تم نهاية فبراير المنصرم بساحة جامع الفنا بمراكش، تدشين متحف التراث اللامادي، الواقع في المقر القديم لبنك المغرب، بحضور مجموعة من المسؤولين وشخصيات من مختلف المشارب، بعد سنوات من أشغال الترميم.ويعد إحداث هذا الفضاء المتحفي الفريد، ثمرة مجهودات وغيرة مجموعة من المسؤولين وفي مقدمتهم الوالي عبد السلام بكرات، الذي كان واليا على جهة مراكش، ورعى الفكرة منذ كان كاتبا عاما بنفس الولاية في عهد الوالي حصاد في بداية الالفية ثم خلال فترة ولايته كوالي على الجهة.وحسب مصادر قريبة من المشروع المتحفي ، فإن الوالي بكرات كان له فضل كبير في اخراج الفكرة، واقناع مختلف الاطرف بأهمية استغلال البناية التاريخية لبنك المغرب، من اجل تثمين مكونات ساحة جامع الفنا، كما حرص على مجموعة من مراحل التهييء للمشروع قبل مغادرته لمراكش، عقب تعيينه واليا على جهة بني ملال ثم على جهة العيون.ويتيح المتحف للزوار فرصة اكتشاف تاريخ الساحة بالمدينة الحمراء، وتثمين الحلقة ومختلف الفنون وتحسيس العموم بالأهمية الكبرى التي يكتسيها هذا التراث المشترك قصد الحفاظ عليه ونقله للأجيال المقبلة، وتم تصميم المتحف كامتداد للقلب النابض لمراكش، وهو يأتي ليعزز العرض المتحفي بالمدينة الحمراء، ويساهم في الحفاظ على إرثها العريق والعالمي وتعميمه، سيما وأنه يشكل جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية.وتعد ساحة جامع الفنا المصنفة تراثا ثقافيا للإنسانية من طرف اليونيسكو سنة 2008، باعتباره أول موقع يتم إدراجه في قائمة التراث الشفوي واللامادي للإنسانية، مكانا للتلاقي وتلاقح مختلف التقاليد الشفوية.