الجمعة 03 مايو 2024, 22:23

إقتصاد

“المقاطعة”.. هزة عنيفة تنبئ بزلزال سياسي وشيك في المغرب


كشـ24 - وكالات نشر في: 12 يونيو 2018

تواصل حملة المقاطعة غير المسبوقة التي استهدفت منتوجات ثلاث علامات تجارية أساسية بالمغرب إثارة المزيد من الصخب والاهتمام الواسع في الساحة السياسية بالبلاد، حيث أضحت تفرض نفسها بقوة على الحكومة ووزرائها الذين وجدوا أنفسهم من دون سابق إنذار وسط عاصفة هوجاء لا يعرف مآلها.ودخلت الحملة ، التي أعادت النقاش حول علاقة المال والسلطة بقوة إلى المشهد السياسي بالبلاد ، أسبوعها الثامن، ولا توجد مؤشرات لتوقفها في الأفق القريب، الأمر الذي يشكل مزيدا من الضغط على الحكومة بسبب خروج عمال شركة الحليب "سنترال" للشارع مطالبين بإنقاذ مصيرهم ومورد رزقهم الذي أضحى مهددا بعد استغناء الشركة الفرنسية عن أزيد من 900 عامل.وشكل ظهور وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي، في الوقفة الاحتجاجية لعمال شركة الحليب التي استهدفتها المقاطعة، وهو يردد الشعارات،خطئا فادحا، أدى به إلى تقديم طلب إعفائه من مسؤوليته الحكومية ، معلنا بذلك، أنه أول ضحايا المقاطعة ، في انتظار ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة من تطورات.طابع سياسيويرى المحلل السياسي محمد شقير، أن حملة المقاطعة "تشكل حركة احتجاج جديدة في تاريخ الاحتجاجات بالمغرب"، مؤكدا أن اللجوء فيها إلى وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى نوع من الارتباك سواء داخل الحكومة أو الشركات الثلاث التي استهدفتها.وقال شقير ل" إيلاف المغرب"، إن المقاطعة إلى جانب طابعها الاقتصادي، كانت لها "رمزية سياسية" من خلال الشركات التي استهدفتها والموجودة في ملكية شخصيات مقربة من السلطة.وأضاف المحلل السياسي المغربي أن الطابع السياسي لحملة المقاطعة يتمثل أساسا في استهداف شركة أفريقيا غاز للمحروقات، التي يملكها عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ( مشارك في الحكومة )، والذي يعد من بين "أغنى الأغنياء بالمغرب ، وأحد المقربين من المربع الملكي، ومن القلائل الذين قاموا باستضافة الملك في أحد إفطارات رمضان".وزاد شقير قائلا ان أخنوش "كان الشخصية المحورية التي أدت إلى الانقلاب على رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران"، مشددا على أن كل هذه المعطيات "تجعل المقاطعة ذات طابع سياسي محض".وسجل المتحدث ذاته بأن استهانة الأطراف المعنية بحملة المقاطعة سواء الحكومة أو رؤساء الشركات التي قوطعت منتوجاتها، أدى طول أمدها إلى "إلحاق أضرار كبيرة بالشركات منها تراجع أسهمها في البورصة والخسائر المالية نتيجة تراكم السلع".زلزال سياسي ثانوأشار شقير إلى أن التغطية الإعلامية لحملة القاطعة التي شملت سلع هذه الشركات المعنية بها، أدى إلى خروج الحكومة بتصريحات تحاول من خلالها امتصاص غضب المقاطعين، والعمل على نوع من استدرار عطفهم بكون الحملة ستؤثر سلبا على معيشة الفلاحين ومع ذلك المقاطعة متواصلة.واعتبر شقير أن الوضع المشحون الناتج عن حملة المقاطعة، جعل من الوارد أن ينجم عن مضاعفاتها تعديل حكومي سيطيح ببعض الرؤوس داخل الحكومة، إلى جانب وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي الذي قدم طلب إعفائه، مثل وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد الذي نعت المقاطعين بالمداويخ ،وهو ما أدى إلى تأجيج المقاطعة".ولم تقف تكهنات الخبير المغربي عند هذا الحد، بل ذهب في تحليله إلى أن الاستغناء عن وزير الفلاحة والصيد البحري أخنوش، يبقى أمرا واردا، ويتوقف على مدى استمرار حملة المقاطعة إلى ما بعد شهر رمضان وتوسعها لتشمل منتجات وشركات أخرى في المراحل المقبلة.وقال شقير: "صانع القرار السياسي إذا أحس أن المقاطعة ستبقى مستمرة يمكن أن يضحي بمجموعة من الرؤوس بما فيها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أخنوش، الذي أصبح يمثل العاكس لهذه الحركية التي يعيشها المغرب"، معتبرا أن حدوث هذا السيناريو سيشكل "زلزالا سياسيا ثانيا يضرب حكومة سعد الدين العثماني، بعد إعفاء أربع وزراء على خلفية أحداث الحسيمة".ولفت شقير إلى أن هناك حالة من الترقب لذكرى عيد العرش ( عيد الجلوس)،الذي يصادف 30 يوليو من كل عام، حيث في حال استمرار المقاطعة يمكن للملك أن يتخذ بعض الإجراءات من بينها تعديل حكومي بالإضافة إلى تعيين مجلس المنافسة الذي يشكل أحد أهم مطالب حملة المقاطعة.السلطة والمالومن التداعيات السياسية الكبرى التي أثارتها حملة المقاطعة، إعادة فتح النقاش حول علاقة زواج السلطة بالمال وارتفاع الأصوات المنادية بالفصل بينهما، وهو أمر استبعد حدوثه المحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة.وقال بوخبزة ، وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، في اتصال هاتفي مع "إيلاف المغرب" إن من الصعب الحديث عن الاتجاه نحو فصل السلطة عن المال بالمغرب، لاعتبارات متعددة لخصها في أن "الممارسة السياسية مرتبطة في شق كبير منها بجانب المال".وأضاف بوخبزة أن شعار الفصل بين السلطة والمال برز في إطار التحول الذي حدث بعد حركة 20 فبراير لسنة 2011 (النسخة المغربية من الربيع العربي) وتم طرح هذا الشعار بشكل كبير، مسجلا أن هذا الشعار مرتبط بطبيعة اقتصاد المغرب الذي في جزء كبير منه موصول بما يسمى "اقتصاد الريع" ، وهو نوع من المزاوجة بين السلطة والمال.وأفاد المتحدث ذاته، بأن تحدي المزاوجة بين المال والسلطة لا يطرح بالنسبة للنظام السياسي وحده، ولكن "حتى الأحزاب السياسية معنية بهذا الموضوع وهي مطالبة بالقطع معه"، وأبرز أنه مع كل مناسبة انتخابية وبشكل مستمر "تلجأ إلى ما نسميه بالأعيان الذين لهم القدرة المالية والاقتصادية للفوز بالمقاعد".واعتبر بوخبزة أن زواج السلطة بالمال أمر بنيوي بالنسبة للنظام السياسي المغربي، والسلطة كما الأحزاب السياسية تعتمد كثيرا عليه، لذلك يقول: "يصعب الحديث عن فك الارتباط بينهما إذا لم يكن هناك نقاش مفتوح حول طبيعة النظام السياسي في المغرب".بداية فك الارتباطوأشار بوخبزة إلى أنه كلما كان التوجه نحو المزيد من الديمقراطية في المغرب كلما تعمق النقاش حول علاقة السلطة بالمال، مؤكدا أن ما ساهم في طرح الموضوع للنقاش بشكل أوسع وأكبر هو استهداف حملة المقاطعة لأخنوش "لأنه ولج عالم السياسة قادما من مجال المال ورجال الأعمال، وإذا لم يدخل السياسة كان سيكون في منأى عن المقاطعة وتبعاتها".وتوقع الأكاديمي المغربي بأن تستمر التحولات الجارية في الدفع نحو إعادة طرح مسألة ربط السلطة بالمال في المراحل المقبلة، مسجلا أن النظام السياسي المغربي اصبح يتوجه نحو الدمقرطة والمزيد من الانفتاح بعدما كان "موسوما بكثير من الانغلاق ،ولم يكن في فترات سابقة هذا الأمر مطروحا، غالبا ما كانت السلطة تفتح المجال نحو الثراء والثراء يفتح الأبواب للولوج إلى السلطة".وأوضح بوخبزة أن النقاش الدائر صحي بالنسبة للدولة والمجتمع، مؤكدا أن التحولات الكبرى التي جرت في المغرب "دائما تبدأ بطرح الملفات موضوع للنقاش وبعد ذلك يتم إعمال مخرجات هذا النقاش"، مستشهدا بما حدث في الخطة الوطنية لإدماج المرأة وما رافقها من نقاش ساخن في عهد حكومة التناوب برئاسة عبد الرحمن اليوسفي.وسجل بوخبزة بأن النقاش المثار حول مسألة الجمع بين المال والسلطة "قد يفضي إلى إحداث بعض التحولات التي تمهد لاعتماد بعض الإجراءات والخطوات نحو فك الارتباط بين السلطة والمال"، حسب قوله.رهان احتواء المقاطعةوتسارع الحكومة المغربية الخطى على أمل إنجاح محاولاتها المتكررة في احتواء الحملة الغير مسبوقة في تاريخ البلاد والحد من تداعياتها المتواصلة. في غضون ذلك ابرز شقير بأن رهان الدولة في احتواء الحملة يقوم أساسا على "عدم الإستجابة لمطالب هذه الحركة وبالأساس تخفيض أسعار المنتجات التي استهدفتها".وأكد شقير أن صانع القرار يرى أن تحقيق المقاطعة لهدف خفض أسعار المنتجات "يمكن أن يفتح الباب لمقاطعات أخرى ، ويسهم في تجذر فكر المقاطعة ليشمل منتوجات أخرى"، مسجلا أن الترويج لدعوات مقاطعة مهرجان موازين تدخل في هذا الإطار.وأضاف أنه في حال استمرت الحركية سيتم اللجوء إلى عدة إجراءات للتخفيف منها، إما على المستوى السياسي أو الاقتصادي، عبر فتح حوار اجتماعي جديد مع النقابات وهو ما ظهرت مؤشراته من خلال تصريحات رئيس الحكومة التي جاء فيها أن باب الحوار مفتوح أمام النقابات بعد فشل الجولات السابقة، حيث يمكن أن تتم الاستجابة فيه إلى بعض مطالبها.وأيا كانت نتائج وتداعيات حملة المقاطة التي تعيشها البلاد منذ 20 أبريل الماضي، في المستقبل، إلا أنها أثبتت مرة أخرى أن الشعب المغربي قادر على الإبداع في الدفاع عن نفسه ومطالبه أمام تحالف السلطة والمال وإحراج النظام السياسي والاقتصادي بالبلاد ودفعه نحو تغييرات اضطرارية سيكشف المستقبل شكلها وحجمها. 

عبد الله التجاني عن إيلاف

تواصل حملة المقاطعة غير المسبوقة التي استهدفت منتوجات ثلاث علامات تجارية أساسية بالمغرب إثارة المزيد من الصخب والاهتمام الواسع في الساحة السياسية بالبلاد، حيث أضحت تفرض نفسها بقوة على الحكومة ووزرائها الذين وجدوا أنفسهم من دون سابق إنذار وسط عاصفة هوجاء لا يعرف مآلها.ودخلت الحملة ، التي أعادت النقاش حول علاقة المال والسلطة بقوة إلى المشهد السياسي بالبلاد ، أسبوعها الثامن، ولا توجد مؤشرات لتوقفها في الأفق القريب، الأمر الذي يشكل مزيدا من الضغط على الحكومة بسبب خروج عمال شركة الحليب "سنترال" للشارع مطالبين بإنقاذ مصيرهم ومورد رزقهم الذي أضحى مهددا بعد استغناء الشركة الفرنسية عن أزيد من 900 عامل.وشكل ظهور وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي، في الوقفة الاحتجاجية لعمال شركة الحليب التي استهدفتها المقاطعة، وهو يردد الشعارات،خطئا فادحا، أدى به إلى تقديم طلب إعفائه من مسؤوليته الحكومية ، معلنا بذلك، أنه أول ضحايا المقاطعة ، في انتظار ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة من تطورات.طابع سياسيويرى المحلل السياسي محمد شقير، أن حملة المقاطعة "تشكل حركة احتجاج جديدة في تاريخ الاحتجاجات بالمغرب"، مؤكدا أن اللجوء فيها إلى وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى نوع من الارتباك سواء داخل الحكومة أو الشركات الثلاث التي استهدفتها.وقال شقير ل" إيلاف المغرب"، إن المقاطعة إلى جانب طابعها الاقتصادي، كانت لها "رمزية سياسية" من خلال الشركات التي استهدفتها والموجودة في ملكية شخصيات مقربة من السلطة.وأضاف المحلل السياسي المغربي أن الطابع السياسي لحملة المقاطعة يتمثل أساسا في استهداف شركة أفريقيا غاز للمحروقات، التي يملكها عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ( مشارك في الحكومة )، والذي يعد من بين "أغنى الأغنياء بالمغرب ، وأحد المقربين من المربع الملكي، ومن القلائل الذين قاموا باستضافة الملك في أحد إفطارات رمضان".وزاد شقير قائلا ان أخنوش "كان الشخصية المحورية التي أدت إلى الانقلاب على رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران"، مشددا على أن كل هذه المعطيات "تجعل المقاطعة ذات طابع سياسي محض".وسجل المتحدث ذاته بأن استهانة الأطراف المعنية بحملة المقاطعة سواء الحكومة أو رؤساء الشركات التي قوطعت منتوجاتها، أدى طول أمدها إلى "إلحاق أضرار كبيرة بالشركات منها تراجع أسهمها في البورصة والخسائر المالية نتيجة تراكم السلع".زلزال سياسي ثانوأشار شقير إلى أن التغطية الإعلامية لحملة القاطعة التي شملت سلع هذه الشركات المعنية بها، أدى إلى خروج الحكومة بتصريحات تحاول من خلالها امتصاص غضب المقاطعين، والعمل على نوع من استدرار عطفهم بكون الحملة ستؤثر سلبا على معيشة الفلاحين ومع ذلك المقاطعة متواصلة.واعتبر شقير أن الوضع المشحون الناتج عن حملة المقاطعة، جعل من الوارد أن ينجم عن مضاعفاتها تعديل حكومي سيطيح ببعض الرؤوس داخل الحكومة، إلى جانب وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي الذي قدم طلب إعفائه، مثل وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد الذي نعت المقاطعين بالمداويخ ،وهو ما أدى إلى تأجيج المقاطعة".ولم تقف تكهنات الخبير المغربي عند هذا الحد، بل ذهب في تحليله إلى أن الاستغناء عن وزير الفلاحة والصيد البحري أخنوش، يبقى أمرا واردا، ويتوقف على مدى استمرار حملة المقاطعة إلى ما بعد شهر رمضان وتوسعها لتشمل منتجات وشركات أخرى في المراحل المقبلة.وقال شقير: "صانع القرار السياسي إذا أحس أن المقاطعة ستبقى مستمرة يمكن أن يضحي بمجموعة من الرؤوس بما فيها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أخنوش، الذي أصبح يمثل العاكس لهذه الحركية التي يعيشها المغرب"، معتبرا أن حدوث هذا السيناريو سيشكل "زلزالا سياسيا ثانيا يضرب حكومة سعد الدين العثماني، بعد إعفاء أربع وزراء على خلفية أحداث الحسيمة".ولفت شقير إلى أن هناك حالة من الترقب لذكرى عيد العرش ( عيد الجلوس)،الذي يصادف 30 يوليو من كل عام، حيث في حال استمرار المقاطعة يمكن للملك أن يتخذ بعض الإجراءات من بينها تعديل حكومي بالإضافة إلى تعيين مجلس المنافسة الذي يشكل أحد أهم مطالب حملة المقاطعة.السلطة والمالومن التداعيات السياسية الكبرى التي أثارتها حملة المقاطعة، إعادة فتح النقاش حول علاقة زواج السلطة بالمال وارتفاع الأصوات المنادية بالفصل بينهما، وهو أمر استبعد حدوثه المحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة.وقال بوخبزة ، وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، في اتصال هاتفي مع "إيلاف المغرب" إن من الصعب الحديث عن الاتجاه نحو فصل السلطة عن المال بالمغرب، لاعتبارات متعددة لخصها في أن "الممارسة السياسية مرتبطة في شق كبير منها بجانب المال".وأضاف بوخبزة أن شعار الفصل بين السلطة والمال برز في إطار التحول الذي حدث بعد حركة 20 فبراير لسنة 2011 (النسخة المغربية من الربيع العربي) وتم طرح هذا الشعار بشكل كبير، مسجلا أن هذا الشعار مرتبط بطبيعة اقتصاد المغرب الذي في جزء كبير منه موصول بما يسمى "اقتصاد الريع" ، وهو نوع من المزاوجة بين السلطة والمال.وأفاد المتحدث ذاته، بأن تحدي المزاوجة بين المال والسلطة لا يطرح بالنسبة للنظام السياسي وحده، ولكن "حتى الأحزاب السياسية معنية بهذا الموضوع وهي مطالبة بالقطع معه"، وأبرز أنه مع كل مناسبة انتخابية وبشكل مستمر "تلجأ إلى ما نسميه بالأعيان الذين لهم القدرة المالية والاقتصادية للفوز بالمقاعد".واعتبر بوخبزة أن زواج السلطة بالمال أمر بنيوي بالنسبة للنظام السياسي المغربي، والسلطة كما الأحزاب السياسية تعتمد كثيرا عليه، لذلك يقول: "يصعب الحديث عن فك الارتباط بينهما إذا لم يكن هناك نقاش مفتوح حول طبيعة النظام السياسي في المغرب".بداية فك الارتباطوأشار بوخبزة إلى أنه كلما كان التوجه نحو المزيد من الديمقراطية في المغرب كلما تعمق النقاش حول علاقة السلطة بالمال، مؤكدا أن ما ساهم في طرح الموضوع للنقاش بشكل أوسع وأكبر هو استهداف حملة المقاطعة لأخنوش "لأنه ولج عالم السياسة قادما من مجال المال ورجال الأعمال، وإذا لم يدخل السياسة كان سيكون في منأى عن المقاطعة وتبعاتها".وتوقع الأكاديمي المغربي بأن تستمر التحولات الجارية في الدفع نحو إعادة طرح مسألة ربط السلطة بالمال في المراحل المقبلة، مسجلا أن النظام السياسي المغربي اصبح يتوجه نحو الدمقرطة والمزيد من الانفتاح بعدما كان "موسوما بكثير من الانغلاق ،ولم يكن في فترات سابقة هذا الأمر مطروحا، غالبا ما كانت السلطة تفتح المجال نحو الثراء والثراء يفتح الأبواب للولوج إلى السلطة".وأوضح بوخبزة أن النقاش الدائر صحي بالنسبة للدولة والمجتمع، مؤكدا أن التحولات الكبرى التي جرت في المغرب "دائما تبدأ بطرح الملفات موضوع للنقاش وبعد ذلك يتم إعمال مخرجات هذا النقاش"، مستشهدا بما حدث في الخطة الوطنية لإدماج المرأة وما رافقها من نقاش ساخن في عهد حكومة التناوب برئاسة عبد الرحمن اليوسفي.وسجل بوخبزة بأن النقاش المثار حول مسألة الجمع بين المال والسلطة "قد يفضي إلى إحداث بعض التحولات التي تمهد لاعتماد بعض الإجراءات والخطوات نحو فك الارتباط بين السلطة والمال"، حسب قوله.رهان احتواء المقاطعةوتسارع الحكومة المغربية الخطى على أمل إنجاح محاولاتها المتكررة في احتواء الحملة الغير مسبوقة في تاريخ البلاد والحد من تداعياتها المتواصلة. في غضون ذلك ابرز شقير بأن رهان الدولة في احتواء الحملة يقوم أساسا على "عدم الإستجابة لمطالب هذه الحركة وبالأساس تخفيض أسعار المنتجات التي استهدفتها".وأكد شقير أن صانع القرار يرى أن تحقيق المقاطعة لهدف خفض أسعار المنتجات "يمكن أن يفتح الباب لمقاطعات أخرى ، ويسهم في تجذر فكر المقاطعة ليشمل منتوجات أخرى"، مسجلا أن الترويج لدعوات مقاطعة مهرجان موازين تدخل في هذا الإطار.وأضاف أنه في حال استمرت الحركية سيتم اللجوء إلى عدة إجراءات للتخفيف منها، إما على المستوى السياسي أو الاقتصادي، عبر فتح حوار اجتماعي جديد مع النقابات وهو ما ظهرت مؤشراته من خلال تصريحات رئيس الحكومة التي جاء فيها أن باب الحوار مفتوح أمام النقابات بعد فشل الجولات السابقة، حيث يمكن أن تتم الاستجابة فيه إلى بعض مطالبها.وأيا كانت نتائج وتداعيات حملة المقاطة التي تعيشها البلاد منذ 20 أبريل الماضي، في المستقبل، إلا أنها أثبتت مرة أخرى أن الشعب المغربي قادر على الإبداع في الدفاع عن نفسه ومطالبه أمام تحالف السلطة والمال وإحراج النظام السياسي والاقتصادي بالبلاد ودفعه نحو تغييرات اضطرارية سيكشف المستقبل شكلها وحجمها. 

عبد الله التجاني عن إيلاف



اقرأ أيضاً
العجز التجاري بالمغرب ينكمش 14.6% مع تراجع واردات الطاقة
قال مكتب الصرف في المغرب، الجمعة، إن العجز التجاري للمغرب انكمش 14.6 بالمئة إلى 61.9 مليار درهم (6.15 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، بفضل انخفاض واردات الطاقة وزيادة صادرات قطاع السيارات. وقال المكتب إن الواردات انخفضت أربعة بالمئة مقارنة بالعام الماضي إلى 175.4 مليار درهم بينما زادت الصادرات ثلاثة بالمئة إلى 113.5 مليار درهم. وانخفضت واردات المغرب من الطاقة 13.6 بالمئة إلى 28 مليار درهم بعد انخفاض الأسعار في السوق الدولية. وبلغت واردات القمح 5.6 مليار درهم مسجلة ارتفاعا بنسبة عشرة بالمئة، في حين تراجعت واردات الأمونيا، وهي عنصر أساسي في إنتاج الأسمدة، 22 بالمئة إلى 2.2 مليار درهم. وأعلن المغرب، الذي يمتلك أكبر احتياطي من الفوسفات في العالم، تراجعا 2.3 بالمئة في صادرات المعدن ومشتقاته ومنها الأسمدة إلى 17.6 مليار درهم. وسجل المغرب ارتفاعا في صادرات قطاع السيارات 13 بالمئة إلى 38.3 مليار درهم إذ يوجد في البلاد مقرات رئيسية لستيلانتس ورينو. وتراجعت عوائد السياحة، التي تعد عنصرا رئيسيا في تدفق العملة الصعبة للمغرب، 5.1 بالمئة إلى 23.7 مليار درهم، في حين انخفضت تحويلات المغاربة المقيمين في الخارج 0.4 بالمئة إلى 27.4 مليار درهم.
إقتصاد

ارتفاع البطالة في المغرب إلى ‭13.7‬% في الربع الأول
أظهرت إحصائيات رسمية اليوم الجمعة أن معدل البطالة في المغرب ارتفع إلى 13.7% في الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي مقابل 12.9 خلال نفس الفترة من العام الماضي، وذلك في ظل تداعيات أسوأ موجة جفاف يشهدها المغرب منذ أكثر من أربعة عقود. وقالت المندوبية السامية للتخطيط في نشرة تلقت رويترز نسخة منها إن "وضعية سوق الشغل، لا تزال تعاني من آثار الجفاف" إذ فقدت السوق 159 ألف فرصة عمل بالوسط القروي فيما تم استحداث 78 ألف وظيفة بالوسط الحضري "ليتراجع الحجم الإجمالي للشغل 80 ألف منصب". كما أظهرت الإحصائيات أن "قطاع الفلاحة والغابة والصيد فقد 206 آلاف منصب". وارتفع عدد العاطلين ما بين الربع الأول من 2023 وحتى الربع الأول من 2024 بواقع 96 ألف شخص، 59 ألفا بالوسط الحضري و38 ألفا بالوسط القروي، إلى مليون و645 ألف شخص على المستوى الوطني. وزاد معدل البطالة من 17.1% في الوسط الحضري إلى 17.6% بزيادة 0.5%، ومن 5.7% إلى 6.8% في الوسط القروي بزيادة 1.1%. وارتفعت البطالة في الفئة العمرية بين 15 و24 عاما إلى 35.9%، ووصلت بين الأشخاص الحاصلين على شهادة إلى 20.3% وبين النساء إلى نحو 20%.
إقتصاد

سحب شحنات من الزعتز المغربي بفرنسا بسبب “السالمونيلا”
أعلنت شركة التوزيع الألمانية مترو، قبل أيام، سحب عدة شحنات من الزعتر المغربي الملوث بالسالمونيلا في جميع نقاط بيعها بفرنسا، حسب تقارير إخبارية فرنسية. وأشار موقع "Rappel Conso" الحكومي إلى أن الزعتر الذي يحمل العلامة التجارية "Metro Chef" غير صالح للاستهلاك لأنه يحتوي على السالمونيلا. وأضاف المصدر ذاته، أن الموزع الألماني قرر بناءا على نتائج الفحوصات سحب عدة شحنات من هذا المنتج المعد للبيع في ما يقرب من 100 نقطة بيع في جميع أنحاء فرنسا. ويتعلق الأمر بالمنتجات التي تحمل الأرقام المرجعية الآتية : LF24097 وLF24100 وLF24101 وLF24102 وLF24103، والتي يتم بيعها في أكياس سعة 30 جرامًا مع عبارة "أعشاب عطرية طازجة". وطُرحت هذه العينات من الزعتز المغربي في السوق الفرنسية بين 7 و 15 أبريل الماضي. ويمكن أن يسبب استهلاك المنتجات التي تحتوي على السالمونيلا اضطرابًا في الجهاز الهضمي (الإسهال والقيء)، مصحوبًا بالحمى والصداع. وتظهر هذه الأعراض بعد 6 إلى 72 ساعة من تناولها وتكون أكثر وضوحًا "عند الأطفال الصغار والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة وكبار السن"، كما يوضح رابيل كونسو.
إقتصاد

شركة بريطانية تشرع رسميا في حفر بئر “غوفريت” للغاز بالمغرب
بدأت شركة التنقيب البريطانية شاريوت عمليات الحفر لبئر RZK1 بالمغرب اليوم الخميس، في إطار مشروع "غوفريت" لاستكشاف الغاز الطبيعي في رخصة لوكوس البرية بحوض الغرب. أعلن دنكان والاس، المدير الفني لشركة شاريوت، في بيان صحفي مرفق بفيديو للمستثمرين، أن بدء أعمال الحفر يمثل بداية مثيرة لحملات الحفر المخطط لها في عام 2024. من المتوقع أن يحتوي مشروع "غوفريت" على 10 مليارات قدم مكعب من الغاز في الهدف الرئيسي، مع وجود هدف عميق آخر قد يحتوي على 26 مليار قدم مكعب من الغاز، وفقا للبيانات الزلزالية المعاد معالجتها. تشير التقديرات العامة إلى وجود حوالي 100 مليار قدم مكعب من الموارد المحتملة للغاز الطبيعي عبر رخصة لوكوس بأكملها. تعد عملية الحفر في "غوفريت" الأولى من بين عمليتي حفر مثيرتين تخطط لهما شركة شاريوت في المغرب هذا العام، حيث ستبدأ الشركة في وقت قريب حفر أخرى في رخصة ليكسوس البحرية بالشراكة مع شركة إنرجيان البريطانية للتنقيب عن الغاز. وقد تم الانتهاء من اتفاقيات الشراكة بين الشركتين في أبريل الماضي، بعد الإعلان عنها في ديسمبر 2023. في تعليقه على بدء عمليات الحفر، قال دنكان والاس: "أود أن أشكر فرق الحفر والتشغيل لدينا، وكذلك ONHYM، الذين ساعدونا في التحضير لهذه العملية في غضون 10 أشهر فقط من منح الترخيص الأولي". وأضاف: "نتطلع إلى إجراء المزيد من عمليات الحفر على الترخيص في الأسابيع المقبلة". تعد هذه التطورات خطوة هامة نحو تعزيز إمكانات المغرب في قطاع الطاقة، حيث تهدف البلاد إلى تنويع مصادر الطاقة وخفض الاعتماد على واردات الطاقة.
إقتصاد

شركة أمريكية تنضم لمشروع الكابل البحري بين المغرب وإنجلترا
انضمت شركة "جي إي فيرنوفا" الأمريكية الشمالية، إلى قائمة الشركات العالمية المهتمة بمشروع الكابل البحري الطاقي بين المغرب وبريطانيا، حسب ما نشرته تقارير اقتصادية. وأضافت المصادر ذاتها، أن الشركة المذكورة، تتمتع بموقع جيد للمساهمة من خلال محفظتها الجماعية وتقديم مشاريع عالمية واسعة النطاق في قطاعات طاقة الرياح والكهرباء. وأعلنت شركة "Xlinks First" عن انضمام الشركة الأمريكية، في مؤتمر صحفي. تأسست الشركة، التي يقع مقرها في كامبريدج بالولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة لإعادة هيكلة أعمال الطاقة لشركة جنرال إلكتريك. وتتمتع بخبرة واسعة في توفير حلول التمويل للمساعدة في تحقيق مشاريع الطاقة، وبهذه الخطوة، تنضم جنرال إلكتريك فيرنوفا إلى مستثمرين آخرين في قطاع الطاقة، بما في ذلك شركة طاقة، وتوتال إنيرجيز، وأوكتوبس إنيرجي، ومؤسسة التمويل الإفريقية. وقبل أشهر أطلقت شركة Xlinks المسؤولة عن المشروع عرضا لاختيار الشركات التي ستقوم بالدراسات اللازمة لتنفيذ المشروع الذي يمتد طوله 3800 كيلومتر وبكلفة قد تصل إلى 16 مليار جنيه إسترليني. ووفقا لشركة “Offshore Energy”، تهدف دراسات المشروع إلى استشراف الظروف البيئية البحرية والجيوفيزيائية والجيوتقنية، التي ستمتد من خلالها هذه القناة على طول 3800 كيلومتر، حيث سيتعين على الشركات المترشحة الاهتمام بمعالجة ورسم الخرائط وإنتاج البيانات اللازمة لتنفيذ المشروع. مشروع الكابل البحري سينقل الطاقة من 10.5 غيغاوات من مزارع الطاقة الشمسية والريحية في المغرب إلى المملكة المتحدة، وسيزود المشروع 7 ملايين منزل بريطاني بالطاقة، وسيتم تنفيذ مد الكابلات في عام 2025، وينتظر إنهاء النصف الأول من المشروع في عام 2027 بينما ينتهي الباقي في سنة 2029.
إقتصاد

صندوق النقد: نمو اقتصاد المغرب سيصل إلى 3.5% في سنوات قليلة
توقع صندوق النقد الدولي ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي للمغرب تدريجياً، ليصل إلى 3.5 بالمئة خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك بدعم من استمرار تنفيذ أجندة الإصلاح الهيكلي. وأضاف صندوق النقد الدولي في بيان، الأربعاء، أن الاقتصاد المغربي يواصل إبداء مرونة في مواجهة الصدمات.وكان المغرب قد خفض توقعات النمو الاقتصادي للعام الجاري إلى 3.2 بالمئة، مع تأثر البلاد من مواسم الجفاف المتتالية، فضلا عن آثار الخسائر التي تكبدتها بسبب جائحة كورونا، وفق المندوبية السامية للتخطيط. وكان صندوق النقد قد حث بنك المغرب المركزي، في فبراير الماضي، على تحديد هدف للتضخم مع انحسار الضغوط التي تسهم في رفع أسعار السلع والمواد الغذائية. وقال الصندوق في بيان آنذاك بمناسبة انتهاء مهمة بعثته الحالية في البلاد "مع استمرار انخفاض التضخم، يتعين على بنك المغرب أن يستأنف انتقاله إلى إطار وضع هدف للتضخم". وحث الصندوق حكومة الرباط على تحسين إيراداتها الضريبية لتعزيز "ضبط أوضاع المالية العامة" على المدى المتوسط، مع توسيع نطاق الحصول على الرعاية الاجتماعية. وتوقع زيادة فرص العمل بدعم إصلاح الشركات المملوكة للدولة وزيادة دور القطاع الخاص في الاستثمار ومكافحة الفساد ومعالجة الممارسات التي تقوض المنافسة.
إقتصاد

تحويلات مغاربة العالم تفوق27 مليار درهم عند متم مارس
شهدت تحويلات مغاربة العالم، خلال متم شهر مارس 2024، انخفاضا طفيفا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، غير أنها تظل في مستويات مرتفعة مقارنة بما كانت عليه في السابق. ويتجلى من بيانات التقرير الشهري لمكتب الصرف الصادر اليوم الخميس 2 ماي 2024، حول مؤشرات المبادلات الخارجية، أن تحويلات مغاربة العام تراجعت بنسبة 0,4 في المائة، في متم مارس الماضي، كي تبلغ 27,44 مليار درهم، مقابل 27,55 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي. وتبرز بيانات مكتب الصرف أن تلك التحويلات تضاعفت تقريبا في متم مارس من العام الحالي والعام الماضي، مقارنة بما كانت عليه في الفترة نفسها من عام 2020، حيث كانت وصلت في بداية الأزمة الصحية إلى 14,71 مليار درهم. وكانت تحويلات مغاربة العالم، سجلت في متم سنة 2023 تطورا ملحوظا مقارنة بسنة 2022، بحيث وصلت هذه التحويلات إلى 115,15 مليار درهم، مقابل 110,72 مليار درهم المسجلة في متم سنة 2022. وتوقع بنك المغرب، بعد اجتماع مجلسه في مارس الماضي، أن تظل تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج في مستويات مرتفعة، أي 116,5 مليار درهم في العام الحالي، قبل أن تقفز إلى 122,4 مليار درهم في العام المقبل. وكان البنك الدولي لاحظ في آخر تقرير له حول الهجرة والتنمية بأن تدفقات التحويلات المالية لمغاربة العالم نحو المملكة تجاوزت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، مما وفر مصدرا حيويا للدخل للأسر المغربية خلال جائحة كوفيد-19، كما أن وتيرة التحويلات عرفت زيادة كبيرة خلال العام المنصرم، مفسرا ذلك بتضامن المغاربة المقيمين بالخارج مع بلدهم الأم بعد زلزال 8 شتنبر.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 03 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة