الأربعاء 15 مايو 2024, 20:52

وطني

مجلس جطو يكشف اختلالات تدبير “الأنشطة المنجمية” بمكتب الفوسفاط


كشـ24 نشر في: 12 سبتمبر 2019

أورد تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2018، مجموعة من المعطيات عن الأنشطة المنجمية للمجمع الشريف للفوسفاط على مستوى الموقعين المنجميين لكل من خريبكة والكنتور (ابن جرير واليوسفية)، وهمت هذه المراقبة أساسا نظام تخطيط الأنشطة المنجمية، وأنشطة المعالجة، واستخدام وصيانة معدات الانتاج إضافة إلى الجوانب البيئية المتعلقة بالانشطة المنجمية.ووفق التقرير الذي اطلعت عليه كشـ24 فإن مهمة مراقبة التسيير التي أنجزها مجلس الحسابات لدى المجمع الشريف للفوسفاط (SA OCP) همّت أساسا النشاط المنجمي بكل من موقع خريبكة الذي يضم مناجم (لمراح وسيدي شنان وسيدي الضاوي وبني عمير) وموقع الكنتور الذي يضم مناجم (ابن جرير وبوشان ومزيندة)، وقد انصبت هذه المهمة بشكل خاص على الجوانب المتعلقة بالتخطيط والبرمجة المرتبطة بهذا النشاط وكذلك معالجة الفوسفاط عن طريق الغسل والتعويم كما تطرقت إلى استخدام وصيانة المعدات المستعملة في الاستغلال المنجمي بإلاضافة إلى الجوانب البيئية المتعلقة بهذا النشاط.وأكد تقرير المجلس ان التخطيط المتوسط والبعيد المدى للأنشطة المنجمية يعد ضروريا لاستشراف مواقع الإنتاج والمناجم التابعة لها بغية تحديد تلك التي ستعوض المواقع الحالية عند نفاذ مخزونها وذلك بهدف المحافظة على مستوى الإنتاج والمردودية والرفع منهما لتحقيق الأهداف المحددة. وقد خلصت المراقبة بهذا الشأن إلى ملاحظتين أساسيتين وهما، تدبير مسلسل التخطيط و إنشاء احتياطي الوعاء العقاري.أما بخصوص تدبير مسلسل التخطيط، فكشف التقرير ان التخطيط لفتح مناجم جديدة في المواقع المنجمية من أجل الاستجابة إلى الاهداف المحددة في استراتيجية تنمية القدرات الانتاجية التي شرع في العمل بها منذ سنة 2008 عرف بعض القصور على مستوى الدراسات المنجمية.ويتجلى ذلك وفق التقرير، على سبيل المثال بالدراسات المنجمية المنجزة بين أبريل 2008 ويناير 2009 التي كانت تستوجب عناية أكبر بدقة المسح الجيولوجي المتعلق بالحقول الفوسفاطية. بالاضافة إلى ذلك، لم تتم دراسة الجدولة الزمنية للشروع في استغلال المناجم الجديدة بشكل كاف بالنظر إلى أهميتها، مشيرا التقرير الى أن برنامج إلانتاج الممتد إلى أفق سنة 2050 ،والذي يعتبر وثيقة التخطيط المرجعية، اقتصر على تحديد المناجم الجديدة دون الاشارة الى العناصر التي أخذت بعين الاعتبار والمعايير المعتمدة لتحديد الأولويات بينها.وأشار التقرير إلى أن إعداد برنامج الانتاج سالف الذكر يمكن تحسينه عبر إنجاز دراسة مقارنة بين المناجم الجديدة على أساس معيار نفقات الاستثمار مقابل نفقات التشغيل.من جهة أخرى، افاد التقرير، ان مسلسل التخطيط متعدد السنوات للنشاط المنجمي يستوجب تأطيرا بآلية رسمية وموثقة. منبها الى ان إعداد وثائق التخطيط على مستوى المواقع المنجمية (مشروع الاستغال طويل الامد والمشروع الاستراتيجي المحين)، يمكن تحسينه استنادا لاطار مرجعي رسمي يحدد على سبيل المثال منهجية التخطيط والمتدخلين فيه ومدته ووتيرة تحيينه بالاضافة إلى المتغيرات المشمولة بالتخطيط والصعوبات التي يتعين مراعاتها وشكل وثائق التخطيط، الخ.وجاء في التقرير أن المسلسل المستعمل حاليا لإعداد مشاريع الاستغال طويلة الأمد الذي يتم بطريقة متفرقة بين المواقع المنجمية يستوجب إسناده لوحدة للتخطيط على مستوى إدارة الموقع من أجل تنسيق هذا المسلسل وجعله متجانسا ومنسجما في إطار رؤية شاملة.ويتعلق الأمر بمشاريع توسيع المناجم قيد الاستغالل وأيضا مشاريع المناجم الجديدة التي ترمي إلى تحقيق أهداف الحفاظ على مستوى الانتاج والرفع منه.ومن شأن تحسين هذا المسلسل أن يمكن من تجاوز الاضطرابات المتكررة المسجلة على مستوى إنجاز المشاريع المنجمية والتي تؤثر على تحقيق البرامج اإلنتاجية.أما بخصوص إنشاء احتياطي الوعاء العقاري، فقد نبه التقرير الى ان مسلسل اقتناء الوعاء العقاري اللازم لتطور الأنشطة المنجمية يحتاج إلى تأطير بآلية رسمية وموثقة تحدد المتدخلين وأدوارهم وقواعد التدبير التي تحكم عملية تحديد وبرمجة الحاجيات العقارية، مشيرا الى ان تغيير الصفة القانونية للمكتب سنة 2008 من مؤسسة عمومية إلى شركة مساهمة فإن ذلك يستدعي وضع أنظمة ملائمة ومعتمدة لتتبع برامج توسعة المناجم وبرمجة فتح مناجم جديدة بالاضافة إلى اقتناء العقار اللازم لذلك.وسجل التقرير ان كل تأخير في مسلسل الاقتناء ينعكس على توفر الاحتياطي اللازم من الاراضي لتنفيذ برنامج تنمية القدرات الانتاجية في الوقت المناسب ويشكل ضغطا مهما على تفعيل هذا البرنامج. بالاضافة إلى ذلك، يحتاج تأمين الحقول الفوسفاطية على المدى المتوسط والبعيد إلى مزيد من التدابير الاستباقية من أجل تجاوز العراقيل التي تعيق إنشاء الوعاء العقاري الكافي خصوصا منها تلك المتعلقة بالتوسع العمراني فوق الحقول الفوسفاطية.برمجة وتنفيذ برامج الانتاجوجاء في التقرير ان البرمجة على المدى القصير لإنتاج الفوسفاط تستند على آلية تسمى “steering Business “أو “تدبير هامش الربح”، تهدف إلى اعتماد برنامج للانتاج والمبيعات الأمثل من حيث هامش الربح مع الأخذ بعين الاعتبار الإكراهات والفرص المتاحة.وسجل التقرير، انه “لتحقيق ذلك فإن مشروع الاستغلال السنوي الذي يعد وثيقة أساسية من أجل برمجة ناجعة للأنشطة الإنتاجية يستوجب إعداده استنادا إلى إطار مرجعي موحد وموثق. ومن شأن ذلك أن يحسن من جودة هذا المسلسل الذي يعتمد حاليا على أسس وطرق حساب ومعايير متفاوتة بين مختلف المناجم مما ينعكس على جودة المعطيات والاحصائيات المستعملة ويحد من ملاءمتها مع الأهداف المحددة كما يشكل غالبا مصدر تفاوت مهم بين التوقعات الانتاجية والانجازات”.ونتيجة لذلك يتسم تنفيذ برنامج الإنتاج المعتمد في إطار آلية “تدبير هامش الربح”، بالتغيير المتكرر، خلال السنة، لمسارات الاستغلال المتوقعة التي تبنى عليها مشاريع الاستغال السنوية لمختلف المناجم. يضيف التقرير.كما أن بنية جودة الفوسفاط المستخرج في بعض المناجم تظهر وجود فروق مهمة ومتكررة مقارنة بأهداف الإنتاج المحددة في إطار آلية إدارة الهامش السنوية والربع سنوية .وتعزى هذه الفروق، وفق التقرير، أساسا إلى التغيير المتكرر في توقعات المبيعات التي يفرضها الطلب في السوق مما يؤثر على ظروف اشتغال بعض المناجم وعلى تنفيذ برامج الإنتاج المحددة.بالإضافة إلى ذلك يتسم مسلسل استخراج الفوسفاط بعدم استقرار وثيرة الاستخراج خلال السنة، من حيث كميات وبنية الجودات المستخرجة. ويعزى عدم الاستقرار هذا بشكل رئيسي إلى قصور في التنسيق بين المراحل التحضيرية للاستخراج التي تتطلب تدبيرا أكثر نجاعة لضمان انتظام أكبر في وثيرة الاستغلال.معالجة الفوسفاطوقد لاحظ المجلس بخصوص المعالجة أن تدبير مخزونات الفوسفاط يتطلب اعتماد مسطرة تحدد بشكل أساسي المستويات المثلى للمخزونات الواجب توفرها قبل المعالجة وبعدها من أجل ضمان حد معقول من استقلالية وحدات المعالجة مما يساهم في السير العادي لهذه الوحدات. ذلك أن التدبير الحالي للمغاسل يجعلها تشتغل في كثير من الأحيان دون مخزونات احتياطية (tendu flux en )مع ما يمكن أن ينجم عن ذلك من اضطرابات في برامج الانتاج.من جهة أخرى فقد لاحظ المجلس أن تتبع أنشطة المغاسل في شكله الحالي لا يمكن من توفير قيادة ملائمة. ويعود ذلك أساسا إلى التأخير المسجل في تشغيل النظام المعلوماتي الذي من المفترض أن يوفر استخراجا آليا للمؤشرات المتعلقة بالأنشطة المذكورة. وفي ظل هذا التأخير تستمر وحدات المعالجة في تتبع أنشطتها اعتمادا على وسائل غير ملائمة وهو ما لا يخلو من مخاطر على جودة المعطيات وعلى توفير المؤشرات الضرورية في الوقت المناسب.كما أن مشروع تطوير وظيفة العمليات (process fonction) بالمغاسل سجل تأخيرا في إعماله. وقد تم إطالق هذا المشروع مند 2015 باعتباره ورشا أساسيا للارتقاء بهذه الوظيفة إلى مستوى الاحترافية بغية بلوغ هدف التميز التشغيلي (opérationnelle excellence)الذي ينشده المجمع.استعمال معدات الاستغلالبالرغم من الأهمية القصوى التي يشكلها العتاد في أنشطة استخراج الفوسفاط فإن تدبيره يشوبه بعض القصور. ويتجلى ذلك أساسا في عدم توضيح وتوثيق كل المعطيات المعتمدة في الدراسات لتحديد عدد الآليات اللازمة في استغلال المناجم وغياب مخطط لتجديد حظيرة العتاد والتخلي عن المتقادم منه من أجل ترشيد استعماله. كما أن اللجوء إلى التعاقد من الباطن يحتاج إلى إطار مرجعي يحدد مبادئ وقواعد الاستعانة بمقدمي الخدمة الخارجيين في النشاط المنجمي.في نفس السياق ونظرا لتشعب النشاط المنجمي باعتماده على حظيرة آليات كبيرة ومتنوعة وكذا تعدد مؤشرات النجاعة الالزمة لتتبعه فإن الحاجة تبدو ملحة لنظام معلوماتي يمكن من تتبع مالئم من شأنه أن يساهم في ترشيد استعمال حظيرة المعدات.وتجدر الاشارة إلى أن المجمع يتوقع تجاوز هذه الصعوبات من خلال مشروع نظام معلوماتي مهم يهدف إلى الاستغلال الأمثل لمختلف الآليات والذي يوجد حاليا في طور التجريب.صيانة معدات الاستغلالتعد الصيانة، بالنسبة للمكتب الشريف للفوسفاط، من الدعامات الرئيسية لبلوغ التميز التشغيلي كما تحتل مكانة متميزة داخل نظامه لتدبير اإلنتاج. تعزيزا لذلك قام المجمع بإطلاق مشاريع وأوراش متعددة للارتقاء بالصيانة إلى مستوى المعايير الدولية بغية الرفع من نسبة جاهزية (disponibilité de taux ) العتاد والتحكم في نفقات الصيانة.غير أن العديد من هذه الاوراش يسجل تأخرا مهما بالاضافة إلى إنجازات متباينة بين الوحدات المنجمية كما هو الحال بالنسبة لسياسة صيانة المعدات والتجهيزات المستعملة في استخراج ومعالجة الفوسفاط التي لم يتم اعتمادها سوى سنة 2018 بطريقة لاحقة عن انطلاق العديد من مشاريع الصيانة.كما أن العديد من المشاريع المندرجة في الارتقاء بالصيانة إلى مستوى الاحترافية سجل تأخيرات متكررة مما يؤثر على إنجازها وتعميمها.ويتعلق الامر أساسا بمشروع تسريع الاشتغال بنظام تدبير الصيانة بمساعدة الحاسوب (GMAO) ومشروع الارتقاء بمكاتب طرق التنظيم (méthodes de bureaux) بالاضافة إلى مشروع تدبير أجزاء الآليات وقطع الغيار.وفي نفس الاتجاه تتسم أشغال الصيانة بنقص على مستوى استعمال الصيانة الوقائية وعلى مستوى تنفيذ الاشغال المبرمجة حيث لازالت المؤشرات الخاصة بها دون الأهداف المحددة من طرف المجمع مما ينعكس على نجاعة الصيانة ويؤثر على أنشطة الاستغلال.وعلى مستوى الموارد البشرية تم تسجيل نقص بأغلب الوحدات من العديد من االختصاصات والمهارات الضرورية إلنجاز أشغال الصيانة في ظروف مالئمة.ويضاف إلى ذلك التأثير الذي يشكله عدم تجانس حظيرة المعدات على أشغال الصيانة إن على مستوى كلفتها أو توفر الموارد البشرية المؤهلة لإنجازها بالنسبة لأنواع مختلفة من المعدات.الأثر البيئي للنشاط المنجمييحدث النشاط المنجمي بطبيعته آثار بيئية مختلفة وبحدة متفاوتة. وسعيا منه لتقليص هذه اآلثار أطلق المجمع برنامج “التميز البيئي” الذي تم اعتماده سنة 2013 والذي يضم ثالث مجموعات من التدابير تهم مجموع أنشطة المجمع. غير أن بعض النواقص التي تم تسجيلها بهذا الشأن تستوجب تداركها. فبالرغم من التقدم الملموس الذي تم تسجيله خلال السنوات الاخيرة في إطار برنامج التميز البيئي والتدابير المتخذة بهذا الشأن فإن مجهودا إضافيا يجب بذله من أجل إعادة تأهيل المساحات الكبيرة المستغلة والتي لا تزال دون معالجة.ويتعلق الأثر البيئي الآخر باستمرار الإشكالية المرتبطة بتصريف الأوحال الناتجة عن غسل الفوسفاط التي تعرف تناميا مستمرا لمساحات الأحواض المستعملة لتخزين هذه الأوحال مما يؤدي إلى تدهور مساحات مهمة من الأراضي بالإضافة إلى الآثار البيئية التي قد تحدثها.توصيات ومقترحاتالتخطيط المتعدد السنوات للنشاط المنجمياوصى المجلس الاعلى للحسابات المجمع الشريف للفوسفاط بتحسين نظام تخطيط النشاط المنجمي من خلال وضع آليات مناسبة وذات طابع رسمي تشمل على وجه الخصوص:– إعداد مشاريع الاستغلال طويل الأمد والمشاريع الاستراتيجية المحينة، لكل موقع ومنجم، من أجل ترشيد الموارد وتحسين التلقائية بين مختلف المتدخلين. وكذلك وضع قاعدة بيانات مشتركة لهذه الوثائق بين المتدخلين المعنيين والمحافظة عليها بطريقة مناسبة؛– تتبع وقيادة مشاريع توسيع المناجم قيد الاستغلال للتأكد من أن مختلف مكونات هذه المشاريع) الدراسات المنجمية، دراسات الموقع والقدرة الإنتاجية، إعداد وثائق طلبات العروض لإنجاز المنشآت الجديدة، وغيرها (يتم إنجازها وفق الجدول الزمني المحدد للشروع في استغلاها؛– تخطيط فتح المناجم الجديدة ال سيما الدراسات المقارنة بين الحقول المحتمل استغالها والدراسات الجيومنجمية وبرامج المسح الجيولوجي على المدى الطويل والمتوسط؛ – البرمجة الاستباقية في أفق زمني كاف الاقتناء الأراضي اللازمة لنشاط الاستغلال المنجمي ولتكوين احتياطي الوعاء العقاري الالزم للتنمية المستقبلية. وينبغي أن تحدد آلية البرمجة المتدخلين وأدوارهم وقواعد التدبير التي تحكم تحديد واقتناء الوعاء العقاري اللازم الاستمرار الاستغلال، فضالً عن تكوين الاحتياطي العقاري اللازم للتنمية على المدى المتوسط والطويل.– على مستوى برمجة الإنتاج، يوصي المجلس الأعلى للحسابات المجمع الشريف للفوسفاط بتطوير نظام برمجة الإنتاج عن طريق استكماله بمساطر موحدة ومعتمدة وموثقة تشمل على وجه الخصوص:– إعداد مشاريع الاستغلال السنوية المتعلقة بكل موقع ومنجم؛– توحيد الأداة الحالية لإعداد مشروع الاستغلال السنوي وتوحيد الطرق والمعطيات المعتمدة في حساب كميات الفوسفاط المتوقع استخراجها في انتظار الشروع في استعمال أداة التخطيط المندمج “planning M– تحسين طرق الاستخراج واستعمال المعدات، لاسيما الجوانب المتعلقة بتحديد العوامل التي تعيق الاستغلال على المدى المتوسط والطويل، واليقظة التقنية والتكنولوجية بشأن أفضل الطرق والمعدات المنجمية، وإنجاز دراسات الجدوى ومواكبة المواقع والمناجم في الاختبارات التجريبية. 

أورد تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2018، مجموعة من المعطيات عن الأنشطة المنجمية للمجمع الشريف للفوسفاط على مستوى الموقعين المنجميين لكل من خريبكة والكنتور (ابن جرير واليوسفية)، وهمت هذه المراقبة أساسا نظام تخطيط الأنشطة المنجمية، وأنشطة المعالجة، واستخدام وصيانة معدات الانتاج إضافة إلى الجوانب البيئية المتعلقة بالانشطة المنجمية.ووفق التقرير الذي اطلعت عليه كشـ24 فإن مهمة مراقبة التسيير التي أنجزها مجلس الحسابات لدى المجمع الشريف للفوسفاط (SA OCP) همّت أساسا النشاط المنجمي بكل من موقع خريبكة الذي يضم مناجم (لمراح وسيدي شنان وسيدي الضاوي وبني عمير) وموقع الكنتور الذي يضم مناجم (ابن جرير وبوشان ومزيندة)، وقد انصبت هذه المهمة بشكل خاص على الجوانب المتعلقة بالتخطيط والبرمجة المرتبطة بهذا النشاط وكذلك معالجة الفوسفاط عن طريق الغسل والتعويم كما تطرقت إلى استخدام وصيانة المعدات المستعملة في الاستغلال المنجمي بإلاضافة إلى الجوانب البيئية المتعلقة بهذا النشاط.وأكد تقرير المجلس ان التخطيط المتوسط والبعيد المدى للأنشطة المنجمية يعد ضروريا لاستشراف مواقع الإنتاج والمناجم التابعة لها بغية تحديد تلك التي ستعوض المواقع الحالية عند نفاذ مخزونها وذلك بهدف المحافظة على مستوى الإنتاج والمردودية والرفع منهما لتحقيق الأهداف المحددة. وقد خلصت المراقبة بهذا الشأن إلى ملاحظتين أساسيتين وهما، تدبير مسلسل التخطيط و إنشاء احتياطي الوعاء العقاري.أما بخصوص تدبير مسلسل التخطيط، فكشف التقرير ان التخطيط لفتح مناجم جديدة في المواقع المنجمية من أجل الاستجابة إلى الاهداف المحددة في استراتيجية تنمية القدرات الانتاجية التي شرع في العمل بها منذ سنة 2008 عرف بعض القصور على مستوى الدراسات المنجمية.ويتجلى ذلك وفق التقرير، على سبيل المثال بالدراسات المنجمية المنجزة بين أبريل 2008 ويناير 2009 التي كانت تستوجب عناية أكبر بدقة المسح الجيولوجي المتعلق بالحقول الفوسفاطية. بالاضافة إلى ذلك، لم تتم دراسة الجدولة الزمنية للشروع في استغلال المناجم الجديدة بشكل كاف بالنظر إلى أهميتها، مشيرا التقرير الى أن برنامج إلانتاج الممتد إلى أفق سنة 2050 ،والذي يعتبر وثيقة التخطيط المرجعية، اقتصر على تحديد المناجم الجديدة دون الاشارة الى العناصر التي أخذت بعين الاعتبار والمعايير المعتمدة لتحديد الأولويات بينها.وأشار التقرير إلى أن إعداد برنامج الانتاج سالف الذكر يمكن تحسينه عبر إنجاز دراسة مقارنة بين المناجم الجديدة على أساس معيار نفقات الاستثمار مقابل نفقات التشغيل.من جهة أخرى، افاد التقرير، ان مسلسل التخطيط متعدد السنوات للنشاط المنجمي يستوجب تأطيرا بآلية رسمية وموثقة. منبها الى ان إعداد وثائق التخطيط على مستوى المواقع المنجمية (مشروع الاستغال طويل الامد والمشروع الاستراتيجي المحين)، يمكن تحسينه استنادا لاطار مرجعي رسمي يحدد على سبيل المثال منهجية التخطيط والمتدخلين فيه ومدته ووتيرة تحيينه بالاضافة إلى المتغيرات المشمولة بالتخطيط والصعوبات التي يتعين مراعاتها وشكل وثائق التخطيط، الخ.وجاء في التقرير أن المسلسل المستعمل حاليا لإعداد مشاريع الاستغال طويلة الأمد الذي يتم بطريقة متفرقة بين المواقع المنجمية يستوجب إسناده لوحدة للتخطيط على مستوى إدارة الموقع من أجل تنسيق هذا المسلسل وجعله متجانسا ومنسجما في إطار رؤية شاملة.ويتعلق الأمر بمشاريع توسيع المناجم قيد الاستغالل وأيضا مشاريع المناجم الجديدة التي ترمي إلى تحقيق أهداف الحفاظ على مستوى الانتاج والرفع منه.ومن شأن تحسين هذا المسلسل أن يمكن من تجاوز الاضطرابات المتكررة المسجلة على مستوى إنجاز المشاريع المنجمية والتي تؤثر على تحقيق البرامج اإلنتاجية.أما بخصوص إنشاء احتياطي الوعاء العقاري، فقد نبه التقرير الى ان مسلسل اقتناء الوعاء العقاري اللازم لتطور الأنشطة المنجمية يحتاج إلى تأطير بآلية رسمية وموثقة تحدد المتدخلين وأدوارهم وقواعد التدبير التي تحكم عملية تحديد وبرمجة الحاجيات العقارية، مشيرا الى ان تغيير الصفة القانونية للمكتب سنة 2008 من مؤسسة عمومية إلى شركة مساهمة فإن ذلك يستدعي وضع أنظمة ملائمة ومعتمدة لتتبع برامج توسعة المناجم وبرمجة فتح مناجم جديدة بالاضافة إلى اقتناء العقار اللازم لذلك.وسجل التقرير ان كل تأخير في مسلسل الاقتناء ينعكس على توفر الاحتياطي اللازم من الاراضي لتنفيذ برنامج تنمية القدرات الانتاجية في الوقت المناسب ويشكل ضغطا مهما على تفعيل هذا البرنامج. بالاضافة إلى ذلك، يحتاج تأمين الحقول الفوسفاطية على المدى المتوسط والبعيد إلى مزيد من التدابير الاستباقية من أجل تجاوز العراقيل التي تعيق إنشاء الوعاء العقاري الكافي خصوصا منها تلك المتعلقة بالتوسع العمراني فوق الحقول الفوسفاطية.برمجة وتنفيذ برامج الانتاجوجاء في التقرير ان البرمجة على المدى القصير لإنتاج الفوسفاط تستند على آلية تسمى “steering Business “أو “تدبير هامش الربح”، تهدف إلى اعتماد برنامج للانتاج والمبيعات الأمثل من حيث هامش الربح مع الأخذ بعين الاعتبار الإكراهات والفرص المتاحة.وسجل التقرير، انه “لتحقيق ذلك فإن مشروع الاستغلال السنوي الذي يعد وثيقة أساسية من أجل برمجة ناجعة للأنشطة الإنتاجية يستوجب إعداده استنادا إلى إطار مرجعي موحد وموثق. ومن شأن ذلك أن يحسن من جودة هذا المسلسل الذي يعتمد حاليا على أسس وطرق حساب ومعايير متفاوتة بين مختلف المناجم مما ينعكس على جودة المعطيات والاحصائيات المستعملة ويحد من ملاءمتها مع الأهداف المحددة كما يشكل غالبا مصدر تفاوت مهم بين التوقعات الانتاجية والانجازات”.ونتيجة لذلك يتسم تنفيذ برنامج الإنتاج المعتمد في إطار آلية “تدبير هامش الربح”، بالتغيير المتكرر، خلال السنة، لمسارات الاستغلال المتوقعة التي تبنى عليها مشاريع الاستغال السنوية لمختلف المناجم. يضيف التقرير.كما أن بنية جودة الفوسفاط المستخرج في بعض المناجم تظهر وجود فروق مهمة ومتكررة مقارنة بأهداف الإنتاج المحددة في إطار آلية إدارة الهامش السنوية والربع سنوية .وتعزى هذه الفروق، وفق التقرير، أساسا إلى التغيير المتكرر في توقعات المبيعات التي يفرضها الطلب في السوق مما يؤثر على ظروف اشتغال بعض المناجم وعلى تنفيذ برامج الإنتاج المحددة.بالإضافة إلى ذلك يتسم مسلسل استخراج الفوسفاط بعدم استقرار وثيرة الاستخراج خلال السنة، من حيث كميات وبنية الجودات المستخرجة. ويعزى عدم الاستقرار هذا بشكل رئيسي إلى قصور في التنسيق بين المراحل التحضيرية للاستخراج التي تتطلب تدبيرا أكثر نجاعة لضمان انتظام أكبر في وثيرة الاستغلال.معالجة الفوسفاطوقد لاحظ المجلس بخصوص المعالجة أن تدبير مخزونات الفوسفاط يتطلب اعتماد مسطرة تحدد بشكل أساسي المستويات المثلى للمخزونات الواجب توفرها قبل المعالجة وبعدها من أجل ضمان حد معقول من استقلالية وحدات المعالجة مما يساهم في السير العادي لهذه الوحدات. ذلك أن التدبير الحالي للمغاسل يجعلها تشتغل في كثير من الأحيان دون مخزونات احتياطية (tendu flux en )مع ما يمكن أن ينجم عن ذلك من اضطرابات في برامج الانتاج.من جهة أخرى فقد لاحظ المجلس أن تتبع أنشطة المغاسل في شكله الحالي لا يمكن من توفير قيادة ملائمة. ويعود ذلك أساسا إلى التأخير المسجل في تشغيل النظام المعلوماتي الذي من المفترض أن يوفر استخراجا آليا للمؤشرات المتعلقة بالأنشطة المذكورة. وفي ظل هذا التأخير تستمر وحدات المعالجة في تتبع أنشطتها اعتمادا على وسائل غير ملائمة وهو ما لا يخلو من مخاطر على جودة المعطيات وعلى توفير المؤشرات الضرورية في الوقت المناسب.كما أن مشروع تطوير وظيفة العمليات (process fonction) بالمغاسل سجل تأخيرا في إعماله. وقد تم إطالق هذا المشروع مند 2015 باعتباره ورشا أساسيا للارتقاء بهذه الوظيفة إلى مستوى الاحترافية بغية بلوغ هدف التميز التشغيلي (opérationnelle excellence)الذي ينشده المجمع.استعمال معدات الاستغلالبالرغم من الأهمية القصوى التي يشكلها العتاد في أنشطة استخراج الفوسفاط فإن تدبيره يشوبه بعض القصور. ويتجلى ذلك أساسا في عدم توضيح وتوثيق كل المعطيات المعتمدة في الدراسات لتحديد عدد الآليات اللازمة في استغلال المناجم وغياب مخطط لتجديد حظيرة العتاد والتخلي عن المتقادم منه من أجل ترشيد استعماله. كما أن اللجوء إلى التعاقد من الباطن يحتاج إلى إطار مرجعي يحدد مبادئ وقواعد الاستعانة بمقدمي الخدمة الخارجيين في النشاط المنجمي.في نفس السياق ونظرا لتشعب النشاط المنجمي باعتماده على حظيرة آليات كبيرة ومتنوعة وكذا تعدد مؤشرات النجاعة الالزمة لتتبعه فإن الحاجة تبدو ملحة لنظام معلوماتي يمكن من تتبع مالئم من شأنه أن يساهم في ترشيد استعمال حظيرة المعدات.وتجدر الاشارة إلى أن المجمع يتوقع تجاوز هذه الصعوبات من خلال مشروع نظام معلوماتي مهم يهدف إلى الاستغلال الأمثل لمختلف الآليات والذي يوجد حاليا في طور التجريب.صيانة معدات الاستغلالتعد الصيانة، بالنسبة للمكتب الشريف للفوسفاط، من الدعامات الرئيسية لبلوغ التميز التشغيلي كما تحتل مكانة متميزة داخل نظامه لتدبير اإلنتاج. تعزيزا لذلك قام المجمع بإطلاق مشاريع وأوراش متعددة للارتقاء بالصيانة إلى مستوى المعايير الدولية بغية الرفع من نسبة جاهزية (disponibilité de taux ) العتاد والتحكم في نفقات الصيانة.غير أن العديد من هذه الاوراش يسجل تأخرا مهما بالاضافة إلى إنجازات متباينة بين الوحدات المنجمية كما هو الحال بالنسبة لسياسة صيانة المعدات والتجهيزات المستعملة في استخراج ومعالجة الفوسفاط التي لم يتم اعتمادها سوى سنة 2018 بطريقة لاحقة عن انطلاق العديد من مشاريع الصيانة.كما أن العديد من المشاريع المندرجة في الارتقاء بالصيانة إلى مستوى الاحترافية سجل تأخيرات متكررة مما يؤثر على إنجازها وتعميمها.ويتعلق الامر أساسا بمشروع تسريع الاشتغال بنظام تدبير الصيانة بمساعدة الحاسوب (GMAO) ومشروع الارتقاء بمكاتب طرق التنظيم (méthodes de bureaux) بالاضافة إلى مشروع تدبير أجزاء الآليات وقطع الغيار.وفي نفس الاتجاه تتسم أشغال الصيانة بنقص على مستوى استعمال الصيانة الوقائية وعلى مستوى تنفيذ الاشغال المبرمجة حيث لازالت المؤشرات الخاصة بها دون الأهداف المحددة من طرف المجمع مما ينعكس على نجاعة الصيانة ويؤثر على أنشطة الاستغلال.وعلى مستوى الموارد البشرية تم تسجيل نقص بأغلب الوحدات من العديد من االختصاصات والمهارات الضرورية إلنجاز أشغال الصيانة في ظروف مالئمة.ويضاف إلى ذلك التأثير الذي يشكله عدم تجانس حظيرة المعدات على أشغال الصيانة إن على مستوى كلفتها أو توفر الموارد البشرية المؤهلة لإنجازها بالنسبة لأنواع مختلفة من المعدات.الأثر البيئي للنشاط المنجمييحدث النشاط المنجمي بطبيعته آثار بيئية مختلفة وبحدة متفاوتة. وسعيا منه لتقليص هذه اآلثار أطلق المجمع برنامج “التميز البيئي” الذي تم اعتماده سنة 2013 والذي يضم ثالث مجموعات من التدابير تهم مجموع أنشطة المجمع. غير أن بعض النواقص التي تم تسجيلها بهذا الشأن تستوجب تداركها. فبالرغم من التقدم الملموس الذي تم تسجيله خلال السنوات الاخيرة في إطار برنامج التميز البيئي والتدابير المتخذة بهذا الشأن فإن مجهودا إضافيا يجب بذله من أجل إعادة تأهيل المساحات الكبيرة المستغلة والتي لا تزال دون معالجة.ويتعلق الأثر البيئي الآخر باستمرار الإشكالية المرتبطة بتصريف الأوحال الناتجة عن غسل الفوسفاط التي تعرف تناميا مستمرا لمساحات الأحواض المستعملة لتخزين هذه الأوحال مما يؤدي إلى تدهور مساحات مهمة من الأراضي بالإضافة إلى الآثار البيئية التي قد تحدثها.توصيات ومقترحاتالتخطيط المتعدد السنوات للنشاط المنجمياوصى المجلس الاعلى للحسابات المجمع الشريف للفوسفاط بتحسين نظام تخطيط النشاط المنجمي من خلال وضع آليات مناسبة وذات طابع رسمي تشمل على وجه الخصوص:– إعداد مشاريع الاستغلال طويل الأمد والمشاريع الاستراتيجية المحينة، لكل موقع ومنجم، من أجل ترشيد الموارد وتحسين التلقائية بين مختلف المتدخلين. وكذلك وضع قاعدة بيانات مشتركة لهذه الوثائق بين المتدخلين المعنيين والمحافظة عليها بطريقة مناسبة؛– تتبع وقيادة مشاريع توسيع المناجم قيد الاستغلال للتأكد من أن مختلف مكونات هذه المشاريع) الدراسات المنجمية، دراسات الموقع والقدرة الإنتاجية، إعداد وثائق طلبات العروض لإنجاز المنشآت الجديدة، وغيرها (يتم إنجازها وفق الجدول الزمني المحدد للشروع في استغلاها؛– تخطيط فتح المناجم الجديدة ال سيما الدراسات المقارنة بين الحقول المحتمل استغالها والدراسات الجيومنجمية وبرامج المسح الجيولوجي على المدى الطويل والمتوسط؛ – البرمجة الاستباقية في أفق زمني كاف الاقتناء الأراضي اللازمة لنشاط الاستغلال المنجمي ولتكوين احتياطي الوعاء العقاري الالزم للتنمية المستقبلية. وينبغي أن تحدد آلية البرمجة المتدخلين وأدوارهم وقواعد التدبير التي تحكم تحديد واقتناء الوعاء العقاري اللازم الاستمرار الاستغلال، فضالً عن تكوين الاحتياطي العقاري اللازم للتنمية على المدى المتوسط والطويل.– على مستوى برمجة الإنتاج، يوصي المجلس الأعلى للحسابات المجمع الشريف للفوسفاط بتطوير نظام برمجة الإنتاج عن طريق استكماله بمساطر موحدة ومعتمدة وموثقة تشمل على وجه الخصوص:– إعداد مشاريع الاستغلال السنوية المتعلقة بكل موقع ومنجم؛– توحيد الأداة الحالية لإعداد مشروع الاستغلال السنوي وتوحيد الطرق والمعطيات المعتمدة في حساب كميات الفوسفاط المتوقع استخراجها في انتظار الشروع في استعمال أداة التخطيط المندمج “planning M– تحسين طرق الاستخراج واستعمال المعدات، لاسيما الجوانب المتعلقة بتحديد العوامل التي تعيق الاستغلال على المدى المتوسط والطويل، واليقظة التقنية والتكنولوجية بشأن أفضل الطرق والمعدات المنجمية، وإنجاز دراسات الجدوى ومواكبة المواقع والمناجم في الاختبارات التجريبية. 



اقرأ أيضاً
رئيس النيابة العامة يستقبل نائب وزير العدل بجمهورية الصين الشعبية
استقبل الحسن الداكي الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة، زوال اليوم الأربعاء 15 ماي 2024 بمقر رئاسة النيابة العامة بالرباط، CHANGHUA ZHAO نائب وزير العدل بجمهورية الصين الشعبية والوفد القضائي المرافق له وذلك في إطار زيارة رسمية إلى المملكة المغربية. وخلال هذا اللقاء استعرض الداكي التجربة المغربية في مجال استقلال القضاء وفقا لدستور سنة 2011 الذي جاء بمجموعة من المقتضيات الجديدة التي تهم استقلال السلطة القضائية باعتبارها سلطة مستقلة عن باقي السلط من أجل ترسيخ دعائم دولة الحق والقانون.كما قدم رئيس النيابة العامة شروحات عن اختصاصات النيابة العامة بالمملكة باعتبارها جهازا أساسيا داخل منظومة القضاء المغربي وكذا دورها في حماية الأفراد والمجتمع من الجريمة وسهرها على التطبيق السليم للقانون.من جهته أشاد المسؤول الصيني بالعلاقات المتينة التي تجمع بين البلدين في عدة مجالات وأعرب عن أمله بتعزيز التعاون القضائي عبر تبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال.
وطني

“أمنستي” تدعو إلى جعل الإجهاض في متناول نساء المغرب
طالبت منظمة العفو الدولية (أمنستي)  بجعل الإجهاض في متناول نساء وفتيات المغرب بتكلفة ميسورة، كما أبرزت أن المغرب لم يفي بالتزاماته التي تقتضي منها ضمان إتاحة سبل الحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الجيدة. وأفادت المنظمة في تقرير جديد تحت عنوان: “حياتي تدمّرت: ضرورة وقف تجريم الإجهاض في المغرب“،  بأن هذا التقاعس يعرض النساء لمواقف خطيرة، وينتهك حقوقهن الإنسانية، مشيرة إلى أن تجريم الإجهاض في المغرب أدى إلى عواقب وخيمة على النساء والفتيات. وأوضحت المنظمة، حسب ذات التقرير الذي يتضمن مقابلات مع 33 امرأة ممَن سعيْن للإجهاض، ومقابلات إضافية مع منظمات غير حكومية مغربية تُعنى بحقوق النساء، ومع اختصاصيين قانونيين وطبيين، ( أوضحت) أن الكثير من النساء، وفي مواجهة التهديدات بالسجن، يجدن أنفسهن في طريق الإجهاض السري المحفوفة بالأخطار لإنهاء حملهن. وأضافت أمنستي أن مَن يفشلن في الإجهاض يجدن أنفسهن مكرهات على مواصلة الحمل حتى نهايته، ومواجهة أخطار إضافية من الملاحقة القضائية بموجب القوانين التي تجرّم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، مما يفاقم الإقصاء الاجتماعي والفقر؛ وكل ذلك في الوقت الذي يكابدن فيه العواقب الأليمة لمحاولات الإجهاض الفاشلة. ووفق بلاغ شاركته المنظمة على موقعها الالكتروني، فالقانون الجنائي المغربي يحظر الإجهاض ما لم يقُم به طبيب أو جرّاح مرخص له بمزاولة المهنة، وما لم يُعدّ ضروريًا للحفاظ على صحة المرأة أو حياتها. ويعاقب القانون على الإجهاض أو محاولة الإجهاض بالحبس من ستة أشهر إلى سنتَيْن وغرامة، هذا إلى جانب عقوبات إضافية بالحبس بموجب أحكام قانونية تجرّم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج. وأشار البلاغ إلى أن القوانين التي تحظر نشر معلومات تتعلق بالإجهاض تسهم في تشديد القيود التي تحول دون الوصول إلى الموارد الأساسية للرعاية الصحية، الأمر الذي يحرم النساء من القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حملهن؛ إذ تجرِّم هذه القوانين “التحريض على الإجهاض” بأي وسيلة كانت، بما في ذلك الخطب العامة وتوزيع مواد تتعلق بالإجهاض، وتعاقب مرتكب ذلك بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين و/أو غرامة.
وطني

دوريات مشتركة بين الدرك الملكي والحرس المدني بإسبانيا
قالت مواقع إخبارية إسبانية، أن عناصر من الدرك الملكي المغربي شاركوا إلى جانب الحرس المدني الإسباني في دوريات مشتركة على التراب الإسباني. وأضافت المواقع ذاتها، أن عناصر الدرك المغربي شاركوا ميدانيا في مراقبة الهجرة وتهريب المخدرات بسواحل غرناطة، في الفترة ما بين 7 و 9 ماي الحالي. ويعود تاريخ إنشاء دوريات التعاون هذه بين الحرس المدني والدرك الملكي المغربي إلى بداية عام 2004، وهو التعاون الذي لم ينقطع إلا في عام 2020 بسبب جائحة كوفيد - 19. ومنذ 2008، نفذ الحرس المدني بغرناطة أكثر من مائة دورية مختلطة بالمغرب، بمدينتي الحسيمة والناظور في شمال المملكة. وخلال الأيام الثلاثة التي استمرت فيها هذه الدوريات المختلطة، قام عملاء من الحرس المدني وعناصر من الدرك الملكي المغربي بتنفيذ دوريات بحرية وجوية وبرية بإقليم غرناطة.
وطني

مجلس البيضاء يقرر الزيادة في سعر تذكرة الترامواي
قرر مجلس جماعة الدار البيضاء، اليوم الأربعاء 15 ماي 2024، خلال أشغال الدورة العادية للمجلس مراجعة نظام تعرفة الخاص بالنقل عبر خطوط الترامواي. وحسب المعطيات المتوفرة، فقد صادق المجلس بالأغلبية على الزيادة في سعر التذكرة العادية للطرامواي من 8 إلى 9 دراهم، وسعر التذكرة لرحلتين من 14 إلى 16 درهما، هذا وقد قرر المجلس زيادة سعر البطائق المختلفة بمقدار نصف درهم إلى درهمين. وقد ارتفعت أسعار الغرامات على المخالفين، بما في ذلك تصرفات مثل البصق داخل العربات أو وضع القدمين على المقاعد، حيث انتقل ثمن بعض المخالفات من 50 درهما إلى 300 درهم في حال الأداء الفوري.
وطني

الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية يستقبل نائب وزير العدل الصيني
استقبل مَحمد عبد النباوي، الرئيس الأول لمحكمة النقض، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، اليوم الأربعاء 15 ماي 2024 بالرباط، Changhua ZHAO، نائب وزير العدل الصيني، الذي يقوم بزيارة عمل إلى بلادنا في الفترة الممتدة ما بين 14 و18 ماي 2024. وجرى بهذه المناسبة تقديم عرض تفصيلي حول المجلس الأعلى للسلطة القضائية، والمستجدات التشريعية والتنظيمية والإصلاحات الهيكلية التي عرفها النظام القضائي بالمملكة المغربية، منذ إقرار دستور المملكة سنة 2011، فضلا عن الأوراش الاستراتيجية التي يعمل المجلس على تنفيذها في مجالات التخليق والتكوين والرقمنة والتحديث، كما قدم الوفد الصيني عرضا حول النظام القضائي، واختصاصات وزارة العدل الصينية. واتفق الجانبان على تعزيز سبل التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، عبر تبادل الزيارات والاطلاع على التجارب القضائية والممارسات الفضلى.
وطني

افتتاح خط جوي مباشر جديد بين تطوان وأمستردام
حطت، أمس الثلاثاء بمطار تطوان-سانية الدولي، طائرة تابعة لشركة "العربية للطيران"، قادمة من مطار أمستردام بهولندا، في أول رحلة جوية مباشرة بين المدينتين. واستقبلت طائرة إيرباص A320، التي تؤمن هذا الخط الجوي، بتقليد "تحية المياه" المعمول به في تدشين الخطوط الجوية الجديدة، حيث مرت الطائرة تحت قوس مائي قبل توقفها النهائي على أرضية مطار تطوان-سانية الرمل، قبل نزول 176 مسافرا، أغلبهم من أبناء الجالية المغربية المقيمة بهولندا. وأبرز مدير مطار تطوان – سانية الرمل، الليموني حسن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الخط الجديد الذي يؤمن الربط بين تطوان وأمستردام، بواقع رحلتين في الأسبوع، من شأنه تعزيز الدينامية التي يعرفها مطار تطوان خلال السنوات الأخيرة، من حيث نمو حركة النقل الجوي. وأضاف الليموني أن مطار تطوان أصبح، مع افتتاح القاعدة الجوية لشركة العربية للطيران بالمطار، مرتبطا بتسع وجهات أوربية، وهي برشلونة ومدريد وإشبيلية ومالقة وأليكانتي ومارسيليا وبروكسيل وشارلوروا وأمستردام، مبرزا أنه من المرتقب أن يفتتح خط جوي جديد مع مدينة بلباو نهاية الشهر الجاري. وذكر المسؤول أن مطار تطوان -سانية الرمل، الذي سجل السنة المنصرمة نموا في حركة النقل ب 35 في المائة حيث استقبل 253 ألف و552 مسافرا، يتوقع أن يستقبل السنة الجارية أكثر من 300 ألف مسافر بفضل هذه الخطوط الجديدة، مسجلا أنه خلال شهر الماضي فقط استقبل المطار حوالي 31 ألف مسافر، بنمو قدره 32 في المائة مقارنة مع أبريل 2023. يشار إلى أنه لمواكبة هذا التطور الهام لحركة النقل الجوي، أطلق المكتب الوطني للمطارات مشروع هام لتطوير وتوسيع مطار تطوان -سانية الرمل، حيث إستكمل الشطر الأول منه في متم يونيو 2023 بتشغيل المدرج الجديد، الذي يسمح بإستقبال الطائرات ذات الحجم الكبير في أحسن الظروف من حيث السلامة والامن، بالإضافة إلى موقف للطائرات يوفر طاقة إستيعابية إضافية تتسع لخمس طائرات متوسطة الحجم. ويتضمن الشطر الثاني من هذا المشروع الذي أعطيت إنطلاقته خلال شهر مارس المنصرم، بناء محطة جوية جديد بطاقة إستيعابية قدرها 900 ألف مسافر في السنة، كما يتضمن المشروع بناء برج جديد للمراقبة.
وطني

هذا موعد الإعلان عن طلبات العروض لتوسيع مطار مراكش المنارة
كشف وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين، بأنه سيتم الإعلان عن طلبات العروض لتوسيع مطارات مراكش وأكادير وطنجة، خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأوضح عبد الجليل، في معرض جوابه على سؤال شفوي حول “تطوير وتحديث البنيات التحتية للمطارات” تقدم به فريق التجمع الوطني للأحرار، خلال جلسة الأسئلة الشفوية أن الهدف من المشاريع المبرمجة هو “مضاعفة الطاقة الاستيعابية لهذه المطارات في سياق مواكبة حركة النقل الجوية”. وتابع المسؤول الحكومي أنه “من أجل الاستعداد الأمثل لما ينتظر بلادنا من استحقاقات كبرى، تعمل الوزارة على تحقيق الأهداف المسطرة والمتمثلة في رفع الطاقة الاستيعابية لمجمل مطارات المغرب إلى 80 مليون مسافر سنويا، عوض 40 مليون مسافر حاليا”. وفي سياق حديثه عن مختلف المشاريع المبرمجة في هذا الإطار، ذكر الوزير أنه يتم حاليا العمل على إتمام أشغال توسعة مطار الرباط- سلا والمتوقع الانتهاء منها نهاية السنة الجارية، إلى جانب العمل على توسعة مطار تطوان بعد فتح المدرج الجديد، فضلا عن برمجة توسعة مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. وفي ما يتعلق بمطار مراكش، أبرز المسؤول الحكومي أن المكتب الوطني للمطارات قد سبق له برمجة توسعة هذا المطار سنة 2019، غير أن الجائحة الصحية “كوفيد-19″، أجلت تاريخ تنفيذ هذا المشروع، مشيرا إلى أنه كان من المتوقع أن يصل رواج سنة 2024 إلى مستوى ما كان عليه خلال سنة 2019 ، غير أنه عرف ارتفاعا غير متوقع بنسبة 40 في المائة مقارنة مع 2019.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 15 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة