دولي

حلم ولي العهد السعودي يخطط لتشييد مدينة تفوق فيها أعداد الروبوهات البشر


كشـ24 نشر في: 31 أكتوبر 2017

يخطط ولي العهد السعودي الغاضب من تخلف بلاده مقارنة بجيرانها الأصغر، لمدينة أحلام .. يفوق فيها عدد الربوهات البشر

المدينة العملاقة التي تخطط السعودية لبنائها باستثمارات تبلغ 500 مليار دولار هي واحة من المنحدرات المذهلة والشواطيء الرملية والمشروعات التقنية التي تعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية. فيها تفوق أعداد الإنسان الآلي (الروبوت) أعداد البشر وتتنوع مظاهر الحياة المدنية الحديثة بين الرياضة والحفلات الموسيقية والمطاعم الراقية.

وليس في تلك الرؤية التي طرحها مقطع فيديو ترويجي عرض في مؤتمر استثماري عالمي في الرياض الأسبوع الماضي أي وجه للشبه بحاضر المملكة الذي أدى فيه "إدمان" النفط إلى اعتماد أفراد الشعب على منح وعطايا الدولة ويحرص فيه رجال الدين الأصوليين على فرض أعراف شديدة التحفظ.

تمثل المدينة أحدث أحلام الأمير محمد بن سلمان (32 عاما) ولي عهد المملكة الذي ارتقى القمة قبل عامين بعد أن كان شخصية غير معروفة نسبيا في دهاليز السلطة ليصبح وليا للعهد في يونيو .

والأمير صاحب رؤية التحديث شخصية طموحة ومجتهدة يدفعه إحساس بالأسف لأن المملكة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي وأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تخلفت عن ركب جيرانها الأصغر.

وعقب تولي الأمير محمد ولاية العهد طرح خطة لانتشال المملكة من هذا السبات بعد أن ظلت طوال عقود تخضع لحكم ملوك طعنوا في السن.

غير أن طموحاته مطلب صعب في بلد تحكم فيه الأسرة الحاكمة من خلال ميثاق مع المؤسسة الدينية الوهابية شديدة الصرامة وصاحبة النفوذ الواسع التي يقلقها الحديث عن التحديث.

وتلخص خطته الأخيرة لبناء منطقة اقتصادية مساحتها 26500 كيلومتر مربع، أي ما يقرب من مساحة بلجيكا، باسم نيوم مدى طموحاته وحجم المخاوف التي تكتنفها.

بعض المديرين التنفيذيين الذين حضروا المؤتمر، الذي وصف بأنه "دافوس في الصحراء"، ظلوا متشككين في قدرة الرياض على تنفيذ مخططها العملاق في ضوء النظام القانوني الذي لا يواكب العصر والبيروقراطية. ويسلم الأمير الشاب بالصعوبات لكنه عاقد العزم على مواصلة المشوار. ويصف المشروع بأنه تحد ويقول إن الحلم سهل لكن تحقيقه في غاية الصعوبة.

ووصف الأمير محمد الشباب السعودي الذين يعول عليهم في تحقيق رؤيته بأنهم سلاح ذو حدين. وأضاف أنهم إذا اجتهدوا وساروا في الطريق الصحيح فسيجعلون من السعودية بلدا آخر مختلفا تمام الاختلاف أما إذا ساروا في الطريق الخطأ فسيكون ذلك وبالا على البلاد.

ويخطط الأمير محمد بموجب رؤية المملكة 2030 التي طرحها لخصخصة حصة في شركة أرامكو عملاق صناعة النفط وخصخصة أصول أخرى مملوكة للدولة لخلق أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم من أجل الاستثمار في البنية التحتية والمشروعات الصناعية.

وتحت وطأة انخفاض أسعار النفط لجأت الرياض إلى تخفيض إنفاقها ومحاولة إيجاد مصادر جديدة للدخل بعد أن منيت بعجز في الميزانية بلغ 98 مليار دولار عام 2015. وبالفعل انزلقت إلى الركود.

ومن المتوقع أن تؤدي إصلاحات مستقبلية إلى خفض الدعم وزيادة الضرائب وإصلاح نظام التعليم الذي عفا عليه الزمن وتقليص حجم القطاع العام ومنح المرأة دورا أكبر في المجتمع.

ويمثل ذلك تحديا للمؤسسة الدينية المحافظة التي تشكل أكبر خطر على حكم آل سعود منذ تأسيس المملكة قبل ما يقرب من قرن من الزمان.

وقد أصبح رجال الدين أكثر تحفظا فيما يتعلق بانتقاد الأسرة الحاكمة علانية. ففي الشهر الماضي تم احتجاز حوالي 30 من رجال الدين والمثقفين والنشطاء فيما وصفته جماعات حقوقية بأنه "حملة على المعارضة".

وأشادت هيئة كبار العلماء في المملكة بخطة نيوم التي طرحها ولي العهد وتعليقاته عن الإعتدال في الإسلام.

كان موضوع المناقشات الساخن في دهاليز المؤتمر هو ما إذا كان الأمير محمد سيحقق رؤيته في تحديث المملكة والتي تعتمد على القطاع الخاص في حفز النمو وتوفير إيرادات جديدة للدولة. وقال رضا أغا كبير الاقتصاديين بشركة في.تي.بي. كابيتال "من المؤكد أن المشروع فكرة مبتكرة. فكرة تنطوي على إمكانيات كثيرة لكن مازالت تفاصيل كثيرة بحاجة للتوضيح".

وأضاف "بخلاف تحديات تمويل وإقامة مشروع بهذا الحجم فإن طبيعة هذا المشروع الخاصة وغيره من البيانات لا تحقق شيئا سوى زيادة صعوبة التنبؤ بالسياسات السعودية". وقال شتيفن هرتوج أحد الباحثين المرموقين المتخصصن في الشأن السعودي لرويترز إن المستهدف هو جذب استثمارات مماثلة من القطاع الخاص "حتى تصبح المخاطر المالية على المال العام محدودة إذا لم تحقق تلك الاستثمارات المرجو منها لسبب أو لآخر".

وقال "مخاطر المشروع الرئيسية هي على الأرجح احتمال عدم وجود كبار المستثمرين من القطاع الخاص. فالقطاع الخاص المحلي والدولي سيرغب في سماع تفاصيل أكثر بكثير مما نشر حتى الآن".

ويؤكد صعود نجم الابن الشاب للملك سلمان تحولا جذريا صوب قيادة أكثر تمشيا مع احتياجات البلاد التي تقل أعمار 70 في المئة من سكانها عن 30 عاما.

فهذه هي أول مرة تنتقل فيها السلطة من حكام في الثمانينات إلى الجيل الثالث من الأسرة التي أسسها ابن سعود الجد الأكبر للأمير الشاب. ولا تزال الكلمة الأخيرة للملك سلمان لكنه منح ابنه سلطات لم يسبق لها مثيل.

وفي أقل من عامين أدخل الأمير محمد الذي يتولى إدارة الاستراتيجيات الدفاعية والنفطية في المملكة تغييرات اجتماعية حقيقية كانت تعتبر من المحظورات حتى عام واحد مضى.

فقد قلص سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كان رجالها يجوبون الشوارع لفرض الفصل بين الجنسين وضمان ارتداء النساء من الملابس ما يغطي الجسم من الرأس إلى القدمين في الأماكن العامة.

كما رفع حظرا على قيادة النساء للسيارات وسمح بإقامة حفلات موسيقية ومن المتوقع أن يعيد فتح دور السينما التي أغلقت قبل 40 عاما.

وفي ظل العاهل الراحل الملك عبد الله شهدت المملكة أيضا حركة بطيئة الخطى نحو تخفيف القيود.

غير أن الجو السائد في العاصمة السعودية الرياض تغير بشكل ملحوظ منذ صعود نجم الأمير محمد إذ بدأ اختلاط الشباب في الشوارع والمطاعم حيث تنطلق الموسيقى من مكبرات الصوت وبدأت بعض النساء يكشفن شعرهن ويرتدين أثوابا زاهية الألوان. في السابق كان رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتدخلون لوضع حد للأمر لكن يبدو الآن أنهم يحجمون عن ذلك.

وأثارت التغيرات الاجتماعية بعض المقاومة من رجال الدين والنشطاء الذين يعترضون على تعزيز الأمير لسلطاته على حساب أمراء آخرين من بينهم الأمير محمد بن نايف الذي كان وليا للعهد وحل الأمير محمد محله.

وكشفت موجة اعتقالات الشهر الماضي عن عدم استعداد الأمير محمد للتساهل إزاء ما يعترض طريق رؤيته من عقبات.

ومازال يتعين عليه إصلاح نظام تعليمي يقوم على أساس ديني واجتثاث الأفكار المتطرفة التي ترفض الأديان والمذاهب الأخرى.

ويقف في جانبه في هذه الحرب الثقافية كثيرون من أفراد جيل الشباب الحريصين على اللحاق بالعالم المعاصر الذي يتابعونه على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر القنوات التلفزيونية الفضائية ومن خلال السفر للخارج.

وقال هرتوج "توجد رغبة في قطاعات لا بأس بها من المجتمع السعودي للابتعاد عن سيطرة الوهابية الصارمة على السلوك الاجتماعي والجو العام".

وأضاف "ثمة مقاومة من قوى محافظة لكنها حتى الآن معطلة وغير منظمة".

غير أن مشروعات سعودية عملاقة سابقة كانت تستهدف حفز النمو والتنويع الاقتصادي لم تفلح. فمدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومركز الملك عبد الله المالي مازالا خاويين إلى حد كبير.

وأحد المشاريع الناجحة التي يحتمل أن يريد الأمير محمد بن سلمان محاكاتها مجمع أرامكو على الساحل الشرقي للبلاد والذي تشبه الحياة فيه حياة الضواحي في الولايات المتحدة حيث تتمتع النساء بمزيد من الحريات وتنتشر المدارس الأجنبية والنوادي الرياضية والحدائق بما يغري أسر العاملين على الحياة فيها.

ويقول الخبراء إن هذه الاستراتيجية تنشيء فيما يبدو مدنا بديلة تأخذ فيها الحياة طابعا عصريا بينما يجري العمل تدريجيا على تغيير بقية المجتمع دون المجازفة برد فعل من المحافظين المستاءين.

وقال الأمير محمد إن هذا المشروع ليس للمستثمر التقليدي بل للحالمين الذين يريدون إنجاز شيء في هذا العالم.

يخطط ولي العهد السعودي الغاضب من تخلف بلاده مقارنة بجيرانها الأصغر، لمدينة أحلام .. يفوق فيها عدد الربوهات البشر

المدينة العملاقة التي تخطط السعودية لبنائها باستثمارات تبلغ 500 مليار دولار هي واحة من المنحدرات المذهلة والشواطيء الرملية والمشروعات التقنية التي تعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية. فيها تفوق أعداد الإنسان الآلي (الروبوت) أعداد البشر وتتنوع مظاهر الحياة المدنية الحديثة بين الرياضة والحفلات الموسيقية والمطاعم الراقية.

وليس في تلك الرؤية التي طرحها مقطع فيديو ترويجي عرض في مؤتمر استثماري عالمي في الرياض الأسبوع الماضي أي وجه للشبه بحاضر المملكة الذي أدى فيه "إدمان" النفط إلى اعتماد أفراد الشعب على منح وعطايا الدولة ويحرص فيه رجال الدين الأصوليين على فرض أعراف شديدة التحفظ.

تمثل المدينة أحدث أحلام الأمير محمد بن سلمان (32 عاما) ولي عهد المملكة الذي ارتقى القمة قبل عامين بعد أن كان شخصية غير معروفة نسبيا في دهاليز السلطة ليصبح وليا للعهد في يونيو .

والأمير صاحب رؤية التحديث شخصية طموحة ومجتهدة يدفعه إحساس بالأسف لأن المملكة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي وأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تخلفت عن ركب جيرانها الأصغر.

وعقب تولي الأمير محمد ولاية العهد طرح خطة لانتشال المملكة من هذا السبات بعد أن ظلت طوال عقود تخضع لحكم ملوك طعنوا في السن.

غير أن طموحاته مطلب صعب في بلد تحكم فيه الأسرة الحاكمة من خلال ميثاق مع المؤسسة الدينية الوهابية شديدة الصرامة وصاحبة النفوذ الواسع التي يقلقها الحديث عن التحديث.

وتلخص خطته الأخيرة لبناء منطقة اقتصادية مساحتها 26500 كيلومتر مربع، أي ما يقرب من مساحة بلجيكا، باسم نيوم مدى طموحاته وحجم المخاوف التي تكتنفها.

بعض المديرين التنفيذيين الذين حضروا المؤتمر، الذي وصف بأنه "دافوس في الصحراء"، ظلوا متشككين في قدرة الرياض على تنفيذ مخططها العملاق في ضوء النظام القانوني الذي لا يواكب العصر والبيروقراطية. ويسلم الأمير الشاب بالصعوبات لكنه عاقد العزم على مواصلة المشوار. ويصف المشروع بأنه تحد ويقول إن الحلم سهل لكن تحقيقه في غاية الصعوبة.

ووصف الأمير محمد الشباب السعودي الذين يعول عليهم في تحقيق رؤيته بأنهم سلاح ذو حدين. وأضاف أنهم إذا اجتهدوا وساروا في الطريق الصحيح فسيجعلون من السعودية بلدا آخر مختلفا تمام الاختلاف أما إذا ساروا في الطريق الخطأ فسيكون ذلك وبالا على البلاد.

ويخطط الأمير محمد بموجب رؤية المملكة 2030 التي طرحها لخصخصة حصة في شركة أرامكو عملاق صناعة النفط وخصخصة أصول أخرى مملوكة للدولة لخلق أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم من أجل الاستثمار في البنية التحتية والمشروعات الصناعية.

وتحت وطأة انخفاض أسعار النفط لجأت الرياض إلى تخفيض إنفاقها ومحاولة إيجاد مصادر جديدة للدخل بعد أن منيت بعجز في الميزانية بلغ 98 مليار دولار عام 2015. وبالفعل انزلقت إلى الركود.

ومن المتوقع أن تؤدي إصلاحات مستقبلية إلى خفض الدعم وزيادة الضرائب وإصلاح نظام التعليم الذي عفا عليه الزمن وتقليص حجم القطاع العام ومنح المرأة دورا أكبر في المجتمع.

ويمثل ذلك تحديا للمؤسسة الدينية المحافظة التي تشكل أكبر خطر على حكم آل سعود منذ تأسيس المملكة قبل ما يقرب من قرن من الزمان.

وقد أصبح رجال الدين أكثر تحفظا فيما يتعلق بانتقاد الأسرة الحاكمة علانية. ففي الشهر الماضي تم احتجاز حوالي 30 من رجال الدين والمثقفين والنشطاء فيما وصفته جماعات حقوقية بأنه "حملة على المعارضة".

وأشادت هيئة كبار العلماء في المملكة بخطة نيوم التي طرحها ولي العهد وتعليقاته عن الإعتدال في الإسلام.

كان موضوع المناقشات الساخن في دهاليز المؤتمر هو ما إذا كان الأمير محمد سيحقق رؤيته في تحديث المملكة والتي تعتمد على القطاع الخاص في حفز النمو وتوفير إيرادات جديدة للدولة. وقال رضا أغا كبير الاقتصاديين بشركة في.تي.بي. كابيتال "من المؤكد أن المشروع فكرة مبتكرة. فكرة تنطوي على إمكانيات كثيرة لكن مازالت تفاصيل كثيرة بحاجة للتوضيح".

وأضاف "بخلاف تحديات تمويل وإقامة مشروع بهذا الحجم فإن طبيعة هذا المشروع الخاصة وغيره من البيانات لا تحقق شيئا سوى زيادة صعوبة التنبؤ بالسياسات السعودية". وقال شتيفن هرتوج أحد الباحثين المرموقين المتخصصن في الشأن السعودي لرويترز إن المستهدف هو جذب استثمارات مماثلة من القطاع الخاص "حتى تصبح المخاطر المالية على المال العام محدودة إذا لم تحقق تلك الاستثمارات المرجو منها لسبب أو لآخر".

وقال "مخاطر المشروع الرئيسية هي على الأرجح احتمال عدم وجود كبار المستثمرين من القطاع الخاص. فالقطاع الخاص المحلي والدولي سيرغب في سماع تفاصيل أكثر بكثير مما نشر حتى الآن".

ويؤكد صعود نجم الابن الشاب للملك سلمان تحولا جذريا صوب قيادة أكثر تمشيا مع احتياجات البلاد التي تقل أعمار 70 في المئة من سكانها عن 30 عاما.

فهذه هي أول مرة تنتقل فيها السلطة من حكام في الثمانينات إلى الجيل الثالث من الأسرة التي أسسها ابن سعود الجد الأكبر للأمير الشاب. ولا تزال الكلمة الأخيرة للملك سلمان لكنه منح ابنه سلطات لم يسبق لها مثيل.

وفي أقل من عامين أدخل الأمير محمد الذي يتولى إدارة الاستراتيجيات الدفاعية والنفطية في المملكة تغييرات اجتماعية حقيقية كانت تعتبر من المحظورات حتى عام واحد مضى.

فقد قلص سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كان رجالها يجوبون الشوارع لفرض الفصل بين الجنسين وضمان ارتداء النساء من الملابس ما يغطي الجسم من الرأس إلى القدمين في الأماكن العامة.

كما رفع حظرا على قيادة النساء للسيارات وسمح بإقامة حفلات موسيقية ومن المتوقع أن يعيد فتح دور السينما التي أغلقت قبل 40 عاما.

وفي ظل العاهل الراحل الملك عبد الله شهدت المملكة أيضا حركة بطيئة الخطى نحو تخفيف القيود.

غير أن الجو السائد في العاصمة السعودية الرياض تغير بشكل ملحوظ منذ صعود نجم الأمير محمد إذ بدأ اختلاط الشباب في الشوارع والمطاعم حيث تنطلق الموسيقى من مكبرات الصوت وبدأت بعض النساء يكشفن شعرهن ويرتدين أثوابا زاهية الألوان. في السابق كان رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتدخلون لوضع حد للأمر لكن يبدو الآن أنهم يحجمون عن ذلك.

وأثارت التغيرات الاجتماعية بعض المقاومة من رجال الدين والنشطاء الذين يعترضون على تعزيز الأمير لسلطاته على حساب أمراء آخرين من بينهم الأمير محمد بن نايف الذي كان وليا للعهد وحل الأمير محمد محله.

وكشفت موجة اعتقالات الشهر الماضي عن عدم استعداد الأمير محمد للتساهل إزاء ما يعترض طريق رؤيته من عقبات.

ومازال يتعين عليه إصلاح نظام تعليمي يقوم على أساس ديني واجتثاث الأفكار المتطرفة التي ترفض الأديان والمذاهب الأخرى.

ويقف في جانبه في هذه الحرب الثقافية كثيرون من أفراد جيل الشباب الحريصين على اللحاق بالعالم المعاصر الذي يتابعونه على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر القنوات التلفزيونية الفضائية ومن خلال السفر للخارج.

وقال هرتوج "توجد رغبة في قطاعات لا بأس بها من المجتمع السعودي للابتعاد عن سيطرة الوهابية الصارمة على السلوك الاجتماعي والجو العام".

وأضاف "ثمة مقاومة من قوى محافظة لكنها حتى الآن معطلة وغير منظمة".

غير أن مشروعات سعودية عملاقة سابقة كانت تستهدف حفز النمو والتنويع الاقتصادي لم تفلح. فمدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومركز الملك عبد الله المالي مازالا خاويين إلى حد كبير.

وأحد المشاريع الناجحة التي يحتمل أن يريد الأمير محمد بن سلمان محاكاتها مجمع أرامكو على الساحل الشرقي للبلاد والذي تشبه الحياة فيه حياة الضواحي في الولايات المتحدة حيث تتمتع النساء بمزيد من الحريات وتنتشر المدارس الأجنبية والنوادي الرياضية والحدائق بما يغري أسر العاملين على الحياة فيها.

ويقول الخبراء إن هذه الاستراتيجية تنشيء فيما يبدو مدنا بديلة تأخذ فيها الحياة طابعا عصريا بينما يجري العمل تدريجيا على تغيير بقية المجتمع دون المجازفة برد فعل من المحافظين المستاءين.

وقال الأمير محمد إن هذا المشروع ليس للمستثمر التقليدي بل للحالمين الذين يريدون إنجاز شيء في هذا العالم.


ملصقات


اقرأ أيضاً
جورج بوش ينتقد ترمب
وجه جورج دبليو بوش رئيس أميركا سابقاً انتقاداً نادراً لدونالد ترمب بشأن إغلاقه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID). وانضم بوش إلى باراك أوباما في مكالمة فيديو مؤثرة مع موظفي الوكالة يوم الاثنين، عندما توقفت عملياتها رسمياً، وفقاً لصحيفة «التلغراف». وبعد ستة عقود، تُدمج المنظمة الإنسانية التي أنشأها الرئيس جون إف كينيدي لتعزيز الأمن القومي الأميركي من خلال تعزيز الرخاء والنيات الحسنة في الخارج، ضمن وزارة الخارجية تحت إشراف ماركو روبيو. وفي حديثه إلى آلاف موظفي الوكالة عبر مؤتمر الفيديو، انتقد بوش، بشكل غير مباشر، التخفيضات التي طالت برنامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز. يُنسب إلى هذه المبادرة، التي أُطلقت في عهد إدارته الجمهورية، إنقاذ 25 مليون شخص حول العالم. وقال بوش لموظفي الوكالة: «لقد أظهرتم قوة أميركا العظيمة من خلال عملكم، وهذا نابع من طيبة قلوبكم». وأضاف: «هل من مصلحتنا الوطنية أن يعيش الآن 25 مليون شخص كانوا سيموتون؟ أعتقد ذلك، وأنتم أيضاً». كانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من أوائل الوكالات التي استهدفتها بشدة تخفيضات وزارة كفاءة الحكومة (Doge) في الإنفاق الحكومي، حيث وصفها الملياردير إيلون ماسك بأنها «منظمة إجرامية». أسهم رفض الكونغرس لتخفيضات ميزانية خطة الرئيس الطارئة لمكافحة الإيدز (بيبفار) في إنقاذ تمويل كبير للبرنامج.. مع ذلك، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن قرار ترمب بتعليق المساعدات الخارجية الأميركية قد يتسبب في نفاد علاج فيروس نقص المناعة البشرية من عدة دول في الأشهر المقبلة. أما أوباما، الذي حرص على عدم الظهور الإعلامي خلال ولاية ترمب الثانية، وامتنع عن توجيه انتقادات مباشرة للإصلاح الذي أجراه الرئيس للحكومة، وصف تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بأنه «خطأ فادح». وقال الرئيس السابق لموظفي الوكالة: «لقد كان عملكم ذا أهمية، وسيظل ذا أهمية لأجيال مقبلة». وأضاف: «تدمير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مهزلة. إنها مأساة؛ لأنها من أهم الأعمال التي تُنجز في أي مكان في العالم»، مشيداً بالعاملين الحكوميين لإنقاذهم الأرواح وفتح أسواق أميركية جديدة من خلال تعزيز النمو الاقتصادي في الخارج. وتابع الديمقراطي متوقعاً أنه «عاجلاً أم آجلاً، سيدرك القادة من كلا الحزبين مدى حاجتهم إليكم».
دولي

ترامب: أبرمنا اتفاقاً تجارياً مع فيتنام
أعلن الرئيس دونالد ترامب، الأربعاء، أن الولايات المتحدة أبرمت اتفاقية تجارية مع فيتنام.ولم يقدم منشور ترامب على موقع «تروث سوشيال» أي معلومات إضافية، لكنه أكد أن المزيد من التفاصيل ستصدر قريبا.وكُشف النقاب عن الاتفاقية قبل أقل من أسبوع من انتهاء فترة التجميد المؤقتة التي استمرت 90 يوما للرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترامب.وبموجب هذا النظام التجاري الحمائي، خضعت الواردات الفيتنامية إلى الولايات المتحدة لرسوم جمركية شاملة بنسبة 46%.ولم يتضح على الفور ما هي الرسوم الجمركية، إن وُجدت، التي ستواجهها فيتنام بموجب اتفاقية التجارة التي لم تُفصّل بعد مع الولايات المتحدة.
دولي

نتنياهو يتعهد بالقضاء على حماس بعد دعوة ترامب لوقف النار بغزة
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، بالقضاء على حركة حماس، في أول تصريحات علنية له منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقترحا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما. وقال نتنياهو خلال اجتماع: "لن تكون هناك حماس. لن تكون هناك حماسستان. لن نعود إلى ذلك. لقد انتهى الأمر". وأكد ترامب، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على شروط وقف إطلاق النار التي اقترحتها الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يلتقي ترامب بنتنياهو في البيت الأبيض، يوم الاثنين. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حث حركة حماس على الموافقة على ما وصفه بـ"المقترح النهائي" لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة لمدة 60 يوما، والذي سيقدمه مسؤولون وسطاء من قطر ومصر. وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب إن ممثليه عقدوا اجتماعا "طويلا ومثمرا" مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن غزة. وقال ترامب إن إسرائيل وافقت على شروط وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، "وخلال هذه الفترة سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب"، مشيرا إلى أن ممثلين عن قطر ومصر سيسلمون "هذا الاقتراح النهائي" إلى حماس. وقال الرئيس الأميركي: "آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذه الصفقة، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا. أشكركم على اهتمامكم بهذا الأمر!". وكان ترامب قد قال للصحافيين في وقت سابق يوم الثلاثاء، إنه يأمل في أن يتم "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن الأسبوع المقبل بين إسرائيل وحماس".
دولي

ضغط أوروبي على الصين لدفع إيران نحو اتفاق نووي
يسعى الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إلى حث الصين على استخدام نفوذها، باعتبارها أحد المشترين الرئيسيين للنفط الإيراني، للضغط على طهران من أجل التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي وتهدئة الصراع في الشرق الأوسط. وفي أعقاب الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية على إيران الشهر الماضي، يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق، بموجبه توافق طهران على فرض قيود دائمة على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الأمريكية والدولية. وكان الاتحاد الأوروبي وأعضاؤه الثلاثة الكبار بريطانيا وفرنسا وألمانيا أطرافاً في اتفاق نووي مع إيران عام 2015 انسحبت منه واشنطن في عام 2018، ويأملون الآن في إحيائه. وقالت إيران مراراً: إن برنامجها النووي سلمي ونفت سعيها لامتلاك سلاح نووي. ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الأربعاء، في بروكسل مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في إطار جولة سيزور خلالها أيضاً برلين وباريس. وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي: إن جزءاً من المناقشات بين كالاس ووانغ سيتناول ملف الشرق الأوسط. وأضاف المسؤول أن لدى الصين «علاقة فريدة من نوعها» مع إيران، وينبغي لها استغلالها لحث طهران على عدم السعي إلى امتلاك أسلحة نووية وكذلك تهدئة الصراع. ومن المتوقع أيضاً أن تغطي المحادثات قضايا مألوفة مثل الاستياء الأوروبي من علاقات الصين مع روسيا خلال الحرب في أوكرانيا والقلق من العمليات العسكرية الصينية في بحر الصين الجنوبي. وقالت كالاس في تعليقات نُشرت قبل الاجتماع: «في مثل هذا العالم المضطرب، يجب على بكين استخدام نفوذها المتزايد لدعم القانون الدولي». ومن المقرر أن يتوجه كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى الصين لحضور قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لي تشيانغ يومي 24 و25 يوليو الجاري.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة