تتجسد الأهمية التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفئة الشباب بمدينة مراكش بجلاء من خلال مشاريعها المتعلقة بالتكوين بالتدرج المهني ومختلف الخدمات التي تقدمها البنيات التحتية الرياضية، لتشكل بذلك رافعة مهمة للنهوض بأوضاع هذه الفئة .

ويتجلى الانشغال الأساسي للمبادرة الوطنية بفئة الشباب بمدينة مراكش في الخدمات المهنية والتربوية والإنسانية التي يقدمها مركز التكوين بالتدرج المهني دار البر والإحسان في القاعة المغطاة النخيل والمنتزه الرياضي الأميرة للا خديجة، اللذين زارهما أمس الجمعة مجموعة من الصحافيين المغاربة والأفارقة قصد التعرف عن قرب على مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووقعها الإيجابي على الفئات المستهدفة .

وقال رئيس قسم العمل الاجتماعي بولاية مراكش، كمال بالكيال، إن مركز التكوين بالتدرج المهني الذي تم إحداثه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يمكن الشباب الذين انقطعوا عن الدراسة أو في وضعية صعبة، من الاستفادة من تكوين مهني معترف به، نظري وتطبيقي وفي المقاولات.

وأضاف السيد بالكيال ، أن شعب التكوين التي يتيحها هذا المركز للشباب والشابات تتمثل على الخصوص في كهرباء المباني والحلاقة العصرية والنجارة والترصيص الصحي وإصلاح السيارات .

وأبرز أن عدد خريجي هذا المركز بلغ حتى الآن حوالي ألف خريج ، أكثر من 70 في المائة منهم تمكنوا من ولوج سوق الشغل.
من جانبه، قال المهدي سعدون، المكلف بالتكوين بالتدرج المهني في مندوبية التكوين المهني بمراكش، في تصريح مماثل، إن هذا المركز أصبح له إشعاع وطني ودولي بفضل النتائج المشرفة التي يحققها سواء على مستوى الاندماج السوسيو اقتصادي للشباب أو تمكينهم من استكمال دراستهم بالجامعة ، معتبرا أن هذا المركز يعد مفخرة لمدينة مراكش على الخصوص وللمغرب عامة.

وبدوره، قال محمد أزكوز المدير العام لمركز التكوين بالتدرج المهني دار البر والإحسان، إن هذا الأخير يفتح آفاق واعدة للشباب المستفيدين من خدماته بفضل جودة ونوعية التكوين الذي يقدمه .

وأشار إلى أن خدمات هذا المركز لا تقتصر فقط على التكوين، بل تشمل أيضا الإيواء والتغذية للمستفيدين المنحدرين من نواحي مدينة مراكش، وهو ما يعكس دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحقيق الاندماج السوسيو اقتصادي للشباب .

خديجة الذي يضم ملعبا للتزلج وملعبا مختلف الاختصاصات وملاعب لكرة القدم للأطفال والكرة الحديدية وباحة لكمال الأجسام .
وأوضح عبد العزيز الأمري، رئيس قسم العمل الاجتماعي بالمجلس الجماعي لمدينة مراكش أن هذه البنية الرياضية ، التي يتوقع أن تفتح أبوابها أمام شباب الأحياء المستهدفة في الأشهر القليلة القادمة، تشكل تجسيدا جديدا لسياسة القرب الاجتماعي التي ترتكز عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .

وأضاف السيد الأمري، أن هذا المنتزه من شأنه تطوير الملكات الرياضية للأطفال والشباب والمساهمة في الإدماج السوسيو رياضي للساكنة المستهدفة على اعتبار أنه يضم جناحين أساسيين، جناح للشباب وجناح للأسر بالأحياء المستفيدة.

ويقوم صحافيون، مغاربة وأفارقة، من الكاميرون والغابون والطوغو وموريتانيا وبوركينافاسو ومالي على مدى يومين بزيارة ميدانية لعدد من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ضمن جولة تشمل سلا وسطات ومراكش وإقليم الحوز ، وذلك في إطار التحضير للقاء حول موضوع “تبادل الخبرات والتجارب في خدمة التنمية البشرية المستدامة بإفريقيا ” المزمع تنظيمه يومي 18 و19 ماي الجاري بفاس، بمناسبة الذكرى ال12 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية .