعتبر هذه الأخيرة من أجملها وهي بيضاء اللون أو صفراء. وتكون في غالب الأحيان أنيقة ورفيعة، ولكنها غير مزركشة فيما عدا التطريز الحريري الذي نجده على جانبها الأيمن.

وأفاد عدد من المهنيين، أنه حينما نقارن القيمة الاقتصادية والاجتماعية لقطاع الصناعة التقليدية والسياحة، يمكن التأكيد أنهما قطاعان متكاملان، إذ جل ما تنتجه الحرف التقليدية يصرف عبر قطاع السياحة، حيث أن أول شيء يفكر فيه السائح هو حمل بعض التذكارات والهدايا إلى بلده حين تنتهي إجازته.


ملصقات


اقرأ أيضاً
حصيلة جديدة لحملات ردع مخالفات الدراجات النارية في ليلة عاشوراء بمراكش
شنت المصالح الأمنية بالمنطقة الأمنية الخامسة تحت إشراف رئيس المنطقة ورئيس الهيئة الحضرية ،ليلة امس السبت 5 يوليوز، الموافق لليلة عاشوراء، حملة أمنية ضد الدراجات النارية المخالفة لقوانون السير بالمدينة العتيقة لمراكش. وحسب مصادر "كشـ24"، فإن هذه الحملة التي قادها نائب رئيس الهيئة الحضرية بذات المنطقة، سجلت 60 مخالفة مرورية همت السير في الممنوع والوقوف فوق الرصيف، وعدم ارتداء الخودة، بينما أحيلت على المحجز 10 دراجات نارية لانعدام الوثائق. وقد شملت الحملة كل من رياض الزيتون القديم وساحة القزادية، وعرصة بوعشرين، بالإضافة لساحة الباهية، وعدة مناطق وشوارع مجاورة بالمدينة العتيقة لمراكش.
مراكش

محيط مقابر مراكش يتحول الى أسواق شعبية بمناسبة عاشوراء
تحول محيط مختلف المقابر بمدينة مراكش، صباح يومه الأحد 6 يوليوز ليوم عاشوراء، الى أسواق شعبية يعرض فيها كل ما يرتبط بهذه المناسبة, وشهد محيط المقابر انتشارا لبيع كل ما يتعلق بتزيين القبور من مياه معطرة وجريد النخيل واغصان وكذا التين المجفف (الشريحة)، والخبز، والحليب والماء، والفواكه الجافة المخصصة لاخرجها كزكاة بالموازاة مع زيارة الموتى، فضلا عن عدد كبير من السلع المختلفة كالملابس والعطور والاعشاب الطبية والاخرى المخصصة لطقوس الشعودة، وكل ما يمكن شرائه في هذه المناسبة. وتشهد مقبرة باب اغمات بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي، أكبر تجمع للمواطنين الراغبين في زيارة ذويهم الراحلين عن الحياة، حيث تحولت المقبرة ومحيطها لمركز شعبي كبير وسوق ضخم تعرض فيه جميع انواع السلع في الشارع العام، ما يشكل مناسبة للتسوق لآلاف المواطنين.
مراكش

المختلون عقليا.. ثغرة في صورة مراكش + ڤيديو
في ظل سباق محموم نحو التجميل والمشاريع الكبرى استعدادًا لتظاهرات رياضية عالمية، وعلى رأسها كأس العالم 2030، تتواصل في مدينة مراكش، وبشكل مثير للقلق، ظاهرة انتشار المختلين عقليًا في الشوارع والأحياء، أمام غياب تام لأي استراتيجية واضحة المعالم من طرف الجهات المعنية. المدينة التي تُسوَّق للعالم كواجهة حضارية وسياحية، لا زالت عاجزة عن تأمين أبسط مقومات الكرامة لفئة من أكثر الفئات هشاشة؛ ألا وهي فئة المختلين عقليا التي يبدو أنها لم تجد بعد مكانا لها ضمن الأجندات الرسمية. ففي مشهد بات يتكرر يوميًا، تشهد مجموعة من الشوارع والأحياء بالمدينة الحمراء، من قبيل حي اطلس الشريفية على سبيل المثال لا الحصر، انتشارًا كبيرا للمختلين عقليًا، بشكل يبعث على القلق والخجل في آنٍ واحد؛ بعضهم يتجول عاريًا، وآخرون يعبّرون عن اضطراباتهم بسلوكيات عنيفة أو مزعجة، في صورة تمسّ كرامة الإنسان، وتخلق شعورًا بعدم الأمان بين السكان والزوار على حد سواء.ورغم أن هذه الظاهرة ليست بالجديدة، إلا أنها في تفاقم مستمر، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر حل حقيقي؛ لا مراكز إيواء كافية، ولا برامج للعلاج أو الإدماج، ولا مقاربة شمولية تحفظ للإنسان كرامته وللمجتمع أمنه، وكل ما نراه على الأرض لا يتعدى بعض الحملات المحدودة التي لا تلبث أن تختفي نتائجها. وفي هذا الإطار، أكد مواطنون أن استمرار هذا الوضع يسيء إلى صورة مراكش كمدينة عالمية، ويطرح تساؤلات جدية حول أولويات المسؤولين، سيما وأن المدينة تستقبل سنويا ملايين السياح وتراهن على صورتها لاستقبال المزيد. وشدد مهتمون بالشأن المحلي، على أن إهمال "الرأس المال البشري"، وخاصة الفئات الأكثر ضعفا وهشاشة، يُعد إحدى علامات الفشل لأي سياسات تنموية؛ فالاستثمار في المشاريع فقط دون تمكين الإنسان وتحسين ظروف حياته سواء من خلال التعليم، الصحة، أو الرعاية الاجتماعية، يفضي إلى نتائج عكسية، حيث تصبح المدن والمجتمعات مصابة بخلل في التوازن بين النمو الاقتصادي والاجتماعي. وأكد مواطنون، أن المحافظة على صورة المدينة وسمعتها لا تقتصر على البنية التحتية أو الفعاليات الكبرى، بل تتطلب رعاية إنسانية حقيقية ترتكز على حماية حقوق أضعف الفئات وتعزيز كرامتهم، داعين الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها، من خلال تبني استراتيجيات شاملة ترمي إلى توفير الدعم والرعاية الطبية والاجتماعية لهذه الفئة.  
مراكش

هل تخلت مراكش عن ذاكرتها؟.. سور باب دكالة إرث تاريخي يئن تحت وطاة الإهمال
لا تزال الحالة الكارثية التي آل إليها السور التاريخي لمدينة مراكش، وخاصة الجزء المتواجد بمدخل باب دكالة، تتفاقم دون أي مؤشرات على تحرّك جاد، لإنقاذ هذه المعلمة التاريخية التي أصبحت رمزًا للإهمال والعبث بقيمة التراث. وحسب نشطاء من المنطقة، فإن هذا المكان الذي من المفترض أن يُجسّد هوية المدينة وتراثها العمراني، يعرف بشكل يومي مظاهر متعددة للفوضى، من بينها التبول والتغوط في العراء، وانتشار الروائح الكريهة، إضافة إلى وجود أشخاص في وضعية الشارع وكلاب ضالة تستقر بالمكان، ما يتسبب في حالة من الانزعاج والقلق لدى المارة، خصوصًا القادمين من وإلى المحطة الطرقية لباب دكالة. المثير للانتباه، وفق هؤلاء، أن هذه المشاهد غير اللائقة تحيط بـ "رواق الفنون"، والذي يفترض أن يكون واجهة ثقافية تعرض أعمالًا فنية، لكن محيطه المتدهور يعيق بشكل كبير أي محاولة لتنشيط الفضاء ثقافيًا أو جذب الزوار إليه. ورغم محاولات تنظيف المكان أسبوعيًا، -يقول مواطنون- إلا أن غياب المرافق الصحية الأساسية، وانعدام المراقبة، وغياب ثقافة المواطنة، كلها عوامل تجعل من هذه الجهود مجرد ترقيع بلا أفق، مشددين على أن المشكل لا يُمكن حلّه بالخرطوم والمعقمات، بل يحتاج إلى قرارات حقيقية تبدأ بإنشاء مراحيض عمومية، تنظيم الفضاء، وتكثيف المراقبة بهذه المنطقة. هذا الوضع يطرح تساؤلات حول دور الجهات المختصة، ومدى التزامها بالحفاظ على القيمة التاريخية والمعمارية لسور مراكش، الذي يُعد من أهم معالم المدينة، وإنقاذه من هذا الإهمال الذي يُفقده روحه التاريخية، ويشوه سمعة المدينة ككل.  
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة