دولي

عضو كنيست سابق: ممنوع أن نخسر المغرب مجدداً


كشـ24 - وكالات نشر في: 19 ديسمبر 2020

استئناف التطبيع علناً مع المغرب، والذي بدأ غداة توقيع اتفاقات أوسلو وتوقف بعد بضعة أعوام، أعادني 42 عاماً إلى الوراء، إلى الزيارة الأولى من زيارات كثيرة جداً قمت بها إلى هذه الدولة المميزة. حدث هذا في تموز/يوليو 1978 عندما كنت مستشاراً سياسياً لشمعون بيرس، الذي كان حينها رئيس حزب العمل في المعارضة. سافرنا إلى باريس، ومن هناك إلى المغرب في طائرة ملك المغرب الحسن الثاني. كانت هذه أول مرة استقل طائرة الملك مع جواز سفر بهوية مختلفة إلى المغرب.لكن المفاجأة الكبيرة كانت في انتظارنا لدى وصولنا. على درج الطائرة كان في انتظارنا إسرائيلي استقبلنا بسرور كبير، ووجدنا أنفسنا نتحدث بالعبرية. كان رئيس فرع الموساد في المغرب، وفي تلك اللحظة أدركت عمق العلاقة. على الأرض كانت في انتظارنا قافلة من السيارات السوداء، بين ركابها رجال أمن.أخذونا إلى قصر الملك في العاصمة، وتوجّه كلٌّ منا إلى غرفته. كان القصر مكيفاً والحجرات ضخمة: وجدت في غرفتي هرماً من حبات الشوكولا. وكان الحمام أشبه بمتجر لمساحيق التجميل. أدركت أن مصطلح “كرم ملك” معناه اقتراح خيارات لا علاقة بينها وبين قدرة الضيف على الاستيعاب. بعد جولة في الدار البيضاء التقينا الملك. كان حكيماً للغاية، فرنسياً جداً، وشديد الاطلاع، معتدلاً، يؤمن بالسلام في الشرق الأوسط، وتحدث عن يهود المغرب بعطف حقيقي.اللقاء الثاني مع الملك كان في مراكش في كانون الثاني/يناير 1981. قصر آخر، مدينة أُخرى، سياحية للغاية. مرة أُخرى بيرس وأنا انتظرنا لقاء الملك. سأل بيرس أحد مرافقينا عن إمكان المشاركة في مناسبة ثقافية ما. فوجىء المرافق ولم يرد. لكن بعد مرور ساعة طلب منا الانتقال إلى غرفة أكبر.كان هذا أشبه بفيلم من أفلام المخرج فيليني: غرفة كبيرة في قصر ملكي، فرقة فولكلورية مغربية مع نحو عشرين راقصاً يرقصون أمام جمهور مؤلف من شخصين يرتديان بدلتين. لقاء الملك كان رائعاً ، مثل لقاء بين أصدقاء حميمين.في أيلول/سبتمبر 1993، بعد توقيع اتفاقات أوسلو، سافرنا، رابين وبيرس وأنا، إلى إسرائيل عبر المغرب، وكان على متن الطائرة رجال الإعلام الذين كانوا برفقتنا. الملك انتظرنا في الرباط، ولأول مرة عرّفنا إلى ولي العهد، وهنّأنا بالاتفاق مع الفلسطينيين وكان متأثراً جداً. وطلب منا الانضمام إليه لمشاهدة ثاني أكبر مسجد في العالم، الذي افتُتح في الدار البيضاء قبل أسبوعين.المسجد الفخم نال انتقادات غير قليلة في العالم. شعرت بأنني أستطيع أن أسأل الملك عمّا يقوله عن الانتقادات. نظر إليّ وقال: مشكلتنا الكبيرة ومشكلتكم هي الإسلام المتشدد. لن نقاتلهم بالسيف، لكن لا يستطيع أحد أن يقول إنني لست مسلماً مخلصاً، إذا شيدت أكبر مسجد في العالم.بعد عام عُقد في الدار البيضاء المؤتمر الاقتصادي الشرق- الأوسطي الأول. شعر الملك بأنه يستطيع الكشف عن العلاقة الوثيقة بإسرائيل، وكان هذا احتفالاً (ربما مبالَغاً فيه) شارك فيه زعماء عرب كبار، وزعماء واقتصاديون إسرائيليون، مع الشعور بأن فصلاً جديداً بدأ في تاريخ المنطقة. في موازاة ذلك جرى الاتفاق على فتح مكاتب في الرباط وتل أبيب، لم تجرِ تسميتها سفارات، لكن سيترأسها سفراء.لكن كما جرى مع دول عربية أُخرى، فإن جمود المفاوضات مع الفلسطينيين، منذ إقامة حكومة نتنياهو، والمواجهات العنيفة، أديا إلى إلغاء العلاقات الدبلوماسية الجزئية، والمؤتمرات الاقتصادية والمحادثات المتعددة الأطراف (في موضوعات اقتصادية وغيرها بمشاركة إسرائيل و13 دولة عربية). سنوات من التطبيع ومن الأجواء المفتوحة انتهت. ممنوع أن يتكرر هذا مرة أُخرى.المصدر: صحيفة يسرائيل هَيوم الاسرائيلية عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

استئناف التطبيع علناً مع المغرب، والذي بدأ غداة توقيع اتفاقات أوسلو وتوقف بعد بضعة أعوام، أعادني 42 عاماً إلى الوراء، إلى الزيارة الأولى من زيارات كثيرة جداً قمت بها إلى هذه الدولة المميزة. حدث هذا في تموز/يوليو 1978 عندما كنت مستشاراً سياسياً لشمعون بيرس، الذي كان حينها رئيس حزب العمل في المعارضة. سافرنا إلى باريس، ومن هناك إلى المغرب في طائرة ملك المغرب الحسن الثاني. كانت هذه أول مرة استقل طائرة الملك مع جواز سفر بهوية مختلفة إلى المغرب.لكن المفاجأة الكبيرة كانت في انتظارنا لدى وصولنا. على درج الطائرة كان في انتظارنا إسرائيلي استقبلنا بسرور كبير، ووجدنا أنفسنا نتحدث بالعبرية. كان رئيس فرع الموساد في المغرب، وفي تلك اللحظة أدركت عمق العلاقة. على الأرض كانت في انتظارنا قافلة من السيارات السوداء، بين ركابها رجال أمن.أخذونا إلى قصر الملك في العاصمة، وتوجّه كلٌّ منا إلى غرفته. كان القصر مكيفاً والحجرات ضخمة: وجدت في غرفتي هرماً من حبات الشوكولا. وكان الحمام أشبه بمتجر لمساحيق التجميل. أدركت أن مصطلح “كرم ملك” معناه اقتراح خيارات لا علاقة بينها وبين قدرة الضيف على الاستيعاب. بعد جولة في الدار البيضاء التقينا الملك. كان حكيماً للغاية، فرنسياً جداً، وشديد الاطلاع، معتدلاً، يؤمن بالسلام في الشرق الأوسط، وتحدث عن يهود المغرب بعطف حقيقي.اللقاء الثاني مع الملك كان في مراكش في كانون الثاني/يناير 1981. قصر آخر، مدينة أُخرى، سياحية للغاية. مرة أُخرى بيرس وأنا انتظرنا لقاء الملك. سأل بيرس أحد مرافقينا عن إمكان المشاركة في مناسبة ثقافية ما. فوجىء المرافق ولم يرد. لكن بعد مرور ساعة طلب منا الانتقال إلى غرفة أكبر.كان هذا أشبه بفيلم من أفلام المخرج فيليني: غرفة كبيرة في قصر ملكي، فرقة فولكلورية مغربية مع نحو عشرين راقصاً يرقصون أمام جمهور مؤلف من شخصين يرتديان بدلتين. لقاء الملك كان رائعاً ، مثل لقاء بين أصدقاء حميمين.في أيلول/سبتمبر 1993، بعد توقيع اتفاقات أوسلو، سافرنا، رابين وبيرس وأنا، إلى إسرائيل عبر المغرب، وكان على متن الطائرة رجال الإعلام الذين كانوا برفقتنا. الملك انتظرنا في الرباط، ولأول مرة عرّفنا إلى ولي العهد، وهنّأنا بالاتفاق مع الفلسطينيين وكان متأثراً جداً. وطلب منا الانضمام إليه لمشاهدة ثاني أكبر مسجد في العالم، الذي افتُتح في الدار البيضاء قبل أسبوعين.المسجد الفخم نال انتقادات غير قليلة في العالم. شعرت بأنني أستطيع أن أسأل الملك عمّا يقوله عن الانتقادات. نظر إليّ وقال: مشكلتنا الكبيرة ومشكلتكم هي الإسلام المتشدد. لن نقاتلهم بالسيف، لكن لا يستطيع أحد أن يقول إنني لست مسلماً مخلصاً، إذا شيدت أكبر مسجد في العالم.بعد عام عُقد في الدار البيضاء المؤتمر الاقتصادي الشرق- الأوسطي الأول. شعر الملك بأنه يستطيع الكشف عن العلاقة الوثيقة بإسرائيل، وكان هذا احتفالاً (ربما مبالَغاً فيه) شارك فيه زعماء عرب كبار، وزعماء واقتصاديون إسرائيليون، مع الشعور بأن فصلاً جديداً بدأ في تاريخ المنطقة. في موازاة ذلك جرى الاتفاق على فتح مكاتب في الرباط وتل أبيب، لم تجرِ تسميتها سفارات، لكن سيترأسها سفراء.لكن كما جرى مع دول عربية أُخرى، فإن جمود المفاوضات مع الفلسطينيين، منذ إقامة حكومة نتنياهو، والمواجهات العنيفة، أديا إلى إلغاء العلاقات الدبلوماسية الجزئية، والمؤتمرات الاقتصادية والمحادثات المتعددة الأطراف (في موضوعات اقتصادية وغيرها بمشاركة إسرائيل و13 دولة عربية). سنوات من التطبيع ومن الأجواء المفتوحة انتهت. ممنوع أن يتكرر هذا مرة أُخرى.المصدر: صحيفة يسرائيل هَيوم الاسرائيلية عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية



اقرأ أيضاً
الأمير ويليام ينعى وفاة جوتا لاعب ليفربول
أبدى الأمير ويليام، ولي العهد البريطاني وأمير ويلز، حزنه الشديد لوفاة البرتغالي ديوغو جوتا، مهاجم ليفربول الإنجليزي، مرسلاً تعازيه لعائلته وأقاربه وكل معارفه. وذكرت «وكالة الأنباء البريطانية» أن ولي العهد البريطاني وهو محب لكرة القدم وراعي الاتحاد الإنجليزي للعبة، كتب رسالة تعزية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في وفاة اللاعب الدولي البرتغالي. ووجد جوتا (28 عاماً) ميتاً إلى جانب شقيقه أندري سيفا، وذلك بعدما انحرفت سيارتهما عن مسارها في مقاطعة زامورا في إسبانيا. وقال الأمير ويليام في رسالته: «بصفتي فرداً من عائلة كرة القدم أعرب عن أسفي وحزني الشديدين لوفاة ديوغو جوتا وشقيقه». وأضاف: «تعازينا لعائلته وأصدقائه وكل مَن عرفه يوماً ما». وكان جوتا ضمن فريق ليفربول الفائز بلقب الدوري الإنجليزي في موسم 2024-2025 حيث سجل ستة أهداف في 26 مباراة بالموسم. وكان جوتا قد تزوج من صديقته روت كاردوسو، التي أنجب منها ثلاثة أطفال، منذ 11 يوماً فقط.
دولي

إسرائيل.. اتهام 3 أشخاص بالتجسس لصالح إيران مقابل المال
قدمت النيابة الإسرائيلية، الخميس، لوائح اتهام ضد ثلاثة إسرائيليين بتهمة "التجسس لصالح إيران" مقابل المال. وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "قُدّمت إلى المحكمة المركزية في بئر السبع (جنوب) لائحة اتهام ضد أحد سكان مستوطنة حمرا في غور الأردن (الضفة الغربية)، تُنسب إليه تهمة التخابر مع عميل إيراني مقابل المال". وذكرت هيئة البث أن المتهم يُدعى مارك مورغين بينسكي، ويبلغ من العمر 33 عاماً. وورد في لائحة الاتهام أن بينسكي وثق مواقع سقوط واعتراض صواريخ إيرانية داخل إسرائيل، وأرسل تسجيلات مصوّرة بهذه المواقع إلى مشغّله الإيراني. و"يُعد هذا التطور جزءا من سلسلة قضايا أمنية تتعلق بمحاولات تجسس إيرانية داخل إسرائيل عبر تجنيد مواطنين محليين لأغراض استخباراتية"، وقف الهيئة. في السياق أشارت الهيئة إلى أن النيابة قدمت أيضا إلى المحكمة المركزية في الناصرة (شمال)، لائحة اتهام بحق شخصين من طبريا تنسب لهما تهمة التجسس لصالح إيران مقابل المال". وسبق للشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام "الشاباك" أن أعلنا اعتقال عدد من الإسرائيليين خلال الحرب على إيران. وبحسب بيانات سابقة للشرطة الإسرائيلية فإنه تم اعتقال 23 خلية إسرائيلية بتهمة التخابر مع عملاء إيرانيين في الفترة ما بين بداية حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر 2023 وحتى مطلع الشهر الجاري.
دولي

احتجاز 79 متظاهرا في مواجهات مع الشرطة بصربيا
أعلنت الشرطة الصربية احتجاز 79 شخصا انتهكوا تشريعات التظاهر خلال احتجاجات ضد حكومة الرئيس ألكسندر فوتشيتش، نظمتها المعارضة الليلة الماضية. ووقعت المواجهات بين المتظاهرين والشرطة في وقت متأخر من أمس الأربعاء وصباح اليوم الخميس في العاصمة بلغراد ومدينة نوفي ساد في شمال البلاد والمدينتين الجنوبيتين نيس ونوفي بازار. وقال طلاب جامعيون يقفون وراء الاحتجاجات إن الشرطة "أصابت العديد من المتظاهرين السلميين وضربت المتظاهرين بالهراوات، حيث نقل 4 مصابين إلى المستشفى". وأعلنت وزارة الداخلية أن 4 رجال شرطة أصيبوا وتضررت سيارة تابعة للشرطة، وأن رجال الأمن "تصرفوا وفقا للقانون في مواجهة الاضطرابات". يذكر أن الرئيس فوتشيتش رفض إجراء انتخابات مبكرة رغم استمرار المظاهرات لأكثر من 8 أشهر. وبدأت الاحتجاجات المدعومة والممولة غربيا في نوفمبر 2004، حيث استغل منظموها حادث انهيار مظلة خرسانية بمحطة القطارات في مدينة نوفي ساد ومقتل 16 شخصا، للتأجيج ضد حكومة فوتشيتش الموالية لروسيا والمتمسكة بالعلاقات التاريخية والعرقية والدينية بين البلدين.
دولي

جرحى في حادث طعن بتامبيري الفنلندية
أعلنت الشرطة الفنلندية، الخميس، أن عدة أشخاص تعرضوا للطعن في مركز للتسوق بمدينة تامبيري الفنلندية. وأضافت الشرطة في بيان، أنها ألقت القبض على أحد الأشخاص وأن الوضع لم يعد يشكل خطراً على الآخرين. وأشارت إلى أن المصابين يتلقون إسعافات أولية.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 04 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة