انطلقت، امس الاثنين، بجامعة القاضي بمراكش، حملة للتبرع بالدم، ينظمها مركز التعليم الدامج والمسؤولية الاجتماعية التابع للجامعة، بتعاون مع المركز الجهوي لتحاقن الدم، وذلك تحت شعار “أتبرع بدمي، أنقذ حياة”.وتهدف هذه الحملة، التي انطلقت من مقر رئاسة الجامعة، على أن تشمل كافة المؤسسات التابعة لها، إلى غاية شهر نونبر المقبل، إلى تكريس ثقافة التضامن والتبرع، التي دأبت عليها مؤسسة التعليم العالي هذه، تأكيدا منها على انفتاحها على محيطها، إضافة إلى شحذ الوعي والمساهمة في دوام التعبئة والحملات التطوعية لتعزيز مخزون الدم.وفي هذا الصدد، أكد رئيس جامعة القاضي عياض، الحسن احبيض، أن هذه العملية، التي أصبحت تقليدا سنويا، تدخل في إطار المسؤولية الاجتماعية لهذه الجامعة، مؤكدا أن التبرع بالدم يكتسي بعدا إنسانيا، ويروم ترسيخ حس المواطنة الهادف الى انقاذ حياة المحتاجين لهذه المادة الحيوية.وأضاف احبيض أن هذه الحملة، التي ينظمها مركز التعليم الدامج والمسؤولية الاجتماعية، للمرة الثالثة على التوالي، منذ إحداثه في شهر ماي من سنة 2019، تمكن المتبرعين، أيضا، خاصة الطلبة، من التعرف على فصيلة دمهم والاستفادة، بالتالي، من التحاليل التي تجرى على الدم، والتي من شأنها الوقوف على سلامة صحة المتبرع، كاشفا أن هذه المبادرة ستشمل جميع مكونات الجامعة، لكونها تساهم في تعزيز مخزون الدم على مستوى جهة مراكش – آسفي.من جهتها، أوضحت مديرة مركز التعليم الدامج والمسؤولية الاجتماعية التابع لجامعة القاضي عياض، سامية برادة، في تصريح مماثل، أن الجامعة انخرطت منذ سنوات في هذه العملية، لكي تمكن المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش من تلبية حاجياته من هذه المادة الحيوية، مذكرة بأن المركز تمكن خلال السنتين الماضيتين من جمع 4367 كيس دم من هذه الجامعة، منها 2458 كيسا خلال عملية التبرع لسنة 2021 .وأعربت عن أملها في أن يتم جمع أكبر عدد من الأكياس خلال هذه العملية، بغرض تلبية حاجيات المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، مبرزة أنه تقرر تنظيم عملية ثانية، مستهل السنة المقبلة، تشمل بدورها جميع المؤسسات التابعة لجامعة القاضي عياض، البالغ عددها 15 مؤسسة.وأضافت برادة أن هذه العملية تكتسي بعدا تحسيسيا، وهي موجهة للطلبة، على الخصوص، من أجل إظهار تضامنهم وتحليهم بروح المسؤولية والمواطنة.أما المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بمراكش، مصطفى جادر، فأشار، من جانبه، الى أن الحملة تندرج في إطار الشراكة القائمة بين المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية وجامعة القاضي عياض، والهادفة الى تنظيم حملات للتبرع بالدم، والتي من شأنها انقاذ حياة عدد من المرضى، أو المصابين في حوادث السير.من جهة أخرى، كشفت مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم، سميرة فزاني، أن هذا المركز يسجل، على غرار المراكز الجهوية بالمملكة، عجزا في مخزون الدم ، مضيفة أن هذه المراكز تحاول تجاوز هذه الوضعية، من خلال تنظيم حملات من هذا القبيل، وإقامة شراكات مع مؤسسات وجمعيات لتدارك هذا الخصاص.وأضافت السيدة فزاني أن المؤسسات الاستشفائية بمدينة مراكش تحتاج يوميا إلى ما بين 250 و300 كيس دم، مبرزة أنه بإمكان المركز حاليا توفير ما بين 150 الى 200 كيس يوميا، وأن هناك طموحا للوصول الى العدد المنشود، على الخصوص، من خلال المتبرعين بشكل تلقائي وإرادي، وتحقيق الاكتفاء على مدار الاسبوع.يذكر أن هذه المبادرة الإنسانية عرفت نجاحا كبيرا، منذ انطلاقتها سنة 2014، سواء من حيث عدد المتبرعين، أو من خلال الحملات التحسيسية التي واكبتها، لتوعيتهم بمدى أهمية ثقافة التبرع بالدم كقيمة إنسانية نبيلة، وكذا ترسيخ قيم المواطنة وروح التضامن.