مراكش

استنزاف الموارد الطبيعية في الحمامات الشعبية بحي المحاميد بمراكش


كشـ24 نشر في: 5 مارس 2018

احتضنت مدينة مراكش في 2016 مؤتمر الأطراف 22 حول التغيرات المناخية، وقد حضر هذا المؤتمر الكبير نخبة من قادة العالم يتقدمهم صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، وهو ما أكد على عزم المملكة الانخراط الجاد في البحث عن حلول للضغوط التي يخلقها المناخ خاصة على بعض الموارد الطبيعية كالماء والغابة. ومن المعلوم أن هناك ضغطا كبيرا تتعرض له هذه الموارد الحيوية في بلادنا، وهو ما أدى إلى تناقص حصة الفرد سنويا من الماء لتصل إلى حوالي 700 متر مكعب سنة 2012، ومن المرتقب أن تنخفض هذه الحصة أكثر حسب تقرير الأخطار العالمية الذي صدر السنة الماضية إلى 350 متر مكعب للفرد سنة 2050.كما أدى الضغط الديموغرافي إلى تراجع المجال الغابوي بأكثر من 31 ألف هكتار سنويا مما يدق ناقوس الخطر، ويفرض علينا تغيير سلوكنا تجاه تدبير مواردنا، خاصة في مدينة مراكش التي تتميز بمناخها شبه الجاف، وبحرارتها المرتفعة صيفا. لكن رغم ذلك نجد سلوكات بعض المواطنين المراكشيين لا تتماشى مع ترشيد استغلال الموارد خاصة في الحمامات الشعبية التي تنتشر بكثرة داخل المدينة.في هذا الإطار قام نادي الصحافة المدرسية بثانوية المغرب العربي بمراكش، بدراسة ميدانية دامت 15 يوما، وشملت 33 حماما في حي المحاميد، قصد الوقوف على استهلاك هذه الحمامات للموارد الطبيعية خاصة الماء. تكشف الدراسة أن 72% من الحمامات هي تقليدية تستهلك الأخشاب بكثرة، مقابل 28% عصرية.وتستقبل هذه الحمامات يوميا حوالي 5400 زائرا، وهو رقم يرتفع في العطل والأعياد الدينية والوطنية بشكل كبير، ويستهلك كل فرد أثناء استحمامه ما متوسطه 200 لترا، مما يعني أن الحمامات في المحاميد تستهلك يوميا ما يزيد عن مليون وثمان مئة لتر، كلها يتم استخراجها من الفرشة الجوفية، عن طريق 35 بئرا تم إحصاؤها بكاملها في هذه الدراسة.وقد سجلت الاستمارات التي ملئت أن أعمق بئر وصل إلى 90-متر في حمام النخيل بحي سعادة 6، في حين أن أقل عمق بلغ 10-أمتار في حمام ريحانة بحي المحاميد 5، ومن المؤكد أن يزداد هذا العمق مع مرور السنوات.أما فيما يخص نوع الطاقة المعتمدة في تسخين هذه الحمامات، فهي متنوعة لكن مع هيمنة الطاقة المعتمدة على الأخشاب بنسبة 91%، وتتنوع مصادر هذه الأخشاب، حيث تفضل أغلب الحمامات الاعتماد على شجر الزيتون بنسبة 81%، وهناك حمامات أخرى تفضل أشجار الزيتون مع أشجار الليمون وتصل نسبتها إلى 10%، وأخرى تعتمد على أشجار الزيتون مع الأوكاليبتوس (6%)، إضافة إلى 3% تعتمد على البلوط. ويبلغ المتوسط اليومي لاستهلاك هذه الأخشاب 42 طنا، وهو رقم كبير يستدعي البحث عن حلول بديلة قصد الحفاظ على غطائنا النباتي. [gallery ids="171339,171340,171341"] ويحتوي حي المحاميد على حمام صديق للبيئة يعتبر نموذجا يحتذى به على مستوى مدينة مراكش، وهو "حمام أجياد" الكائن بالمحاميد 4. يعتمد هذا الحمام بشكل كلي على الطاقة الشمسية التي توفر 20% من الطاقة التي تدفئ الحمام، ومادة "الفيتور" أي نواة الزيتون المطحون، وهي عبارة عن وقود حيوي غير ملوث تستعمل كبديل للأخشاب.ويدخل إنشاء هذا الحمام في إطار مشروع أطلق عليه " الحمامات المستدامة في المغرب" الذي أطلقته الجمعية المغربية "الطاقة والتضامن والبيئة" بشراكة مع الجمعية الفرنسية " مجموعة الطاقة المتجددة والبيئة والتضامن"، الهدف من هذا المشروع هو الاقتصاد في استهلاك الماء والطاقة، مع الحفاظ على الطابع التقليدي للحمام، تقول هناء كلون وهي الصحفية الشابة التي تكلفت بملء استمارة هذا الحمام: " تحس بأنك في حمام مختلف، نظيف جدا، ولا أثر للأخشاب في غرفة التسخين، عندما انتهيت من ملء الاستمارة، اتجهت نحو المنزل وبحثت في موقع غوغل على حمام أجياد، وكما توقعت ! وجدت جرائد معروفة في المغرب كتبت عنه عدة مقالات مطولة كجريدة ليكونوميست التي أشادت بهذه التجربة الرائدة".لقد أكدت تجربة "الحمام المستدام أجياد" أن هناك أمل في إيقاف مسلسل استنزاف مواردنا المائية والغابوية في حماماتنا الشعبية، وأن هذا الأمل يكمن في الاعتماد على الطاقات المتجددة، وفي تكثيف حملات التوعية والتحسيس لتغيير سلوكات سكان حي المحاميد تجاه التبذير الكبير للماء داخل الحمامات، فيما يبقى الحمام المغربي أحد مظاهر تراثنا الشعبي الذي نفتخر به، وندعو إلى المحافظة عليه 

فريق نادي الصحافة المدرسية
بثانوية المغرب العربي، مراكش
 

احتضنت مدينة مراكش في 2016 مؤتمر الأطراف 22 حول التغيرات المناخية، وقد حضر هذا المؤتمر الكبير نخبة من قادة العالم يتقدمهم صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، وهو ما أكد على عزم المملكة الانخراط الجاد في البحث عن حلول للضغوط التي يخلقها المناخ خاصة على بعض الموارد الطبيعية كالماء والغابة. ومن المعلوم أن هناك ضغطا كبيرا تتعرض له هذه الموارد الحيوية في بلادنا، وهو ما أدى إلى تناقص حصة الفرد سنويا من الماء لتصل إلى حوالي 700 متر مكعب سنة 2012، ومن المرتقب أن تنخفض هذه الحصة أكثر حسب تقرير الأخطار العالمية الذي صدر السنة الماضية إلى 350 متر مكعب للفرد سنة 2050.كما أدى الضغط الديموغرافي إلى تراجع المجال الغابوي بأكثر من 31 ألف هكتار سنويا مما يدق ناقوس الخطر، ويفرض علينا تغيير سلوكنا تجاه تدبير مواردنا، خاصة في مدينة مراكش التي تتميز بمناخها شبه الجاف، وبحرارتها المرتفعة صيفا. لكن رغم ذلك نجد سلوكات بعض المواطنين المراكشيين لا تتماشى مع ترشيد استغلال الموارد خاصة في الحمامات الشعبية التي تنتشر بكثرة داخل المدينة.في هذا الإطار قام نادي الصحافة المدرسية بثانوية المغرب العربي بمراكش، بدراسة ميدانية دامت 15 يوما، وشملت 33 حماما في حي المحاميد، قصد الوقوف على استهلاك هذه الحمامات للموارد الطبيعية خاصة الماء. تكشف الدراسة أن 72% من الحمامات هي تقليدية تستهلك الأخشاب بكثرة، مقابل 28% عصرية.وتستقبل هذه الحمامات يوميا حوالي 5400 زائرا، وهو رقم يرتفع في العطل والأعياد الدينية والوطنية بشكل كبير، ويستهلك كل فرد أثناء استحمامه ما متوسطه 200 لترا، مما يعني أن الحمامات في المحاميد تستهلك يوميا ما يزيد عن مليون وثمان مئة لتر، كلها يتم استخراجها من الفرشة الجوفية، عن طريق 35 بئرا تم إحصاؤها بكاملها في هذه الدراسة.وقد سجلت الاستمارات التي ملئت أن أعمق بئر وصل إلى 90-متر في حمام النخيل بحي سعادة 6، في حين أن أقل عمق بلغ 10-أمتار في حمام ريحانة بحي المحاميد 5، ومن المؤكد أن يزداد هذا العمق مع مرور السنوات.أما فيما يخص نوع الطاقة المعتمدة في تسخين هذه الحمامات، فهي متنوعة لكن مع هيمنة الطاقة المعتمدة على الأخشاب بنسبة 91%، وتتنوع مصادر هذه الأخشاب، حيث تفضل أغلب الحمامات الاعتماد على شجر الزيتون بنسبة 81%، وهناك حمامات أخرى تفضل أشجار الزيتون مع أشجار الليمون وتصل نسبتها إلى 10%، وأخرى تعتمد على أشجار الزيتون مع الأوكاليبتوس (6%)، إضافة إلى 3% تعتمد على البلوط. ويبلغ المتوسط اليومي لاستهلاك هذه الأخشاب 42 طنا، وهو رقم كبير يستدعي البحث عن حلول بديلة قصد الحفاظ على غطائنا النباتي. [gallery ids="171339,171340,171341"] ويحتوي حي المحاميد على حمام صديق للبيئة يعتبر نموذجا يحتذى به على مستوى مدينة مراكش، وهو "حمام أجياد" الكائن بالمحاميد 4. يعتمد هذا الحمام بشكل كلي على الطاقة الشمسية التي توفر 20% من الطاقة التي تدفئ الحمام، ومادة "الفيتور" أي نواة الزيتون المطحون، وهي عبارة عن وقود حيوي غير ملوث تستعمل كبديل للأخشاب.ويدخل إنشاء هذا الحمام في إطار مشروع أطلق عليه " الحمامات المستدامة في المغرب" الذي أطلقته الجمعية المغربية "الطاقة والتضامن والبيئة" بشراكة مع الجمعية الفرنسية " مجموعة الطاقة المتجددة والبيئة والتضامن"، الهدف من هذا المشروع هو الاقتصاد في استهلاك الماء والطاقة، مع الحفاظ على الطابع التقليدي للحمام، تقول هناء كلون وهي الصحفية الشابة التي تكلفت بملء استمارة هذا الحمام: " تحس بأنك في حمام مختلف، نظيف جدا، ولا أثر للأخشاب في غرفة التسخين، عندما انتهيت من ملء الاستمارة، اتجهت نحو المنزل وبحثت في موقع غوغل على حمام أجياد، وكما توقعت ! وجدت جرائد معروفة في المغرب كتبت عنه عدة مقالات مطولة كجريدة ليكونوميست التي أشادت بهذه التجربة الرائدة".لقد أكدت تجربة "الحمام المستدام أجياد" أن هناك أمل في إيقاف مسلسل استنزاف مواردنا المائية والغابوية في حماماتنا الشعبية، وأن هذا الأمل يكمن في الاعتماد على الطاقات المتجددة، وفي تكثيف حملات التوعية والتحسيس لتغيير سلوكات سكان حي المحاميد تجاه التبذير الكبير للماء داخل الحمامات، فيما يبقى الحمام المغربي أحد مظاهر تراثنا الشعبي الذي نفتخر به، وندعو إلى المحافظة عليه 

فريق نادي الصحافة المدرسية
بثانوية المغرب العربي، مراكش
 



اقرأ أيضاً
دورة استثنائية لمجلس جهة مراكش تناقش مشاريع اتفاقيات هامة
من المنتظر ان يعقد مجلس جهة مراكش أسفي صبيحة يوم èغد الخميس 10 يوليوز، دورة استثنائية ستتم خلالها دراسة مجموعة من المشاريع و الاتفاقيات الهامة والمصادقة عليها. ويتضمن جدول أعمال الدورة الاستثنائية الدراسة والمصادقة على مشروع الاتفاقية الإطار الخاصة بإنجاز وتمويل مشاريع مراكز طمر وتثمين النفايات المنزلية والمماثلة لها وتأهيل أو إغلاق المطارح العشوائية برسم الفترة الممتدة من 2025 إلى 2034 لجهة مراكش أسفي؛ كما يتضمن جدول الاعمال عرض مشروع اتفاقية شراكة تمويل وإنجاز برنامج التنمية المندمجة للمركز الصاعد سيد المختار بإقليم شيشاوة 2025-2026 للمناقشة والمصادقة، الى جانب عرض مشروع اتفاقية شراكة لدعم الجمعيات الرياضية لكرة القدم بجهة مراكش أسفي للمناقشة والمصادقة. ومعلوم ان مجلس الجهة عقد يوم الإثنين 7 يوليوز 2025، دورته العادية لشهر يوليوز برئاسة سمير كودار، وبحضور رشيد بنشيخي، والي الجهة وعامل عمالة مراكش بالنيابة، إلى جانب عمال أقاليم الجهة.
مراكش

تعزية في وفاة المرحوم “مولاي الكبير ابن سينا”
ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة المرحوم "مولاي الكبير ابن سينا" والذي سيوارى جثمانه الثرى بعد صلاة الجنازة عقب عصر يومه الاربعاء بمسجد القروين بحي مبروكة بمراكش. وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم "كشـ24" ببالغ التعازي والمواساة لعائلة الفقيد، الصغيرة والكبيرة، راجين من الله عز وجَلّ أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، ويلهم ذويه جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مراكش

التأخر في إزالة دعامات البنايات المتضررة من الزلزال بمراكش يثير تساؤلات
مرت أكثر من سنة وعشرة أشهر على الزلزال المدمر الذي ضرب إقليمي الحوز ومراكش في 8 شتنبر 2023، لكن تداعياته لا تزال تثير تساؤلات واسعة، وسط تأخر ملحوظ في استكمال عمليات إعادة الإعمار والتخلص من آثار الهزة الأرضية. ففي الوقت الذي تشهد فيه مدينة مراكش انطلاق مشاريع مهمة لتجهيز بنيتها التحتية استعدادًا لاستضافة فعاليات دولية بارزة مثل كأس أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، يظل المشهد في مناطق متفرقة من المدينة مخيبًا، خاصة مع وجود مئات الأعمدة الحديدية والخشبية التي تدعم مجموعة من البنايات المتضررة، والتي باتت تشوه المظهر الحضري خصوصًا في الأحياء التاريخية والسياحية. تلك الأعمدة، رغم دورها الحيوي في منع انهيار البنايات الهشة، تثير قلقًا من حيث تكلفتها المالية طيلة هذه الفترة، وهو ما يفرض محاسبة المسؤولين عليها، إلى جانب التأثير السلبي على جمالية المدينة التي يسعى مسؤولوها إلى إبرازها عالمياً، واللافت أن تأخر الجهات المعنية في إزالة هذه الدعامات أو استبدالها بحلول أكثر جمالية وأمانًا يطرح أكثر من علامة استفهام. من جهة أخرى، فإن عمليات سرقة بعض الأعمدة، والتي يتم عرضها للبيع في سوق مستلزمات البناء، تطرح اشكالية المراقبة والتأخر في التدخل، ما يعرض سلامة البنايات المتهالكة لمخاطر إضافية. المشاكل التي تبرز الآن تسائل دور الجهات المسؤولة خاصة أن حجم الأضرار في مراكش أقل بكثير مقارنة بمناطق أخرى مثل إقليم الحوز الذي تكبد خسائر أكبر وأكثر تدميرًا، ومع اقتراب موعد استضافة المدينة لفعاليات رياضية دولية كبرى، يبقى السؤال مطروحًا حول موعد تحرك السلطات لإزالة هذه الأعمدة والتخلص من بقايا الزلزال التي لازالت تثقل كاهل المدينة وسكانها.
مراكش

مطالب بتدخل عاجل لوقف عشوائية تسجيل البيوعات بسوق الدراجات المستعملة بمراكش
وجّهت جمعية السلام لتجار الدراجات النارية والعادية المستعملة بحي سيدي يوسف بن علي، شكاية إلى رئيسة المجلس الجماعي بمراكش، تطالبها بالتدخل العاجل والفوري لإزالة العشوائية أمام مكتب التحصيل (تسجيل البيوعات) بسوق الدراجات المستعملة. وجاء في الشكاية التي توصلت كشـ24 بنسخة منها، أن مجموعة من الأشخاص لا علاقة لهم لا بالبيع ولا الشراء يتربصون بالمرتفقين الوافدين على السوق بحيث يتم تسجيل البيوعات بالثمن التي تفوق التعريفة في القرار الجبائي. وأضافت الشكاية ذاتها، أنه رغم تدخل السلطات المحلية والأمنية التابعة لسوق الدراجات يبقى الحال كما هو عليه ورغم عدة شكايات بدون جدوى. وفي هذا السياق قال المشتكون، "ترددنا عدة مرات إلى المجلس الجماعي بدون جدوى والمشكل الذي جعل هذه العشوائية لا تنتهي، أن إدارة السوق غير موجودة على أرض الواقع (المدير)" حسب تعبير المشتكين. وطالبت جمعية السلام لتجار الدراجات النارية والعادية المستعملة من رئيسة المجلس الجماعي، زرع دماء جديدة لتحمل مسؤوليتها وتطبيق القانون وربط المسؤولية بالمحاسبة، مشيرة إلى أن لها آمالا كبيرة لإزالة هذه العشوائية وضرب كل من سولت له نفسه والخارج عن القانون.
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 09 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة