وطني

أمزازي يكشف الأسباب وراء قرار الحكومة اعتماد نظام البكالوريوس


كشـ24 نشر في: 30 يونيو 2021

كشف وزير التعليم المغربي، سعيد أمزازي، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أبرز محاور الإصلاح الجامعي الذي تراهن عليه المملكة من أجل الحد من انقطاع الطلبة عن الدراسة، إلى جانب تزويدهم بمهارات أكثر فائدة في سوق العمل.وأشار سعيد أمزازي، إلى عدد من العقبات والعوامل التي دفعت وزارة التربية الوطنية إلى إصلاح النظام الجامعي، وسط آمال بأن يعيد الوهج إلى "الجامعة المغربية".وقررت الحكومة المغربية إطلاق تجربة البكالوريوس في الجامعات المغربية، وهو نظام جديد تقرر العمل به ابتداء من الموسم المقبل في جامعات المملكة.ويقوم هذا الإصلاح بإنهاء نظام يعرف بالإجازة في ثلاث سنوات، ويدشن لعهد جديد بدراسة أربع سنوات. وكانت الحكومة قد قررت تأجيل إطلاق هذا المشروع، في السنة الماضية، بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد.وفي اتصال لموقع "سكاي نيوز عربية " مع وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، كشف أمزازي تفاصيل مشروع الإصلاح.ولدى سؤاله عن السبب وراء قرار الحكومة اعتماد نظام البكالوريوس، أشار إلى عدد من التقارير المنجزة من طرف المؤسسات الدستورية للمملكة، لا سيما المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي والمجلس الأعلى للحسابات، والدراسات الصادرة عن مجموعة من المؤسسات الدولية (البنك الدولي، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي) وكذا التقارير المنجزة من طرف الجامعات وتوصيات اليوم الوطني للإصلاح البيداغوجي (المنعقد بمراكش خلال شهر أكتوبر 2018).وأوضح أن جميعها أكدت على "ضرورة إرساء نموذج جديد للتكوين الجامعي، بغية تجاوز الاختلالات المتعلقة بالمردودية الداخلية والخارجية لسلك الإجازة بالمؤسسات الجامعية ذات الولوج المفتوح، التي تحتضن حوالي 90 بالمئة من الطلبة المسجلين بالتعليم العالي بالمغرب".ونوه إلى أن أهم هذه الاختلالات يمكن أن تتلخص في 3 نقاط، هي:- إشكالية التوجيه وعدم ملاءمة مخرجات التعليم الثانوي مع طبيعة توزيع الطلبة بمختلف مسالك الإجازة.وتابع: "يشكل حاملو شهادة البكالوريا في شعب العلوم والتقنيات ما يفوق 60 في المئة، في حين لا تتعدى نسبة الطلبة الجدد المسجلين بمسالك العلوم بالإجازة 15في المئة؛ علما أن 35 بالمئة من مجموع الحاصلين على بكالوريا علمية أو تقنية يفضلون التسجيل في ميادين العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية والآداب والعلوم الإنسانية".- ارتفاع نسب الهدر الجامعي، حيث يغادر 16,5 في المئة من الطلبة الجدد مقاعد الدراسة في نهاية السنة الأولى لسلك الإجازة.وتبلغ النسبة الإجمالية للانقطاع عن الدراسة دون الحصول على أي شهادة نسبة 47,2 في المئة، في حين تحصل نسبة 13,3 في المئة فقط من مجموع الطلبة الجدد المسجلين بالمؤسسات ذات الولوج المفتوح على دبلوم الإجازة في مدة ثلاث سنوات.- صعوبة الولوج والاندماج في سوق الشغل، حيث تشير إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2018 إلى نسبة بطالة تقارب 19 في المئة لدى حاملي شهادة الإجازة.كما يؤكد أغلبية المشغلين من عالم المقاولة على عدم تملك خريجي المؤسسات الجامعية ذات الولوج المفتوح لمجموعة من الكفايات الأفقية المتعلقة بالمهارات الحياتية والذاتية رغم تمكنهم من عدد من المعارف النظرية والمهارات التقنية.الأهدافوعن أهداف هذا الإصلاح الجامعي، وكيف يمكن أن يعيد للجامعة المغربية مكانتها، قال: "يهدف نظام البكالوريوس إلى تجاوز مختلف النقائص والاختلالات التي يعرفها النظام الحالي للإجازة، وذلك من خلال تحسين قابلية التشغيل وتطوير روح التنافسية لدى الطلبة عبر تمكينهم من اللغات الأجنبية، والكفايات الحياتية والذاتية وتنمية ثقافتهم العامة وشخصيتهم".وأضاف أمزازي: "كما سيمكن هذا النظام من الرفع من المردودية الداخلية لمؤسسات التعليم العالي ذات الولوج المفتوح والحد من الهدر الجامعي والرفع من نسبة الإشهاد بهذه المؤسسات".وسيسمح اعتماد البكالوريوس، باعتباره الشهادة الأكثر تداولا في العالم، من تحسين الحركية الدولية للطلبة ودعم انفتاح المنظومة الوطنية للتعليم العالي على النماذج الدولية الرائدة.وقال: "إذا كانت الجامعة المغربية، على مدى عقود من الزمن، قد كونت النخب العلمية والثقافية والإدارية للمملكة وساهمت في إشعاعها الجهوي والدولي، فإن من شأن اعتماد نظام البكالوريوس أن يقطع مع الصور النمطية السلبية التي أصبحت تلازم المؤسسات الجامعية ذات الولوج المفتوح خلال السنوات الأخيرة، ويشكل إضافة نوعية لما راكمته هذه الجامعة من نجاحات في مجالي التكوين والبحث".وفي هذا الصدد، سيمكن هذا النظام الجديد من الاستجابة لحاجيات سوق الشغل من الموارد البشرية المؤهلة من خلال تمكينه الخريجين، بالإضافة إلى تكوين معرفي ذي جودة، من لغتين أجنبيتين على الأقل وكذا تملك المهارات الحياتية والذاتية الأكثر طلبا من طرف المشغلين (حل المشاكل المعقدة، التفكير النقدي، الإبداع وحب المبادرة، وتسيير الفرق، وروح الفريق، والذكاء العاطفي، واتخاذ القرار، والحس الخدماتي، وحس التفاوض، المرونة المعرفية) بالإضافة إلى رصيد ثقافي وقيمي غني ومنفتح.كما ستسمح المقاربة المتبعة في هندسة التكوين بسلك البكالوريوس من ضخ جرعة مهنية، يختلف حجمها باختلاف المجالات المعرفية، في جميع المسالك مع إشراك فعلي للمحيط الاقتصادي في تحديد الحاجيات وهندسة التكوينات وتقييمها وفي التدريس والتأطير.هل تم الإعداد جيدا لهذا الانتقال؟وفي هذا الصدد، قال أمزازي: "لقد اشتغلت الوزارة بمعية الجامعات وبإشراك هياكلها، على مدى أكثر من سنتين، على الإعداد البيداغوجي والتقني لتفعيل نظام البكالوريوس، من خلال إعداد واعتماد دفتر الضوابط البيداغوجية (علم التربية) الوطنية لهذا السلك، وتطوير الموارد الرقمية الوطنية للعديد من الوحدات المعرفية الأساسية".كما اشتركت الجامعات في عدد من المنصات الرقمية الدولية الرائدة في تعليم اللغات الأجنبية، وتم اعتماد منصات وطنية ودولية في مجال تطوير المهارات الحياتية والذاتية، بالإضافة إلى إرساء المنصة الوطنية للتوجيه النشيط.أما فيما يتعلق بكلفة هذا الإصلاح، فأوضح: "يجب التذكير بأن مواصلة اعتماد النظام الحالي للإجازة يتسبب في هدر 3,7 مليار درهم (415 مليون دولار) سنويا من ميزانية الدولة ككلفة إضافية للتسيير نتيجة تفاقم ظاهرتي الانقطاع والتكرار".ومن أجل تمكين هذا الور الإصلاحي من سبل النجاح، ستتم تعبئة الموارد المالية الضرورية في إطار تعاقدي متعدد السنوات بين الدولة والجامعات.وبخصوص الحاجيات من الموارد البشرية وبالموازاة مع مواصلة المجهودات المبذولة على مستوى التوظيفات الجديدة وكذا مناصب التحويل، سيتم العمل على ترشيد وتعاضد الموارد البشرية المتوفرة لدى الجامعات، حيث أن توطين مسالك البكالوريوس على مستوى الجامعات والمؤسسات الجامعية سيسمح بمساهمة الأساتذة الباحثين لشعب مختلفة في التكوين والتأطير.وحرصا على تطوير قدرات الموارد البشرية للجامعات، تم إطلاق عدة برامج لتكوين الأساتذة الباحثين في مجال التجديد البيداغوجي وتطوير الموارد الرقمية وتدريس اللغات والمهارات الحياتية والذاتية.الرد على "المنتقدين"ورد وزير التعليم المغربي على المنتقدين لهذه الخطوة، قائلا: "يجب إعادة التأكيد على أن الوزارة قد اعتمدت مقاربة تشاركية وتشاورية منذ المراحل الأولى للتشخيص إلى الشروع في تنزيل نظام البكالوريوس، مرورا بمختلف محطات التفكير والإعداد".وفي هذا الصدد، تم تنظيم لقاء بيداغوجي وطني تحت شعار "الجامعة المتجددة: الإجازة، رهان للتأهيل الأكاديمي والاندماج المهني"، وذلك يومي 2 و3 أكتوبر 2018 بمراكش.وقد عرف اللقاء البيداغوجي الوطني حضورا مكثفا لما يقارب 700 مشاركا يمثلون مختلف الفاعلين والمتدخلين والشركاء في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين. وشكلت مخرجات هذا اللقاء الإطار المحدد لمسار الإعداد لنظام البكالوريوس.كما عملت الوزارة على تنزيل مشروع الضوابط البيداغوجية، على مرحلتين، إلى هياكل الجامعات لمناقشته واستقاء ملاحظاتها وإضافاتها التي أخذت معظمها بعين الاعتبار في الصيغة المعروضة للنقاش والتشاور والتداول في اللقاء البيداغوجي الوطني المنعقد بتاريخ 08 فبراير 2020 بمدينة سلا.وفي نفس الإطار، تم تنظيم لقاءات بالجامعات الاثني عشرة، خلال النصف الثاني من شهر فبراير 2020، لعرض مضامين هذا النظام ومواصلة التشاور مع الأساتذة الباحثين بهذا الخصوص.وشهدت أيضا الفترة الممتدة ما بين 25 ماي و4 يونيو 2021 عقد أربع لقاءات بالأقطاب الجهوية للجامعات الوطنية لتعميق النقاش بخصوص السبل المثلى لتنزيل النظام الجديد.وتابع: "أما بخصوص الإصلاح الشمولي الذي ينادي به الشركاء الاجتماعيون، وهو نفس الهم الذي تتقاسمه معهم الوزارة، فإنه وموازاة مع ورش الإصلاح البيداغوجي وباعتماد مقاربة تشاركية وسيرا على النهج التشاوري المعتاد، فقد تم الانتهاء من إعداد مشروع القانون المتعلق بتنظيم التعليم العالي والبحث العلمي ونشره على الموقع الالكتروني للوزارة لتمكين جميع من يهمهم الأمر من إبداء ملاحظاتهم ومقترحاتهم بهذا الشأن".كما تم التوافق مع الشركاء الاجتماعيين بخصوص التعديلات الخاصة بمراجعة النظام الأساسي للأساتذة الباحثين.من جهة أخرى، تم اعتماد مبدأ التدرج في إرساء نظام البكالوريوس من خلال الشروع في تنزيل هذا النظام في عدد محدود من المسالك، برسم الدخول الجامعي 2021-2022، في أفق تعميمه بداية من السنة الجامعية 2022-2023.كما سيتيح النظام الجديد الحفاظ على العديد من مكتسبات سلك الإجازة، لا سيما تلك المتعلقة بالمعاوضة (استيفاء الوحدات عن طريق المعاوضة خلال الفصل والسنة) وإعادة التوجيه مع الحفاظ على الأرصدة القياسية المكتسبة وإعادة التسجيل لأكثر من مرة في الوحدة التي تحصل فيها الطالب على أقل من 10 على 20 ولم يستوفها، وكذا احتفاظ الطالب بالنقطة الأعلى في الدورة الاستدراكية المنضمة في نهاية السنة الجامعية بالنسبة للطلبة الذين لم يستوفوا السنة الدراسية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كشف وزير التعليم المغربي، سعيد أمزازي، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أبرز محاور الإصلاح الجامعي الذي تراهن عليه المملكة من أجل الحد من انقطاع الطلبة عن الدراسة، إلى جانب تزويدهم بمهارات أكثر فائدة في سوق العمل.وأشار سعيد أمزازي، إلى عدد من العقبات والعوامل التي دفعت وزارة التربية الوطنية إلى إصلاح النظام الجامعي، وسط آمال بأن يعيد الوهج إلى "الجامعة المغربية".وقررت الحكومة المغربية إطلاق تجربة البكالوريوس في الجامعات المغربية، وهو نظام جديد تقرر العمل به ابتداء من الموسم المقبل في جامعات المملكة.ويقوم هذا الإصلاح بإنهاء نظام يعرف بالإجازة في ثلاث سنوات، ويدشن لعهد جديد بدراسة أربع سنوات. وكانت الحكومة قد قررت تأجيل إطلاق هذا المشروع، في السنة الماضية، بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد.وفي اتصال لموقع "سكاي نيوز عربية " مع وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، كشف أمزازي تفاصيل مشروع الإصلاح.ولدى سؤاله عن السبب وراء قرار الحكومة اعتماد نظام البكالوريوس، أشار إلى عدد من التقارير المنجزة من طرف المؤسسات الدستورية للمملكة، لا سيما المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي والمجلس الأعلى للحسابات، والدراسات الصادرة عن مجموعة من المؤسسات الدولية (البنك الدولي، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي) وكذا التقارير المنجزة من طرف الجامعات وتوصيات اليوم الوطني للإصلاح البيداغوجي (المنعقد بمراكش خلال شهر أكتوبر 2018).وأوضح أن جميعها أكدت على "ضرورة إرساء نموذج جديد للتكوين الجامعي، بغية تجاوز الاختلالات المتعلقة بالمردودية الداخلية والخارجية لسلك الإجازة بالمؤسسات الجامعية ذات الولوج المفتوح، التي تحتضن حوالي 90 بالمئة من الطلبة المسجلين بالتعليم العالي بالمغرب".ونوه إلى أن أهم هذه الاختلالات يمكن أن تتلخص في 3 نقاط، هي:- إشكالية التوجيه وعدم ملاءمة مخرجات التعليم الثانوي مع طبيعة توزيع الطلبة بمختلف مسالك الإجازة.وتابع: "يشكل حاملو شهادة البكالوريا في شعب العلوم والتقنيات ما يفوق 60 في المئة، في حين لا تتعدى نسبة الطلبة الجدد المسجلين بمسالك العلوم بالإجازة 15في المئة؛ علما أن 35 بالمئة من مجموع الحاصلين على بكالوريا علمية أو تقنية يفضلون التسجيل في ميادين العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية والآداب والعلوم الإنسانية".- ارتفاع نسب الهدر الجامعي، حيث يغادر 16,5 في المئة من الطلبة الجدد مقاعد الدراسة في نهاية السنة الأولى لسلك الإجازة.وتبلغ النسبة الإجمالية للانقطاع عن الدراسة دون الحصول على أي شهادة نسبة 47,2 في المئة، في حين تحصل نسبة 13,3 في المئة فقط من مجموع الطلبة الجدد المسجلين بالمؤسسات ذات الولوج المفتوح على دبلوم الإجازة في مدة ثلاث سنوات.- صعوبة الولوج والاندماج في سوق الشغل، حيث تشير إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2018 إلى نسبة بطالة تقارب 19 في المئة لدى حاملي شهادة الإجازة.كما يؤكد أغلبية المشغلين من عالم المقاولة على عدم تملك خريجي المؤسسات الجامعية ذات الولوج المفتوح لمجموعة من الكفايات الأفقية المتعلقة بالمهارات الحياتية والذاتية رغم تمكنهم من عدد من المعارف النظرية والمهارات التقنية.الأهدافوعن أهداف هذا الإصلاح الجامعي، وكيف يمكن أن يعيد للجامعة المغربية مكانتها، قال: "يهدف نظام البكالوريوس إلى تجاوز مختلف النقائص والاختلالات التي يعرفها النظام الحالي للإجازة، وذلك من خلال تحسين قابلية التشغيل وتطوير روح التنافسية لدى الطلبة عبر تمكينهم من اللغات الأجنبية، والكفايات الحياتية والذاتية وتنمية ثقافتهم العامة وشخصيتهم".وأضاف أمزازي: "كما سيمكن هذا النظام من الرفع من المردودية الداخلية لمؤسسات التعليم العالي ذات الولوج المفتوح والحد من الهدر الجامعي والرفع من نسبة الإشهاد بهذه المؤسسات".وسيسمح اعتماد البكالوريوس، باعتباره الشهادة الأكثر تداولا في العالم، من تحسين الحركية الدولية للطلبة ودعم انفتاح المنظومة الوطنية للتعليم العالي على النماذج الدولية الرائدة.وقال: "إذا كانت الجامعة المغربية، على مدى عقود من الزمن، قد كونت النخب العلمية والثقافية والإدارية للمملكة وساهمت في إشعاعها الجهوي والدولي، فإن من شأن اعتماد نظام البكالوريوس أن يقطع مع الصور النمطية السلبية التي أصبحت تلازم المؤسسات الجامعية ذات الولوج المفتوح خلال السنوات الأخيرة، ويشكل إضافة نوعية لما راكمته هذه الجامعة من نجاحات في مجالي التكوين والبحث".وفي هذا الصدد، سيمكن هذا النظام الجديد من الاستجابة لحاجيات سوق الشغل من الموارد البشرية المؤهلة من خلال تمكينه الخريجين، بالإضافة إلى تكوين معرفي ذي جودة، من لغتين أجنبيتين على الأقل وكذا تملك المهارات الحياتية والذاتية الأكثر طلبا من طرف المشغلين (حل المشاكل المعقدة، التفكير النقدي، الإبداع وحب المبادرة، وتسيير الفرق، وروح الفريق، والذكاء العاطفي، واتخاذ القرار، والحس الخدماتي، وحس التفاوض، المرونة المعرفية) بالإضافة إلى رصيد ثقافي وقيمي غني ومنفتح.كما ستسمح المقاربة المتبعة في هندسة التكوين بسلك البكالوريوس من ضخ جرعة مهنية، يختلف حجمها باختلاف المجالات المعرفية، في جميع المسالك مع إشراك فعلي للمحيط الاقتصادي في تحديد الحاجيات وهندسة التكوينات وتقييمها وفي التدريس والتأطير.هل تم الإعداد جيدا لهذا الانتقال؟وفي هذا الصدد، قال أمزازي: "لقد اشتغلت الوزارة بمعية الجامعات وبإشراك هياكلها، على مدى أكثر من سنتين، على الإعداد البيداغوجي والتقني لتفعيل نظام البكالوريوس، من خلال إعداد واعتماد دفتر الضوابط البيداغوجية (علم التربية) الوطنية لهذا السلك، وتطوير الموارد الرقمية الوطنية للعديد من الوحدات المعرفية الأساسية".كما اشتركت الجامعات في عدد من المنصات الرقمية الدولية الرائدة في تعليم اللغات الأجنبية، وتم اعتماد منصات وطنية ودولية في مجال تطوير المهارات الحياتية والذاتية، بالإضافة إلى إرساء المنصة الوطنية للتوجيه النشيط.أما فيما يتعلق بكلفة هذا الإصلاح، فأوضح: "يجب التذكير بأن مواصلة اعتماد النظام الحالي للإجازة يتسبب في هدر 3,7 مليار درهم (415 مليون دولار) سنويا من ميزانية الدولة ككلفة إضافية للتسيير نتيجة تفاقم ظاهرتي الانقطاع والتكرار".ومن أجل تمكين هذا الور الإصلاحي من سبل النجاح، ستتم تعبئة الموارد المالية الضرورية في إطار تعاقدي متعدد السنوات بين الدولة والجامعات.وبخصوص الحاجيات من الموارد البشرية وبالموازاة مع مواصلة المجهودات المبذولة على مستوى التوظيفات الجديدة وكذا مناصب التحويل، سيتم العمل على ترشيد وتعاضد الموارد البشرية المتوفرة لدى الجامعات، حيث أن توطين مسالك البكالوريوس على مستوى الجامعات والمؤسسات الجامعية سيسمح بمساهمة الأساتذة الباحثين لشعب مختلفة في التكوين والتأطير.وحرصا على تطوير قدرات الموارد البشرية للجامعات، تم إطلاق عدة برامج لتكوين الأساتذة الباحثين في مجال التجديد البيداغوجي وتطوير الموارد الرقمية وتدريس اللغات والمهارات الحياتية والذاتية.الرد على "المنتقدين"ورد وزير التعليم المغربي على المنتقدين لهذه الخطوة، قائلا: "يجب إعادة التأكيد على أن الوزارة قد اعتمدت مقاربة تشاركية وتشاورية منذ المراحل الأولى للتشخيص إلى الشروع في تنزيل نظام البكالوريوس، مرورا بمختلف محطات التفكير والإعداد".وفي هذا الصدد، تم تنظيم لقاء بيداغوجي وطني تحت شعار "الجامعة المتجددة: الإجازة، رهان للتأهيل الأكاديمي والاندماج المهني"، وذلك يومي 2 و3 أكتوبر 2018 بمراكش.وقد عرف اللقاء البيداغوجي الوطني حضورا مكثفا لما يقارب 700 مشاركا يمثلون مختلف الفاعلين والمتدخلين والشركاء في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين. وشكلت مخرجات هذا اللقاء الإطار المحدد لمسار الإعداد لنظام البكالوريوس.كما عملت الوزارة على تنزيل مشروع الضوابط البيداغوجية، على مرحلتين، إلى هياكل الجامعات لمناقشته واستقاء ملاحظاتها وإضافاتها التي أخذت معظمها بعين الاعتبار في الصيغة المعروضة للنقاش والتشاور والتداول في اللقاء البيداغوجي الوطني المنعقد بتاريخ 08 فبراير 2020 بمدينة سلا.وفي نفس الإطار، تم تنظيم لقاءات بالجامعات الاثني عشرة، خلال النصف الثاني من شهر فبراير 2020، لعرض مضامين هذا النظام ومواصلة التشاور مع الأساتذة الباحثين بهذا الخصوص.وشهدت أيضا الفترة الممتدة ما بين 25 ماي و4 يونيو 2021 عقد أربع لقاءات بالأقطاب الجهوية للجامعات الوطنية لتعميق النقاش بخصوص السبل المثلى لتنزيل النظام الجديد.وتابع: "أما بخصوص الإصلاح الشمولي الذي ينادي به الشركاء الاجتماعيون، وهو نفس الهم الذي تتقاسمه معهم الوزارة، فإنه وموازاة مع ورش الإصلاح البيداغوجي وباعتماد مقاربة تشاركية وسيرا على النهج التشاوري المعتاد، فقد تم الانتهاء من إعداد مشروع القانون المتعلق بتنظيم التعليم العالي والبحث العلمي ونشره على الموقع الالكتروني للوزارة لتمكين جميع من يهمهم الأمر من إبداء ملاحظاتهم ومقترحاتهم بهذا الشأن".كما تم التوافق مع الشركاء الاجتماعيين بخصوص التعديلات الخاصة بمراجعة النظام الأساسي للأساتذة الباحثين.من جهة أخرى، تم اعتماد مبدأ التدرج في إرساء نظام البكالوريوس من خلال الشروع في تنزيل هذا النظام في عدد محدود من المسالك، برسم الدخول الجامعي 2021-2022، في أفق تعميمه بداية من السنة الجامعية 2022-2023.كما سيتيح النظام الجديد الحفاظ على العديد من مكتسبات سلك الإجازة، لا سيما تلك المتعلقة بالمعاوضة (استيفاء الوحدات عن طريق المعاوضة خلال الفصل والسنة) وإعادة التوجيه مع الحفاظ على الأرصدة القياسية المكتسبة وإعادة التسجيل لأكثر من مرة في الوحدة التي تحصل فيها الطالب على أقل من 10 على 20 ولم يستوفها، وكذا احتفاظ الطالب بالنقطة الأعلى في الدورة الاستدراكية المنضمة في نهاية السنة الجامعية بالنسبة للطلبة الذين لم يستوفوا السنة الدراسية.

المصدر: سكاي نيوز عربية



اقرأ أيضاً
المغرب يستضيف مؤتمر المحاكم العليا التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية
تستضيف محكمة النقض بالمملكة المغربية أيام 2و3 و4 يوليوز 2025، المؤتمر الثامن لجمعية المحاكم العليا التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية (AHJUCAF)، بمشاركة ما يناهز 30 دولة، تحت شعار "المحكمة العليا المثالية". ويمثل المملكة المغربية في هذا المؤتمر وفد هام يترأسه الرئيس الأول لمحكمة النقض.ويعرف المؤتمر تنظيم ثلاث موائد مستديرة، تتمحور الأولى حول "المكانة المؤسساتية للمحاكم العليا وضمانات استقلال القضاة"، والثانية حول "الوقاية من تضارب المصالح والرشوة، والإدارة والاستقلال المالي للمحاكم، والولوج إلى المحكمة وإدارة النزاعات"، وتتمحور المائدة المستديرة الثالثة حول "قرارات المحاكم العليا: التعليل، والجودة، والنشر، والتواصل مع الجمهور". كما ستتداول الجمعية العمومية في بعض القضايا التنظيمية الخاصة بهياكل الجمعية. ومعلوم أن جمعية المحاكم العليا للدول التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية، تضم في عضويتها 49 محكمة عليا. وهي تهدف إلى تعزيز التعاون والتضامن وتبادل الأفكار والخبرات والتجارب بين أعضائها بشأن القضايا التي تدخل في نطاق اختصاصات المحاكم العليا. كما تهدف إلى تعزيز دور المحاكم العليا في ترسيخ سيادة القانون وتعزيز الأمن القانوني وتنظيم القرارات القضائية، ومواءمة القانون داخل الدول الأعضاء.
وطني

وزير الداخلية يترأس حفل تخرج الفوج الستين للسلك العادي لرجال السلطة
ترأس وزير الداخلية، يومه الأربعاء 2 يوليوز 2025 بالمعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة، حفل تخرج الفوج الستين للسلك العادي لرجال السلطة والذي يضم 113 خريجا وخريجة، وذلك بحضور عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وقد تخللت هذا الحفل مراسم توزيع الشهادات على المتفوقين، وكذا تقديم استعراض عسكري من طرف المتخرجين. وفق بلاغ لوزارة الداخلية، جسدت هذه المناسبة الحرص الراسخ لوزارة الداخلية على جعل العنصر البشري في صلب أولوياتها، من خلال استثمارها المتواصل في تطوير منظومة التكوين بالمعهد لجعلها قادرة على تطعيم الإدارة الترابية بكوادر قيادية جديدة تمتلك المؤهلات الكفيلة برفع التحديات التنموية وترجمة الرهانات الوطنية الكبرى، في سبيل خدمة المواطنين المغاربة وتعزيز مسيرة نماء وتقدم المملكة، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس. كما شكل هذا الحفل محطة جديدة لتأكيد جهود وزارة الداخلية المتواصلة لتوطيد نهج إصلاحي متكامل يروم تعزيز فعالية الأداء الوظيفي، وتوجيه الطاقات نحو استيعاب الاحتياجات الواقعية والمتغيرات الطارئة، والتأقلم السريع مع التحولات المجتمعية، بهدف استشراف الحاجات الحقيقية للمواطنين والاستجابة السريعة والمتوازنة لتطلعاتهم، وذلك انطلاقا من الدور المحوري لرجال السلطة في تفعيل الخدمات العمومية ومواكبة مسيرة التنمية الشاملة. وتأتي هذه المساعي تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية التي تحث على ضرورة الارتقاء بأداء الإدارة الترابية وترسيخ قيم الخدمة العمومية النوعية، وجعلها مرآة عاكسة لمبادئ المصلحة العامة والعدالة المجالية والتماسك الاجتماعي.
وطني

المغرب يصدّ الجراد الصحراوي برشّ أزيد من 12 ألف هكتار
أطلقت السلطات المغربية خطة استباقية شاملة لمواجهة أي تهديدات الجراد الصحراوي، مركزة على المناطق الجنوبية الشرقية للبلاد التي شهدت مؤشرات أولية لتكاثر الجراد، وذلك في ظل التحذيرات الإقليمية من فورة الجراد الصحراوي التي بدأت منذ مارس 2025 بعدد من بلدان شمال إفريقيا، خاصة الجزائر وتونس وليبيا وتشاد. ووفق معطيات رسمية قدمها وزير الداخلية، فقد انطلقت عمليات المراقبة والرصد الميداني منذ منتصف مارس، همّت مناطق وادي درعة وتافيلالت، حيث تم رصد مجموعات متفرقة من الجراد اليافع والمجنح، لاسيما في أقاليم زاكورة وطاطا والراشيدية.وأوضح لفتيت، أنه بتنسيق بين المركز الوطني لمكافحة الجراد وعدد من المتدخلين، جرى تنفيذ عمليات رش أرضية وجوية مكثفة، شملت حتى نهاية ماي أكثر من 12500 هكتار، منها 7900 هكتار عبر الطائرات، و4700 هكتار عبر الرش اليدوي أو المحمول. وشملت عمليات المعالجة هاته، رش 5300 هكتار بإقليم زاكورة (بينها 2600 جويا)، و5616 هكتارا بإقليم طاطا (منها 4400 جويا)، فيما شهد إقليم الراشيدية رش 1584 هكتارا (منها 800 جويا). وحسب ما أورده وزير الداخلية في جوابه على سؤال كتابي للنائب البرلماني، إدريس السنتيسي عن الفريق الحركي بمجلس النواب، حول “التدابير الاستباقية لمواجهة خطر أسراب الجراد الصحراوي”، فإن هذه التدخلات جنبت المملكة من حدوث أي خسائر إلى حد الآن. لفتيت أعلن عدم تسجيل أية خسائر في المحاصيل الزراعية الربيعية، خاصة زراعة الحبوب على مستوى وادي درعة وجنوب تافيلالت، مشيرا إلى أن جميع عمليات رش المبيدات تتم بحضور ممثلي السلطة المحلية وعناصر الدرك الملكي. وشددت الوزارة على أن جميع التدخلات تتم بتنسيق مع السلطات المحلية، مع إشعار الساكنة ومربي الماشية والنحل قبل أي عملية رش، لتفادي أية أضرار جانبية محتملة. ويتوفر المغرب، حسب جواب وزير الداخلية، على أسطول ميداني متكامل يتكون من 212 مركبة، منها 7 شاحنات ذات حمولة صغيرة ومتوسطة لنقل المبيدات والوقود، وأكثر من 546 آلة لرش المبيدات، منها 122 محمولة على العربات و277 محمولة على الظهر و147 آلة يدوية للتدخل الوقائي السريع. إلى جانب ذلك، تمت تعبئة 6 طائرات TURBO TRUSH تمركزت في طاطا وزاكورة والراشيدية، فيما تشرف القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي على الجانب التقني لعمليات الرش الجوي. ومن أجل الاستعداد لإدارة وتدبير فورة الجراد الحالية، وكذلك تطور الوضع في الموسم المقبل، أفاد وزير الداخلية بأن المركز الوطني لمكافحة الجراد يقوم بتنفيذ العديد من العمليات، على رأسها تحديد قائمة الموارد البشرية التي تشارك في إدارة الأزمة، وتدريب وتكوين الأطر للرفع من المستوى التقني للمتدخلين في عمليات المكافحة.
وطني

مؤسسة كونراد أديناور : لهذه الأسباب يفضل المغرب أسلحة نوعية ودقيقة
يستثمر المغرب بقوة في تحديث قواته المسلحة. وفي السنوات الأخيرة، استحوذ على سلسلة من أنظمة الأسلحة المتطورة، بما في ذلك مروحيات أباتشي وطائرات بدون طيار وأنظمة مضادة للصواريخ، معظمها من الولايات المتحدة وإسرائيل. تهدف هذه المشتريات الاستراتيجية إلى تعزيز الدفاع الوطني. ومنذ ما يقارب عقدًا من الزمان، يخوض المغرب سباق تسلح مع جارته الجزائر. ويزيد كلا البلدين ميزانيتيهما العسكرية سنويًا، ويُنفق جزء كبير منها على أحدث جيل من الأسلحة والمعدات. ومن الأمثلة الملموسة على ذلك استلام القوات المسلحة الملكية المغربية مروحيات هجومية أمريكية من طراز AH-64 أباتشي في 5 مارس. وووفقًا لتقرير حديث صادر عن مؤسسة كونراد أديناور، نقلته صحيفة " إل ديبات" ، فإن "أكبر منافس للمغرب هو جارته المباشرة، الجزائر، التي تعتمد على ثرواتها الطبيعية. وتحتل الجزائر المرتبة الثالثة عالميًا من حيث الإنفاق العسكري نسبةً إلى الناتج المحلي الإجمالي، بعد أوكرانيا وإسرائيل". ويسلط تقرير مؤسسة كونراد أديناور الضوء على أن الجزائر "تحاول تأكيد هيمنتها الإقليمية، مما يشكل تحديًا مباشرًا لأمن المغرب"، خاصة بالنظر إلى الهجمات الجهادية المتكررة في منطقة الساحل. ويبرر هذا التهديد شراء المغرب للطائرات بدون طيار التركية. على سبيل المثال، في أبريل 2021، طلب المغرب ثلاثة عشر طائرة بدون طيار من طراز Bayraktar TB2 مقابل 70 مليون دولار، تلاها ست وحدات إضافية في صفقة لاحقة، ليصل المجموع إلى تسعة عشر طائرة بدون طيار من طراز TB2. وتتمتع هذه الطائرات بدون طيار، المخصصة لكل من المهام الاستخباراتية والقتال، باستقلالية لمدة 27 ساعة ومدى 150 كيلومترًا، مما أثار أيضًا مخاوف في إسبانيا. في ماي الماضي، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع 600 صاروخ FIM-92K Stinger Block I والمعدات ذات الصلة إلى المغرب، بقيمة تقدر بنحو 825 ​​مليون دولار. ويشير تقرير مؤسسة كونراد أديناور أيضًا إلى أن المغرب يُفضل أنظمة الدقة بشكل واضح. وتشمل هذه الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز F-16 Block 70/72، والمتوقع تسليمها عام 2027. هذه الطائرات المقاتلة، المُجهزة برادار APG-83 النشط الإلكتروني المسح (AESA) المتطور، قادرة على ضرب أهداف جوية وأرضية ضمن دائرة نصف قطرها أكثر من 550 كيلومترًا. وذكر التقرير أن شراء مدفع هاوتزر أتموس 2000 الإسرائيلي، وهو مدفع هاوتزر عيار 155 ملم بمدى 41 كيلومترًا ويستخدم ذخيرة ذات مدى واسع، "يعزز الموقف الدفاعي للمغرب بشكل أكبر". كما يُسلط التقرير الضوء على شراء الرباط لطائرات بيرقدار TB2 وأكينسي المُسيّرة، وهما نظامان متطوران لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة