دولي

هل يحقق الرئيس الأميركي وعوده في أكثر الفترات الانتقالية غموضاً؟


كشـ24 نشر في: 7 يناير 2017

يُعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كتاباً مفتوحاً في الكثير من النواحي، إذ يغطي سيل خطاباته الرسمية، الموجهة لمتابعيه على موقع تويتر والبالغ عددهم 18.7 مليون متابع، كل شيء، بدءاً من سحق الإرهابيين ووصولاً إلى فضيحة مساعدة القراصنة المدعومين من الكرملين له لتأمين فوزٍ صادمٍ في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
 
وبرغم هذه التغريدات القصيرة، التي لا تتجاوز الواحدة منها 140 حرفاً، بالإضافة إلى البيانات والمقابلات الصحفية والدلالات التي تحملها الشخصيات التي اختارها لمساعدته في إدارة شؤون البيت الأبيض، إلا أن المحللين ما زالوا في حيرةٍ من أمرهم بشأن خطط ترامب الخارجية.
 

هكذا سيجعل "أميركا أولاً"

  يتحدث ترامب، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، عن جعل "أميركا أولاً"  عن طريق إلغاء اتفاقات التجارة الحرة التي أغلقت المصانع الأميركية، والخروج من مستنقعات الشرق الأوسط، ما يتيح لروسيا والصين الاضطلاع بدورٍ أكبر في مناطق امتداد نفوذهم، وترك حلفاء واشنطن يدفعون فاتورة استعراض القوة الذي يقوم به الجيش الأميركي.
 
بالنسبة لمعجبيه، يبدو هذا تفكيراً سديداً. لكن بالنسبة لخبراء السياسة الخارجية المخضرمين في واشنطن، ومنهم أعضاء في الحزب الجمهوري المنتمي له ترامب، فإن المليونير الشهير يمثل خروجاً مثيراً للقلق عن سياسات التكامل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والممتدة لعقود مضت.
 
علَّق الأستاذ الجامعي ومؤلف كتاب Mission Failure، مايكل ماندلباوم، وهو أحد الخبراء الذين تواصل معهم موقع ميدل إيست آي البريطاني، على سياسة ترامب الخارجية، التي يراها مثيرةً للقلق، قائلاً: "هذه واحدة من أكثر الفترات الانتقالية غموضاً منذ الحرب العالمية الثانية".
 
وأضاف: "يقول ترامب إنه يحب أن يكون غير مُتوقَع. لقد نجح بكل تأكيد في فعل هذا مع سياسته الخارجية لأنه من المستحيل التكهن بما سيفعله بناء على بيانات حملته الانتخابية وترشيحاته للمناصب الرفيعة في السياسة الخارجية".
 
ويرى ماندلباوم أن الاتفاقات التي يمكن التكهُّن بها في سياساته الخارجية هي ما يدعو للقلق، إذ يقول: "إن اتفاقات التجارة الحرة التي تقودها الولايات المتحدة تعد حجر أساس للاقتصاد الدولي المفتوح، كما تعد تحالفات الولايات المتحدة مرتكزاً لنظام الأمن الدولي".
 
إن تنفيذ ما جاء بخطاب الحملة الانتخابية لترامب يعد مخاطرة "وخرقاً جذرياً للسياسة الخارجية الأميركية الممتدة على مدار الـ75 عاماً الماضية".
 
وبينما يؤيد بعض الأشخاص، الذين اختارهم ترامب لتولي مناصب في حكومته، سياساته المطالِبة بإبطال اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، واتفاقات أخرى، والتعامل بحزم مع حلفاء واشنطن الأوروبيين والآسيويين والشرق أوسطيين، الذين اعتادوا استغلال الموارد الأميركية دون مقابل، لن ينصاع كل المرشحين لتولي مناصب في حكومته لسياسته بسهولة.
 
يشارك المرشح لتولي منصب وزير الخارجية ورئيس شركة إكسون موبيل، ريكس تيلرسون، رغبة ترامب في مداهنة روسيا، لكنه أيضاً ملتزم بمبادئ التجارة الحرة. ويُشاطره هذا الالتزام ستيفن منوشين، وهو مدير سابق لصندوق استثمار ومنتج أفلام في هوليوود ومُرشح لتولي منصب وزير الخزانة.
 
أما المرشح لتولي منصب وزير الدفاع، جيمس ماتيس، فقد قضى حياته المهنية وهو يعزز علاقة واشنطن بحلفائِها في حلف الناتو والشرق الأوسط وما وراءه. ومثل العديد من العسكريين المساعدين للرئيس الأميركي الـ45، سيكون ماتيس كارهاً لتعريض مصفوفة الأمن العالمي التي تقودها الولايات المتحدة للخطر.
 
يعلن ترامب آراءه بوضوح، لكن أتباعه لا يقفون صفاً واحداً خلف سياساته. كما أن تغييره مسار السياسة الخارجية الأميركية سيدفع بالعديد من نوابِ الكونغرس الملتزمين بمبادئ الحزب الجمهوري لمواجهة محاولات تغيير هذه السياسات بشراسة، وفقاً لماندلباوم.
 
بدأ هذا حتى قبل أن يتولى ترامب زمام الأمور في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. وكانت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، التي يرأسها السيناتور الجمهوري جون ماكين، قد استمعت، أمس الخميس 5 يناير/كانون الثاني، إلى أدلةٍ بشأن تنظيم روسيا لهجومٍ إلكتروني على الحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية لعام 2016.
 

ارتياب

  لطالما عبَّر الرئيس الأميركي المنتخب عن شكوكه بشأن اتهام روسيا بالخداع والتدليس خلال الانتخابات الأميركية، وتعهد بإصلاح العلاقات الأميركية الروسية. لكن نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي يُبدون القلق تجاه موسكو ويرتابون بشأن امتداح ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
قال الزميل بمعهد السياسة الدولية، جوناثان كريستول، لموقع ميدل إيست آي: "إن احتراسهم أمرٌ مبرر. فالمبادئ التوجيهية لسياسة ترامب تضع الوطن أولاً وتتبنى سياسة حمائية في التجارة العالمية، لكن الرئيس المنتخب يعوزه إدراك أن السياستين الخارجية والمحلية مترابطتان، وأن السعي وراء تنفيذ أهدافه الخارجية المعلنة يهدد أمننا بالداخل".
 
رغم هذا، مع مرور الوقت، يقترب موعد تنصيب ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأميركية في الـ20 من يناير الجاري.
 
وسيتلقى الكونغرس، الجمعة 6 يناير/كانون الثاني، سجل أصوات المجمع الانتخابي، رسمياً، لتأكيد انتخاب ترامب كرئيسٍ للولايات المتحدة، ضمن المراحل الأخيرة التي تمهِّد اعتلاء ترامب للسلطة، ما يخلّ بالحكمة التقليدية التي يتبناها الجمهوريون والديمقراطيون.
 
وعلَّق كريستول على هذا بقوله: "في الـ100 يوم الأولى لرئاسة ترامب، ينبغي على العالم التكيف على التعامل مع رئيس أميركي لا يشبه أياً من سابقيه، إذ لا يمكنهم الوثوق فيما يقوله، فمن غير المجدي محاولة تحليل كل كلمة في تغريداته لاستنتاج إشاراتٍ تنبئ بتعديل في السياسة الأميركية".
 

متنمر

  ويتساءل المهتمون بصياغة السياسات الحكومية ما إذا كان استهلال ترامب بإظهار حسن نيته لبوتين جزءاً من خطة ذكية لتوحيد جهود دولتين عظيمتين ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ولإنهاء الحرب السورية، ووقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
 
وتساءل البعض الآخر عما إذا كانت سياساته أكثر حكمة وتهدف إلى زرع الشقاق بين روسيا والصين، وربما لضمان مساعدة بكين في مواجهة الخطر النووي لكوريا الشمالية، أو الوقوف في وجه المصانع الصينية ومنعها من تقويض الإنتاج الأميركي.
 
وما زال آخرون يتساءلون ما إذا كان ترامب يتبع أصلاً منهجاً ما لصياغة سياساته.
 
ويعلِّق الباحث والمستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، مايكل برنر، على هذا الأمر، قائلاً: "ليس مثالياً وليس واقعياً أيضاً. لا يوجد لديه أي بناء فكري. هو شخص مُتنمر ويؤمن بقدرته على استعراض الجرأة والسيطرة والترهيب". وأضاف: "بالطبع، لن يصلح هذا الأسلوب على المستوى الدولي لأنه سيكتشف أن هناك أشخاصاً آخرين عنيدين مثله، وأنهم قادرون على رؤية ما وراء تهديده وتنمره".
 
ويشير المنتقدون إلى تناقضات في أهداف ترامب الدبلوماسية المعلنة.
 
يتحدث ترامب عن إلغاء أو إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني، الذي أُبرم مع طهران وقوى دولية أخرى عام 2015، وقايضت خلاله طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها، لكنه ربما لن يكون قادراً على التعامل بحزم مع الملالي الحاكمين في طهران مثلما يرغب.
 
تعد الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران إحدى القوى الرئيسية التي تحارب داعش في العراق وسوريا، وربما يحتاجهم ترامب للوقوف في صفه لتحقيق هدفه المعلن بالقضاء على المتطرفين وتحرير الولايات المتحدة من مسؤوليات الشرق الأوسط
 
بالنسبة لباحث التاريخ في جامعة بوسطن، أندرو باسيفيتش، فإن التضارب سيكون السمة البارزة لسياسات القائد الأعلى للقوات المسلحة القادم.
 
وقال باسيفيتش: "سيكون رئيسنا شخصاً لم يتلقَّ أي تدريب في كيفية إدارة الدولة وصياغة سياساتها، لكنه متيقنٌ من قدرته على إيجاد حلولٍ لأية مشكلة باستخدام حدسه، لذا فهو ليس بحاجةٍ إلى الاستماع إلى من يُطلَق عليهم لقب الخبراء. وسواء أعجبك هذا أم لم يعجبك، سيقود حدس ترامب قراراته. ويميل هذا الحدس إلى التركيز على المكاسب والخسائر المادية على المدى القصير، إذ سيولي اهتماماً أكبر لما يحدث اليوم عما سيحدث العام المقبل أو خلال عشر سنوات من الآن".

يُعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كتاباً مفتوحاً في الكثير من النواحي، إذ يغطي سيل خطاباته الرسمية، الموجهة لمتابعيه على موقع تويتر والبالغ عددهم 18.7 مليون متابع، كل شيء، بدءاً من سحق الإرهابيين ووصولاً إلى فضيحة مساعدة القراصنة المدعومين من الكرملين له لتأمين فوزٍ صادمٍ في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
 
وبرغم هذه التغريدات القصيرة، التي لا تتجاوز الواحدة منها 140 حرفاً، بالإضافة إلى البيانات والمقابلات الصحفية والدلالات التي تحملها الشخصيات التي اختارها لمساعدته في إدارة شؤون البيت الأبيض، إلا أن المحللين ما زالوا في حيرةٍ من أمرهم بشأن خطط ترامب الخارجية.
 

هكذا سيجعل "أميركا أولاً"

  يتحدث ترامب، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، عن جعل "أميركا أولاً"  عن طريق إلغاء اتفاقات التجارة الحرة التي أغلقت المصانع الأميركية، والخروج من مستنقعات الشرق الأوسط، ما يتيح لروسيا والصين الاضطلاع بدورٍ أكبر في مناطق امتداد نفوذهم، وترك حلفاء واشنطن يدفعون فاتورة استعراض القوة الذي يقوم به الجيش الأميركي.
 
بالنسبة لمعجبيه، يبدو هذا تفكيراً سديداً. لكن بالنسبة لخبراء السياسة الخارجية المخضرمين في واشنطن، ومنهم أعضاء في الحزب الجمهوري المنتمي له ترامب، فإن المليونير الشهير يمثل خروجاً مثيراً للقلق عن سياسات التكامل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والممتدة لعقود مضت.
 
علَّق الأستاذ الجامعي ومؤلف كتاب Mission Failure، مايكل ماندلباوم، وهو أحد الخبراء الذين تواصل معهم موقع ميدل إيست آي البريطاني، على سياسة ترامب الخارجية، التي يراها مثيرةً للقلق، قائلاً: "هذه واحدة من أكثر الفترات الانتقالية غموضاً منذ الحرب العالمية الثانية".
 
وأضاف: "يقول ترامب إنه يحب أن يكون غير مُتوقَع. لقد نجح بكل تأكيد في فعل هذا مع سياسته الخارجية لأنه من المستحيل التكهن بما سيفعله بناء على بيانات حملته الانتخابية وترشيحاته للمناصب الرفيعة في السياسة الخارجية".
 
ويرى ماندلباوم أن الاتفاقات التي يمكن التكهُّن بها في سياساته الخارجية هي ما يدعو للقلق، إذ يقول: "إن اتفاقات التجارة الحرة التي تقودها الولايات المتحدة تعد حجر أساس للاقتصاد الدولي المفتوح، كما تعد تحالفات الولايات المتحدة مرتكزاً لنظام الأمن الدولي".
 
إن تنفيذ ما جاء بخطاب الحملة الانتخابية لترامب يعد مخاطرة "وخرقاً جذرياً للسياسة الخارجية الأميركية الممتدة على مدار الـ75 عاماً الماضية".
 
وبينما يؤيد بعض الأشخاص، الذين اختارهم ترامب لتولي مناصب في حكومته، سياساته المطالِبة بإبطال اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، واتفاقات أخرى، والتعامل بحزم مع حلفاء واشنطن الأوروبيين والآسيويين والشرق أوسطيين، الذين اعتادوا استغلال الموارد الأميركية دون مقابل، لن ينصاع كل المرشحين لتولي مناصب في حكومته لسياسته بسهولة.
 
يشارك المرشح لتولي منصب وزير الخارجية ورئيس شركة إكسون موبيل، ريكس تيلرسون، رغبة ترامب في مداهنة روسيا، لكنه أيضاً ملتزم بمبادئ التجارة الحرة. ويُشاطره هذا الالتزام ستيفن منوشين، وهو مدير سابق لصندوق استثمار ومنتج أفلام في هوليوود ومُرشح لتولي منصب وزير الخزانة.
 
أما المرشح لتولي منصب وزير الدفاع، جيمس ماتيس، فقد قضى حياته المهنية وهو يعزز علاقة واشنطن بحلفائِها في حلف الناتو والشرق الأوسط وما وراءه. ومثل العديد من العسكريين المساعدين للرئيس الأميركي الـ45، سيكون ماتيس كارهاً لتعريض مصفوفة الأمن العالمي التي تقودها الولايات المتحدة للخطر.
 
يعلن ترامب آراءه بوضوح، لكن أتباعه لا يقفون صفاً واحداً خلف سياساته. كما أن تغييره مسار السياسة الخارجية الأميركية سيدفع بالعديد من نوابِ الكونغرس الملتزمين بمبادئ الحزب الجمهوري لمواجهة محاولات تغيير هذه السياسات بشراسة، وفقاً لماندلباوم.
 
بدأ هذا حتى قبل أن يتولى ترامب زمام الأمور في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. وكانت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، التي يرأسها السيناتور الجمهوري جون ماكين، قد استمعت، أمس الخميس 5 يناير/كانون الثاني، إلى أدلةٍ بشأن تنظيم روسيا لهجومٍ إلكتروني على الحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية لعام 2016.
 

ارتياب

  لطالما عبَّر الرئيس الأميركي المنتخب عن شكوكه بشأن اتهام روسيا بالخداع والتدليس خلال الانتخابات الأميركية، وتعهد بإصلاح العلاقات الأميركية الروسية. لكن نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي يُبدون القلق تجاه موسكو ويرتابون بشأن امتداح ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
قال الزميل بمعهد السياسة الدولية، جوناثان كريستول، لموقع ميدل إيست آي: "إن احتراسهم أمرٌ مبرر. فالمبادئ التوجيهية لسياسة ترامب تضع الوطن أولاً وتتبنى سياسة حمائية في التجارة العالمية، لكن الرئيس المنتخب يعوزه إدراك أن السياستين الخارجية والمحلية مترابطتان، وأن السعي وراء تنفيذ أهدافه الخارجية المعلنة يهدد أمننا بالداخل".
 
رغم هذا، مع مرور الوقت، يقترب موعد تنصيب ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأميركية في الـ20 من يناير الجاري.
 
وسيتلقى الكونغرس، الجمعة 6 يناير/كانون الثاني، سجل أصوات المجمع الانتخابي، رسمياً، لتأكيد انتخاب ترامب كرئيسٍ للولايات المتحدة، ضمن المراحل الأخيرة التي تمهِّد اعتلاء ترامب للسلطة، ما يخلّ بالحكمة التقليدية التي يتبناها الجمهوريون والديمقراطيون.
 
وعلَّق كريستول على هذا بقوله: "في الـ100 يوم الأولى لرئاسة ترامب، ينبغي على العالم التكيف على التعامل مع رئيس أميركي لا يشبه أياً من سابقيه، إذ لا يمكنهم الوثوق فيما يقوله، فمن غير المجدي محاولة تحليل كل كلمة في تغريداته لاستنتاج إشاراتٍ تنبئ بتعديل في السياسة الأميركية".
 

متنمر

  ويتساءل المهتمون بصياغة السياسات الحكومية ما إذا كان استهلال ترامب بإظهار حسن نيته لبوتين جزءاً من خطة ذكية لتوحيد جهود دولتين عظيمتين ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ولإنهاء الحرب السورية، ووقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
 
وتساءل البعض الآخر عما إذا كانت سياساته أكثر حكمة وتهدف إلى زرع الشقاق بين روسيا والصين، وربما لضمان مساعدة بكين في مواجهة الخطر النووي لكوريا الشمالية، أو الوقوف في وجه المصانع الصينية ومنعها من تقويض الإنتاج الأميركي.
 
وما زال آخرون يتساءلون ما إذا كان ترامب يتبع أصلاً منهجاً ما لصياغة سياساته.
 
ويعلِّق الباحث والمستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، مايكل برنر، على هذا الأمر، قائلاً: "ليس مثالياً وليس واقعياً أيضاً. لا يوجد لديه أي بناء فكري. هو شخص مُتنمر ويؤمن بقدرته على استعراض الجرأة والسيطرة والترهيب". وأضاف: "بالطبع، لن يصلح هذا الأسلوب على المستوى الدولي لأنه سيكتشف أن هناك أشخاصاً آخرين عنيدين مثله، وأنهم قادرون على رؤية ما وراء تهديده وتنمره".
 
ويشير المنتقدون إلى تناقضات في أهداف ترامب الدبلوماسية المعلنة.
 
يتحدث ترامب عن إلغاء أو إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني، الذي أُبرم مع طهران وقوى دولية أخرى عام 2015، وقايضت خلاله طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها، لكنه ربما لن يكون قادراً على التعامل بحزم مع الملالي الحاكمين في طهران مثلما يرغب.
 
تعد الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران إحدى القوى الرئيسية التي تحارب داعش في العراق وسوريا، وربما يحتاجهم ترامب للوقوف في صفه لتحقيق هدفه المعلن بالقضاء على المتطرفين وتحرير الولايات المتحدة من مسؤوليات الشرق الأوسط
 
بالنسبة لباحث التاريخ في جامعة بوسطن، أندرو باسيفيتش، فإن التضارب سيكون السمة البارزة لسياسات القائد الأعلى للقوات المسلحة القادم.
 
وقال باسيفيتش: "سيكون رئيسنا شخصاً لم يتلقَّ أي تدريب في كيفية إدارة الدولة وصياغة سياساتها، لكنه متيقنٌ من قدرته على إيجاد حلولٍ لأية مشكلة باستخدام حدسه، لذا فهو ليس بحاجةٍ إلى الاستماع إلى من يُطلَق عليهم لقب الخبراء. وسواء أعجبك هذا أم لم يعجبك، سيقود حدس ترامب قراراته. ويميل هذا الحدس إلى التركيز على المكاسب والخسائر المادية على المدى القصير، إذ سيولي اهتماماً أكبر لما يحدث اليوم عما سيحدث العام المقبل أو خلال عشر سنوات من الآن".


ملصقات


اقرأ أيضاً
اتهام رجل بإضرام النار في كنيس يهودي بأستراليا
اتهمت الشرطة الأسترالية رجلاً بِصلته بإشعال حريق متعمد في كنيس يهودي في ملبورن خلال وجود مصلين في المبنى، وهو الأحدث في سلسلة من الحوادث التي تستهدف الجالية اليهودية في البلاد. شهدت أستراليا عدداً من الحوادث المعادية للسامية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» في أكتوبر 2023، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت الشرطة إن محققي مكافحة الإرهاب اعتقلوا، في وقت متأخر من أمس السبت، الرجل البالغ من العمر 34 عاماً والمقيم في سيدني، عاصمة ولاية نيو ساوث ويلز المجاورة، ووُجِّهت إليه تهمٌ بارتكاب جرائم، من بينها الإضرار الجنائي بإضرام حريق. ومن المقرر أن يمثل الرجل، الذي لم تكشف السلطات عن هويته، أمام المحكمة، اليوم (الأحد). وقالت الشرطة في بيان: «الرجل متهم بسكب سائل قابل للاشتعال على الباب الأمامي للمبنى وإشعال النار فيه قبل أن يفر من مكان الحادث». وتحقق السلطات فيما إذا كان حريق الكنيس مرتبطاً بشغب وقع ليلة الجمعة في مطعم إسرائيلي في ملبورن، حيث تم اعتقال شخص واحد بتهمة إعاقة الشرطة. وقال «المجلس التنفيذي ليهود أستراليا»، وهو مظلة لليهود في أستراليا، إن المطعم تضرر بشدة. وذكر أن الحريق في المعبد اليهودي، وهو أحد أقدم المعابد اليهودية في ملبورن، اندلع بينما كان الموجودون في الداخل يجلسون لتناول عشاء السبت.
دولي

روسيا تسقط 120 مسيرة أوكرانية
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد: إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 120 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل معظمها على مناطق حدودية، دون ورود تقارير عن أضرار.ومع مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب، زادت أوكرانيا من استخدامها للطائرات المسيرة لتنفيذ هجمات على أهداف داخل روسيا.وقالت وزارة الدفاع إن الطائرات المسيرة جرى اعتراضها خلال الليل بما شمل 30 فوق بريانسك غرب البلاد و29 فوق كورسك و17 فوق بيلجورود وهي كلها مناطق على الحدود مع أوكرانيا.وأضافت أن 18 طائرة مسيرة أخرى تم إسقاطها فوق منطقة أوريول على الحدود مع كورسك، والتي استهدفت هجمات أوكرانية منشآت نفطية فيها من قبل بطائرات مسيرة.ورفعت هيئة الطيران المدني الروسية قيوداً فرضتها خلال الليل لضمان السلامة على عدة مطارات.
دولي

قطر تستضيف جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
تبدأ الأحد في الدوحة جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل ترمي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، بحسب ما أفاد مسؤول فلسطيني مطلع على سير المباحثات. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس إن "الوسطاء أبلغوا حماس ببدء جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة الأحد" مشيرا إلى أن وفد الحركة المفاوض برئاسة خليل الحية، والطواقم الفنية "يتواجدون حاليا في الدوحة وجاهزون لمفاوضات جدية". وأضاف أن المفاوضات تركز على "آليات تنفيذ اتفاق الاطار لوقف النار بناء على المقترح الجديد" مشيرا إلى أن حماس "تريد التركيز على الملاحظات التي أبدتها في ردها لتحسين إدخال المساعدات بكميات كافية وعبر منظمات الأمم المتحدة والدولية، والانسحاب (الإسرائيلي) من القطاع، والضمانات لوقف الحرب بشكل دائم ورفع الحصار وإعادة الإعمار". وأوضح المسؤول ذاته أن منظمات الأمم المتحدة خصوصا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لديها مئات النقاط ومراكز توزيع المساعدات وخبرة طويلة في القطاع، منوها إلى أن حماس "تريد التأكيد على فتح معبر رفح (الحدودي بين مصر وغزة) في الاتجاهين أمام الأفراد والمساعدات". أغلقت إسرائيل المعبر في ماي العام الماضي بعد سيطرتها على منطقة الشريط الحدودي في الجانب الفلسطيني. وأعلنت إسرائيل مساء السبت أنها سترسل فريق تفاوض إلى قطر لإجراء محادثات تهدف إلى تأمين اتفاق لوقف النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة. وأعلنت حركة حماس الجمعة أنها "جاهزة بكل جدية للدخول فورا" في مفاوضات بشأن آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة برعاية الولايات المتحدة وبوساطة مصر وقطر.
دولي

حرائق الغابات تواصل الانتشار في أنحاء أوروبا
اندلعت حرائق غابات امس السبت في دول أوروبية عدة بينها اليونان وتركيا، في حين تكافح فرنسا في مناطقها الجنوبية حرائق متعددة في أعقاب موجة حر طويلة. وفي تركيا التي تعاني من الجفاف، واجه الإطفائيون أكثر من 600 حريق الأسبوع الماضي، حيث أعلنت السلطات عن وفاة عامل غابات متأثرا بإصابته خلال إخماد النيران في مقاطعة إزمير الساحلية. وأعلن وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماكلي على منصة اكس السيطرة على الحريق مساء الجمعة إلى جانب ستة حرائق أخرى، معظمها في غرب تركيا ووسطها. لكن الإطفائيين ما زالوا يحاولون السيطرة على حريق في منطقة دورتيول الساحلية الجنوبية في محافظة هاتاي قرب الحدود السورية. ونجت تركيا إلى حد كبير من موجات الحر الأخيرة التي اجتاحت جنوب أوروبا، إلا أن الرياح القوية زادت من اندلاع حرائق الغابات فيها. وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية السبت أن موجة الحر الشديدة التي بدأت في 19 يونيو واستمرت 16 يوما انتهت رسميا الجمعة، وهي نفس مدة موجة الحر التي ضربت البلاد عام 2003. في اليوم نفسه، اندلعت أولى الحرائق الكبرى لهذا العام في جنوب البلاد، وكذلك في مقاطعتي بوش دو رون وهيرولت، ما دفع السلطات إلى إغلاق أجزاء من طريق سريع رئيسي خلال عطلة نهاية الأسبوع وموسم العطل. ووصلت الاختناقات المرورية إلى 10 كيلومترات في كل اتجاه على الطريق السريع "آيه 9" حيث جرى توزيع المياه على ركاب السيارات العالقين تحت أشعة الشمس الحارقة. وفي ميريفال، قرب مدينة مونبلييه الجنوبية، دفع حريق أججته الرياح العاتية الإطفائيين إلى إجلاء نحو 10 أشخاص. وقالت لوريت غارغو البالغة 46 عاما وهي من سكان القرية "كان الأمر مخيفا جدا، خاصة بين الساعة الرابعة مساء (14,00 ت غ) والسادسة والنصف. كان الهواء لا يُطاق ويتسبب بصعوبة في التنفس وهناك الكثير من الدخان في القرية بحيث لم نعد نرى شيئا، ورماد يتساقط من السماء". في اليونان، ألقي القبض على رجل يبلغ 52 عاما في جزيرة إيفيا بتهمة التسبب بالحريق الذي أتى على جزء كبير من الجزيرة بين مساء الجمعة وصباح السبت. وأفادت قناة "اي آر تي" الرسمية أن الرجل كان يزيل الأعشاب من قطعة أرض عندما اندلع الحريق وخرج عن السيطرة بسرعة. وظلت فرق الإطفاء اليونانية في حالة تأهب قصوى السبت بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية في جميع أنحاء البلاد.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة