دولي

سيناريوهات الرعب النووي.. ماذا لو ضربت محطة زابوريجيا؟


كشـ24 - وكالات نشر في: 26 سبتمبر 2022

المصائب النووية ليست غريبة عن أوكرانيا، لكن ما قد يحدث في محطة زابوريجيا شيء مختلف تماما، في حال تعرضت للقصف، وليس هذا فحسب فالخطر حينها سيهدد القارة الأوروبية بأسرها.وتعد كارثة تشيرنوبل النووية التي حدثت في أوكرانيا عام 1986، عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي، الأكبر من نوعها.وقادت إلى إخلاء 100 ألف شخص من المناطق المحيطة، وتسرب الإشعاع النووي حينها إلى القارة الأوروبية.ورسميا، قالت موسكو آنذاك إن أقل من 50 شخصا توفوا بسبب الإشعاعات، لكن علماء يقولون إن العدد أكبر من ذلك بكثير.مشكلة زابوريجيا أكبرالمشكلة في محطة زابوريجيا أنها أكبر من مفاعل تشيرنوبل، فهي أكبر محطة نووية في أوروبا، والمقارنة بين الحدثين صعبة، لكونهما مرفقان مختلفان، بحسب شبكة "سي أن بي سي" الأميركية.وسيطرت القوات الروسية على زاباروجيا في بداية الحرب التي اندلعت في 24 فبراير الماضي، وعادت إلى واجهة الأحداث مجددا في الأسابيع الأخيرة، مع تبادل الاتهامات بشأن قصف طالت منشآت المحطة، التي لا يزال يعمل فيها عمال أوكرانيون.وكان السوفييت يستعملون مفاعلات" RBMK"، أي مفاعلات القنوات العالية، في تشيرنوبل، وهي عبارة تقنية سوفيتي قديمة، جرى تعديلها بعد الكارثة، ومع ذلك يجري استخدمها حتى يومنا هذا في داخل روسيا، رغم مخاوف السلامة.بعد 11 سبتمبرأما محطة زابوريجيا فتستعمل مفاعلات حديثة معدة للتعامل مع ضربات قوية مثل اصطدام طائرة بها.وبعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في 2001، جرى تدعيم هذه المحطة بالإسمنت المسلح (بعض التقديرات تفيد بأنها 10 أمتار من الإسمنت المسحل) والفولاذ وأدوات إطفاء الحرائق ضد هجمات تشمل اصطدام طائرة مدنية كبيرة فيها، بحسب "الغارديان"، وجرى اختبار مباني محطة زابوريجيا فعليا ضد هذه الهجمات.ومع ذلك، يقول الخبراء إن هذه الإجراءات لا تكفي.والمشكلة التي تحيط في محطة زاباروجيا أنها لا تزال وسط النيران، فروسيا تجري حاليا استفتاءات في أربع مناطق أوكرانية للانضمام إليها، واحدة منها هي زاباروجيا، مما يعني أن خطر تعرضها للقصف مستمر في المستقبل المنظور.وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن الوضع في محيط المحطة النووية قد يتغير في أي لحظة.سيناريوهات متعددةويقول خبراء نقلت عنهم شبكة "سي أن بي سي" الأميركية أن المحطة النووية تقع في ساحة قتال، وثمة ذخيرة أقوى بكثير من الطائرة جرى استعمالها.ويقول هاميش بريتون- غوردون، الذي تولى قيادة قوات الدفاع الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، في بريطانيا و"الناتو"، "إن القتال من محطة نووية جنوني. إنه ليس فكرة جيدة".ومما يزيد المخاطر في المحطة النووية، بحسب وكالة الطاقة الذرية، قلة قطع الغيار، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أعمال الصيانة، فضلا عن تشوش الاتصالات مع الفريق الموجود في داخل المحطة، بحسب صحيفة "الغارديان".ومن الأخطر الأخرى هو ضعف نظام التبريد في المحطة النووية، بحسب المدير المشارك في البرنامج النووي في معهد كارينغي للسلام الدولي، جيمس أكتون.وهذا يعني، بحسب أكتون، أن سيناريوا كارثة فوكوشيما النووية التي حدثت في اليابان عام 2011 مرجح، حيث أدت موجات مد زلزالي حينها إلى حدوث "انصهار نووي" داخل المنشاة، أصيب على أثره كثيرون بالسرطان من جاءت إثر التسرب الإشعاعي.وتفيد تقديرات بأنه في حال تعطل أنظمة التبريد، فقد يحدث انهيارا للمفاعل وقد يكون هناك التأثير على دائرة قطرها 30 كيلومترا.والخطر في زاباروجيا لا يقتصر على المحطة النووية، فثمة صوامع تحتوي على المخلفات النووية في المحيط، ويمكن للتربة المحيطة أن تطلق إشعاعا إذا تعرضت للاختلال.الاحتمال الأسوأوفي حال وصلت النيران إلى داخل المحطة النووية وأدت إلى تدميرها، فإن التلوث الإشعاعي لن يقتصر على منطقة المحطة النووية، كما في حال تشيرنوبل، ويقدر خبراء أن هذه الدولة ستتعرض للإشعاعات:أوكرانيا روسيا رومانيا بلغاريا تركيا ويقول الباحث الزائر في معهد دالتون النووي في جامعة مانشستر البريطانية، خوان ماثيوز، إنه في حال وقوع حادث كبير في المحطة النووية فإن التداعيات تطال أولا منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود (تقع جنوب غربي أوكرانيا).البحر الأسودوتقع المحطة النووية على الضفة الجنوبية لنهر دنيبر، وفي حال تسرب المواد الإشعاعية إلى النهر فإنها ستصب في نهاية المطاف في البحر الأسود، وهو ما قد يؤدي إلى قتل صناعة الأسماك في هذا البحر الذي تطل عليه 6 دول.وبحسب موقع "بوليتكو"، فإن أهون السيناريوهات التي قد تحدث في حال ضرب أقل منشآت المحطة خطورة، فإن المواد المشعة ستصل إلى مسافة تصل إلى 10- 20 كيلومترا، والحديث هنا عن مخازن الوقود المستنفد.معلومات عن محطة زابوريجياأكبر محطة نووية في قارة أوروبا. بنيت هذه المحطة في ثمانينيات القرن الماضي، ولذلك تعتبر جديدة نسبيا. تحتوي المحطة على 6 مفاعلات نووية تسمى مفاعلات الماء المضغوط. تنتج المحطة نحو 5700 ميغاواط، وتوفر نحو 20 % من استهلاك الكهرباء في أوكرانيا.

المصائب النووية ليست غريبة عن أوكرانيا، لكن ما قد يحدث في محطة زابوريجيا شيء مختلف تماما، في حال تعرضت للقصف، وليس هذا فحسب فالخطر حينها سيهدد القارة الأوروبية بأسرها.وتعد كارثة تشيرنوبل النووية التي حدثت في أوكرانيا عام 1986، عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي، الأكبر من نوعها.وقادت إلى إخلاء 100 ألف شخص من المناطق المحيطة، وتسرب الإشعاع النووي حينها إلى القارة الأوروبية.ورسميا، قالت موسكو آنذاك إن أقل من 50 شخصا توفوا بسبب الإشعاعات، لكن علماء يقولون إن العدد أكبر من ذلك بكثير.مشكلة زابوريجيا أكبرالمشكلة في محطة زابوريجيا أنها أكبر من مفاعل تشيرنوبل، فهي أكبر محطة نووية في أوروبا، والمقارنة بين الحدثين صعبة، لكونهما مرفقان مختلفان، بحسب شبكة "سي أن بي سي" الأميركية.وسيطرت القوات الروسية على زاباروجيا في بداية الحرب التي اندلعت في 24 فبراير الماضي، وعادت إلى واجهة الأحداث مجددا في الأسابيع الأخيرة، مع تبادل الاتهامات بشأن قصف طالت منشآت المحطة، التي لا يزال يعمل فيها عمال أوكرانيون.وكان السوفييت يستعملون مفاعلات" RBMK"، أي مفاعلات القنوات العالية، في تشيرنوبل، وهي عبارة تقنية سوفيتي قديمة، جرى تعديلها بعد الكارثة، ومع ذلك يجري استخدمها حتى يومنا هذا في داخل روسيا، رغم مخاوف السلامة.بعد 11 سبتمبرأما محطة زابوريجيا فتستعمل مفاعلات حديثة معدة للتعامل مع ضربات قوية مثل اصطدام طائرة بها.وبعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في 2001، جرى تدعيم هذه المحطة بالإسمنت المسلح (بعض التقديرات تفيد بأنها 10 أمتار من الإسمنت المسحل) والفولاذ وأدوات إطفاء الحرائق ضد هجمات تشمل اصطدام طائرة مدنية كبيرة فيها، بحسب "الغارديان"، وجرى اختبار مباني محطة زابوريجيا فعليا ضد هذه الهجمات.ومع ذلك، يقول الخبراء إن هذه الإجراءات لا تكفي.والمشكلة التي تحيط في محطة زاباروجيا أنها لا تزال وسط النيران، فروسيا تجري حاليا استفتاءات في أربع مناطق أوكرانية للانضمام إليها، واحدة منها هي زاباروجيا، مما يعني أن خطر تعرضها للقصف مستمر في المستقبل المنظور.وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن الوضع في محيط المحطة النووية قد يتغير في أي لحظة.سيناريوهات متعددةويقول خبراء نقلت عنهم شبكة "سي أن بي سي" الأميركية أن المحطة النووية تقع في ساحة قتال، وثمة ذخيرة أقوى بكثير من الطائرة جرى استعمالها.ويقول هاميش بريتون- غوردون، الذي تولى قيادة قوات الدفاع الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، في بريطانيا و"الناتو"، "إن القتال من محطة نووية جنوني. إنه ليس فكرة جيدة".ومما يزيد المخاطر في المحطة النووية، بحسب وكالة الطاقة الذرية، قلة قطع الغيار، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أعمال الصيانة، فضلا عن تشوش الاتصالات مع الفريق الموجود في داخل المحطة، بحسب صحيفة "الغارديان".ومن الأخطر الأخرى هو ضعف نظام التبريد في المحطة النووية، بحسب المدير المشارك في البرنامج النووي في معهد كارينغي للسلام الدولي، جيمس أكتون.وهذا يعني، بحسب أكتون، أن سيناريوا كارثة فوكوشيما النووية التي حدثت في اليابان عام 2011 مرجح، حيث أدت موجات مد زلزالي حينها إلى حدوث "انصهار نووي" داخل المنشاة، أصيب على أثره كثيرون بالسرطان من جاءت إثر التسرب الإشعاعي.وتفيد تقديرات بأنه في حال تعطل أنظمة التبريد، فقد يحدث انهيارا للمفاعل وقد يكون هناك التأثير على دائرة قطرها 30 كيلومترا.والخطر في زاباروجيا لا يقتصر على المحطة النووية، فثمة صوامع تحتوي على المخلفات النووية في المحيط، ويمكن للتربة المحيطة أن تطلق إشعاعا إذا تعرضت للاختلال.الاحتمال الأسوأوفي حال وصلت النيران إلى داخل المحطة النووية وأدت إلى تدميرها، فإن التلوث الإشعاعي لن يقتصر على منطقة المحطة النووية، كما في حال تشيرنوبل، ويقدر خبراء أن هذه الدولة ستتعرض للإشعاعات:أوكرانيا روسيا رومانيا بلغاريا تركيا ويقول الباحث الزائر في معهد دالتون النووي في جامعة مانشستر البريطانية، خوان ماثيوز، إنه في حال وقوع حادث كبير في المحطة النووية فإن التداعيات تطال أولا منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود (تقع جنوب غربي أوكرانيا).البحر الأسودوتقع المحطة النووية على الضفة الجنوبية لنهر دنيبر، وفي حال تسرب المواد الإشعاعية إلى النهر فإنها ستصب في نهاية المطاف في البحر الأسود، وهو ما قد يؤدي إلى قتل صناعة الأسماك في هذا البحر الذي تطل عليه 6 دول.وبحسب موقع "بوليتكو"، فإن أهون السيناريوهات التي قد تحدث في حال ضرب أقل منشآت المحطة خطورة، فإن المواد المشعة ستصل إلى مسافة تصل إلى 10- 20 كيلومترا، والحديث هنا عن مخازن الوقود المستنفد.معلومات عن محطة زابوريجياأكبر محطة نووية في قارة أوروبا. بنيت هذه المحطة في ثمانينيات القرن الماضي، ولذلك تعتبر جديدة نسبيا. تحتوي المحطة على 6 مفاعلات نووية تسمى مفاعلات الماء المضغوط. تنتج المحطة نحو 5700 ميغاواط، وتوفر نحو 20 % من استهلاك الكهرباء في أوكرانيا.



اقرأ أيضاً
وزير الدفاع الإسرائيلي: سنضرب إيران مجدداً إذا هددتنا
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الخميس، إن إسرائيل ستضرب إيران مجدداً إذا تعرضت لتهديد منها. ونقل عنه بيان صادر عن مكتبه القول: «ستصل إليكم يد إسرائيل الطويلة في طهران وتبريز وأصفهان، وفي أي مكان تحاولون فيه تهديد إسرائيل أو الإضرار بها. لا مكان للاختباء. إذا اضطررنا للعودة، فسنعود وبقوة أكبر».
دولي

الصين تعلن إحباط 3 مؤامرات تجسسية
أعلنت السلطات الصينية، الخميس، أنها أحبطت ثلاث مؤامرات تجسس، من بينها واحدة تورط فيها موظف حكومي تعرّض للابتزاز بعدما أغرته عميلة استخبارات أجنبية بـ «جمالها الآسر». وأكدت وزارة أمن الدولة أن «الجواسيس الأجانب ينشطون بشكل متزايد في محاولة للتسلل إلى الصين وسرقة أسرار الدولة»، داعية الموظفين الحكوميين إلى توخي الحذر من دون توجيه الاتهام إلى أي دولة.وأعربت الوزارة عن أسفها لأن «بعض الموظفين واجهوا عواقب وخيمة نتيجة كشفهم أسراراً خاصة بالدولة بسبب غياب القيم والمعتقدات الراسخة وتراخيهم في الانضباط والتزام القواعد». وسلّطت الوزارة الضوء على حالة موظف حكومي في إحدى المقاطعات يُدعى «لي»، وقع في «فخ إغواء مُحكم التخطيط» أثناء سفره إلى الخارج.وأضافت الوزارة: «عجز لي عن مقاومة جاذبية عميلة استخبارات أجنبية» ابتزته لاحقاً بـ«صور حميمة» واضطر بعد عودته إلى الصين لتسليم وثائق رسمية. وقد حُكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة التجسس. كما ذكرت الوزارة حالة مسؤول في بلدية يُدعى «هو» صوّر مستندات سرية سراً وباعها لوكالات استخبارات أجنبية بعدما خسر أمواله في المقامرة.وتطرقت أيضاً إلى قضية موظف شاب فقد وظيفته بعدما شارك معلومات سرية مع أحد أقاربه والذي بدوره قام بتصويرها وإرسالها إلى جهات استخباراتية. وحذرت الوزارة قائلة: «في غياب القيم والمبادئ الراسخة، قد يُعرض الموظفون أنفسهم لخطر الوقوع في فخ جريمة التجسس التي تخطط لها وكالات استخبارات أجنبية».وتتبادل الصين والولايات المتحدة الاتهامات بانتظام بشأن التجسس، وفي مارس الماضي، حُكم على مهندس سابق بالإعدام في الصين بتهمة تسريب أسرار دولة إلى دول أجنبية.
دولي

مقتل 35 فلسطينياً بقصف إسرائيلي على غزة
قُتل 35 فلسطينياً وأصيب آخرون، نتيجة تواصل القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، منذ فجر اليوم (الخميس). وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) بأن من بين القتلى 12 مواطناً نصفهم أطفال إثر قصف إسرائيلي استهدف منطقة دوار الطيارة في دير البلح وسط القطاع. وأوضحت أن «خمسة شهداء ارتقوا إثر القصف الإسرائيلي على منزلين في مخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع»، لافتة إلى «استشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين، في قصف من مسيرة إسرائيلية على خيام النازحين بالقرب من بئر في منطقة المواصي غربي خان يونس جنوبي القطاع». كما أفاد التلفزيون الفلسطيني، اليوم، بأن 13 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، لقوا حتفهم جراء قصف إسرائيلي في أثناء انتظارهم توزيع مساعدات في وسط قطاع غزة. وقُتل 22 فلسطينياً على الأقل، بينهم 6 أطفال في غارات نفَّذها الطيران الحربي الإسرائيلي، أمس، في قطاع غزة، على ما أفاد الناطق باسم جهاز الدفاع المدني. وطال القصف الإسرائيلي جنوب ووسط القطاع، إضافة إلى منطقتين في شماله، خصوصاً مخيم الشاطئ للاجئين في محاذاة مدينة غزة، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل «وكالة الصحافة الفرنسية». ورداً على سؤال، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيحقِّق في المعلومات التي أوردها بصل. وقال زهير جودة (40 عاماً)، أحد سكان مخيم الشاطئ، إن «الانفجار كان ضخماً كالزلزال، دمَّر المنزل وعدداً من المنازل في محيطه، وتطايرت جثث وأشلاء الشهداء، وجميعهم أطفال». وأضاف: «ما رأيته مجزرة فظيعة... الشهداء أطفال تمزقت أجسادهم. لا يزال 7 أو 8 مفقودين تحت الأنقاض حتى صباح اليوم».
دولي

ترمب يُعطي الكونغرس الضوء الأخضر لفرض عقوبات على روسيا
باشر مجلس الشيوخ النظر في مشروع قانون جديد يفرض عقوبات على روسيا. وأعلن زعيم الجمهوريين في المجلس، جون ثون، أن المجلس سيصوت على العقوبات قريباً بعد التنسيق مع البيت الأبيض ومجلس النواب للحرص على إقرارها. وأضاف أنه «أمر يحظى بتوافق الحزبين في مجلس الشيوخ، وآمل أن نحظى بدعم بقية الأطراف كي نتمكن من إقرار ذلك».يأتي هذا بعد أن صعّد الرئيس الأميركي من لهجته المنتقدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: «نتعرض لكثير من الترهات التي يوجهها إلينا. إنه لطيف للغاية طوال الوقت، لكن يتضح أن (كلامه) لا معنى له». وأكّد ترمب أنه سينظر «بجدية» في فرض عقوبات جديدة على روسيا، ضمن المشروع المطروح أمام الشيوخ. فيما أكّد حليفه في المجلس ليندسي غراهام أنه حصل على الضوء الأخضر منه للمضي قدماً بالعقوبات، مع إضافة بند عليها يوفر للرئيس صلاحية رفعها إذا اقتضى الأمر لإعطائه مجالاً للمناورة. وقال غراهام إن «استئناف إرسال الأسلحة، وإقرار تتزامن هذه التّحركات مع بلبلة أثارها إعلان البنتاغون، الأسبوع الماضي، عن تجميد دفعات من الأسلحة لأوكرانيا، ما فاجأ الرئيس الأميركي الذي أعرب عن دهشته للصحافيين بعد سؤاله عن الشخص المسؤول عن القرار، قائلاً: «لا أعلم، هلّا قلتم لي؟». وفيما أعلن ترمب أنه سيتم استئناف إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، أثارت المسألة تساؤلات داخل الإدارة الأميركية حيال دور وزير الدفاع بيت هيغسيث بعد أن أشارت تقارير صحافية إلى أنه تصرّف من دون التشاور مع البيت الأبيض، وهو ما نفته المتحدثة باسم البنتاغون كينسلي ويلسون، التي قالت: «من مهام وزير الدفاع تقديم التوصيات العسكرية للقائد الأعلى للقوات المسلحة. وقد قدم الوزير هيغسيث مقترحاً للرئيس لتقييم شحنات المساعدات العسكرية ومراجعة المخزونات الحالية. وتم تنسيق هذا الجهد عبر مختلف الجهات الحكومية». وأضافت ويلسون في بيان لوكالة «أسوشييتد برس»: «سيواصل البنتاغون تزويد الرئيس بخيارات قوية فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية لأوكرانيا، بما يتماشى مع هدفه المتمثّل في إنهاء هذه الحرب المأسوية ووضع مصلحة أميركا أولاً». ولعلّ شعار «أميركا أولاً» هو الذي ولّد هذا اللغط، إذ إنه سلّط الضوء على الدور الذي يلعبه ألبريدج كولبي، نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية، وهو من الداعمين الشرسين لسياسة أميركا أولاً والمنتقدين لـ«اعتماد الدول الأوروبية على أميركا». وتقول التقارير إن كولبي كان صاحب قرار تجميد الأسلحة لأوكرانيا، «لأن أميركا بحاجة للاحتفاظ بمخزونها من الأسلحة»، خصوصاً، وأنه يرى أن الأوروبيين هم المعنيون بالحرب الروسية - الأوكرانية، «التي تُشكّل مصدر تشتيت لانتباه واشنطن» في موقف يتناغم مع بعض وجوه الإدارة، وعلى رأسهم نائب ترمب جي دي فانس. لكن تغيير موقف ترمب علنياً حيال روسيا قد يؤدي إلى تقييد يدي كولبي في قرارات من هذا النوع، وهو ما يعطي بعض الأمل للصقور من الجمهوريين الذين تفاجأوا مثل الرئيس الأميركي من قرار تجميد إرسال الأسلحة. وقد تنفّس هؤلاء الصعداء بعد قرار ترمب استئناف تسليح أوكرانيا، فقال زعيم الجمهوريين السابق في مجلس الشيوخ، ميتش مكونيل: «هذه المرة، سيتعيّن على الرئيس أن يرفض دعوات الانعزاليين والداعين إلى ضبط النفس داخل إدارته، والذين يطالبون بحصر هذه الشحنات بالأسلحة الدفاعية فقط». وأضاف في بيان انتقد فيه كولبي ضمناً: «عليه أن يتجاهل أولئك في وزارة الدفاع الذين يتذرّعون بنقص الذخائر لعرقلة المساعدات، بينما يرفضون الاستثمار الجاد في توسيع إنتاج الذخائر».
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 11 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة