هكذا مهد العرب الطريق لترامب لاعلان القدس عاصمة لاسرائيل – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
السبت 19 أبريل 2025, 17:06

دولي

هكذا مهد العرب الطريق لترامب لاعلان القدس عاصمة لاسرائيل


كشـ24 نشر في: 8 ديسمبر 2017

قبل أن يخرج دونالد ترامب الأربعاء، 6 ديسمبر 2017، باعترافه المثير للجدل، بأن القدس عاصمة إسرائيل، كانت في الفترة الماضية أجواء يهيئها داعمون إقليميون له قبل هذا الإعلان التاريخي، وفق ما ذكر الكاتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، في مقال له تناول فيه هذا الجانب.

وقال هيرست، إن ترامب بإعلانه هذا ألقى جانباً أيَّ ادعاءٍ متبقٍّ بقدرة الولايات المتحدة على التوسُّط في اتفاقٍ بين إسرائيل وفلسطين. "إذ لا يمكن أن يكون هناك أي حيادٍ الآن. فبدون القدس عاصمةً لها، لا يمكن أن توجد أي دولة فلسطينية. وبدون ذلك، سيكون الأمر مسألة وقتٍ فقط قبل أن تبدأ انتفاضةٌ جديدة".

واعتبر الكاتب في مقال له على موقع ميدل إيست آي، أنه يمكن لرمزٍ بقوة القدس فقط أن يُوحِّد فلسطينيين يعارضون بعضهم بعضاً بعمقٍ، كما هو الحال مع زعيم حركة فتح محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. والقدس فقط لديها القدرة على توحيد السجناء داخل كافة السجون والمنافي، التي يجد الفلسطينيون أنفسهم فيها؛ سجون إسرائيل المادية والمجازية، كفلسطيني 1948، وفي غزة، والضفة الغربية، ومخيمات اللاجئين والشتات. والقدس وحدها تحمل أهمية كبرى لدى مليارات المسلمين حول العالم.

وكما سيتعلَّم ترامب، فإنَّ الرموز قوية. ولديها تلك العادة المتمثلة في خلق واقعٍ من تلقاء نفسها.

ورغم ذلك، أشار هيرست إلى أن ترامب لا يتحرَّك وحده. "فأياً ما كان جمهور الناخبين المحلي الذي يعتقد أنَّه يستميله بتلك الخطوة، ويبدو أنَّ المسيحيين الإنجيليين في مقدمة ذلك الجمهور، ما كان ترامب ليتمكن من، ولا ليُقدِم على، إصدار هذا الإعلان لو لم يكن لديه داعمون إقليميون".

ويتابع: "يُعَد دعم حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، والقوميون المتدينون من حزب إسرائيل بيتنا أمراً مفروغاً منه، لكنَّ هؤلاء مللنا من معرفة موقفهم. أمَّا الدعم الغريب الشاذ واللافت فيأتي من جيلٍ جديد من الأشقياء الخليجيين من الشباب، الذين لا يُظهِرون التوقير والاحترام، ويمارسون التفحيط، ويلتقطون صور السيلفي أمامك، ثُمَّ تجدهم يظهرون في انقلابٍ ما قريباً منك".

ويتحدّث الكاتب البريطاني هنا عن محور للعرب المستبدين، الذين يتجاوز طموحهم الجيوسياسي مقدراتهم. ويعتقدون حقاً أنَّ لديهم القدرة لفرض إرادتهم ليس على شظايا الدولة الفلسطينية فقط، بل وعلى المنطقة ككل.

ويقول: "هناك دولٌ بوليسية حديثة قيد التأسيس، في أذهانهم على الأقل، يعلو كلاً منها مسحةٌ براقة من الليبرالية الغربية. وكلهم ينظرون إلى الليكود باعتباره شريكهم الطبيعي، وإلى جاريد كوشنر باعتباره محاوِرهم الحصيف.

ولا تحتوي قواميسهم مفردات التفكير، أو التدبُّر، أو التعاون، أو الاستشارة، أو التوافق. وستؤجَّل الديمقراطية، وسيجري توجيه حرية التعبير. وبالنسبة للعرب؟ هم هناك ليتم شراؤهم".

وأشار إلى أن ذلك كان هو السبب الذي دفع محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية وحاكم المملكة الفعلي، للاعتقاد أنَّ بإمكانه إرغام محمود عباس، الرئيس الفلسطيني المريض، على الرضوخ. فوفقاً لعدة مصادر نقلت عنها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أبلغ بن سلمان عباس إمَّا أن يقبل الشروط -لا قدس، ولا حق عودة- أو أن يُفسِح المجال أمام شخصٍ آخر يقبل ذلك.

وقال العديد من المسؤولين إنَّ بن سلمان قد عرض دفع أموالٍ مباشرة لعباس حتى يجعل الاتفاق أكثر جاذبية له، وهو ما رفضه الأخير.


تطبيع العلاقات مع إسرائيل

ورأى هيرست أنه جرى تنظيم تهديدات بن سلمان عبر جوقةٍ من الكُتَّاب والصحفيين السعوديين المرخصين، ممن يُبعِد جميعهم نفسه عن القضية الفلسطينية ويطالبون بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وذكر أن أهم هؤلاء هو الكاتب والروائي السعودي تركي الحمد. فغرَّد الحمد قائلاً لماذا يجب أن يزعج نفسه بدعم الفلسطينيين إن كان الفلسطينيون أنفسهم قد باعوها؟ فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى.

وكتب: "نُشِر عني في تويتر أنَّني قلتُ إنَّ القدس ليست القضية، وهذ غير صحيح. ما قلتُه هو أنَّ فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى بعد أن باعها أصحابها. لدي قضية بلدي في التنمية والحرية الانعتاق من الماضي. أمَّا فلسطين، فللبيت ربٌّ يحميه حين يتخلى عن ذلك أهل الدار".

وأضاف: "قد يظن البعض أنَّني ضد القضية الفلسطينية، وهذا غير صحيح. منذ عام 1948، ونحن نعاني باسم فلسطين. الانقلابات قامت باسم فلسطين، التنمية تعطلت باسم فلسطين، الحريات قُمِعت باسم فلسطين، وفي النهاية حتى لو عادت فلسطين فلن تكون أكثر من دولة عربية تقليدية. كفانا غشاً".

وتابع: "في جنوب إفريقيا، ناضل الصغير قبل الكبير، فهل فعل الفلسطيني ذلك رغم كل الدعم؟ كلا. لن أدعم قضية أهلها أول من تخلى عنها".
 
وهناك الكثير من الأصوات السعودية الأخرى التي تقول الشيء نفسه.

فغرَّد حمزة بن محمد السالم، الكاتب والمحلل الاقتصادي: "إذا عُقِد سلامٌ مع إسرائيل، وتسهَّلت الفيزا والدخول والخروج، فإنَّها ستصبح المحطة السياحية الأولى للسعوديين".

وكتب سعود الفوزان: "لستُ محامياً لليهود، ولكن الحق يُقال. أعطوني يهودياً واحداً قتل سعودياً وأعطيكم ألف سعودي قتل أبناء جلدته بالحزام الناسف من داعش والقاعدة".

كما أشار الكاتب البريطاني إلى ما كتبه المدير العام السابق لقناة العربية، عبدالرحمن الراشد: "حان الوقت لإعادة النظر في كل مفهوم المعاملات مع فلسطين وإسرائيل".

وقال حينها محمد آل الشيخ: "قضية فلسطين ليست قضيتنا.. وإذا أتاكم متأسلم (متمكيج) ودعا إلى جهاد فابصقوا في وجهه".

وفي بلدٍ يمكن أن تزج بك تغريدةٌ خاطئة في السجن 3 سنوات، ليست تلك تعبيراتٍ عفوية. بل إنَّها تُجهِّز الأجواء للإعلان الذي قام به ترامب، وفق هيرست.


تقسيم المنطقة

ويقول الكاتب البريطاني إن هذا هو إذاً المحور الذي يقف خلف ترامب: وليا العهد والحاكمان الفعليان لكلٍّ من السعودية والإمارات، ومصر، والبحرين. فمحمد بن سلمان، ومحمد بن زايد، وعبدالفتاح السيسي كلهم يعتمدون شخصياً على ترامب.

وتطرق في هذه النقطة إلى حصار قطر، ثم إلى محاولة إرغام الحريري على الاستقالة كرئيسٍ لوزراء لبنان، أو حتى انفراط عقد مجلس التعاون الخليجي وتكوين تحالف عسكري اقتصادي بين السعوديين والإماراتيين، مشيراً إلى أن ما كان لكل ذلك أن يحدث دون ضوءٍ أخضر من ترامب.

وقد مكَّن ترامب بن سلمان من تحطيم ركائز الدولة السعودية، وسلب أبناء عمومته من ثرواتهم، وإلباس كل ذلك ثوب التحديث والإصلاح.

لكنَّهم، هم أيضاً، سمحوا لترامب بفرض قراره بحظر السفر، وإعادة تغريد وسم الفاشيين البريطانيين حول المسلمين.

وأحدثت الفوضى التي خلقتها تلك المجموعة مسافةً واضحة مع مجموعةٍ أخرى من حلفاء الولايات المتحدة، التي تشعر بتبعات تلك السياسات على أنفسهم. فحاول كلٌّ من العاهل الأردني عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس تحذير واشنطن من أخطار ما كان ترامب مُقدِماً على إعلانه بشأن القدس. ويريان نفسيهما محاصرين في زاويةٍ، وقد خسرا المجال للمناورة.

وانضمت تركيا إلى الأردن، التي يحظى رئيسها رجب طيب أردوغان بدعم عابر للأحزاب لتعليق العلاقات مع إسرائيل. وتتولى تركيا حالياً رئاسة منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 بلداً.

وينضم القوميون أيضاً إلى هذا الاحتجاج الصاخب. فحذَّر زعيم حزب الحركة القومية التركي المعارض، دولت بهجلي، من أنَّ الولايات المتحدة كانت ترتكب "خطأً تاريخياً" بقرارها الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل. وقال بهجلي: "مؤامرة القدس خنجر رُفِع لطعن كل الأمور التي نعتبرها مُقدَّسة".

وتتمثَّل المجموعة الثالثة في إيران، والعراق، وحزب الله، الذين حصلوا من جديد على هدية فوق طبقٍ من فضة. فقد منح ترامب الآن إيران فرصة هائلة لإصلاح الضرر الذي تسبَّبت به الحرب الأهلية في سوريا مع المجموعات والبلدان السُّنّيّة الأخرى، لتقول من جديد: "إنَّنا معكم فيما يتعلَّق بالقدس". وهي الدعوة التي ستقبلها طهران بشغف.

أمَّا المجموعة الرابعة فهي مجموعة لن يتمكَّن ترامب، ونتنياهو، وبن سلمان، وبن زايد من الوصول إليها أبداً. إنَّهم الفلسطينيون أنفسهم. تاريخياً، يكونون في أقوى حالاتهم حين يكونون في أشد حالات عُزلتهم. وقد ظهرت تلك القوة في بداية الانتفاضتين الأولى والثانية. وهو ما ظهر حين أُرغِمت إسرائيل على رفع حواجزها الأمنية عند مدخل المدينة القديمة.

ولا يوجد أي فلسطيني، سواء كان قومياً، أو علمانياً، أو إسلامياً، أو مسيحياً، بوسعه خسارة القدس كعاصمةٍ لهم، وسنرى بالضبط ما يعنيه هذا في الأيام والأسابيع المقبلة. فهناك 300 ألف من المقدسيين المقيمين، دون أن يكونوا مواطنين، للعاصمة الإسرائيلية المُعلنة حديثاً، وقد ألقى ترامب قنبلةً وسطهم.

وستكون الجمعة المقبلة، 8 ديسمبر، هي الذكرى الثلاثين للانتفاضة الأولى. فقط راقبوا رد الفعل الفلسطيني على جدران البلدة القديمة، آخر "الزوايا" التي تُرِكت لهم، وهي تُضاء بألوان العلمين الإسرائيلي والأميركي.

قبل أن يخرج دونالد ترامب الأربعاء، 6 ديسمبر 2017، باعترافه المثير للجدل، بأن القدس عاصمة إسرائيل، كانت في الفترة الماضية أجواء يهيئها داعمون إقليميون له قبل هذا الإعلان التاريخي، وفق ما ذكر الكاتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، في مقال له تناول فيه هذا الجانب.

وقال هيرست، إن ترامب بإعلانه هذا ألقى جانباً أيَّ ادعاءٍ متبقٍّ بقدرة الولايات المتحدة على التوسُّط في اتفاقٍ بين إسرائيل وفلسطين. "إذ لا يمكن أن يكون هناك أي حيادٍ الآن. فبدون القدس عاصمةً لها، لا يمكن أن توجد أي دولة فلسطينية. وبدون ذلك، سيكون الأمر مسألة وقتٍ فقط قبل أن تبدأ انتفاضةٌ جديدة".

واعتبر الكاتب في مقال له على موقع ميدل إيست آي، أنه يمكن لرمزٍ بقوة القدس فقط أن يُوحِّد فلسطينيين يعارضون بعضهم بعضاً بعمقٍ، كما هو الحال مع زعيم حركة فتح محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. والقدس فقط لديها القدرة على توحيد السجناء داخل كافة السجون والمنافي، التي يجد الفلسطينيون أنفسهم فيها؛ سجون إسرائيل المادية والمجازية، كفلسطيني 1948، وفي غزة، والضفة الغربية، ومخيمات اللاجئين والشتات. والقدس وحدها تحمل أهمية كبرى لدى مليارات المسلمين حول العالم.

وكما سيتعلَّم ترامب، فإنَّ الرموز قوية. ولديها تلك العادة المتمثلة في خلق واقعٍ من تلقاء نفسها.

ورغم ذلك، أشار هيرست إلى أن ترامب لا يتحرَّك وحده. "فأياً ما كان جمهور الناخبين المحلي الذي يعتقد أنَّه يستميله بتلك الخطوة، ويبدو أنَّ المسيحيين الإنجيليين في مقدمة ذلك الجمهور، ما كان ترامب ليتمكن من، ولا ليُقدِم على، إصدار هذا الإعلان لو لم يكن لديه داعمون إقليميون".

ويتابع: "يُعَد دعم حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، والقوميون المتدينون من حزب إسرائيل بيتنا أمراً مفروغاً منه، لكنَّ هؤلاء مللنا من معرفة موقفهم. أمَّا الدعم الغريب الشاذ واللافت فيأتي من جيلٍ جديد من الأشقياء الخليجيين من الشباب، الذين لا يُظهِرون التوقير والاحترام، ويمارسون التفحيط، ويلتقطون صور السيلفي أمامك، ثُمَّ تجدهم يظهرون في انقلابٍ ما قريباً منك".

ويتحدّث الكاتب البريطاني هنا عن محور للعرب المستبدين، الذين يتجاوز طموحهم الجيوسياسي مقدراتهم. ويعتقدون حقاً أنَّ لديهم القدرة لفرض إرادتهم ليس على شظايا الدولة الفلسطينية فقط، بل وعلى المنطقة ككل.

ويقول: "هناك دولٌ بوليسية حديثة قيد التأسيس، في أذهانهم على الأقل، يعلو كلاً منها مسحةٌ براقة من الليبرالية الغربية. وكلهم ينظرون إلى الليكود باعتباره شريكهم الطبيعي، وإلى جاريد كوشنر باعتباره محاوِرهم الحصيف.

ولا تحتوي قواميسهم مفردات التفكير، أو التدبُّر، أو التعاون، أو الاستشارة، أو التوافق. وستؤجَّل الديمقراطية، وسيجري توجيه حرية التعبير. وبالنسبة للعرب؟ هم هناك ليتم شراؤهم".

وأشار إلى أن ذلك كان هو السبب الذي دفع محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية وحاكم المملكة الفعلي، للاعتقاد أنَّ بإمكانه إرغام محمود عباس، الرئيس الفلسطيني المريض، على الرضوخ. فوفقاً لعدة مصادر نقلت عنها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أبلغ بن سلمان عباس إمَّا أن يقبل الشروط -لا قدس، ولا حق عودة- أو أن يُفسِح المجال أمام شخصٍ آخر يقبل ذلك.

وقال العديد من المسؤولين إنَّ بن سلمان قد عرض دفع أموالٍ مباشرة لعباس حتى يجعل الاتفاق أكثر جاذبية له، وهو ما رفضه الأخير.


تطبيع العلاقات مع إسرائيل

ورأى هيرست أنه جرى تنظيم تهديدات بن سلمان عبر جوقةٍ من الكُتَّاب والصحفيين السعوديين المرخصين، ممن يُبعِد جميعهم نفسه عن القضية الفلسطينية ويطالبون بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وذكر أن أهم هؤلاء هو الكاتب والروائي السعودي تركي الحمد. فغرَّد الحمد قائلاً لماذا يجب أن يزعج نفسه بدعم الفلسطينيين إن كان الفلسطينيون أنفسهم قد باعوها؟ فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى.

وكتب: "نُشِر عني في تويتر أنَّني قلتُ إنَّ القدس ليست القضية، وهذ غير صحيح. ما قلتُه هو أنَّ فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى بعد أن باعها أصحابها. لدي قضية بلدي في التنمية والحرية الانعتاق من الماضي. أمَّا فلسطين، فللبيت ربٌّ يحميه حين يتخلى عن ذلك أهل الدار".

وأضاف: "قد يظن البعض أنَّني ضد القضية الفلسطينية، وهذا غير صحيح. منذ عام 1948، ونحن نعاني باسم فلسطين. الانقلابات قامت باسم فلسطين، التنمية تعطلت باسم فلسطين، الحريات قُمِعت باسم فلسطين، وفي النهاية حتى لو عادت فلسطين فلن تكون أكثر من دولة عربية تقليدية. كفانا غشاً".

وتابع: "في جنوب إفريقيا، ناضل الصغير قبل الكبير، فهل فعل الفلسطيني ذلك رغم كل الدعم؟ كلا. لن أدعم قضية أهلها أول من تخلى عنها".
 
وهناك الكثير من الأصوات السعودية الأخرى التي تقول الشيء نفسه.

فغرَّد حمزة بن محمد السالم، الكاتب والمحلل الاقتصادي: "إذا عُقِد سلامٌ مع إسرائيل، وتسهَّلت الفيزا والدخول والخروج، فإنَّها ستصبح المحطة السياحية الأولى للسعوديين".

وكتب سعود الفوزان: "لستُ محامياً لليهود، ولكن الحق يُقال. أعطوني يهودياً واحداً قتل سعودياً وأعطيكم ألف سعودي قتل أبناء جلدته بالحزام الناسف من داعش والقاعدة".

كما أشار الكاتب البريطاني إلى ما كتبه المدير العام السابق لقناة العربية، عبدالرحمن الراشد: "حان الوقت لإعادة النظر في كل مفهوم المعاملات مع فلسطين وإسرائيل".

وقال حينها محمد آل الشيخ: "قضية فلسطين ليست قضيتنا.. وإذا أتاكم متأسلم (متمكيج) ودعا إلى جهاد فابصقوا في وجهه".

وفي بلدٍ يمكن أن تزج بك تغريدةٌ خاطئة في السجن 3 سنوات، ليست تلك تعبيراتٍ عفوية. بل إنَّها تُجهِّز الأجواء للإعلان الذي قام به ترامب، وفق هيرست.


تقسيم المنطقة

ويقول الكاتب البريطاني إن هذا هو إذاً المحور الذي يقف خلف ترامب: وليا العهد والحاكمان الفعليان لكلٍّ من السعودية والإمارات، ومصر، والبحرين. فمحمد بن سلمان، ومحمد بن زايد، وعبدالفتاح السيسي كلهم يعتمدون شخصياً على ترامب.

وتطرق في هذه النقطة إلى حصار قطر، ثم إلى محاولة إرغام الحريري على الاستقالة كرئيسٍ لوزراء لبنان، أو حتى انفراط عقد مجلس التعاون الخليجي وتكوين تحالف عسكري اقتصادي بين السعوديين والإماراتيين، مشيراً إلى أن ما كان لكل ذلك أن يحدث دون ضوءٍ أخضر من ترامب.

وقد مكَّن ترامب بن سلمان من تحطيم ركائز الدولة السعودية، وسلب أبناء عمومته من ثرواتهم، وإلباس كل ذلك ثوب التحديث والإصلاح.

لكنَّهم، هم أيضاً، سمحوا لترامب بفرض قراره بحظر السفر، وإعادة تغريد وسم الفاشيين البريطانيين حول المسلمين.

وأحدثت الفوضى التي خلقتها تلك المجموعة مسافةً واضحة مع مجموعةٍ أخرى من حلفاء الولايات المتحدة، التي تشعر بتبعات تلك السياسات على أنفسهم. فحاول كلٌّ من العاهل الأردني عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس تحذير واشنطن من أخطار ما كان ترامب مُقدِماً على إعلانه بشأن القدس. ويريان نفسيهما محاصرين في زاويةٍ، وقد خسرا المجال للمناورة.

وانضمت تركيا إلى الأردن، التي يحظى رئيسها رجب طيب أردوغان بدعم عابر للأحزاب لتعليق العلاقات مع إسرائيل. وتتولى تركيا حالياً رئاسة منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 بلداً.

وينضم القوميون أيضاً إلى هذا الاحتجاج الصاخب. فحذَّر زعيم حزب الحركة القومية التركي المعارض، دولت بهجلي، من أنَّ الولايات المتحدة كانت ترتكب "خطأً تاريخياً" بقرارها الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل. وقال بهجلي: "مؤامرة القدس خنجر رُفِع لطعن كل الأمور التي نعتبرها مُقدَّسة".

وتتمثَّل المجموعة الثالثة في إيران، والعراق، وحزب الله، الذين حصلوا من جديد على هدية فوق طبقٍ من فضة. فقد منح ترامب الآن إيران فرصة هائلة لإصلاح الضرر الذي تسبَّبت به الحرب الأهلية في سوريا مع المجموعات والبلدان السُّنّيّة الأخرى، لتقول من جديد: "إنَّنا معكم فيما يتعلَّق بالقدس". وهي الدعوة التي ستقبلها طهران بشغف.

أمَّا المجموعة الرابعة فهي مجموعة لن يتمكَّن ترامب، ونتنياهو، وبن سلمان، وبن زايد من الوصول إليها أبداً. إنَّهم الفلسطينيون أنفسهم. تاريخياً، يكونون في أقوى حالاتهم حين يكونون في أشد حالات عُزلتهم. وقد ظهرت تلك القوة في بداية الانتفاضتين الأولى والثانية. وهو ما ظهر حين أُرغِمت إسرائيل على رفع حواجزها الأمنية عند مدخل المدينة القديمة.

ولا يوجد أي فلسطيني، سواء كان قومياً، أو علمانياً، أو إسلامياً، أو مسيحياً، بوسعه خسارة القدس كعاصمةٍ لهم، وسنرى بالضبط ما يعنيه هذا في الأيام والأسابيع المقبلة. فهناك 300 ألف من المقدسيين المقيمين، دون أن يكونوا مواطنين، للعاصمة الإسرائيلية المُعلنة حديثاً، وقد ألقى ترامب قنبلةً وسطهم.

وستكون الجمعة المقبلة، 8 ديسمبر، هي الذكرى الثلاثين للانتفاضة الأولى. فقط راقبوا رد الفعل الفلسطيني على جدران البلدة القديمة، آخر "الزوايا" التي تُرِكت لهم، وهي تُضاء بألوان العلمين الإسرائيلي والأميركي.


ملصقات


اقرأ أيضاً
مقتل 90 شخصا في غارات إسرائيلية بغزة
أفادت وزارة الصحة فى قطاع غزة بمقتل أكثر من 90 شخصا في غارات إسرائيلية خلال الساعات الـ48 الماضية، فيما تكثف إسرائيل هجماتها عبر غزة، لزيادة الضغط على حماس كي تفرج عن الرهائن المحتجزين لديها والتخلي عن السلاح. وقالت إن القتلى يشملون 15 شخصا على الأقل، قضوا ليلا، وبينهم نساء وأطفال، وكان بعضهم يتخذ من منطقة إنسانية مخصصة ملجأ. وأضافت الفرق الطبية أن 11 شخصا، على الأقل، قتلوا في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، كان العديد منهم في خيمة بمنطقة المواصي حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين. وقتل 4 آخرون في عمليات قصف منفصلة في مدينة رفح، بما في ذلك أم وابنتها، بحسب المستشفى الأوروبي حيث جرى إحضار الجثامين. وتعهدت إسرائيل بتكثيف هجماتها على غزة واحتلال "مناطق أمنية" كبيرة داخل القطاع. وعلى مدار 6 أسابيع حاصرت إسرائيل غزة ومنعت دخول المواد الغذائية، وغيرها من السلع.
دولي

إسرائيل لا تستبعد شن هجوم على منشآت إيران النووية
أكد مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان أن إسرائيل لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة غير مستعدة حالياً لدعم مثل هذه الخطوة.وتعهد المسؤولون الإسرائيليون بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، ويصر نتنياهو على أن أي مفاوضات مع إيران يجب أن تؤدي إلى التفكيك الكامل لبرنامجها النووي. ومن المقرر عقد جولة ثانية من المحادثات النووية التمهيدية بين الولايات المتحدة وإيران في روما اليوم السبت.وعلى مدار الأشهر الماضية، اقترحت إسرائيل على إدارة ترامب سلسلة من الخيارات لمهاجمة منشآت إيران، بعضها مُخطط له في أواخر الربيع والصيف، وفقاً للمصادر. وتقول المصادر إن الخطط تشمل مزيجاً من الغارات الجوية وعمليات للقوات الخاصة تتفاوت في شدتها ومن المرجح أن تعوق قدرة طهران على استخدام برنامجها النووي لأغراض عسكرية لأشهر أو عام أو أكثر. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء أن ترامب أبلغ نتنياهو في اجتماع بالبيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر بأن واشنطن تريد إعطاء الأولوية للمحادثات الدبلوماسية مع طهران، وأنه غير مستعد لدعم توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية على المدى القصير.لكن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون الآن أن الجيش قد ينفذ ضربة محدودة على إيران تتطلب دعماً أمريكياً أقل. وسيكون هذا الهجوم أصغر بكثير مما اقترحته إسرائيل في البداية.وليس واضحاً ما إذا كانت إسرائيل ستُقدم على مثل هذه الضربة، أو متى ستُنفذها، خاصة مع بدء المحادثات بشأن الاتفاق النووي. ومن المُرجح أن تغضب هذه الخطوة ترامب وقد تؤثر على الدعم الأمريكي الأوسع لإسرائيل.وقال اثنان من كبار المسؤولين السابقين في إدارة جو بايدن لرويترز: إن أجزاء من الخطط عُرضت سابقاً على إدارة الرئيس الأمريكي السابق العام الماضي.
دولي

ترمب يُروِّج لنظرية “تسرب كورونا من المختبر”
موقع إلكتروني اتحادي متخصص في فيروس «كوفيد-19»، كان يعرض معلومات عن اللقاحات والفحوصات والعلاج، بات يدعم، الآن، نظرية أن الوباء نشأ نتيجة تسرب من مختبر، وفقاً لصحيفة «إندبندنت». خضع موقع «covid.gov» للتعديل، ويشير الآن إلى أن مدينة ووهان الصينية، بؤرة انتشار فيروس «كورونا»، تضم مختبراً له تاريخ في إجراء بحوث الفيروسات «بمستويات سلامة بيولوجية غير كافية». كما يعرض الموقع صورة للرئيس دونالد ترمب وهو يمشي بين كلمتَي «مختبر» و«تسرب». وتتهم الصفحة أيضاً الدكتور أنتوني فاوتشي، المدير السابق للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، بترويج «رواية مفضلة» مفادها أن «كوفيد-19» نشأ في الطبيعة. ولم يتم إثبات أصول «كوفيد» أبداً. والعلماء غير متأكدين مما إذا كان الفيروس قد انتقل من حيوان -كما هي الحال مع كثير من الفيروسات الأخرى- أم أنه جاء من حادث مختبري. وأفاد تحليل استخباراتي أميركي صدر عام 2023 بعدم وجود أدلة كافية لإثبات أي من النظريتين. ومن الشائع أن تخضع المواقع الإلكترونية الحكومية لتغييرات من إدارة لأخرى، ولكن التعديل الأخير كان أوسع نطاقاً من المعتاد. حُذفت بيانات الصحة العامة، كما أزال «البنتاغون» صوراً يُعتقد أنها تُشيد بالتنوع والمساواة والشمول. كان موقع «covid.gov» يتضمن معلومات حول كيفية طلب اختبارات «كوفيد» المجانية، ويشرح كيفية البقاء على اطلاع دائم بآخر مستجدات لقاح «كوفيد-19»، قائلاً إنها «أفضل طريقة لحمايتك وحماية أحبائك». كما نصح الموقع الناس بكيفية الحصول على العلاج فوراً في حال مرضهم، وأضاف روابط لمعرفة مزيد من المعلومات حول أعراض «كوفيد» طويلة الأمد. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، توفي نحو 325 أميركياً بسبب «كوفيد» أسبوعياً في المتوسط، ​​خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وبدءاً من 5 أبريل، تلقى أقل من ربع البالغين في الولايات المتحدة لقاح «كوفيد» المُحدَّث. وأُصيب ملايين الأشخاص حول العالم بـ«كوفيد» طويل الأمد، مصحوباً بعشرات الأعراض المتفاوتة على نطاق واسع، بما في ذلك التعب وضبابية الدماغ.
دولي

غوتيريش يحذر من الانقسام السياسي في ليبيا
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن ليبيا لا تزال تواجه تحديات كبيرة على الصعيدين السياسي والأمني، فيما حذرت مجموعة «أ3+» بمجلس الأمن الدولي من غرق ليبيا في حالة عدم اليقين من دون إحراز تقدم ملموس على الصعيد السياسي.واعتبر غوتيريش، الخميس، في تقريره الدوري عن تطورات الوضع في ليبيا، أن تطلعات الشعب نحو تحقيق السلام والاستقرار لم تتحقق بعد في البلاد على الرغم من مرور أكثر من عقد على اندلاع النزاع في ليبيا. وأكد التقرير أن الانقسام السياسي المستمر وتعدد المؤسسات في ليبيا يعوقان تنفيذ الاستحقاقات السياسية، بما في ذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة.وأضاف أنه على الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال الخلافات العميقة بين الأطراف الرئيسية تقف في طريق التوصل إلى حلول توافقية، ما يزيد من تعقيد الوضع السياسي في البلاد.وأكد الأمين العام، ضرورة ضمان المساءلة وتطبيق العدالة الانتقالية لحماية حقوق الفئات الأكثر ضعفاً في البلاد، مثل النساء والأطفال والنازحين.من جهة أخرى، حذرت مجموعة «أ3+» بمجلس الأمن الدولي من غرق ليبيا في حالة عدم اليقين من دون إحراز تقدم ملموس على الصعيد السياسي.وقال ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، إن المجلس لم يفِ بوعده للشعب الليبي بالسلام والديمقراطية وإن «قراراته المتسرعة وأخطاءه»، أدت إلى عدم إحراز تقدم في العملية السياسية بليبيا. ودعت المجموعة، المجلس إلى «تحمل مسؤوليته التاريخية من خلال الوقوف إلى جانب ليبيا وإعطاء شعبها الإمكانات من أجل رسم مستقبل أفضل»، مؤكدة أن «الوقت حان للتحرك لأن ليبيا تواجه منعرجاً حاسماً من تاريخها».
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 19 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة