خلافات مخفية بين السعودية والإمارات تشكل تهديداً لتحالف طويل الأمد – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
الاثنين 07 أبريل 2025, 09:28

دولي

خلافات مخفية بين السعودية والإمارات تشكل تهديداً لتحالف طويل الأمد


كشـ24 نشر في: 30 ديسمبر 2017

في الخامس من ديسمبر 2017 أعلنت وزارة الخارجية الاماراتية عن تشكيل تحالف سياسي وعسكري جديد بين دولتي الإمارات والسعودية.  ويسمح هذا التحالف لكلا البلدين بالتعاون على المستوى الثنائي بشأن احتواء نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وتطوير مبادرات اقتصادية مشتركة مفيدة للرياض و وأبوظبي.  وازداد زخم العلاقات بين البلدين في أعقاب الأزمة الخليجية، واتخاذ كل من الرياض، وأبو ظبي، والمنامة، خطوات تصعيدية ضد الدوحة، حيث فرضوا حصاراً عليها وقطعوا علاقاتهم الدبلوماسية معها في يونيو2017.  صامويل راماني وهو باحث في العلاقات الدولية بجامعة أكسفورد البريطانية، يشير في مقال تحليلي إلى أنه رغم ما تشير العلاقات بين الإمارات والسعودية إلى درجة تقدمها، إلا أنه رأى أن تحالف البلدين قائم على المصلحة ويفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  ويقول راماني إنه على الرغم من أن المسؤولين السعوديين والإمارتيين يعربون دائماً عن التزامهم بالحفاظ على تماسك مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فإن أزمة قطر الراهنة دفعت محللين عرباً كثيرين إلى التكهن بأن التحالف السعودي- الإماراتي الجديد سيحل، في نهاية المطاف، محل مجلس التعاون، من حيث الأهمية الاستراتيجية.  وبلغت هذه التكهنات ذروتها عقب قمة قادة دول مجلس التعاون الأخيرة (5 و6 ديسمبر/كانون الأول الجاري)، ورفض العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، السفر إلى الكويت  (التي استضافت القمة)، للقاء أمير قطر ، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.  "قطر.. خصم عنيد"  وعلى الرغم من أن التوترات بين دول مجلس التعاون (السعودية، الإمارات، البحرين ، الكويت ، سلطنةعمان  وقطر) وصلت أعلى مستوياتها منذ تأسيس المجلس عام 1981، إلا أنه ليس مرجحاً أن يحلّ التحالف الإماراتي- السعودي محلّ المجلس بشكل دائم، لو أمعنّا النظر في الديناميات الجيوسياسية في الخليج، وفقاً ل راماني.  ويشير الكاتب - الذي يكتب بشكل منتظم لصحف "واشنطن  بوست"، و"ذا ديبلومات، و"هاف بوست" - إلى أن احتمالات تماسك دول مجلس التعاون الخليجي على المدى الطويل تعززها عدم رغبة السعودية في جعل قطر خصماً طويل الأمد، إلى جانب التوترات المخفية بين الرياض  وأبو ظبي، والتي يمكن أن تضعف تحالفهما العسكري.  واعتبر أنه حتى في ظل الخطاب الحادّ المناهض لقطر  من جانب الرياض ، ودعوة البحرين  إلى طردالدوحة  من مجلس التعاون، إلا أن انفصال قطر الدائم عن دول مجلس التعاون سيشكل تحدياً خطيراً لمصالح الرياض الاستراتيجية.  ويعود ذلك إلى أن موارد قطر  المالية الواسعة وروابطها مع الجماعات الإسلامية في العالم العربي تجعلها خصماً عنيداً لا يقوى أمامه التحالف السعودي- الإماراتي ، فضلاً عن أن شن حرب بالوكالة على جبهتين، يمكن أن يؤثر على ما تعتبره السعودية كفاحاً وجودياً ضد إيران ، ويسهل وضع ميثاق أمنيقطري -إيراني  ضد السعودية، بحسب المحلل راماني.  استراتيجية فاشلة  وتقوض تلك المخاطر نظرية أن جهود الرياض  لعزل قطر  اقتصادياً ودبلوماسياً تهدف إلى "هزيمة"الدوحة.  وبدلاً من ذلك، كان استخدام السعودية ل"الدبلوماسية القسرية" ضد الدوحة  مقامرة لإقناع قطر بالاعتراف بهيمنة السعودية على دول مجلس التعاون، و"وقف تمويل الجماعات الإسلامية، التي تهدد المصالح السعودية في الشرق الأوسط"، الأمر الذي تنفيه قطر.  وأشار المحلل إلى أن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يأتي في سياق آخر محاولة في استراتيجية فاشلة لعزل قطر  عن الشؤون الإقليمية.  ورأى راماني أن تصريح أمير قطر  تميم بأن بلاده ازدهرت رغم تعليق علاقاتها مع دول الحصار، وأن توسع تجارة قطر  مع روسيا  والصين وباكستان وتحاشي الركود الاقتصادي منذ انقطاع العلاقات، يدل على قدرة الدوحة  على الصمود كقوة إقليمية.  وأضاف أن المسؤولين السعوديين لم يتنبأوا بمدى ثبات قطر  في مواجهة الشدائد، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إعادة تقييم استراتيجية الرياض تجاه الدوحة.  هل هناك فرصة للتطبيع؟  يقول راماني إن المسؤولين السعوديين والإماراتيين  لا يريدون من قطر أن تعيد ترتيب أوراق سياستها الخارجية بشكل دائم بعيداً عن دول مجلس التعاون، ولذلك فإن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يمكن أن يندمج في نهاية المطاف في إطار دول مجلس التعاون.  وفي حال وجود نية لتحقيق الوحدة في الخليج، فيمكن أن تسعى الرياض وأبو ظبي وراء مشاركة قطر  في مشاريع تتم مناقشتها في إطار الشراكة الاقتصادية والأمنية الثنائية الجديدة.  ومن المحتمل حدوث تطبيع في العلاقات بين التحالف السعودي- الإماراتي وقطر  حالما تتجه صراعات سوريا  واليمن نحو تسوية سلمية، كما أن جبهة مجلس التعاون الخليجي ستعزز بشكل كبير الموقف التفاوضي لدول الخليج العربية تجاه إيران.  ويمكن أن تستمر الخلافات السياسية الرئيسية بين قطر  والحلف السعودي- الإماراتي  في الظهور، حيث ستستمر ذكريات سلبية للأزمة الحالية لسنوات قادمة، و"مع ذلك، فإن نهاية أزمة قطر  من المرجح أن تشبه تطبيع السعودية وقطر  عام 2015، بحسب راماني.  تباين سعودي إماراتي  ويشير المحلل إلى قضايا رئيسية تتباين فيها سياسات كل من السعودية والإمارات ، بشكل قد يلقي بظلاله على التحالف الثنائي بينهما.  وتتركز الخلافات بشكل واضح في رؤى البلدين بشأن النظام الإقليمي للشرق الأوسط، وإلى حد كبير تتسم رؤية السعودية بأبعاد مذهبية، حيث ترى الرياض  أن إيران هي التهديد الرئيسي للاستقرار الإقليمي، وترى الجهات الفاعلة الشيعية الموالية لإيران  كقوى معادية، أما الإمارات فترفض النهج المذهبي المتشدد للسعودية.  وتحت قيادة ولي عهد أبوظبي ، محمد بن زايد، دعمت الإمارات  بحزم القوى العلمانية في الشرق الأوسط، واعتبرت الجماعات الإسلامية السنية أكثر تهديداً للاستقرار الإقليمي من إيران.  هادي وصالح  وكشف التضارب في الرؤى الاستراتيجية بين السعودية والإمارات  عن نفسه في كلا البلدين باتجاه الاستجابة لأزمتي اليمن وسوريا.  ففي اليمن، ركزت الحملة العسكرية السعودية، في المقام الأول، على مواجهة التهديد الذي يشكله الحوثيون (الموالون لإيران) على حدودها، كما يواصل الجيش السعودي دعمه للرئيس السني (اليمني)، عبد ربه منصور هادي، لتوطيد سلطته.  ولتعزيز موقف هادي انحازت السعودية إلى فرع "الإخوان المسلمين" اليمني، وهو (حزب) "التجمع اليمني للإصلاح"، وواجهت محاولات الإمارات  رسم منطقة نفوذ جنوبي اليمن.  ومنذ اندلاع الحرب بين المتمردين الحوثيين اليمنيين وتحالف دول مجلس التعاون الخليجي، في مارس/آذار 2015، ركزت الإمارات  على استعادة الحكم الاستبدادي العلماني في اليمن.  وخلافاً للسعودية، فإن أبوظبي  لا يهمّها الانتماء الطائفي للزعيم الجديد في اليمن، حيث أن الدعم العسكري من الإمارات  للرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح، والرغبة في استخدام القوة ضد عناصر "الإصلاح" الموالية للسعودية، يؤكد شقة الخلاف في الأهداف الاستراتيجية في اليمن بين الرياض  وأبو ظبي.  نظام الأسد  لكن التناقض - بحسب راماني - بين الأهداف السعودية والإماراتية في سوريا  أقل وضوحاً منها في اليمن، ومع ذلك، تبنت الدولتان مواقف مختلفة حول ما ينبغي أن تبدو عليه التسوية السلمية السورية.  ورغم النجاحات العسكرية التي حققها نظام بشار الأسد الأسد منذ عام 2015، ظلت السعودية ملجأ للجماعات السنية، التي ترفض حلولاً دبلوماسية مع الأسد.  ومع أن الإمارات  قدمت دعماً مالياً لفصائل في المعارضة السورية، فقد فتحت أبو ظبي قنوات اتصال مع مسؤولين من نظام الأسد، في 2012، وتعاونت مع روسيا على حل النزاع السوري.  وتتضارب هذه السياسات مع الأهداف السعودية، وتسلط الضوء على الهوة في وجهات النظر بين قادة البلدين.  تحالف مصلحة  ويعتقد راماني أنه رغم احتمال زوال التضارب في الرؤى بين الرياض وأبوظبي  على المدى القصير، لكون البلدين لديهما أهداف مشتركة كافية للبقاء حلفاء، إلا أن الخلافات الكامنة بينهما يمكن أن تشكل تهديداً طويل الأمد لتحالف الرياض - أبوظبي.  ويضيف راماني أن استمرار الخلافات في العلاقات الثنائية بين السعودية والإمارات  إلى أن انحياز البلدين ضد قطر  هو تحالف مصلحة يفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  وفيما تسود توترات، فإن التعاون المستهدف على صعيد أهداف محددة، مثل عملية مكافحة الإرهاب المشتركة في منطقة الساحل الإفريقي، بتكلفة 130 مليون دولار، وجهود تسهيل المعاملات المصرفية العابرة للحدود، ربما يستمر في المستقبل المنظور، لكن مجالات التعاون تلك محدودة النطاق نسبياً، وليست كافية لتوطيد التحالف السعودي- الإماراتي  بشكل يكفي لجعله بديلاً عن مجلس التعاون الخليجي.  وبغض النظر عن أن الالتزام الرسمي في هذا التحالف يفيد تطلعات البلدين للحفاظ على الاستقرار في الخليج، إلا أن الصمود طويل الأمد لهذا الانحياز وقدرته على الاستمرار بشكل مستقل عن مجلس التعاون الخليجي غير واضح المعالم، وفقاً ل راماني.  ويختم الكاتب مقاله في الإشارة إلى أنه في حين أن التحالف السعودي- الإماراتي  من المرجح أن يقوى بشكل مستمر طالما ظلت علاقات البلدين متوترة مع قطر ، فإنه يمكن للتوترات الكامنة بينهما، وتصاعد لهجة العداء بين الرياض  وطهران، أن تمنح قُبلة الحياة مجدداً إلى مجلس التعاون الخليجي، في الأشهر المقبلة، كمنظمة أمنية جماعية.

في الخامس من ديسمبر 2017 أعلنت وزارة الخارجية الاماراتية عن تشكيل تحالف سياسي وعسكري جديد بين دولتي الإمارات والسعودية.  ويسمح هذا التحالف لكلا البلدين بالتعاون على المستوى الثنائي بشأن احتواء نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وتطوير مبادرات اقتصادية مشتركة مفيدة للرياض و وأبوظبي.  وازداد زخم العلاقات بين البلدين في أعقاب الأزمة الخليجية، واتخاذ كل من الرياض، وأبو ظبي، والمنامة، خطوات تصعيدية ضد الدوحة، حيث فرضوا حصاراً عليها وقطعوا علاقاتهم الدبلوماسية معها في يونيو2017.  صامويل راماني وهو باحث في العلاقات الدولية بجامعة أكسفورد البريطانية، يشير في مقال تحليلي إلى أنه رغم ما تشير العلاقات بين الإمارات والسعودية إلى درجة تقدمها، إلا أنه رأى أن تحالف البلدين قائم على المصلحة ويفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  ويقول راماني إنه على الرغم من أن المسؤولين السعوديين والإمارتيين يعربون دائماً عن التزامهم بالحفاظ على تماسك مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فإن أزمة قطر الراهنة دفعت محللين عرباً كثيرين إلى التكهن بأن التحالف السعودي- الإماراتي الجديد سيحل، في نهاية المطاف، محل مجلس التعاون، من حيث الأهمية الاستراتيجية.  وبلغت هذه التكهنات ذروتها عقب قمة قادة دول مجلس التعاون الأخيرة (5 و6 ديسمبر/كانون الأول الجاري)، ورفض العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، السفر إلى الكويت  (التي استضافت القمة)، للقاء أمير قطر ، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.  "قطر.. خصم عنيد"  وعلى الرغم من أن التوترات بين دول مجلس التعاون (السعودية، الإمارات، البحرين ، الكويت ، سلطنةعمان  وقطر) وصلت أعلى مستوياتها منذ تأسيس المجلس عام 1981، إلا أنه ليس مرجحاً أن يحلّ التحالف الإماراتي- السعودي محلّ المجلس بشكل دائم، لو أمعنّا النظر في الديناميات الجيوسياسية في الخليج، وفقاً ل راماني.  ويشير الكاتب - الذي يكتب بشكل منتظم لصحف "واشنطن  بوست"، و"ذا ديبلومات، و"هاف بوست" - إلى أن احتمالات تماسك دول مجلس التعاون الخليجي على المدى الطويل تعززها عدم رغبة السعودية في جعل قطر خصماً طويل الأمد، إلى جانب التوترات المخفية بين الرياض  وأبو ظبي، والتي يمكن أن تضعف تحالفهما العسكري.  واعتبر أنه حتى في ظل الخطاب الحادّ المناهض لقطر  من جانب الرياض ، ودعوة البحرين  إلى طردالدوحة  من مجلس التعاون، إلا أن انفصال قطر الدائم عن دول مجلس التعاون سيشكل تحدياً خطيراً لمصالح الرياض الاستراتيجية.  ويعود ذلك إلى أن موارد قطر  المالية الواسعة وروابطها مع الجماعات الإسلامية في العالم العربي تجعلها خصماً عنيداً لا يقوى أمامه التحالف السعودي- الإماراتي ، فضلاً عن أن شن حرب بالوكالة على جبهتين، يمكن أن يؤثر على ما تعتبره السعودية كفاحاً وجودياً ضد إيران ، ويسهل وضع ميثاق أمنيقطري -إيراني  ضد السعودية، بحسب المحلل راماني.  استراتيجية فاشلة  وتقوض تلك المخاطر نظرية أن جهود الرياض  لعزل قطر  اقتصادياً ودبلوماسياً تهدف إلى "هزيمة"الدوحة.  وبدلاً من ذلك، كان استخدام السعودية ل"الدبلوماسية القسرية" ضد الدوحة  مقامرة لإقناع قطر بالاعتراف بهيمنة السعودية على دول مجلس التعاون، و"وقف تمويل الجماعات الإسلامية، التي تهدد المصالح السعودية في الشرق الأوسط"، الأمر الذي تنفيه قطر.  وأشار المحلل إلى أن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يأتي في سياق آخر محاولة في استراتيجية فاشلة لعزل قطر  عن الشؤون الإقليمية.  ورأى راماني أن تصريح أمير قطر  تميم بأن بلاده ازدهرت رغم تعليق علاقاتها مع دول الحصار، وأن توسع تجارة قطر  مع روسيا  والصين وباكستان وتحاشي الركود الاقتصادي منذ انقطاع العلاقات، يدل على قدرة الدوحة  على الصمود كقوة إقليمية.  وأضاف أن المسؤولين السعوديين لم يتنبأوا بمدى ثبات قطر  في مواجهة الشدائد، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إعادة تقييم استراتيجية الرياض تجاه الدوحة.  هل هناك فرصة للتطبيع؟  يقول راماني إن المسؤولين السعوديين والإماراتيين  لا يريدون من قطر أن تعيد ترتيب أوراق سياستها الخارجية بشكل دائم بعيداً عن دول مجلس التعاون، ولذلك فإن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يمكن أن يندمج في نهاية المطاف في إطار دول مجلس التعاون.  وفي حال وجود نية لتحقيق الوحدة في الخليج، فيمكن أن تسعى الرياض وأبو ظبي وراء مشاركة قطر  في مشاريع تتم مناقشتها في إطار الشراكة الاقتصادية والأمنية الثنائية الجديدة.  ومن المحتمل حدوث تطبيع في العلاقات بين التحالف السعودي- الإماراتي وقطر  حالما تتجه صراعات سوريا  واليمن نحو تسوية سلمية، كما أن جبهة مجلس التعاون الخليجي ستعزز بشكل كبير الموقف التفاوضي لدول الخليج العربية تجاه إيران.  ويمكن أن تستمر الخلافات السياسية الرئيسية بين قطر  والحلف السعودي- الإماراتي  في الظهور، حيث ستستمر ذكريات سلبية للأزمة الحالية لسنوات قادمة، و"مع ذلك، فإن نهاية أزمة قطر  من المرجح أن تشبه تطبيع السعودية وقطر  عام 2015، بحسب راماني.  تباين سعودي إماراتي  ويشير المحلل إلى قضايا رئيسية تتباين فيها سياسات كل من السعودية والإمارات ، بشكل قد يلقي بظلاله على التحالف الثنائي بينهما.  وتتركز الخلافات بشكل واضح في رؤى البلدين بشأن النظام الإقليمي للشرق الأوسط، وإلى حد كبير تتسم رؤية السعودية بأبعاد مذهبية، حيث ترى الرياض  أن إيران هي التهديد الرئيسي للاستقرار الإقليمي، وترى الجهات الفاعلة الشيعية الموالية لإيران  كقوى معادية، أما الإمارات فترفض النهج المذهبي المتشدد للسعودية.  وتحت قيادة ولي عهد أبوظبي ، محمد بن زايد، دعمت الإمارات  بحزم القوى العلمانية في الشرق الأوسط، واعتبرت الجماعات الإسلامية السنية أكثر تهديداً للاستقرار الإقليمي من إيران.  هادي وصالح  وكشف التضارب في الرؤى الاستراتيجية بين السعودية والإمارات  عن نفسه في كلا البلدين باتجاه الاستجابة لأزمتي اليمن وسوريا.  ففي اليمن، ركزت الحملة العسكرية السعودية، في المقام الأول، على مواجهة التهديد الذي يشكله الحوثيون (الموالون لإيران) على حدودها، كما يواصل الجيش السعودي دعمه للرئيس السني (اليمني)، عبد ربه منصور هادي، لتوطيد سلطته.  ولتعزيز موقف هادي انحازت السعودية إلى فرع "الإخوان المسلمين" اليمني، وهو (حزب) "التجمع اليمني للإصلاح"، وواجهت محاولات الإمارات  رسم منطقة نفوذ جنوبي اليمن.  ومنذ اندلاع الحرب بين المتمردين الحوثيين اليمنيين وتحالف دول مجلس التعاون الخليجي، في مارس/آذار 2015، ركزت الإمارات  على استعادة الحكم الاستبدادي العلماني في اليمن.  وخلافاً للسعودية، فإن أبوظبي  لا يهمّها الانتماء الطائفي للزعيم الجديد في اليمن، حيث أن الدعم العسكري من الإمارات  للرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح، والرغبة في استخدام القوة ضد عناصر "الإصلاح" الموالية للسعودية، يؤكد شقة الخلاف في الأهداف الاستراتيجية في اليمن بين الرياض  وأبو ظبي.  نظام الأسد  لكن التناقض - بحسب راماني - بين الأهداف السعودية والإماراتية في سوريا  أقل وضوحاً منها في اليمن، ومع ذلك، تبنت الدولتان مواقف مختلفة حول ما ينبغي أن تبدو عليه التسوية السلمية السورية.  ورغم النجاحات العسكرية التي حققها نظام بشار الأسد الأسد منذ عام 2015، ظلت السعودية ملجأ للجماعات السنية، التي ترفض حلولاً دبلوماسية مع الأسد.  ومع أن الإمارات  قدمت دعماً مالياً لفصائل في المعارضة السورية، فقد فتحت أبو ظبي قنوات اتصال مع مسؤولين من نظام الأسد، في 2012، وتعاونت مع روسيا على حل النزاع السوري.  وتتضارب هذه السياسات مع الأهداف السعودية، وتسلط الضوء على الهوة في وجهات النظر بين قادة البلدين.  تحالف مصلحة  ويعتقد راماني أنه رغم احتمال زوال التضارب في الرؤى بين الرياض وأبوظبي  على المدى القصير، لكون البلدين لديهما أهداف مشتركة كافية للبقاء حلفاء، إلا أن الخلافات الكامنة بينهما يمكن أن تشكل تهديداً طويل الأمد لتحالف الرياض - أبوظبي.  ويضيف راماني أن استمرار الخلافات في العلاقات الثنائية بين السعودية والإمارات  إلى أن انحياز البلدين ضد قطر  هو تحالف مصلحة يفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  وفيما تسود توترات، فإن التعاون المستهدف على صعيد أهداف محددة، مثل عملية مكافحة الإرهاب المشتركة في منطقة الساحل الإفريقي، بتكلفة 130 مليون دولار، وجهود تسهيل المعاملات المصرفية العابرة للحدود، ربما يستمر في المستقبل المنظور، لكن مجالات التعاون تلك محدودة النطاق نسبياً، وليست كافية لتوطيد التحالف السعودي- الإماراتي  بشكل يكفي لجعله بديلاً عن مجلس التعاون الخليجي.  وبغض النظر عن أن الالتزام الرسمي في هذا التحالف يفيد تطلعات البلدين للحفاظ على الاستقرار في الخليج، إلا أن الصمود طويل الأمد لهذا الانحياز وقدرته على الاستمرار بشكل مستقل عن مجلس التعاون الخليجي غير واضح المعالم، وفقاً ل راماني.  ويختم الكاتب مقاله في الإشارة إلى أنه في حين أن التحالف السعودي- الإماراتي  من المرجح أن يقوى بشكل مستمر طالما ظلت علاقات البلدين متوترة مع قطر ، فإنه يمكن للتوترات الكامنة بينهما، وتصاعد لهجة العداء بين الرياض  وطهران، أن تمنح قُبلة الحياة مجدداً إلى مجلس التعاون الخليجي، في الأشهر المقبلة، كمنظمة أمنية جماعية.


ملصقات


اقرأ أيضاً
ثلاث تجمعات جماهيرية في باريس.. هل انطلق السباق نحو الرئاسة في فرنسا؟
نظمت ثلاثة تجمعات سياسية في باريس يوم الأحد، وانقسمت بين اليمين واليسار والوسط. وأمام مؤيديها، أكدت زعيمة حزب "التجمع الوطني" أنها ستناضل من أجل إلغاء القرار القاضي بمنعها من الترشح للانتخابات إثر إدانتها في قضية اختلاس. ويحاول اليمين الفرنسي تحويل الحكم القضائي الصادر بحق زعيمته مارين لوبان إلى نقطة قوة، وذلك بعد أن تلقت لوبان ضربة قاسية تهدد بمنعها من المشاركة في الانتخابات الرئاسية عام 2027 بعد أن أدانها القضاء الفرنسي باختلاس أموال، وحكم عليها بالسجن وبمنعها من الترشح مدة خمسة أعوام. وبعد أيام من دعوة رئيس "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، جوردان بارديلا، الفرنسيين للغضب والاحتجاج، اجتمع أنصار الحزب وسط باريس. أمام مناصريها أكدت لوبان أنها ستناضل سلمياً لإلغاء قرار منعها من الترشح للانتخابات الرئاسية لخمس سنوات. وقالت "ستكون معركتنا معركة سلمية، معركة ديمقراطية. سنقتدي بمارتن لوثر كينج، الذي دافع عن الحقوق المدنية، كمثال يحتذى به". وكانت لوبان قد طعنت بالحكم الصادر بحقها. وبعد جدل أثير حول المدة التي قد يحتاجها استئناف القرار بعيد صدور الحكم، قالت محكمة الإستئناف إنها ستصدر حكمها في الطعن في صيف 2026، أي قبل موعد الانتخابات الرئاسية. بالتزامن أقيم تجمع لأنصار اليسار بدعوة من حزب "فرنسا الأبية" الذي يتزعمه خصم اليمين اللدود جان لوك ميلانشون. ونفذ حزب فرنسا الأبية تظاهرته المضادة على بعد حوالي خمسة كيلومترات من منطقة "ليزانفاليد" حيث نظمت تظاهرة اليمين. تجمع ثالث في باريس نظمه حزب "النهضة" الوسطي المنتمي إلى المعسكر الرئاسي، في منطقة سان دوني بشمال باريس. وكان مخططا لهذا التجمع منذ أشهر لكن رئيس الوزراء الأسبق غابريال أتال الذي يتزعم هذا الحزب، حضّ على المشاركة بأعداد كبيرة بعد الإعلان عن مظاهرة حزب التجمع الوطني، وذلك للدفاع عن "سيادة القانون" و"الديمقراطية وقيمنا". وخلال إلقاء كلمته رد أتال على لوبان قائلاً: "تسرق، تدفع" وأكد الشاب الذي يطرح اسمه من بين المتنافسين على منصب الرئيس في العام 2027، أن حزبه لن يصوت لصالح اقتراح القانون الذي قدمه إريك سيوتي. وينص الاقتراح على إلغاء عقوبة التنفيذ الفوري لمنع الترشح للانتخابات. وبرر أتال قراره بضرورة أن أن يكون السياسيون مثاليين. ويضع مراقبون تحركات الأحزاب الثلاثة في سياق البدء بالتحضير لانتخابات عام 2027 الرئاسية، والتي أظهرت استطلاعات الرأي تقدم مارين لوبان على منافسيها، والتي باتت خارج السباق الرئاسي ما لم يصدر القضاء قرارا مغايراً.
دولي

الرئيس الألماني الأسبق فولف يحذر من خطورة “حزب البديل”
شارك مئات الضيوف إلى جانب ناجين من معسكرات الاعتقال النازية، في إحياء ذكرى تحرير معسكري الاعتقال بوخنفالد وميتلباو دورا في ألمانيا قبل 80 عاما. وخلال فعالية التأبين التي أقيمت في مدينة فايمار بولاية تورينغن القريبة من بوخنفالد، قدمت أيضا أعمال موسيقية ونصوص أدبية كان سجناء أبدعوها سرا داخل المعسكرات. وفي كلمته، ربط الرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف (يونيو 2010 - فبراير 2012) بين الحقبة النازية والواقع المعاصر قائلا: "بسبب التدهور الأخلاقي، والتطرف، والاتجاه اليميني المتصاعد عالميا، أستطيع الآن وهذا أمر يبعث على القلق، أن أتخيل بشكل أوضح كيف أمكن حدوث ما حدث آنذاك"، وذلك في إشارة إلى وصفه بـ"الإرهاب النازي" والتطورات التي أدت إليه. ودعا فولف إلى الانخراط النشط في دعم الديمقراطية والحفاظ على الإنسانية. وبالنظر إلى زمن الحكم النازي قال فولف: "نتحمل مسؤولية دائمة، مستمرة، أبدية، لأنه لا ينبغي للشر أن ينتصر مرة أخرى أبدا". ووجه فولف انتقادات واضحة إلى "حزب البديل من أجل ألمانيا" الذي تم تصنيف بعض منظماته بأنها منظمات يمينية متطرفة. وقال: "المهونون من شأن "حزب البديل" يتجاهلون أن هذا الحزب بأيديولوجيته، يهيئ التربة التي تجعل البعض في ألمانيا يشعرون بعدم الارتياح، بل ويتعرضون فعليا للخطر". وأضاف الرئيس الأسبق أن من يعتقدون أن دمج "حزب البديل" في المشهد السياسي يمكن أن يجرده من قوته، هم مخطئون. يذكر أنه منذ صيف عام 1937، قام النازيون بترحيل نحو 280 ألف شخص إلى معسكر الاعتقال النازي "بوخنفالد" قرب مدينة فايمار، وإلى 139 معسكرا فرعيا تابعا له، حيث قتل 56 ألف شخص أو لقوا حتفهم بسبب الجوع، أو الأمراض، أو العمل القسري، أو جراء التجارب الطبية. وفي 11 أبريل من عام 1945 وصلت القوات الأمريكية وحررت المعسكر.
دولي

تركيا.. زعيم المعارضة يدعو لإجراء انتخابات مبكرة
طالب زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، الأحد، بإجراء انتخابات مبكرة "في موعد لا يتجاوز نوفمبر"، بعد 10 أيام من الاحتجاجات على خلفية توقيف رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو. وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل متوجها إلى الرئيس رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر استثنائي لحزبه المعارض في أنقرة، "في موعد لا يتجاوز نوفمبر، ستواجهون مرشحنا.. ندعوكم للاحتكام مجددا إلى إرادة الشعب.. نحن نتحداكم. نريد مرشحنا إلى جانبنا وصناديق الاقتراع أمامنا". وأضاف: "إذا تحليتم بالشجاعة، فستأتون. إذا رغبتم، في الأسبوع الأول من يونيو، بأقصر جدول زمني ممكن. إذا قلتم لا، إنه ضيق جدا، فلتكن في منتصف ولايتكم، في نوفمبر". وتصدر حزب الشعب الجمهوري نتائج الانتخابات البلدية في مارس 2024 بحصوله على 37.8 بالمئة من مجموع الأصوات في أنحاء البلاد، وفاز بالإضافة إلى المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة، في معاقل لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب اردوغان. وندد حزب الشعب الجمهوري بما وصفه بـ"الانقلاب"، وقاد تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من الأتراك في إسطنبول والعديد من المدن الأخرى في الأيام التي أعقبت توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في 19 مارس والذي تم اختياره مرشحا للحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
دولي

عطر ماكرون يثير الجدل.. صحيفة بريطانية توجه له نصائح غير متوقعة!
أصبح عطر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محط أنظار الإعلام العالمي، بعد أن نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية مقالا ساخرا بعنوان: "قواعد استخدام العطور لتجنب إزعاج الآخرين". بدأت الفضيحة العطرية مع صدور كتاب "مأساة القصر الرئاسي" للكاتب السياسي أوليفييه بومون، الذي كشف أن ماكرون يبالغ في استخدام عطر "أو سوفاج" من دار كريستيان ديور، واصفا إياه بأنه "رمز السلطة" بالنسبة للرئيس الفرنسي. وأضافت "ديلي تلغراف" لمسة درامية بنشرها صورة تظهر رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تبتعد عن ماكرون بوجه متجهم، في إشارة واضحة لعدم ارتياحها من رائحته. لكن المفارقة الأكبر تكمن في وصف الكتاب لكيفية استخدام ماكرون للعطر، حيث ذكر أن الرئيس الفرنسي يستخدمه بكميات "مهولة" لدرجة أن مساعديه يمكنهم "استشعار وجوده" قبل أن يخطو داخل الغرفة. وهو ما دفع الصحيفة البريطانية لتقديم نصائح غير مباشرة للرئيس الفرنسي. عطر "أو سوفاج" وبحسب "ديلي تلغراف"، فإن فن استخدام العطور يتطلب الاعتدال، خاصة أن حاسة الشم تختلف من شخص لآخر. وأوصت القراء الذكور بعدم "الاستحمام" بالعطر، بل الاكتفاء برشتين خفيفتين خلف الأذن ورشة واحدة على الساعد، مع إمكانية رشه على الملابس بدلا من الجلد لتخفيف حدته. وبسخرية لاذعة، اختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "يبدو أن ماكرون سيصر على مواصلة إفراطه في استخدام عطره المفضل. ورغم أنه ربما يعتقد أنه يعزز صورته القيادية بهذه الرائحة الغامرة، إلا أن التاريخ يخبرنا أن أكثر العطور تأثيرا هي تلك التي بالكاد تشعر بها". المصدر: "ديلي تلغراف"
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 07 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة