مراكش

استمرار نزيف الإنهيارات بالمدينة العتيقة لمراكش


كشـ24 نشر في: 5 يوليو 2016

من ساكنة حي الحارة مرورا بساكنة درب ميارة بحي سيدي بن سليمان الجزولي، وصولا إلى ساكنة درب برحمون، يمتد خيط معاناة ممزوج بحياة تشرد وضياع، ظلت ولازالت تئن تحت وطأته عشرات الأسر والعائلات التي وجدت نفسها فجأة خارج تغطية سكن لائق بعد أن جارت عوادي الانهيار على منازلها بالمدينة العتيقة لمراكش.

واقع مترع بألوان المرارة والإحساس بتخلي الجميع عنهم، جراء اكتفاء مسؤولي المدينة بتوزيع الوعود العرقوبية، والتذرع بعدم توفر أغلفة مالية وعقارية يمكن تسخيرها في تعويض الضحايا وإخراجهم من ضائقة التشرد والضياع.

تبريرات كشفت في بعض تفاصيلها عن واقع الاختلالات والتجاوزات، التي ظلت معتمدة في تدبير هذا النوع من المشاريع، على اعتبار أن التأخير في إنجاز وتفعيل مشاريع القضاء على هذا النوع من الدور المصنفة في خانة الآيل للسقوط والبناء العشوائي بالمدينة الحمراء، لم يكن سوى تحصيل حاصل، بالنظر لما واكبها من فصول الفوضى من جهة، وبجملة التلاعبات  والتواطؤات التي ظلت تنخر الأرصدة المالية والأغلفة العقارية المخصصة في هذا الإطار ضمن المشاريع المعلن عنها في هذا الإطار.

توالي الولاة ورؤساء المجالس المنتخبة وتعاقبهم على تدبير الشأن المحلي، لم يمنع الساكنة المستهدفة من اجترار معاناتها ومراوحة أماكنها دون أن تنجح أي مقاربة في تخليص الأسر المعنية من ربقة الخطر المحدق، مع تبادل الاتهامات فيما بين المؤسسات وكل طرف يجاهد لنفي المسؤولية عن مؤسسته والإلقاء بها في مرمى الأطراف الأخرى، لتبقى بذلك إدارة العمران مكبلة بهذه الاتهامات باعتبارها المسؤول المباشر عن سلسلة التعثرات.

إدارة هذه الأخيرة لم تتردد بدورها كلما حوصرت بهذه المؤاخذات بتقديم معطيات وتوريد وقائع وحقائق اعتبرتها أسبابا حقيقية وإكراهات واقعية، ظلت تقف حجر عثرة في طريق تفعيل مشروع القضاء على السكن غير اللائق بعموم فضاءات بهجة الجنوب.

لوح مسؤولو المؤسسة خلال السنة المنصرمة بتلكؤ المصالح الموكول إليها إعداد وتهييء الشروط الكفيلة بتغيير الواقع  والحد من استمرار النزيف، حيث تم التأكيد في هذا الإطار بأنه من أصل 493 هكتارا المتفق على تعبئتها لتفعيل البرنامج منذ سنة 2011، لم يتم تعبئة لحد كتابة هذه السطور سوى 54 هكتارا فقط، ما يؤشر على حجم الهوة التي تفصل بين الأقوال والأفعال، وبين البرمجة النظرية وواقع الحال.

المعطيات المتوفرة، تؤكد بأن برنامج التدخل لمعالجة السكن غير اللائق بمدينة سبعة رجال، يندرج في إطار اتفاقيات تم إبرامها بين وزارة الإسكان وسياسة المدينة ووزارة الداخلية والجماعة الحضرية بالإضافة إلى ولاية الجهة وشركة العمران مصاحبة المشروع المنتدب، قد همت بعد تحيينها خلال السنة المومأ إليها 25.303 أسرة، تقطن 185 دوارا وتجمعا عشوائيا بمراكش.

تمويل المشروع اعتمد على صندوق التضامن للسكن والمجلس الجماعي والمديرية العامة للجماعات المحلية ومؤسسة العمران، بالإضافة إلى مساهمة مرتقبة للمستفيدين وملاكي بعض العقارات التي تنهض عليها التجمعات المستهدفة.

بعد أزيد من ثلاث سنوات على تسطير الخطوط العريضة للبرنامج، ولهف ملايير السنتيمات في إطار عمليات التفعيل، تكشفت الوقائع والحقائق عن امتداد أيادي الفوضى والتلاعبات، لمجمل مناحي المشروع، بعد أن حوله البعض إلى مصدر لمراكمة الثروات والنفخ في الأرصدة المالية والعقارية الخاصة.

فعلى جري العادة، لم يتردد البعض في الرفع من منسوب الأسر المستهدفة، والنفخ في قائمة المستفيدين، في إطار تواطؤات مفضوحة سارت بذكرها الركبان، وبالتالي التأثير سلبا على سيرورة إنجاح المشروع برمته.

فمعالجة 120 تجمعا عشوائيا فقط، تطلب إيواء حوالي 17.200 أسرة إن على مستوى إعادة الإيواء أو على مستوى إعادة الهيكلة، ضدا على منطوق الإحصائيات التي حددت العدد المتعاقد بشأنه عند بداية البرنامج في 15.755 أسرة، لتكون النسبة المضافة «خارج لحساب» 1445 مستفيد بالتمام والكمال، وبالتالي مشروعية السؤال «علاش؟ وكيفاش؟».

في ظل هذا الخصاص المهول على مستوى الأوعية العقارية المومأ إليه، ولتجاوز المعضلة، تم التفكير في  تخصيص عقارات أخرى في إطار الشراكة مع مجلس العمالة أو عقارات عمومية أخرى، لاقتنائها  وإنجاز الدراسات اللازمة وإعداد الصفقات لإنجاز أشغال التجزئات بهدف ترحيل الأسر المعنية البالغ عددها حوالي 262. 4 أسرة.

مشروع لم يخل بدوره من تعثرات ومشاكل تنبئ في بعض تفاصيلها عن استمرار دار لقمان على حالها  وتستمر الأسر المستهدفة في مراوحة مواقعها بين أحضان جدران بيوتها المتهالكة ولسان الحال يردد «ما حس بالمزود، غير المضروب به».

من ساكنة حي الحارة مرورا بساكنة درب ميارة بحي سيدي بن سليمان الجزولي، وصولا إلى ساكنة درب برحمون، يمتد خيط معاناة ممزوج بحياة تشرد وضياع، ظلت ولازالت تئن تحت وطأته عشرات الأسر والعائلات التي وجدت نفسها فجأة خارج تغطية سكن لائق بعد أن جارت عوادي الانهيار على منازلها بالمدينة العتيقة لمراكش.

واقع مترع بألوان المرارة والإحساس بتخلي الجميع عنهم، جراء اكتفاء مسؤولي المدينة بتوزيع الوعود العرقوبية، والتذرع بعدم توفر أغلفة مالية وعقارية يمكن تسخيرها في تعويض الضحايا وإخراجهم من ضائقة التشرد والضياع.

تبريرات كشفت في بعض تفاصيلها عن واقع الاختلالات والتجاوزات، التي ظلت معتمدة في تدبير هذا النوع من المشاريع، على اعتبار أن التأخير في إنجاز وتفعيل مشاريع القضاء على هذا النوع من الدور المصنفة في خانة الآيل للسقوط والبناء العشوائي بالمدينة الحمراء، لم يكن سوى تحصيل حاصل، بالنظر لما واكبها من فصول الفوضى من جهة، وبجملة التلاعبات  والتواطؤات التي ظلت تنخر الأرصدة المالية والأغلفة العقارية المخصصة في هذا الإطار ضمن المشاريع المعلن عنها في هذا الإطار.

توالي الولاة ورؤساء المجالس المنتخبة وتعاقبهم على تدبير الشأن المحلي، لم يمنع الساكنة المستهدفة من اجترار معاناتها ومراوحة أماكنها دون أن تنجح أي مقاربة في تخليص الأسر المعنية من ربقة الخطر المحدق، مع تبادل الاتهامات فيما بين المؤسسات وكل طرف يجاهد لنفي المسؤولية عن مؤسسته والإلقاء بها في مرمى الأطراف الأخرى، لتبقى بذلك إدارة العمران مكبلة بهذه الاتهامات باعتبارها المسؤول المباشر عن سلسلة التعثرات.

إدارة هذه الأخيرة لم تتردد بدورها كلما حوصرت بهذه المؤاخذات بتقديم معطيات وتوريد وقائع وحقائق اعتبرتها أسبابا حقيقية وإكراهات واقعية، ظلت تقف حجر عثرة في طريق تفعيل مشروع القضاء على السكن غير اللائق بعموم فضاءات بهجة الجنوب.

لوح مسؤولو المؤسسة خلال السنة المنصرمة بتلكؤ المصالح الموكول إليها إعداد وتهييء الشروط الكفيلة بتغيير الواقع  والحد من استمرار النزيف، حيث تم التأكيد في هذا الإطار بأنه من أصل 493 هكتارا المتفق على تعبئتها لتفعيل البرنامج منذ سنة 2011، لم يتم تعبئة لحد كتابة هذه السطور سوى 54 هكتارا فقط، ما يؤشر على حجم الهوة التي تفصل بين الأقوال والأفعال، وبين البرمجة النظرية وواقع الحال.

المعطيات المتوفرة، تؤكد بأن برنامج التدخل لمعالجة السكن غير اللائق بمدينة سبعة رجال، يندرج في إطار اتفاقيات تم إبرامها بين وزارة الإسكان وسياسة المدينة ووزارة الداخلية والجماعة الحضرية بالإضافة إلى ولاية الجهة وشركة العمران مصاحبة المشروع المنتدب، قد همت بعد تحيينها خلال السنة المومأ إليها 25.303 أسرة، تقطن 185 دوارا وتجمعا عشوائيا بمراكش.

تمويل المشروع اعتمد على صندوق التضامن للسكن والمجلس الجماعي والمديرية العامة للجماعات المحلية ومؤسسة العمران، بالإضافة إلى مساهمة مرتقبة للمستفيدين وملاكي بعض العقارات التي تنهض عليها التجمعات المستهدفة.

بعد أزيد من ثلاث سنوات على تسطير الخطوط العريضة للبرنامج، ولهف ملايير السنتيمات في إطار عمليات التفعيل، تكشفت الوقائع والحقائق عن امتداد أيادي الفوضى والتلاعبات، لمجمل مناحي المشروع، بعد أن حوله البعض إلى مصدر لمراكمة الثروات والنفخ في الأرصدة المالية والعقارية الخاصة.

فعلى جري العادة، لم يتردد البعض في الرفع من منسوب الأسر المستهدفة، والنفخ في قائمة المستفيدين، في إطار تواطؤات مفضوحة سارت بذكرها الركبان، وبالتالي التأثير سلبا على سيرورة إنجاح المشروع برمته.

فمعالجة 120 تجمعا عشوائيا فقط، تطلب إيواء حوالي 17.200 أسرة إن على مستوى إعادة الإيواء أو على مستوى إعادة الهيكلة، ضدا على منطوق الإحصائيات التي حددت العدد المتعاقد بشأنه عند بداية البرنامج في 15.755 أسرة، لتكون النسبة المضافة «خارج لحساب» 1445 مستفيد بالتمام والكمال، وبالتالي مشروعية السؤال «علاش؟ وكيفاش؟».

في ظل هذا الخصاص المهول على مستوى الأوعية العقارية المومأ إليه، ولتجاوز المعضلة، تم التفكير في  تخصيص عقارات أخرى في إطار الشراكة مع مجلس العمالة أو عقارات عمومية أخرى، لاقتنائها  وإنجاز الدراسات اللازمة وإعداد الصفقات لإنجاز أشغال التجزئات بهدف ترحيل الأسر المعنية البالغ عددها حوالي 262. 4 أسرة.

مشروع لم يخل بدوره من تعثرات ومشاكل تنبئ في بعض تفاصيلها عن استمرار دار لقمان على حالها  وتستمر الأسر المستهدفة في مراوحة مواقعها بين أحضان جدران بيوتها المتهالكة ولسان الحال يردد «ما حس بالمزود، غير المضروب به».


ملصقات


اقرأ أيضاً
دورة استثنائية لمجلس جهة مراكش تناقش مشاريع اتفاقيات هامة
من المنتظر ان يعقد مجلس جهة مراكش أسفي صبيحة يوم èغد الخميس 10 يوليوز، دورة استثنائية ستتم خلالها دراسة مجموعة من المشاريع و الاتفاقيات الهامة والمصادقة عليها. ويتضمن جدول أعمال الدورة الاستثنائية الدراسة والمصادقة على مشروع الاتفاقية الإطار الخاصة بإنجاز وتمويل مشاريع مراكز طمر وتثمين النفايات المنزلية والمماثلة لها وتأهيل أو إغلاق المطارح العشوائية برسم الفترة الممتدة من 2025 إلى 2034 لجهة مراكش أسفي؛ كما يتضمن جدول الاعمال عرض مشروع اتفاقية شراكة تمويل وإنجاز برنامج التنمية المندمجة للمركز الصاعد سيد المختار بإقليم شيشاوة 2025-2026 للمناقشة والمصادقة، الى جانب عرض مشروع اتفاقية شراكة لدعم الجمعيات الرياضية لكرة القدم بجهة مراكش أسفي للمناقشة والمصادقة. ومعلوم ان مجلس الجهة عقد يوم الإثنين 7 يوليوز 2025، دورته العادية لشهر يوليوز برئاسة سمير كودار، وبحضور رشيد بنشيخي، والي الجهة وعامل عمالة مراكش بالنيابة، إلى جانب عمال أقاليم الجهة.
مراكش

تعزية في وفاة المرحوم “مولاي الكبير ابن سينا”
ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة المرحوم "مولاي الكبير ابن سينا" والذي سيوارى جثمانه الثرى بعد صلاة الجنازة عقب عصر يومه الاربعاء بمسجد القروين بحي مبروكة بمراكش. وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم "كشـ24" ببالغ التعازي والمواساة لعائلة الفقيد، الصغيرة والكبيرة، راجين من الله عز وجَلّ أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، ويلهم ذويه جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مراكش

التأخر في إزالة دعامات البنايات المتضررة من الزلزال بمراكش يثير تساؤلات
مرت أكثر من سنة وعشرة أشهر على الزلزال المدمر الذي ضرب إقليمي الحوز ومراكش في 8 شتنبر 2023، لكن تداعياته لا تزال تثير تساؤلات واسعة، وسط تأخر ملحوظ في استكمال عمليات إعادة الإعمار والتخلص من آثار الهزة الأرضية. ففي الوقت الذي تشهد فيه مدينة مراكش انطلاق مشاريع مهمة لتجهيز بنيتها التحتية استعدادًا لاستضافة فعاليات دولية بارزة مثل كأس أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، يظل المشهد في مناطق متفرقة من المدينة مخيبًا، خاصة مع وجود مئات الأعمدة الحديدية والخشبية التي تدعم مجموعة من البنايات المتضررة، والتي باتت تشوه المظهر الحضري خصوصًا في الأحياء التاريخية والسياحية. تلك الأعمدة، رغم دورها الحيوي في منع انهيار البنايات الهشة، تثير قلقًا من حيث تكلفتها المالية طيلة هذه الفترة، وهو ما يفرض محاسبة المسؤولين عليها، إلى جانب التأثير السلبي على جمالية المدينة التي يسعى مسؤولوها إلى إبرازها عالمياً، واللافت أن تأخر الجهات المعنية في إزالة هذه الدعامات أو استبدالها بحلول أكثر جمالية وأمانًا يطرح أكثر من علامة استفهام. من جهة أخرى، فإن عمليات سرقة بعض الأعمدة، والتي يتم عرضها للبيع في سوق مستلزمات البناء، تطرح اشكالية المراقبة والتأخر في التدخل، ما يعرض سلامة البنايات المتهالكة لمخاطر إضافية. المشاكل التي تبرز الآن تسائل دور الجهات المسؤولة خاصة أن حجم الأضرار في مراكش أقل بكثير مقارنة بمناطق أخرى مثل إقليم الحوز الذي تكبد خسائر أكبر وأكثر تدميرًا، ومع اقتراب موعد استضافة المدينة لفعاليات رياضية دولية كبرى، يبقى السؤال مطروحًا حول موعد تحرك السلطات لإزالة هذه الأعمدة والتخلص من بقايا الزلزال التي لازالت تثقل كاهل المدينة وسكانها.
مراكش

مطالب بتدخل عاجل لوقف عشوائية تسجيل البيوعات بسوق الدراجات المستعملة بمراكش
وجّهت جمعية السلام لتجار الدراجات النارية والعادية المستعملة بحي سيدي يوسف بن علي، شكاية إلى رئيسة المجلس الجماعي بمراكش، تطالبها بالتدخل العاجل والفوري لإزالة العشوائية أمام مكتب التحصيل (تسجيل البيوعات) بسوق الدراجات المستعملة. وجاء في الشكاية التي توصلت كشـ24 بنسخة منها، أن مجموعة من الأشخاص لا علاقة لهم لا بالبيع ولا الشراء يتربصون بالمرتفقين الوافدين على السوق بحيث يتم تسجيل البيوعات بالثمن التي تفوق التعريفة في القرار الجبائي. وأضافت الشكاية ذاتها، أنه رغم تدخل السلطات المحلية والأمنية التابعة لسوق الدراجات يبقى الحال كما هو عليه ورغم عدة شكايات بدون جدوى. وفي هذا السياق قال المشتكون، "ترددنا عدة مرات إلى المجلس الجماعي بدون جدوى والمشكل الذي جعل هذه العشوائية لا تنتهي، أن إدارة السوق غير موجودة على أرض الواقع (المدير)" حسب تعبير المشتكين. وطالبت جمعية السلام لتجار الدراجات النارية والعادية المستعملة من رئيسة المجلس الجماعي، زرع دماء جديدة لتحمل مسؤوليتها وتطبيق القانون وربط المسؤولية بالمحاسبة، مشيرة إلى أن لها آمالا كبيرة لإزالة هذه العشوائية وضرب كل من سولت له نفسه والخارج عن القانون.
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 09 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة