وطني

“وصفة شاملة”.. كيف حارب المغرب الإرهاب وأرسى نموذج الاعتدال؟


كشـ24 نشر في: 19 مايو 2022

راهن المغرب على مقاربة تُوصف بـ"الشاملة" لأجل محاربة الإرهاب، في مسعى إلى اجتثاث الخطر من جذوره، حتى بات أئمة من دول إفريقيا جنوب الصحراء يتوافدون على المملكة لأجل الدراسة والاستفادة من "نموذج الاعتدال".وأكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش في مراكش، قوة النهج المغربي في محاربة الإرهاب.وأوضح أن البلاد، ومنذ الهجمات الإرهابية بمدينة الدار البيضاء في 16 ماي 2003، وضعت، "استراتيجية فعالة، متعددة الأبعاد وشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".وإلى جانب السياسة الأمنية التي مكنت من تفكيك أكثر من 210 خلية إرهابية منذ سنة 2002، يتبع المغرب خطة ترتكز على معالجة الظاهرة بشكل استباقي، عن طريق تأهيل الأئمة والدفاع عن قيم السلام والاعتدال التي يدعو إليها الإسلام.أصول النموذج المغربيفي هذا الصدد، قال أحمد نور الدين، الباحث في القضايا الدولية والمتخصص في شؤون شمال إفريقيا، إن قوة النموذج المغربي في التدين تكمن في عراقته، فهو ليس وليد اللحظة وليس ردة فعل تجاه تغول ظاهرة التطرف والتكفير وانتشار العنف، "فالتدين المغربي نتاج قرون من التفاعل بين ثلاثة مكونات أساسية".وبحسب الخبير فإن المكون الأول "هو العقيدة السنية الأشعرية التي بوأت العقل المكانة السامية التي خصه بها القرآن الكريم، عكس التيارات التكفيرية التي تمعن في تحقير العقل وتمجيد النقل، ومن هنا كان المدخل لإخضاع الأتباع لأيديولوجية المشايخ وإرادتهم المطلقة بذريعة أن الدين اتباع، دون إزعاج من الأسئلة العقلانية لماذا وكيف وما السبب؟".واسترسل المتحدث ضمن تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" قائلا "أما المكون الثاني فهو المذهب المالكي الذي أعطى مكانة مهمة في مصادر الفقه لعرف أهل البلد، وهو ما أفسح مجالا واسعا للاجتهاد في الأحكام والنوازل على أساس واقعي يأخذ بعين الاعتبار تغير الظروف والملابسات والحيثيات من بلد إلى بلد ومن عصر إلى آخر، وبذلك تم القطع مع القوالب الجاهزة والنمطية في الأحكام."إلى جانب ذلك، يضيف أحمد نور الدين "التصوف السني على طريقة أبي القاسم الجنيد، الذي هذب الأخلاق واهتم بجهاد النفس وتربيتها الروحية والإيمانية وزرع قيم التجرد والإخلاص والمحبة والرحمة لكل الناس، وهو ما شكل سداً منيعاً أمام تيارات العنف اللفظي والسلوكي.إمارة المؤمنين صمام الأمانالباحث أحمد نور الدين، خلص في معرض تحليله إلى أن هذا العقد الفريد تُوج بإمارة المؤمنين التي شكلت درعا، دون استغلال الدين لأهداف غير شرعية أو خدمة لأجندات باطنية أو خارجية، عبر 12 قرنا من تواجد الدولة المركزية في المغرب التي اجتمعت فيها إمارة الدين مع إمارة الدولة في شخص السلطان أو الملك.وتابع: "هذه هي وصفة الوسطية والاعتدال التي يقدمها المغرب بكل تواضع لإفريقيا وأوروبا كعلاج لظاهرة الإرهاب والتطرف. معززا بمؤسسات رسمية مثل جامعة القرويين بكل فروعها، ومؤسسة محمد السادس لعلماء إفريقيا، أو رابطة العلماء، أو معهد تكوين الأئمة والوعاظ، وغيرها. أو من خلال المؤسسات غير الرسمية مثل الطرق الصوفية المغربية التي لديها أتباع يفوق عددهم نصف مليار مسلم عبر القارات الخمس."وتجدر الإشارة إلى أن الدستور المغربي ينص في الفصل 41 على أن "الملك، أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية. يرأس الملك، أمير المؤمنين، المجلس العلمي الأعلى، الذي يتولى دراسة القضايا التي يعرضها عليه. ويعتبر المجلس الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى المعتمدة رسميا، بشأن المسائل المحالة عليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة".المغرب يتقاسم تجربتهمن جانبه، قال منتصر حمادة، منسق تقرير الحالة الدينية الصادر عن مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث بالرباط، إن النموذج الديني المغربي نتيجة عوامل مركبة، تتداخل فيها عوامل تاريخية واجتماعية وحضارية، أفضت إلى أن المغرب أصبح يتوصل بطلبات من عدة دول عربية وإفريقية وحتى أوروبية، إما من أجل الاستفادة من تجربته في تدبير الشأن الديني، أو النهل من تجربته في التصدي لظاهرة التطرف العنيف.وتابع الباحث في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، "هذا النموذج قائم على عدة محددات، وفي مقدمتها ثلاثية العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف، وتدور كلها في فلك مؤسسة إمارة المؤمنين، الساهرة على حماية الدين من مختلف الإيديولوجيات الدينية والمادية".وأردف حمادة أنه "ليس صدفة أن هذا النموذج يتميز بتنظيم المغرب منذ عقود للدروس الحسنية، في القصر الملكي وحضور ملك البلاد لأنه أمير المؤمنين، وهذه دروس فريدة في العالم الإسلامي وليس في المنطقة فحسب، وليس صدفة أيضا أنه في صيف 2019، تخرج أول فوج لأئمة فرنسيين من معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، في سابقة من نوعها، وهو المعهد الذي يدرس فيه أئمة ومرشدون ومرشدات من عدة دول إفريقيا".وأشار المتحدث كذلك، إلى أن المغرب أسس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والحاضرة في 34 دولة إفريقية، ضمن مبادرات أخرى، جعلت هذا النموذج محط إقبال كبير من بعض صناع القرار في المنطقة والعالم، وذلك لعدة اعتبارات، منها البحث عن مخارج نظرية وعملية لمواجهة معضلة التطرف العنيف، ومنها أيضا، تقديم نموذج إسلامي معاصر منفتح ووسطي، يقدم صورة إيجابية في مواجهة الصور النمطية السلبية التي تروج ضد الإسلام والمسلمين، وخاصة خلال العقود الأخيرة".ويُذكر أن المغرب استضاف في الحادي عشر من مايو الجاري، "الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الذي يضم 84 دولة ومنظمة شريكة تنتمي لعدد من دول العالم وذلك بمشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.وأفاد بيان لوزارة الخارجية المغربية أن الاجتماع الذي انعقد في مدينة مراكش يأتي كجزء من السياسة الاستباقية في محاربة الإرهاب التي تنتهجها..سكاي نيوز

راهن المغرب على مقاربة تُوصف بـ"الشاملة" لأجل محاربة الإرهاب، في مسعى إلى اجتثاث الخطر من جذوره، حتى بات أئمة من دول إفريقيا جنوب الصحراء يتوافدون على المملكة لأجل الدراسة والاستفادة من "نموذج الاعتدال".وأكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش في مراكش، قوة النهج المغربي في محاربة الإرهاب.وأوضح أن البلاد، ومنذ الهجمات الإرهابية بمدينة الدار البيضاء في 16 ماي 2003، وضعت، "استراتيجية فعالة، متعددة الأبعاد وشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".وإلى جانب السياسة الأمنية التي مكنت من تفكيك أكثر من 210 خلية إرهابية منذ سنة 2002، يتبع المغرب خطة ترتكز على معالجة الظاهرة بشكل استباقي، عن طريق تأهيل الأئمة والدفاع عن قيم السلام والاعتدال التي يدعو إليها الإسلام.أصول النموذج المغربيفي هذا الصدد، قال أحمد نور الدين، الباحث في القضايا الدولية والمتخصص في شؤون شمال إفريقيا، إن قوة النموذج المغربي في التدين تكمن في عراقته، فهو ليس وليد اللحظة وليس ردة فعل تجاه تغول ظاهرة التطرف والتكفير وانتشار العنف، "فالتدين المغربي نتاج قرون من التفاعل بين ثلاثة مكونات أساسية".وبحسب الخبير فإن المكون الأول "هو العقيدة السنية الأشعرية التي بوأت العقل المكانة السامية التي خصه بها القرآن الكريم، عكس التيارات التكفيرية التي تمعن في تحقير العقل وتمجيد النقل، ومن هنا كان المدخل لإخضاع الأتباع لأيديولوجية المشايخ وإرادتهم المطلقة بذريعة أن الدين اتباع، دون إزعاج من الأسئلة العقلانية لماذا وكيف وما السبب؟".واسترسل المتحدث ضمن تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" قائلا "أما المكون الثاني فهو المذهب المالكي الذي أعطى مكانة مهمة في مصادر الفقه لعرف أهل البلد، وهو ما أفسح مجالا واسعا للاجتهاد في الأحكام والنوازل على أساس واقعي يأخذ بعين الاعتبار تغير الظروف والملابسات والحيثيات من بلد إلى بلد ومن عصر إلى آخر، وبذلك تم القطع مع القوالب الجاهزة والنمطية في الأحكام."إلى جانب ذلك، يضيف أحمد نور الدين "التصوف السني على طريقة أبي القاسم الجنيد، الذي هذب الأخلاق واهتم بجهاد النفس وتربيتها الروحية والإيمانية وزرع قيم التجرد والإخلاص والمحبة والرحمة لكل الناس، وهو ما شكل سداً منيعاً أمام تيارات العنف اللفظي والسلوكي.إمارة المؤمنين صمام الأمانالباحث أحمد نور الدين، خلص في معرض تحليله إلى أن هذا العقد الفريد تُوج بإمارة المؤمنين التي شكلت درعا، دون استغلال الدين لأهداف غير شرعية أو خدمة لأجندات باطنية أو خارجية، عبر 12 قرنا من تواجد الدولة المركزية في المغرب التي اجتمعت فيها إمارة الدين مع إمارة الدولة في شخص السلطان أو الملك.وتابع: "هذه هي وصفة الوسطية والاعتدال التي يقدمها المغرب بكل تواضع لإفريقيا وأوروبا كعلاج لظاهرة الإرهاب والتطرف. معززا بمؤسسات رسمية مثل جامعة القرويين بكل فروعها، ومؤسسة محمد السادس لعلماء إفريقيا، أو رابطة العلماء، أو معهد تكوين الأئمة والوعاظ، وغيرها. أو من خلال المؤسسات غير الرسمية مثل الطرق الصوفية المغربية التي لديها أتباع يفوق عددهم نصف مليار مسلم عبر القارات الخمس."وتجدر الإشارة إلى أن الدستور المغربي ينص في الفصل 41 على أن "الملك، أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية. يرأس الملك، أمير المؤمنين، المجلس العلمي الأعلى، الذي يتولى دراسة القضايا التي يعرضها عليه. ويعتبر المجلس الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى المعتمدة رسميا، بشأن المسائل المحالة عليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة".المغرب يتقاسم تجربتهمن جانبه، قال منتصر حمادة، منسق تقرير الحالة الدينية الصادر عن مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث بالرباط، إن النموذج الديني المغربي نتيجة عوامل مركبة، تتداخل فيها عوامل تاريخية واجتماعية وحضارية، أفضت إلى أن المغرب أصبح يتوصل بطلبات من عدة دول عربية وإفريقية وحتى أوروبية، إما من أجل الاستفادة من تجربته في تدبير الشأن الديني، أو النهل من تجربته في التصدي لظاهرة التطرف العنيف.وتابع الباحث في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، "هذا النموذج قائم على عدة محددات، وفي مقدمتها ثلاثية العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف، وتدور كلها في فلك مؤسسة إمارة المؤمنين، الساهرة على حماية الدين من مختلف الإيديولوجيات الدينية والمادية".وأردف حمادة أنه "ليس صدفة أن هذا النموذج يتميز بتنظيم المغرب منذ عقود للدروس الحسنية، في القصر الملكي وحضور ملك البلاد لأنه أمير المؤمنين، وهذه دروس فريدة في العالم الإسلامي وليس في المنطقة فحسب، وليس صدفة أيضا أنه في صيف 2019، تخرج أول فوج لأئمة فرنسيين من معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، في سابقة من نوعها، وهو المعهد الذي يدرس فيه أئمة ومرشدون ومرشدات من عدة دول إفريقيا".وأشار المتحدث كذلك، إلى أن المغرب أسس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والحاضرة في 34 دولة إفريقية، ضمن مبادرات أخرى، جعلت هذا النموذج محط إقبال كبير من بعض صناع القرار في المنطقة والعالم، وذلك لعدة اعتبارات، منها البحث عن مخارج نظرية وعملية لمواجهة معضلة التطرف العنيف، ومنها أيضا، تقديم نموذج إسلامي معاصر منفتح ووسطي، يقدم صورة إيجابية في مواجهة الصور النمطية السلبية التي تروج ضد الإسلام والمسلمين، وخاصة خلال العقود الأخيرة".ويُذكر أن المغرب استضاف في الحادي عشر من مايو الجاري، "الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الذي يضم 84 دولة ومنظمة شريكة تنتمي لعدد من دول العالم وذلك بمشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.وأفاد بيان لوزارة الخارجية المغربية أن الاجتماع الذي انعقد في مدينة مراكش يأتي كجزء من السياسة الاستباقية في محاربة الإرهاب التي تنتهجها..سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
توقيف شخصين وحجز 2236 قرص مهلوس بالدار البيضاء
تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء بناءً على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، صباح اليوم الجمعة 9 ماي الجاري، من توقيف شخصين يبلغان من العمر 24 و29 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهما في قضية تتعلق بحيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية. وقد جرى توقيف المشتبه بهما وهما في حالة تلبس بحيازة وترويج المخدرات بوسط مدينة الدار البيضاء، حيث أسفرت عملية الضبط والتفتيش عن العثور بحوزتهما على 2236 قرص مهلوس و23 غراما من مخدر الكوكايين.وقد تم إخضاع المشتبه فيهما للبحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي.
وطني

حادث الانهيار بفاس..منظمة حقوقية تنتقد التراخي في تنفيذ قرارات الإخلاء
انتقدت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، تراخي السلطات في تنفيذ قرارات الإخلاء الصادرة منذ سنة 2018 ، والتي تجاهلتها خمس عائلات رغم التنبيهات الرسمية، وذلك في سياق تفاعلها مع حادث انهيار عمارة عشوائية بالحي الحسني بمدينة فاس، ليلة أمس الخميس/الجمعة، ما أدى وفق الحصيلة المؤقتة إلى تسع وفيات وسبع إصابات.وقالت المنظمة، في بيان لها، إن هذا الحادث يبرز الفجوة بين التقارير التقنية الصادرة عن المختبر الوطني للتجارب والدراسات (LPEE) والواقع الميداني الذي لم يشهد أي تدخل فعّال من السلطات المختصة. وذهبت إلى أن هذه الحادثة تأتي في سياق وطني يتسم بتزايد عدد البنايات المهددة بالانهيار، خاصة في المدن العتيقة والأحياء الشعبية، مما يستدعي وقفة جادة لتقييم السياسات العمومية في مجال السكن والسلامة العمرانية.وكانت البناية مصنفة ضمن البنايات الآيلة للسقوط منذ سنة 2018، بناء على تقارير تقنية صادرة عن المختبر العمومي للتجارب والدراسات (LPEE)، الذي خلُص إلى أن البناية غير صالحة للسكن وتشكل خطرًا داهمًا على الأرواح والممتلكات. ورغم هذا التصنيف الواضح، ورغم إصدار قرار رسمي يقضي بإفراغ السكان، إلا أن هذا القرار بقي حبيس الرفوف الإدارية، ولم يُفعَّل على أرض الواقع.واعتبرت المنظمة أن هذه الفاجعة تعتبر مثالًا صارخًا على الفشل المؤسسي في حماية الحق في السكن الآمن، وحملت مسؤولية ما حدث إلى الجهات الإدارية التي تقاعست عن تنفيذ قرارات الإخلاء، وغضت الطرف عن تنبيهات السكان ومعايناتهم المستمرة للعيوب البنائية التي كانت تزداد خطورتها يومًا بعد يوم.ودعت المنظمة ذاتها إلى إجراء تحقيق شامل في الفاجعة ومحاسبة المسؤولين عن التقصير. كما دعت إلى تحديث قاعدة بيانات البنايات الآيلة للسقوط وتحديد أولويات التدخل، وتوفير بدائل سكنية للعائلات المتضررة وضمان حقوقهم.
وطني

صنفت في خانة الخطر منذ ثماني سنوات..من يتحمل مسؤولية انهيار عمارة عشوائية بفاس؟
كشفت المصادر أن البناية المنهارة ليلة أمس الخميس/الجمعة، بالحي الحسني بفاس، كانت قد صنفت من قبل السلطات ضمن خانة البنايات الآيلة للسقوط ذات الخطورة العالية منذ سنة 2018. وتشير المعطيات الرسمية إلى أن ثمانية أسر قبلت إخلاء البناية، لكن خمس أسر رفضت تنفيذ القرار.وجاء تصنيف هذه البناية في لائحة البنايات الآيلة للسقوط ذات الخطورة العالية، بناء على معطيات تقنية وعلمية تضمنها تقرير خبرة أنجز من قبل مكتب دراسات معتمد.وأمرت النيابة العامة بفتح تحقيق في ملابسات هذا الحادث الذي أسفر في حصيلة أولية عن تسجيل تسع وفيات، وسبع إصابات.وتشير المعطيات إلى أن عشرات البنايات مهددة بالانهيار في هذه المنطقة، وسبق أن أدرجت ضمن نفس اللائحة بناء على خبرات تقنية. لكنها لا تزال تأوي عددا كبيرا من الأسر، ما يشكل خطرا محذقا، خاصة عندما تشهد المدينة موجة رياح أو تساقطات مطرية.وفي غياب أي تدابير لمعالجة الوضع، خاصة منها ما يتعلق بتوفير الدعم للأسر المعنية والتي تعاني من ثقل الأوضاع الاجتماعية، يعقد الوضع ويهدد بمآسي اجتماعية، مع ما يرسمه من خدوش واضحة على صورة المغرب.
وطني

انهيارات تهدد “عمارات” أحياء عشوائية بفاس والسلطات تواجه الوضع بإشعارات إفراغ
لم يستطع عدد من المواطنين في الحي الحسني بمدينة فاس من العودة إلى منازلهم، ليلة أمس الخميس/الجمعة، بعد الانهيار المروع الذي أودى، وفق حصيلة مؤقتة، بحياة تسعة أشخاص، وإصابة ما لا يقل عن سبعة أشخاص آخرين. وأشارت الكثير من الأسر إلى أن البنايات التي يقطنون بها مهددة بالانهيار. وازداد الإحساس بالرعب في أوساطهم بعد هذا الحادث المؤلم.وتشير المعطيات إلى أن عددا من العمارات العشوائية مهددة بالانهيار في عدد من الأحياء الشعبية بالمدينة، خاصة في الحي الحسني والبورنيات بمنطقة المرينيين.وسبق لعدد من القاطنين بهذه البنايات أن توصلوا بإشعارات إفراغ، لكن السلطات تتجاهل مطالب بتوفير البدائل التي من شأنها أن تدفعهم للمغادرة، في ظل ثقل الأوضاع الاجتماعية. ويطالب السكان بضرورة اعتماد مقاربة جديدة لمواجهة مخاطر هذه الانهيارات التي سبق لها أن أدت إلى فواجع كثيرة، ومنها فاجعة انهيار تعود إلى سنة 1997 والتي أدت إلى وفاة ما لا يقل عن 17 شخصا. كما أدى انهيار في الحي ذاته في سنة 2000 إلى تسجيل عدد كبير من الوفيات.وتم تفريخ هذه العمارات العشوائية في عقود سابقة، حيث تم تشييدها من قبل "مافيات" البناء العشوائي التي استغلت تساهل السلطات وغياب المراقبة، حيث تناسلت البنايات العشوائية في هذه الأحياء التي أصبح الولوج إليها من قبل فرق الإنقاذ أمرا صعبا بسبب الأزقة الضيقة المرتبطة بعشوائية مثيرة في إعداد الفضاء.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 09 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة