هل سيمنح عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، هدية للنقابات المركزية، من شأنها أن تنقذها من خطر انهيار كبير في مصداقيتها، بسبب تقاعسها في الدفاع عن الطبقات الهشة في ظل موجة غلاء غير مسبوقة وتدهور للاوضاع الاجتماعية لفئات واسعة من الموظفين والمستخدمين في القطاع الخاص؟ النقابات قررت التلويح بالتصعيد ضد حكومة اخنوش بينما لم يتبق لاحتفالات فاح ماي العمالية سوى أسابيع قليلة، وقررت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تنظيم إضراب وطني في قطاع الوظيفة العمومية، يوم 18 أبريل الجاري. ويظهر أن هذا التصعيد له علاقة بترتيبات نقابية لإنجاح الخروج العمالي إلى الشوارع للاحتفال، حيث تكون المناسبة فرصة للعديد من النقابات لاستعراض العضلات، بينما تشكل التظاهرات أحد مقاييس وزن حضور أي نقابة في المشهد.وقررت المركزيات النقابية توقيع اتفاق هدنة اجتماعية مع حكومة أخنوش. ووقع الهدنة كل من نقابة الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والفيدرالية الديمقراطية للشغل. لكن الشعارات الكثيرة التي رفعت إبان التوقيع على الاتفاق لم تواكبه إجراءات عملية للرفع من الأجور وتحسين الأوضاع. وزادت موجة الغلاء غير المسبوقة من تكريس احتقان كبير في أوساط عدد من قواعد النقابات والتي لا تخفي انتقادها لما تسميه بـ"الخديعة".وترأس ترأس عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، اليوم الجمعة بالرباط، جولة أبريل من الحوار الاجتماعي، بحضور كل من مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان -الناطق الرسمي باسم الحكومة، ويونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، وفوزي لقجع الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، إلى عن الكاتبة العامة للوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة.بلاغ لرئاسة الحكومة أشار إلى أن انطلاق جولة أبريل من الحوار الاجتماعي، جرى في أجواء إيجابية ومسؤولة. وفي الوقت الذي ينتظر فيه الرأي العام الإعلان عن تدابير ملموسة، قالت الحكومة إن حصيلة الحوار الاجتماعي مشرفة، وأضافت بأنها أوفت بعدد كبير من التزاماتها رغم الظرفية الصعبة.وتم الاتفاق على مواصلة العمل والتفكير المشترك، داخل لجنة مشتركة، بحضور مختلف الشركاء الاجتماعيين، لتدارس كل ما من شأنه أن يحسن القدرة الشرائية للمواطنين في أفق الإعداد لمشروع قانون المالية المقبل.ووسط هذا السياق، يرى عدد من المتتبعين بأن أخنوش يملك الحل السحري لزرع الروح في النقابات المركزية التي دخلت إلى مرحلة صعبة بسبب اتهامها بـ"التواطؤ"، حيث يمكنه منحها هدايا قبل فاتح ماي، كما أن من شأن الاستمرار في "المراوغة" أن يجهز على ما تبقى من العمل النقابي الذي دخل غرفة الإنعاش.