مراكش

رسالة المثقفين الشجعان : ورثة الاستعمار الجديد يتممون مخططات الاستعمار التقليدي


محمد السريدي نشر في: 11 يونيو 2018

أثار تحويل جزء من جنان الحارثي إلى متحف و معرض للتوابل و الشاي ، من طرف المجلس الجماعي لمراكش ، جدلا كبيرا و ارتفعت أصوات المعارضين ، سواء عبر الفضاء الأزرق او عبر مقالات صحفية ، بعضها أصر على تأييد قرار المجلس البلدي ، في الوقت الذي ارتفعت أصوات المنددين بالمشروع ، قبل أن يتدخل محمد صبري، والي جهة مراكش- آسفي بالنيابة، لرفض المصادقة على مقرر المجلس الجماعي القاضي بتحويل الحديقة التاريخية " الحارثي " إلى متجر كبير لعرض وبيع التوابل والشاي .وفي هذا الصدد تقدم " كش 24 " قراءة للاستاذ الباحث عبد الصادق شحيمة لنيل دبلوماسي الدراسات العليا المعمقة سنة 2006 في تحقيق مخطوط " التنقيب على ما في المقامات من الغريب " لابن ظفر الصقلي ، الكاتب العام السابق لفرع حركة الشبيبة الديمقراطية بورزازات ، و من مؤسسي الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة بمراكش .مدينة مراكش في تاريخها العريق كما يخبرنا بذلك كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار بقعة أرضية عبارة عن مخافة يعترض فيها اللصوص القوافل التجارية ، يطير فيها الطائر فيسقط من العطش والرمضاء ،وبفضل المرابطين تحولت المدينة إلى جنات غناء ،الأمر الذي عملت دولة الموحدين على تطويره والاستمرارية فيه .... كان ذلك بفضل نظام للري "هو المعروف بنظام الخطارات " الذي اقترح من طرف مهندسين أندلسيين في مقدمتهم عبد الله بن يونس ،والذي سينضاف إليه لاحقا نظام "السواقي " من جبال الأطلس،الشيء الذي نتج عنه العديد من الجنان والعراصي ( الجنانات والعراصي ) ،هذه التي تعددت وتنوعت ملكياتها ،حيث كان منها ما هو في ملك السلاطين والأمراء ،أو في ملك الوزراء والعلماء ،أو في ملك بعض المتصوفة ،أو حتى الطبقات المتوسطة والفقيرة ، ومنها ما كان ملكا خاصا ،ومنها ما تم تحبيسه على الأضرحة والمساجد ،ودور العلم والمدارس وكراسي العلماء ،ومناصب القضاء والحيوانات .والملاحظ أن أجود هذه العراصي والجنان قد آلت نزعا أو أخذا أو شراء لشخصيات نافذة لها سلطة بالمدينة كما هو الشأن بالنسبة لأحمد بن موسى (باحماد) ،أو التهامي الكلاوي وبوستة باشا المدينة ،والمختار بنعبيد نائب قنصل اسبانيا ،والطاهر الغنجاوي نائب قنصل انجلترا .وإذا كان الاستعمار الفرنسي بعد فرض الحماية على المغرب قد سن سياسة توزيع الأراضي على المعمرين الأجانب ،وفي مقدمتهم المقيمون العامون ،فإن مدينة مراكش لم تسلم من هذه الممارسة الكولونيالية ،بل شملت أجود أراضيها وعرصاتها وجنانها . وعوضا عن أن تسن مجالسنا منذ الاستقلال وإلى الآن ممارسة بديلة تراعي مصالح البلاد والعباد ، خرج المجلس بمقرر جهنميجديد بصدد ما تبقى من جنان المدينة ،إنه جنا ن الحارثي في قلبها النابض ،حيث حبك للتفويت إخراج مسرحي جديد عنوانه متحف للشاي كأننا الصين في الإنتاج أو التسويق .وحتى لا أتحدث كمراكشي عن مجموعة من الجنان أقمنا فيها نزها ،وقطفنا منا ثمارا ،وقضينا فيها طفولة وشبابا يعز نظيرها عند أبنائنا وفلذات أكبادنا ،إذ باستطاعة كل المراكشيين فعل ذلك ،أشير على سبيل المثال لا الحصر إلى الجنان القريبة من مسقط رأسي باب أيلان ،وما آلت إليه في فترات متلاحقة ،وفي مقدمتها جنان ابن درا ،وجنان بالقاضي ،وجنان ماسي ،وجنان التونسي ،وجنان ابن الكحيلي ،إنها الجنان التي تحول البعض منها إلى سكن صفيحي ،وأوكار للدعارة وبيع الخمور والمخدرات وقطاع الطرق ،واغتنى بواسطتها سماسرة العقار وحماتهم من ذوي النفوذ والسلطة .لقد آل الدور على جنان الحارثي ،وبطرق ملتوية اشتم منها المراكشيون الشرفاء ،جميعا وبدون استثناء،إلا عرابو المدينة رائحة الرأسمالية المتوحشة ،ونتانة الجشع والتغول ،فأين هم عقلاء مجلسنا الموقر من مفهوم التنمية المستدامة وعنصر البيئة وما يلعبه من أثر إيجابي فيها .ولنضف إلى ما تضمنته رسالة الأستاذ الجليل أحمد شحلان " مقدرين فيه شهامته وشجاعته وهو يتوجه إلى عمدة المدينة ،ومعترفين له بحق الأستاذية أستاذا لمادة العبرية ،ومنوهين بأخلاقه العالية وصدق سريرته وصفاء قيمه ، ابنا من أبناء هذه المدينة البررة ، ورثة ابن رشد ... " للذين لا يعرفون جنان الحارثي وقيمته الرمزية .

أثار تحويل جزء من جنان الحارثي إلى متحف و معرض للتوابل و الشاي ، من طرف المجلس الجماعي لمراكش ، جدلا كبيرا و ارتفعت أصوات المعارضين ، سواء عبر الفضاء الأزرق او عبر مقالات صحفية ، بعضها أصر على تأييد قرار المجلس البلدي ، في الوقت الذي ارتفعت أصوات المنددين بالمشروع ، قبل أن يتدخل محمد صبري، والي جهة مراكش- آسفي بالنيابة، لرفض المصادقة على مقرر المجلس الجماعي القاضي بتحويل الحديقة التاريخية " الحارثي " إلى متجر كبير لعرض وبيع التوابل والشاي .وفي هذا الصدد تقدم " كش 24 " قراءة للاستاذ الباحث عبد الصادق شحيمة لنيل دبلوماسي الدراسات العليا المعمقة سنة 2006 في تحقيق مخطوط " التنقيب على ما في المقامات من الغريب " لابن ظفر الصقلي ، الكاتب العام السابق لفرع حركة الشبيبة الديمقراطية بورزازات ، و من مؤسسي الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة بمراكش .مدينة مراكش في تاريخها العريق كما يخبرنا بذلك كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار بقعة أرضية عبارة عن مخافة يعترض فيها اللصوص القوافل التجارية ، يطير فيها الطائر فيسقط من العطش والرمضاء ،وبفضل المرابطين تحولت المدينة إلى جنات غناء ،الأمر الذي عملت دولة الموحدين على تطويره والاستمرارية فيه .... كان ذلك بفضل نظام للري "هو المعروف بنظام الخطارات " الذي اقترح من طرف مهندسين أندلسيين في مقدمتهم عبد الله بن يونس ،والذي سينضاف إليه لاحقا نظام "السواقي " من جبال الأطلس،الشيء الذي نتج عنه العديد من الجنان والعراصي ( الجنانات والعراصي ) ،هذه التي تعددت وتنوعت ملكياتها ،حيث كان منها ما هو في ملك السلاطين والأمراء ،أو في ملك الوزراء والعلماء ،أو في ملك بعض المتصوفة ،أو حتى الطبقات المتوسطة والفقيرة ، ومنها ما كان ملكا خاصا ،ومنها ما تم تحبيسه على الأضرحة والمساجد ،ودور العلم والمدارس وكراسي العلماء ،ومناصب القضاء والحيوانات .والملاحظ أن أجود هذه العراصي والجنان قد آلت نزعا أو أخذا أو شراء لشخصيات نافذة لها سلطة بالمدينة كما هو الشأن بالنسبة لأحمد بن موسى (باحماد) ،أو التهامي الكلاوي وبوستة باشا المدينة ،والمختار بنعبيد نائب قنصل اسبانيا ،والطاهر الغنجاوي نائب قنصل انجلترا .وإذا كان الاستعمار الفرنسي بعد فرض الحماية على المغرب قد سن سياسة توزيع الأراضي على المعمرين الأجانب ،وفي مقدمتهم المقيمون العامون ،فإن مدينة مراكش لم تسلم من هذه الممارسة الكولونيالية ،بل شملت أجود أراضيها وعرصاتها وجنانها . وعوضا عن أن تسن مجالسنا منذ الاستقلال وإلى الآن ممارسة بديلة تراعي مصالح البلاد والعباد ، خرج المجلس بمقرر جهنميجديد بصدد ما تبقى من جنان المدينة ،إنه جنا ن الحارثي في قلبها النابض ،حيث حبك للتفويت إخراج مسرحي جديد عنوانه متحف للشاي كأننا الصين في الإنتاج أو التسويق .وحتى لا أتحدث كمراكشي عن مجموعة من الجنان أقمنا فيها نزها ،وقطفنا منا ثمارا ،وقضينا فيها طفولة وشبابا يعز نظيرها عند أبنائنا وفلذات أكبادنا ،إذ باستطاعة كل المراكشيين فعل ذلك ،أشير على سبيل المثال لا الحصر إلى الجنان القريبة من مسقط رأسي باب أيلان ،وما آلت إليه في فترات متلاحقة ،وفي مقدمتها جنان ابن درا ،وجنان بالقاضي ،وجنان ماسي ،وجنان التونسي ،وجنان ابن الكحيلي ،إنها الجنان التي تحول البعض منها إلى سكن صفيحي ،وأوكار للدعارة وبيع الخمور والمخدرات وقطاع الطرق ،واغتنى بواسطتها سماسرة العقار وحماتهم من ذوي النفوذ والسلطة .لقد آل الدور على جنان الحارثي ،وبطرق ملتوية اشتم منها المراكشيون الشرفاء ،جميعا وبدون استثناء،إلا عرابو المدينة رائحة الرأسمالية المتوحشة ،ونتانة الجشع والتغول ،فأين هم عقلاء مجلسنا الموقر من مفهوم التنمية المستدامة وعنصر البيئة وما يلعبه من أثر إيجابي فيها .ولنضف إلى ما تضمنته رسالة الأستاذ الجليل أحمد شحلان " مقدرين فيه شهامته وشجاعته وهو يتوجه إلى عمدة المدينة ،ومعترفين له بحق الأستاذية أستاذا لمادة العبرية ،ومنوهين بأخلاقه العالية وصدق سريرته وصفاء قيمه ، ابنا من أبناء هذه المدينة البررة ، ورثة ابن رشد ... " للذين لا يعرفون جنان الحارثي وقيمته الرمزية .



اقرأ أيضاً
عاجل.. وفاة غامضة لمتشرد في الشارع العام بواحة سيدي ابراهيم
لقي مشرد مصرعه على مستوى دوار عنق الجمل التابع لجماعة واحة سيدي ابراهيم، قبل قليل من زوال يومه الجمعة 11 يوليوز الجاري، حيث شوهد ان الراحل وهو يتجول بين دواوير جماعة واحة سيدي ابراهيم دون مأوى. ‏‎ووفق المعطيات التي توصلت بها كشـ24، فقد عثر على الضحية جثة هامدة مفترشا الأرض، تحت نخلة بالدوار المذكور، بعدما اتخذها ملجأ له. ‏‎وفور علمها بالموضوع، انتقلت السلطة المحلية، إلى مكان الحادث، في انتظار وصول عناصر الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي واحة سيدي ابرهيم، وعناصر الوقاية المدنية، بدورها، لمعاينة جثة الهالك وفتح تحقيق لمعرفة حيثيات الوفاة، ونقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات لإخضاعها للتشريح الطبي.
مراكش

من ناس الغيوان إلى ديزي دروس.. “Summer Series” تجمع نجوم بارزين في مراكش
تتحول مدينة مراكش هذا الصيف إلى وجهة موسيقية تستقطب عشاق الفن المغربي الأصيل والعصري، من خلال حفلات "Summer Series" التي تنطلق لأول مرة، في Blast Marrakech، ابتداء من 17 يوليوز إلى غاية 30 غشت 2025، في حدث فني تنظمه شركة Wanaut Originals بشراكة مع Blast Marrakech. وفي كل جمعة وسبت، سيستضيف مسرح Blast حفلا موسيقيا يحتفي بالأجواء الصيفية حتى نهاية غشت. وستشهد هذه الحفلات 14 أمسية مميزة مخصصة للموسيقى المغربية بمختلف أجيالها، ببرنامج يناسب الجمهور الواسع ويجمع بين جودة الصوت وأجواء الاستمتاع، وفق بلاغ للمنظمين. وحسب المصد ذاته، ستُفتتح سلسلة الحفلات يوم 17 يوليوز بحدث يتجلى في عودة فرقة "ناس الغيوان"، المجموعة العريقة التي طبعت الموسيقى الشعبية المغربية منذ السبعينات، وكانت صوت جيل التمرد والالتزام، ليكون حضورها رمزاً لذاكرة موسيقية حيّة. وفي 19 يوليوز، ستقدم فرقة "هوبا هوبا سبيريت"، أيقونة الروك البيضاوي، أمسية تمزج بين الإيقاعات الحماسية، والكلمات الدارجة، والنقد الاجتماعي اللاذع، لتعكس على مدى أكثر من عقدين صوت الشباب الحضري المغربي بكل تعقيداته. ومن أبرز الأسماء المرتقبة أيضا: - 8 غشت : المعلم حميد القصري، نجم الفن الكناوي العريق، المعروف بتعاونه الدولي مع فنانين كبار (مثل سناركي بابي وماركيس ميلر). - 16 غشت : أحمد سلطان، رائد الـAfrobian Soul، الذي خلق بصمة موسيقية خاصة تجمع اللغات والأساليب بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي. - 23 غشت : منال، أيقونة البوب للجيل الجديد، التي أصبحت من أكثر الفنانات تأثيراً بفضل عالمها المتميز وإنتاجاتها الجريئة والتزامها بقضايا المرأة. - 30 غشت: ديزي دروس، الاسم البارز في الراب المغربي المعاصر، المعروف بنصوصه اللاذعة وأدائه المبهر الذي أعاد تعريف قواعد هذا الفن. ويحتفي برنامج "Summer Series"  أيضاً بالأصوات الموسيقية الأكثر جرأة وحريّة وتفرداً. وإلى جانب الأسماء البارزة، ستعتلي الخشبة أسماء تحمل لغات فنية خاصة وتكسر الحدود بين الأنواع الموسيقية: - 25 يوليوز: دادا، مغني الراب حامل راية مدينة أكادير والهوية الأمازيغية. - 2 غشت: مورين وغيثة كمال، صوتان نسائيان في أجواء الـ"شاتا" والأفروبيت. - 9 غشت: شوبي وفتاح، أيقونة الراب المحلي من الفرقة الشهيرة "شايفين" مع فنان واعد على نفس الخشبة. -  فاتح غشت : فهد بنشمسي أند ذا لالاس، مشروع فني يمزج بين طاقة فن كناوة وإيقاعات الشعبي في عرض جماعي حيوي.
مراكش

بعد مقال كشـ24.. سلطات سيدي يوسف بن علي تزيل كتابات “قنطرة المعدن”
تفاعلت سلطات سيدي يوسف بن علي بسرعة وجدية مع ما نشر على في مقال لـ "كشـ24" بتاريخ 10 يوليوز الجاري، تحت عنوان "كتابات حائطية "خطيرة" بجدران قنطرة "المعدن" بمراكش". وقامت السلطات بإزالة جميع الكتابات التي تم توثيقها على جدران القنطرة، التي وصفت بـ "الخطيرة" نظرا لمضمونها الذي يثير استغراب المواطنين.  
مراكش

بالڤيديو.. تصريح مؤثر لإخوة كمال: “قالي عتقني بغاو يقتلوني”
في تصريح مؤثر لـ"كشـ24"، كشف إخوة كمال، الذي  توفي في ظروف غامضة بمراكش، عن تفاصيل آخر ما صرح به الضحية قبل اختفائه.
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 11 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة