كشفت حملة جديدة لوزارة الصحة ضد أطباء وطبيبات وصيادلة، لا يلتحقون بمقرات عملهم في المناطق النائية، للعمل في المصحات الخاصة، فضيحة التحاق صيدلانية بوزارة التربية الوطنية بعد اجتيازها مباراة توظيف أساتذة الابتدائي، وتقديمها منذ سنوات شهادات طبية للعمل في صيدليتها.
الخبر أوردته جريدة الصباح في عدد يوم غد الأربعاء، وعنونته بـ"الوردي يشن حربا على الأطباء الفارين من الخدمة"، إذ قالت إن الحسين الوردي وزير الصحة حرك أمس الاثنين المسطرة التأديبية في حق مجموعة من موظفي القطاع، بسبب خرق مقتضيات قانون مزاولة مهنة الطب، ويتعلق الأمر بطبيبين وصاحبي عيادتين وصيدلية.
وكشفت اليومية بأن طبيبة نساء وتوليد معينة بمستشفى تنغير، ضبطت وهي تزاول العمل بعيادة خاصة بالجديدة، حيث كانت تجري العمليات الجراحية مقابل مبالغ مالية، فيما تتقاضى أجرها من المال العام، على أنها تعمل في مستشفى تنغير، في حين أنها أهملت مريضاتها في المنطقة وانتقلت للعمل في العيادة.
وحسب الجريدة دائما، فإن وزير الصحة استشاط غضبا بعد علمه بخبر ضبط الطبيبة، وهي تجري العملية الجراحية في العيادة، دون أن تتوفر على رخصة من الإدارة التي تنتمي إليها، وبدون ترخيص من الهيأة الجهوية للطبيبات والأطباء بجهة دكالة عبدة، كما أنها لا توجد في جدول الأطباء المسجلين بهذه الهيأة، والأخطر أنها تمارس العمل في العيادة المملوكة لطبيب دون أن تتوفر على تأمين.
وقالت الجريدة إن الطبيبة اختارت جمع الأموال، بدل إنقاذ حياة نساء ومواليد سكان إقليم تنغير، مضيفة أن وزير الصحة قرر مراسلة الهيأة الوطنية للأطباء والأمانة العامة للحكومة بشأن هذا الملف لاتخاذ التدابير التي تدخل ضمن أناب عنه الطبيبة العاملة بالقطاع العام، وبسبب تشغيله، وبوجه غير قانوني لطبيبة القطاع العام.
وذكرت يومية الصباح بأن الإجراءات التأديبية لم تقتصر على طبيبة تنغير فحسب، بل شملت أيضا طبيبة عينت منذ سنوات بميسور، غير أنها ومنذ 51 شهرا، وهي تقدم للإدارة بشهادات طبية على أساس أنها مصابة بمرض يمنعها من مزاولة مهنتها، وبعد التحريات تبث أنها تعمل بشكل دائم بإحدى العيادات الخاصة بالرباط، فيما كشفت الإجراءات التأديبية نفسها فضيحة أخرى تتعلق بصيدلانية تملك صيدليتها بسلا، وتقدمت قبل سنوات لإجراء إحدى مباريات التوظيف بأسلاك التعليم لتجتازها وتعمل مدرسة، إلا أنها تحايلت على وزارة التربية الوطنية بشهادات طبية لمدة سنوات، في حين أنها كانت تزاول عملها بصيدليتها، حيث أضافت اليومية بأن الوزير اتخذ في حقها إجراءات صارمة.
محاربة الفساد
وزير الصحة الحسين الوردي قرر مواجهة كل الموظفين والعاملين بالقطاع الذين يشوهون صورة المهنيين، وسيئون لمهنة الطب النبيلة ولوزارة الصحة بشكل عام وللعاملين بها، كما رفع شعار لا تسامح ولا تهاون مع هذه الفئة من العاملين، والضرب على أياديهم واتخاذ الإجراءات الصارمة والقرارات الرادعة في حقهم