استقبل رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، صباح يوم الإثنين 30 شتنبر 2019 بالرباط، وفدا من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بقيادة السيناتور رتشارد شيلبي Richard Shelby، رئيس لجنة الشؤون المصرفية بالمجلس، وأجرى معه مباحثات تطرقت لأوجه التعاون بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية.وفي بداية هذا اللقاء أعرب السيد رئيس الحكومة عن اعتزاز المغرب بعلاقات الصداقة العريقة التي تجمع المملكة بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذا عن ارتياح المغرب لمستوى الشراكة الاستراتيجية المغربية – الأمريكية، حيث عقد الجانبان ثلاث جولات من الحوار الاستراتيجي، كما يعملان على تطوير اتفاقية التبادل الحر التي تجمعهما مند سنة 2006، إلى جانب العديد من الاتفاقيات القطاعية الأخرى التي تعكس عمق الشراكة والتعاون بين البلدين.وعبر سعد الدين العثماني عن ارتياحه لحجم ومستوى مشاريع التنمية المسجلة في إطار حساب تحدي الألفية المغرب، حيث يتواصل تنفيذ الميثاق الثاني للبرنامج في قطاعات استراتيجية هامة تحظى بأولوية الحكومة، كما جدد السيد رئيس الحكومة امتنانه للجهود الهامة التي تقوم بها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالمغرب مند عقود.ومن جهته، عبر السيناتور رتشارد شيلبي رئيس لجنة الشؤون المصرفية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إلى جانب عدد من أعضاء الوفد، عن إعجابه بمظاهر تقدم المغرب التي لمسها على مختلف المستويات، وخاصة على مستوى البنيات التحتية، كما أكد استعداد أعضاء اللجنة العمل على تعزيز الشراكة المغربية الأمريكية وتنويعها.وتطرق الجانبان في هذا الإطار لملف الاستثمار، حيث ذكر السيد رئيس الحكومة بالأشواط الهامة التي قطعها المغرب في تحسين مناخ الأعمال وتيسير ظروف المقاولة والاستثمار، كما يدل على ذلك تصنيف المملكة في مؤشر ممارسة الأعمال للبنك الدولي حيث انتقل المغرب الى المرتبة 60 سنة 2018 ، بعدما كان مصنفا في المرتبة 128 سنة 2010. ودعا السيد رئيس الحكومة المقاولات الأمريكية لتعزيز انخراطها في هذه الدينامية.واستعرض رئيس الحكومة من جهة أخرى المبادرات التي يتخذها المغرب، في إطار السياسة الإفريقية للمملكة، من أجل مواكبة وتعزيز النمو في القارة الإفريقية والاستثمار بها، انطلاقا من قناعة المملكة بنجاعة المقاربة التنموية لمعالجة مجموعة من الظواهر، مثل الهجرة غير الشرعية والتطرف والجريمة المنظمة وغيرها من الآفات التي تستدعي العمل المشترك الجاد لمختلف الأطراف. وقد أشاد أعضاء الوفد بمبادرات المملكة لفائدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة الإفريقية.كما تطرقت المباحثات لمستجدات قضية الوحدة الترابية للمملكة، حيث ذكر السيد رئيس الحكومة بالمراحل التاريخية لهذا النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمملكة وبالمبادرات التي اتخذها المغرب في إطار الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن الدولي، ودعما لجهود الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، من اجل التوصل لحل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع المفتعل، حيث قدم المغرب في هذا الإطار مقترح الحكم الذاتي، الذي اعتبرته الإدارة الأمريكية والمنتظم الدولي مقترحا واقعيا وجديا وذا مصداقية.وقد حضر هذا اللقاء على الخصوص القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالرباط.