وطني

“وصفة شاملة”.. كيف حارب المغرب الإرهاب وأرسى نموذج الاعتدال؟


كشـ24 نشر في: 19 مايو 2022

راهن المغرب على مقاربة تُوصف بـ"الشاملة" لأجل محاربة الإرهاب، في مسعى إلى اجتثاث الخطر من جذوره، حتى بات أئمة من دول إفريقيا جنوب الصحراء يتوافدون على المملكة لأجل الدراسة والاستفادة من "نموذج الاعتدال".وأكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش في مراكش، قوة النهج المغربي في محاربة الإرهاب.وأوضح أن البلاد، ومنذ الهجمات الإرهابية بمدينة الدار البيضاء في 16 ماي 2003، وضعت، "استراتيجية فعالة، متعددة الأبعاد وشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".وإلى جانب السياسة الأمنية التي مكنت من تفكيك أكثر من 210 خلية إرهابية منذ سنة 2002، يتبع المغرب خطة ترتكز على معالجة الظاهرة بشكل استباقي، عن طريق تأهيل الأئمة والدفاع عن قيم السلام والاعتدال التي يدعو إليها الإسلام.أصول النموذج المغربيفي هذا الصدد، قال أحمد نور الدين، الباحث في القضايا الدولية والمتخصص في شؤون شمال إفريقيا، إن قوة النموذج المغربي في التدين تكمن في عراقته، فهو ليس وليد اللحظة وليس ردة فعل تجاه تغول ظاهرة التطرف والتكفير وانتشار العنف، "فالتدين المغربي نتاج قرون من التفاعل بين ثلاثة مكونات أساسية".وبحسب الخبير فإن المكون الأول "هو العقيدة السنية الأشعرية التي بوأت العقل المكانة السامية التي خصه بها القرآن الكريم، عكس التيارات التكفيرية التي تمعن في تحقير العقل وتمجيد النقل، ومن هنا كان المدخل لإخضاع الأتباع لأيديولوجية المشايخ وإرادتهم المطلقة بذريعة أن الدين اتباع، دون إزعاج من الأسئلة العقلانية لماذا وكيف وما السبب؟".واسترسل المتحدث ضمن تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" قائلا "أما المكون الثاني فهو المذهب المالكي الذي أعطى مكانة مهمة في مصادر الفقه لعرف أهل البلد، وهو ما أفسح مجالا واسعا للاجتهاد في الأحكام والنوازل على أساس واقعي يأخذ بعين الاعتبار تغير الظروف والملابسات والحيثيات من بلد إلى بلد ومن عصر إلى آخر، وبذلك تم القطع مع القوالب الجاهزة والنمطية في الأحكام."إلى جانب ذلك، يضيف أحمد نور الدين "التصوف السني على طريقة أبي القاسم الجنيد، الذي هذب الأخلاق واهتم بجهاد النفس وتربيتها الروحية والإيمانية وزرع قيم التجرد والإخلاص والمحبة والرحمة لكل الناس، وهو ما شكل سداً منيعاً أمام تيارات العنف اللفظي والسلوكي.إمارة المؤمنين صمام الأمانالباحث أحمد نور الدين، خلص في معرض تحليله إلى أن هذا العقد الفريد تُوج بإمارة المؤمنين التي شكلت درعا، دون استغلال الدين لأهداف غير شرعية أو خدمة لأجندات باطنية أو خارجية، عبر 12 قرنا من تواجد الدولة المركزية في المغرب التي اجتمعت فيها إمارة الدين مع إمارة الدولة في شخص السلطان أو الملك.وتابع: "هذه هي وصفة الوسطية والاعتدال التي يقدمها المغرب بكل تواضع لإفريقيا وأوروبا كعلاج لظاهرة الإرهاب والتطرف. معززا بمؤسسات رسمية مثل جامعة القرويين بكل فروعها، ومؤسسة محمد السادس لعلماء إفريقيا، أو رابطة العلماء، أو معهد تكوين الأئمة والوعاظ، وغيرها. أو من خلال المؤسسات غير الرسمية مثل الطرق الصوفية المغربية التي لديها أتباع يفوق عددهم نصف مليار مسلم عبر القارات الخمس."وتجدر الإشارة إلى أن الدستور المغربي ينص في الفصل 41 على أن "الملك، أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية. يرأس الملك، أمير المؤمنين، المجلس العلمي الأعلى، الذي يتولى دراسة القضايا التي يعرضها عليه. ويعتبر المجلس الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى المعتمدة رسميا، بشأن المسائل المحالة عليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة".المغرب يتقاسم تجربتهمن جانبه، قال منتصر حمادة، منسق تقرير الحالة الدينية الصادر عن مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث بالرباط، إن النموذج الديني المغربي نتيجة عوامل مركبة، تتداخل فيها عوامل تاريخية واجتماعية وحضارية، أفضت إلى أن المغرب أصبح يتوصل بطلبات من عدة دول عربية وإفريقية وحتى أوروبية، إما من أجل الاستفادة من تجربته في تدبير الشأن الديني، أو النهل من تجربته في التصدي لظاهرة التطرف العنيف.وتابع الباحث في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، "هذا النموذج قائم على عدة محددات، وفي مقدمتها ثلاثية العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف، وتدور كلها في فلك مؤسسة إمارة المؤمنين، الساهرة على حماية الدين من مختلف الإيديولوجيات الدينية والمادية".وأردف حمادة أنه "ليس صدفة أن هذا النموذج يتميز بتنظيم المغرب منذ عقود للدروس الحسنية، في القصر الملكي وحضور ملك البلاد لأنه أمير المؤمنين، وهذه دروس فريدة في العالم الإسلامي وليس في المنطقة فحسب، وليس صدفة أيضا أنه في صيف 2019، تخرج أول فوج لأئمة فرنسيين من معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، في سابقة من نوعها، وهو المعهد الذي يدرس فيه أئمة ومرشدون ومرشدات من عدة دول إفريقيا".وأشار المتحدث كذلك، إلى أن المغرب أسس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والحاضرة في 34 دولة إفريقية، ضمن مبادرات أخرى، جعلت هذا النموذج محط إقبال كبير من بعض صناع القرار في المنطقة والعالم، وذلك لعدة اعتبارات، منها البحث عن مخارج نظرية وعملية لمواجهة معضلة التطرف العنيف، ومنها أيضا، تقديم نموذج إسلامي معاصر منفتح ووسطي، يقدم صورة إيجابية في مواجهة الصور النمطية السلبية التي تروج ضد الإسلام والمسلمين، وخاصة خلال العقود الأخيرة".ويُذكر أن المغرب استضاف في الحادي عشر من مايو الجاري، "الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الذي يضم 84 دولة ومنظمة شريكة تنتمي لعدد من دول العالم وذلك بمشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.وأفاد بيان لوزارة الخارجية المغربية أن الاجتماع الذي انعقد في مدينة مراكش يأتي كجزء من السياسة الاستباقية في محاربة الإرهاب التي تنتهجها..سكاي نيوز

راهن المغرب على مقاربة تُوصف بـ"الشاملة" لأجل محاربة الإرهاب، في مسعى إلى اجتثاث الخطر من جذوره، حتى بات أئمة من دول إفريقيا جنوب الصحراء يتوافدون على المملكة لأجل الدراسة والاستفادة من "نموذج الاعتدال".وأكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش في مراكش، قوة النهج المغربي في محاربة الإرهاب.وأوضح أن البلاد، ومنذ الهجمات الإرهابية بمدينة الدار البيضاء في 16 ماي 2003، وضعت، "استراتيجية فعالة، متعددة الأبعاد وشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".وإلى جانب السياسة الأمنية التي مكنت من تفكيك أكثر من 210 خلية إرهابية منذ سنة 2002، يتبع المغرب خطة ترتكز على معالجة الظاهرة بشكل استباقي، عن طريق تأهيل الأئمة والدفاع عن قيم السلام والاعتدال التي يدعو إليها الإسلام.أصول النموذج المغربيفي هذا الصدد، قال أحمد نور الدين، الباحث في القضايا الدولية والمتخصص في شؤون شمال إفريقيا، إن قوة النموذج المغربي في التدين تكمن في عراقته، فهو ليس وليد اللحظة وليس ردة فعل تجاه تغول ظاهرة التطرف والتكفير وانتشار العنف، "فالتدين المغربي نتاج قرون من التفاعل بين ثلاثة مكونات أساسية".وبحسب الخبير فإن المكون الأول "هو العقيدة السنية الأشعرية التي بوأت العقل المكانة السامية التي خصه بها القرآن الكريم، عكس التيارات التكفيرية التي تمعن في تحقير العقل وتمجيد النقل، ومن هنا كان المدخل لإخضاع الأتباع لأيديولوجية المشايخ وإرادتهم المطلقة بذريعة أن الدين اتباع، دون إزعاج من الأسئلة العقلانية لماذا وكيف وما السبب؟".واسترسل المتحدث ضمن تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" قائلا "أما المكون الثاني فهو المذهب المالكي الذي أعطى مكانة مهمة في مصادر الفقه لعرف أهل البلد، وهو ما أفسح مجالا واسعا للاجتهاد في الأحكام والنوازل على أساس واقعي يأخذ بعين الاعتبار تغير الظروف والملابسات والحيثيات من بلد إلى بلد ومن عصر إلى آخر، وبذلك تم القطع مع القوالب الجاهزة والنمطية في الأحكام."إلى جانب ذلك، يضيف أحمد نور الدين "التصوف السني على طريقة أبي القاسم الجنيد، الذي هذب الأخلاق واهتم بجهاد النفس وتربيتها الروحية والإيمانية وزرع قيم التجرد والإخلاص والمحبة والرحمة لكل الناس، وهو ما شكل سداً منيعاً أمام تيارات العنف اللفظي والسلوكي.إمارة المؤمنين صمام الأمانالباحث أحمد نور الدين، خلص في معرض تحليله إلى أن هذا العقد الفريد تُوج بإمارة المؤمنين التي شكلت درعا، دون استغلال الدين لأهداف غير شرعية أو خدمة لأجندات باطنية أو خارجية، عبر 12 قرنا من تواجد الدولة المركزية في المغرب التي اجتمعت فيها إمارة الدين مع إمارة الدولة في شخص السلطان أو الملك.وتابع: "هذه هي وصفة الوسطية والاعتدال التي يقدمها المغرب بكل تواضع لإفريقيا وأوروبا كعلاج لظاهرة الإرهاب والتطرف. معززا بمؤسسات رسمية مثل جامعة القرويين بكل فروعها، ومؤسسة محمد السادس لعلماء إفريقيا، أو رابطة العلماء، أو معهد تكوين الأئمة والوعاظ، وغيرها. أو من خلال المؤسسات غير الرسمية مثل الطرق الصوفية المغربية التي لديها أتباع يفوق عددهم نصف مليار مسلم عبر القارات الخمس."وتجدر الإشارة إلى أن الدستور المغربي ينص في الفصل 41 على أن "الملك، أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية. يرأس الملك، أمير المؤمنين، المجلس العلمي الأعلى، الذي يتولى دراسة القضايا التي يعرضها عليه. ويعتبر المجلس الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى المعتمدة رسميا، بشأن المسائل المحالة عليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة".المغرب يتقاسم تجربتهمن جانبه، قال منتصر حمادة، منسق تقرير الحالة الدينية الصادر عن مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث بالرباط، إن النموذج الديني المغربي نتيجة عوامل مركبة، تتداخل فيها عوامل تاريخية واجتماعية وحضارية، أفضت إلى أن المغرب أصبح يتوصل بطلبات من عدة دول عربية وإفريقية وحتى أوروبية، إما من أجل الاستفادة من تجربته في تدبير الشأن الديني، أو النهل من تجربته في التصدي لظاهرة التطرف العنيف.وتابع الباحث في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، "هذا النموذج قائم على عدة محددات، وفي مقدمتها ثلاثية العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف، وتدور كلها في فلك مؤسسة إمارة المؤمنين، الساهرة على حماية الدين من مختلف الإيديولوجيات الدينية والمادية".وأردف حمادة أنه "ليس صدفة أن هذا النموذج يتميز بتنظيم المغرب منذ عقود للدروس الحسنية، في القصر الملكي وحضور ملك البلاد لأنه أمير المؤمنين، وهذه دروس فريدة في العالم الإسلامي وليس في المنطقة فحسب، وليس صدفة أيضا أنه في صيف 2019، تخرج أول فوج لأئمة فرنسيين من معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، في سابقة من نوعها، وهو المعهد الذي يدرس فيه أئمة ومرشدون ومرشدات من عدة دول إفريقيا".وأشار المتحدث كذلك، إلى أن المغرب أسس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والحاضرة في 34 دولة إفريقية، ضمن مبادرات أخرى، جعلت هذا النموذج محط إقبال كبير من بعض صناع القرار في المنطقة والعالم، وذلك لعدة اعتبارات، منها البحث عن مخارج نظرية وعملية لمواجهة معضلة التطرف العنيف، ومنها أيضا، تقديم نموذج إسلامي معاصر منفتح ووسطي، يقدم صورة إيجابية في مواجهة الصور النمطية السلبية التي تروج ضد الإسلام والمسلمين، وخاصة خلال العقود الأخيرة".ويُذكر أن المغرب استضاف في الحادي عشر من مايو الجاري، "الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الذي يضم 84 دولة ومنظمة شريكة تنتمي لعدد من دول العالم وذلك بمشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.وأفاد بيان لوزارة الخارجية المغربية أن الاجتماع الذي انعقد في مدينة مراكش يأتي كجزء من السياسة الاستباقية في محاربة الإرهاب التي تنتهجها..سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
بسبب تعاونها مع عصابات بالمغرب.. الأمن الإسباني يفكك شبكة إجرامية
تمكنت قوات الحرس المدني الإسباني من تفكيك منظمة إجرامية متخصصة في الاتجار الدولي بالمخدرات، متمركزة في مقاطعتي ألميريا وغرناطة في منطقة الأندلس. وتمكنت هذه المنظمة، بالتنسيق مع شبكات إمداد من المغرب ، من نقل الحشيش والكوكايين على نطاق واسع. وتم تنفيذ هذه العملية تم تنفيذها بشكل مشترك من قبل وحدتي الشرطة القضائية في كتالونيا وألميريا، وتم خلالها القبض على خمسة أشخاص. وحسب بلاغ أمني، أمس الخميس، فإن ما يسمى بـ "عملية الباذنجان "، التي بدأت في فبراير 2024، حظيت أيضًا بدعم المركز الإقليمي الأندلسي للتحليل والاستخبارات ضد تهريب المخدرات (CRAIN) . وكانت هذه المافيا تمتلك شبكة لوجستية منظمة للغاية لتجارة المخدرات، من خلال توظيف شاحنات معدلة، واستغلال مستودعات صناعية، ونقاط تحميل، وطرقًا مخططة للتهرب من نقاط التفتيش التي تشرف عليها الشرطة. وبالتنسيق مع شبكات الإمداد المغربية، كانت المنظمة تمتلك القدرة على نقل الحشيش والكوكايين على نطاق واسع ، باستخدام خزانات الوقود في المركبات الثقيلة. وخلال العملية، تم إجراء عشر عمليات تفتيش وتفتيش دفيئة، مما أدى إلى ضبط 262.72 كيلوغرام من الحشيش، و11585 يورو نقدًا ، ومسدس تفجير، وذخيرة، وأجهزة إلكترونية، ووثائق مختلفة.
وطني

عكوري لكشـ24: آن الأوان لوقف فوضى الساعات الإضافية العشوائية واستنزاف جيوب الأسر
عبر نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، في تصريح لموقع كشـ24، عن قلقه الشديد إزاء استفحال ظاهرة الساعات الإضافية، خاصة خلال الفترة الحالية التي يستعد فيها التلاميذ لاجتياز الامتحانات، مؤكدا أنها ترهق كاهل الأسر ماديا ونفسيا. وأوضح عكوري أن هذه الظاهرة تنقسم إلى ثلاثة أنواع: أولها الساعات الإضافية التي تختارها بعض الأسر طواعية لتحسين المستوى الدراسي لأبنائها، وغالبا ما تركز على المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء وعلوم الحياة والأرض، بهدف تمكين أبنائهم من ولوج المعاهد العليا، غير أن هذه الدروس، التي تجرى أحيانا في أماكن غير مؤهلة كالمنازل والمحلات التجارية، تتسبب في استنزاف مالي كبير، حيث تصل كلفة الحصة الواحدة إلى 400 درهم أو أكثر. أما النوع الثاني، فيتمثل في الساعات الإضافية “الإجبارية” التي يفرضها بعض الأساتذة على التلاميذ خارج أوقات الدراسة، تحت طائلة التهديد بالتأثير على نقط المراقبة المستمرة، وهو أمر اعتبره عكوري تجاوزا خطيرا وخارقا للقانون، يستدعي تدخل وزارة التربية الوطنية. وأشار عكوري إلى نوع ثالث يتمثل في ساعات الدعم التي تنظمها بعض المؤسسات التعليمية بشراكة مع جمعيات الآباء، والتي تهدف في الأصل إلى دعم التلاميذ بشكل مجاني أو رمزي، غير أن هذه المبادرات، حسب تصريحه، لا تحظى بالإقبال الكافي بسبب انعدام الثقة في جودتها، وسوء تدبيرها أحيانا، إذ يتم الخلط بين مستويات التلاميذ دون تقييم مسبق لمكامن الضعف أو التفاوت. وفي ختام تصريحه، شدد رئيس فيدرالية اباء وامهات واولياء التلاميذ بالمغرب، على ضرورة تنظيم وتقنين هذه الظاهرة بما يضمن حق الأسر في اختيار الدعم المناسب لأبنائهم، مع مراعاة قدراتهم المادية، داعيا إلى وضع حد للابتزاز الذي تتعرض له الأسر من خلال فرض مبالغ خيالية قد تتجاوز أحيانا 1000 درهم للحصة، سواء في المستويات الدراسية الإشهادية أو في التحضير لما بعد البكالوريا.
وطني

تنظيم طلابي يرفض تحويل محطات القطار لمصائد موت
أكد القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية أن إدارة محطة القطار بسطات، والجهات المسؤولة عن قطاع النقل السككي، هي المسؤولة عن الحادث المأساوي الذي تعرّض له الطالب رامي مير، الذي يدرس في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات، حيث بثرت ساقيه. وأوضح الطلبة في بيان لهم أن الحادث الذي تعرّض له الطالب مير، يوم 4 ماي 2025 بمحطة القطار بسطات، والذي أسفر عن إصابات خطيرة في ساقيه أدّت إلى بترهما جرّاء سقوطه تحت عجلات القطار، “ليس مجرد واقعة عرضية، بل يُجسّد بشكل واضح حالة الإهمال والتقصير المستمر في تأمين سلامة المواطنين، وخاصة الطلبة”. وأضاف القطاع أن الحادث ليس هو الأول من نوعه الذي يروح ضحيته مواطن مغربي بسبب إهمال المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) وإخلاله بالتزاماته. وأبرز البيان “أن هذا الإهمال يتجلى في عدم توفير شروط السلامة من جهة، وفي الإصرار على تقديم تعويضات سمينة لبعض أطره الكبار من جهة أخرى”، وهو ما يعكس بحسب الطلبة استهتارًا بأرواح المواطنين، مشيرا إلى أن ما وقع للطالب رامي مير، “ناتج عن غياب أبسط مقومات السلامة بالمحطة، بما في ذلك لافتات التشوير الواضحة والممرات تحت الأرض التي من شأنها حماية المسافرين”. وأعرب الطلبة عن إدانتهم “لمحاولات تحميل الطالب الضحية مسؤولية الحادث من خلال الادعاء بأنه حاول النزول قبل توقف القطار”، معتبرين أنها “محاولة بائسة للتهرب من المسؤولية”. وأعلن الطلبة عن “تضامنهم الكامل مع الطالب الضحية وأسرته، ومع كافة الطلبة الذين يعيشون هذه الفاجعة في حزن وألم”، داعين جميع الطلبة وكافة القوى الديمقراطية إلى التعبير عن رفضهم لهذا الواقع المأساوي، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال الجسيم. وشدد الطلبة على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتأمين جميع محطات القطار وضمان سلامة الركاب، بدءًا من وضع لافتات التشوير وتفعيل الممرات الآمنة، وصولًا إلى محاسبة المسؤولين عن هذا الحادث وغيره من الحوادث المشابهة. وعبر الطلبة عن رفضهم لأن تصبح محطات القطار مصائد للموت.
وطني

ملف انهيار عمارة عشوائية بفاس يصل إلى البرلمان ومطالب بتدخلات استعجالية لوقف النزيف
وصل ملف انهيار عمارة عشوائية بفاس، ومعه ملف الانهيارات التي تهدد عددا من البنيات بأحزمة الأحياء الشعبية المحيطة بالمدينة، إلى البرلمان. ودعت البرلمانية عن حزب البام، خديجة الحجوبي، كاتب الدولة المكلفة بإعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إلى مواصلة المجهودات لمعالجة الدور الآيلة للسقوط، وتفادي ما مقع في حادث انهيار عمارة الحي الحسني والذي خلف عشرة قتلى وعددا من المصابين. وقالت إن وضع هذه البنايات يستدعي تدخلا استعجاليا ومنسقا بين هذه الوزارة ومختلف المتدخلين لتفادي تكرار هذه المآسي.فيما وجه البرلماني الاستقلالي عبد المجيد الفاس سؤالا شفويا آنيا على وزير إعداد التراب الوطني والإسكان والتعمير وسياسة المدينة. وتساءل البرلماني الفاسي عن تدابير الوزارة من أجل وضع حد لظاهرة انهيار المباني وما تخلفه من خسائر بشرية ومادية مؤلمة.وأشار إلى أن التوسع العمراني الذي شهدته المدن المغربية في العقود الأخيرة، كان في بعض الأحيان بعيدا عن ضوابط التنظيم وأعين المراقبة، وهو ما خلف تشوهات عمرانية وأحياء ومساحات شاسعة من المنازل والبنايات بشكل عشوائي، بدون تخطيط ولا هيكلة ولا ربط بالشبكات.واعتبر الفاسي أن حوادث انهيار المباني بشكل متزايد، سواء في المدن العتيقة أو القديمة أو الأحياء العشوائية، أصبح يهدد سلامة وطمأنينة المواطنين، وكذلك سلامة ممتلكاتهم ويخلف خسائر جسيمة، كما هو الشأن بالنسبة لفاجعة الحي الحسني بفاس.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 10 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة