
دولي
شراس لـ كشـ24: قرار الإمارات بتدريس الذكاء الاصطناعي خطوة تلزم المغرب بإعادة النظر في منظومته التربوية
في خطوة استراتيجية غير مسبوقة، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة إدراج مادة الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج التعليمية في جميع المستويات، من الابتدائي إلى الجامعي، وهذا القرار، الذي قد يبدو تقنيا للوهلة الأولى، يعكس في جوهره رؤية سيادية واضحة تقوم على أن بناء المستقبل يبدأ من المدرسة، وأن الانخراط في سباق التكنولوجيا لم يعد خيارا، بل ضرورة وجودية تفرض نفسها على الدول والمجتمعات.
وفي هذا السياق، قال الأستاذ عبد المجيد شراس، أستاذ محاضر بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ببني ملال، والخبير الدولي في التسويق الرقمي، في تصريحه لموقع كشـ24، إن هذه الخطوة تشكل نموذجا يحتذى، متسائلا هل المغرب مستعد للسير في الاتجاه نفسه؟ وهل سيظل يواصل استهلاك المعرفة الرقمية كما تنتج في الخارج، أم يملك من الإرادة والوعي ما يكفي لبناء جيل مغربي يشارك في إنتاج الذكاء الاصطناعي بدل الاكتفاء باستعماله؟
وأشار شراس، أن الجيل المغربي الحالي ولد وسط ثورة الذكاء الاصطناعي، ويتفاعل معها بشكل طبيعي منذ سنواته الأولى، ما يجعله جيلا فطريا لهذه التكنولوجيا، على غرار ما سمي سابقا بالجيل الرقمي، وهذا الواقع يحمل المنظومة التعليمية مسؤولية مضاعفة، ليس فقط في تعريف هذا الجيل بالأدوات الذكية، بل في تمكينه من آليات التفكير الابتكاري والمعرفي، ليصبح فاعلا ومؤثرا في هذا التحول العالمي، لا مجرد مستهلك سلبي له.
واعتبر شراس أن قرار الإمارات يتجاوز إضافة مادة دراسية، فهو يعكس رغبة صريحة في إعادة تشكيل العقل العربي بما يتلاءم مع اقتصاد جديد تحكمه الخوارزميات والبيانات الضخمة، إنه انتقال من التعليم التلقيني إلى تعليم معرفي منتج، يشرك المتعلم في بناء المعرفة وتكييفها مع بيئته، بدل حشو ذهنه بمعلومات لا تترجم إلى مهارات عملية.
ويؤكد الخبير المغربي أن تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال يعني منحهم القدرة على فهم التكنولوجيا وتفكيك منطقها الداخلي، وليس فقط استعمال أدواتها، كما أن هذه الخطوة تحول المدرسة من فضاء لاستهلاك المعرفة إلى منصة لإنتاج حلول ذكية محلية، وهو ما يتطلب أيضا تحولا في أساليب التدريس، في أدوار المدرس، وفي طبيعة المناهج وبيئة القسم.
ورغم أن المغرب لم يقطع هذا الشوط بعد، فإن شراس يرى أن هناك بوادر مشجعة، منها مشروع المدرسة الرقمية، الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية، وتفعيل منصة TelmidTICE للتعليم عن بعد، فضلا عن برنامج GENIE لدعم رقمنة المؤسسات، وشراكات مع مبادرات عالمية في تدريس البرمجة والروبوتيك.
غير أن هذه المبادرات تظل، بحسب المتحدث، غير كافية ما لم يتخذ قرار جريء بالانتقال من رقمنة الإدارة إلى رقمنة التفكير، ومن التكنولوجيا كوسيلة إلى الذكاء الاصطناعي كمعرفة استراتيجية، ومن استهلاك التطبيقات إلى تصميمها وتوجيهها بما يعكس خصوصيتنا الثقافية وهويتنا الوطنية.
ويخلص شراس إلى أن ما قامت به الإمارات يضع المغرب أمام لحظة صدق، بسبب الكفاءات والموارد، والبنية التحتية الرقمية التي يتوفر عليها، والتي تتطور باستمرار، وما ينقصه ليس الإمكانيات، بل الإرادة الحقيقية والاستثمار الواعي في المحتوى البيداغوجي والموارد البشرية، السباق بدأ، والمغرب قادر ليس فقط على اللحاق، بل على التميز إذا قرر أن يربي أبناءه على إنتاج الذكاء، لا مجرد استخدامه.
في خطوة استراتيجية غير مسبوقة، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة إدراج مادة الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج التعليمية في جميع المستويات، من الابتدائي إلى الجامعي، وهذا القرار، الذي قد يبدو تقنيا للوهلة الأولى، يعكس في جوهره رؤية سيادية واضحة تقوم على أن بناء المستقبل يبدأ من المدرسة، وأن الانخراط في سباق التكنولوجيا لم يعد خيارا، بل ضرورة وجودية تفرض نفسها على الدول والمجتمعات.
وفي هذا السياق، قال الأستاذ عبد المجيد شراس، أستاذ محاضر بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ببني ملال، والخبير الدولي في التسويق الرقمي، في تصريحه لموقع كشـ24، إن هذه الخطوة تشكل نموذجا يحتذى، متسائلا هل المغرب مستعد للسير في الاتجاه نفسه؟ وهل سيظل يواصل استهلاك المعرفة الرقمية كما تنتج في الخارج، أم يملك من الإرادة والوعي ما يكفي لبناء جيل مغربي يشارك في إنتاج الذكاء الاصطناعي بدل الاكتفاء باستعماله؟
وأشار شراس، أن الجيل المغربي الحالي ولد وسط ثورة الذكاء الاصطناعي، ويتفاعل معها بشكل طبيعي منذ سنواته الأولى، ما يجعله جيلا فطريا لهذه التكنولوجيا، على غرار ما سمي سابقا بالجيل الرقمي، وهذا الواقع يحمل المنظومة التعليمية مسؤولية مضاعفة، ليس فقط في تعريف هذا الجيل بالأدوات الذكية، بل في تمكينه من آليات التفكير الابتكاري والمعرفي، ليصبح فاعلا ومؤثرا في هذا التحول العالمي، لا مجرد مستهلك سلبي له.
واعتبر شراس أن قرار الإمارات يتجاوز إضافة مادة دراسية، فهو يعكس رغبة صريحة في إعادة تشكيل العقل العربي بما يتلاءم مع اقتصاد جديد تحكمه الخوارزميات والبيانات الضخمة، إنه انتقال من التعليم التلقيني إلى تعليم معرفي منتج، يشرك المتعلم في بناء المعرفة وتكييفها مع بيئته، بدل حشو ذهنه بمعلومات لا تترجم إلى مهارات عملية.
ويؤكد الخبير المغربي أن تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال يعني منحهم القدرة على فهم التكنولوجيا وتفكيك منطقها الداخلي، وليس فقط استعمال أدواتها، كما أن هذه الخطوة تحول المدرسة من فضاء لاستهلاك المعرفة إلى منصة لإنتاج حلول ذكية محلية، وهو ما يتطلب أيضا تحولا في أساليب التدريس، في أدوار المدرس، وفي طبيعة المناهج وبيئة القسم.
ورغم أن المغرب لم يقطع هذا الشوط بعد، فإن شراس يرى أن هناك بوادر مشجعة، منها مشروع المدرسة الرقمية، الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية، وتفعيل منصة TelmidTICE للتعليم عن بعد، فضلا عن برنامج GENIE لدعم رقمنة المؤسسات، وشراكات مع مبادرات عالمية في تدريس البرمجة والروبوتيك.
غير أن هذه المبادرات تظل، بحسب المتحدث، غير كافية ما لم يتخذ قرار جريء بالانتقال من رقمنة الإدارة إلى رقمنة التفكير، ومن التكنولوجيا كوسيلة إلى الذكاء الاصطناعي كمعرفة استراتيجية، ومن استهلاك التطبيقات إلى تصميمها وتوجيهها بما يعكس خصوصيتنا الثقافية وهويتنا الوطنية.
ويخلص شراس إلى أن ما قامت به الإمارات يضع المغرب أمام لحظة صدق، بسبب الكفاءات والموارد، والبنية التحتية الرقمية التي يتوفر عليها، والتي تتطور باستمرار، وما ينقصه ليس الإمكانيات، بل الإرادة الحقيقية والاستثمار الواعي في المحتوى البيداغوجي والموارد البشرية، السباق بدأ، والمغرب قادر ليس فقط على اللحاق، بل على التميز إذا قرر أن يربي أبناءه على إنتاج الذكاء، لا مجرد استخدامه.
ملصقات