علمت "الأخبار" من مصادر مطلعة، أن المؤسسة المكلفة بالتنقيب في الموقع الأثري "غمات" بضواحي مراكش، قد "أفرجت" يوم الجمعة الماضي، حوالي 200 صندوق تضم العشرات من التحف الفنية التي سبق ان اشارت الجريدة الى وجودها بـ"ڤيلا" السفير الامريكي السابق بالمنطقة السياحية النخيل بمراكش.
وحسب نفس المصادر، فإن المؤسسة سالفة الذكر، أودعت الصناديق الـ200 المذكورة بقصر البديع بمراكش، من أجل تسليمها الى مصالح وزارة الثقافة بالمدينة الحمراء، إلا ان هذه التحف لاتتوفر على قائمة بأسمائها، او نوعيتها او تاريخ العثور عليها، ما جعل بعض الاخصائيين يعلقون على العملية بكونها :"شبيهة بتسليم شحنة من الطماطم او البطاطس علما ان هذه الاخيرة يتم وزن شحنتها على الأقل".
وحسب الاتفاقية التي تجمع وزارة الثقافة بالمؤسسة المكلفة بالحفريات بموقع "أغمات" والتي يترأسها رجل اعمال مغربي معروف وباحث جامعي أمريكي وآخر مغربي، فإن الاخيرة تسلم التحف المستخرجة الى وزارة الثقافة مباشرة بعد دراستها، وهو الامر الذي لم يتم، اذ ظلت هذه المؤسسة تشتغل بموقع "اغمات" دون ان تقدم للوزارة جرداً بالقطع الفنية والأثرية التي عثرت عليها.
وحسب المعلومات التي استقتها "الأخبار" الصادرة يومه الاثنين 29 يونيو الجاري، فإن شاحنة محملة بمجموعة من الصناديق البلاستيكية غادرت أحد المنازل بالمنطقة، يوم الخميس الماضي، في اتجاه قصر البديع، محملة بالعشرات من التحف الفنية، إلا ان عددها لايتجاوز 100 صندوق، قبل ان يتم إفراغ حمولتها ثانية بالمكان نفسه، يوم الجمعة الماضي، تم شحنها من ڤيلا السفير الامريكي السابق الموجود بالمنطقة السياحية "ممر النخيل" بمراكش.
وكانت الجريدة قد أشارت في عدد سابق الى أن وزير الثقافة راسل المؤسسة الامريكية المكلفة بالحفريات بالموقع الأثري، غمات، بضواحي مراكش، من اجل الإسراع باسترجاع التحف الفنية، من جهة اخرى، دخلت بعض الجهات الامنية والسلطات المحلية بكل من اغمات بإقليم الحوز ومراكش على الخط، حيث شرعت في البحث والتقصي عن التحف الفنية المودعة بالمنطقتين.
والتي تعود ملكيتها للدولة المغربية ولم تسلمها المؤسسة المكلفة بالحفريات الى وزارة الثقافة، حسب ما جاء في الاتفاقية التي تجمع بين الطرفين.
الى ذالك فقد سبق لوزير الثقافة ان اوفد لجنة للتحقيق في شان اختفاء مجموعة من التحف التي تم استخراجها من الموقع التاريخي اغمات، نواحي مراكش، ومن المقرر ان يكون الوزير قد تسلم تقريرا مفصلا عن الخلاصات الأولية للتحقيق الذي اجرته اللجنة، والتي سيتم عرضها خلال اجتماع طارى للمدراء المركزيين بالوزارة والذي سيترأسه الوزير محمد الامين الصبيحي، صباح يومه الاثنين، من اجل اتخاذ قرارات حاسمة في شان تعرض التحف الفنية والأثرية الوطنية للتبديد.