دولي

هل يحقق الرئيس الأميركي وعوده في أكثر الفترات الانتقالية غموضاً؟


كشـ24 نشر في: 7 يناير 2017

يُعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كتاباً مفتوحاً في الكثير من النواحي، إذ يغطي سيل خطاباته الرسمية، الموجهة لمتابعيه على موقع تويتر والبالغ عددهم 18.7 مليون متابع، كل شيء، بدءاً من سحق الإرهابيين ووصولاً إلى فضيحة مساعدة القراصنة المدعومين من الكرملين له لتأمين فوزٍ صادمٍ في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
 
وبرغم هذه التغريدات القصيرة، التي لا تتجاوز الواحدة منها 140 حرفاً، بالإضافة إلى البيانات والمقابلات الصحفية والدلالات التي تحملها الشخصيات التي اختارها لمساعدته في إدارة شؤون البيت الأبيض، إلا أن المحللين ما زالوا في حيرةٍ من أمرهم بشأن خطط ترامب الخارجية.
 

هكذا سيجعل "أميركا أولاً"

  يتحدث ترامب، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، عن جعل "أميركا أولاً"  عن طريق إلغاء اتفاقات التجارة الحرة التي أغلقت المصانع الأميركية، والخروج من مستنقعات الشرق الأوسط، ما يتيح لروسيا والصين الاضطلاع بدورٍ أكبر في مناطق امتداد نفوذهم، وترك حلفاء واشنطن يدفعون فاتورة استعراض القوة الذي يقوم به الجيش الأميركي.
 
بالنسبة لمعجبيه، يبدو هذا تفكيراً سديداً. لكن بالنسبة لخبراء السياسة الخارجية المخضرمين في واشنطن، ومنهم أعضاء في الحزب الجمهوري المنتمي له ترامب، فإن المليونير الشهير يمثل خروجاً مثيراً للقلق عن سياسات التكامل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والممتدة لعقود مضت.
 
علَّق الأستاذ الجامعي ومؤلف كتاب Mission Failure، مايكل ماندلباوم، وهو أحد الخبراء الذين تواصل معهم موقع ميدل إيست آي البريطاني، على سياسة ترامب الخارجية، التي يراها مثيرةً للقلق، قائلاً: "هذه واحدة من أكثر الفترات الانتقالية غموضاً منذ الحرب العالمية الثانية".
 
وأضاف: "يقول ترامب إنه يحب أن يكون غير مُتوقَع. لقد نجح بكل تأكيد في فعل هذا مع سياسته الخارجية لأنه من المستحيل التكهن بما سيفعله بناء على بيانات حملته الانتخابية وترشيحاته للمناصب الرفيعة في السياسة الخارجية".
 
ويرى ماندلباوم أن الاتفاقات التي يمكن التكهُّن بها في سياساته الخارجية هي ما يدعو للقلق، إذ يقول: "إن اتفاقات التجارة الحرة التي تقودها الولايات المتحدة تعد حجر أساس للاقتصاد الدولي المفتوح، كما تعد تحالفات الولايات المتحدة مرتكزاً لنظام الأمن الدولي".
 
إن تنفيذ ما جاء بخطاب الحملة الانتخابية لترامب يعد مخاطرة "وخرقاً جذرياً للسياسة الخارجية الأميركية الممتدة على مدار الـ75 عاماً الماضية".
 
وبينما يؤيد بعض الأشخاص، الذين اختارهم ترامب لتولي مناصب في حكومته، سياساته المطالِبة بإبطال اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، واتفاقات أخرى، والتعامل بحزم مع حلفاء واشنطن الأوروبيين والآسيويين والشرق أوسطيين، الذين اعتادوا استغلال الموارد الأميركية دون مقابل، لن ينصاع كل المرشحين لتولي مناصب في حكومته لسياسته بسهولة.
 
يشارك المرشح لتولي منصب وزير الخارجية ورئيس شركة إكسون موبيل، ريكس تيلرسون، رغبة ترامب في مداهنة روسيا، لكنه أيضاً ملتزم بمبادئ التجارة الحرة. ويُشاطره هذا الالتزام ستيفن منوشين، وهو مدير سابق لصندوق استثمار ومنتج أفلام في هوليوود ومُرشح لتولي منصب وزير الخزانة.
 
أما المرشح لتولي منصب وزير الدفاع، جيمس ماتيس، فقد قضى حياته المهنية وهو يعزز علاقة واشنطن بحلفائِها في حلف الناتو والشرق الأوسط وما وراءه. ومثل العديد من العسكريين المساعدين للرئيس الأميركي الـ45، سيكون ماتيس كارهاً لتعريض مصفوفة الأمن العالمي التي تقودها الولايات المتحدة للخطر.
 
يعلن ترامب آراءه بوضوح، لكن أتباعه لا يقفون صفاً واحداً خلف سياساته. كما أن تغييره مسار السياسة الخارجية الأميركية سيدفع بالعديد من نوابِ الكونغرس الملتزمين بمبادئ الحزب الجمهوري لمواجهة محاولات تغيير هذه السياسات بشراسة، وفقاً لماندلباوم.
 
بدأ هذا حتى قبل أن يتولى ترامب زمام الأمور في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. وكانت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، التي يرأسها السيناتور الجمهوري جون ماكين، قد استمعت، أمس الخميس 5 يناير/كانون الثاني، إلى أدلةٍ بشأن تنظيم روسيا لهجومٍ إلكتروني على الحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية لعام 2016.
 

ارتياب

  لطالما عبَّر الرئيس الأميركي المنتخب عن شكوكه بشأن اتهام روسيا بالخداع والتدليس خلال الانتخابات الأميركية، وتعهد بإصلاح العلاقات الأميركية الروسية. لكن نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي يُبدون القلق تجاه موسكو ويرتابون بشأن امتداح ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
قال الزميل بمعهد السياسة الدولية، جوناثان كريستول، لموقع ميدل إيست آي: "إن احتراسهم أمرٌ مبرر. فالمبادئ التوجيهية لسياسة ترامب تضع الوطن أولاً وتتبنى سياسة حمائية في التجارة العالمية، لكن الرئيس المنتخب يعوزه إدراك أن السياستين الخارجية والمحلية مترابطتان، وأن السعي وراء تنفيذ أهدافه الخارجية المعلنة يهدد أمننا بالداخل".
 
رغم هذا، مع مرور الوقت، يقترب موعد تنصيب ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأميركية في الـ20 من يناير الجاري.
 
وسيتلقى الكونغرس، الجمعة 6 يناير/كانون الثاني، سجل أصوات المجمع الانتخابي، رسمياً، لتأكيد انتخاب ترامب كرئيسٍ للولايات المتحدة، ضمن المراحل الأخيرة التي تمهِّد اعتلاء ترامب للسلطة، ما يخلّ بالحكمة التقليدية التي يتبناها الجمهوريون والديمقراطيون.
 
وعلَّق كريستول على هذا بقوله: "في الـ100 يوم الأولى لرئاسة ترامب، ينبغي على العالم التكيف على التعامل مع رئيس أميركي لا يشبه أياً من سابقيه، إذ لا يمكنهم الوثوق فيما يقوله، فمن غير المجدي محاولة تحليل كل كلمة في تغريداته لاستنتاج إشاراتٍ تنبئ بتعديل في السياسة الأميركية".
 

متنمر

  ويتساءل المهتمون بصياغة السياسات الحكومية ما إذا كان استهلال ترامب بإظهار حسن نيته لبوتين جزءاً من خطة ذكية لتوحيد جهود دولتين عظيمتين ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ولإنهاء الحرب السورية، ووقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
 
وتساءل البعض الآخر عما إذا كانت سياساته أكثر حكمة وتهدف إلى زرع الشقاق بين روسيا والصين، وربما لضمان مساعدة بكين في مواجهة الخطر النووي لكوريا الشمالية، أو الوقوف في وجه المصانع الصينية ومنعها من تقويض الإنتاج الأميركي.
 
وما زال آخرون يتساءلون ما إذا كان ترامب يتبع أصلاً منهجاً ما لصياغة سياساته.
 
ويعلِّق الباحث والمستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، مايكل برنر، على هذا الأمر، قائلاً: "ليس مثالياً وليس واقعياً أيضاً. لا يوجد لديه أي بناء فكري. هو شخص مُتنمر ويؤمن بقدرته على استعراض الجرأة والسيطرة والترهيب". وأضاف: "بالطبع، لن يصلح هذا الأسلوب على المستوى الدولي لأنه سيكتشف أن هناك أشخاصاً آخرين عنيدين مثله، وأنهم قادرون على رؤية ما وراء تهديده وتنمره".
 
ويشير المنتقدون إلى تناقضات في أهداف ترامب الدبلوماسية المعلنة.
 
يتحدث ترامب عن إلغاء أو إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني، الذي أُبرم مع طهران وقوى دولية أخرى عام 2015، وقايضت خلاله طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها، لكنه ربما لن يكون قادراً على التعامل بحزم مع الملالي الحاكمين في طهران مثلما يرغب.
 
تعد الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران إحدى القوى الرئيسية التي تحارب داعش في العراق وسوريا، وربما يحتاجهم ترامب للوقوف في صفه لتحقيق هدفه المعلن بالقضاء على المتطرفين وتحرير الولايات المتحدة من مسؤوليات الشرق الأوسط
 
بالنسبة لباحث التاريخ في جامعة بوسطن، أندرو باسيفيتش، فإن التضارب سيكون السمة البارزة لسياسات القائد الأعلى للقوات المسلحة القادم.
 
وقال باسيفيتش: "سيكون رئيسنا شخصاً لم يتلقَّ أي تدريب في كيفية إدارة الدولة وصياغة سياساتها، لكنه متيقنٌ من قدرته على إيجاد حلولٍ لأية مشكلة باستخدام حدسه، لذا فهو ليس بحاجةٍ إلى الاستماع إلى من يُطلَق عليهم لقب الخبراء. وسواء أعجبك هذا أم لم يعجبك، سيقود حدس ترامب قراراته. ويميل هذا الحدس إلى التركيز على المكاسب والخسائر المادية على المدى القصير، إذ سيولي اهتماماً أكبر لما يحدث اليوم عما سيحدث العام المقبل أو خلال عشر سنوات من الآن".

يُعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كتاباً مفتوحاً في الكثير من النواحي، إذ يغطي سيل خطاباته الرسمية، الموجهة لمتابعيه على موقع تويتر والبالغ عددهم 18.7 مليون متابع، كل شيء، بدءاً من سحق الإرهابيين ووصولاً إلى فضيحة مساعدة القراصنة المدعومين من الكرملين له لتأمين فوزٍ صادمٍ في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
 
وبرغم هذه التغريدات القصيرة، التي لا تتجاوز الواحدة منها 140 حرفاً، بالإضافة إلى البيانات والمقابلات الصحفية والدلالات التي تحملها الشخصيات التي اختارها لمساعدته في إدارة شؤون البيت الأبيض، إلا أن المحللين ما زالوا في حيرةٍ من أمرهم بشأن خطط ترامب الخارجية.
 

هكذا سيجعل "أميركا أولاً"

  يتحدث ترامب، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، عن جعل "أميركا أولاً"  عن طريق إلغاء اتفاقات التجارة الحرة التي أغلقت المصانع الأميركية، والخروج من مستنقعات الشرق الأوسط، ما يتيح لروسيا والصين الاضطلاع بدورٍ أكبر في مناطق امتداد نفوذهم، وترك حلفاء واشنطن يدفعون فاتورة استعراض القوة الذي يقوم به الجيش الأميركي.
 
بالنسبة لمعجبيه، يبدو هذا تفكيراً سديداً. لكن بالنسبة لخبراء السياسة الخارجية المخضرمين في واشنطن، ومنهم أعضاء في الحزب الجمهوري المنتمي له ترامب، فإن المليونير الشهير يمثل خروجاً مثيراً للقلق عن سياسات التكامل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والممتدة لعقود مضت.
 
علَّق الأستاذ الجامعي ومؤلف كتاب Mission Failure، مايكل ماندلباوم، وهو أحد الخبراء الذين تواصل معهم موقع ميدل إيست آي البريطاني، على سياسة ترامب الخارجية، التي يراها مثيرةً للقلق، قائلاً: "هذه واحدة من أكثر الفترات الانتقالية غموضاً منذ الحرب العالمية الثانية".
 
وأضاف: "يقول ترامب إنه يحب أن يكون غير مُتوقَع. لقد نجح بكل تأكيد في فعل هذا مع سياسته الخارجية لأنه من المستحيل التكهن بما سيفعله بناء على بيانات حملته الانتخابية وترشيحاته للمناصب الرفيعة في السياسة الخارجية".
 
ويرى ماندلباوم أن الاتفاقات التي يمكن التكهُّن بها في سياساته الخارجية هي ما يدعو للقلق، إذ يقول: "إن اتفاقات التجارة الحرة التي تقودها الولايات المتحدة تعد حجر أساس للاقتصاد الدولي المفتوح، كما تعد تحالفات الولايات المتحدة مرتكزاً لنظام الأمن الدولي".
 
إن تنفيذ ما جاء بخطاب الحملة الانتخابية لترامب يعد مخاطرة "وخرقاً جذرياً للسياسة الخارجية الأميركية الممتدة على مدار الـ75 عاماً الماضية".
 
وبينما يؤيد بعض الأشخاص، الذين اختارهم ترامب لتولي مناصب في حكومته، سياساته المطالِبة بإبطال اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، واتفاقات أخرى، والتعامل بحزم مع حلفاء واشنطن الأوروبيين والآسيويين والشرق أوسطيين، الذين اعتادوا استغلال الموارد الأميركية دون مقابل، لن ينصاع كل المرشحين لتولي مناصب في حكومته لسياسته بسهولة.
 
يشارك المرشح لتولي منصب وزير الخارجية ورئيس شركة إكسون موبيل، ريكس تيلرسون، رغبة ترامب في مداهنة روسيا، لكنه أيضاً ملتزم بمبادئ التجارة الحرة. ويُشاطره هذا الالتزام ستيفن منوشين، وهو مدير سابق لصندوق استثمار ومنتج أفلام في هوليوود ومُرشح لتولي منصب وزير الخزانة.
 
أما المرشح لتولي منصب وزير الدفاع، جيمس ماتيس، فقد قضى حياته المهنية وهو يعزز علاقة واشنطن بحلفائِها في حلف الناتو والشرق الأوسط وما وراءه. ومثل العديد من العسكريين المساعدين للرئيس الأميركي الـ45، سيكون ماتيس كارهاً لتعريض مصفوفة الأمن العالمي التي تقودها الولايات المتحدة للخطر.
 
يعلن ترامب آراءه بوضوح، لكن أتباعه لا يقفون صفاً واحداً خلف سياساته. كما أن تغييره مسار السياسة الخارجية الأميركية سيدفع بالعديد من نوابِ الكونغرس الملتزمين بمبادئ الحزب الجمهوري لمواجهة محاولات تغيير هذه السياسات بشراسة، وفقاً لماندلباوم.
 
بدأ هذا حتى قبل أن يتولى ترامب زمام الأمور في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. وكانت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، التي يرأسها السيناتور الجمهوري جون ماكين، قد استمعت، أمس الخميس 5 يناير/كانون الثاني، إلى أدلةٍ بشأن تنظيم روسيا لهجومٍ إلكتروني على الحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية لعام 2016.
 

ارتياب

  لطالما عبَّر الرئيس الأميركي المنتخب عن شكوكه بشأن اتهام روسيا بالخداع والتدليس خلال الانتخابات الأميركية، وتعهد بإصلاح العلاقات الأميركية الروسية. لكن نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي يُبدون القلق تجاه موسكو ويرتابون بشأن امتداح ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
قال الزميل بمعهد السياسة الدولية، جوناثان كريستول، لموقع ميدل إيست آي: "إن احتراسهم أمرٌ مبرر. فالمبادئ التوجيهية لسياسة ترامب تضع الوطن أولاً وتتبنى سياسة حمائية في التجارة العالمية، لكن الرئيس المنتخب يعوزه إدراك أن السياستين الخارجية والمحلية مترابطتان، وأن السعي وراء تنفيذ أهدافه الخارجية المعلنة يهدد أمننا بالداخل".
 
رغم هذا، مع مرور الوقت، يقترب موعد تنصيب ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأميركية في الـ20 من يناير الجاري.
 
وسيتلقى الكونغرس، الجمعة 6 يناير/كانون الثاني، سجل أصوات المجمع الانتخابي، رسمياً، لتأكيد انتخاب ترامب كرئيسٍ للولايات المتحدة، ضمن المراحل الأخيرة التي تمهِّد اعتلاء ترامب للسلطة، ما يخلّ بالحكمة التقليدية التي يتبناها الجمهوريون والديمقراطيون.
 
وعلَّق كريستول على هذا بقوله: "في الـ100 يوم الأولى لرئاسة ترامب، ينبغي على العالم التكيف على التعامل مع رئيس أميركي لا يشبه أياً من سابقيه، إذ لا يمكنهم الوثوق فيما يقوله، فمن غير المجدي محاولة تحليل كل كلمة في تغريداته لاستنتاج إشاراتٍ تنبئ بتعديل في السياسة الأميركية".
 

متنمر

  ويتساءل المهتمون بصياغة السياسات الحكومية ما إذا كان استهلال ترامب بإظهار حسن نيته لبوتين جزءاً من خطة ذكية لتوحيد جهود دولتين عظيمتين ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ولإنهاء الحرب السورية، ووقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
 
وتساءل البعض الآخر عما إذا كانت سياساته أكثر حكمة وتهدف إلى زرع الشقاق بين روسيا والصين، وربما لضمان مساعدة بكين في مواجهة الخطر النووي لكوريا الشمالية، أو الوقوف في وجه المصانع الصينية ومنعها من تقويض الإنتاج الأميركي.
 
وما زال آخرون يتساءلون ما إذا كان ترامب يتبع أصلاً منهجاً ما لصياغة سياساته.
 
ويعلِّق الباحث والمستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، مايكل برنر، على هذا الأمر، قائلاً: "ليس مثالياً وليس واقعياً أيضاً. لا يوجد لديه أي بناء فكري. هو شخص مُتنمر ويؤمن بقدرته على استعراض الجرأة والسيطرة والترهيب". وأضاف: "بالطبع، لن يصلح هذا الأسلوب على المستوى الدولي لأنه سيكتشف أن هناك أشخاصاً آخرين عنيدين مثله، وأنهم قادرون على رؤية ما وراء تهديده وتنمره".
 
ويشير المنتقدون إلى تناقضات في أهداف ترامب الدبلوماسية المعلنة.
 
يتحدث ترامب عن إلغاء أو إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني، الذي أُبرم مع طهران وقوى دولية أخرى عام 2015، وقايضت خلاله طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها، لكنه ربما لن يكون قادراً على التعامل بحزم مع الملالي الحاكمين في طهران مثلما يرغب.
 
تعد الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران إحدى القوى الرئيسية التي تحارب داعش في العراق وسوريا، وربما يحتاجهم ترامب للوقوف في صفه لتحقيق هدفه المعلن بالقضاء على المتطرفين وتحرير الولايات المتحدة من مسؤوليات الشرق الأوسط
 
بالنسبة لباحث التاريخ في جامعة بوسطن، أندرو باسيفيتش، فإن التضارب سيكون السمة البارزة لسياسات القائد الأعلى للقوات المسلحة القادم.
 
وقال باسيفيتش: "سيكون رئيسنا شخصاً لم يتلقَّ أي تدريب في كيفية إدارة الدولة وصياغة سياساتها، لكنه متيقنٌ من قدرته على إيجاد حلولٍ لأية مشكلة باستخدام حدسه، لذا فهو ليس بحاجةٍ إلى الاستماع إلى من يُطلَق عليهم لقب الخبراء. وسواء أعجبك هذا أم لم يعجبك، سيقود حدس ترامب قراراته. ويميل هذا الحدس إلى التركيز على المكاسب والخسائر المادية على المدى القصير، إذ سيولي اهتماماً أكبر لما يحدث اليوم عما سيحدث العام المقبل أو خلال عشر سنوات من الآن".


ملصقات


اقرأ أيضاً
مصرع 62 شخصا على الأقل جراء فيضانات في الكونغو
أعلنت سلطات مقاطعة ساوث كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية، أمس الأحد، وفاة 62 شخصا، على الأقل، جراء فيضانات اجتاحت إقليم فيزي من يوم الجمعة إلى السبت. وأسفرت الأمطار الموسمية الغزيرة عن فيضانات عارمة في منطقة كاسابا، مما تسبب في تدمير زهاء 150 منزلا، بالإضافة إلى 30 مصابا والعديد من المفقودين، وفقا للحصيلة الأولية. وأعربت حكومة المقاطعة عن قلقها البالغ إزاء ارتفاع مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه والتهابات الجهاز التنفسي وسوء التغذية وسط استمرار هطول الأمطار بغزارة.
دولي

نصف مليون شخص يواجهون الموت جوعاً في غزة
قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع، اليوم الاثنين، إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد، وإن نصف مليون شخص يواجهون الموت جوعاً، ووصف هذا بأنه "تدهور كبير" منذ أحدث تقرير أصدره في أكتوبر الماضي. وحلل أحدث تقييم صادر عن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" الفترة من أول أبريل (نيسان) إلى العاشر من ماي من هذا العام، وأعطى توقعات للوضع حتى نهاية شتنبر. وتعتبر المجاعة التامة هي السيناريو الأكثر ترجيحاً ما لم تتغير الظروف، بحسب نتائج "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، وهو مرجع دولي رائد لتقييم حدة أزمات الجوع. وأشار التقرير إلى أن ما يقرب من نصف مليون فلسطيني يعانون من مستويات "كارثية" من الجوع، وهو ما يعني أنهم يواجهون خطر الموت جوعاً، بينما يعاني مليون شخص آخرون من مستويات جوع "طارئة". وخلص التحليل إلى أن 1.95 مليون شخص، أو 93 بالمئة من سكان القطاع، يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك 244 ألف شخص يعانون من أشد مستويات انعدام الأمن الغذائي، أو ما يصنف مستويات "كارثية". وأشار التحليل إلى أن 133 ألف شخص يندرجون ضمن فئة "الوضع الكارثي". وتوقع تحليل المركز أن 470 ألف شخص، أي 22 بالمئة من السكان، سيندرجون ضمن فئة "الوضع الكارثي" بحلول نهاية شتنبر، مع وجود أكثر من مليون شخص آخرين في مستويات "الحاجة الملحة". وأضاف "هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الأرواح وتجنب المزيد من المجاعة والوفيات والانزلاق إلى المجاعة". وأشار المركز، في موجز مرفق بتحليله الأخير، إلى أن الخطة التي أعلنتها السلطات الإسرائيلية في الخامس من ماي لإيصال المساعدات "تقدر بأنها غير كافية إلى حد كبير لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان". وأضاف "من المرجح أن تشكل آليات التوزيع المقترحة عوائق كبيرة أمام وصول شرائح كبيرة من السكان". وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لرفع حصار المساعدات الذي فرضته في مارس بعد انهيار وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة والذي أوقف القتال لمدة شهرين. وتتهم إسرائيل وكالات، بما في ذلك الأمم المتحدة، بالسماح لكميات كبيرة من المساعدات بالوقوع في أيدي حركة حماس. وتنفي حماس هذا الادعاء وتتهم إسرائيل باستخدام المجاعة كسلاح ضد السكان. وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قد قال الأسبوع الماضي، إن أكثر من مليوني شخص، أي معظم سكان غزة، يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء، إذ اختفت المواد الغذائية في أسواق غزة. وارتفعت الأسعار إلى ما يتجاوز إمكانيات غالبية السكان خاصة أسعار الدقيق، الذي أصبح شحيحاً ويباع بحوالي 500 دولار للعبوة التي تزن 25 كيلوغراماً، مقارنة بسبعة دولارات في الماضي.
دولي

رسميا أنشيلوتي مدربا لمنتخب البرازيل
أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، اليوم الاثنين، أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي سيتولى منصب مدرب المنتخب الوطني الشاغر قبل كأس العالم 2026، بعد أن يترك تدريب ريال مدريد. وقال إدنالدو رودريغيز رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم "إن تعيين كارلو أنشيلوتي لقيادة البرازيل ليس مجرد قرار إستراتيجي، بل هو إعلان للعالم عن عزمنا على استعادة صدارة منصة التتويج. إنه أعظم مدرب في التاريخ، وهو الآن يقود أفضل منتخب وطني في العالم. معا، سنكتب فصولا جديدة مجيدة لكرة القدم البرازيلية". واستمتع أنشيلوتي بأربع سنوات ناجحة للغاية في ولايته الثانية مع العملاق الإسباني، لكن من المنتظر أن ينهي الفريق هذا الموسم دون أي لقب. كانت وسائل إعلام إسبانية ذكرت في وقت سابق اليوم أن لاعب الوسط السابق تشابي ألونسو سيصبح المدرب القادم لريال مدريد، المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني بعقد يمتد 3 سنوات عندما يغادر باير ليفركوزن بعد نهاية الموسم. وقالت مصادر إنه من المتوقع أن يحل ألونسو (43 عاما) محل أنشيلوتي.
دولي

فرنسا تؤكد نيتها الردّ بشكل حازم على قرار الجزائر طرد المزيد من الموظفين الفرنسيين
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الإثنين أن فرنسا ستردّ "بشكل فوري" و"حازم" و"متناسب" على قرار الجزائر "غير المفهوم" طرد المزيد من الموظفين الفرنسيين الرسميين. وندّد بارو خلال إحاطة إعلامية في بوليفيك في غرب فرنسا بـ"قرار غير مفهوم وقاس"، مشيرا إلى أن "مغادرة عناصر في مهام مؤقتة هي غير مبرّرة وغير قابلة للتبرير. وكما فعلتُ الشهر الماضي، سنردّ بشكل فوري وحازم ومتناسب على هذا القرار الذي يمسّ بمصالحنا... وهو قرار مستهجن لأنه لا يصبّ لا في مصلحة الجزائر ولا في مصلحة فرنسا".
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة