وطني

هذه تفاصيل اكتشاف مغربي للذئب الذهبي الإفريقي بمنتزه الحسيمة


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 7 أبريل 2025

بكثير من الصبر والمثابرة والهدوء، استطاع مصور الحياة البرية والباحث بمختبر البيولوجيا والإيكولوجيا والجينومات، بكلية العلوم بالرباط، طارق قيقاي، توثيق وجود الذئب الذهبي الإفريقي، خلال شهر مارس الماضي، بغابات المنتزه الوطني بالحسيمة.

لسنوات عدة، ساد الاعتقاد بأن الذئب الذهبي الإفريقي (Canis lupaster) قد يكون انقرض من المنتزه الواقع بالريف الأوسط، وأن مشاهداته المعدودة التي تواترت على ألسن السكان والفلاحين بالمنطقة كانت ربما تحيل على حيوان ابن آوى ( Canis aureus) لاسيما مع غياب أي دليل مادي يساعد الباحثين والمتخصصين على توثيق المعاينات.

من خلال تتبع آثار الأقدام والفضلات التي يخلفها الذئب الذهبي الإفريقي على مدى عدة أشهر، تمكن الباحث طارق قيقاي أخيرا من رصد لحظات فريدة لحياة الذئب داخل المنتزه، وهو يتجول ليلا بحثا عن فريسة.

وأكد طارق قيقاي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “عملية التوثيق الفوتوغرافي للذئب الإفريقي تكللت بالنجاح، بعد موسمين من تتبع آثاره وبقاياه، على طول المنتزه الوطني للحسيمة، مما مكن في الأخير من رصد عائلة مكونة من زوجين ليلا بالجهة الغربية للمنتزه، وهي الفترة الزمنية الملائمة التي يختار فيها الذئب البحث عن الغذاء، معتمدا على بصره الحاد لاصطياد فرائسه”، مضيفا أن توثيقه يعطي الانطباع بعودة أعداده للتعافي، والعيش بشكل طبيعي في المجال البيئي للمنتزه الوطني للحسيمة.

وأوضح المتحدث أنه سبق لفريق علمي، سنة 2015، أن قام بتصوير “الذئب الذهبي الإفريقي”، لأول مرة بغابات المنطقة بالحدود الجنوبية للمنتزه، بواسطة كاميرات فخية وباستعمال “غذاء جاذب”، دون التأكد بشكل مطلق إن كان الأمر يتعلق بالذئب الذهبي أو ابن آوى أو بنوع آخر من الذئاب قريب من الذئب الرمادي (Canis lupus).

وتكمن القيمة الإيكولوجية للذئب الذهبي الإفريقي، يوضح الباحث ذاته، في كونه من المفترسات القليلة في المنتزه الوطني للحسيمة، التي تحافظ على التوازن البيئي بالمحمية، من خلال تنظيم أعداد القوارض والأرانب البرية، والتي قد يسبب تكاثرها المتسارع في الإخلال بتوازن السلاسل الغذائية، بالإضافة إلى دوره في التقليل من أعداد الخنزير البري، الذي قد يؤثر على الأنشطة السكانية ل 36 دوارا ومدشرا تقع داخل تراب المنتزه الوطني.

من جهة أخرى، تطرق الباحث إلى جانب آخر لدور الذئب الذهبي الإفريقي في إغناء المنتزه، من خلال مساهمته في إعادة التوزيع الجغرافي لبعض أنواع البذور التي يطرحها عبر فضلاته، لاسيما بذور نبات “الدوم” الذي يكسو برية المنتزه، وهو النبات الذي يلعب دورا إيكولوجيا مهما لاسيما في ضمان تماسك التربة، إلى جانب دوره السوسيو-اقتصادي باعتباره مادة أولية للصناعة التقليدية.

في السياق نفسه، أكد سهيل كريم، مدير المنتزه الوطني للحسيمة التابع للوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن الذئب الذهبي الإفريقي يمثل مكسبا إيكولوجيا كبيرا بمجال المحمية، كما يشكل انتشاره وتطور أعداده إضافة نوعية لكتلة الوحيش بالمنتزه، مبرزا وجود خارطة طريق لحمايته وباقي الأنواع المهددة بالانقراض، إذ يعد هذا المنتزه، الذي يخضع لعملية إدارة ورصد دقيقة للحفاظ على التوازن البيئي، واحدا من المناطق المحمية في شمال المغرب، والتي توفر ملاذا للعديد من أنواع الحيوانات البرية.

وأوضح المسؤول نفسه أن رصد الذئب الذهبي الإفريقي بالجهة الغربية بالمنتزه الوطني للحسيمة دليل على انتعاش الحياة البرية، بفضل قلة عدد المداشر بالمنطقة وتدني الكثافة السكانية، ما فسح المجال للوحيش للانتعاش والتكاثر.

ويواجه الذئب الذهبي الإفريقي العديد من التحديات، ولكن مع الجهود المستمرة في المنتزه الوطني للحسيمة، وفي مناطق أخرى في شمال المغرب، هناك أمل في الحفاظ على هذا النوع من المفترسات المستوطنة، لاسيما بمواصلة مبادرات حماية موائله والتقليل من تدخل البشر في نطاق انتشاره، ودعم المبادرات المحلية للحفاظ على البيئة، لأن بقاءه على المدى الطويل، عنوان للتنوع البيولوجي العالي الذي يميز هذه المحمية الوطنية.

بكثير من الصبر والمثابرة والهدوء، استطاع مصور الحياة البرية والباحث بمختبر البيولوجيا والإيكولوجيا والجينومات، بكلية العلوم بالرباط، طارق قيقاي، توثيق وجود الذئب الذهبي الإفريقي، خلال شهر مارس الماضي، بغابات المنتزه الوطني بالحسيمة.

لسنوات عدة، ساد الاعتقاد بأن الذئب الذهبي الإفريقي (Canis lupaster) قد يكون انقرض من المنتزه الواقع بالريف الأوسط، وأن مشاهداته المعدودة التي تواترت على ألسن السكان والفلاحين بالمنطقة كانت ربما تحيل على حيوان ابن آوى ( Canis aureus) لاسيما مع غياب أي دليل مادي يساعد الباحثين والمتخصصين على توثيق المعاينات.

من خلال تتبع آثار الأقدام والفضلات التي يخلفها الذئب الذهبي الإفريقي على مدى عدة أشهر، تمكن الباحث طارق قيقاي أخيرا من رصد لحظات فريدة لحياة الذئب داخل المنتزه، وهو يتجول ليلا بحثا عن فريسة.

وأكد طارق قيقاي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “عملية التوثيق الفوتوغرافي للذئب الإفريقي تكللت بالنجاح، بعد موسمين من تتبع آثاره وبقاياه، على طول المنتزه الوطني للحسيمة، مما مكن في الأخير من رصد عائلة مكونة من زوجين ليلا بالجهة الغربية للمنتزه، وهي الفترة الزمنية الملائمة التي يختار فيها الذئب البحث عن الغذاء، معتمدا على بصره الحاد لاصطياد فرائسه”، مضيفا أن توثيقه يعطي الانطباع بعودة أعداده للتعافي، والعيش بشكل طبيعي في المجال البيئي للمنتزه الوطني للحسيمة.

وأوضح المتحدث أنه سبق لفريق علمي، سنة 2015، أن قام بتصوير “الذئب الذهبي الإفريقي”، لأول مرة بغابات المنطقة بالحدود الجنوبية للمنتزه، بواسطة كاميرات فخية وباستعمال “غذاء جاذب”، دون التأكد بشكل مطلق إن كان الأمر يتعلق بالذئب الذهبي أو ابن آوى أو بنوع آخر من الذئاب قريب من الذئب الرمادي (Canis lupus).

وتكمن القيمة الإيكولوجية للذئب الذهبي الإفريقي، يوضح الباحث ذاته، في كونه من المفترسات القليلة في المنتزه الوطني للحسيمة، التي تحافظ على التوازن البيئي بالمحمية، من خلال تنظيم أعداد القوارض والأرانب البرية، والتي قد يسبب تكاثرها المتسارع في الإخلال بتوازن السلاسل الغذائية، بالإضافة إلى دوره في التقليل من أعداد الخنزير البري، الذي قد يؤثر على الأنشطة السكانية ل 36 دوارا ومدشرا تقع داخل تراب المنتزه الوطني.

من جهة أخرى، تطرق الباحث إلى جانب آخر لدور الذئب الذهبي الإفريقي في إغناء المنتزه، من خلال مساهمته في إعادة التوزيع الجغرافي لبعض أنواع البذور التي يطرحها عبر فضلاته، لاسيما بذور نبات “الدوم” الذي يكسو برية المنتزه، وهو النبات الذي يلعب دورا إيكولوجيا مهما لاسيما في ضمان تماسك التربة، إلى جانب دوره السوسيو-اقتصادي باعتباره مادة أولية للصناعة التقليدية.

في السياق نفسه، أكد سهيل كريم، مدير المنتزه الوطني للحسيمة التابع للوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن الذئب الذهبي الإفريقي يمثل مكسبا إيكولوجيا كبيرا بمجال المحمية، كما يشكل انتشاره وتطور أعداده إضافة نوعية لكتلة الوحيش بالمنتزه، مبرزا وجود خارطة طريق لحمايته وباقي الأنواع المهددة بالانقراض، إذ يعد هذا المنتزه، الذي يخضع لعملية إدارة ورصد دقيقة للحفاظ على التوازن البيئي، واحدا من المناطق المحمية في شمال المغرب، والتي توفر ملاذا للعديد من أنواع الحيوانات البرية.

وأوضح المسؤول نفسه أن رصد الذئب الذهبي الإفريقي بالجهة الغربية بالمنتزه الوطني للحسيمة دليل على انتعاش الحياة البرية، بفضل قلة عدد المداشر بالمنطقة وتدني الكثافة السكانية، ما فسح المجال للوحيش للانتعاش والتكاثر.

ويواجه الذئب الذهبي الإفريقي العديد من التحديات، ولكن مع الجهود المستمرة في المنتزه الوطني للحسيمة، وفي مناطق أخرى في شمال المغرب، هناك أمل في الحفاظ على هذا النوع من المفترسات المستوطنة، لاسيما بمواصلة مبادرات حماية موائله والتقليل من تدخل البشر في نطاق انتشاره، ودعم المبادرات المحلية للحفاظ على البيئة، لأن بقاءه على المدى الطويل، عنوان للتنوع البيولوجي العالي الذي يميز هذه المحمية الوطنية.



اقرأ أيضاً
السلطات تمنع وفدا فرنسيا يدعم “البوليساريو” من دخول المغرب
قامت السلطات المغربية، أمس السبت، بمنع وفد يضم مواطنين فرنسيين داعمين لجبهة البوليساريو من دخول التراب الوطني عبر ميناء طنجة المدينة، بعد قدومهم من مدينة طريفة الإسبانية. ووفق ما كشفته تقارير إعلامية وطنية، فقد أوقفت السلطات 20 مواطنا فرنسيا يحملون رموزا وشعارات مؤيدة للجبهة الانفصالية، من بينها الكوفيات التي تحمل علم البوليساريو. وقد تم ترحيل أعضاء الوفد على متن العبّارة التالية المتجهة نحو ميناء طريفة.
وطني

غوتيريش يكرم جنديا من القوات المسلحة الملكية بذل حياته ضمن قوات حفظ السلام
كرم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، روح جندي من حفظة السلام التابعين للقوات المسلحة الملكية، وذلك بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، والمستشار العسكري بالبعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة، الكولونيل نجيم أسيد. وقد جاء ذلك خلال اللقاء السنوي لتكريم أفراد القبعات الزرق العسكريين والمدنيين الذين لقوا حتفهم خلال عمليات حفظ السلام الأممية.
وطني

الوفد الرسمي للحجاج المغاربة يتوجه إلى الديار المقدسة
غادر الوفد الرسمي للحجاج المغاربة، امس السبت، مطار الرباط-سلا، متوجها إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج. وقال رئيس الوفد الرسمي للحج، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية كريم زيدان، « لقد شرفني صاحب الجلالة الملك محمد السادس بترؤس الوفد الرسمي للحجاج المغاربة إلى الديار المقدسة »، برسم موسم 1446 هـ. وأبرز السيد زيدان، في تصريح للصحافة، حرص جلالة الملك على أن يؤدي الحجاج المغاربة هذا الركن العظيم من أركان الإسلام في أحسن الظروف والأحوال. وأشاد الوزير بجهود التأطير والتنظيم التي يبذلها كافة المتدخلين في منظومة الحج. وكان أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد وجه رسالة سامية يوم 14 ماي الجاري، إلى الحجاج المغاربة، قبل مغادرة الفوج الأول لمطار الرباط سلا، والتي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق. وفي هذه الرسالة السامية، حث جلالة الملك الحجاج المغاربة على التحلي بقيم الإسلام المثلى « من أخوة صادقة وتسامح شامل وصبر جميل وتضامن فعال ». ويبلغ عدد حجاج حصة المملكة المغربية 34 ألفا، 22 ألفا و400 منهم في التنظيم الرسمي، و11 ألفا و600 من تنظيم وكالات الأسفار.
وطني

المغرب يعزز مركباته المدرعة بتكنولوجيا إسرائيلية
يواصل المغرب تحديث ترسانته العسكرية بأنظمة وأسلحة إسرائيلية نوعية، حيث سيتم تزويد المركبات المدرعة المغربية بأبراج أكثر قوة، في سياق التعزيز الاستراتيجي لسلاح المشاة. واستعان المغرب مرة أخرى بخبرة مجموعة "إلبيت سيستمز" الاسرائيلية للحصول على صفقة تجهيز ناقلات الجنود المدرعة من طراز WhAP 8x8. وتم تصميم هذه المركبات العسكرية المغربية بالشراكة مع مجموعة Tata Advanced Systems الهندية. ومن المتوقع أن تساهم الصفقة في تعزيز أداء المركبات المدرعة المغربية. وبحسب التقارير الصحفية الإسرائيلية، فإن هذه الأبراج ستحل محل المدافع عيار 30 ملم المجهزة حاليا للمركبات المدرعة. وسيتم ترقية التسليح الموجود على متن المدرعات إلى عيارات 105 و120 ملم، المماثلة لتلك الموجودة في الدبابات القتالية، من أجل توفير قوة نيرانية متفوقة في البيئات شبه القاحلة.
وطني

انضم إلى المحادثة
التعليقات
ستعلق بإسم guest
(تغيير)

1000 حرف متبقي
جميع التعليقات

لا توجد تعليقات لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 01 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة