مراكش

مسجد المواسين بمراكش.. تحفة معمارية تكرس قيم الإسلام النبيلة


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 13 أبريل 2022

يشكل مسجد المواسين، الواقع في قلب المدينة العتيقة لمراكش، منذ القرن السادس عشر، منارة بارزة وإحدى الوجهات الرئيسية بالنسبة للمصلين لأداء صلواتهم، وتأمل الجمالية المعمارية لصرح ديني يحمل عبق التاريخ، ومن ثمة، التشبع بقيم وتعاليم الإسلام المعتدل والوسطي.وما فتئ هذا الصرح الديني والثقافي يساهم، على مر القرون، إلى جانب مسجد الكتبية، ومدرسة ابن يوسف، وكذا الزوايا التي ساهمت في صنع التاريخ الديني الأصيل والمتفرد للمملكة، في إشعاع المدينة الحمراء، باعتبارها مدينة للنهوض وترويج قيم السلام والتسامح الديني، وكذا للدراسات والأبحاث في المجال الديني.وبعد عدة أشهر من الإغلاق جراء تفشي جائحة (كوفيد-19)، استعاد مسجد المواسين حاليا مجده السابق، وذلك باستقباله خلال هذا الشهر الفضيل، المصلين القادمين من الأحياء المجاورة له، من أجل أداء واجبهم الديني في أجواء من التعبد والروحانية، وفي احترام تام للتدابير الوقائية، التي أقرتها السلطات المختصة، بسبب الظرفية الاستثنائية المرتبطة بالجائحة.وهكذا، يأخذ المصلون، من كافة الأعمار، أماكنهم وسط هذا المسجد العريق، المعروف أيضا بـ”مسجد الشرفاء”، للإنصات للخطبة، وأداء الصلوات الخمس، كما هو الشأن أيضا لصلاة الجمعة والتراويح.وأكد مولاي هشام السعيدي، عضو المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، في تصريح لقناة (إم 24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “فضلا عن المصلين الذين يفدون بكثافة من جميع أحياء المدينة العتيقة لأداء الصلاة، فقد شكل مسجد المواسين، ذو التاريخ العريق وسط المدينة الحمراء، على الدوام، وجهة مفضلة للفقهاء، الذين كانوا يحجون إليه من مختلف مناطق المملكة ومن الخارج، قصد تدريس مختلف العلوم لطلبتهم”.وأوضح أن هؤلاء الفقهاء كانوا يعقدون، داخل هذا المسجد العريق، حلقات للدرس، كانت تستقطب طلبة متلهفين لتلقي المعارف والعلوم الدينية، وكذا ساكنة المدينة، التي كانت تأتي طلبا لفتاوى أو استشارات ذات طابع ديني حول قضايا يومية، مما يشهد على إشعاع وانفتاح هذا المسجد على محيطه.من جهته، قال الباحث والمؤرخ أحمد أملاك إن هذه التحفة المعمارية تشكل جزءا من مركب المواسين، الذي يضم مكتبة، وحماما، ومدرسة ونافورة، مشيرا إلى أن هذا المركب يشهد على “عظمة وغنى الحضارة الإسلامية في عهد الدولة السعدية”.وأوضح هذا المؤرخ أنه “على غرار مسجد باب دكالة الذي شيد في الحقبة ذاتها، فإن مسجد المواسين يتميز بزخارفه الدقيقة جدا (خطوط، أقواس، قباب..)، والتي تعكس عبقرية الصناع التقليديين السعديين، الذين استلهموا كثيرا من الفن والخبرة الموحديين”، مضيفا أن هذا المسجد يتميز أيضا بمئذنته الصغيرة، الواقعة في الجهة الشمالية الغربية، والتي تتكون من كتلة مستطيلة واحدة بطول 2ر19 متر.وانبنى مسجد المواسين، الذي جرى تشييده على مساحة 2618 مترا مربعا على يد السلطان السعدي مولاي عبد الله الغالب بين 1562 و 1573، ويتسع لأكثر من 2000 مصل، على أسلوب الأعمدة العربية البحتة، لاسيما تلك المؤدية إلى المحراب والأخرى الموجودة على طول الجدران الجانبية.وما إن يدلف المصلون للمسجد حتى تستقبلهم ساحة مربعة تشغل النصف الشمالي من المبنى، وتتوسطها نافورة محاطة بثلاثة أروقة مقوسة وجدار القاعة الكبرى للصلاة، والمغطى جزئيا بحاجز خشبي يسمى “عنزة” الذي يشمل مدخل الممر المؤدي إلى المحراب المركزي.كما أن هذا البهاء يجد حسنه أيضا في “المقرنصات” (شكل زخرفي للعمارة الإسلامية)، والمحراب عبارة عن تجويف مقبب جرى تزيينه بقبة صغيرة من المقرنصات المحاطة بجدار منحوت من الجبص يحوي زخارف هندسية وخطية.وامتدادا لمنابر الموحدين والمرابطين، تم إنجاز منبر المسجد من خشب الأرز والأبنوس بأنواعه. وتضم زخارفه التطعيم والعاج واللوحات البارزة المنحوتة حتى تشكل زخارف هندسية ونباتية.ويشتهر مسجد المواسين أيضا بنافورته التي تعد الأكبر من بين كل نوافير المدينة الحمراء. وتقع مباشرة شمال غرفة الوضوء، وتتخذ شكل المستطيل ويبلغ طولها 18.10 م وعرضها 4.70 م وتضم ثلاثة أحواض كبيرة مغطاة بأقبية مفتوحة على الشارع بثلاثة أروقة.وتحظى تحفة الإبداع الإسلامي هاته بتقدير كبير من قبل جميع زوار وضيوف مراكش العابرين، كما كانت موضوع رعاية مستمرة من قبل مختلف الدول التي توالت على حكم المملكة حتى اليوم، مما يعكس الاهتمام بتعزيز الإسلام السمح والمعتدل، مع التشبث بالأصول، وصون صفحات مشرقة من تاريخ المغرب لفائدة الأجيال الصاعدة.عمر الروش

يشكل مسجد المواسين، الواقع في قلب المدينة العتيقة لمراكش، منذ القرن السادس عشر، منارة بارزة وإحدى الوجهات الرئيسية بالنسبة للمصلين لأداء صلواتهم، وتأمل الجمالية المعمارية لصرح ديني يحمل عبق التاريخ، ومن ثمة، التشبع بقيم وتعاليم الإسلام المعتدل والوسطي.وما فتئ هذا الصرح الديني والثقافي يساهم، على مر القرون، إلى جانب مسجد الكتبية، ومدرسة ابن يوسف، وكذا الزوايا التي ساهمت في صنع التاريخ الديني الأصيل والمتفرد للمملكة، في إشعاع المدينة الحمراء، باعتبارها مدينة للنهوض وترويج قيم السلام والتسامح الديني، وكذا للدراسات والأبحاث في المجال الديني.وبعد عدة أشهر من الإغلاق جراء تفشي جائحة (كوفيد-19)، استعاد مسجد المواسين حاليا مجده السابق، وذلك باستقباله خلال هذا الشهر الفضيل، المصلين القادمين من الأحياء المجاورة له، من أجل أداء واجبهم الديني في أجواء من التعبد والروحانية، وفي احترام تام للتدابير الوقائية، التي أقرتها السلطات المختصة، بسبب الظرفية الاستثنائية المرتبطة بالجائحة.وهكذا، يأخذ المصلون، من كافة الأعمار، أماكنهم وسط هذا المسجد العريق، المعروف أيضا بـ”مسجد الشرفاء”، للإنصات للخطبة، وأداء الصلوات الخمس، كما هو الشأن أيضا لصلاة الجمعة والتراويح.وأكد مولاي هشام السعيدي، عضو المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، في تصريح لقناة (إم 24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “فضلا عن المصلين الذين يفدون بكثافة من جميع أحياء المدينة العتيقة لأداء الصلاة، فقد شكل مسجد المواسين، ذو التاريخ العريق وسط المدينة الحمراء، على الدوام، وجهة مفضلة للفقهاء، الذين كانوا يحجون إليه من مختلف مناطق المملكة ومن الخارج، قصد تدريس مختلف العلوم لطلبتهم”.وأوضح أن هؤلاء الفقهاء كانوا يعقدون، داخل هذا المسجد العريق، حلقات للدرس، كانت تستقطب طلبة متلهفين لتلقي المعارف والعلوم الدينية، وكذا ساكنة المدينة، التي كانت تأتي طلبا لفتاوى أو استشارات ذات طابع ديني حول قضايا يومية، مما يشهد على إشعاع وانفتاح هذا المسجد على محيطه.من جهته، قال الباحث والمؤرخ أحمد أملاك إن هذه التحفة المعمارية تشكل جزءا من مركب المواسين، الذي يضم مكتبة، وحماما، ومدرسة ونافورة، مشيرا إلى أن هذا المركب يشهد على “عظمة وغنى الحضارة الإسلامية في عهد الدولة السعدية”.وأوضح هذا المؤرخ أنه “على غرار مسجد باب دكالة الذي شيد في الحقبة ذاتها، فإن مسجد المواسين يتميز بزخارفه الدقيقة جدا (خطوط، أقواس، قباب..)، والتي تعكس عبقرية الصناع التقليديين السعديين، الذين استلهموا كثيرا من الفن والخبرة الموحديين”، مضيفا أن هذا المسجد يتميز أيضا بمئذنته الصغيرة، الواقعة في الجهة الشمالية الغربية، والتي تتكون من كتلة مستطيلة واحدة بطول 2ر19 متر.وانبنى مسجد المواسين، الذي جرى تشييده على مساحة 2618 مترا مربعا على يد السلطان السعدي مولاي عبد الله الغالب بين 1562 و 1573، ويتسع لأكثر من 2000 مصل، على أسلوب الأعمدة العربية البحتة، لاسيما تلك المؤدية إلى المحراب والأخرى الموجودة على طول الجدران الجانبية.وما إن يدلف المصلون للمسجد حتى تستقبلهم ساحة مربعة تشغل النصف الشمالي من المبنى، وتتوسطها نافورة محاطة بثلاثة أروقة مقوسة وجدار القاعة الكبرى للصلاة، والمغطى جزئيا بحاجز خشبي يسمى “عنزة” الذي يشمل مدخل الممر المؤدي إلى المحراب المركزي.كما أن هذا البهاء يجد حسنه أيضا في “المقرنصات” (شكل زخرفي للعمارة الإسلامية)، والمحراب عبارة عن تجويف مقبب جرى تزيينه بقبة صغيرة من المقرنصات المحاطة بجدار منحوت من الجبص يحوي زخارف هندسية وخطية.وامتدادا لمنابر الموحدين والمرابطين، تم إنجاز منبر المسجد من خشب الأرز والأبنوس بأنواعه. وتضم زخارفه التطعيم والعاج واللوحات البارزة المنحوتة حتى تشكل زخارف هندسية ونباتية.ويشتهر مسجد المواسين أيضا بنافورته التي تعد الأكبر من بين كل نوافير المدينة الحمراء. وتقع مباشرة شمال غرفة الوضوء، وتتخذ شكل المستطيل ويبلغ طولها 18.10 م وعرضها 4.70 م وتضم ثلاثة أحواض كبيرة مغطاة بأقبية مفتوحة على الشارع بثلاثة أروقة.وتحظى تحفة الإبداع الإسلامي هاته بتقدير كبير من قبل جميع زوار وضيوف مراكش العابرين، كما كانت موضوع رعاية مستمرة من قبل مختلف الدول التي توالت على حكم المملكة حتى اليوم، مما يعكس الاهتمام بتعزيز الإسلام السمح والمعتدل، مع التشبث بالأصول، وصون صفحات مشرقة من تاريخ المغرب لفائدة الأجيال الصاعدة.عمر الروش



اقرأ أيضاً
شركتان مغربيتان تتكلفان بتوسيع شارع مولاي عبد الله بمراكش
حسمت جماعة مراكش قرارها بخصوص الشركات التي ستتكلف بصفقة مشروع التهيئة الحضرية المتعلقة بتقوية وتوسيع شارع مولاي عبد الله. وأسندت جماعة مراكش مهمة تهئية الشارع المذكور، والذي يعتبر أحد المحاور الرئيسية الهيكلية في المدينة الحمراء، إلى شركتي موجازين وستابور. وجدير بالذكر أن عملية توسيع الشارع المذكور يأتي في إطار برنامج التهيئة الذي شمل معظم الشوارع الرئيسية بمدينة النخيل، وخصوصا تلك التي تشهد اختناقات مرورية شديدة في أوقات الذورة، وذلك استعدادا للتظاهرات العالمية التي تقترب المدينة من احتضانها وعلى رأسها "كان المغرب 2025" و"مونديال 2030".
مراكش

عاجل.. وفاة غامضة لمتشرد في الشارع العام بواحة سيدي ابراهيم
لقي مشرد مصرعه على مستوى دوار عنق الجمل التابع لجماعة واحة سيدي ابراهيم، قبل قليل من زوال يومه الجمعة 11 يوليوز الجاري، حيث شوهد ان الراحل وهو يتجول بين دواوير جماعة واحة سيدي ابراهيم دون مأوى. ‏‎ووفق المعطيات التي توصلت بها كشـ24، فقد عثر على الضحية جثة هامدة مفترشا الأرض، تحت نخلة بالدوار المذكور، بعدما اتخذها ملجأ له. ‏‎وفور علمها بالموضوع، انتقلت السلطة المحلية، إلى مكان الحادث، في انتظار وصول عناصر الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي واحة سيدي ابرهيم، وعناصر الوقاية المدنية، بدورها، لمعاينة جثة الهالك وفتح تحقيق لمعرفة حيثيات الوفاة، ونقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات لإخضاعها للتشريح الطبي.
مراكش

من ناس الغيوان إلى ديزي دروس.. “Summer Series” تجمع نجوم بارزين في مراكش
تتحول مدينة مراكش هذا الصيف إلى وجهة موسيقية تستقطب عشاق الفن المغربي الأصيل والعصري، من خلال حفلات "Summer Series" التي تنطلق لأول مرة، في Blast Marrakech، ابتداء من 17 يوليوز إلى غاية 30 غشت 2025، في حدث فني تنظمه شركة Wanaut Originals بشراكة مع Blast Marrakech. وفي كل جمعة وسبت، سيستضيف مسرح Blast حفلا موسيقيا يحتفي بالأجواء الصيفية حتى نهاية غشت. وستشهد هذه الحفلات 14 أمسية مميزة مخصصة للموسيقى المغربية بمختلف أجيالها، ببرنامج يناسب الجمهور الواسع ويجمع بين جودة الصوت وأجواء الاستمتاع، وفق بلاغ للمنظمين. وحسب المصد ذاته، ستُفتتح سلسلة الحفلات يوم 17 يوليوز بحدث يتجلى في عودة فرقة "ناس الغيوان"، المجموعة العريقة التي طبعت الموسيقى الشعبية المغربية منذ السبعينات، وكانت صوت جيل التمرد والالتزام، ليكون حضورها رمزاً لذاكرة موسيقية حيّة. وفي 19 يوليوز، ستقدم فرقة "هوبا هوبا سبيريت"، أيقونة الروك البيضاوي، أمسية تمزج بين الإيقاعات الحماسية، والكلمات الدارجة، والنقد الاجتماعي اللاذع، لتعكس على مدى أكثر من عقدين صوت الشباب الحضري المغربي بكل تعقيداته. ومن أبرز الأسماء المرتقبة أيضا: - 8 غشت : المعلم حميد القصري، نجم الفن الكناوي العريق، المعروف بتعاونه الدولي مع فنانين كبار (مثل سناركي بابي وماركيس ميلر). - 16 غشت : أحمد سلطان، رائد الـAfrobian Soul، الذي خلق بصمة موسيقية خاصة تجمع اللغات والأساليب بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي. - 23 غشت : منال، أيقونة البوب للجيل الجديد، التي أصبحت من أكثر الفنانات تأثيراً بفضل عالمها المتميز وإنتاجاتها الجريئة والتزامها بقضايا المرأة. - 30 غشت: ديزي دروس، الاسم البارز في الراب المغربي المعاصر، المعروف بنصوصه اللاذعة وأدائه المبهر الذي أعاد تعريف قواعد هذا الفن. ويحتفي برنامج "Summer Series"  أيضاً بالأصوات الموسيقية الأكثر جرأة وحريّة وتفرداً. وإلى جانب الأسماء البارزة، ستعتلي الخشبة أسماء تحمل لغات فنية خاصة وتكسر الحدود بين الأنواع الموسيقية: - 25 يوليوز: دادا، مغني الراب حامل راية مدينة أكادير والهوية الأمازيغية. - 2 غشت: مورين وغيثة كمال، صوتان نسائيان في أجواء الـ"شاتا" والأفروبيت. - 9 غشت: شوبي وفتاح، أيقونة الراب المحلي من الفرقة الشهيرة "شايفين" مع فنان واعد على نفس الخشبة. -  فاتح غشت : فهد بنشمسي أند ذا لالاس، مشروع فني يمزج بين طاقة فن كناوة وإيقاعات الشعبي في عرض جماعي حيوي.
مراكش

بعد مقال كشـ24.. سلطات سيدي يوسف بن علي تزيل كتابات “قنطرة المعدن”
تفاعلت سلطات سيدي يوسف بن علي بسرعة وجدية مع ما نشر على في مقال لـ "كشـ24" بتاريخ 10 يوليوز الجاري، تحت عنوان "كتابات حائطية "خطيرة" بجدران قنطرة "المعدن" بمراكش". وقامت السلطات بإزالة جميع الكتابات التي تم توثيقها على جدران القنطرة، التي وصفت بـ "الخطيرة" نظرا لمضمونها الذي يثير استغراب المواطنين.  
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 11 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة