الأربعاء 29 مايو 2024, 07:49

مراكش

هذه رسالة الملك محمد السادس للمشاركين في ملتقى ابراهيم حول الحكامة بمراكش


كشـ24 نشر في: 7 أبريل 2017

وجه الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، رسالة سامية إلى المشاركين في "ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة"، الذي ينظم بمراكش تحت الرعاية السامية لجلالته.
 
وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلاها مستشار الملك أندري أزولاي. "الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
 
السيد محمد إبراهيم، رئيس المؤسسة،
 
حضرات السيدات والسادة، يطيب لنا أن نتوجه إلى هذا الجمع، الملتئم في إطار "ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة"، الذي اختار هذه السنة، أن يحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه على أرض المغرب. وإننا لنشيد بهذه المبادرة، التي تمنح للشخصيات المشاركة فيها، القادمة من آفاق مختلفة، فرصة اللقاء في مدينة مراكش، لتبادل وجهات النظر، حول موضوع الحكامة والريادة في إفريقيا. كما ستساهم في تحديد طرق العمل اللازمة لبناء مستقبل زاهر لفائدة الشعوب الإفريقية. وأود بهذه المناسبة، أن أهنئ السيد محمد إبراهيم، على الجهود التي ما فتئ يبذلها، في سبيل الرفع من مستوى الحكامة في إفريقيا. كما لا يفوتني أن أشيد بإدارة مؤسسته لهذا المنتدى، الذي تحول على مر السنوات، إلى موعد هام ومرتقب.
 
لذا، حرصنا على تنظيم هذا اللقاء تحت رعايتنا السامية، للتعبير عن الاهتمام الكبير الذي نوليه للحفاظ على الأمن وصيانة الحقوق الأساسية لمواطنينا، وكذا للنهوض بالتنمية البشرية والمستدامة في إفريقيا.
 
حضرات السيدات والسادة، إن إفريقيا لا تشكل أي تهديد، لا لذاتها ولا لغيرها. بل على العكس من ذلك، فهي تشكل فضاء للتنمية المستدامة الواعدة، ومجالا منفتحا على كل الشراكات. صحيح أن الموارد الهائلة، التي تزخر بها القارة، ما تزال تنتظر تثمينها والاستغلال الأمثل الجدير بها. ومن هذا المنظور، فإن ترسيخ الحكامة الجيدة، في تسيير مؤسساتنا وتدبير اقتصاداتنا وإدارة شؤون مجتمعاتنا، لم يتم تحقيقه على الوجه المطلوب. فهل يمكن اعتبار هذا الوضع قدرا محتوما، قد يزكي التشاؤم السائد على مستوى القارة ؟
 
لا، على الاطلاق.
 
أولا، لأن هناك وعيا واسعا ومشتركا في إفريقيا، بوجود نوع من العجز والنقص على مستوى الحكامة. كما أن هناك إرادة قوية وصادقة لدى النخب الإفريقية الصاعدة، في مجالات السياسة والاقتصاد والعمل الجمعوي، للإصغاء أكثر للانتظارات المشروعة لشعوب القارة.
 
وأخيرا، لأنه تم إنجاز العديد من المبادرات، واعتماد قواعد جديدة في التعامل مع مختلف القضايا، بمبادرة ليس فقط من طرف الحكومات، وإنما أيضا من قبل الجماعات الترابية والمجتمع المدني.
 
وسيعرف هذا التوجه الإيجابي، الذي لا محيد عنه، توسعا متزايدا على كل المستويات، محليا ووطنيا وإقليميا وقاريا.
 
ومن هنا، فقد أصبح من الضروري تنظيم هذا التوجه، وإضفاء المزيد من التناسق والتكامل عليه. كما يجب تثمين كل المبادرات الناجحة، من أجل توسيع آفاقها ومجالات تطبيقها.
 
حضرات السيدات والسادة، إن الدول الافريقية ملتزمة بالقيم الكونية. غير أنها لا يمكن أن تقبل باستيراد أو فرض نماذج جاهزة للحكامة، لكونها نتاج تراكمات تاريخية محددة، ومسارات خاصة. بيد أنه يمكن الاستفادة من هذه النماذج، من خلال ملاءمتها وتعديلها، لتصبح مناسبة للسياق الإفريقي، وبالتالي تنفيذها بنجاعة، وتبنيها من طرف الجميع. وعلاوة على ذلك، فإن إفريقيا تمتلك آليات تضامن متأصلة فيها، وممارسات عريقة، ليس من العدل تجاهلها، بل ينبغي فقط تحديثها وتعديلها.
 
 فإفريقيا اليوم، قادرة بوسائلها الخاصة، على إبداع قواعد عمل ومخططات تنظيمية مبتكرة، من أجل شعوبها. ومن هذا المنطلق، فإن الحكامة المثالية بالنسبة لقارتنا، يجب أن تستند على مجموعة متناسقة وناجحة من التجارب الخارجية وملاءمتها مع السياق الإفريقي، وعلى طرق عمل داخلية متجددة، وممارسات مبتكرة على المستوى القاري.
 
وفي هذا الصدد، فإن العديد من المبادرات المغربية الهامة، تشهد على ما تحمله هذه المقاربة من أسباب النجاح. وهنا أذكر على سبيل المثال : الإصلاح المهيكل الذي تمثله الجهوية المتقدمة، التي تم إطلاقها في السنوات الأخيرة، ومخططات التمويل المبتكرة التي تم وضعها لتنفيذ مشاريع رائدة، وإطلاق صندوق سيادي يسمح بمساهمة استثمارات دولية مباشرة في استراتيجيات التنمية الوطنية، وأخيرا المساهمة المواطنة والطوعية لعدد من المقاولات العمومية الكبرى في ربط التنمية الاقتصادية بمنجزات ذات أبعاد اجتماعية ومحلية.
 
إن فضائل التعاون جنوب-جنوب لا يمكن تجاهلها، حيث يساهم تبادل التجارب في الرفع من مستوى قدرات كل الأطراف. كما أن الجهود التي يتم بذلها على الصعيد الوطني، تزداد قيمتها في إطار التعاون الإقليمي والقاري.
حضرات السيدات والسادة،
 
إن لقاءكم يلتئم بعد العودة التاريخية للمملكة المغربية إلى أحضان أسرتها المؤسساتية، الاتحاد الإفريقي، وبعد تقديمها، بتشجيع من شركائها، لطلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
 
ويشكل هذا اللقاء فرصة سانحة للتذكير بمجموعة من القناعات الراسخة، حول مسيرة إفريقيا الجماعية نحو التقدم : - أولها : أن كل محاولة لممارسة أي ريادة وطنية على القارة، لا يمكن إلا أن يكون مصيرها الفشل. ولا بد لهذه النظرة أن تندثر تماما، وتفسح المجال للرقي بالمصالح المشتركة، وتشجيع الجهود الجماعية، والشراكة رابح - رابح. - ثم إن الواقع الافريقي يتباين باختلاف المناطق والمناخ والموارد، بينما لا تختلف التحديات التي نواجهها، ولا الطموحات التي تحدونا. - إننا باتحادنا وبتضامننا سوف نكسب رهان معركة التنمية الشاملة.
 
وبدون ذلك، سنستمر في تحقيق نجاحات متذبذبة، داخل حدودنا الوطنية. ولن نتمكن أبدا من مواجهة التحديات التي يمكن أن نرفعها مجتمعين، ولا من جني الثمار الإضافية والضرورية التي توفرها التنمية المستدامة المشتركة. - وإذا أردنا أن ندعم التعاون البيني الإفريقي بالوسائل اللازمة لبلوغ هذا الهدف الاستراتيجي، فلا بد لنا من تبادل تجاربنا وخبراتنا، ومن الاستثمار الأمثل لنقاط التكامل بيننا.
 
هذا هو التوجه الذي اعتمدته المملكة في عملها، منذ عدة سنوات، من خلال تعاونها مع شركائها المتعددين في إفريقيا : وهو ما تجسده مصادقتها على العديد من اتفاقيات التعاون، وفتح جامعاتها ومعاهدها في وجه الطلبة الأفارقة، وتفعيل مجموعة من المبادرات الهامة على المستويين الثنائي والإقليمي، خاصة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة وبنيات الإنتاج والخدمات، إضافة إلى التنمية البشرية.
 
وترتكز أولوياتنا على تشجيع سلاسل القيم، إقليميا وقاريا، ودعمها باستثمارات جديدة، وتحديد الأولويات، وبلورة هندسة مالية مبتكرة وتدابير مواكبة مناسبة. فطموحنا من أجل إفريقيا يرتبط بالقدرة على الاختيار، وقياس الآثار، ووضع وتنفيذ المشاريع، وعلى تعبئة التوفير المحلي.
 
كما يتعين إنجاز كل مراحل هذا المسار، في إطار من الشفافية والحكامة الجيدة، مع الحرص على أن يتم تبنيه من طرف كل الفاعلين. وأخيرا، فإنه يجب تركيز الجهود، في كل أرجاء القارة، على التربية والتكوين، ودعم قدرات الأجيال الصاعدة. فالشباب يستحق فعلا كل اهتمامنا. ونحن نعمل من أجلهم ومن خلالهم، لتحقيق مستقبل يضمن لهم حكامة ناجعة، ويمكنهم من ممارسة حقوقهم كاملة، ومن أخذ زمام تطورهم الذاتي، على المستويات السياسية والاقتصادية والجمعوية.
 
حضرات السيدات والسادة،
 
إن إفريقيا منظمة ومتضامنة، قائمة على حكامة ناجعة، لقادرة على توفير المنافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تتطلع إليها شعوبها بكل مشروعية. وفي هذا الصدد، فإن التحلي ببعد النظر وحده، لا يكفي لتحقيق التحول الذي تحتاجه القارة.
 
 بل يجب أن يقترن معه الإبداع بالإخلاص، وأن يدعم العمل السياسي الطوعي كل الخطوات الناجحة والملموسة نحو التقدم. وفي نفس السياق، فإن كل الفاعلين، من قادة سياسيين ومسؤولين حكوميين ومنتخبين ورجال أعمال وفاعلين من المجتمع المدني، مطالبون بالمساهمة في هذا المجهود، في إطار من التنسيق الشامل. وإني لأدعوكم إلى تبادل الأفكار وإلى الخروج، بالدرجة الأولى، بتوصيات صائبة وعملية.
 
كما ينبغي أن تجد هذه التوصيات طريقها للتنفيذ، من أجل الاستجابة لانتظارات جيل كامل من نساء ورجال القارة، الذين يتطلعون لتحقيق تقدم مشترك يتقاسمه الجميع.
 
شكرا لكم.
 
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".

وجه الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، رسالة سامية إلى المشاركين في "ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة"، الذي ينظم بمراكش تحت الرعاية السامية لجلالته.
 
وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلاها مستشار الملك أندري أزولاي. "الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
 
السيد محمد إبراهيم، رئيس المؤسسة،
 
حضرات السيدات والسادة، يطيب لنا أن نتوجه إلى هذا الجمع، الملتئم في إطار "ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة"، الذي اختار هذه السنة، أن يحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه على أرض المغرب. وإننا لنشيد بهذه المبادرة، التي تمنح للشخصيات المشاركة فيها، القادمة من آفاق مختلفة، فرصة اللقاء في مدينة مراكش، لتبادل وجهات النظر، حول موضوع الحكامة والريادة في إفريقيا. كما ستساهم في تحديد طرق العمل اللازمة لبناء مستقبل زاهر لفائدة الشعوب الإفريقية. وأود بهذه المناسبة، أن أهنئ السيد محمد إبراهيم، على الجهود التي ما فتئ يبذلها، في سبيل الرفع من مستوى الحكامة في إفريقيا. كما لا يفوتني أن أشيد بإدارة مؤسسته لهذا المنتدى، الذي تحول على مر السنوات، إلى موعد هام ومرتقب.
 
لذا، حرصنا على تنظيم هذا اللقاء تحت رعايتنا السامية، للتعبير عن الاهتمام الكبير الذي نوليه للحفاظ على الأمن وصيانة الحقوق الأساسية لمواطنينا، وكذا للنهوض بالتنمية البشرية والمستدامة في إفريقيا.
 
حضرات السيدات والسادة، إن إفريقيا لا تشكل أي تهديد، لا لذاتها ولا لغيرها. بل على العكس من ذلك، فهي تشكل فضاء للتنمية المستدامة الواعدة، ومجالا منفتحا على كل الشراكات. صحيح أن الموارد الهائلة، التي تزخر بها القارة، ما تزال تنتظر تثمينها والاستغلال الأمثل الجدير بها. ومن هذا المنظور، فإن ترسيخ الحكامة الجيدة، في تسيير مؤسساتنا وتدبير اقتصاداتنا وإدارة شؤون مجتمعاتنا، لم يتم تحقيقه على الوجه المطلوب. فهل يمكن اعتبار هذا الوضع قدرا محتوما، قد يزكي التشاؤم السائد على مستوى القارة ؟
 
لا، على الاطلاق.
 
أولا، لأن هناك وعيا واسعا ومشتركا في إفريقيا، بوجود نوع من العجز والنقص على مستوى الحكامة. كما أن هناك إرادة قوية وصادقة لدى النخب الإفريقية الصاعدة، في مجالات السياسة والاقتصاد والعمل الجمعوي، للإصغاء أكثر للانتظارات المشروعة لشعوب القارة.
 
وأخيرا، لأنه تم إنجاز العديد من المبادرات، واعتماد قواعد جديدة في التعامل مع مختلف القضايا، بمبادرة ليس فقط من طرف الحكومات، وإنما أيضا من قبل الجماعات الترابية والمجتمع المدني.
 
وسيعرف هذا التوجه الإيجابي، الذي لا محيد عنه، توسعا متزايدا على كل المستويات، محليا ووطنيا وإقليميا وقاريا.
 
ومن هنا، فقد أصبح من الضروري تنظيم هذا التوجه، وإضفاء المزيد من التناسق والتكامل عليه. كما يجب تثمين كل المبادرات الناجحة، من أجل توسيع آفاقها ومجالات تطبيقها.
 
حضرات السيدات والسادة، إن الدول الافريقية ملتزمة بالقيم الكونية. غير أنها لا يمكن أن تقبل باستيراد أو فرض نماذج جاهزة للحكامة، لكونها نتاج تراكمات تاريخية محددة، ومسارات خاصة. بيد أنه يمكن الاستفادة من هذه النماذج، من خلال ملاءمتها وتعديلها، لتصبح مناسبة للسياق الإفريقي، وبالتالي تنفيذها بنجاعة، وتبنيها من طرف الجميع. وعلاوة على ذلك، فإن إفريقيا تمتلك آليات تضامن متأصلة فيها، وممارسات عريقة، ليس من العدل تجاهلها، بل ينبغي فقط تحديثها وتعديلها.
 
 فإفريقيا اليوم، قادرة بوسائلها الخاصة، على إبداع قواعد عمل ومخططات تنظيمية مبتكرة، من أجل شعوبها. ومن هذا المنطلق، فإن الحكامة المثالية بالنسبة لقارتنا، يجب أن تستند على مجموعة متناسقة وناجحة من التجارب الخارجية وملاءمتها مع السياق الإفريقي، وعلى طرق عمل داخلية متجددة، وممارسات مبتكرة على المستوى القاري.
 
وفي هذا الصدد، فإن العديد من المبادرات المغربية الهامة، تشهد على ما تحمله هذه المقاربة من أسباب النجاح. وهنا أذكر على سبيل المثال : الإصلاح المهيكل الذي تمثله الجهوية المتقدمة، التي تم إطلاقها في السنوات الأخيرة، ومخططات التمويل المبتكرة التي تم وضعها لتنفيذ مشاريع رائدة، وإطلاق صندوق سيادي يسمح بمساهمة استثمارات دولية مباشرة في استراتيجيات التنمية الوطنية، وأخيرا المساهمة المواطنة والطوعية لعدد من المقاولات العمومية الكبرى في ربط التنمية الاقتصادية بمنجزات ذات أبعاد اجتماعية ومحلية.
 
إن فضائل التعاون جنوب-جنوب لا يمكن تجاهلها، حيث يساهم تبادل التجارب في الرفع من مستوى قدرات كل الأطراف. كما أن الجهود التي يتم بذلها على الصعيد الوطني، تزداد قيمتها في إطار التعاون الإقليمي والقاري.
حضرات السيدات والسادة،
 
إن لقاءكم يلتئم بعد العودة التاريخية للمملكة المغربية إلى أحضان أسرتها المؤسساتية، الاتحاد الإفريقي، وبعد تقديمها، بتشجيع من شركائها، لطلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
 
ويشكل هذا اللقاء فرصة سانحة للتذكير بمجموعة من القناعات الراسخة، حول مسيرة إفريقيا الجماعية نحو التقدم : - أولها : أن كل محاولة لممارسة أي ريادة وطنية على القارة، لا يمكن إلا أن يكون مصيرها الفشل. ولا بد لهذه النظرة أن تندثر تماما، وتفسح المجال للرقي بالمصالح المشتركة، وتشجيع الجهود الجماعية، والشراكة رابح - رابح. - ثم إن الواقع الافريقي يتباين باختلاف المناطق والمناخ والموارد، بينما لا تختلف التحديات التي نواجهها، ولا الطموحات التي تحدونا. - إننا باتحادنا وبتضامننا سوف نكسب رهان معركة التنمية الشاملة.
 
وبدون ذلك، سنستمر في تحقيق نجاحات متذبذبة، داخل حدودنا الوطنية. ولن نتمكن أبدا من مواجهة التحديات التي يمكن أن نرفعها مجتمعين، ولا من جني الثمار الإضافية والضرورية التي توفرها التنمية المستدامة المشتركة. - وإذا أردنا أن ندعم التعاون البيني الإفريقي بالوسائل اللازمة لبلوغ هذا الهدف الاستراتيجي، فلا بد لنا من تبادل تجاربنا وخبراتنا، ومن الاستثمار الأمثل لنقاط التكامل بيننا.
 
هذا هو التوجه الذي اعتمدته المملكة في عملها، منذ عدة سنوات، من خلال تعاونها مع شركائها المتعددين في إفريقيا : وهو ما تجسده مصادقتها على العديد من اتفاقيات التعاون، وفتح جامعاتها ومعاهدها في وجه الطلبة الأفارقة، وتفعيل مجموعة من المبادرات الهامة على المستويين الثنائي والإقليمي، خاصة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة وبنيات الإنتاج والخدمات، إضافة إلى التنمية البشرية.
 
وترتكز أولوياتنا على تشجيع سلاسل القيم، إقليميا وقاريا، ودعمها باستثمارات جديدة، وتحديد الأولويات، وبلورة هندسة مالية مبتكرة وتدابير مواكبة مناسبة. فطموحنا من أجل إفريقيا يرتبط بالقدرة على الاختيار، وقياس الآثار، ووضع وتنفيذ المشاريع، وعلى تعبئة التوفير المحلي.
 
كما يتعين إنجاز كل مراحل هذا المسار، في إطار من الشفافية والحكامة الجيدة، مع الحرص على أن يتم تبنيه من طرف كل الفاعلين. وأخيرا، فإنه يجب تركيز الجهود، في كل أرجاء القارة، على التربية والتكوين، ودعم قدرات الأجيال الصاعدة. فالشباب يستحق فعلا كل اهتمامنا. ونحن نعمل من أجلهم ومن خلالهم، لتحقيق مستقبل يضمن لهم حكامة ناجعة، ويمكنهم من ممارسة حقوقهم كاملة، ومن أخذ زمام تطورهم الذاتي، على المستويات السياسية والاقتصادية والجمعوية.
 
حضرات السيدات والسادة،
 
إن إفريقيا منظمة ومتضامنة، قائمة على حكامة ناجعة، لقادرة على توفير المنافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تتطلع إليها شعوبها بكل مشروعية. وفي هذا الصدد، فإن التحلي ببعد النظر وحده، لا يكفي لتحقيق التحول الذي تحتاجه القارة.
 
 بل يجب أن يقترن معه الإبداع بالإخلاص، وأن يدعم العمل السياسي الطوعي كل الخطوات الناجحة والملموسة نحو التقدم. وفي نفس السياق، فإن كل الفاعلين، من قادة سياسيين ومسؤولين حكوميين ومنتخبين ورجال أعمال وفاعلين من المجتمع المدني، مطالبون بالمساهمة في هذا المجهود، في إطار من التنسيق الشامل. وإني لأدعوكم إلى تبادل الأفكار وإلى الخروج، بالدرجة الأولى، بتوصيات صائبة وعملية.
 
كما ينبغي أن تجد هذه التوصيات طريقها للتنفيذ، من أجل الاستجابة لانتظارات جيل كامل من نساء ورجال القارة، الذين يتطلعون لتحقيق تقدم مشترك يتقاسمه الجميع.
 
شكرا لكم.
 
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".


ملصقات


اقرأ أيضاً
غياب علامات المنع يفاقم فوضى ركن السيارات في أحياء بمراكش
يشتكي مستعملي الطريق بمجموعة من المناطق التابعة لمقاطعتي المدينة، القصبة، من الحصار الكبير الذي أصبحت تسببه مجموعة كبيرة من السيارات الخاصة التي يركنها أصحابها في الاتجاهين، وفي الازقة الصغيرة، وخصوصا أحياء الموقف، رياض العروس، الكزا، باب دكالة،الرميلة، القزادرية، باب غمات، القصبة، امام المحكمة الابتدائية والجبل الاخضر. وقال مواطنون في اتصال بـ"كشـ24"، إن فوضى ركن السيارات بالمناطق المذكورة، جعل عملية المرور عبر هذه الازقة شبه مستحيلة، ويصعب حتى على دوريات رجال الأمن أو رجال الإطفاء لا قدر الله في حالة حدوث حريق الوصول إلى الأماكن المتضررة، وحتى سيارات الاسعاف لا يمكنها المرور من أجل نقل أو إسعاف وإنقاذ مريض، مايستدعي إحداث علامات المنع وإشارات ضوئية جديدة على مستوى المناطق التي تعرف هذه الانفلاتات. وطالب مهتمون المسؤولين والمجلس الجماعي ولجنة السير والجولان، بالاجتماع في أقرب أجل، من أجل  إيجاد حلول ناجعة وفعالة لهذه الأزمة الخانقة التي تثير استياء مستعملي الطريق، بالإضافة إلى ضمان الانسيابية والسلاسة في المرور وحفاظا على حقوق الساكنة وسلامتهم وأمنهم وراحتهم.  
مراكش

سكوب.. مداهمة مركز تجميل بمراكش وايقاف مستخدمين واطباء اجانب
قامت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية مدعومة بعناصر مديرية مراقبة التراب الوطني، قبل قليل من عشية يومه الثلاثاء 28 ماي، من مداهمة مركز للتحميل بزنقة ابن خلدون المتواجدة خلف شارع محمد السادس بمراكش، غير بعيد عن مجلس مقاطعة جليز. وحسب المعطيات الحصرية التي توصلت بها "كشـ24" فقد جاءت مداهمة المركز المذكور بعد مجموعة من التحريات التي اكدت اشتغاله خارج الاطار القانوني، ودون تراخيص تؤهله لممارسة انشطة طبية وشبه طبية، بالاستعانة باطباء اجانب يعملون دون ترخيص بالمغرب. وتضيف مصادرنا، ان المصالح الامنية اوقفت مستخدمين بالمركز، كما اقتادت صاحبته ومجموعة من الاجانب الذي يزالون مهنة الطب بالمغرب دون ترخيص ومن ضمنهم اتراك واطباء من دول اوروبا الشرقية وطبيب مشرقي. ووفق المصادر ذاتها، فقد تبين ان صاحبة المركز فرنسية الجنسية وجزائرية الاصل، وعلى علاقة بمغني فرنسي معروف مقيم بمراكش، و الذي هرع الى عين المكان في محاولة لطي الملف، الا ان المصالح المعنية اكملت اجراءاتها دون اكتراث لمحاولاته واتصالاته. وقد تم اقتياد المعنيين بالامر الى ولاية امن مراكش قصد تعميق البحث، في انتظار عرضهم على النيابة العامة المختصة، ومتابعة المخالفين منهم للقانون بالمنسوب اليهم.
مراكش

بعد تألقه في تحدي القراءة العربي.. مؤسسة واحة الزيتون تكرم التلميذ آدم قطب
نظمت مؤسسة التعليم الخاص الرائدة "واحة الزيتون 2" بمراكش حفل استقبال على شرف التلميذ "آدم قطب" تقديرا لمشاركته المتميزة وتتويجه باستحقاق بعد نيله للمرتبة الثانية وطنيا خلال المرحلة الإقصائية الوطنية لمسابقة “تحدي القراءة العربي في نسختها الثامنة - الموسم الثامن - 2023/2024. وقد عرف حفل الاستقبال، التي اتسم بطابع رسمي صرف، حضور المدير التربوي لمؤسسة واحة الزيتون 2  حسن ايت وكريم، ومصطفى بالكأس المدير الإداري للمؤسسة معية الأطر الإدارية والتربوية، بالإضافة لوالدي التلميذ. وفي هذا السياق، أعرب التلميذ آدم قطب عن سعادته العارمة بعد تمثيله المشرف للمؤسسة محليا وجهويا ووطنيا، في المسابقة، معتبرا أن تتويجه ضمن الأوائل ثمرة احتضان المؤسسة له، توجيها ودعما وتأطيرا، وأبرز أن هذه التجربة الرائدة على حد وصفه "ستكون بمثابة حافز له ولباقي زملائه في المؤسسة على مزيد من التألق والنجاح والعطاء. كما أشاد حسن أيت وكريم، مدير مؤسسة واحد الزيتون 2، بالعطاء الذي قدمه التلميذ آدم قطب، موجها رسالته الى كافة التلاميذ من زملائه إلى ضرورة اغتنام الفرص، و الإقبال على القراءة والنهم المعرفي لانه جوهر كل تغيير وأصل لكل تجديد وريادة . كما أضاف المتحدث أن أهم حلقة ناظمة في نجاح أي مشروع تربوي متبنى، يكمن في قدرة الاشراف التربوي على تحفيز التلاميذ على الإنخراط في الحياة المدرسية من خلال النوادي المؤسسية، وهو المخطط السنوي الطويل الأمد الذي تشتغل عليه المؤسسة منذ انطلاقها، عبر ورشات تربوية تهم إشراك التلميذ لتحقيق الذات، والسماح له لبلورة قدراته الكامنة. وكان التلميذ آدم قطب الذي يتابع دراسته بمؤسسة "واحة الزيتون 2" مستوى الجدع المشترك علمي خيار فرنسية - قد تمكن من التأهل ضمن ثلة وكوكبة من المشاركين وطنيا الى نهائي المسابقة.
مراكش

مبحوث عنه وطنيا بموجب 19 مذكرة يسقط في قبضة أمن مراكش
تمكنت فرقة الإستعلام الجنائي والدعم التقني للأبحاث التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، يومه الثلاثاء 28 ماي الجاري، من إيقاف وضبط مبحوث عنه على مستوى حي المحاميد. ووفق المعطيات التي توصلت بها "كشـ24"، فإن المعني بالأمر مبحوث عنه على الصعيد الوطني بموجب 19 برقية من أجل إصدار شيكات بدون مؤونة والنصب وخيانة الأمانة . هذا وقد تم إخضاع المعني بالأمر لتدابير الحراسة النظرية لفائدة البحث والتقديم تحت إشراف النيابة العامة المختصة.  
مراكش

جريمة مروعة تهزّ الحوز.. شخص يذبح زوجته و ابنه و حماته
إهتز دوار "سيدي بوعمر" التابع لجماعة اغواطيم بإقليم الحوز، في الساعات الاولى من صباح يومه الثلاثاء 28 ماي الجاري، على وقع قتل شخص لثلاثة أفراد من عائلته، بعد إقدامه على ذبح زوجته و حماته و ابنه. وعلمت كشـ24 من مصادرها أن المشتبه فيه لاذ بالفرار بعد ارتكابه جريمته البشعة إلى وجهة مجهولة، ما خلف حالة استنفار قصوى لدى عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية التي باشرت تحرياتها وأبحاثها لتوقيف الجاني. وقد تم توجيه جثة الهالكين نحو مستودع الأموات قصد التشريح، في حين جرى فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ظروف وملابسات النازلة.
مراكش

تفاصيل اغتصاب شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل حمام بمراكش
اوقفت مصالح الامن بالدائرة الامنية 11، ليلة الاثنين 27 ماي، خمسينيا من مواليد 1971، متلبسا بهتك عرض شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل حمام شعبي بمراكش. وحسب مصادر كشـ24، فقد تم ضبط البيدوفيل الخمسيني "ج.أ" من طرف عامل بالحمام المتواجد بمنطقة الحي الحسني بمراكش، اثناء اعتدائه الجنسي على الطفل "ع.ك" المصاب بمرض الثلاثي الصبغي المزداد في 2004،  ما استدعى ابلاغ مصالح الامن التي انتقلت الى عين المكان على الفور واوقفت المعني بالامر. المصادر ذاتها أوضحت أن البيدوفيل الخمسيني المنحدر من جماعة مولاي ابراهيم باقليم الحوز، والذي يعمل مُياوما استدرج الضحية المنحدر من دوار الحرش من الشارع وادخله الحمام بهدف الاعتداء عليه جنسيا. وقد تم اقتياد المعني بالامر على الدائرة 11، قبل احالته على مصالح الشرطة القضائية لتعميق البحث ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية الى حين موعد عرضه على النيابة العامة.
مراكش

بدون ترخيص طبي.. مَراهِم مشبوهة تغزو جامع الفنا وتهدد صحة المواطنين
تشهد ساحة جامع الفنا انتشارا ملحوظا لباعة الأعشاب والمراهم العلاجية الذين يقدمون علاجات للروماتيزم، والأكزيما، وحريق البول، وغيرها من الأمراض، دون أي ترخيص طبي أو اعتماد صحي، ويثير هذا الوضع قلقا متزايدا بين المواطنين الذين يخافون من الآثار السلبية لهذه المنتجات غير المراقبة على صحتهم. ويعتمد هؤلاء الباعة على جذب الزبائن من خلال تقديم وعود بعلاج سريع وفعال لأمراض متنوعة، مما يدفع العديد من الأشخاص إلى شراء هذه المنتجات دون التحقق من سلامتها أو فعاليتها أو جودتها، وتفتقر هذه المنتجات إلى التوثيق العلمي والموافقات الرسمية، مما يعرض المستخدمين لخطر التعرض لأزمات صحية حادة جراء استخدامها. ويؤكد المواطنون أن هؤلاء الباعة يشكلون تهديدا حقيقيا للصحة العامة، خاصة أن الساحة تجذب أعدادا كبيرة من السياح والمواطنين على حد سواء، وعبر آخرون عن استيائهم من غياب الرقابة الفعالة من قبل السلطات المعنية، مطالبين بتدخل حازم لضبط الأوضاع وحماية صحة المواطنين والمستهلكين والسياح كذلك. وطالب مراكشيون، بتدخل السلطات المحلية والصحية لمراقبة هذه الأنشطة العشوائية في ساحة جامع الفنا، وتنظيم حملات تحسيس توعية للمواطنين حول مخاطر استخدام المنتجات غير المعتمدة طبيا، بالإضافة إلى ذلك، يدعو الكثيرين إلى فرض عقوبات صارمة على الباعة الذين يروجون لهذه العلاجات بدون ترخيص طبي، بهدف الحفاظ على سلامة المواطنين وزوار الساحة.
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 29 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة