سياسة

5 تحديات تواجه المغرب في حربه ضد كورونا


كشـ24 - وكالات نشر في: 13 مايو 2020

تواجه دول العالم أزمة فيروس كورونا بإجراءات عدة، تحاول من خلالها تخفيف الأضرار المترتبة على الجائحة.فيما تبقى هناك تحديات رئيسية، لم تتمكن بعض الدول من استشراف حلول لها.وفي هذا السياق، اعتبر أكاديمي مغربي مختص بتسوية النزاعات، أن الرباط تواجه خمسة تحديات في حربها ضد كورونا.وفي مقابلة مع الأناضول، يقول محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسن بواشنطن، إن "المغرب يواجه خمسة تحديات رئيسية متداخلة بين الاقتصاد والصحة العامة وعلاقة الدولة مع المجتمع والمغتربين".ومنذ 20 مارس الماضي، فرضت الحكومة المغربية حالة الطوارئ الصحية وقيّدت الحركة بالبلاد، بهدف السيطرة على تفشي كورونا.ومن المقرر أن تنتهي حالة الطوارئ، في 20 مايو الجاري، ما لم تتخذ السلطات قرارا بتمديدها للمرة الثانية.** مستقبل الفيروسويضيف الشرقاوي، أن "التحدي الأول يتجلى في تفشّي دائرة الجائحة واتساعها في الخريف المقبل، وإن كان ارتفاع الحرارة خلال الصيف سيساهم في تراجع مستوى الإصابات نسبيا".ويعتبر أن إجراءات العزل الصحي، التي بدأت منتصف مارس الماضي، وإغلاق الحدود البرية والبحرية، وتقييد حركة التنقل لم تحد من مستوى الإصابات.ويتابع: "عدد الإصابات قد يفوق سقف توقعات وزارة الصحة، في ظل بنية صحية محدودة وعدم وجود أَسرّة كافية في المستشفيات العامة".وحتى الثلاثاء، سجلت المملكة 6 آلاف و418 إصابة بكورونا، بينها 188 وفاة، وألفان و991 حالة شفاء، وفق وزارة الصحة.** ضعف القدرة الشرائيةويرى الشرقاوي أن "التحدي الثاني يتمثل في الضجر الشعبي وضعف القدرة الشرائية لأغلب المغاربة خلال رمضان وموسم عيدي الفطر والأضحى، وسط تعثر في عملية تسجيل المستفيدين من الدعم المالي من الصندوق الوطني للتضامن مع المتضررين من الجائحة".وحددت وزارة المالية، قيمة المساعدة المالية الشهرية للمتضررين من كورونا، بـ 800 درهم (حوالي 86 دولارا) للأسرة الصغيرة، و1000 درهم (حوالي 107 دولارات) للأسرة المكونة من 3-4 أشخاص، و1200 درهم (129 دولارا) للأسرة فوق 4 أفراد.ويلفت الشرقاوي إلى أن "التعثر ناتج عن إجراءات بيروقراطية وضعف البنية المصرفية لتسهيل التحويلات إلى حسابات المستفيدين في الوقت المناسب، إضافة إلى حالة عدم اليقين وحتمية موجة الإفلاس المرتقبة للمقاولات الصغيرة والمتوسطة في قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات".ويردف: "ينبغي استحضار أن نسبة غير قليلة من العمال تعيش على موارد تحصل عليها من قطاع الصناعات التقليدية والصيانة وغيرها (غير المهيكلة) أو خارج نطاق الاقتصاد الرسمي".ومنذ مطلع أبريل الماضي، بدأت الحكومة عملية تقديم مساعدات مالية لدعم الأسر المتضررة، ضمن إجراءاتها في مكافحة الفيروس.** الاقتصاد والتدبير الأمنيوبخصوص التحدي الثالث، يقول الشرقاوي إن "المغرب سيعيش في سياق أزمة كورونا تحديا اقتصاديا شاملا ينذر بركود غير مسبوق".ويضيف: "يتزامن هذا مع أمرين سلبيين آخرين، عدم هطول أمطار كافية، ما يعني تراجع المحاصيل الزراعية بداية الصيف، وتعطل حركة السفر وتقلص التحويلات المالية لما بين خمسة إلى ستة ملايين مغربي مقيم في الخارج".وتمثّل تحويلات المهاجرين المغاربة ثاني مصدر للعملة الصعبة في البلاد، حيث بلغت عام 2019 نحو 67 مليار درهم ( 6.7 مليارات دولار).ويستطرد الشرقاوي: "لن تكون هناك حركة اقتصادية عادية ولا سيولة نقدية كافية، في وقت لا تزال أغلب معاملات المغاربة تعتمد على المال النقدي وليس البطاقة الائتمانية، أو خط الاقتراض المسبق".** السلطوية ليست حلاأما التحدي الرابع، فيرى الشرقاوي أنه يتجلى في: "الخلط بين التدبير الصحي لأزمة كورونا كما نجحت فيه بعض الدول (مثل ألمانيا والدول الإسكندنافية) والتدبير الأمني لهذه المرحلة".ويوضح أن "هناك استقطابا وتوظيفا مهرولا لخطاب مصلحة الوطن وليس بالضرورة مصلحة المواطنين".ويتابع الأكاديمي المغربي: "هذا الخطاب يعزز التيار الأمني أو أمْنَنَة هذه المرحلة".ويشدد على أنه "في حقبة الأزمات، ينبغي أن يتجلى التفكير الشمولي المتكامل، ويتم تعزيز التعاون بين المجتمع والدولة، وليس تطويع المرحلة لسلطوية جديدة".ويعتبر أنه "إذا تجاوزت السلطوية حدّ ضمان الصحة العامة ولم تراع ظروف المواطن واحترام كبريائه في حجر قد يمتد حتى بداية 2021، فإنها تجازف بهدر رأسمالها الاجتماعي وتقويض اللحمة الوطنية".ويبيّن أن "إدارة الأزمات كياسة وتعاون ومسؤولية أخلاقية بين الدولة والمجتمع، وليست مجرد تعليمات فوقية واستنفار أمني وتقييد للحريات تحت طائلة الطوارئ".** أزمة العالقينووفق الشرقاوي، فإن التحدي الخامس يتجلى في "سوء تدبير أزمة العالقين بفعل منع السفر الجوي".وفي وقت سابق، أعلنت السلطات أن لديها أزيد من 25 ألف مواطنا عالقا بالخارج بسبب فيروس كورونا تعمل على إجلائهم، دون الكشف عن تاريخ محدد لذلك.ويقول الشرقاوي "لم تنته الحرب ضد كورونا بعد، ويمكن للرباط أن تعيد النظر بشأن ما ستقرّره للأشهر السبعة المقبلة، باستراتيجية متنورة".ويضيف: "بدلا من التفكير الأحادي باتجاه تعزيز سلطات المؤسسة الأمنية، تقتضي الحكمة أن تستأنس الرباط بتجارب دول أخرى".ويختم الأكاديمي المغربي: "جائحة كورونا محنة عالمية وديمقراطية التحديات، ولا تتناسب مواجهتها مع منطق التبرير لما هو غير برغماتي وغير فعال".

تواجه دول العالم أزمة فيروس كورونا بإجراءات عدة، تحاول من خلالها تخفيف الأضرار المترتبة على الجائحة.فيما تبقى هناك تحديات رئيسية، لم تتمكن بعض الدول من استشراف حلول لها.وفي هذا السياق، اعتبر أكاديمي مغربي مختص بتسوية النزاعات، أن الرباط تواجه خمسة تحديات في حربها ضد كورونا.وفي مقابلة مع الأناضول، يقول محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسن بواشنطن، إن "المغرب يواجه خمسة تحديات رئيسية متداخلة بين الاقتصاد والصحة العامة وعلاقة الدولة مع المجتمع والمغتربين".ومنذ 20 مارس الماضي، فرضت الحكومة المغربية حالة الطوارئ الصحية وقيّدت الحركة بالبلاد، بهدف السيطرة على تفشي كورونا.ومن المقرر أن تنتهي حالة الطوارئ، في 20 مايو الجاري، ما لم تتخذ السلطات قرارا بتمديدها للمرة الثانية.** مستقبل الفيروسويضيف الشرقاوي، أن "التحدي الأول يتجلى في تفشّي دائرة الجائحة واتساعها في الخريف المقبل، وإن كان ارتفاع الحرارة خلال الصيف سيساهم في تراجع مستوى الإصابات نسبيا".ويعتبر أن إجراءات العزل الصحي، التي بدأت منتصف مارس الماضي، وإغلاق الحدود البرية والبحرية، وتقييد حركة التنقل لم تحد من مستوى الإصابات.ويتابع: "عدد الإصابات قد يفوق سقف توقعات وزارة الصحة، في ظل بنية صحية محدودة وعدم وجود أَسرّة كافية في المستشفيات العامة".وحتى الثلاثاء، سجلت المملكة 6 آلاف و418 إصابة بكورونا، بينها 188 وفاة، وألفان و991 حالة شفاء، وفق وزارة الصحة.** ضعف القدرة الشرائيةويرى الشرقاوي أن "التحدي الثاني يتمثل في الضجر الشعبي وضعف القدرة الشرائية لأغلب المغاربة خلال رمضان وموسم عيدي الفطر والأضحى، وسط تعثر في عملية تسجيل المستفيدين من الدعم المالي من الصندوق الوطني للتضامن مع المتضررين من الجائحة".وحددت وزارة المالية، قيمة المساعدة المالية الشهرية للمتضررين من كورونا، بـ 800 درهم (حوالي 86 دولارا) للأسرة الصغيرة، و1000 درهم (حوالي 107 دولارات) للأسرة المكونة من 3-4 أشخاص، و1200 درهم (129 دولارا) للأسرة فوق 4 أفراد.ويلفت الشرقاوي إلى أن "التعثر ناتج عن إجراءات بيروقراطية وضعف البنية المصرفية لتسهيل التحويلات إلى حسابات المستفيدين في الوقت المناسب، إضافة إلى حالة عدم اليقين وحتمية موجة الإفلاس المرتقبة للمقاولات الصغيرة والمتوسطة في قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات".ويردف: "ينبغي استحضار أن نسبة غير قليلة من العمال تعيش على موارد تحصل عليها من قطاع الصناعات التقليدية والصيانة وغيرها (غير المهيكلة) أو خارج نطاق الاقتصاد الرسمي".ومنذ مطلع أبريل الماضي، بدأت الحكومة عملية تقديم مساعدات مالية لدعم الأسر المتضررة، ضمن إجراءاتها في مكافحة الفيروس.** الاقتصاد والتدبير الأمنيوبخصوص التحدي الثالث، يقول الشرقاوي إن "المغرب سيعيش في سياق أزمة كورونا تحديا اقتصاديا شاملا ينذر بركود غير مسبوق".ويضيف: "يتزامن هذا مع أمرين سلبيين آخرين، عدم هطول أمطار كافية، ما يعني تراجع المحاصيل الزراعية بداية الصيف، وتعطل حركة السفر وتقلص التحويلات المالية لما بين خمسة إلى ستة ملايين مغربي مقيم في الخارج".وتمثّل تحويلات المهاجرين المغاربة ثاني مصدر للعملة الصعبة في البلاد، حيث بلغت عام 2019 نحو 67 مليار درهم ( 6.7 مليارات دولار).ويستطرد الشرقاوي: "لن تكون هناك حركة اقتصادية عادية ولا سيولة نقدية كافية، في وقت لا تزال أغلب معاملات المغاربة تعتمد على المال النقدي وليس البطاقة الائتمانية، أو خط الاقتراض المسبق".** السلطوية ليست حلاأما التحدي الرابع، فيرى الشرقاوي أنه يتجلى في: "الخلط بين التدبير الصحي لأزمة كورونا كما نجحت فيه بعض الدول (مثل ألمانيا والدول الإسكندنافية) والتدبير الأمني لهذه المرحلة".ويوضح أن "هناك استقطابا وتوظيفا مهرولا لخطاب مصلحة الوطن وليس بالضرورة مصلحة المواطنين".ويتابع الأكاديمي المغربي: "هذا الخطاب يعزز التيار الأمني أو أمْنَنَة هذه المرحلة".ويشدد على أنه "في حقبة الأزمات، ينبغي أن يتجلى التفكير الشمولي المتكامل، ويتم تعزيز التعاون بين المجتمع والدولة، وليس تطويع المرحلة لسلطوية جديدة".ويعتبر أنه "إذا تجاوزت السلطوية حدّ ضمان الصحة العامة ولم تراع ظروف المواطن واحترام كبريائه في حجر قد يمتد حتى بداية 2021، فإنها تجازف بهدر رأسمالها الاجتماعي وتقويض اللحمة الوطنية".ويبيّن أن "إدارة الأزمات كياسة وتعاون ومسؤولية أخلاقية بين الدولة والمجتمع، وليست مجرد تعليمات فوقية واستنفار أمني وتقييد للحريات تحت طائلة الطوارئ".** أزمة العالقينووفق الشرقاوي، فإن التحدي الخامس يتجلى في "سوء تدبير أزمة العالقين بفعل منع السفر الجوي".وفي وقت سابق، أعلنت السلطات أن لديها أزيد من 25 ألف مواطنا عالقا بالخارج بسبب فيروس كورونا تعمل على إجلائهم، دون الكشف عن تاريخ محدد لذلك.ويقول الشرقاوي "لم تنته الحرب ضد كورونا بعد، ويمكن للرباط أن تعيد النظر بشأن ما ستقرّره للأشهر السبعة المقبلة، باستراتيجية متنورة".ويضيف: "بدلا من التفكير الأحادي باتجاه تعزيز سلطات المؤسسة الأمنية، تقتضي الحكمة أن تستأنس الرباط بتجارب دول أخرى".ويختم الأكاديمي المغربي: "جائحة كورونا محنة عالمية وديمقراطية التحديات، ولا تتناسب مواجهتها مع منطق التبرير لما هو غير برغماتي وغير فعال".



اقرأ أيضاً
عراقيل تعميم وتنزيل ورش معاش الشيخوخة يصل إلى البرلمان
وجهت عويشة زلفي، النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سؤالا كتابيا إلى وزيرة الاقتصاد والمالية بخصوص  "عراقيل تعميم وتنزيل ورش معاش الشيخوخة". وأوضحت النائبة البرلمانية أنه "بعد انتظار دام لعقود، تعود قضية معاش الشيخوخة لتطفو مجددا حيث استبشرت فئات واسعة من المسنين بقرار الحكومة استفادتهم من معاش الشيخوخة رغم عدم استكمالهم لشرط 3240 يوم عمل، لكن تفاجأ هؤلاء بعد التحاقهم بوكالات CNSS بأن هناك شرطا مجحفا". وأضافت أن الشرط ينص على ضرورة استكمال 60 سنة في فاتح يناير 2023 وما فوق، مما حرم فئات واسعة من المسنين الذين بلغوا 60 سنة قبل هذا التاريخ، رغم أنهم كانوا يؤدون مساهماتهم الشهرية طيلة سنوات، قبل أن يحالوا على التقاعد دون أن يكون لهم نصيب من المعاش، وكأن الاقتطاعات التي خصمت من رواتبهم ذهبت في مهب الريح". وأبرزت أنه "لكل هذا، وإنصافا لهذه الفئة وحماية لحقوقها وضمان عيش كريم لها في ظل التحولات التي يعرفها الهرم السكاني للمغرب، حيث سجل معدل الشيخوخة ارتفاعا حسب إحصاء 2024، من أجل إنصاف الفئات المقصية". واستفسرت عن الإجراءات المتخذة لتسهيل استفادة المتقاعدين من تقاعد الشيخوخة وفق شروط تتسم بالإنصاف وتحقق الحماية الاجتماعية، وعن مصير الأموال الكبيرة التي تم اقتطاعها طيلة سنوات عملهم من أجور العاملين دون أن تترجم إلى معاشات تحترم الحد الأدنى من الإنسانية، وعن تجليات جهود الوزارة للوصول إلى مرحلة مستدامة وعادلة تضمن حقوقهم وتحافظ على التوازنات المالية لأنظمة التقاعد في ظل الظروف المعيشية الصعبة والمتطلبات الحياتية في هذه الفترة العمرية.
سياسة

محلل سياسي لكشـ24: دعم كوريا الجنوبية يفتح شهية دول آسيا لتبني مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء للمغربية
قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، عبد الفتاح الفاتحي، إن موقف كوريا الجنوبية الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية ينسجم مع التوجه الدولي العام، الذي بات يجمع على أن هذه المبادرة تشكل الحل الأنسب والأكثر جدية وواقعية لتسوية النزاع. وأكد الفاتحي في تصريحه لموقع كشـ24، أن هذا الموقف يعكس متانة العلاقات المغربية الكورية، خصوصا في شقها الاقتصادي، حيث تمكنت العديد من الشركات الكورية من الظفر بصفقات استثمارية مهمة داخل المملكة المغربية. وأضاف المتحدث، أن الدعم الكوري يأتي في سياق الحملة الدبلوماسية الملكية التي استهدفت عددا من الدول الآسيوية، وخاصة الصناعية منها، على غرار اليابان التي لا تعترف بجبهة البوليساريو. واعتبر الفاتحي أن الدعم الكوري سيشكل خطوة مرجعية ستحفز عددا من الدول الآسيوية الأخرى على اتخاذ مواقف مماثلة، والإسراع في إعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي. وختم مصرحنا، بالقول إن الزخم المتزايد الذي تعرفه قضية الصحراء المغربية حول مبادرة الحكم الذاتي، يعكس إدراكا متناميا لدى الدول بأهمية اتخاذ مواقف واضحة، بما يضمن إقامة شراكات اقتصادية وتنموية مع المغرب، الذي بات يشكل قطبا استثماريا إقليميا ودوليا واعدا.
سياسة

مجلس النواب يصادق بالأغلبية على تعديل قانون جبايات الجماعات الترابية
صادق مجلس النواب، يومه الثلاثاء 13 ماي الجاري، بالأغلبية على مشروع القانون رقم 14.25 بتغيير وتتميم القانون رقم 47.06 المتعلق بجبايات الجماعات الترابية. وتمت المصادقة على مشروع القانون برمته، خلال جلسة تشريعية عقدها المجلس بحضور وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وذلك بعدما تم سحب تعديلات تقدمت بها فرق المعارضة. ويندرج هذا النص التشريعي في إطار مواصلة تنزيل توجهات إصلاح المنظومة الجبائية المحلية، في انسجام مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز نظام اللامركزية وتبسيط وتحسين تدبير الجبايات، وكذا انسجاما مع التوصيات المنبثقة عن المناظرة الوطنية الثالثة للجبايات والقانون الإطار رقم 69.19 المتعلق بالإصلاح الجبائي، بحسب ما أوضح وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت. ويهدف هذا المشروع إلى إدخال تعديلات على بعض القواعد المرتبطة بالرسوم المستحقة لفائدة الجماعات الترابية سواء تلك التي تقوم بتدبيرها مصالح الدولة، أو التي تقوم بتدبيرها المصالح الجبائية التابعة لهذه الجماعات المحلية، كما سيشكل هذا النص القانوني مرحلة أخرى من أجل إرساء إصلاح جبائي يحقق العدالة الجبائية بين الملزمين، ويساهم في تطوير الموارد الذاتية للجماعات الترابية. 
سياسة

لفتيت يستعرض أبرز مستجدات مشروع القانون الجبائي الجماعي
يعقد مجلس النواب جلسة، صباح يومه الثلاثاء 13 ماي الجاري، للجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة والشؤون الإدارية حول مشروع قانون رقم 14.25 بتغيير وتتميم القانون رقم 47.06 المتعلق بجبايات الجماعات الترابية. وفي هذا الإطار، أكد وزير الداخلية عبد الوافي لقتيت أن مشروع قانون يروم إدخال تعديلات على بعض القواعد المرتبطة بالرسوم المستحقة لفائدة الجماعات الترابية سواء تلك التي تقوم بتدبيرها مصالح الدولة أو التي تقوم بتدبيرها المصالح الجبائية التابعة لهذه الجماعات. وأضاف المتحدث أنه "على إثر الاصلاحات التي همت نظام اللامركزية ببلادنا في أكتوبر 2002 بموجب القانون رقم 78.00 المتعلق بالميثاق الجماعي والقانون رقم 79.00 المتعلق بتنظيم العمالات والأقاليم ظهرت الحاجة إلى إصلاح المنظومة الجبائية المحلية حتى تلائم التطور الذي شهده هذا النظام". وأوضح المسؤول الحكومي، أنه على هذا الأساس تم إعداد القانون رقم 47.06 المذكور ضمن الاصلاحات الجوهرية الهادفة إلى تعزيز نظام اللامركزية في بلادنا والذي ما فتئ الملك محمد السادس يدعو إليها في إطار توجيهاته المولوية للحكومة، حيث أكد جلالته في خطابه بمناسبة افتتاح أشغال ملتقى جماعات المحلية بأكادير في 12 دجنبر 2006 أن تفعيل صلاحيات الجماعات المحلية في مجالات التنمية يستوجب إصلاح النظام الجبائي والمالي والمحاسبي للجماعات المحلية. وأضاف الوزير أنه تمت إعادة توزيع المهام بين مكونات الإدارة المكلفة بتدبير الرسوم المستحقة لفائدة الجماعات الترابية من خلال اسناد تدبير الرسم المهني إلى المديرية العامة للضرائب وتدبير رسم السكن ورسم الخدمات الجماعاية إلى الخزينة العامة للمملكة والإبقاء على تدبير باقي الرسوم المحلية من طرف المصالح الجبائية التابعة للجماعات الترابية. وشدد لفتيت على أن إصلاح جبايات الجماعات الترابية يندرج ضمن أهم الأوراش التي تم إطلاقها بعد صدور القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية، مشيرا إلى أنه تم إصدار القانون رقم 07,20 المتعلق القاضي يتغيير القانون 47,06 المتعلق بجبايات الجناعات الترابية والذي اعتبر في حينه لبنة أولية لبناء نظام جبائي محلي في توافق تام مع التوصيات المنبثقة عن لمناظرة الوطنية الثالثة للجبايات المنعقدة يومي 3 و4 ماي 2019 بالصخيرات. وقال وزير الداخلية أن الدولة أخذت على عاتقها تنزيل التوجهات بخصوص جبايات الجماعات الترابية الواردة في القانون الاطار رقم 69.19، حيث نصت الفقرات الثانية من مادته التاسعة على اتخاذ تدابير تشريعية بهدف ترشيد وتوضيح وعاء وأسعار جبايات الجماعات الترابية، مبرزا أن أن المادة 10 منه نصت على أنه من أجل تنزيل الأهدف الأساسية المنصوص عليها في هذا القانون الإطار في مجال جبايات الجماعات الترابية ستتخذ الدولة التدابير التشريعية والتنظيمية الضرورية لوضع نمط حكامة جبائية مناسب. وأبرز المتحدث أن مشروع القانون رقم 14,25 يهدف إلى سن أحكام جديدة تهم بعض قواعد الوعاء والتحصيل المرتبطة أولا بالرسوم التي تدريها مصالح الدولة لفائدة الجماعات الترابية وثانية بالرسوم التي تدريها المصالح الجبائية التابعة لهذه الجماعات. وبخصوص الرسوم التي تقوم بتدبيرها مصالح الدولة، أشار المسؤول الحكومي إلى ان الرفع من فعالية ونجاعة الادارة الجبائية ضرورة ملحة لانجاح أي إصلاح جبائي وبناء عليه فان مشروع هذا القانون تضمن مقتضيات تهم الادارة التي تقوم بتدبير الرسم المهني ورسم السكن ورسم الخدمات الجماعية وفق من يقوم بالإصدار يقوم بالتحصيل. وبناء على تقييم مرحلة ممتدة من سنة 2021 إلى الآن تم اقتراح إسناد إصدار وتحصيل رسم السكن ورسم الخدمات الجماعة الى نفس الإدارة التي تقوم بإدارة الرسم المهني والمتمثلة في المصالح التابعة للمديرية العامة للضرائب وهو ماسيمكن من الاستفادة من الخبرة التي راكمتها هذه الإدارة في تدبير جبايات الدولة ومساهمتها في مراجعة القواعد المتعلقة لجبايات الجماعات الترابية وملاءمتها مع الاحكام المنظمة لضرائب الدولة في مجال الوعاء والتحصيل والمراقبة والمنازعات والمساطر والخدمات الالكترونية، يضيف عبد الوافي لفتيت. وأكد أن مشروع هذا القانون يروم إلى جعل المديرية العامة للضرائب الجهة التي سيسند إليها اصدار وتحصيل رسم السكن ورسم الخدمات الجماعية والرسم المهني الذي تقوم بتدبيره حاليا، وذلك في أفق إحداث إدارة جبائية جهوية محلية لاسيما بعد إخضاع القواعد المرتبطة بها لاصلاح عميق يتماشى والتوجهات الواردة في القانون الإطار رقم 69.19. كما يروم هذا المشروع سن أحكام خاصة من أجل تمكين المصالح التابعة للمديرية العامة للضرائب من ملفات الملزمين المتعلقة برسم السكن والخدمات الجماعية التي تم تحويها للخزينة العامة للمملكة.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة