وطني

هكذا ساهمت الازمة الوبائية في تسريع ورش إصلاح منظومة العدالة


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 24 ديسمبر 2020

في خضم الأزمة الصحية المترتبة عن جائحة "كوفيد-19"، انعقدت بمحاكم المملكة أولى الجلسات الرسمية للمحاكمة عن بعد، إيذانا بتحول نوعي في تفعيل عدالة ناجعة تستجيب للإكراهات الطارئة وتواكب التطور بغية البت في القضايا المدرجة ضمن أجل معقول، بما يضمن تحقيق شروط المحاكمة العادلة بشكل آمن.ﺑرحاب اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺴﻼ، وﺑﺤﻀﻮر كل من اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻤﻨﺘﺪب ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ووزﻳﺮ اﻟﻌﺪل ورﺋﻴﺲ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ورﺋﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب، تم إعطاء الانطلاقة الرسمية، يوم اﻻﺛﻨﻴﻦ 27 أﺑﺮﻳﻞ 2020 لأولى جلسات المحاكمة عن بعد.إذ وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ووزارة اﻟﻌﺪل ورﺋﺎﺳﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻤﻨﻊ إﺣﻀﺎر اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ، ونظرا لكون اﻟﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ داﺧﻞ آﺟﺎل ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻳﻌﺪ ﺷﺮﻃﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ، ﺷﺮع اﻟﻤﺠﻠﺲ الأعلى للسلطة القضائية، ﺑﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﺸﺮﻛﺎء، ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ وأﺟﺮأة ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻻﺣﺘﺮازﻳﺔ، وﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻷﻣﻦ اﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺴﺠﻨﺎء وﻟﻜﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎت أﺳﺮة اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﻤﺮﺗﻔﻘﻴﻦ.المبدأ، ورغم كونه بسيطا في جوهره، غير أنه شكل سابقة في مسار منظومة العدالة بالمغرب، فتفعيل اعتماد التقاضي عن بعد جاء، بالأساس، في سياق تفعيل التدابير الاحترازية، وتعزيزا للأمن الصحي لنزلاء المؤسسات السجنية وكافة مكونات أسرة العدالة، جراء تفشي جائحة "كوفيد-19".كما اندرج هذا المشروع في إطار إرساء مقومات المحكمة الرقمية، ليسهم بذلك في تعزيز البنية التحتية التكنولوجية للإدارة القضائية، وتوفير الأنظمة المعلوماتية الآمنة والبرامج المتعلقة بإدارة القضايا والمساطر لتأهيل آجال التنفيذ.تتم ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، كما توضح ذلك وثيقة للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ﻋﺒﺮ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻗﺎﻋﺎت داﺧﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت السجنية ورﺑﻄﻬﺎ ﺑﻘﺎﻋﺎت اﻟﺠﻠﺴﺎت ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، حيث ﺗﻘﻮم اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎع وﻣﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ الموجود داﺧﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺴﺠﻨﻴﺔ ﺑﻌﺪ موافقته وبحضور دفاعه.وعلى مستوى محكمة النقض، عرفت أول جلسة للمحاكمة عن بعد، والتي أﺷﺮف اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪها ﻋﺒﺮ ﺗﻘﻨﻴﺔ (Visioconférence) في 6 ماي 2020، إدراج ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ همت ﻣﺴﻄﺮة ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ أﺟﺎﻧﺐ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، واﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﺖ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، ﺑﻌﺪ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء، وﺑﺤﻀﻮر اﻟﺘﺮاﺟﻤﺔ وﻫﻴﺌﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﺗﻜﺮﻳﺴﺎ ﻟﻜﻞ ﺷﺮوط المحاكمة العادلة.ما بين 27 أبريل المنصرم و18 دجنبر الجاري، انعقدت بمختلف محاكم المملكة، عن بعد، 11 ألفا و846 قضية، كما تم إدراج، خلال الفترة ذاتها، 218 ألف و839 قضية، وذلك وفق وثيقة المجلس الأعلى للسلطة القضائية بشأن حصيلة تفعيل المحاكمات عن بعد، يشير فيها إلى أن آلاف المعتقلين استفادوا من هذه العملية، وﻗﺎﻳﺔ وﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻘﻠﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﻘﺮات اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺮﻓﻴﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ.واعتبر المجلس الأعلى أن هذه الأرﻗﺎم والمؤشرات ﺗﻌﺒر، ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ، ﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻛﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻦ، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻜﺮﻳﺲ أﻓﻀﻞ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت واﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ دﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻬﺎم وﺗﺠﻮﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت.وتؤكد وثيقة اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ على أن حصيلة عملية اﻟﻤﺤﺎﮐﻤﺎت ﻋﻦ ﺑﻌﺪ تعد ﻣﺸﺮفة، وتتم وﻓﻖ ﺷﺮوط اﻟﻤﺤﺎﮐمة اﻟﻌﺎدلة، مشددة على حرص المجلس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻌﻴﻞ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎت ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ واﻟﻤﻮاﻛﺒﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ وﺟﺰﺋﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻛﻞ اﻟﺠﻬﻮد واﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ من جهة، ورﺻﺪ وﺗﺠﺎوز ﻛﻞ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت واﻟﻌﻘﺒﺎت وﺗﺠﻮﻳﺪ آﻟﻴﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ واﻟﺘﺪﺑﻴﺮ من جهة ثانية، بهدف ﺻﻮن وضمان القيم الأساسية ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ، وﺣﻔﻈﺎ للصحة واﻟﺴﻼﻣﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ.هذا الزخم الذي تحقق في سياق تطوير مسلسل التقاضي وتسريع آجال البت في القضايا المعروضة بمختلف محاكم المملكة، يشكل في الواقع تتويجا لمسار غني من أجل تفعيل مطلب ملح.إذ وإلى عهد قريب، وبالضبط في يونيو 2018، كان رئيس النيابة العامة، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، السيد محمد عبد النباوي، قد أكد في تقرير حول السياسة الجنائية، خلال لقاء تواصلي، أن تسريع وتيرة تجهيز الملفات وتوفير الإطار القانوني لإجراء المحاكمة عن بعد بوسائل الاتصال السمعي البصري، وحل إشكاليات نقل المعتقلين إلى المحاكم، من بين إجراءات أخرى، ضمن المستوى التشريعي، تشكل ضرورة ملحة لتحسين العمل القضائي والتفعيل الأمثل لتنفيذ السياسة الجنائية.كما أن ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ كانت ﻗﺪ وﺿﻌﺖ ورش اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ، وﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ 2013، ﺿﻤﻦ أوﻟﻮﻳﺎت ﻣﺨﻄﻄﻬﺎ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ، الرامي إلى ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻵﻟﻴﺎت اﻟﺠﻮدة واﻟﻨﺠﺎﻋﺔ واﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﻤﺎ يتلاءم ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﺼﺮ وﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻻﻧﺘﻈﺎرات اﻟﻤﺮﺗﻔﻘﻴﻦ.إن التقاضي عن بعد يشكل، بذلك، محطة أولى في المخطط التوجيهي للتحول الرقمي لمنظومة العدالة، كما أكد ذلك وزير العدل، محمد بنعبد القادر، في عرض قدمه أمام لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب في يونيو الماضي. هذا المخطط، سيمكن، وفق المسؤول الحكومي، من الانتقال بنموذج الإدارة القضائية والعدالة إلى نموذج يدمج تقنيات التواصل عن بعد والذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل الخدمة القضائية، سواء تعلق الأمر بالمساطر من قبيل طلب السجل العدلي أو التجاري، أو ما يتعلق بالتقاضي أي المحاكمات، أو بالتواصل.وبالنظر لطبيعة المعلومات التي يتم تداولها أثناء المحاكمة، سواء من حيث حساسيتها أو طبيعتها، فقد تم الاعتماد على نظام السمعي البصري الداخلي الخاص بوزارة العدل والمثبت على خوادمها المركزية الموجودة بمركز بيانات الوزارة، حيث تم إعطاء الأولوية والأهمية القصوى لجانب الأمن المعلومياتي، واحترام كافة التوجيهات الصادرة عن مديرية أمن نظم المعلومات بإدارة الدفاع الوطني لضمان حماية وأمن نظام السمعي البصري المستعمل.ولمواكبة هذه العملية التي شكلت منعطفا جديدا في سياق التحديث الرقمي لمنظومة العدالة، خصصت وزارة العدل اعتمادا ماليا إجماليا قدره أربعة ملايين و705 آلاف و800 درهم لمواكبة عملية المحاكمة عن بعد، كما أكدت الوزارة ذلك في بلاغ لها مؤخرا، وذلك في إطار الاختصاصات الموكولة لها من أجل ضمان حسن سير العمل بمحاكم المملكة وتوفير شروط الولوج إلى العدالة، وتنفيذا لبنود مذكرة التفاهم الموقعة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. وتم استثمار هذا الاعتماد المالي لاقتناء وتثبيت جميع المستلزمات التقنية واللوجستيكية الكفيلة بضمان جودة هذه العملية.وحسب الوزارة كذلك، فقد ساهمت هذه التجربة، التي مكنت المرفق القضائي من الاستمرار في تقديم خدماته لفائدة المتقاضين، في الإفراج عن 7297 معتقل إلى غاية يوم 18 دجنبر 2020، إما بسبب التصريح ببراءتهم أو تمتيعهم بالسراح المؤقت أو تخفيض العقوبة الحبسية الصادرة في حقهم.لقد تأقلمت العديد من القطاعات، وعبر دول المعمور، مع الظروف المستجدة التي فرضتها أزمة "كوفيد-19" الصحية غير المسبوقة. ولم يكن قطاع العدالة ليشذ عن هذه القاعدة، إذ انخرط، وبشكل حثيث، في توفير كافة المقومات والتدابير التي تخول انعقاد جلسات المحاكم عن بعد، في احترام للتدابير الاحترازية والوقائية التي اتخذتها المملكة في كافة المجالات، وضمن آجال معقولة، ليتم بذلك تنزيل لبنة أخرى، ضمن مسلسل التحول الرقمي، أحد أوراش إصلاح منظومة العدالة.كما أن هذا التحول الرقمي الذي شهدته منظومة العدل يستند، في جوهره، إلى المبادئ الدستورية، والتوجيهات الملكية، وتوصيات ميثاق إصلاح منظومة العدالة، التي تسعى إلى ضمان شروط المحاكمة العادلة في آجال قانونية معقولة، وتسريع مسطرة البت في القضايا الرائجة.

في خضم الأزمة الصحية المترتبة عن جائحة "كوفيد-19"، انعقدت بمحاكم المملكة أولى الجلسات الرسمية للمحاكمة عن بعد، إيذانا بتحول نوعي في تفعيل عدالة ناجعة تستجيب للإكراهات الطارئة وتواكب التطور بغية البت في القضايا المدرجة ضمن أجل معقول، بما يضمن تحقيق شروط المحاكمة العادلة بشكل آمن.ﺑرحاب اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺴﻼ، وﺑﺤﻀﻮر كل من اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻤﻨﺘﺪب ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ووزﻳﺮ اﻟﻌﺪل ورﺋﻴﺲ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ورﺋﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب، تم إعطاء الانطلاقة الرسمية، يوم اﻻﺛﻨﻴﻦ 27 أﺑﺮﻳﻞ 2020 لأولى جلسات المحاكمة عن بعد.إذ وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ووزارة اﻟﻌﺪل ورﺋﺎﺳﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻤﻨﻊ إﺣﻀﺎر اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ، ونظرا لكون اﻟﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ داﺧﻞ آﺟﺎل ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻳﻌﺪ ﺷﺮﻃﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ، ﺷﺮع اﻟﻤﺠﻠﺲ الأعلى للسلطة القضائية، ﺑﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﺸﺮﻛﺎء، ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ وأﺟﺮأة ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻻﺣﺘﺮازﻳﺔ، وﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻷﻣﻦ اﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺴﺠﻨﺎء وﻟﻜﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎت أﺳﺮة اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﻤﺮﺗﻔﻘﻴﻦ.المبدأ، ورغم كونه بسيطا في جوهره، غير أنه شكل سابقة في مسار منظومة العدالة بالمغرب، فتفعيل اعتماد التقاضي عن بعد جاء، بالأساس، في سياق تفعيل التدابير الاحترازية، وتعزيزا للأمن الصحي لنزلاء المؤسسات السجنية وكافة مكونات أسرة العدالة، جراء تفشي جائحة "كوفيد-19".كما اندرج هذا المشروع في إطار إرساء مقومات المحكمة الرقمية، ليسهم بذلك في تعزيز البنية التحتية التكنولوجية للإدارة القضائية، وتوفير الأنظمة المعلوماتية الآمنة والبرامج المتعلقة بإدارة القضايا والمساطر لتأهيل آجال التنفيذ.تتم ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، كما توضح ذلك وثيقة للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ﻋﺒﺮ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻗﺎﻋﺎت داﺧﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت السجنية ورﺑﻄﻬﺎ ﺑﻘﺎﻋﺎت اﻟﺠﻠﺴﺎت ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، حيث ﺗﻘﻮم اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎع وﻣﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ الموجود داﺧﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺴﺠﻨﻴﺔ ﺑﻌﺪ موافقته وبحضور دفاعه.وعلى مستوى محكمة النقض، عرفت أول جلسة للمحاكمة عن بعد، والتي أﺷﺮف اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷول ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪها ﻋﺒﺮ ﺗﻘﻨﻴﺔ (Visioconférence) في 6 ماي 2020، إدراج ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ همت ﻣﺴﻄﺮة ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ أﺟﺎﻧﺐ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، واﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﺖ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، ﺑﻌﺪ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء، وﺑﺤﻀﻮر اﻟﺘﺮاﺟﻤﺔ وﻫﻴﺌﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﺗﻜﺮﻳﺴﺎ ﻟﻜﻞ ﺷﺮوط المحاكمة العادلة.ما بين 27 أبريل المنصرم و18 دجنبر الجاري، انعقدت بمختلف محاكم المملكة، عن بعد، 11 ألفا و846 قضية، كما تم إدراج، خلال الفترة ذاتها، 218 ألف و839 قضية، وذلك وفق وثيقة المجلس الأعلى للسلطة القضائية بشأن حصيلة تفعيل المحاكمات عن بعد، يشير فيها إلى أن آلاف المعتقلين استفادوا من هذه العملية، وﻗﺎﻳﺔ وﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻘﻠﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﻘﺮات اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺮﻓﻴﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ.واعتبر المجلس الأعلى أن هذه الأرﻗﺎم والمؤشرات ﺗﻌﺒر، ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ، ﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻛﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻦ، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻜﺮﻳﺲ أﻓﻀﻞ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت واﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ دﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻬﺎم وﺗﺠﻮﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت.وتؤكد وثيقة اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ على أن حصيلة عملية اﻟﻤﺤﺎﮐﻤﺎت ﻋﻦ ﺑﻌﺪ تعد ﻣﺸﺮفة، وتتم وﻓﻖ ﺷﺮوط اﻟﻤﺤﺎﮐمة اﻟﻌﺎدلة، مشددة على حرص المجلس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻌﻴﻞ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎت ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ واﻟﻤﻮاﻛﺒﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ وﺟﺰﺋﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻛﻞ اﻟﺠﻬﻮد واﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ من جهة، ورﺻﺪ وﺗﺠﺎوز ﻛﻞ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت واﻟﻌﻘﺒﺎت وﺗﺠﻮﻳﺪ آﻟﻴﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ واﻟﺘﺪﺑﻴﺮ من جهة ثانية، بهدف ﺻﻮن وضمان القيم الأساسية ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ، وﺣﻔﻈﺎ للصحة واﻟﺴﻼﻣﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ.هذا الزخم الذي تحقق في سياق تطوير مسلسل التقاضي وتسريع آجال البت في القضايا المعروضة بمختلف محاكم المملكة، يشكل في الواقع تتويجا لمسار غني من أجل تفعيل مطلب ملح.إذ وإلى عهد قريب، وبالضبط في يونيو 2018، كان رئيس النيابة العامة، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، السيد محمد عبد النباوي، قد أكد في تقرير حول السياسة الجنائية، خلال لقاء تواصلي، أن تسريع وتيرة تجهيز الملفات وتوفير الإطار القانوني لإجراء المحاكمة عن بعد بوسائل الاتصال السمعي البصري، وحل إشكاليات نقل المعتقلين إلى المحاكم، من بين إجراءات أخرى، ضمن المستوى التشريعي، تشكل ضرورة ملحة لتحسين العمل القضائي والتفعيل الأمثل لتنفيذ السياسة الجنائية.كما أن ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ كانت ﻗﺪ وﺿﻌﺖ ورش اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ، وﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ 2013، ﺿﻤﻦ أوﻟﻮﻳﺎت ﻣﺨﻄﻄﻬﺎ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ، الرامي إلى ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻵﻟﻴﺎت اﻟﺠﻮدة واﻟﻨﺠﺎﻋﺔ واﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﻤﺎ يتلاءم ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﺼﺮ وﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻻﻧﺘﻈﺎرات اﻟﻤﺮﺗﻔﻘﻴﻦ.إن التقاضي عن بعد يشكل، بذلك، محطة أولى في المخطط التوجيهي للتحول الرقمي لمنظومة العدالة، كما أكد ذلك وزير العدل، محمد بنعبد القادر، في عرض قدمه أمام لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب في يونيو الماضي. هذا المخطط، سيمكن، وفق المسؤول الحكومي، من الانتقال بنموذج الإدارة القضائية والعدالة إلى نموذج يدمج تقنيات التواصل عن بعد والذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل الخدمة القضائية، سواء تعلق الأمر بالمساطر من قبيل طلب السجل العدلي أو التجاري، أو ما يتعلق بالتقاضي أي المحاكمات، أو بالتواصل.وبالنظر لطبيعة المعلومات التي يتم تداولها أثناء المحاكمة، سواء من حيث حساسيتها أو طبيعتها، فقد تم الاعتماد على نظام السمعي البصري الداخلي الخاص بوزارة العدل والمثبت على خوادمها المركزية الموجودة بمركز بيانات الوزارة، حيث تم إعطاء الأولوية والأهمية القصوى لجانب الأمن المعلومياتي، واحترام كافة التوجيهات الصادرة عن مديرية أمن نظم المعلومات بإدارة الدفاع الوطني لضمان حماية وأمن نظام السمعي البصري المستعمل.ولمواكبة هذه العملية التي شكلت منعطفا جديدا في سياق التحديث الرقمي لمنظومة العدالة، خصصت وزارة العدل اعتمادا ماليا إجماليا قدره أربعة ملايين و705 آلاف و800 درهم لمواكبة عملية المحاكمة عن بعد، كما أكدت الوزارة ذلك في بلاغ لها مؤخرا، وذلك في إطار الاختصاصات الموكولة لها من أجل ضمان حسن سير العمل بمحاكم المملكة وتوفير شروط الولوج إلى العدالة، وتنفيذا لبنود مذكرة التفاهم الموقعة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. وتم استثمار هذا الاعتماد المالي لاقتناء وتثبيت جميع المستلزمات التقنية واللوجستيكية الكفيلة بضمان جودة هذه العملية.وحسب الوزارة كذلك، فقد ساهمت هذه التجربة، التي مكنت المرفق القضائي من الاستمرار في تقديم خدماته لفائدة المتقاضين، في الإفراج عن 7297 معتقل إلى غاية يوم 18 دجنبر 2020، إما بسبب التصريح ببراءتهم أو تمتيعهم بالسراح المؤقت أو تخفيض العقوبة الحبسية الصادرة في حقهم.لقد تأقلمت العديد من القطاعات، وعبر دول المعمور، مع الظروف المستجدة التي فرضتها أزمة "كوفيد-19" الصحية غير المسبوقة. ولم يكن قطاع العدالة ليشذ عن هذه القاعدة، إذ انخرط، وبشكل حثيث، في توفير كافة المقومات والتدابير التي تخول انعقاد جلسات المحاكم عن بعد، في احترام للتدابير الاحترازية والوقائية التي اتخذتها المملكة في كافة المجالات، وضمن آجال معقولة، ليتم بذلك تنزيل لبنة أخرى، ضمن مسلسل التحول الرقمي، أحد أوراش إصلاح منظومة العدالة.كما أن هذا التحول الرقمي الذي شهدته منظومة العدل يستند، في جوهره، إلى المبادئ الدستورية، والتوجيهات الملكية، وتوصيات ميثاق إصلاح منظومة العدالة، التي تسعى إلى ضمان شروط المحاكمة العادلة في آجال قانونية معقولة، وتسريع مسطرة البت في القضايا الرائجة.



اقرأ أيضاً
مجلس النواب يعقد الاثنين جلسة للأسئلة الشفهية الموجهة لرئيس الحكومة
يعقد مجلس النواب، الاثنين المقبل، جلسة عمومية تخصص للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة إلى رئيس الحكومة حول السياسة العامة. وذكر بلاغ للمجلس أن هذه الجلسة، التي تعقد تطبيقا لأحكام الفقرة الثالثة من الفصل 100 من الدستور ومقتضيات النظام الداخلي، ستنطلق على الساعة الثالثة بعد الزوال، وستتناول “المقاربة الحكومية لتعزيز الحق في الصحة وترسيخ مبادئ الكرامة والعدالة الاجتماعية”.
وطني

التحقيقات في فضيحة سيردان تطال بنكا مغربيا
أرسلت المحكمة العليا في إسبانيا طلبًا إلى الأجهزة المركزية لمجموعة بنكية مغربية لإحالة جميع المعلومات المتعلقة بحساب مصرفي مرتبط بفضيحة خوسيه لويس أبالوس وسانتوس سيردان في أسرع وقت ممكن. وجاء قرار المحكمة العليا الإسبانية بناءا على طلب من وحدة العمليات المركزية للحرس المدني (UCO) التي تتعقب 479 حسابًا مصرفيًا في 35 جهة، منها 12 حسابًا في الخارج، حسب جريدة "ذا أوبجيكتيف" الإسبانية. وطالبت السلطات القضائية الإسبانية من إدارة البنك المغربي معلومات عن الحساب وتقديم جميع الوثائق والسجلات، بالإضافة إلى العمليات المصرفية والمالية الخاصة بالحساب الذي فُتح عام 2011 وأُغلق في مارس 2021 ، قبل بضعة أشهر من مغادرة أبالوس الحكومة. وحسب مسار التحقيقات، تم تقسيم مبالغ الرشاوى على 400 حساب مصرفي في 35 مؤسسة بنكية مختلفة مثل بنك "بانكو دو برازيل" وبنك "جي بي مورغان تشيس الوطني"، ومقره الولايات المتحدة، بالإضافة إلى حسابات أخرى في بنك إكوادوري يُدعى "Banco Pichinch"، ثم الفرع الأوروبي لمؤسسة بنكية مغربية. وقد أدان تقرير صادر عن الحرس المدني نُشر، مؤخرا، بعد تقديمه إلى المحكمة العليا، سانتوس سيردان، السكرتير التنظيمي لحزب العمال الاشتراكي الإسباني، بعد رصد تسجيلات تنصت وسجلات مصرفية مشبوهة منذ عام 2020 على الأقل. ووفقًا للتقرير، كانت الشبكة المرتبطة بسيردان تُدير نظامًا مُهيكلًا لبيع وشراء الامتيازات وتزوير التعيينات في مختلف القطاعات العامة، لا سيما في قطاعات النقل والإمدادات الصحية وعقود البنية التحتية الإقليمية. وتكشف تسجيلات التنصت عن محادثات مُسيئة بين سيردان وكولدو غارسيا، المستشار السابق لوزير النقل خوسيه لويس أبالوس، الذي شارك أيضًا في الأشهر الأخيرة في تحقيق دقيق يتعلق بما يسمى "قضية كولدو". وحدد المحققون عمليات مالية غير قانونية تقدر بما بين 6,8 و 7,4 مليون يورو من خلال شركات وسيطة مرتبطة بشخصيات مقربة من سيردان. وتكشف المحادثات التي تم اعتراضها عن محاولات للتلاعب الداخلي في مؤتمرات الحزب والانتخابات التمهيدية.
وطني

مواجهة جزئية مع الأحرار.. حزب الاستقلال: إتاوات وابتزاز واستعمال أموال في أولاد الطيب
لا زالت تداعيات نتائج الانتخابات الجزئية التي جرت في الدائرة رقم 10 في جماعة أولاد الطيب بنواحي فاس، تثير أزمة بين حزب الاستقلال وحزب التجمع الوطني للأحرار، وهما من مكونات التحالف الحكومي.فقد قال حزب الاستقلال بالمنطقة إنه يتابع ببالغ الغضب والرفض ما شهدته هذه الانتخابات الجزئية من "فضائح انتخابية وانحرافات خطيرة أهانت إرادة الناخبين وضربت عرض الحائط كل قواعد التنافس النزيه".وأعلن فوز التجمع الوطني للأحرار في هذا النزال الانتخابي الذي مر في أجواء فاترة، ولم يشهد تنافسا كبيرا، وتميز بضعف كبير في المشاركة. لكن الصادم أكثر بالنسبة لعدد من المتتبعين هو أن مرشحة حزب الاستقلال لم تحصل سوى على 6 أصوات.واعتبر حزب "الميزان" بأن هذه النتائج "غير العادلة" تكشف أن "معركة الشرف ما زالت طويلة، وأن مواجهة أباطرة الفساد ومهندسي التلاعب بصناديق الاقتراع صارت أولوية لا تقبل التراخي ولا المساومة".وتحدثت عن تجاوزات مرتبطة بإقصاء مواطنين من اللوائح بطرق ملتوية وغير قانونية، وتسخير وسائل النقل والأموال لاستمالة أصوات الفقراء والمحتاجين، وفرض إتاوات وابتزاز بعض الناخبين تحت التهديد والضغط.كما انتقد تدمير مبدأ تكافؤ الفرص أمام المنافسة الشريفة، وتسخير كتائب من الحسابات الوهمية والصفحات المأجورة لتشويه صورة الحزب ونشر الأكاذيب.
وطني

الاعلان عن موعد الدخول المدرسي المقبل
أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن الموسم الدراسي المقبل 2025-2026 سينطلق بشكل رسمي وإلزامي يوم الاثنين 8 شتنبر، على مستوى التعليم الأولي والابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي، وفق ما ورد في المقرر الوزاري رقم 051.25 الموقع من طرف الوزير محمد سعد برادة. ويشير المقرر إلى أن أطر التدريس والإدارة التربوية والأساتذة الباحثين في قطاع التربية والتكوين، سيلتحقون بمراكز عملهم ابتداء من فاتح شتنبر، حيث سيتم توقيع محاضر الدخول في اليوم ذاته. وأكدت الوزارة التزامها بمواصلة تعميم التعليم الأولي وتحسين مستواه التربوي، مع التوسع في تجربة "مؤسسات الريادة" بالسلك الابتدائي، وذلك بإضافة 2008 مؤسسة جديدة، ليصل مجموعها إلى 4634 مؤسسة على الصعيد الوطني. كما سيتم تعزيز الشبكة على مستوى التعليم الثانوي الإعدادي بإحداث 554 مؤسسة جديدة، رافعة عدد المؤسسات الريادية بهذا السلك إلى 786. وفي سياق دعم التنوع اللغوي، تعتزم الوزارة توسيع نطاق تدريس اللغة الأمازيغية بالمدارس الابتدائية، سعيًا لبلوغ نسبة تغطية تصل إلى 50% خلال الموسم المقبل. كما أعلنت عن خطط لتعميم تدريس اللغة الإنجليزية في المستويات الثلاثة من التعليم الثانوي الإعدادي. من جهة أخرى، ستواصل الوزارة رقمنة مسار امتحانات شهادة البكالوريا، إلى جانب تفعيل خلايا اليقظة التربوية وتحسين أدائها لضمان تدبير تربوي فعّال وسريع الاستجابة. وفي إطار مكافحة الهدر المدرسي، أكدت الوزارة عزمها تفعيل آليات المتابعة والمواكبة التربوية والمقاربة الاستباقية، بالتوازي مع توسيع شبكة مدارس الفرصة الثانية وربطها بالمؤسسات الإعدادية لتمكين المنقطعين من العودة إلى مقاعد الدراسة. وسيستفيد التلاميذ والأطر التربوية من عطلة مدرسية تمتد إلى حوالي 56 يومًا، تتوزع بين فترات بينية والعطل الدينية والوطنية المعتادة. وبخصوص نهاية الموسم الدراسي، فمن المرتقب أن تستمر الدراسة إلى غاية 30 ماي 2026 بالنسبة لتلاميذ السنة الثانية بكالوريا، في حين تنتهي السنة الدراسية للتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي بتاريخ 30 يونيو 2026، مع مراعاة الخصوصيات الجهوية بالنسبة للتعليم الأولي. وسيجري توقيع محاضر الخروج بالنسبة للأطر الإدارية والتربوية وهيئة التفتيش والتأطير يوم 11 يوليوز 2026، بعد إتمام جميع المهام المرتبطة بإغلاق الموسم الدراسي. ولتعزيز التواصل مع الأسر، ستنظم الوزارة حملات تحسيسية لفائدة أولياء الأمور حول المستجدات البيداغوجية، مع التركيز على أهمية تسجيل التلاميذ الجدد، بما فيهم الأطفال في وضعية إعاقة. كما ستُطلق قافلة وطنية لإعادة إدماج المنقطعين عن الدراسة بشكل مباشر. وختمت الوزارة مقررها بإرفاق ملاحق تتضمن جدولة مفصلة لفروض المراقبة المستمرة، والامتحانات بجميع الأسلاك التعليمية، إضافة إلى تواريخ مباريات التميز والمسابقات الوطنية، وذلك سعياً لتأمين موسم دراسي منظم وفعّال.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 05 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة