مجتمع

رفاق الهايج بمراكش: عاينا انتهاكات لجميع أجيال حقوق الإنسان وتوصلنا بأزيد من 200 شكاية


كشـ24 نشر في: 13 فبراير 2017


أكد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمنارة، أن الوضع الحقوقي بمدينة مراكش خلال سنة 2016 لا يختلف عن واقع الحقوق والحريات على الصعيد الوطني.

وأضاف الفرع في تصريح صحافي خلال اللقاء الذي نظمه أمس الأحد 12 فبراير الجاري، لتسليط الضوء على واقع حقوق الإنسان بمدينة مراكش خلال سنة 2016، أنه عاين انتهاكات لجميع أجيال حقوق الانسان بل تواترا للانتهاكات ، وتجوزت الشكايات والإفادات التي توصل بها 200 شكاية لم يتمكن من معالجتها جميعا.

نص التصريح الصحفي كاملا:

الجمعية المغربية لحقوق الانسان
فرع المنارة مراكش
تصريح صحفي للقاء المنظم يوم 12 فبراير 2017 لتسليط الضوء على واقع حقوق الإنسان بمدينة مراكش خلال سنة 2016
السيدات والسادة ممثلي وسائل الاعلام
السيدات والسادة ممثلي الهيآت الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني
السيدات والسادة ضحايا الانتهاكات، أيها الحضور الكريم
يشرفنا في المكتب المحلي لفرع مراكش المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن نرحب بكم في إطار هذا اللقاء، الذي ننظمه اليوم من أجل تسليط الضوء على المستجدات الأخيرة المرتبطة بالانتهاكات الخطيرة للعديد من الحقوق والحريات المنصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والتي تعهدت الدولة المغربية من خلال الدستور الحالي باحترامها. ذلك، أن خطاب الدولة المغربية سواء في الداخل، أو عبر المحافل الدولية مثل مجلس حقوق الإنسان بجنيف، ولجنة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي وغيرها، ما انفك يروج لكونها قد قطعت مع الماضي الأليم للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وبأنها تتقيد بهذه الأخيرة كما هي متعارف عليها عالميا، كما أن السلطات المحلية تتعقب أية خطوة أو فضح لانتهاكات حقوق الإنسان وتسارع الى تكذيبها او احتوائها بدل معالجتها.
إن الوضع الحقوقي بمدينة مراكش خلال سنة 2016 لا يختلف عن واقع الحقوق والحريات على الصعيد الوطني، وقد لمسنا وعاينا انتهاكات لجميع أجيال حقوق الانسان بل تواترا للانتهاكات ، وما حجم الشكايات والإفادات التي توصل بها الفرع والتي تتجاوز 200، لم نتمكن من معالجتها جميعا ،إلا دليل على حجم التراجع عن إعمال الحقوق والحريات الأساسية للمواطنات والمواطنين، وسعي السلطات المحلية الى قضم هامش الحريات الذي تحقق بفضل نضالات الحركات الاحتجاجية والقوى الديمقراطية، ويمكن إجمال مجالات الانتهاك على الشكل التالي :
حرية التظاهر السلمي.
حرية الرأي والتعبير.
الحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي.
حماية المدافعين- ات عن حقوق الإنسان.
الاعتقال التعسفي
المحاكمة العادلة
الشطط في استعمال السلطة
ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وخاصة الحق في التعليم، الصحة، الشغل، اللجوء والتجمع، السكن اللائق وما المستوى المعيشي الذي يضمن الكرامة.
محاربة الفساد وأعمال الشفافية ومحاربة هدر واختلاس المال العام واعتماد الحكامة الاقتصادية.
صيانة وتقوية حقوق الطفل وحمايته من كل أشكال الاستغلال
ضمان حقوق المرأة والتوجه لإعمال المساواة بين الجنسين
إن الازدواجية في الخطاب، والتباعد القائم بينه وبين الواقع كما يتجسد عبر ممارسات السلطات وأجهزة الدولة ومؤسساتها في انتهاك هذه الحقوق بشكل يومي يبدو قاعدة تفند الخطاب الرسمي. إن الانتكاسة التي تعرفها الحريات والحقوق الأساسية لعموم المواطنات والمواطنين أصبحت مثيرة للقلق، ونجملها حسب متابعتنا عن كثب للوضع الحقوقي على مستوى المدينة ، أو من خلال ما توصلنا به من شكايات وإفادات أو ما عايناه، في الحق في التنظيم والحق في التجمعات العمومية، الحريات النقابية ، الحق في العمل القار والأجر العادل والحماية من التسريحات والطرد، وأيضاً الحق في السكن اللائق والحق في التنمية والبيئة السليمة. وكذا حقوق الطفل والمرأة. ولا يكاد يخلو مجال من مجالات حقوق الانسان من الانتهاكات التي وصلت الى حد انتهاك الحريات الفرية.
أيها السيدات والسادة، لقد تابعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش عدة انتهاكات همت الحقوق المدنية والسياسية وعلى رأسها الحق في الاحتجاج والتظاهر السلمي والتعبير، واللجوء المتكرر والمنهجي لاستعمال القوة والعنف من طرف السلطات العمومية ضد المواطنين والمواطنات.
لقد كانت الجمعية عبر مناضلاتها ومناضليها دائمة الحضور في احتجاجات العديد من الفئات خاصة احتجاجات الأساتذة المتدربين والأطر التربوية والإدارية خريجو البرنامج الحكومي عشرة آلاف إطار. وقد سجلت الجمعية غياب محاور من طرف الدولة وتعاطيها السلبي مع هذه الاحتجاجات التي تضمنت أشكالا احتجاجية غير مسبوقة هددت حق المحتجين المقدس في الحياة.
لقد تابعت الجمعية كذلك وباهتمام بالغ الأحداث التي عرفها الحي الجامعي بمراكش يوم 19 ماي ومحيطه. وأعدت تقريرا مفصلا حول الحصار الأمني والتدخل العنيف للقوات العمومية الذي نتج عنه قمع لمسيرة سلمية للطلبة المطالبين بصرف منحتهم الجامعية ومواجهات بين القوات العمومية وبعض الطلبة خلفت العديد من الاعتقالات حددت في 13 معتقلا ضمنهم طالبة، إضافة الى إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الطلبة, واعتقال ومحاكمة الطلبة سواء الذين اعتقلوا يوم 19 ماي او الذين اعتقلوا بناء على محاضر استنادية، كما تابعت الجمعية العديد من الاضرابات عن الطعام للمعتقلين السياسيين بسجني بولنهارز والاوداية.
كما أن السنة الماضية اتسمت باستمرار استهداف خاص للجمعية المغربية لحقوق الإنسان من خلال حرمان فرعها الجهوي لمراكش من وصل الإيداع القانوني رغم صدور أحكام قضائية ابتدائية واستئنافية ضد قرارات السلطات المحلية برفض تسلم الملف، وأيضاً حرمان فرع المنارة مراكش من الاستفادة من القاعات العمومية، ووصل إيداع ملفه القانوني رغم حكم المحكمة الإدارية ضد الدولة والسلطات المحلية. ونفس الشطط في استعمال السلطة وإنكار القانون المنظم للجمعيات طال اللجنة المحلية التابعة للفرع بمنطقة سيد الزوين، ولم تتوقف السلطات عند حد خرق قانون الجمعيات بل تتجاوز ذلك الى التضييق على مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة في محاولة لمنعهم من مزاولة مهامهم من خلال التحرش بهم أو تهديدهم أثناء رصدهم لانتهاكات حقوق الانسان أو دعمهم ومساندتهم للحركات الاحتجاجية المطلبية.
أما في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وإذا كنّا كجمعية رحبنا بعرض بعض قضايا الفساد المالي وهدر واختلاس المال والملك العمومي، فان الأحكام القضائية كانت مخيبة للآمال ولم ترق في نظرنا الى التصدي للظاهرة ووضع حد للإفلات من العقاب في الجرائم الاقتصادية والاجتماعية. ومن القضايا التي لمسنا فيها عودة قوية للانتهاكات، مجال إعمال الحق في التنمية وتمكين المواطنات والمواطنين من البنيات التحتية الضرورية والحق في الماء وحماية المجال الطبيعي ووضع حد للاستغلال المكثف للمقاولة دون استفادة الساكنة من أية مداخيل أو برامج تنموية، وأيضاً تعميق التهميش والعزلة والاقصاء للهوامش والمناطق الفقيرة، ومركزا جميع الإصلاحات والنصيب الأكثر من الاستثمارات في المناطق السياحية التي تستقبل العديد من التظاهرات الدولية.
ولن نجازف اذا قلنا ان بعض المشاريع التي تم التطبيل لها فشلت فشلا ذريعا على مستوى مدينة مراكش، كبناء مدينة تامنصورت والترويج لها كمدينة للمستقبل في حين تفتقد الى أبسط مقومات المراكز الحضرية من ماء صالح للشرب وضعف الربط بالشبكة الكهربائية والغياب المطلق للمرافق الخاصة بالصحة، وضعف الأمن والامان، وافتقارها بالمطلق للمؤسسات الإنتاجية أو أية مؤسسات قادرة على توفير الشغل.
ومن الانتهاكات التي تابعها فرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الانسان ، ديماغوجية الخطاب حول الحق في البيئة السليمة بمناسبة المؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية كوب 22 الذي احتضنته مراكش وسط تذمر ساكنة العزوزية من التلوث الناتج عن محطة تصفية المياه العادمة، وساكنة أغمات من كارثة بيئية أدت الى تلوث المياه الجوفية ورحيل العديد من الساكنة وتدمير الزراعة، كما تعرف منطقة سيد الزوين والمناطق القريبة أخطار بيئية جمة بينها التلوث وتغيير مورفولوجية المنطقة عن طريق الاستغلال العشوائي وغير القانوني للمقالع.
وفي مجال احترام حقوق الشغيلة ،فالسمة الغالبة تغييب حقوق العمال والعاملات ،والتنكر لاعمال الاتفاقيات الدولية ذات الصلة ومدونة الشغل، وماحجم التسريحات الجماعية خاصة في قطاع السياحة الا دليل على محاولة تحميل الازمة الاقتصادية للشغيلة، كما وقفت الجمعية على الاستغلال المكثف للعمال عبر ما يسمى المقاولة من الباطن او شركات المناولة التي لا تعير اي اهتمام للقواعد والضوابط القانونية ،حيث لا يتم اعمال الحد الادنى للاجر، ولا وجود للتصريح لذى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بل حتى العلاقات الاجرية يصعب اثباتها، ولنا في شركات الحراسة والنظافة وبعض الخدمات اكبر دليل على ذلك، مما يقوي الهشاشة في مجال التشغيل ويحول الحق في الشغل الى سلعة ضدا على اتفاقيات منظمة العمل الدولية.
يعتبر الدخول المدرسي للموسم الحالي كارثيا بكل المقاييس، ووقفت الجمعية على حجم الاحتجاجات التي خاضها اباء وامهات التلاميذ على حرمان الاطفال من حقهم في التعليم، وقد استمر الخصاص وحرمان العديد من التلاميذ من الدراسة ،او تقليص المدة الزمنية للتعلم طيلة الدورة الاولى، وبالتالي فالدولة تبقى مسؤولة عن هدر الزمن المدرسي، اما فيما ما يتعلق بالجودة فلا يمكن التفكير فيها، لان الهم كان هو توفير مقعد للتلميذ ،حيث وصل الاكتظاظ مستويات قياسية الى درجة ان القاعات لم تعد تتسع للاحتضان التلاميذ المكدسين ، حيث الطاولة اصبحت مخصصة لثلاث تلاميذ الى درجة اصبحلوا ينعثون الفصل بالزنزانة، واصبح التلاميذ مجبرين على حمل وسادات للجلوس .كما الغي التفويج. ويبدو ان تخلي الدولة عن تقوية المدرسة العمومية والحفاظ على دورها الاساسي في العملية التعليمية والتعلمية ، ممارسة تستهدف تقزيم ادوار المدرسة العمومية ، وإعطاء انطباع بانها فاشلة وغير مؤهلة للتربية والتكوين ،وبالتالي الدفع نحو الخوصصة.
وقد تابعنا من الخلال الحضور الدائم والرصد والمعاينة ،حرمان الالاف من الاطفال في تعليم جيد ، ووقفنا على الارتجالية في تدبير القطاع والتي وصلت حد الاقرار بالازمة دون التوفر على بدائل لاعمال حق اساسي. كما وقفت الجمعية على التفاوت الواضح بين الأحياء الراقية والهوامش وااعالم القروي. ان الحديث عن ضمان مجانية واجبارية التعليم الاساسي لا يعدو ان يكون سوى ارقام ونسب مفروغة من اية حمولة تعليمية وتعلمية.
اما بالنسبة للتعليم العالي فواقع جامعة القاضي عياض التي يروج منذ سنوات انه سيتم نقلها لتامنصورت ببناء مركب جامعي على مساحة 165 هكتار، نظرا لانها تعيش اكتظاظا غير مسبوق، ذلك انها اصبحت تستقبل ما يفوق 200 %من طاقتها الاستعابية في بعض الكليات. كما انه يغلب عليها الطابع الامني ، حيث تتمركز القوات العمومية بشكل دائم بمحيط كليتي الحقوق والاداب والحي الجامعي تحسبا لاية احتجاجات او مطالب للطلبة.
اما الحق في الصحة فقد وقفت الجمعية مرارا على الاختلالات البنيوية للقطاع، وضعف الخدمات، وسوء المعاملة واهدار كرامة المرضى خاصة حاملي بطاقة راميد وغير المؤمنين على المرض، وقلة الاطر والتجهيزات وضعف الامكانيات المرصودة للقطاع، وقد عاينت الجمعية احتجاجات للمرضى امام المستشفيات.
وفي مجال الحق في السكن الائق ،فان رفع شعار مراكش مدينة بدون صفيح، وبرنامج اعادة هيكلة بعض الدواوير ،لم تكن سوى شعارات للاستهلاك، فالعديد من الاقامات المسلمة للمواطنين بعد الاداء تفتقد للجودة ولم تحترم ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات ،كحالة اقامات الامان بتامنصورت، والعديد من الاقامات بالجوامعية بنف المنطقة، واقامات الامام الشافعي بالمحاميد، وبعض الاقامات بابواب مراكش. كما سجلت الجمعية تماطل الجهات المختصة في تطبيق العديد من المحاضر الموقعة مع الساكنة والتي تروم تمكين المواطنين من حقهم في السكن ،كحالة حي يوسف بن تاشفين المعلقة مطالبهم المتفق عليها منذ فبراير 2011، ودوار علي بن اعيش منذ 2012، واقصاء دوار حاحا من اعادة الهيكلة، وغياب الاهتمام بالمآت من الدور الايلة للسقود داخل اسوار المدينة العتيقة وابتي تنجم عنها انهيارات في موسم الامطار.
كما أن واقع حقوق الإنسان في مراكش يتسم بتواتر حالات الاستغلال الجنسي للأطفال ، واعتماد القضاء على إصدار أحكام مخففة وأحيانا إفلات المغتصبين من أي عقاب، هذه الظاهرة التي أصبحت تأخذ أبعادا خطيرة قد تعيد المدينة الى واجهة المدن المشهورة بالبيدوفليا أو السياحة الجنسية. أما واقع حقوق المرأة فليس أفضل حالا. وللإشارة فقد توجهنا بطلب لقاء للسيد وكيل الملك من أجل تدارس استفحال ظاهرة العنف ضد المرأة لكننا لم نتلقى منه جوابا، خاصة مع تنامي زاهرة العنف الزوجي، وفي الشارع العام. اما التحرش الجنسي بالنساء فقد اضحى ممارسة عادية في ظل غياب قانون واضح لذلك.فاذا كانت النساء تعيل حوالي 30% من الاسر فان النساء العاملات في المنطقة الصناعية سيدي غانم يجدن صعوبة في التنقل لغياب ربط باقي أجزاء المدينة بالمنطقة الصناعية بحافلات النقل العمومي، كنا ان العاملات الزراعيات يتنقلن فجر كل يوم نحو الضيعات الفلاحية في شروط غير انسانية .
السيدات والسادة ، لقد قامت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش، لمواجهة هذه الوضعية المقلقة لحقوق الانسان بالمدينة بعدة مبادرات واجراءات وخطوات نضالية وترافعية، من خلال المكاتبات ، والرسائل الخاصة والمفتوحة للدوائر المختصة، وانجاز التقارير والتصريحات والبلاغات، ومؤازرة بعض الضحايا أمام القضاء، وسجلنا تجاوب بعض الجهات بردها على مراسلاتنا، كما ان بعض الملفات عرفت طريقها نحو الحل، واُخرى فتحت فيها تحقيقات، وبعضها سارعت الجهات المختصة الى احتوائها ولوم الضحايا على التوجه للجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة، كما قامت الجمعية بتقديم استشارات في ملفات وقضايا توصلت بشكايات بشأنها لأنها لا تدخل ضمن اختصاصاتها.
لقد لمسنا تعاونا كبيرا من طرف وسائل الاعلام الوطنية والمحلية، ودعما قويا من المحامين المتطوعين للنيابة عن الضحايا باسم الجمعية، وأنه رغم شُح إمكانياتنا المالية وعدم استفادتنا من الدعم المخصص من طرف المجلس الجماعي، فإن احتضان الجمعية من طرف المواطنات والمواطنين وثقتهم فيها يعد أكبر راس مال يمكن الاعتزاز به وحافزا يدفعنا الى مزيد من النضال والعمل للدفاع عن حقوق الانسان الكونية والشمولية ،حماية و نهوضا.
عن المكتب
12 فبراير 2017


أكد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمنارة، أن الوضع الحقوقي بمدينة مراكش خلال سنة 2016 لا يختلف عن واقع الحقوق والحريات على الصعيد الوطني.

وأضاف الفرع في تصريح صحافي خلال اللقاء الذي نظمه أمس الأحد 12 فبراير الجاري، لتسليط الضوء على واقع حقوق الإنسان بمدينة مراكش خلال سنة 2016، أنه عاين انتهاكات لجميع أجيال حقوق الانسان بل تواترا للانتهاكات ، وتجوزت الشكايات والإفادات التي توصل بها 200 شكاية لم يتمكن من معالجتها جميعا.

نص التصريح الصحفي كاملا:

الجمعية المغربية لحقوق الانسان
فرع المنارة مراكش
تصريح صحفي للقاء المنظم يوم 12 فبراير 2017 لتسليط الضوء على واقع حقوق الإنسان بمدينة مراكش خلال سنة 2016
السيدات والسادة ممثلي وسائل الاعلام
السيدات والسادة ممثلي الهيآت الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني
السيدات والسادة ضحايا الانتهاكات، أيها الحضور الكريم
يشرفنا في المكتب المحلي لفرع مراكش المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن نرحب بكم في إطار هذا اللقاء، الذي ننظمه اليوم من أجل تسليط الضوء على المستجدات الأخيرة المرتبطة بالانتهاكات الخطيرة للعديد من الحقوق والحريات المنصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والتي تعهدت الدولة المغربية من خلال الدستور الحالي باحترامها. ذلك، أن خطاب الدولة المغربية سواء في الداخل، أو عبر المحافل الدولية مثل مجلس حقوق الإنسان بجنيف، ولجنة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي وغيرها، ما انفك يروج لكونها قد قطعت مع الماضي الأليم للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وبأنها تتقيد بهذه الأخيرة كما هي متعارف عليها عالميا، كما أن السلطات المحلية تتعقب أية خطوة أو فضح لانتهاكات حقوق الإنسان وتسارع الى تكذيبها او احتوائها بدل معالجتها.
إن الوضع الحقوقي بمدينة مراكش خلال سنة 2016 لا يختلف عن واقع الحقوق والحريات على الصعيد الوطني، وقد لمسنا وعاينا انتهاكات لجميع أجيال حقوق الانسان بل تواترا للانتهاكات ، وما حجم الشكايات والإفادات التي توصل بها الفرع والتي تتجاوز 200، لم نتمكن من معالجتها جميعا ،إلا دليل على حجم التراجع عن إعمال الحقوق والحريات الأساسية للمواطنات والمواطنين، وسعي السلطات المحلية الى قضم هامش الحريات الذي تحقق بفضل نضالات الحركات الاحتجاجية والقوى الديمقراطية، ويمكن إجمال مجالات الانتهاك على الشكل التالي :
حرية التظاهر السلمي.
حرية الرأي والتعبير.
الحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي.
حماية المدافعين- ات عن حقوق الإنسان.
الاعتقال التعسفي
المحاكمة العادلة
الشطط في استعمال السلطة
ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وخاصة الحق في التعليم، الصحة، الشغل، اللجوء والتجمع، السكن اللائق وما المستوى المعيشي الذي يضمن الكرامة.
محاربة الفساد وأعمال الشفافية ومحاربة هدر واختلاس المال العام واعتماد الحكامة الاقتصادية.
صيانة وتقوية حقوق الطفل وحمايته من كل أشكال الاستغلال
ضمان حقوق المرأة والتوجه لإعمال المساواة بين الجنسين
إن الازدواجية في الخطاب، والتباعد القائم بينه وبين الواقع كما يتجسد عبر ممارسات السلطات وأجهزة الدولة ومؤسساتها في انتهاك هذه الحقوق بشكل يومي يبدو قاعدة تفند الخطاب الرسمي. إن الانتكاسة التي تعرفها الحريات والحقوق الأساسية لعموم المواطنات والمواطنين أصبحت مثيرة للقلق، ونجملها حسب متابعتنا عن كثب للوضع الحقوقي على مستوى المدينة ، أو من خلال ما توصلنا به من شكايات وإفادات أو ما عايناه، في الحق في التنظيم والحق في التجمعات العمومية، الحريات النقابية ، الحق في العمل القار والأجر العادل والحماية من التسريحات والطرد، وأيضاً الحق في السكن اللائق والحق في التنمية والبيئة السليمة. وكذا حقوق الطفل والمرأة. ولا يكاد يخلو مجال من مجالات حقوق الانسان من الانتهاكات التي وصلت الى حد انتهاك الحريات الفرية.
أيها السيدات والسادة، لقد تابعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش عدة انتهاكات همت الحقوق المدنية والسياسية وعلى رأسها الحق في الاحتجاج والتظاهر السلمي والتعبير، واللجوء المتكرر والمنهجي لاستعمال القوة والعنف من طرف السلطات العمومية ضد المواطنين والمواطنات.
لقد كانت الجمعية عبر مناضلاتها ومناضليها دائمة الحضور في احتجاجات العديد من الفئات خاصة احتجاجات الأساتذة المتدربين والأطر التربوية والإدارية خريجو البرنامج الحكومي عشرة آلاف إطار. وقد سجلت الجمعية غياب محاور من طرف الدولة وتعاطيها السلبي مع هذه الاحتجاجات التي تضمنت أشكالا احتجاجية غير مسبوقة هددت حق المحتجين المقدس في الحياة.
لقد تابعت الجمعية كذلك وباهتمام بالغ الأحداث التي عرفها الحي الجامعي بمراكش يوم 19 ماي ومحيطه. وأعدت تقريرا مفصلا حول الحصار الأمني والتدخل العنيف للقوات العمومية الذي نتج عنه قمع لمسيرة سلمية للطلبة المطالبين بصرف منحتهم الجامعية ومواجهات بين القوات العمومية وبعض الطلبة خلفت العديد من الاعتقالات حددت في 13 معتقلا ضمنهم طالبة، إضافة الى إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الطلبة, واعتقال ومحاكمة الطلبة سواء الذين اعتقلوا يوم 19 ماي او الذين اعتقلوا بناء على محاضر استنادية، كما تابعت الجمعية العديد من الاضرابات عن الطعام للمعتقلين السياسيين بسجني بولنهارز والاوداية.
كما أن السنة الماضية اتسمت باستمرار استهداف خاص للجمعية المغربية لحقوق الإنسان من خلال حرمان فرعها الجهوي لمراكش من وصل الإيداع القانوني رغم صدور أحكام قضائية ابتدائية واستئنافية ضد قرارات السلطات المحلية برفض تسلم الملف، وأيضاً حرمان فرع المنارة مراكش من الاستفادة من القاعات العمومية، ووصل إيداع ملفه القانوني رغم حكم المحكمة الإدارية ضد الدولة والسلطات المحلية. ونفس الشطط في استعمال السلطة وإنكار القانون المنظم للجمعيات طال اللجنة المحلية التابعة للفرع بمنطقة سيد الزوين، ولم تتوقف السلطات عند حد خرق قانون الجمعيات بل تتجاوز ذلك الى التضييق على مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة في محاولة لمنعهم من مزاولة مهامهم من خلال التحرش بهم أو تهديدهم أثناء رصدهم لانتهاكات حقوق الانسان أو دعمهم ومساندتهم للحركات الاحتجاجية المطلبية.
أما في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وإذا كنّا كجمعية رحبنا بعرض بعض قضايا الفساد المالي وهدر واختلاس المال والملك العمومي، فان الأحكام القضائية كانت مخيبة للآمال ولم ترق في نظرنا الى التصدي للظاهرة ووضع حد للإفلات من العقاب في الجرائم الاقتصادية والاجتماعية. ومن القضايا التي لمسنا فيها عودة قوية للانتهاكات، مجال إعمال الحق في التنمية وتمكين المواطنات والمواطنين من البنيات التحتية الضرورية والحق في الماء وحماية المجال الطبيعي ووضع حد للاستغلال المكثف للمقاولة دون استفادة الساكنة من أية مداخيل أو برامج تنموية، وأيضاً تعميق التهميش والعزلة والاقصاء للهوامش والمناطق الفقيرة، ومركزا جميع الإصلاحات والنصيب الأكثر من الاستثمارات في المناطق السياحية التي تستقبل العديد من التظاهرات الدولية.
ولن نجازف اذا قلنا ان بعض المشاريع التي تم التطبيل لها فشلت فشلا ذريعا على مستوى مدينة مراكش، كبناء مدينة تامنصورت والترويج لها كمدينة للمستقبل في حين تفتقد الى أبسط مقومات المراكز الحضرية من ماء صالح للشرب وضعف الربط بالشبكة الكهربائية والغياب المطلق للمرافق الخاصة بالصحة، وضعف الأمن والامان، وافتقارها بالمطلق للمؤسسات الإنتاجية أو أية مؤسسات قادرة على توفير الشغل.
ومن الانتهاكات التي تابعها فرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الانسان ، ديماغوجية الخطاب حول الحق في البيئة السليمة بمناسبة المؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية كوب 22 الذي احتضنته مراكش وسط تذمر ساكنة العزوزية من التلوث الناتج عن محطة تصفية المياه العادمة، وساكنة أغمات من كارثة بيئية أدت الى تلوث المياه الجوفية ورحيل العديد من الساكنة وتدمير الزراعة، كما تعرف منطقة سيد الزوين والمناطق القريبة أخطار بيئية جمة بينها التلوث وتغيير مورفولوجية المنطقة عن طريق الاستغلال العشوائي وغير القانوني للمقالع.
وفي مجال احترام حقوق الشغيلة ،فالسمة الغالبة تغييب حقوق العمال والعاملات ،والتنكر لاعمال الاتفاقيات الدولية ذات الصلة ومدونة الشغل، وماحجم التسريحات الجماعية خاصة في قطاع السياحة الا دليل على محاولة تحميل الازمة الاقتصادية للشغيلة، كما وقفت الجمعية على الاستغلال المكثف للعمال عبر ما يسمى المقاولة من الباطن او شركات المناولة التي لا تعير اي اهتمام للقواعد والضوابط القانونية ،حيث لا يتم اعمال الحد الادنى للاجر، ولا وجود للتصريح لذى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بل حتى العلاقات الاجرية يصعب اثباتها، ولنا في شركات الحراسة والنظافة وبعض الخدمات اكبر دليل على ذلك، مما يقوي الهشاشة في مجال التشغيل ويحول الحق في الشغل الى سلعة ضدا على اتفاقيات منظمة العمل الدولية.
يعتبر الدخول المدرسي للموسم الحالي كارثيا بكل المقاييس، ووقفت الجمعية على حجم الاحتجاجات التي خاضها اباء وامهات التلاميذ على حرمان الاطفال من حقهم في التعليم، وقد استمر الخصاص وحرمان العديد من التلاميذ من الدراسة ،او تقليص المدة الزمنية للتعلم طيلة الدورة الاولى، وبالتالي فالدولة تبقى مسؤولة عن هدر الزمن المدرسي، اما فيما ما يتعلق بالجودة فلا يمكن التفكير فيها، لان الهم كان هو توفير مقعد للتلميذ ،حيث وصل الاكتظاظ مستويات قياسية الى درجة ان القاعات لم تعد تتسع للاحتضان التلاميذ المكدسين ، حيث الطاولة اصبحت مخصصة لثلاث تلاميذ الى درجة اصبحلوا ينعثون الفصل بالزنزانة، واصبح التلاميذ مجبرين على حمل وسادات للجلوس .كما الغي التفويج. ويبدو ان تخلي الدولة عن تقوية المدرسة العمومية والحفاظ على دورها الاساسي في العملية التعليمية والتعلمية ، ممارسة تستهدف تقزيم ادوار المدرسة العمومية ، وإعطاء انطباع بانها فاشلة وغير مؤهلة للتربية والتكوين ،وبالتالي الدفع نحو الخوصصة.
وقد تابعنا من الخلال الحضور الدائم والرصد والمعاينة ،حرمان الالاف من الاطفال في تعليم جيد ، ووقفنا على الارتجالية في تدبير القطاع والتي وصلت حد الاقرار بالازمة دون التوفر على بدائل لاعمال حق اساسي. كما وقفت الجمعية على التفاوت الواضح بين الأحياء الراقية والهوامش وااعالم القروي. ان الحديث عن ضمان مجانية واجبارية التعليم الاساسي لا يعدو ان يكون سوى ارقام ونسب مفروغة من اية حمولة تعليمية وتعلمية.
اما بالنسبة للتعليم العالي فواقع جامعة القاضي عياض التي يروج منذ سنوات انه سيتم نقلها لتامنصورت ببناء مركب جامعي على مساحة 165 هكتار، نظرا لانها تعيش اكتظاظا غير مسبوق، ذلك انها اصبحت تستقبل ما يفوق 200 %من طاقتها الاستعابية في بعض الكليات. كما انه يغلب عليها الطابع الامني ، حيث تتمركز القوات العمومية بشكل دائم بمحيط كليتي الحقوق والاداب والحي الجامعي تحسبا لاية احتجاجات او مطالب للطلبة.
اما الحق في الصحة فقد وقفت الجمعية مرارا على الاختلالات البنيوية للقطاع، وضعف الخدمات، وسوء المعاملة واهدار كرامة المرضى خاصة حاملي بطاقة راميد وغير المؤمنين على المرض، وقلة الاطر والتجهيزات وضعف الامكانيات المرصودة للقطاع، وقد عاينت الجمعية احتجاجات للمرضى امام المستشفيات.
وفي مجال الحق في السكن الائق ،فان رفع شعار مراكش مدينة بدون صفيح، وبرنامج اعادة هيكلة بعض الدواوير ،لم تكن سوى شعارات للاستهلاك، فالعديد من الاقامات المسلمة للمواطنين بعد الاداء تفتقد للجودة ولم تحترم ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات ،كحالة اقامات الامان بتامنصورت، والعديد من الاقامات بالجوامعية بنف المنطقة، واقامات الامام الشافعي بالمحاميد، وبعض الاقامات بابواب مراكش. كما سجلت الجمعية تماطل الجهات المختصة في تطبيق العديد من المحاضر الموقعة مع الساكنة والتي تروم تمكين المواطنين من حقهم في السكن ،كحالة حي يوسف بن تاشفين المعلقة مطالبهم المتفق عليها منذ فبراير 2011، ودوار علي بن اعيش منذ 2012، واقصاء دوار حاحا من اعادة الهيكلة، وغياب الاهتمام بالمآت من الدور الايلة للسقود داخل اسوار المدينة العتيقة وابتي تنجم عنها انهيارات في موسم الامطار.
كما أن واقع حقوق الإنسان في مراكش يتسم بتواتر حالات الاستغلال الجنسي للأطفال ، واعتماد القضاء على إصدار أحكام مخففة وأحيانا إفلات المغتصبين من أي عقاب، هذه الظاهرة التي أصبحت تأخذ أبعادا خطيرة قد تعيد المدينة الى واجهة المدن المشهورة بالبيدوفليا أو السياحة الجنسية. أما واقع حقوق المرأة فليس أفضل حالا. وللإشارة فقد توجهنا بطلب لقاء للسيد وكيل الملك من أجل تدارس استفحال ظاهرة العنف ضد المرأة لكننا لم نتلقى منه جوابا، خاصة مع تنامي زاهرة العنف الزوجي، وفي الشارع العام. اما التحرش الجنسي بالنساء فقد اضحى ممارسة عادية في ظل غياب قانون واضح لذلك.فاذا كانت النساء تعيل حوالي 30% من الاسر فان النساء العاملات في المنطقة الصناعية سيدي غانم يجدن صعوبة في التنقل لغياب ربط باقي أجزاء المدينة بالمنطقة الصناعية بحافلات النقل العمومي، كنا ان العاملات الزراعيات يتنقلن فجر كل يوم نحو الضيعات الفلاحية في شروط غير انسانية .
السيدات والسادة ، لقد قامت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش، لمواجهة هذه الوضعية المقلقة لحقوق الانسان بالمدينة بعدة مبادرات واجراءات وخطوات نضالية وترافعية، من خلال المكاتبات ، والرسائل الخاصة والمفتوحة للدوائر المختصة، وانجاز التقارير والتصريحات والبلاغات، ومؤازرة بعض الضحايا أمام القضاء، وسجلنا تجاوب بعض الجهات بردها على مراسلاتنا، كما ان بعض الملفات عرفت طريقها نحو الحل، واُخرى فتحت فيها تحقيقات، وبعضها سارعت الجهات المختصة الى احتوائها ولوم الضحايا على التوجه للجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة، كما قامت الجمعية بتقديم استشارات في ملفات وقضايا توصلت بشكايات بشأنها لأنها لا تدخل ضمن اختصاصاتها.
لقد لمسنا تعاونا كبيرا من طرف وسائل الاعلام الوطنية والمحلية، ودعما قويا من المحامين المتطوعين للنيابة عن الضحايا باسم الجمعية، وأنه رغم شُح إمكانياتنا المالية وعدم استفادتنا من الدعم المخصص من طرف المجلس الجماعي، فإن احتضان الجمعية من طرف المواطنات والمواطنين وثقتهم فيها يعد أكبر راس مال يمكن الاعتزاز به وحافزا يدفعنا الى مزيد من النضال والعمل للدفاع عن حقوق الانسان الكونية والشمولية ،حماية و نهوضا.
عن المكتب
12 فبراير 2017


ملصقات


اقرأ أيضاً
حقوقي لكش24: الهجرة غير الشرعية أزمة مركبة تستوجب تدخلا شاملا
اعتبر علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية تعد من أبرز التحديات التي تؤرق المجتمعات، إذ لم تعد حكرا على دول معينة، بل باتت معضلة تعاني منها مختلف دول العالم، موضحا أن هذه الظاهرة تتشابك فيها عوامل اقتصادية واجتماعية وديمغرافية، لكنها في جوهرها تعبير عن رغبة شريحة واسعة من الشباب في البحث عن فرص عيش أفضل. وسجل شتور في تصريحه لموقع كشـ24، أن شعور الغيرة لدى بعض الأسر والشباب تجاه أقرانهم العائدين من تجارب هجرة ناجحة، خاصة حين تترجم تلك النجاحات إلى تحسن مادي واجتماعي ظاهر، يذكي لديهم الرغبة في خوض التجربة ذاتها، حتى وإن كانت عبر طرق غير شرعية ومحفوفة بالمخاطر. وأضاف المتحدث ذاته، أن الدور المنوط بالحكومة اليوم يجب أن يتجاوز منطق التحذير والتوعية فقط، إلى بلورة سياسات عملية موجهة تستهدف فئة الشباب والمناطق الهشة، من خلال تعزيز برامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي، وتوسيع قاعدة المستفيدين من مبادرات التمويل الصغرى، بما من شأنه أن يحصن الأسر الفقيرة من الوقوع فريسة لوهم الهجرة الذي يسوقه سماسرة الاتجار بالبشر، ممن يستغلون هشاشة الشباب واندفاعهم، ويقدمون لهم الوهم على أنه خلاص. وأكد مصرحنا، أن جشع شبكات تهريب البشر هو في حد ذاته محفز قوي لاستمرار الظاهرة، ما يستوجب، حسب قوله، مواجهة متعددة الأبعاد، تشمل إلى جانب التوعية، إجراءات تهدف إلى إعادة بناء الثقة بين الشباب ووطنهم، وتغذية روح الانتماء، وغرس قيم المواطنة الحقيقية، وتحفيزهم على التمسك ببلدهم، وعدم التفريط فيه مهما كانت الإغراءات أو الإكراهات. وختم شتور تصريحه بدعوة كافة الفاعلين، من أحزاب سياسية، ومؤسسات تعليمية، وإعلام، ومجتمع مدني، إلى تحمل مسؤولياتهم الجماعية في مواجهة هذه الظاهرة، عبر تحليل أسبابها العميقة، وتفكيك خطابها الزائف، واستشراف آثارها على المدى المتوسط والبعيد، بما يضمن مقاربة واقعية ومنصفة لملف الهجرة غير النظامية.
مجتمع

الامن ينهي نشاط سارق دراجات نارية بمراكش
تمكنت عناصر الدائرة 20 بعد منتصف ليلة امس الاربعاء 2 يوليو مدعومة من طرف طاقم مجموعة التدخلات من ايقاف شاب من ذوي السوابق على مستوى شارع الحجاز بحي المحاميد. وحسب مصدر أمني لـ كشـ24 فإن الموقوف ينشط في مجال سرقة الدراجات النارية على مستوى احياء المحاميد، و قد جاء ايقافه بعد عملية ترصد و استثمار لمجموعة من المعطيات بعد تحريات امنية مكثفة. ووفق المصادر ذاتها العملية الامنية مكنت من استعادة دراجتين ناريتين كما تمت احالة المعني بالامر على الشرطة القضائية بناءً على تعليمات النيابة العامة في انتظار انطلاق محاكمته.
مجتمع

شاب يعتصم فوق خزان مائي ببني ملال للمطالبة بفتح تحقيق في قضية وفاة والده
اهتمام كبير للرأي العام المحلي بمدينة بني ملال بالشاب الذي قرر، في خطوة غريبة، تنفيذ اعتصام مفتوح مع التهديد بالانتحار، فوق خزان مائي معروف بالمدينة، للمطالبة بفتح تحقيق في ملابسات وفاة والده.ويقول هذا الشاب، وهو في عقده الرابع، بأن والده المتقاعد تعرض لجريمة قتل، وتم تخريب ممتلكاته البنكية والإدارية وسرقة منزله والاستحواذ عليه.وقرر بعد احتجاجات سابقة أن يصعد إلى أعلى هذا الخزان المائي، منذ حوالي عشرة أيام، حيث دخل في اعتصام مفتوح بدون ماء ولا طعام، وهو ما يهدد حياته، خاصة في ظل الحرارة المرتفعة، تشير فعاليات محلية.ولم تنجح مساعي بذلت من أجل إقناعه بوقف احتجاجه الذي يهدد حياته، حيث رفض وقف "معركته" إلا بعد فتح تحقيق في قضية وفاة والده والتي يظهر بأن لها علاقة بخلافات حول الإرث. واستغربت الفعاليات المحلية تجاهل السلطات لقضية هذا الشاب، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة بالمنطقة.
مجتمع

نقابة عمال النظافة بفاس الجماعة تقدم وعودا فضفاضة والمدينة تعيش كارثة أزبال
انتقد ادريس أبلهاض، الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بفاس، الوعود التي قدمها عمدة المدينة بخصوص تنفيذ دفتر التحملات الجديد، وعدم ربطها بتواريخ محددة، خاصة وأن المرحلة الانتقالية المرتبطة بتنزيل الصفقة الجديدة قد انتهت عمليا. وقال إن المدينة تعاني من كارثة أزبال بسبب عدم توفير الأسطول والآليات، وعدم تحفيز العمال. وأشارت النقابة، في بيان لها، بأنه تم الوقوف على غياب أي إجراءات عملية وجدية لتحسين أوضاع الشغيلة، سواء على المستوى المادي عبر توقيع اتفاقية اجتماعية، أو على المستوى المهني من خلال توفير آليات وظروف عمل لائقة. وروجت شركةSOS لدخول أسطول جديد، وذكرت النقابة بأنها التزمت بشكل ملحوظ بتوفير غالبية الآليات والمعدات المنصوص عليها في دفتر التحملات. بالمقابل، سُجلت خروقات واضحة بشركة ميكومار، حيث لا زال العمال يعانون من تأخر في صرف الأجور، وغياب أدوات العمل الأساسية، وعدم توفير المعدات والآليات كما ينص على ذلك دفتر التحملات. وسجل أبلهاض بأنه كان الأمل أن تتحسن أوضاع الأجراء في عهد المجلس الحالي، وفي ظل قدوم شركات جديدة للتدبير المفوض للقطاع، لكن الوضع الحالي حطم أفق الانتظار. ولم يتغير من الوضع سوى أسماء الشركات
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة