الجمعة 24 مايو 2024, 12:22

دولي

هكذا مهد العرب الطريق لترامب لاعلان القدس عاصمة لاسرائيل


كشـ24 نشر في: 8 ديسمبر 2017

قبل أن يخرج دونالد ترامب الأربعاء، 6 ديسمبر 2017، باعترافه المثير للجدل، بأن القدس عاصمة إسرائيل، كانت في الفترة الماضية أجواء يهيئها داعمون إقليميون له قبل هذا الإعلان التاريخي، وفق ما ذكر الكاتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، في مقال له تناول فيه هذا الجانب.

وقال هيرست، إن ترامب بإعلانه هذا ألقى جانباً أيَّ ادعاءٍ متبقٍّ بقدرة الولايات المتحدة على التوسُّط في اتفاقٍ بين إسرائيل وفلسطين. "إذ لا يمكن أن يكون هناك أي حيادٍ الآن. فبدون القدس عاصمةً لها، لا يمكن أن توجد أي دولة فلسطينية. وبدون ذلك، سيكون الأمر مسألة وقتٍ فقط قبل أن تبدأ انتفاضةٌ جديدة".

واعتبر الكاتب في مقال له على موقع ميدل إيست آي، أنه يمكن لرمزٍ بقوة القدس فقط أن يُوحِّد فلسطينيين يعارضون بعضهم بعضاً بعمقٍ، كما هو الحال مع زعيم حركة فتح محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. والقدس فقط لديها القدرة على توحيد السجناء داخل كافة السجون والمنافي، التي يجد الفلسطينيون أنفسهم فيها؛ سجون إسرائيل المادية والمجازية، كفلسطيني 1948، وفي غزة، والضفة الغربية، ومخيمات اللاجئين والشتات. والقدس وحدها تحمل أهمية كبرى لدى مليارات المسلمين حول العالم.

وكما سيتعلَّم ترامب، فإنَّ الرموز قوية. ولديها تلك العادة المتمثلة في خلق واقعٍ من تلقاء نفسها.

ورغم ذلك، أشار هيرست إلى أن ترامب لا يتحرَّك وحده. "فأياً ما كان جمهور الناخبين المحلي الذي يعتقد أنَّه يستميله بتلك الخطوة، ويبدو أنَّ المسيحيين الإنجيليين في مقدمة ذلك الجمهور، ما كان ترامب ليتمكن من، ولا ليُقدِم على، إصدار هذا الإعلان لو لم يكن لديه داعمون إقليميون".

ويتابع: "يُعَد دعم حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، والقوميون المتدينون من حزب إسرائيل بيتنا أمراً مفروغاً منه، لكنَّ هؤلاء مللنا من معرفة موقفهم. أمَّا الدعم الغريب الشاذ واللافت فيأتي من جيلٍ جديد من الأشقياء الخليجيين من الشباب، الذين لا يُظهِرون التوقير والاحترام، ويمارسون التفحيط، ويلتقطون صور السيلفي أمامك، ثُمَّ تجدهم يظهرون في انقلابٍ ما قريباً منك".

ويتحدّث الكاتب البريطاني هنا عن محور للعرب المستبدين، الذين يتجاوز طموحهم الجيوسياسي مقدراتهم. ويعتقدون حقاً أنَّ لديهم القدرة لفرض إرادتهم ليس على شظايا الدولة الفلسطينية فقط، بل وعلى المنطقة ككل.

ويقول: "هناك دولٌ بوليسية حديثة قيد التأسيس، في أذهانهم على الأقل، يعلو كلاً منها مسحةٌ براقة من الليبرالية الغربية. وكلهم ينظرون إلى الليكود باعتباره شريكهم الطبيعي، وإلى جاريد كوشنر باعتباره محاوِرهم الحصيف.

ولا تحتوي قواميسهم مفردات التفكير، أو التدبُّر، أو التعاون، أو الاستشارة، أو التوافق. وستؤجَّل الديمقراطية، وسيجري توجيه حرية التعبير. وبالنسبة للعرب؟ هم هناك ليتم شراؤهم".

وأشار إلى أن ذلك كان هو السبب الذي دفع محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية وحاكم المملكة الفعلي، للاعتقاد أنَّ بإمكانه إرغام محمود عباس، الرئيس الفلسطيني المريض، على الرضوخ. فوفقاً لعدة مصادر نقلت عنها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أبلغ بن سلمان عباس إمَّا أن يقبل الشروط -لا قدس، ولا حق عودة- أو أن يُفسِح المجال أمام شخصٍ آخر يقبل ذلك.

وقال العديد من المسؤولين إنَّ بن سلمان قد عرض دفع أموالٍ مباشرة لعباس حتى يجعل الاتفاق أكثر جاذبية له، وهو ما رفضه الأخير.


تطبيع العلاقات مع إسرائيل

ورأى هيرست أنه جرى تنظيم تهديدات بن سلمان عبر جوقةٍ من الكُتَّاب والصحفيين السعوديين المرخصين، ممن يُبعِد جميعهم نفسه عن القضية الفلسطينية ويطالبون بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وذكر أن أهم هؤلاء هو الكاتب والروائي السعودي تركي الحمد. فغرَّد الحمد قائلاً لماذا يجب أن يزعج نفسه بدعم الفلسطينيين إن كان الفلسطينيون أنفسهم قد باعوها؟ فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى.

وكتب: "نُشِر عني في تويتر أنَّني قلتُ إنَّ القدس ليست القضية، وهذ غير صحيح. ما قلتُه هو أنَّ فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى بعد أن باعها أصحابها. لدي قضية بلدي في التنمية والحرية الانعتاق من الماضي. أمَّا فلسطين، فللبيت ربٌّ يحميه حين يتخلى عن ذلك أهل الدار".

وأضاف: "قد يظن البعض أنَّني ضد القضية الفلسطينية، وهذا غير صحيح. منذ عام 1948، ونحن نعاني باسم فلسطين. الانقلابات قامت باسم فلسطين، التنمية تعطلت باسم فلسطين، الحريات قُمِعت باسم فلسطين، وفي النهاية حتى لو عادت فلسطين فلن تكون أكثر من دولة عربية تقليدية. كفانا غشاً".

وتابع: "في جنوب إفريقيا، ناضل الصغير قبل الكبير، فهل فعل الفلسطيني ذلك رغم كل الدعم؟ كلا. لن أدعم قضية أهلها أول من تخلى عنها".
 
وهناك الكثير من الأصوات السعودية الأخرى التي تقول الشيء نفسه.

فغرَّد حمزة بن محمد السالم، الكاتب والمحلل الاقتصادي: "إذا عُقِد سلامٌ مع إسرائيل، وتسهَّلت الفيزا والدخول والخروج، فإنَّها ستصبح المحطة السياحية الأولى للسعوديين".

وكتب سعود الفوزان: "لستُ محامياً لليهود، ولكن الحق يُقال. أعطوني يهودياً واحداً قتل سعودياً وأعطيكم ألف سعودي قتل أبناء جلدته بالحزام الناسف من داعش والقاعدة".

كما أشار الكاتب البريطاني إلى ما كتبه المدير العام السابق لقناة العربية، عبدالرحمن الراشد: "حان الوقت لإعادة النظر في كل مفهوم المعاملات مع فلسطين وإسرائيل".

وقال حينها محمد آل الشيخ: "قضية فلسطين ليست قضيتنا.. وإذا أتاكم متأسلم (متمكيج) ودعا إلى جهاد فابصقوا في وجهه".

وفي بلدٍ يمكن أن تزج بك تغريدةٌ خاطئة في السجن 3 سنوات، ليست تلك تعبيراتٍ عفوية. بل إنَّها تُجهِّز الأجواء للإعلان الذي قام به ترامب، وفق هيرست.


تقسيم المنطقة

ويقول الكاتب البريطاني إن هذا هو إذاً المحور الذي يقف خلف ترامب: وليا العهد والحاكمان الفعليان لكلٍّ من السعودية والإمارات، ومصر، والبحرين. فمحمد بن سلمان، ومحمد بن زايد، وعبدالفتاح السيسي كلهم يعتمدون شخصياً على ترامب.

وتطرق في هذه النقطة إلى حصار قطر، ثم إلى محاولة إرغام الحريري على الاستقالة كرئيسٍ لوزراء لبنان، أو حتى انفراط عقد مجلس التعاون الخليجي وتكوين تحالف عسكري اقتصادي بين السعوديين والإماراتيين، مشيراً إلى أن ما كان لكل ذلك أن يحدث دون ضوءٍ أخضر من ترامب.

وقد مكَّن ترامب بن سلمان من تحطيم ركائز الدولة السعودية، وسلب أبناء عمومته من ثرواتهم، وإلباس كل ذلك ثوب التحديث والإصلاح.

لكنَّهم، هم أيضاً، سمحوا لترامب بفرض قراره بحظر السفر، وإعادة تغريد وسم الفاشيين البريطانيين حول المسلمين.

وأحدثت الفوضى التي خلقتها تلك المجموعة مسافةً واضحة مع مجموعةٍ أخرى من حلفاء الولايات المتحدة، التي تشعر بتبعات تلك السياسات على أنفسهم. فحاول كلٌّ من العاهل الأردني عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس تحذير واشنطن من أخطار ما كان ترامب مُقدِماً على إعلانه بشأن القدس. ويريان نفسيهما محاصرين في زاويةٍ، وقد خسرا المجال للمناورة.

وانضمت تركيا إلى الأردن، التي يحظى رئيسها رجب طيب أردوغان بدعم عابر للأحزاب لتعليق العلاقات مع إسرائيل. وتتولى تركيا حالياً رئاسة منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 بلداً.

وينضم القوميون أيضاً إلى هذا الاحتجاج الصاخب. فحذَّر زعيم حزب الحركة القومية التركي المعارض، دولت بهجلي، من أنَّ الولايات المتحدة كانت ترتكب "خطأً تاريخياً" بقرارها الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل. وقال بهجلي: "مؤامرة القدس خنجر رُفِع لطعن كل الأمور التي نعتبرها مُقدَّسة".

وتتمثَّل المجموعة الثالثة في إيران، والعراق، وحزب الله، الذين حصلوا من جديد على هدية فوق طبقٍ من فضة. فقد منح ترامب الآن إيران فرصة هائلة لإصلاح الضرر الذي تسبَّبت به الحرب الأهلية في سوريا مع المجموعات والبلدان السُّنّيّة الأخرى، لتقول من جديد: "إنَّنا معكم فيما يتعلَّق بالقدس". وهي الدعوة التي ستقبلها طهران بشغف.

أمَّا المجموعة الرابعة فهي مجموعة لن يتمكَّن ترامب، ونتنياهو، وبن سلمان، وبن زايد من الوصول إليها أبداً. إنَّهم الفلسطينيون أنفسهم. تاريخياً، يكونون في أقوى حالاتهم حين يكونون في أشد حالات عُزلتهم. وقد ظهرت تلك القوة في بداية الانتفاضتين الأولى والثانية. وهو ما ظهر حين أُرغِمت إسرائيل على رفع حواجزها الأمنية عند مدخل المدينة القديمة.

ولا يوجد أي فلسطيني، سواء كان قومياً، أو علمانياً، أو إسلامياً، أو مسيحياً، بوسعه خسارة القدس كعاصمةٍ لهم، وسنرى بالضبط ما يعنيه هذا في الأيام والأسابيع المقبلة. فهناك 300 ألف من المقدسيين المقيمين، دون أن يكونوا مواطنين، للعاصمة الإسرائيلية المُعلنة حديثاً، وقد ألقى ترامب قنبلةً وسطهم.

وستكون الجمعة المقبلة، 8 ديسمبر، هي الذكرى الثلاثين للانتفاضة الأولى. فقط راقبوا رد الفعل الفلسطيني على جدران البلدة القديمة، آخر "الزوايا" التي تُرِكت لهم، وهي تُضاء بألوان العلمين الإسرائيلي والأميركي.

قبل أن يخرج دونالد ترامب الأربعاء، 6 ديسمبر 2017، باعترافه المثير للجدل، بأن القدس عاصمة إسرائيل، كانت في الفترة الماضية أجواء يهيئها داعمون إقليميون له قبل هذا الإعلان التاريخي، وفق ما ذكر الكاتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، في مقال له تناول فيه هذا الجانب.

وقال هيرست، إن ترامب بإعلانه هذا ألقى جانباً أيَّ ادعاءٍ متبقٍّ بقدرة الولايات المتحدة على التوسُّط في اتفاقٍ بين إسرائيل وفلسطين. "إذ لا يمكن أن يكون هناك أي حيادٍ الآن. فبدون القدس عاصمةً لها، لا يمكن أن توجد أي دولة فلسطينية. وبدون ذلك، سيكون الأمر مسألة وقتٍ فقط قبل أن تبدأ انتفاضةٌ جديدة".

واعتبر الكاتب في مقال له على موقع ميدل إيست آي، أنه يمكن لرمزٍ بقوة القدس فقط أن يُوحِّد فلسطينيين يعارضون بعضهم بعضاً بعمقٍ، كما هو الحال مع زعيم حركة فتح محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. والقدس فقط لديها القدرة على توحيد السجناء داخل كافة السجون والمنافي، التي يجد الفلسطينيون أنفسهم فيها؛ سجون إسرائيل المادية والمجازية، كفلسطيني 1948، وفي غزة، والضفة الغربية، ومخيمات اللاجئين والشتات. والقدس وحدها تحمل أهمية كبرى لدى مليارات المسلمين حول العالم.

وكما سيتعلَّم ترامب، فإنَّ الرموز قوية. ولديها تلك العادة المتمثلة في خلق واقعٍ من تلقاء نفسها.

ورغم ذلك، أشار هيرست إلى أن ترامب لا يتحرَّك وحده. "فأياً ما كان جمهور الناخبين المحلي الذي يعتقد أنَّه يستميله بتلك الخطوة، ويبدو أنَّ المسيحيين الإنجيليين في مقدمة ذلك الجمهور، ما كان ترامب ليتمكن من، ولا ليُقدِم على، إصدار هذا الإعلان لو لم يكن لديه داعمون إقليميون".

ويتابع: "يُعَد دعم حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، والقوميون المتدينون من حزب إسرائيل بيتنا أمراً مفروغاً منه، لكنَّ هؤلاء مللنا من معرفة موقفهم. أمَّا الدعم الغريب الشاذ واللافت فيأتي من جيلٍ جديد من الأشقياء الخليجيين من الشباب، الذين لا يُظهِرون التوقير والاحترام، ويمارسون التفحيط، ويلتقطون صور السيلفي أمامك، ثُمَّ تجدهم يظهرون في انقلابٍ ما قريباً منك".

ويتحدّث الكاتب البريطاني هنا عن محور للعرب المستبدين، الذين يتجاوز طموحهم الجيوسياسي مقدراتهم. ويعتقدون حقاً أنَّ لديهم القدرة لفرض إرادتهم ليس على شظايا الدولة الفلسطينية فقط، بل وعلى المنطقة ككل.

ويقول: "هناك دولٌ بوليسية حديثة قيد التأسيس، في أذهانهم على الأقل، يعلو كلاً منها مسحةٌ براقة من الليبرالية الغربية. وكلهم ينظرون إلى الليكود باعتباره شريكهم الطبيعي، وإلى جاريد كوشنر باعتباره محاوِرهم الحصيف.

ولا تحتوي قواميسهم مفردات التفكير، أو التدبُّر، أو التعاون، أو الاستشارة، أو التوافق. وستؤجَّل الديمقراطية، وسيجري توجيه حرية التعبير. وبالنسبة للعرب؟ هم هناك ليتم شراؤهم".

وأشار إلى أن ذلك كان هو السبب الذي دفع محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية وحاكم المملكة الفعلي، للاعتقاد أنَّ بإمكانه إرغام محمود عباس، الرئيس الفلسطيني المريض، على الرضوخ. فوفقاً لعدة مصادر نقلت عنها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أبلغ بن سلمان عباس إمَّا أن يقبل الشروط -لا قدس، ولا حق عودة- أو أن يُفسِح المجال أمام شخصٍ آخر يقبل ذلك.

وقال العديد من المسؤولين إنَّ بن سلمان قد عرض دفع أموالٍ مباشرة لعباس حتى يجعل الاتفاق أكثر جاذبية له، وهو ما رفضه الأخير.


تطبيع العلاقات مع إسرائيل

ورأى هيرست أنه جرى تنظيم تهديدات بن سلمان عبر جوقةٍ من الكُتَّاب والصحفيين السعوديين المرخصين، ممن يُبعِد جميعهم نفسه عن القضية الفلسطينية ويطالبون بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وذكر أن أهم هؤلاء هو الكاتب والروائي السعودي تركي الحمد. فغرَّد الحمد قائلاً لماذا يجب أن يزعج نفسه بدعم الفلسطينيين إن كان الفلسطينيون أنفسهم قد باعوها؟ فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى.

وكتب: "نُشِر عني في تويتر أنَّني قلتُ إنَّ القدس ليست القضية، وهذ غير صحيح. ما قلتُه هو أنَّ فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى بعد أن باعها أصحابها. لدي قضية بلدي في التنمية والحرية الانعتاق من الماضي. أمَّا فلسطين، فللبيت ربٌّ يحميه حين يتخلى عن ذلك أهل الدار".

وأضاف: "قد يظن البعض أنَّني ضد القضية الفلسطينية، وهذا غير صحيح. منذ عام 1948، ونحن نعاني باسم فلسطين. الانقلابات قامت باسم فلسطين، التنمية تعطلت باسم فلسطين، الحريات قُمِعت باسم فلسطين، وفي النهاية حتى لو عادت فلسطين فلن تكون أكثر من دولة عربية تقليدية. كفانا غشاً".

وتابع: "في جنوب إفريقيا، ناضل الصغير قبل الكبير، فهل فعل الفلسطيني ذلك رغم كل الدعم؟ كلا. لن أدعم قضية أهلها أول من تخلى عنها".
 
وهناك الكثير من الأصوات السعودية الأخرى التي تقول الشيء نفسه.

فغرَّد حمزة بن محمد السالم، الكاتب والمحلل الاقتصادي: "إذا عُقِد سلامٌ مع إسرائيل، وتسهَّلت الفيزا والدخول والخروج، فإنَّها ستصبح المحطة السياحية الأولى للسعوديين".

وكتب سعود الفوزان: "لستُ محامياً لليهود، ولكن الحق يُقال. أعطوني يهودياً واحداً قتل سعودياً وأعطيكم ألف سعودي قتل أبناء جلدته بالحزام الناسف من داعش والقاعدة".

كما أشار الكاتب البريطاني إلى ما كتبه المدير العام السابق لقناة العربية، عبدالرحمن الراشد: "حان الوقت لإعادة النظر في كل مفهوم المعاملات مع فلسطين وإسرائيل".

وقال حينها محمد آل الشيخ: "قضية فلسطين ليست قضيتنا.. وإذا أتاكم متأسلم (متمكيج) ودعا إلى جهاد فابصقوا في وجهه".

وفي بلدٍ يمكن أن تزج بك تغريدةٌ خاطئة في السجن 3 سنوات، ليست تلك تعبيراتٍ عفوية. بل إنَّها تُجهِّز الأجواء للإعلان الذي قام به ترامب، وفق هيرست.


تقسيم المنطقة

ويقول الكاتب البريطاني إن هذا هو إذاً المحور الذي يقف خلف ترامب: وليا العهد والحاكمان الفعليان لكلٍّ من السعودية والإمارات، ومصر، والبحرين. فمحمد بن سلمان، ومحمد بن زايد، وعبدالفتاح السيسي كلهم يعتمدون شخصياً على ترامب.

وتطرق في هذه النقطة إلى حصار قطر، ثم إلى محاولة إرغام الحريري على الاستقالة كرئيسٍ لوزراء لبنان، أو حتى انفراط عقد مجلس التعاون الخليجي وتكوين تحالف عسكري اقتصادي بين السعوديين والإماراتيين، مشيراً إلى أن ما كان لكل ذلك أن يحدث دون ضوءٍ أخضر من ترامب.

وقد مكَّن ترامب بن سلمان من تحطيم ركائز الدولة السعودية، وسلب أبناء عمومته من ثرواتهم، وإلباس كل ذلك ثوب التحديث والإصلاح.

لكنَّهم، هم أيضاً، سمحوا لترامب بفرض قراره بحظر السفر، وإعادة تغريد وسم الفاشيين البريطانيين حول المسلمين.

وأحدثت الفوضى التي خلقتها تلك المجموعة مسافةً واضحة مع مجموعةٍ أخرى من حلفاء الولايات المتحدة، التي تشعر بتبعات تلك السياسات على أنفسهم. فحاول كلٌّ من العاهل الأردني عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس تحذير واشنطن من أخطار ما كان ترامب مُقدِماً على إعلانه بشأن القدس. ويريان نفسيهما محاصرين في زاويةٍ، وقد خسرا المجال للمناورة.

وانضمت تركيا إلى الأردن، التي يحظى رئيسها رجب طيب أردوغان بدعم عابر للأحزاب لتعليق العلاقات مع إسرائيل. وتتولى تركيا حالياً رئاسة منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 بلداً.

وينضم القوميون أيضاً إلى هذا الاحتجاج الصاخب. فحذَّر زعيم حزب الحركة القومية التركي المعارض، دولت بهجلي، من أنَّ الولايات المتحدة كانت ترتكب "خطأً تاريخياً" بقرارها الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل. وقال بهجلي: "مؤامرة القدس خنجر رُفِع لطعن كل الأمور التي نعتبرها مُقدَّسة".

وتتمثَّل المجموعة الثالثة في إيران، والعراق، وحزب الله، الذين حصلوا من جديد على هدية فوق طبقٍ من فضة. فقد منح ترامب الآن إيران فرصة هائلة لإصلاح الضرر الذي تسبَّبت به الحرب الأهلية في سوريا مع المجموعات والبلدان السُّنّيّة الأخرى، لتقول من جديد: "إنَّنا معكم فيما يتعلَّق بالقدس". وهي الدعوة التي ستقبلها طهران بشغف.

أمَّا المجموعة الرابعة فهي مجموعة لن يتمكَّن ترامب، ونتنياهو، وبن سلمان، وبن زايد من الوصول إليها أبداً. إنَّهم الفلسطينيون أنفسهم. تاريخياً، يكونون في أقوى حالاتهم حين يكونون في أشد حالات عُزلتهم. وقد ظهرت تلك القوة في بداية الانتفاضتين الأولى والثانية. وهو ما ظهر حين أُرغِمت إسرائيل على رفع حواجزها الأمنية عند مدخل المدينة القديمة.

ولا يوجد أي فلسطيني، سواء كان قومياً، أو علمانياً، أو إسلامياً، أو مسيحياً، بوسعه خسارة القدس كعاصمةٍ لهم، وسنرى بالضبط ما يعنيه هذا في الأيام والأسابيع المقبلة. فهناك 300 ألف من المقدسيين المقيمين، دون أن يكونوا مواطنين، للعاصمة الإسرائيلية المُعلنة حديثاً، وقد ألقى ترامب قنبلةً وسطهم.

وستكون الجمعة المقبلة، 8 ديسمبر، هي الذكرى الثلاثين للانتفاضة الأولى. فقط راقبوا رد الفعل الفلسطيني على جدران البلدة القديمة، آخر "الزوايا" التي تُرِكت لهم، وهي تُضاء بألوان العلمين الإسرائيلي والأميركي.


ملصقات


اقرأ أيضاً
قتلى وجرحى جراء انهيار سقف مطعم في جزيرة مايوركا بإسبانيا
لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب 21 آخرون بجروح في انهيار سقف مطعم في مايوركا، الجزيرة السياحية الشهيرة الواقعة في أرخبيل الباليار الإسباني، بحسب ما أعلنت السلطات. وقالت متحدثة باسم جهاز الطوارئ في الأرخبيل لوكالة "فرانس برس": "هناك أربعة قتلى و21 جريحا إصاباتهم متفاوتة الخطورة". وأوضحت أنه في "عداد الضحايا أشخاص من جنسيات متعددة"، من دون أن تتمكن من الإدلاء بمزيد من التفاصيل بهذا الشأن. وفي منشور على منصة "إكس" قال جهاز الطوارئ إن "سبعة من الجرحى حالتهم خطرة للغاية، وتسعة حالتهم "خطرة". وأضاف أن الجرحى "نقلوا إلى مستشفيات مختلفة في بالما"، عاصمة جزيرة مايوركا. وجزر الباليار الواقعة في البحر الأبيض المتوسط والمعروفة بمياهها وشواطئها الصافية، تعتبر ثاني أكثر المناطق السياحية في إسبانيا بعد كاتالونيا. وفي 2023، استقبل الأرخبيل أكثر من 14 مليون سائح، بحسب الأرقام الرسمية.
دولي

“تطور جديد” بقضية الوثائق السرية.. طلبات ترامب تحت النظر
قدت قاضية في ولاية فلوريدا جلسات استماع الأربعاء للنظر في طلبات تقدم بها الرئيس السابق دونالد ترامب ومتهمين معه لإسقاط التهم الموجهة إليهم بجرم سوء التعامل مع وثائق سرية. وعُرضت الطلبات أمام القاضية آيلين كانون في محكمة فورت بيرس بولاية فلوريدا التي كانت قد أرجأت محاكمة ترامب الجنائية في هذه القضية إلى أجل غير مسمى. وتقدم محامو ترامب بالطلبات لإسقاط الدعوى ضد الرئيس السابق الذي يسعى لاستعادة البيت الأبيض في نوفمبر والمتهمين معه مساعده الخاص والت نوتا ومدير منتجعه في مارالاغو وكارلوس دي أوليفيرا. ودفع ترامب في يونيو ببراءته من التهم الفدرالية الموجهة إليه في فلوريدا بالاحتفاظ بشكل غير قانوني بمعلومات عسكرية سرية والتآمر لعرقلة العدالة والإدلاء ببيانات كاذبة. ووفقا للائحة الاتهام احتفظ ترامب بالملفات السرية التي تضمنت سجلات من البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي دون حماية في مقر إقامته في مارالاغو، كما أحبط الجهود الرسمية لاستعادتها. ولم يحضر ترامب الذي يحاكم حاليا في نيويورك بتهمة شراء صمت نجمة إباحية جلسة الاستماع في فلوريدا، الأربعاء. واستمعت كانون التي عينها ترامب في منصبها إلى طلب تقدم به نوتا يدّعي فيه أن محاكمته كانت "انتقامية" لأنه رفض التعاون مع التحقيق بشأن ترامب. ولم تصدر القاضية على الفور حكما بإسقاط الدعوى في هذا الطلب أو في طلب ثان عن المتهمين الثلاثة. وقد تم رفض طلبات سابقة مشابهة. وجلسات الأربعاء هي الأولى منذ أن أرجأت كانون في 7 مايو إلى أجل غير مسمى محاكمة الرئيس السابق، التي كان من المقرر أن تبدأ هذا الشهر. وقالت كانون إن الموعد المقرر لبدء المحاكمة في 20 مايو لم يكن ممكنا بسبب عدد الطلبات المقدمة حول القضية أمام المحكمة. ويشكل التأجيل انتكاسة كبيرة للمحقق الخاص جاك سميث الذي وجّه الاتهامات ضد ترامب، اذ يجعل من غير المرجح أن يتم النظر في القضية قبل الانتخابات الرئاسية. وسعى محامو ترامب إلى تأجيل قضاياه الجنائية المختلفة إلى ما بعد الانتخابات، حيث من المحتمل أن يتم إسقاط التهم الفدرالية الموجهة ضده إذا فاز. وبالإضافة إلى قضيتي نيويورك وفلوريدا، ترامب متهم أيضا في واشنطن وجورجيا بمحاولة إلغاء نتائج انتخابات 2020، التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن، خصمه المحتمل في نوفمبر.
دولي

بعد قرار الإعتراف بفلسطين.. إسرائيل توبخ سفراء إيرلندا والنرويج وإسبانيا
قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل ستوجه توبيخا لسفراء إيرلندا والنرويج وإسبانيا، الخميس، بسبب خطة دولهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية الأسبوع المقبل. وذكر المسؤول أنه تم استدعاء السفراء إلى وزارة الخارجية في القدس وستعرض عليهم لقطات مصورة لم تُنشر من قبل وتظهر مسلحين من حركة حماس وهم يقتادون 5 مجندات إسرائيليات خلال الهجوم على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أدى إلى حرب غزة. كما استدعت إسرائيل سفراءها في دبلن وأوسلو ومدريد للتشاور. وتوقفت الجهود الدبلوماسية التي ترعاها الولايات المتحدة للتوصل إلى حل الدولتين عبر التفاوض منذ 10 سنوات. وقالت الدول الأوروبية الثلاث، الأربعاء، إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في 28 مايو بهدف المساعدة في إبرام هدنة بغزة وإحياء محادثات السلام. وتقول بعض القوى الغربية الأخرى إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يتحقق من خلال المفاوضات.
دولي

أول تصريحات لمطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا: هذه دوافعي
أظهرت وثيقة قضائية صدرت الخميس، أن الرجل الذي ألقي القبض عليه بتهمة إطلاق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو، قال إن نيته كانت "إيذاءه لا قتله" لأنه يعارض سياسات الحكومة، واستخدم مسدسا كان يملكه منذ أكثر من 30 عاما. وتوضح الوثيقة المؤلفة من 9 صفحات الأسباب التي دفعت المحكمة إلى إصدار أمر باحتجاز المشتبه به، الذي يبلغ من العمر 71 عاما، بناء على استجوابه من جانب السلطات التي تحقق في القضية. وهذه هي التصريحات الرسمية الأولى التي يتم نشرها نقلا عن المشتبه به، وتأتي بعد مرور أكثر من أسبوع على حادث إطلاق النار الذي يكافح فيتسو بعده للبقاء على قيد الحياة، ويحتاج إلى عملية جراحية في البطن. ورغم تحسن صحته، فإنه لا يزال يرقد في المستشفى. ونقلت وسائل إعلام عن المشتبه به، وهو حارس أمن سابق في مركز تسوق، القول إنه ما من أحد كان يعلم بخطته. ووفقا للوثيقة التي أصدرتها المحكمة الجزائية المتخصصة، فإن المشتبه به اعتذر عما ارتكبه ومستعد للاعتذار لفيتسو. وأطلق المشتبه به النار على فيتسو 4 مرات من مسافة قريبة يوم 15 مايو، في ميدان ببلدة هاندلوفا وسط البلاد، حيث كانت الحكومة تعقد اجتماعا. وجاء في أمر المحكمة أن المشتبه به "قرر التحرك" لأنه يختلف مع سياسة الحكومة المتمثلة في "إلغاء مكتب المدعي الخاص، بالإضافة إلى أنه يعترض على اضطهاد العاملين في مجال الثقافة والإعلام، ومطلبه الأساسي تزويد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية". وقالت محامية المشتبه به عندما تواصلت معها "رويترز" إنها انسحبت من القضية، ولم يتبين ما إذا كان قد وكل محاميا جديدا. وسلطت أول محاولة اغتيال كبرى يتعرض لها زعيم سياسي أوروبي منذ أكثر من 20 عاما، الضوء على الانقسامات السياسية العميقة في الدولة الواقعة وسط القارة. وجاء في وثيقة المحكمة أن المشتبه به قال إنه لم يكن ينوي قتل فيتسو، بل "أراد إيذاءه والإضرار بصحته". كما أظهرت الوثيقة أنه ذكر أنه لم يعالج قط في جناح للأمراض النفسية، ولم يخضع لأي فحص نفسي.
دولي

البنك الدولي: الفقر في لبنان تضاعف ثلاث مرات خلال عشر سنوات
أعلن البنك الدولي أن معدل الفقر في لبنان ارتفع أكثر من ثلاثة أضعافه خلال العقد الماضي ليشمل 44 في المئة من السكان. البنك الدولي: الفقر في لبنان تضاعف ثلاث مرات خلال عشر سنوات البنك الدولي: أزمة لبنان بين "أسوأ 3 أزمات في العالم" واستناداً إلى دراسة استقصائية للأسر وشملت محافظات عكار وبيروت والبقاع وشمال لبنان ومعظم جبل لبنان، خلص التقرير إلى أن واحدا من كل ثلاثة لبنانيين في هذه المناطق طاله الفقر في عام 2022، مما يسلط الضوء على ضرورة تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وخلق فرص العمل للمساعدة في التخفيف من حدة الفقر ومعالجة أوجه عدم المساواة المتنامية. يتناول التقرير، الصادر بعنوان "تقييم وضع الفقر والإنصاف في لبنان 2024: التغلّب على أزمة طال أمدها"، الحالة الراهنة للفقر وعدم المساواة في البلاد. ويكشف تقرير البنك الدولي عن زيادة كبيرة في معدل الفقر النقدي من 12% في عام 2012 إلى 44% في عام 2022 في المناطق التي شملتها الدراسة الاستقصائية. ووفق التقرير، فمع النمو السريع للاقتصاد النقدي "المدولر"، تجد الأسر اللبنانية التي تحقق دخلاً بالدولار الأمريكي نفسها قادرة على المحافظة على قدرتها الشرائية، فيما الأسر التي لا تستطيع الحصول على الدولار الأمريكي تجد نفسها معرضة بشكل متزايد لمخاطر تصاعد وتيرة التضخم. وأظهرت النتائج اختلافات صارخة في مستويات الفقر بين مناطق مختلفة من البلاد وبين المواطنين اللبنانيين والعدد الكبير من اللاجئين السوريين في البلاد. فقد بلغ معدل الفقر بين اللبنانيين الذين شملهم الاستطلاع في عام 2022 نحو 33 بالمائة، بينما وصل بين السوريين إلى 87 بالمائة. وكشف الاستطلاع أنه بالرغم من الزيادة في نسبة المواطنين اللبنانيين الذين يعملون في وظائف لا تتطلب مهارات مثل الزراعة والبناء، إلا أن معظم اللبنانيين ما يزالون يعملون في وظائف تتطلب مهارات، بينما يعمل غالبية السوريين في أعمال لا تتطلب مهارات.
دولي

سنة واحدة سجنا نافذا في حق إعلاميين
نقلت وكالة الأنباء رويترز عن مسؤول قضائي أن محكمة تونسية قضت مساء يوم أمس الأربعاء، بسجن الإعلاميين البارزين برهان بسيس ومراد الزغيدي لمدة عام بتهمة نشر شائعات ونشر أخبار بقصد الإساءة للغير. وقد تم القبض على بسيس والزغيدي العاملين بإذاعة إي.أف.أم هذا الشهر بسبب تعليقات سياسية أدليا بها على المحطة الإذاعية المذكورة. وأثناء جلسة محاكمتهما، دافع الإعلاميان المعروفان اللذان تم توقيفهما بسبب تصريحاتهما عن نفسيهما يوم أمس الأربعاء، وأكدا أنهما كانا يمارسان عملهما المتمثل في تحليل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس التي اعتبرت مهدا لما يسمى بالربيع العربي. ويواجه الإعلاميان الموقوفان تهما تتعلق بنشر “معلومات كاذبة (…) بهدف التشهير بالآخرين أو الإضرار بسمعتهم”، بموجب المرسوم عدد 54 الذي أصدره الرئيس سعيّد في العام 2022، والذي لقي انتقادات واسعة.
دولي

النيابة العامة تكشف تفاصيل حادث غرق “حافلة الفتيات” في مصر
أمرت النيابة العامة في مصر، الأربعاء، بحبس قائدي حافلة الركاب والمعدية النيلية المتهمين بالتسبب في حادث غرق 11 فتاة، وإخضاعهما لفحوص تعاطي المواد المخدرة. كما كلفت النيابة العامة قوات الدفاع المدني بمواصلة البحث عن الفتيات المفقودات، والتحفظ على الحافلة والمعدية محل الواقعة، وتشكيل لجنة ثلاثية لمعاينة المعدية وفحصها للوقوف على صلاحيتها الفنية للعمل وطريقة تشغيلها ومدى توافر معدات الإنقاذ والسلامة على متنها وقوام طاقمها ودور كل منهم، وصولا إلى بيان كل من تسبب في ارتكاب الواقعة وتحديد دوره ومسؤوليته عنها، كما أمرت النيابة العامة بفحص الحافلة وقوفا على سلامتها الفنية. وكشفت النيابة العامة، في بيان، أن الحادث أسفر عن غرق 11 فتاة انتشلت قوات الدفاع المدني جثامينهن وفقدان 5 فتيات وإصابة اثنتين ونجاة 7 أخريات. وأوضحت أنها باشرت تحقيقاتها في حادث سقوط حافلة نقل ركاب -ميكروباص على متنه 25 فتاة- من أعلى معدية لنقل السيارات عبر ضفتي الرياح البحيري بمنطقة أبو غالب في محافظة الجيزة؛ وانتقل فريق من النيابة لمكان وقوع الحادث. وتوصلت التحقيقات إلى أن الحادث وقع لحظة وصول المعدية إلى المرسى بالناحية الغربية للرياح، حيث اهتزت -كما هو مألوف- لدى اصطدامها بموقع رسوها تمهيدا للتوقف، وعلى إثر تقاعس قائد الحافلة عن استخدام مكابحها وتركه لها؛ رجعت الحافلة إلى الخلف، في حين لم يغلق المسؤول عن تشغيل المعدية، بابها الحديدي الخلفي الذي يضمن عدم سقوط ما تحمله على سطحها، مما أسفر عن سقوط الحافلة في المياه. كما تبين من التحقيقات أيضا انتهاء رخصة تسيير المعدية منذ شهر أغسطس من العام الماضي.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 24 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة