مراكش

في انتظار عودة زوارها.. صمت مطبق يرخي على جنبات ساحة جامع الفنا


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 14 مايو 2020

إعداد : فؤاد بنجليقةمتقمصة قسمات أرض خلاء إبان ظرفية كورونا في سياق شهر رمضان جد استثنائي، وبصمت مطبق يرخي على جنباتها، تمني ساحة جامع الفنا، كقلب المدينة الحمراء النابض، النفس في استقبال زوارها وفنانيها في المستقبل القريب.فبقلب الساحة كما كل الأماكن المحاذية من قبيل “عرصة البيلك” ومختلف الأزقة المتاخمة، صمت القبور يخيم على المكان. غير بعيد تنتصب مئذنة المسجد الشهير “الكتبية” عند مدخل الساحة كشاهد على ماض تليد ودليل على الانفتاح والتآخي والتعايش ببهائه وتفرده.ويعد توقف مظاهر الحياة بساحة جامع الفنا سابقة، فمنذ استقلال المملكة سنة 1956، جرى استئناف مختلف الأنشطة الفنية بشتى مشاربها بعد توقف كانت للحماية يد فيه.الحكواتيون والكناويون، إلى جانب الغيوانيين والحنايات ومروضي القردة والثعابين، كل هاته الذاكرات الحية أكرهت كرها على إفراغ المكان وعلى لزوم مساكنها في انتظار قادم الأيام.والتحق بهم ملاك ومستخدمو المطاعم المبثوثة في الهواء الطلق، وأكشاك العصير والفواكه الجافة، وبائعو الحلزون وجمع آخر من الباعة الجائلين، الذين يسهمون، كل من موقعه، في تنشيط المكان، آملين في غد أفضل.كما اختار ملاك البازارات والتجار المتاخمين لساحة جامع الفنا، إسوة بأولئك المتواجدين بأزقة المدينة القديمة، الامتثال لقرارات حالة الطوارئ الصحية بوطنية صادقة حتى تتمكن المملكة من تدبير أمثل لهاته الأزمة والخروج منها بأقل الأضرار الممكنة.وتعيش ساحة جامع الفنا كأحد أشهر الأماكن بالعالم التي أدرجتها منظمة اليونسكو تراثا ثقافيا لا ماديا منذ سنة 2008 وتراثا عالميا منذ سنة 1985، هذه السنة رمضان لا قبل لها به، لكون وجبة الفطور الجماعي وصلاتي العشاء والتراويح بباحة مسجد الكتبية مرجأتان حتى حين وترتسمان ذكريين فقط .مشهد “غير اعتيادي” بل “مستغرب” تشهده ساحة جامع الفنا هذه السنة، كمكان يحبل بحمولة تاريخية بادية للعيان، تبلغ منتهاها خلال شهر رمضان الفضيل.وأبدى حكواتي الساحة المشهور، عبد الرحيم مكوري، الذي ينعته الجمهور بـ”الأزلية”، أسفه “لحزن المشهد الذي آلت إليه ساحة جامع الفنا بسبب تفشي فيروس كورونا”.وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لم يسبق لي في حياتي أن كنت شاهدا على وضعية وظروف غير مسبوقة أثرت على ساحة جامع الفنا”، ممنونا للمكان في بلوغ شهرته الآفاق وتجاوزها الحدود الوطنية، الأمر الذي لم يتحقق لولا ساحة جامع الفنا.وفي حمأة الحنين يتذكر “الأزلية” حين صدت ساحة جامع الفنا أبوابها أمام الفنانين ليومين، لاحتضان مفاوضات اتفاق منظمة التجارة العالمية (1994)، موردا أن توقف مظاهر الحياة وأنشطتها الصميمة لم يسبق له أن امتد طويلا.وأضاف الحكواتي أن هذه الساحة تستحيل في شهر رمضان قبلة للزوار في الصباح كما في المساء، مشيرا إلى أن بعض الحكواتيين يشرعون في إلقاء حكاياتهم منذ تباشير الصباح، في حين يحل آخرون في مواعيدهم مع الجمهور بين الساعة الخامسة أو السادسة مساء، ساعة قبل الإفطار.وأوضح أن لكل فنان وحكواتي متتبعون ومحبون لا يخلفون حفله، لتملك هؤلاء الحكواتيين “صنعة” استمالة وضمان إخلاص الجمهور من خلال تنويع العروض المقدمة يوما عن يوم.ويتذكر عبد الرحيم المكوري ما أفرغه من جهد وما أبان عنه من مثابرة حتى ينال مكانته بـ”لحلاقي”، إلى جانب أسماء وازنة في المجال من قبيل “ميككي” و”مول البيكالا” و”كيلي جولي”.وإلى جانب الحكواتيين أولي الحظوة لدى الجمهور، تستأثر “حلاقي” مغنيي الغيوان والمغنيين الشعبيين باهتمام المتتبعين الحاضرين لمشاهدة العروض الاستثنائية التي تتسق مع روحانية الشهر الفضيل الطافحة.ولم يفت السيد “أزلية” الإشارة إلى أن بعض الحكواتيين لم يستكينوا أمام هذا الظرف الاستثنائي الذي يجتازه المغرب، فتوثبوا على ثمار هذه الأزمة الصحية لإتمام مشاريعهم الفنية وبثها على أوسع نطاق متوسلين بالوسائط الاجتماعية.ويروم هذا المشروع الهام ترجمة الحكايات الشعبية إلى عدة لغات أجنبية، وجني ثمار تكنولوجيا الاتصال لاسيما في ما يتصل بتقريب الجمهور من هذا الصنف الفني ذي الشعبية الجارفة بالمغرب، مع تمكين الشباب واليافعين من تتبع العروض من مساكنهم.وأبدى فرحه لكون المشروع يسهم في تثمين صنف فني رسخ وجوده في المخيال الشعبي للمغاربة وفي صون تراث لا مادي لا يقدر بثمن.وعلى آثاره تقتدي الفنانة مريم أمل، غيوانية الهوى التي أكدت أن “ساحة جامع الفنا لا تفارقها أبدا”، موردة أن حفلها يجذب، كل ليلة، مئات عشاق هذا اللون الموسيقي العريق خلال شهر رمضان.وأوضحت رئيسة جمعية فناني الحلقة، في تصريح مماثل، أن “البعد عن مكان يختزن ذكريات جمة تمتد لأربعة عقود ليس بالهين”، مضيفة أن هذه الأزمة أظهرت الحاجة إلى إحداث مؤسسة مع تخصيص صندوق موجه للفنانين الذين يسهمون في تنشيط هذه الساحة الأسطورية وفي صون التراث اللامادي الذي يفخر به عموم المغاربة.وبعدما توقفت عند الوضعية السوسيو-اقتصادية لعدد من فناني الساحة، من أولئك الذين يعيشون من العيش شظفه ويتكسبون من بنات ابتكاراتهم، أبدت السيدة مريم أمل اعتزازها برؤية مبادرات محمودة للتعاون والتضامن تتضاعف مستهدفة هذه الشريحة المجتمعية، خلال الأزمة الصحية التي تجتازها المملكة.وأشارت إلى أن شريحة الفنانين الشعبيين التي تأثرت كثيرا بتبعات أزمة (كوفيد-19) السوسيو-اقتصادية، ساهمت لعقود في إشعاع ساحة جامع الفنا وفي الحفاظ على التراث اللامادي للمغرب.ولا تتوانى ساحة جامع الفنا، على الرغم من هذه الظرفية المتشعبة، في الظهور صامدة ممنية النفس في استئناف ما نذرت له من نثر ورود الود والتآخي أمام روادها ومعمريها.وتستقبل ساحة جامع الفنا كقبلة جذب سياحي معتبرة بالمغرب، وعنوان لا محيد عنه للمغاربة عموما، مليوني سائح سنويا.

إعداد : فؤاد بنجليقةمتقمصة قسمات أرض خلاء إبان ظرفية كورونا في سياق شهر رمضان جد استثنائي، وبصمت مطبق يرخي على جنباتها، تمني ساحة جامع الفنا، كقلب المدينة الحمراء النابض، النفس في استقبال زوارها وفنانيها في المستقبل القريب.فبقلب الساحة كما كل الأماكن المحاذية من قبيل “عرصة البيلك” ومختلف الأزقة المتاخمة، صمت القبور يخيم على المكان. غير بعيد تنتصب مئذنة المسجد الشهير “الكتبية” عند مدخل الساحة كشاهد على ماض تليد ودليل على الانفتاح والتآخي والتعايش ببهائه وتفرده.ويعد توقف مظاهر الحياة بساحة جامع الفنا سابقة، فمنذ استقلال المملكة سنة 1956، جرى استئناف مختلف الأنشطة الفنية بشتى مشاربها بعد توقف كانت للحماية يد فيه.الحكواتيون والكناويون، إلى جانب الغيوانيين والحنايات ومروضي القردة والثعابين، كل هاته الذاكرات الحية أكرهت كرها على إفراغ المكان وعلى لزوم مساكنها في انتظار قادم الأيام.والتحق بهم ملاك ومستخدمو المطاعم المبثوثة في الهواء الطلق، وأكشاك العصير والفواكه الجافة، وبائعو الحلزون وجمع آخر من الباعة الجائلين، الذين يسهمون، كل من موقعه، في تنشيط المكان، آملين في غد أفضل.كما اختار ملاك البازارات والتجار المتاخمين لساحة جامع الفنا، إسوة بأولئك المتواجدين بأزقة المدينة القديمة، الامتثال لقرارات حالة الطوارئ الصحية بوطنية صادقة حتى تتمكن المملكة من تدبير أمثل لهاته الأزمة والخروج منها بأقل الأضرار الممكنة.وتعيش ساحة جامع الفنا كأحد أشهر الأماكن بالعالم التي أدرجتها منظمة اليونسكو تراثا ثقافيا لا ماديا منذ سنة 2008 وتراثا عالميا منذ سنة 1985، هذه السنة رمضان لا قبل لها به، لكون وجبة الفطور الجماعي وصلاتي العشاء والتراويح بباحة مسجد الكتبية مرجأتان حتى حين وترتسمان ذكريين فقط .مشهد “غير اعتيادي” بل “مستغرب” تشهده ساحة جامع الفنا هذه السنة، كمكان يحبل بحمولة تاريخية بادية للعيان، تبلغ منتهاها خلال شهر رمضان الفضيل.وأبدى حكواتي الساحة المشهور، عبد الرحيم مكوري، الذي ينعته الجمهور بـ”الأزلية”، أسفه “لحزن المشهد الذي آلت إليه ساحة جامع الفنا بسبب تفشي فيروس كورونا”.وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لم يسبق لي في حياتي أن كنت شاهدا على وضعية وظروف غير مسبوقة أثرت على ساحة جامع الفنا”، ممنونا للمكان في بلوغ شهرته الآفاق وتجاوزها الحدود الوطنية، الأمر الذي لم يتحقق لولا ساحة جامع الفنا.وفي حمأة الحنين يتذكر “الأزلية” حين صدت ساحة جامع الفنا أبوابها أمام الفنانين ليومين، لاحتضان مفاوضات اتفاق منظمة التجارة العالمية (1994)، موردا أن توقف مظاهر الحياة وأنشطتها الصميمة لم يسبق له أن امتد طويلا.وأضاف الحكواتي أن هذه الساحة تستحيل في شهر رمضان قبلة للزوار في الصباح كما في المساء، مشيرا إلى أن بعض الحكواتيين يشرعون في إلقاء حكاياتهم منذ تباشير الصباح، في حين يحل آخرون في مواعيدهم مع الجمهور بين الساعة الخامسة أو السادسة مساء، ساعة قبل الإفطار.وأوضح أن لكل فنان وحكواتي متتبعون ومحبون لا يخلفون حفله، لتملك هؤلاء الحكواتيين “صنعة” استمالة وضمان إخلاص الجمهور من خلال تنويع العروض المقدمة يوما عن يوم.ويتذكر عبد الرحيم المكوري ما أفرغه من جهد وما أبان عنه من مثابرة حتى ينال مكانته بـ”لحلاقي”، إلى جانب أسماء وازنة في المجال من قبيل “ميككي” و”مول البيكالا” و”كيلي جولي”.وإلى جانب الحكواتيين أولي الحظوة لدى الجمهور، تستأثر “حلاقي” مغنيي الغيوان والمغنيين الشعبيين باهتمام المتتبعين الحاضرين لمشاهدة العروض الاستثنائية التي تتسق مع روحانية الشهر الفضيل الطافحة.ولم يفت السيد “أزلية” الإشارة إلى أن بعض الحكواتيين لم يستكينوا أمام هذا الظرف الاستثنائي الذي يجتازه المغرب، فتوثبوا على ثمار هذه الأزمة الصحية لإتمام مشاريعهم الفنية وبثها على أوسع نطاق متوسلين بالوسائط الاجتماعية.ويروم هذا المشروع الهام ترجمة الحكايات الشعبية إلى عدة لغات أجنبية، وجني ثمار تكنولوجيا الاتصال لاسيما في ما يتصل بتقريب الجمهور من هذا الصنف الفني ذي الشعبية الجارفة بالمغرب، مع تمكين الشباب واليافعين من تتبع العروض من مساكنهم.وأبدى فرحه لكون المشروع يسهم في تثمين صنف فني رسخ وجوده في المخيال الشعبي للمغاربة وفي صون تراث لا مادي لا يقدر بثمن.وعلى آثاره تقتدي الفنانة مريم أمل، غيوانية الهوى التي أكدت أن “ساحة جامع الفنا لا تفارقها أبدا”، موردة أن حفلها يجذب، كل ليلة، مئات عشاق هذا اللون الموسيقي العريق خلال شهر رمضان.وأوضحت رئيسة جمعية فناني الحلقة، في تصريح مماثل، أن “البعد عن مكان يختزن ذكريات جمة تمتد لأربعة عقود ليس بالهين”، مضيفة أن هذه الأزمة أظهرت الحاجة إلى إحداث مؤسسة مع تخصيص صندوق موجه للفنانين الذين يسهمون في تنشيط هذه الساحة الأسطورية وفي صون التراث اللامادي الذي يفخر به عموم المغاربة.وبعدما توقفت عند الوضعية السوسيو-اقتصادية لعدد من فناني الساحة، من أولئك الذين يعيشون من العيش شظفه ويتكسبون من بنات ابتكاراتهم، أبدت السيدة مريم أمل اعتزازها برؤية مبادرات محمودة للتعاون والتضامن تتضاعف مستهدفة هذه الشريحة المجتمعية، خلال الأزمة الصحية التي تجتازها المملكة.وأشارت إلى أن شريحة الفنانين الشعبيين التي تأثرت كثيرا بتبعات أزمة (كوفيد-19) السوسيو-اقتصادية، ساهمت لعقود في إشعاع ساحة جامع الفنا وفي الحفاظ على التراث اللامادي للمغرب.ولا تتوانى ساحة جامع الفنا، على الرغم من هذه الظرفية المتشعبة، في الظهور صامدة ممنية النفس في استئناف ما نذرت له من نثر ورود الود والتآخي أمام روادها ومعمريها.وتستقبل ساحة جامع الفنا كقبلة جذب سياحي معتبرة بالمغرب، وعنوان لا محيد عنه للمغاربة عموما، مليوني سائح سنويا.



اقرأ أيضاً
المختلون عقليا.. ثغرة في صورة مراكش + ڤيديو
في ظل سباق محموم نحو التجميل والمشاريع الكبرى استعدادًا لتظاهرات رياضية عالمية، وعلى رأسها كأس العالم 2030، تتواصل في مدينة مراكش، وبشكل مثير للقلق، ظاهرة انتشار المختلين عقليًا في الشوارع والأحياء، أمام غياب تام لأي استراتيجية واضحة المعالم من طرف الجهات المعنية. المدينة التي تُسوَّق للعالم كواجهة حضارية وسياحية، لا زالت عاجزة عن تأمين أبسط مقومات الكرامة لفئة من أكثر الفئات هشاشة؛ ألا وهي فئة المختلين عقليا التي يبدو أنها لم تجد بعد مكانا لها ضمن الأجندات الرسمية. ففي مشهد بات يتكرر يوميًا، تشهد مجموعة من الشوارع والأحياء بالمدينة الحمراء، من قبيل حي اطلس الشريفية على سبيل المثال لا الحصر، انتشارًا كبيرا للمختلين عقليًا، بشكل يبعث على القلق والخجل في آنٍ واحد؛ بعضهم يتجول عاريًا، وآخرون يعبّرون عن اضطراباتهم بسلوكيات عنيفة أو مزعجة، في صورة تمسّ كرامة الإنسان، وتخلق شعورًا بعدم الأمان بين السكان والزوار على حد سواء.ورغم أن هذه الظاهرة ليست بالجديدة، إلا أنها في تفاقم مستمر، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر حل حقيقي؛ لا مراكز إيواء كافية، ولا برامج للعلاج أو الإدماج، ولا مقاربة شمولية تحفظ للإنسان كرامته وللمجتمع أمنه، وكل ما نراه على الأرض لا يتعدى بعض الحملات المحدودة التي لا تلبث أن تختفي نتائجها. وفي هذا الإطار، أكد مواطنون أن استمرار هذا الوضع يسيء إلى صورة مراكش كمدينة عالمية، ويطرح تساؤلات جدية حول أولويات المسؤولين، سيما وأن المدينة تستقبل سنويا ملايين السياح وتراهن على صورتها لاستقبال المزيد. وشدد مهتمون بالشأن المحلي، على أن إهمال "الرأس المال البشري"، وخاصة الفئات الأكثر ضعفا وهشاشة، يُعد إحدى علامات الفشل لأي سياسات تنموية؛ فالاستثمار في المشاريع فقط دون تمكين الإنسان وتحسين ظروف حياته سواء من خلال التعليم، الصحة، أو الرعاية الاجتماعية، يفضي إلى نتائج عكسية، حيث تصبح المدن والمجتمعات مصابة بخلل في التوازن بين النمو الاقتصادي والاجتماعي. وأكد مواطنون، أن المحافظة على صورة المدينة وسمعتها لا تقتصر على البنية التحتية أو الفعاليات الكبرى، بل تتطلب رعاية إنسانية حقيقية ترتكز على حماية حقوق أضعف الفئات وتعزيز كرامتهم، داعين الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها، من خلال تبني استراتيجيات شاملة ترمي إلى توفير الدعم والرعاية الطبية والاجتماعية لهذه الفئة.  
مراكش

هل تخلت مراكش عن ذاكرتها؟.. سور باب دكالة إرث تاريخي يئن تحت وطاة الإهمال
لا تزال الحالة الكارثية التي آل إليها السور التاريخي لمدينة مراكش، وخاصة الجزء المتواجد بمدخل باب دكالة، تتفاقم دون أي مؤشرات على تحرّك جاد، لإنقاذ هذه المعلمة التاريخية التي أصبحت رمزًا للإهمال والعبث بقيمة التراث. وحسب نشطاء من المنطقة، فإن هذا المكان الذي من المفترض أن يُجسّد هوية المدينة وتراثها العمراني، يعرف بشكل يومي مظاهر متعددة للفوضى، من بينها التبول والتغوط في العراء، وانتشار الروائح الكريهة، إضافة إلى وجود أشخاص في وضعية الشارع وكلاب ضالة تستقر بالمكان، ما يتسبب في حالة من الانزعاج والقلق لدى المارة، خصوصًا القادمين من وإلى المحطة الطرقية لباب دكالة. المثير للانتباه، وفق هؤلاء، أن هذه المشاهد غير اللائقة تحيط بـ "رواق الفنون"، والذي يفترض أن يكون واجهة ثقافية تعرض أعمالًا فنية، لكن محيطه المتدهور يعيق بشكل كبير أي محاولة لتنشيط الفضاء ثقافيًا أو جذب الزوار إليه. ورغم محاولات تنظيف المكان أسبوعيًا، -يقول مواطنون- إلا أن غياب المرافق الصحية الأساسية، وانعدام المراقبة، وغياب ثقافة المواطنة، كلها عوامل تجعل من هذه الجهود مجرد ترقيع بلا أفق، مشددين على أن المشكل لا يُمكن حلّه بالخرطوم والمعقمات، بل يحتاج إلى قرارات حقيقية تبدأ بإنشاء مراحيض عمومية، تنظيم الفضاء، وتكثيف المراقبة بهذه المنطقة. هذا الوضع يطرح تساؤلات حول دور الجهات المختصة، ومدى التزامها بالحفاظ على القيمة التاريخية والمعمارية لسور مراكش، الذي يُعد من أهم معالم المدينة، وإنقاذه من هذا الإهمال الذي يُفقده روحه التاريخية، ويشوه سمعة المدينة ككل.  
مراكش

قاصرون يهاجمون عناصر القوات المساعدة خلال تدخل لإخماد “شعالة” بمراكش
أقدم مجموعة من القاصرين في الوحدتين الأولى والخامسة بحي الداوديات بمراكش، قبل قليل من ليلة السبت/الأحد، على رشق سيارة القوات المساعدة بالمفرقعات والأحجار ومواد قابلة للإشتعال، وذلك أثناء تدخل لإخماد "شعالة" بالمنطقة. ووفق المعطيات التي توصلت بها "كشـ24"، فإن أحد عناصر القوات المساعدة تعرض لإصابة على مستوى الكتف، نتيجة للهجوم الذي تعرضت له القوات أثناء محاولتها تفريق المتجمهرين وإخماد النيران. وبعد التدخل، تم اعتقال 5 أشخاص قاصرين متورطين في رشق القوات المساعدة بالأحجار والمفرقعات، وتم اقتيادهم إلى الدائرة السابعة للتحقيق معهم بشأن الحادث. 
مراكش

ليلة بيضاء للسلطات بمراكش
تواصل سلطة الملحقة الإدارية امرشيش في هذه الأثناء تحت قيادة مباشرة لقائد الملحقة، التصدي لجميع مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء، وحجز كل ما من شأنه أن يمس بالنظام العام.وفي هذا الإطار، تم حجز 60 عجلة مطاطية كانت مخصصة لإشعال "الشعالات"، إلى جانب 5 شاحنات محملة بالحطب تم جمعها من قبل مجموعة من الأطفال والمراهقين في الأحياء المجاورة. ولم تقتصر جهود السلطات المحلية على التدخل الميداني فقط، بل قامت أيضًا بتحسيس الأطفال والمراهقين بمخاطر هذه الاحتفالات غير القانونية.من جهتها، قامت سلطات منطقة جامع الفنا بحملة واسعة لمنع إقامة "الشعالة"، وذلك بالتنسيق مع الحرس الترابي، حيث شارك في الحملة قائد مقاطعة باب دكالة، قائد مقاطعة جامع الفنا، وقائد مقاطعة الباهية، بالإضافة إلى باشا منطقة جامع الفنا.وتم نشر الدوريات الأمنية في المناطق المعروفة بتجمعات الشبان والمراهقين لمنع إشعال النيران، بهدف ضبط الوضع ومنع أي خروقات قد تُعرّض سلامة الأحياء السكنية للخطر.
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة