مجتمع

وسط غلاء المعيشة.. التوجه لرفع الدعم يُثير مخاوف المغاربة


كشـ24 نشر في: 3 نوفمبر 2022

يثير توجه الحكومة المغربية إلى تعويض دعم المواد الأساسية، بدعم مالي مباشر للأسر الأكثر فقرا ابتداء من السنة المقبلة، مخاوف في أوساط عدد من المغاربة، بخصوص طريقة تطبيق المشروع وتأثيراته الاقتصادية المرتقبة على الأسر، خاصة غير المعنية بهذا الدعم.وأكدت وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية، نادية فتاح العلوي، أن مشروع قانون المالية للسنة المقبلة، جاء بمجموعة من الآليات الجديدة لدعم الفئات الفقيرة، مشددة على أن "هذه الأخيرة تحتاج عملا وبرامج اجتماعية خاصة، سيتم اعتمادها انطلاقا من بداية السنة المقبلة".وفي الوقت الذي أشارت الوزيرة المغربية خلال حديثها الاثنين على القناة الأولى، إلى عمل الحكومة على تنزيل آليات الدعم المباشر، شددت على استمرار دعم مواد السكر والقمح والغاز في الفترة الحالية واستقرار أسعارها.وتأتي توضيحات المسؤولة المغربية على خلفية تداول عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لأخبار اعتزام الحكومة رفع الدعم على غاز البوتان، ما سيؤدي وفقهم إلى ارتفاع سعر قنينة الغاز مثلا إلى 140 درهما عوض 40 درهما ثمنها الحالي.وأثار إعلان تعويض دعم أسعار مواد الغاز والسكر والقمح بدعم مباشر، ردودا متباينة، بين من رحب بالخطوة وأهميتها في استهداف الأسر الأكثر حاجة للدعم، وبين من عبروا عن تخوفهم من هذه الخطوة وتأثيراتها على جيوب فئات واسعة من المواطنين، الذين لا يدخلون ضمن من تعتبرهم الحكومة "فقراء"، بالإضافة إلى أسئلة عن كيفية تنزيل هذا الدعم.رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، يقول إن جمعيات حماية المستهلك بالمغرب تدعم التوجه نحو رفع الدعم على المواد الأساسية في شقيه المتعلقين، بالسكر والدقيق فقط، لكن المساس بأسعار الغاز "خط أحمر"، لتأثيراته المرتقبة على القدرة الشرائية.ويتابع المتحدث، بخصوص مادة السكر نحن مع تحريرها، لأن المستهلك المغربي يستهلك 33 كلغ سنويا، في حين لا يتجاوز المعدل الدولي 23 كلغ، بالتالي نرى أن هناك فائضا وتبذيرا في الاستهلاك، من الناحية الاقتصادية، شركات المشروبات الغازية وغيرها فقط من يستفيد، ونفس الأمر بالنسبة للقمح، حيث أن تأثير دعمه هزيل على الأسر.ويلفت المتحدث أن خطوة اعتماد الدعم المباشر إيجابية جدا إذا تم تنزيله وتطبيقه بالشكل المطلوب، غير أنه يتساءل حول كيفية تحديد "الفقراء" عن غيرهم، مشيرا إلى أن الوضعية الاقتصادية لمجموعة من الأسر تأثرت بسبب الأزمة الاقتصادية الأخيرة.ويبرز المتحدث أن رفض جامعة حماية المستهلك المساس بأسعار قنينات الغاز، يعود إلى ان آثاره ستشمل كل الفئات وليس فقط الفقيرة، حيث سترتفع أسعارها إلى أكثر من الضعف، ومع قرار التحرير قد ترتفع بشكل أكبر.الطبقات المتوسطة من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي رشيد ساري، إن رفع الدعم عن المواد الأساسية "مسألة وقت فقط"، في انتظار تنزيل السجل الاجتماعي الموحد، وهو نظام معلوماتي سيمكن من تقديم معطيات دقيقة حول الفئات الفقيرة في المغرب وإحصائياتها، مشيرا إلى أنه سيتم بناء على ذلك تحديد الأسر المعوزة التي ستستفيد من الدعم المباشر.ويستبعد الخبير الاقتصادي، أن يتم اعتماد هذا السجل السنة المقبلة، بل قد يطول إلى سنة 2024 أو 2025 على أبعد تقدير.ويشير ساري إلى أن تحديات ستواجه تنزيل هذا النظام المعلوماتي مع صعوبة تحديد الفئات الفقيرة عن غيرها،موضحا أن المعطيات المعتمدة حاليا، والتي تفيد بوجود حوالي 4 ملايين من الفئات المعوزة غير دقيقة، والدليل على ذلك التقرير الأخير للمندوبية السامية للتخطيط (رسمي) الذي جاء فيه أن أكثر من ثلاثة ملايين مغربي من الطبقة المتوسطة أصبحوا في وضعية فقر بسبب تداعيات جائحة كورونا.ويختم المتحدث تصريحه، بالتأكيد على أن السؤال الأساسي، يبقى موقع أو نصيب الطبقة المتوسطة من هذه التحولات، حيث تعاني بدورها اليوم من مجموعة من الإكراهات الاقتصادية وارتفاع المصاريف مع غلاء الأسعار، وارتفاع ثمن غاز البوتان سيشكل ثقلا إضافيا على كاهلها.المصدر: الحرة

يثير توجه الحكومة المغربية إلى تعويض دعم المواد الأساسية، بدعم مالي مباشر للأسر الأكثر فقرا ابتداء من السنة المقبلة، مخاوف في أوساط عدد من المغاربة، بخصوص طريقة تطبيق المشروع وتأثيراته الاقتصادية المرتقبة على الأسر، خاصة غير المعنية بهذا الدعم.وأكدت وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية، نادية فتاح العلوي، أن مشروع قانون المالية للسنة المقبلة، جاء بمجموعة من الآليات الجديدة لدعم الفئات الفقيرة، مشددة على أن "هذه الأخيرة تحتاج عملا وبرامج اجتماعية خاصة، سيتم اعتمادها انطلاقا من بداية السنة المقبلة".وفي الوقت الذي أشارت الوزيرة المغربية خلال حديثها الاثنين على القناة الأولى، إلى عمل الحكومة على تنزيل آليات الدعم المباشر، شددت على استمرار دعم مواد السكر والقمح والغاز في الفترة الحالية واستقرار أسعارها.وتأتي توضيحات المسؤولة المغربية على خلفية تداول عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لأخبار اعتزام الحكومة رفع الدعم على غاز البوتان، ما سيؤدي وفقهم إلى ارتفاع سعر قنينة الغاز مثلا إلى 140 درهما عوض 40 درهما ثمنها الحالي.وأثار إعلان تعويض دعم أسعار مواد الغاز والسكر والقمح بدعم مباشر، ردودا متباينة، بين من رحب بالخطوة وأهميتها في استهداف الأسر الأكثر حاجة للدعم، وبين من عبروا عن تخوفهم من هذه الخطوة وتأثيراتها على جيوب فئات واسعة من المواطنين، الذين لا يدخلون ضمن من تعتبرهم الحكومة "فقراء"، بالإضافة إلى أسئلة عن كيفية تنزيل هذا الدعم.رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، يقول إن جمعيات حماية المستهلك بالمغرب تدعم التوجه نحو رفع الدعم على المواد الأساسية في شقيه المتعلقين، بالسكر والدقيق فقط، لكن المساس بأسعار الغاز "خط أحمر"، لتأثيراته المرتقبة على القدرة الشرائية.ويتابع المتحدث، بخصوص مادة السكر نحن مع تحريرها، لأن المستهلك المغربي يستهلك 33 كلغ سنويا، في حين لا يتجاوز المعدل الدولي 23 كلغ، بالتالي نرى أن هناك فائضا وتبذيرا في الاستهلاك، من الناحية الاقتصادية، شركات المشروبات الغازية وغيرها فقط من يستفيد، ونفس الأمر بالنسبة للقمح، حيث أن تأثير دعمه هزيل على الأسر.ويلفت المتحدث أن خطوة اعتماد الدعم المباشر إيجابية جدا إذا تم تنزيله وتطبيقه بالشكل المطلوب، غير أنه يتساءل حول كيفية تحديد "الفقراء" عن غيرهم، مشيرا إلى أن الوضعية الاقتصادية لمجموعة من الأسر تأثرت بسبب الأزمة الاقتصادية الأخيرة.ويبرز المتحدث أن رفض جامعة حماية المستهلك المساس بأسعار قنينات الغاز، يعود إلى ان آثاره ستشمل كل الفئات وليس فقط الفقيرة، حيث سترتفع أسعارها إلى أكثر من الضعف، ومع قرار التحرير قد ترتفع بشكل أكبر.الطبقات المتوسطة من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي رشيد ساري، إن رفع الدعم عن المواد الأساسية "مسألة وقت فقط"، في انتظار تنزيل السجل الاجتماعي الموحد، وهو نظام معلوماتي سيمكن من تقديم معطيات دقيقة حول الفئات الفقيرة في المغرب وإحصائياتها، مشيرا إلى أنه سيتم بناء على ذلك تحديد الأسر المعوزة التي ستستفيد من الدعم المباشر.ويستبعد الخبير الاقتصادي، أن يتم اعتماد هذا السجل السنة المقبلة، بل قد يطول إلى سنة 2024 أو 2025 على أبعد تقدير.ويشير ساري إلى أن تحديات ستواجه تنزيل هذا النظام المعلوماتي مع صعوبة تحديد الفئات الفقيرة عن غيرها،موضحا أن المعطيات المعتمدة حاليا، والتي تفيد بوجود حوالي 4 ملايين من الفئات المعوزة غير دقيقة، والدليل على ذلك التقرير الأخير للمندوبية السامية للتخطيط (رسمي) الذي جاء فيه أن أكثر من ثلاثة ملايين مغربي من الطبقة المتوسطة أصبحوا في وضعية فقر بسبب تداعيات جائحة كورونا.ويختم المتحدث تصريحه، بالتأكيد على أن السؤال الأساسي، يبقى موقع أو نصيب الطبقة المتوسطة من هذه التحولات، حيث تعاني بدورها اليوم من مجموعة من الإكراهات الاقتصادية وارتفاع المصاريف مع غلاء الأسعار، وارتفاع ثمن غاز البوتان سيشكل ثقلا إضافيا على كاهلها.المصدر: الحرة



اقرأ أيضاً
لغاية الساعات الاولى للصباح.. هكذا استنفرت شعالات عاشوراء سلطات مراكش
شهدت مدينة مراكش خلال ليلة عاشوراء تعبئة ميدانية مكثفة من طرف السلطات المحلية ومصالح الأمن الوطني وأعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة، في إطار خطة أمنية محكمة همّت مختلف الملحقات الإدارية، بهدف تأمين الأحياء ومنع أعمال الشغب المرتبطة بطقوس إشعال النيران. وقد تميزت تدخلات هذه الليلة، التي استمرت إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، بتجاوب فوري واستباقي، خاصة على مستوى الملحقة الإدارية سيبع الجنوبي، التي عرفت تحركات مكثفة تحت إشراف مباشر لقائد الملحقة، وبحضور باشا منطقة سيدي يوسف بن علي.وفي سياق التدخلات، تم شن حملة واسعة لجمع العجلات المطاطية والأخشاب الجافة المعدّة للإحراق، حيث استعانت السلطات بشاحنة تابعة للمستودع البلدي، مكنت من تطهير عدد من الأزقة والنقاط السوداء التي تشهد عادة محاولات إشعال "الشعالة".ورغم المجهودات المسبقة، أقدم بعض الأشخاص على إضرام النار خلف إعدادية الصفاء، ما استدعى تدخلًا عاجلًا لرجال الوقاية المدنية الذين تمكنوا من السيطرة على الحريق، رغم تعرض شاحنتهم للرشق بالحجارة من طرف بعض المتشردين، مما تسبب في تهشيم زجاجها الأمامي.هذه الأحداث لم تثنِ السلطات المحلية عن مواصلة تدخلاتها بشكل متواصل، إذ ظلت عناصر السلطة وأعوانها وعناصر الحرس الترابي مرابطين حتى الساعات الأولى من الصباح، في تأكيد واضح على الجدية والحرص على حماية أرواح وممتلكات المواطنين.وتأتي هذه التدخلات في سياق عام شهدت فيه مدينة مراكش انخراطًا واسعًا لرجال السلطة بجميع الملحقات، الذين عملوا بتنسيق تام على التصدي للممارسات غير المشروعة المصاحبة لطقوس عاشوراء، في مشهد يعكس يقظة جماعية وتنسيقًا ميدانيًا فعالاً حافظ على أمن وسلامة الساكنة.
مجتمع

سلطات الحوز تنفي تحيين لوائح دعم إعادة بناء المنازل المتضررة من الزلزال
نفت عمالة اقليم الحوز ما تم تداوله بشان تحيين لوائح دعم إعادة بناء المنازل المتضررة من الزلزال مشيرة ان المعطيات المتداولة لا اساس لها من الصحة؛ مؤكدة ان الاحصاء الرسمي المعتمد باشرته لجن اقليمية مختصة مباشرة بعد الزلزال في أكتوبر 2023, متبوع باحصاء ثاني في شهر نونبر 2023 للبث في الملتمسات و الشكايات في اجال محددة قانونا و بمسطرة إدارية كان أساسها المواطن. و يتعلق الامر بما تم الترويج له وتداوله في بعض المنابر الاعلامية و الصفحات الاكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الاخيرين، حول شروع سلطات عمالة إقليم الحوز في عملية تحرٍّ واسعة النطاق لتحيين لوائح المستفيدين من الدعم المخصص لإعادة بناء المنازل المتضررة جراء زلزال 08 شتنبر 2023، للأسر غير المستفيدة من دعم الدولة من اجل اعادة الاعمار، و كذا معلومة أن لجانًا محلية مختلطة، تحت إشراف مباشر من السلطات الإقليمية، باشرت عمليات تحقق ميدانية شاملة لتقييم الأضرار الفعلية التي لحقت بالمساكن، والاطلاع على الوثائق المتوفرة لدى الأسر، إضافة إلى الوقوف على طبيعة الإقصاء الذي طال بعض الحالات، لا سيما في الدواوير الجبلية النائية. و في هذا الصدد، و في إطار الانفتاح وضمان الحصول على المعلومة، وبلغة الأرقام، أكد المصدر ذاته أن الجهود الميدانية لتنفيذ برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من الزلزال، أفضت إلى تقدم ملموس، بما يضمن تحسين ظروف عيش الساكنة المتضررة، وتمكينها من السكن في شروط تحفظ الكرامة الإنسانية، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، حيث بلغت الأشغال مستويات إنجاز جد متقدمة، بعدد إجمالي لإنهاء عملية البناء ما يناهز 22000 سكن، أي بنسبة 84%، بينما أن 2981 بناية في طور اابناء (بنسبة 11%) و صلت نسب جد متقدمة سيتم الانتهاء منها في الأسابيع المقبلة. و اذ تجسد هذه المعطيات حصيلة إيجابية، لا سيما إذا استحضرنا أنه لم تمر بعد على بداية أشغال البناء والإعمار سنة و نصف منذ شهر مارس 2024، حيث لم تبدأ هذه العملية مباشرة بعد 8 شتنبر 2023، نظرا لقيام لجنة قيادة وتتبع عملية إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة بعمليات أخرى ضرورية لفتح المجال أمام عملية البناء، والتي تمثلت أساسا في عمليات الإنقاذ التي تطلبت وقتا ومجهودا كبيرين نظرا لصعوبة التضاريس وجغرافية الإقليم المعقدة، بالإضافة إلى إجراء إحصاء للساكنة من طرف لجان مختصة، فضلا عن إزالة الأنقاض والأتربة، ثم منح التراخيص المتعلقة بالبناء. وتتعلق 5% المتبقية من النسبة الإجمالية لتقدم الأشغال بحالات تدخل في إطار مشاكل بين الورثة، أو في حالة عدم مباشرة المستفيدين لعملية البناء رغم توصلهم بالدفعة الأولى 20000 درهم من طرف الدولة، حيث باشرت السلطات المحلية إشعارهم، وإنذارهم، وحثهم على بدء الأشغال نظير المستفيدين الآخرين. ورغم كل الإكراهات الميدانية المطروحة، قامت لجنة القيادة والتتبع بتنزيل برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة بوتيرة سريعة وإيجابية، وبنسبة إنجاز متقدمة، بما يمنح لساكنة الإقليم إمكانية السكن والعيش في ظروف لائقة، حيث ان خلية دائمة للبث في الشكايات و تتبع مشاكل المستفيدين معبئة للإجابة على تساؤلات المواطنين، و للاستجابة للاشكاليات المطروحة في حينه.
مجتمع

“الطعريجة”.. رمز متجذر في احتفالات المغاربة بعاشوراء
تتميز عاشوراء عند المغاربة بكونها مناسبة مرادفة للفرح واللعب والغناء، حيث تشهد الأسواق الشعبية والمحلات التجارية الكبرى، منذ دخول شهر محرم، حركة مهمة للأسر التي تسارع إلى اقتناء لوازم الاحتفال بهذه الذكرى، وفي مقدمتها “الطعريجة” المغربية. وتشكل “الطعريجة”، التي تعد رمزا من رموز الثقافة الشعبية المغربية، نجمة هذه الاحتفالات، التي يجتمع خلالها النساء والأطفال مرددين أهازيج شعبية خاصة بهذه المناسبة الدينية المتجذرة في الموروث الثقافي المغربي. وهكذا، تعرف “الطعريجة” إقبالا كبيرا خلال هذه الفترة، من طرف الصغار والكبار، الذين يتهافتون على اقتناء هذه الآلة الموسيقية ببهجة. لكن قبل وصولها إلى أيدي الزبناء، تمر هذه الآلة الشعبية عبر عدة مراحل دقيقة وفريدة، يتناقلها الصناع التقليديون المغاربة جيلا عن جيل. والمثال من دوار “الحشالفة” الذي يقع بتراب الجماعة القروية لأولاد احسين، على بعد حوالي 25 كيلومترا جنوب مدينة الجديدة، والذي يعتبر من أهم المناطق المتخصصة في صناعة الطعريجة بمختلف أنواعها وأشكالها. وفي هذا السياق، أبرز مصطفى أبو معروف رئيس تعاونية “خير الفخار”، أن دوار الحشالفة يعد الوحيد المتخصص في صناعة الطعريجة بالمغرب، إذ يتوافد عليه التجار من مختلف أنحاء المملكة لاقتنائها وإعادة بيعها في الأسواق الوطنية. وأشار أبو معروف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المنطقة تعرف تواجد أزيد من 100 صانع، يعملون طيلة السنة في صناعة هذه الآلات الموسيقية الشعبية باختلاف أنواعها وأحجامها، والتي ما تزال تحظى بإقبال كبير لدى المغاربة، لاسيما خلال ذكرى عاشوراء. وعن كيفية صناعتها، أوضح أن الصناع التقليديين يستقدمون المادة الأولية (نوع معين من التربة) من نواحي آسفي، ويعملون على تفتيته قبل وضعه في الماء ليختمر، ثم يتم تجفيفه ليشرع بعد ذلك في تطويعه عبر آلة للتدوير لصنع قوالب خاصة يتم تشكيلها حسب الأحجام المراد صنعها. وأشار إلى أن الصناع معتادون في الغالب على صنع قوالب الأنواع المتفق عليها من “الطعاريج”، ثم بيعها لتجار يتكلفون بتجليدها وتزيينها بألوان ورسومات مختلفة، مضيفا أن هذا القطاع يشغل العديد من النساء والرجال والشباب، كل متخصص في جانب من جوانب الصنعة، بداية من ترطيب التربة ومرورا بتحضيرها وتصنيع القوالب، ووصولا إلى عملية التجليد والتزيين. من جانبه، أكد رشيد جياط، المكلف بالتعاونيات التابعة للمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بالجديدة، أن قطاع الفخار يعتبر من أهم الحرف التقليدية بالمنطقة، حيث يساهم في تشغيل يد عاملة مهمة، وإحداث دينامية سوسيو-اقتصادية على الصعيد المحلي. وأشار إلى أن المديرية الإقليمية تعمل، رفقة باقي الشركاء، على مواكبة الصناع وتشجيعهم على إحداث هيئات مهنية وتعاونيات حرفية متخصصة في الفخار، بالإضافة إلى العمل على التكوين المستمر لهؤلاء الصناع وإطلاعهم على التقنيات الجديدة لتنويع المنتوج والحفاظ على استمراريته. وفي إطار تطوير القطاع، يضيف جياط، خصصت المديرية الإقليمية بدعم من عدد من شركائها غلافا ماليا يبلغ 10.5 مليون درهم، ساهمت فيه وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بما قيمته 3 ملايين درهم من أجل اقتناء أفرنة غازية لفائدة الفخارين بدل الأفرنة التقليدية، مشيرا إلى أنه تم تسليم دفعة أولى تضم 16 فرنا غازيا، فيما سيتم تسليم 9 أفران أخرى في إطار الدفعة الثانية. وعموما، ما تزال تشهد هذه الأداة الموسيقية إقبالا كبيرا من طرف الصغار والكبار على حد سواء، وتحظى بمكانة متميزة في مختلف الاحتفالات والمناسبات المغربية. كما تظل صناعة الطعريجة جزء مهما من الموروث الثقافي المغربي، الذي يحرص الصناع التقليديون على تطويره والحفاظ عليه وتناقله جيلا عن جيل.
مجتمع

يقظة أمنية ومواكبة ميدانية للسلطات تجنبان بنجرير انفلاتات عاشوراء
بفضل تدخلات استباقية ويقظة ميدانية، نجحت المصالح الأمنية بمدينة بنجرير، بتنسيق مع السلطات المحلية ومجموعة من المتدخلين، في احتواء مظاهر الانفلات التي غالباً ما ترافق طقوس الاحتفال بعاشوراء، والتي شهدت في بعض المدن تحوّلاً مقلقاً إلى سلوكيات خطيرة تمس الأمن العام وسلامة المواطنين. التحركات الأمنية هذه السنة تميّزت بالنجاعة وسرعة التجاوب مع أي مؤشرات للشغب أو التجمهر غير المنضبط، كما كان لتعاون الساكنة الغيورة على أحيائها دور أساسي في الحد من إشعال "الشعالات" العشوائية، واستعمال المفرقعات الخطرة، وما قد يترتب عنها من حوادث صحية أو جسدية، خصوصاً في أوساط الأطفال والنساء الحوامل ومرضى الجهاز التنفسي.ورغم أن المناسبة تقليدية في الثقافة المغربية، إلا أن بعض المراهقين وذوي السلوك العدواني استغلوها لتفريغ ممارسات لا مسؤولة، في ظل غياب رقابة أسرية حقيقية على تصرفات أبنائهم، والمفارقة وفق افادات مواطنين لـ كشـ24 أن بعض أولياء الأمور اكتفوا بدور المتفرج، رغم ما قد ينجم عن تلك السلوكيات من تبعات قانونية أو أخطار جسدية.     
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة