دولي

هل يحقق الرئيس الأميركي وعوده في أكثر الفترات الانتقالية غموضاً؟


كشـ24 نشر في: 7 يناير 2017

يُعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كتاباً مفتوحاً في الكثير من النواحي، إذ يغطي سيل خطاباته الرسمية، الموجهة لمتابعيه على موقع تويتر والبالغ عددهم 18.7 مليون متابع، كل شيء، بدءاً من سحق الإرهابيين ووصولاً إلى فضيحة مساعدة القراصنة المدعومين من الكرملين له لتأمين فوزٍ صادمٍ في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
 
وبرغم هذه التغريدات القصيرة، التي لا تتجاوز الواحدة منها 140 حرفاً، بالإضافة إلى البيانات والمقابلات الصحفية والدلالات التي تحملها الشخصيات التي اختارها لمساعدته في إدارة شؤون البيت الأبيض، إلا أن المحللين ما زالوا في حيرةٍ من أمرهم بشأن خطط ترامب الخارجية.
 

هكذا سيجعل "أميركا أولاً"

  يتحدث ترامب، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، عن جعل "أميركا أولاً"  عن طريق إلغاء اتفاقات التجارة الحرة التي أغلقت المصانع الأميركية، والخروج من مستنقعات الشرق الأوسط، ما يتيح لروسيا والصين الاضطلاع بدورٍ أكبر في مناطق امتداد نفوذهم، وترك حلفاء واشنطن يدفعون فاتورة استعراض القوة الذي يقوم به الجيش الأميركي.
 
بالنسبة لمعجبيه، يبدو هذا تفكيراً سديداً. لكن بالنسبة لخبراء السياسة الخارجية المخضرمين في واشنطن، ومنهم أعضاء في الحزب الجمهوري المنتمي له ترامب، فإن المليونير الشهير يمثل خروجاً مثيراً للقلق عن سياسات التكامل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والممتدة لعقود مضت.
 
علَّق الأستاذ الجامعي ومؤلف كتاب Mission Failure، مايكل ماندلباوم، وهو أحد الخبراء الذين تواصل معهم موقع ميدل إيست آي البريطاني، على سياسة ترامب الخارجية، التي يراها مثيرةً للقلق، قائلاً: "هذه واحدة من أكثر الفترات الانتقالية غموضاً منذ الحرب العالمية الثانية".
 
وأضاف: "يقول ترامب إنه يحب أن يكون غير مُتوقَع. لقد نجح بكل تأكيد في فعل هذا مع سياسته الخارجية لأنه من المستحيل التكهن بما سيفعله بناء على بيانات حملته الانتخابية وترشيحاته للمناصب الرفيعة في السياسة الخارجية".
 
ويرى ماندلباوم أن الاتفاقات التي يمكن التكهُّن بها في سياساته الخارجية هي ما يدعو للقلق، إذ يقول: "إن اتفاقات التجارة الحرة التي تقودها الولايات المتحدة تعد حجر أساس للاقتصاد الدولي المفتوح، كما تعد تحالفات الولايات المتحدة مرتكزاً لنظام الأمن الدولي".
 
إن تنفيذ ما جاء بخطاب الحملة الانتخابية لترامب يعد مخاطرة "وخرقاً جذرياً للسياسة الخارجية الأميركية الممتدة على مدار الـ75 عاماً الماضية".
 
وبينما يؤيد بعض الأشخاص، الذين اختارهم ترامب لتولي مناصب في حكومته، سياساته المطالِبة بإبطال اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، واتفاقات أخرى، والتعامل بحزم مع حلفاء واشنطن الأوروبيين والآسيويين والشرق أوسطيين، الذين اعتادوا استغلال الموارد الأميركية دون مقابل، لن ينصاع كل المرشحين لتولي مناصب في حكومته لسياسته بسهولة.
 
يشارك المرشح لتولي منصب وزير الخارجية ورئيس شركة إكسون موبيل، ريكس تيلرسون، رغبة ترامب في مداهنة روسيا، لكنه أيضاً ملتزم بمبادئ التجارة الحرة. ويُشاطره هذا الالتزام ستيفن منوشين، وهو مدير سابق لصندوق استثمار ومنتج أفلام في هوليوود ومُرشح لتولي منصب وزير الخزانة.
 
أما المرشح لتولي منصب وزير الدفاع، جيمس ماتيس، فقد قضى حياته المهنية وهو يعزز علاقة واشنطن بحلفائِها في حلف الناتو والشرق الأوسط وما وراءه. ومثل العديد من العسكريين المساعدين للرئيس الأميركي الـ45، سيكون ماتيس كارهاً لتعريض مصفوفة الأمن العالمي التي تقودها الولايات المتحدة للخطر.
 
يعلن ترامب آراءه بوضوح، لكن أتباعه لا يقفون صفاً واحداً خلف سياساته. كما أن تغييره مسار السياسة الخارجية الأميركية سيدفع بالعديد من نوابِ الكونغرس الملتزمين بمبادئ الحزب الجمهوري لمواجهة محاولات تغيير هذه السياسات بشراسة، وفقاً لماندلباوم.
 
بدأ هذا حتى قبل أن يتولى ترامب زمام الأمور في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. وكانت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، التي يرأسها السيناتور الجمهوري جون ماكين، قد استمعت، أمس الخميس 5 يناير/كانون الثاني، إلى أدلةٍ بشأن تنظيم روسيا لهجومٍ إلكتروني على الحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية لعام 2016.
 

ارتياب

  لطالما عبَّر الرئيس الأميركي المنتخب عن شكوكه بشأن اتهام روسيا بالخداع والتدليس خلال الانتخابات الأميركية، وتعهد بإصلاح العلاقات الأميركية الروسية. لكن نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي يُبدون القلق تجاه موسكو ويرتابون بشأن امتداح ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
قال الزميل بمعهد السياسة الدولية، جوناثان كريستول، لموقع ميدل إيست آي: "إن احتراسهم أمرٌ مبرر. فالمبادئ التوجيهية لسياسة ترامب تضع الوطن أولاً وتتبنى سياسة حمائية في التجارة العالمية، لكن الرئيس المنتخب يعوزه إدراك أن السياستين الخارجية والمحلية مترابطتان، وأن السعي وراء تنفيذ أهدافه الخارجية المعلنة يهدد أمننا بالداخل".
 
رغم هذا، مع مرور الوقت، يقترب موعد تنصيب ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأميركية في الـ20 من يناير الجاري.
 
وسيتلقى الكونغرس، الجمعة 6 يناير/كانون الثاني، سجل أصوات المجمع الانتخابي، رسمياً، لتأكيد انتخاب ترامب كرئيسٍ للولايات المتحدة، ضمن المراحل الأخيرة التي تمهِّد اعتلاء ترامب للسلطة، ما يخلّ بالحكمة التقليدية التي يتبناها الجمهوريون والديمقراطيون.
 
وعلَّق كريستول على هذا بقوله: "في الـ100 يوم الأولى لرئاسة ترامب، ينبغي على العالم التكيف على التعامل مع رئيس أميركي لا يشبه أياً من سابقيه، إذ لا يمكنهم الوثوق فيما يقوله، فمن غير المجدي محاولة تحليل كل كلمة في تغريداته لاستنتاج إشاراتٍ تنبئ بتعديل في السياسة الأميركية".
 

متنمر

  ويتساءل المهتمون بصياغة السياسات الحكومية ما إذا كان استهلال ترامب بإظهار حسن نيته لبوتين جزءاً من خطة ذكية لتوحيد جهود دولتين عظيمتين ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ولإنهاء الحرب السورية، ووقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
 
وتساءل البعض الآخر عما إذا كانت سياساته أكثر حكمة وتهدف إلى زرع الشقاق بين روسيا والصين، وربما لضمان مساعدة بكين في مواجهة الخطر النووي لكوريا الشمالية، أو الوقوف في وجه المصانع الصينية ومنعها من تقويض الإنتاج الأميركي.
 
وما زال آخرون يتساءلون ما إذا كان ترامب يتبع أصلاً منهجاً ما لصياغة سياساته.
 
ويعلِّق الباحث والمستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، مايكل برنر، على هذا الأمر، قائلاً: "ليس مثالياً وليس واقعياً أيضاً. لا يوجد لديه أي بناء فكري. هو شخص مُتنمر ويؤمن بقدرته على استعراض الجرأة والسيطرة والترهيب". وأضاف: "بالطبع، لن يصلح هذا الأسلوب على المستوى الدولي لأنه سيكتشف أن هناك أشخاصاً آخرين عنيدين مثله، وأنهم قادرون على رؤية ما وراء تهديده وتنمره".
 
ويشير المنتقدون إلى تناقضات في أهداف ترامب الدبلوماسية المعلنة.
 
يتحدث ترامب عن إلغاء أو إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني، الذي أُبرم مع طهران وقوى دولية أخرى عام 2015، وقايضت خلاله طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها، لكنه ربما لن يكون قادراً على التعامل بحزم مع الملالي الحاكمين في طهران مثلما يرغب.
 
تعد الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران إحدى القوى الرئيسية التي تحارب داعش في العراق وسوريا، وربما يحتاجهم ترامب للوقوف في صفه لتحقيق هدفه المعلن بالقضاء على المتطرفين وتحرير الولايات المتحدة من مسؤوليات الشرق الأوسط
 
بالنسبة لباحث التاريخ في جامعة بوسطن، أندرو باسيفيتش، فإن التضارب سيكون السمة البارزة لسياسات القائد الأعلى للقوات المسلحة القادم.
 
وقال باسيفيتش: "سيكون رئيسنا شخصاً لم يتلقَّ أي تدريب في كيفية إدارة الدولة وصياغة سياساتها، لكنه متيقنٌ من قدرته على إيجاد حلولٍ لأية مشكلة باستخدام حدسه، لذا فهو ليس بحاجةٍ إلى الاستماع إلى من يُطلَق عليهم لقب الخبراء. وسواء أعجبك هذا أم لم يعجبك، سيقود حدس ترامب قراراته. ويميل هذا الحدس إلى التركيز على المكاسب والخسائر المادية على المدى القصير، إذ سيولي اهتماماً أكبر لما يحدث اليوم عما سيحدث العام المقبل أو خلال عشر سنوات من الآن".

يُعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كتاباً مفتوحاً في الكثير من النواحي، إذ يغطي سيل خطاباته الرسمية، الموجهة لمتابعيه على موقع تويتر والبالغ عددهم 18.7 مليون متابع، كل شيء، بدءاً من سحق الإرهابيين ووصولاً إلى فضيحة مساعدة القراصنة المدعومين من الكرملين له لتأمين فوزٍ صادمٍ في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
 
وبرغم هذه التغريدات القصيرة، التي لا تتجاوز الواحدة منها 140 حرفاً، بالإضافة إلى البيانات والمقابلات الصحفية والدلالات التي تحملها الشخصيات التي اختارها لمساعدته في إدارة شؤون البيت الأبيض، إلا أن المحللين ما زالوا في حيرةٍ من أمرهم بشأن خطط ترامب الخارجية.
 

هكذا سيجعل "أميركا أولاً"

  يتحدث ترامب، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، عن جعل "أميركا أولاً"  عن طريق إلغاء اتفاقات التجارة الحرة التي أغلقت المصانع الأميركية، والخروج من مستنقعات الشرق الأوسط، ما يتيح لروسيا والصين الاضطلاع بدورٍ أكبر في مناطق امتداد نفوذهم، وترك حلفاء واشنطن يدفعون فاتورة استعراض القوة الذي يقوم به الجيش الأميركي.
 
بالنسبة لمعجبيه، يبدو هذا تفكيراً سديداً. لكن بالنسبة لخبراء السياسة الخارجية المخضرمين في واشنطن، ومنهم أعضاء في الحزب الجمهوري المنتمي له ترامب، فإن المليونير الشهير يمثل خروجاً مثيراً للقلق عن سياسات التكامل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والممتدة لعقود مضت.
 
علَّق الأستاذ الجامعي ومؤلف كتاب Mission Failure، مايكل ماندلباوم، وهو أحد الخبراء الذين تواصل معهم موقع ميدل إيست آي البريطاني، على سياسة ترامب الخارجية، التي يراها مثيرةً للقلق، قائلاً: "هذه واحدة من أكثر الفترات الانتقالية غموضاً منذ الحرب العالمية الثانية".
 
وأضاف: "يقول ترامب إنه يحب أن يكون غير مُتوقَع. لقد نجح بكل تأكيد في فعل هذا مع سياسته الخارجية لأنه من المستحيل التكهن بما سيفعله بناء على بيانات حملته الانتخابية وترشيحاته للمناصب الرفيعة في السياسة الخارجية".
 
ويرى ماندلباوم أن الاتفاقات التي يمكن التكهُّن بها في سياساته الخارجية هي ما يدعو للقلق، إذ يقول: "إن اتفاقات التجارة الحرة التي تقودها الولايات المتحدة تعد حجر أساس للاقتصاد الدولي المفتوح، كما تعد تحالفات الولايات المتحدة مرتكزاً لنظام الأمن الدولي".
 
إن تنفيذ ما جاء بخطاب الحملة الانتخابية لترامب يعد مخاطرة "وخرقاً جذرياً للسياسة الخارجية الأميركية الممتدة على مدار الـ75 عاماً الماضية".
 
وبينما يؤيد بعض الأشخاص، الذين اختارهم ترامب لتولي مناصب في حكومته، سياساته المطالِبة بإبطال اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، واتفاقات أخرى، والتعامل بحزم مع حلفاء واشنطن الأوروبيين والآسيويين والشرق أوسطيين، الذين اعتادوا استغلال الموارد الأميركية دون مقابل، لن ينصاع كل المرشحين لتولي مناصب في حكومته لسياسته بسهولة.
 
يشارك المرشح لتولي منصب وزير الخارجية ورئيس شركة إكسون موبيل، ريكس تيلرسون، رغبة ترامب في مداهنة روسيا، لكنه أيضاً ملتزم بمبادئ التجارة الحرة. ويُشاطره هذا الالتزام ستيفن منوشين، وهو مدير سابق لصندوق استثمار ومنتج أفلام في هوليوود ومُرشح لتولي منصب وزير الخزانة.
 
أما المرشح لتولي منصب وزير الدفاع، جيمس ماتيس، فقد قضى حياته المهنية وهو يعزز علاقة واشنطن بحلفائِها في حلف الناتو والشرق الأوسط وما وراءه. ومثل العديد من العسكريين المساعدين للرئيس الأميركي الـ45، سيكون ماتيس كارهاً لتعريض مصفوفة الأمن العالمي التي تقودها الولايات المتحدة للخطر.
 
يعلن ترامب آراءه بوضوح، لكن أتباعه لا يقفون صفاً واحداً خلف سياساته. كما أن تغييره مسار السياسة الخارجية الأميركية سيدفع بالعديد من نوابِ الكونغرس الملتزمين بمبادئ الحزب الجمهوري لمواجهة محاولات تغيير هذه السياسات بشراسة، وفقاً لماندلباوم.
 
بدأ هذا حتى قبل أن يتولى ترامب زمام الأمور في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. وكانت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، التي يرأسها السيناتور الجمهوري جون ماكين، قد استمعت، أمس الخميس 5 يناير/كانون الثاني، إلى أدلةٍ بشأن تنظيم روسيا لهجومٍ إلكتروني على الحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية لعام 2016.
 

ارتياب

  لطالما عبَّر الرئيس الأميركي المنتخب عن شكوكه بشأن اتهام روسيا بالخداع والتدليس خلال الانتخابات الأميركية، وتعهد بإصلاح العلاقات الأميركية الروسية. لكن نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي يُبدون القلق تجاه موسكو ويرتابون بشأن امتداح ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
قال الزميل بمعهد السياسة الدولية، جوناثان كريستول، لموقع ميدل إيست آي: "إن احتراسهم أمرٌ مبرر. فالمبادئ التوجيهية لسياسة ترامب تضع الوطن أولاً وتتبنى سياسة حمائية في التجارة العالمية، لكن الرئيس المنتخب يعوزه إدراك أن السياستين الخارجية والمحلية مترابطتان، وأن السعي وراء تنفيذ أهدافه الخارجية المعلنة يهدد أمننا بالداخل".
 
رغم هذا، مع مرور الوقت، يقترب موعد تنصيب ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأميركية في الـ20 من يناير الجاري.
 
وسيتلقى الكونغرس، الجمعة 6 يناير/كانون الثاني، سجل أصوات المجمع الانتخابي، رسمياً، لتأكيد انتخاب ترامب كرئيسٍ للولايات المتحدة، ضمن المراحل الأخيرة التي تمهِّد اعتلاء ترامب للسلطة، ما يخلّ بالحكمة التقليدية التي يتبناها الجمهوريون والديمقراطيون.
 
وعلَّق كريستول على هذا بقوله: "في الـ100 يوم الأولى لرئاسة ترامب، ينبغي على العالم التكيف على التعامل مع رئيس أميركي لا يشبه أياً من سابقيه، إذ لا يمكنهم الوثوق فيما يقوله، فمن غير المجدي محاولة تحليل كل كلمة في تغريداته لاستنتاج إشاراتٍ تنبئ بتعديل في السياسة الأميركية".
 

متنمر

  ويتساءل المهتمون بصياغة السياسات الحكومية ما إذا كان استهلال ترامب بإظهار حسن نيته لبوتين جزءاً من خطة ذكية لتوحيد جهود دولتين عظيمتين ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ولإنهاء الحرب السورية، ووقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
 
وتساءل البعض الآخر عما إذا كانت سياساته أكثر حكمة وتهدف إلى زرع الشقاق بين روسيا والصين، وربما لضمان مساعدة بكين في مواجهة الخطر النووي لكوريا الشمالية، أو الوقوف في وجه المصانع الصينية ومنعها من تقويض الإنتاج الأميركي.
 
وما زال آخرون يتساءلون ما إذا كان ترامب يتبع أصلاً منهجاً ما لصياغة سياساته.
 
ويعلِّق الباحث والمستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، مايكل برنر، على هذا الأمر، قائلاً: "ليس مثالياً وليس واقعياً أيضاً. لا يوجد لديه أي بناء فكري. هو شخص مُتنمر ويؤمن بقدرته على استعراض الجرأة والسيطرة والترهيب". وأضاف: "بالطبع، لن يصلح هذا الأسلوب على المستوى الدولي لأنه سيكتشف أن هناك أشخاصاً آخرين عنيدين مثله، وأنهم قادرون على رؤية ما وراء تهديده وتنمره".
 
ويشير المنتقدون إلى تناقضات في أهداف ترامب الدبلوماسية المعلنة.
 
يتحدث ترامب عن إلغاء أو إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني، الذي أُبرم مع طهران وقوى دولية أخرى عام 2015، وقايضت خلاله طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها، لكنه ربما لن يكون قادراً على التعامل بحزم مع الملالي الحاكمين في طهران مثلما يرغب.
 
تعد الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران إحدى القوى الرئيسية التي تحارب داعش في العراق وسوريا، وربما يحتاجهم ترامب للوقوف في صفه لتحقيق هدفه المعلن بالقضاء على المتطرفين وتحرير الولايات المتحدة من مسؤوليات الشرق الأوسط
 
بالنسبة لباحث التاريخ في جامعة بوسطن، أندرو باسيفيتش، فإن التضارب سيكون السمة البارزة لسياسات القائد الأعلى للقوات المسلحة القادم.
 
وقال باسيفيتش: "سيكون رئيسنا شخصاً لم يتلقَّ أي تدريب في كيفية إدارة الدولة وصياغة سياساتها، لكنه متيقنٌ من قدرته على إيجاد حلولٍ لأية مشكلة باستخدام حدسه، لذا فهو ليس بحاجةٍ إلى الاستماع إلى من يُطلَق عليهم لقب الخبراء. وسواء أعجبك هذا أم لم يعجبك، سيقود حدس ترامب قراراته. ويميل هذا الحدس إلى التركيز على المكاسب والخسائر المادية على المدى القصير، إذ سيولي اهتماماً أكبر لما يحدث اليوم عما سيحدث العام المقبل أو خلال عشر سنوات من الآن".


ملصقات


اقرأ أيضاً
النيابة الفرنسية تطلب تأييد توقيف الأسد
طلبت النيابة العامة في فرنسا، الجمعة، من محكمة النقض – أعلى هيئة قضائية في البلاد – تأييد مذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، والمتهم بالتواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب على خلفية الهجمات الكيميائية التي استهدفت مناطق في ريف دمشق عام 2013. جاء ذلك خلال جلسة استماع خُصّصت لمناقشة مبدأ الحصانة الرئاسية التي يتمتع بها رؤساء الدول الأجنبية أثناء توليهم مناصبهم، والنظر في ما إذا كانت تلك الحصانة تُسقط في حال وُجهت لهم اتهامات بارتكاب جرائم دولية جسيمة.وكانت محكمة الاستئناف في باريس قد صادقت في يونيو 2024 على مذكرة التوقيف الصادرة في نوفمبر 2023 ضد الأسد، والمتعلقة بدوره المفترض في الهجمات التي استُخدم فيها غاز السارين، واستهدفت الغوطة الشرقية ومعضمية الشام، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين. ورغم الطعن الذي تقدّمت به كل من النيابة العامة لمكافحة الإرهاب ومكتب المدعي العام في باريس ضد المذكرة، معتبرين أن الرئيس السوري يتمتع بحصانة مطلقة تحول دون ملاحقته أمام القضاء الفرنسي، فقد اتخذ النائب العام لدى محكمة النقض، ريمي هايتز، موقفًا مخالفًا في الجلسة. واستند هايتز في مرافعته إلى أن “فرنسا لم تعد تعترف ببشار الأسد رئيساً شرعياً لسوريا منذ العام 2012″، مشيرًا إلى أن الجرائم الجماعية التي ارتكبتها السلطات السورية هي التي دفعت باريس إلى اتخاذ هذا الموقف غير المألوف. وبناءً عليه، دعا هايتز المحكمة إلى اعتبار أن الحصانة لا تنطبق في هذه الحالة، واقترح إسقاطها استثناءً بالنظر إلى طبيعة التهم الموجهة. وأكد أن مبدأ السيادة، الذي يضمن عدم فرض دولة ما سلطتها القانونية على دولة أخرى، لا ينبغي أن يُستخدم كغطاء للإفلات من العقاب في جرائم خطيرة بحجم الهجمات الكيميائية. ومن المرتقب أن تُصدر محكمة النقض قرارها النهائي بشأن صلاحية مذكرة التوقيف في جلسة علنية يوم 25 يوليوز الجاري، في خطوة قد تشكل سابقة قانونية ذات أبعاد سياسية وقضائية على الصعيد الدولي.
دولي

بريطانيا ترحب بتشديد فرنسا إجراءاتها للحد من الهجرة عبر المانش
رحّبت الحكومة البريطانية، الجمعة، بتشديد الشرطة الفرنسية أساليبها لصد المهاجرين المتجهين إلى إنجلترا على متن قوارب، انطلاقاً من شمال فرنسا.وأظهرت لقطات بثتها هيئة الإذاعة البريطانية، الجمعة، صُوّرت على أحد الشواطئ، عناصر من الشرطة الفرنسية يمشون في المياه الضحلة، باتجاه قارب مطاطي يقل مهاجرين، بينهم أطفال، ويقومون بثقبه بواسطة سكين.وقال متحدث باسم رئيس الحكومة كير ستارمر: «ما شاهدناه هذا الصباح كان لحظة مهمة»، مضيفاً: «نرحب بكيفية تصرف الشرطة الفرنسية في المياه الضحلة، وما شهدتموه في الأسابيع الأخيرة هو تشديد في نهجها». وأوضح المتحدث: «نشهد استخدام أساليب جديدة لتعطيل هذه القوارب حتى قبل أن تبدأ رحلتها».وأشار إلى أنه «إلى جانب الأدوات الأخرى التي تستخدمها الحكومة، نعتقد أن ذلك قد يكون له تأثير كبير للحد من الأساليب التي تستخدمها هذه العصابات» من المهربين. وتضغط المملكة المتحدة على فرنسا لتعديل «مبدأ» تدخل الشرطة والدرك في البحر لاعتراض قوارب الأجرة حتى مسافة تصل إلى 300 متر من الشاطئ. تنقل هذه القوارب المهاجرين مباشرة إلى البحر لتجنب عمليات التفتيش على الشاطئ.وينص القانون البحري على قيام السلطات بعمليات الإنقاذ فقط لدى دخول القارب إلى المياه، وعدم اعتراض المهاجرين للحؤول دون غرقهم. وبضغط من اليمين المتطرف، وعد رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر الذي تولى السلطة قبل عام، بـ«استعادة السيطرة على الحدود».عَبَرَ نحو عشرين ألف مهاجر قناة المانش في قوارب صغيرة من أوروبا خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2025، وهو رقم قياسي جديد. ويمثل هذا العدد زيادة بنحو 48% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأحصي في العام 2022 رقم قياسي مع وصول 45 ألفاً، و774 مهاجراً إلى المملكة المتحدة.
دولي

ترمب يمنح نتنياهو فرصة أخيرة لإنهاء الحرب
تتجه الأنظار في إسرائيل، كما في قطاع غزة، إلى واشنطن التي تستضيف يوم الاثنين لقاء بين الرئيس دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو لقاء وُصف بأنه حاسم لتحديد مستقبل الحرب في غزة. وتفيد تقارير إسرائيلية بأن نتنياهو أصغى جيداً للرياح التي تهب في البيت الأبيض، وفهم أن الرئيس ترمب يمنحه فرصة أخيرة لإنهاء الحرب. وكان ترمب قد ذكر، الخميس، أن من المحتمل معرفة خلال 24 ساعة ما إذا كانت «حماس» ستقبل بوقف إطلاق النار مع إسرائيل. وأعلن ترمب يوم الثلاثاء أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً مع «حماس»، على أن تعمل مختلف الأطراف خلال هذه الهدنة على إنهاء الحرب. وقالت «حماس»، التي سبق أن أعلنت أنها لن ترضى إلا باتفاق ينهي الحرب بشكل دائم، إنها تدرس الاقتراح. لكن الحركة لم تعط أي مؤشر حول ما إذا كانت ستقبله أم سترفضه، بحسب وكالة «رويترز». ولم يعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد على إعلان ترمب بشأن وقف إطلاق النار. ويعارض بعض أعضاء الائتلاف اليميني الذي يتزعمه أي اتفاق، بينما أبدى آخرون دعمهم له.
دولي

“الدولية الذرية” تعلن مغادرة مفتشيها إيران
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مفتشيها غادروا إيران، الجمعة، بعد أن علّقت الجمهورية الإسلامية رسمياً تعاونها معها. وعلقت إيران تعاونها مع الوكالة بعد حرب استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، تخللتها ضربات إسرائيلية وأمريكية غير مسبوقة على منشآت نووية إيرانية، فاقمت التوتر بين طهران والوكالة. وأفادت الوكالة في منشور على «إكس»: «غادر أعضاء فريق مفتشي الوكالة اليوم إيران بسلام عائدين إلى مقرها في فيينا، بعد أن مكثوا في طهران طوال فترة النزاع العسكري الأخير». وأضافت: «أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي مجدداً الأهمية الكبيرة لإجراء محادثات بين الوكالة وإيران بشأن سبل استئناف أنشطة المراقبة والتحقق الضرورية في إيران في أقرب وقت». وعلّقت إيران رسمياً تعاونها مع الوكالة، الأربعاء. وأقر البرلمان الإيراني في 25 يونيو، غداة بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، مشروع قانون يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة. ويهدف القانون إلى «ضمان الدعم الكامل للحقوق الجوهرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية» بموجب معاهدة منع الانتشار النووي وخصوصاً تخصيب اليورانيوم، بحسب وسائل إعلام إيرانية. وانتقدت واشنطن، التي تضغط على طهران لاستئناف المفاوضات المتوقفة إثر شن إسرائيل هجماتها في 13 يونيو، القرار الإيراني ووصفته بأنه «غير مقبول».
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 05 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة