تتواصل بمراكش منذ ليلة أمس الخميس، التحريات والتحقيقات تحت إشراف النيابة العامة المختصة، على خلفية حادث إطلاق النار الذي أودى بحياة شاب من رواد مقهى بالحي الشتوي، وتسبب في إصابة آخرين، لإيقاف المعتديين الذين لاذا بالفرار.
وحسب مصادر "كشـ24" فقد إستمعت مصالح الأمن لمجموعة من الأشخاص وباشرت البحث كل من يشتبه في تورطه او علاقته بالجناة، كما عززت السلطات الأمنية بمراكش منذ اللحظات الأولى للتحقيقات من تدابيرها وإجراءاتها عقب الهجوم المسلح الذي استهدف المقهى بمقاطعة جليز، ورفعت من درجة يقظتها بالسدود القضائية وعمدت إلى تشديد الاجراءات في جميع المنافذ البرية كما سارعت إلى تعزيز المراقبة بمطار المنارة الدولي.
وعكس ما يتم تداوله بخصوص كون الضحية الذي كان يدعى قيد حياته "حمزة-ش" لم يكن المستهدف من العملية بل صاحب المقهى، رجحت مصارنا أن يكون الضحية هو المستهدف لعدة اعتبارات من ضمنها أن الجناة كانوا على بعد أمتار قريبة من القتيل والمصابين، كما أن إطلاقهم للنار أربع مرات إلى غاية مقتل الضحية يؤكد تركيزهم وإصرارهم على قتله دون غيره .
وتضيف المصادر، أن عدم تواجد صاحب المقهى بمدينة مراكش ليلة أمس الخميس، يزكي الفرضية الثانية بكون الضحية البالغ من العمر 26 سنة، والذي يدرس بكلية الطب بمراكش، هو المستهدف الرئيسي في العملية، علما أنه نجل مسؤول قضائي، وقد يكون قتله رسالة الى والده بخصوص ملف قضائي ما أو ما شابه، وهو ما يتطابق مع مؤشرات التحريات الأولية التي تشير إلى أن الشخص المتوفى كان مستهدفا، مما يرجح فرضية تصفية حسابات وفق السلطات المحلية
ورجحت مصادرنا، أ يكونن المتورطون في العملية الذين يشتبه بإنتمائهم لعصابات الإتجار الدولي في المخدرات يفوق عددهم إثنين، حيث أن سيارة خفيفة كانت تلاحقهم خلال التواجد بمسرح الجريمة وأثناء الهروب، ويرجح أن تكون الوسيلة التي تم الهروب على متنها بعد التخلص من الدراجة النارية المستعملة اثناء إطلاق النار، عبر إحراقها على مشارف المدينة.
وكان الضحية قد لقي مصرعه، مساء أمس الخميس بمراكش، إثر تعرضه لإطلاق نار مباشر على مستوى الرأس من طرف شخصين ملثمين، بينما أصيب اثنان آخران، في حادث ترجح التحريات ارتباطه بتصفية حسابات وفق السلطات المحلية بمراكش، التي أضافت أن الضحية تعرض على الساعة السابعة وخمسة وأربعين دقيقة، لإطلاق نار مباشر على مستوى الرأس من طرف شخصين ملثمين كانا يمتطيان دراجة نارية، مما أدى إلى مصرعه في الحين، كما أصيب شخصان آخران من رواد المقهى نقلا على إثرها إلى المستشفى الجامعي بمراكش لتلقي الإسعافات الضرورية.
ويشار ان المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مراكش، قد تمكنت مساء امس الخميس وفِي الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، من توقيف ستة أشخاص بمدينة الدار البيضاء يشتبه في صلتهم بجريمة القتل العمد بواسطة السلاح الناري التي وقعت بأحد المقاهي بالحي الشتوي بمنطقة جليز بمراكش.
وذكر بلاغ للمديرية العامة الأمن الوطني أن عمليات التمشيط الميداني المنجزة مباشرة بعد ارتكاب هذا الفعل الاجرامي، أسفرت عن العثور على الدراجة والسلاح الناري وبعض العيارات المستخدمة في تنفيذ الجريمة، بعدما تم إضرام النار فيها والتخلي عنها بمكان خلاء، ويجري حاليا إخضاعها للخبرات التقنية والباليستيكية اللازمة.
كما مكنت إجراءات البحث، حسب البلاغ، من تشخيص هوية المشتبه فيه الرئيسي الذي حرض وأمر بارتكاب هذه الأفعال الاجرامية، ويتعلق الأمر بشخص مبحوث عنه، ينشط في مجال غسيل الأموال والاتجار الدولي في المخدرات والابتزاز، وتتواصل عمليات البحث لتحديد مكان تواجده بهدف توقيفه.
واضاف المصدر ذاته ان المعطيات الأولية للبحث، الذي لازال متواصلا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تشير الى أن تنفيذ هذه الأفعال الاجرامية له علاقة مباشرة بشبكة إجرامية لها امتدادات في بعض الدول الأوروبية، والتي تنشط في مجال التهريب والاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية وغسيل الأموال والابتزاز.
وخلص البلاغ الى ان عمليات البحث والتحري تتواصل في هذه القضية، بهدف توقيف جميع المتورطين في تنفيذ أو تسهيل أو التحريض على ارتكاب هذه الجريمة، وتحديد ملابساتها وخلفياتها، وكذا الكشف عن السبب والدافع وراء استهداف أفراد هذه الشبكة الاجرامية للضحايا الثلاثة.