الثلاثاء 07 مايو 2024, 08:13

مراكش

هذه رسالة الملك محمد السادس للمشاركين في ملتقى ابراهيم حول الحكامة بمراكش


كشـ24 نشر في: 7 أبريل 2017

وجه الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، رسالة سامية إلى المشاركين في "ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة"، الذي ينظم بمراكش تحت الرعاية السامية لجلالته.
 
وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلاها مستشار الملك أندري أزولاي. "الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
 
السيد محمد إبراهيم، رئيس المؤسسة،
 
حضرات السيدات والسادة، يطيب لنا أن نتوجه إلى هذا الجمع، الملتئم في إطار "ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة"، الذي اختار هذه السنة، أن يحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه على أرض المغرب. وإننا لنشيد بهذه المبادرة، التي تمنح للشخصيات المشاركة فيها، القادمة من آفاق مختلفة، فرصة اللقاء في مدينة مراكش، لتبادل وجهات النظر، حول موضوع الحكامة والريادة في إفريقيا. كما ستساهم في تحديد طرق العمل اللازمة لبناء مستقبل زاهر لفائدة الشعوب الإفريقية. وأود بهذه المناسبة، أن أهنئ السيد محمد إبراهيم، على الجهود التي ما فتئ يبذلها، في سبيل الرفع من مستوى الحكامة في إفريقيا. كما لا يفوتني أن أشيد بإدارة مؤسسته لهذا المنتدى، الذي تحول على مر السنوات، إلى موعد هام ومرتقب.
 
لذا، حرصنا على تنظيم هذا اللقاء تحت رعايتنا السامية، للتعبير عن الاهتمام الكبير الذي نوليه للحفاظ على الأمن وصيانة الحقوق الأساسية لمواطنينا، وكذا للنهوض بالتنمية البشرية والمستدامة في إفريقيا.
 
حضرات السيدات والسادة، إن إفريقيا لا تشكل أي تهديد، لا لذاتها ولا لغيرها. بل على العكس من ذلك، فهي تشكل فضاء للتنمية المستدامة الواعدة، ومجالا منفتحا على كل الشراكات. صحيح أن الموارد الهائلة، التي تزخر بها القارة، ما تزال تنتظر تثمينها والاستغلال الأمثل الجدير بها. ومن هذا المنظور، فإن ترسيخ الحكامة الجيدة، في تسيير مؤسساتنا وتدبير اقتصاداتنا وإدارة شؤون مجتمعاتنا، لم يتم تحقيقه على الوجه المطلوب. فهل يمكن اعتبار هذا الوضع قدرا محتوما، قد يزكي التشاؤم السائد على مستوى القارة ؟
 
لا، على الاطلاق.
 
أولا، لأن هناك وعيا واسعا ومشتركا في إفريقيا، بوجود نوع من العجز والنقص على مستوى الحكامة. كما أن هناك إرادة قوية وصادقة لدى النخب الإفريقية الصاعدة، في مجالات السياسة والاقتصاد والعمل الجمعوي، للإصغاء أكثر للانتظارات المشروعة لشعوب القارة.
 
وأخيرا، لأنه تم إنجاز العديد من المبادرات، واعتماد قواعد جديدة في التعامل مع مختلف القضايا، بمبادرة ليس فقط من طرف الحكومات، وإنما أيضا من قبل الجماعات الترابية والمجتمع المدني.
 
وسيعرف هذا التوجه الإيجابي، الذي لا محيد عنه، توسعا متزايدا على كل المستويات، محليا ووطنيا وإقليميا وقاريا.
 
ومن هنا، فقد أصبح من الضروري تنظيم هذا التوجه، وإضفاء المزيد من التناسق والتكامل عليه. كما يجب تثمين كل المبادرات الناجحة، من أجل توسيع آفاقها ومجالات تطبيقها.
 
حضرات السيدات والسادة، إن الدول الافريقية ملتزمة بالقيم الكونية. غير أنها لا يمكن أن تقبل باستيراد أو فرض نماذج جاهزة للحكامة، لكونها نتاج تراكمات تاريخية محددة، ومسارات خاصة. بيد أنه يمكن الاستفادة من هذه النماذج، من خلال ملاءمتها وتعديلها، لتصبح مناسبة للسياق الإفريقي، وبالتالي تنفيذها بنجاعة، وتبنيها من طرف الجميع. وعلاوة على ذلك، فإن إفريقيا تمتلك آليات تضامن متأصلة فيها، وممارسات عريقة، ليس من العدل تجاهلها، بل ينبغي فقط تحديثها وتعديلها.
 
 فإفريقيا اليوم، قادرة بوسائلها الخاصة، على إبداع قواعد عمل ومخططات تنظيمية مبتكرة، من أجل شعوبها. ومن هذا المنطلق، فإن الحكامة المثالية بالنسبة لقارتنا، يجب أن تستند على مجموعة متناسقة وناجحة من التجارب الخارجية وملاءمتها مع السياق الإفريقي، وعلى طرق عمل داخلية متجددة، وممارسات مبتكرة على المستوى القاري.
 
وفي هذا الصدد، فإن العديد من المبادرات المغربية الهامة، تشهد على ما تحمله هذه المقاربة من أسباب النجاح. وهنا أذكر على سبيل المثال : الإصلاح المهيكل الذي تمثله الجهوية المتقدمة، التي تم إطلاقها في السنوات الأخيرة، ومخططات التمويل المبتكرة التي تم وضعها لتنفيذ مشاريع رائدة، وإطلاق صندوق سيادي يسمح بمساهمة استثمارات دولية مباشرة في استراتيجيات التنمية الوطنية، وأخيرا المساهمة المواطنة والطوعية لعدد من المقاولات العمومية الكبرى في ربط التنمية الاقتصادية بمنجزات ذات أبعاد اجتماعية ومحلية.
 
إن فضائل التعاون جنوب-جنوب لا يمكن تجاهلها، حيث يساهم تبادل التجارب في الرفع من مستوى قدرات كل الأطراف. كما أن الجهود التي يتم بذلها على الصعيد الوطني، تزداد قيمتها في إطار التعاون الإقليمي والقاري.
حضرات السيدات والسادة،
 
إن لقاءكم يلتئم بعد العودة التاريخية للمملكة المغربية إلى أحضان أسرتها المؤسساتية، الاتحاد الإفريقي، وبعد تقديمها، بتشجيع من شركائها، لطلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
 
ويشكل هذا اللقاء فرصة سانحة للتذكير بمجموعة من القناعات الراسخة، حول مسيرة إفريقيا الجماعية نحو التقدم : - أولها : أن كل محاولة لممارسة أي ريادة وطنية على القارة، لا يمكن إلا أن يكون مصيرها الفشل. ولا بد لهذه النظرة أن تندثر تماما، وتفسح المجال للرقي بالمصالح المشتركة، وتشجيع الجهود الجماعية، والشراكة رابح - رابح. - ثم إن الواقع الافريقي يتباين باختلاف المناطق والمناخ والموارد، بينما لا تختلف التحديات التي نواجهها، ولا الطموحات التي تحدونا. - إننا باتحادنا وبتضامننا سوف نكسب رهان معركة التنمية الشاملة.
 
وبدون ذلك، سنستمر في تحقيق نجاحات متذبذبة، داخل حدودنا الوطنية. ولن نتمكن أبدا من مواجهة التحديات التي يمكن أن نرفعها مجتمعين، ولا من جني الثمار الإضافية والضرورية التي توفرها التنمية المستدامة المشتركة. - وإذا أردنا أن ندعم التعاون البيني الإفريقي بالوسائل اللازمة لبلوغ هذا الهدف الاستراتيجي، فلا بد لنا من تبادل تجاربنا وخبراتنا، ومن الاستثمار الأمثل لنقاط التكامل بيننا.
 
هذا هو التوجه الذي اعتمدته المملكة في عملها، منذ عدة سنوات، من خلال تعاونها مع شركائها المتعددين في إفريقيا : وهو ما تجسده مصادقتها على العديد من اتفاقيات التعاون، وفتح جامعاتها ومعاهدها في وجه الطلبة الأفارقة، وتفعيل مجموعة من المبادرات الهامة على المستويين الثنائي والإقليمي، خاصة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة وبنيات الإنتاج والخدمات، إضافة إلى التنمية البشرية.
 
وترتكز أولوياتنا على تشجيع سلاسل القيم، إقليميا وقاريا، ودعمها باستثمارات جديدة، وتحديد الأولويات، وبلورة هندسة مالية مبتكرة وتدابير مواكبة مناسبة. فطموحنا من أجل إفريقيا يرتبط بالقدرة على الاختيار، وقياس الآثار، ووضع وتنفيذ المشاريع، وعلى تعبئة التوفير المحلي.
 
كما يتعين إنجاز كل مراحل هذا المسار، في إطار من الشفافية والحكامة الجيدة، مع الحرص على أن يتم تبنيه من طرف كل الفاعلين. وأخيرا، فإنه يجب تركيز الجهود، في كل أرجاء القارة، على التربية والتكوين، ودعم قدرات الأجيال الصاعدة. فالشباب يستحق فعلا كل اهتمامنا. ونحن نعمل من أجلهم ومن خلالهم، لتحقيق مستقبل يضمن لهم حكامة ناجعة، ويمكنهم من ممارسة حقوقهم كاملة، ومن أخذ زمام تطورهم الذاتي، على المستويات السياسية والاقتصادية والجمعوية.
 
حضرات السيدات والسادة،
 
إن إفريقيا منظمة ومتضامنة، قائمة على حكامة ناجعة، لقادرة على توفير المنافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تتطلع إليها شعوبها بكل مشروعية. وفي هذا الصدد، فإن التحلي ببعد النظر وحده، لا يكفي لتحقيق التحول الذي تحتاجه القارة.
 
 بل يجب أن يقترن معه الإبداع بالإخلاص، وأن يدعم العمل السياسي الطوعي كل الخطوات الناجحة والملموسة نحو التقدم. وفي نفس السياق، فإن كل الفاعلين، من قادة سياسيين ومسؤولين حكوميين ومنتخبين ورجال أعمال وفاعلين من المجتمع المدني، مطالبون بالمساهمة في هذا المجهود، في إطار من التنسيق الشامل. وإني لأدعوكم إلى تبادل الأفكار وإلى الخروج، بالدرجة الأولى، بتوصيات صائبة وعملية.
 
كما ينبغي أن تجد هذه التوصيات طريقها للتنفيذ، من أجل الاستجابة لانتظارات جيل كامل من نساء ورجال القارة، الذين يتطلعون لتحقيق تقدم مشترك يتقاسمه الجميع.
 
شكرا لكم.
 
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".

وجه الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، رسالة سامية إلى المشاركين في "ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة"، الذي ينظم بمراكش تحت الرعاية السامية لجلالته.
 
وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلاها مستشار الملك أندري أزولاي. "الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
 
السيد محمد إبراهيم، رئيس المؤسسة،
 
حضرات السيدات والسادة، يطيب لنا أن نتوجه إلى هذا الجمع، الملتئم في إطار "ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة"، الذي اختار هذه السنة، أن يحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه على أرض المغرب. وإننا لنشيد بهذه المبادرة، التي تمنح للشخصيات المشاركة فيها، القادمة من آفاق مختلفة، فرصة اللقاء في مدينة مراكش، لتبادل وجهات النظر، حول موضوع الحكامة والريادة في إفريقيا. كما ستساهم في تحديد طرق العمل اللازمة لبناء مستقبل زاهر لفائدة الشعوب الإفريقية. وأود بهذه المناسبة، أن أهنئ السيد محمد إبراهيم، على الجهود التي ما فتئ يبذلها، في سبيل الرفع من مستوى الحكامة في إفريقيا. كما لا يفوتني أن أشيد بإدارة مؤسسته لهذا المنتدى، الذي تحول على مر السنوات، إلى موعد هام ومرتقب.
 
لذا، حرصنا على تنظيم هذا اللقاء تحت رعايتنا السامية، للتعبير عن الاهتمام الكبير الذي نوليه للحفاظ على الأمن وصيانة الحقوق الأساسية لمواطنينا، وكذا للنهوض بالتنمية البشرية والمستدامة في إفريقيا.
 
حضرات السيدات والسادة، إن إفريقيا لا تشكل أي تهديد، لا لذاتها ولا لغيرها. بل على العكس من ذلك، فهي تشكل فضاء للتنمية المستدامة الواعدة، ومجالا منفتحا على كل الشراكات. صحيح أن الموارد الهائلة، التي تزخر بها القارة، ما تزال تنتظر تثمينها والاستغلال الأمثل الجدير بها. ومن هذا المنظور، فإن ترسيخ الحكامة الجيدة، في تسيير مؤسساتنا وتدبير اقتصاداتنا وإدارة شؤون مجتمعاتنا، لم يتم تحقيقه على الوجه المطلوب. فهل يمكن اعتبار هذا الوضع قدرا محتوما، قد يزكي التشاؤم السائد على مستوى القارة ؟
 
لا، على الاطلاق.
 
أولا، لأن هناك وعيا واسعا ومشتركا في إفريقيا، بوجود نوع من العجز والنقص على مستوى الحكامة. كما أن هناك إرادة قوية وصادقة لدى النخب الإفريقية الصاعدة، في مجالات السياسة والاقتصاد والعمل الجمعوي، للإصغاء أكثر للانتظارات المشروعة لشعوب القارة.
 
وأخيرا، لأنه تم إنجاز العديد من المبادرات، واعتماد قواعد جديدة في التعامل مع مختلف القضايا، بمبادرة ليس فقط من طرف الحكومات، وإنما أيضا من قبل الجماعات الترابية والمجتمع المدني.
 
وسيعرف هذا التوجه الإيجابي، الذي لا محيد عنه، توسعا متزايدا على كل المستويات، محليا ووطنيا وإقليميا وقاريا.
 
ومن هنا، فقد أصبح من الضروري تنظيم هذا التوجه، وإضفاء المزيد من التناسق والتكامل عليه. كما يجب تثمين كل المبادرات الناجحة، من أجل توسيع آفاقها ومجالات تطبيقها.
 
حضرات السيدات والسادة، إن الدول الافريقية ملتزمة بالقيم الكونية. غير أنها لا يمكن أن تقبل باستيراد أو فرض نماذج جاهزة للحكامة، لكونها نتاج تراكمات تاريخية محددة، ومسارات خاصة. بيد أنه يمكن الاستفادة من هذه النماذج، من خلال ملاءمتها وتعديلها، لتصبح مناسبة للسياق الإفريقي، وبالتالي تنفيذها بنجاعة، وتبنيها من طرف الجميع. وعلاوة على ذلك، فإن إفريقيا تمتلك آليات تضامن متأصلة فيها، وممارسات عريقة، ليس من العدل تجاهلها، بل ينبغي فقط تحديثها وتعديلها.
 
 فإفريقيا اليوم، قادرة بوسائلها الخاصة، على إبداع قواعد عمل ومخططات تنظيمية مبتكرة، من أجل شعوبها. ومن هذا المنطلق، فإن الحكامة المثالية بالنسبة لقارتنا، يجب أن تستند على مجموعة متناسقة وناجحة من التجارب الخارجية وملاءمتها مع السياق الإفريقي، وعلى طرق عمل داخلية متجددة، وممارسات مبتكرة على المستوى القاري.
 
وفي هذا الصدد، فإن العديد من المبادرات المغربية الهامة، تشهد على ما تحمله هذه المقاربة من أسباب النجاح. وهنا أذكر على سبيل المثال : الإصلاح المهيكل الذي تمثله الجهوية المتقدمة، التي تم إطلاقها في السنوات الأخيرة، ومخططات التمويل المبتكرة التي تم وضعها لتنفيذ مشاريع رائدة، وإطلاق صندوق سيادي يسمح بمساهمة استثمارات دولية مباشرة في استراتيجيات التنمية الوطنية، وأخيرا المساهمة المواطنة والطوعية لعدد من المقاولات العمومية الكبرى في ربط التنمية الاقتصادية بمنجزات ذات أبعاد اجتماعية ومحلية.
 
إن فضائل التعاون جنوب-جنوب لا يمكن تجاهلها، حيث يساهم تبادل التجارب في الرفع من مستوى قدرات كل الأطراف. كما أن الجهود التي يتم بذلها على الصعيد الوطني، تزداد قيمتها في إطار التعاون الإقليمي والقاري.
حضرات السيدات والسادة،
 
إن لقاءكم يلتئم بعد العودة التاريخية للمملكة المغربية إلى أحضان أسرتها المؤسساتية، الاتحاد الإفريقي، وبعد تقديمها، بتشجيع من شركائها، لطلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
 
ويشكل هذا اللقاء فرصة سانحة للتذكير بمجموعة من القناعات الراسخة، حول مسيرة إفريقيا الجماعية نحو التقدم : - أولها : أن كل محاولة لممارسة أي ريادة وطنية على القارة، لا يمكن إلا أن يكون مصيرها الفشل. ولا بد لهذه النظرة أن تندثر تماما، وتفسح المجال للرقي بالمصالح المشتركة، وتشجيع الجهود الجماعية، والشراكة رابح - رابح. - ثم إن الواقع الافريقي يتباين باختلاف المناطق والمناخ والموارد، بينما لا تختلف التحديات التي نواجهها، ولا الطموحات التي تحدونا. - إننا باتحادنا وبتضامننا سوف نكسب رهان معركة التنمية الشاملة.
 
وبدون ذلك، سنستمر في تحقيق نجاحات متذبذبة، داخل حدودنا الوطنية. ولن نتمكن أبدا من مواجهة التحديات التي يمكن أن نرفعها مجتمعين، ولا من جني الثمار الإضافية والضرورية التي توفرها التنمية المستدامة المشتركة. - وإذا أردنا أن ندعم التعاون البيني الإفريقي بالوسائل اللازمة لبلوغ هذا الهدف الاستراتيجي، فلا بد لنا من تبادل تجاربنا وخبراتنا، ومن الاستثمار الأمثل لنقاط التكامل بيننا.
 
هذا هو التوجه الذي اعتمدته المملكة في عملها، منذ عدة سنوات، من خلال تعاونها مع شركائها المتعددين في إفريقيا : وهو ما تجسده مصادقتها على العديد من اتفاقيات التعاون، وفتح جامعاتها ومعاهدها في وجه الطلبة الأفارقة، وتفعيل مجموعة من المبادرات الهامة على المستويين الثنائي والإقليمي، خاصة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة وبنيات الإنتاج والخدمات، إضافة إلى التنمية البشرية.
 
وترتكز أولوياتنا على تشجيع سلاسل القيم، إقليميا وقاريا، ودعمها باستثمارات جديدة، وتحديد الأولويات، وبلورة هندسة مالية مبتكرة وتدابير مواكبة مناسبة. فطموحنا من أجل إفريقيا يرتبط بالقدرة على الاختيار، وقياس الآثار، ووضع وتنفيذ المشاريع، وعلى تعبئة التوفير المحلي.
 
كما يتعين إنجاز كل مراحل هذا المسار، في إطار من الشفافية والحكامة الجيدة، مع الحرص على أن يتم تبنيه من طرف كل الفاعلين. وأخيرا، فإنه يجب تركيز الجهود، في كل أرجاء القارة، على التربية والتكوين، ودعم قدرات الأجيال الصاعدة. فالشباب يستحق فعلا كل اهتمامنا. ونحن نعمل من أجلهم ومن خلالهم، لتحقيق مستقبل يضمن لهم حكامة ناجعة، ويمكنهم من ممارسة حقوقهم كاملة، ومن أخذ زمام تطورهم الذاتي، على المستويات السياسية والاقتصادية والجمعوية.
 
حضرات السيدات والسادة،
 
إن إفريقيا منظمة ومتضامنة، قائمة على حكامة ناجعة، لقادرة على توفير المنافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تتطلع إليها شعوبها بكل مشروعية. وفي هذا الصدد، فإن التحلي ببعد النظر وحده، لا يكفي لتحقيق التحول الذي تحتاجه القارة.
 
 بل يجب أن يقترن معه الإبداع بالإخلاص، وأن يدعم العمل السياسي الطوعي كل الخطوات الناجحة والملموسة نحو التقدم. وفي نفس السياق، فإن كل الفاعلين، من قادة سياسيين ومسؤولين حكوميين ومنتخبين ورجال أعمال وفاعلين من المجتمع المدني، مطالبون بالمساهمة في هذا المجهود، في إطار من التنسيق الشامل. وإني لأدعوكم إلى تبادل الأفكار وإلى الخروج، بالدرجة الأولى، بتوصيات صائبة وعملية.
 
كما ينبغي أن تجد هذه التوصيات طريقها للتنفيذ، من أجل الاستجابة لانتظارات جيل كامل من نساء ورجال القارة، الذين يتطلعون لتحقيق تقدم مشترك يتقاسمه الجميع.
 
شكرا لكم.
 
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".


ملصقات


اقرأ أيضاً
خمس سنوات سجنا لضابط الشرطة المتهم في ملف وفاة شاب بمقر مفوضية الشرطة بابن جرير
أدانت الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية بابتدائية مراكش، مساء اليوم الاثنين، ضابط الشرطة المتورط في وفاة ياسين الشبلي خلال وضعه تحت الحراسة النظرية بمقر مفوضية الشرطة ببنجرير، إقليم الرحامنة، بخمس سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية محددة في ألف درهم.  وقضت المحكمة بمنح تعويض درهم رمزي لفائدة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والتي نصبت نفسها طرفا مدنيا في الملف. كما قضت بأداء   المتهم 20 مليون سنتيم تعويضا لكل واحد من المطالبين الستة بالحق المدني من ذوي حقوق الضحية.  وكانت المحكمة قد حجزت الملف للمداولة والنطق بالحكم في آخر الجلسة، إثر انتهاء مناقشة قضية تورط ضابط شرطة في وفاة المواطن ياسين الشبلي، التي دامت حوالي 3 ساعات ونصف الساعة، طالب خلالها ممثل الحق العام بالحكم على المتهم وفق فصول المتابعة. في حين لازال 03 متهمين، وهم رجال الشرطة، متابعين من طرف المحكمة الابتدائية ببنجرير ، اثنان في حالة اعتقال وواحد في حالة سراح مؤقت.
مراكش

ملف التسمم الجماعي بمراكش..تأجيل محاكمة صاحب سناك المحاميد من أجل إعداد الدفاع
تأجيل جديد لملف محاكمة صاحب سناك المحاميد المتهم في قضية التسمم الجماعي الذي خلف 5 وفيات، إلى الإثنين المقبل، 13 ماي الجاري، وذلك من أجل إعداد الدفاع.  المتهم مثل اليوم أمام المحكمة الابتدائية لمراكش في حالة اعتقال، وذلك في قضية التسمم الجماعي التي هزت الرأي العام المحلي والوطني. وتسبب هذا التسمم الجماعي في وفاة 5 اشخاص، ضمن حواليا 28 شخصا  من بينهم رجلي أمن تعرضوا للتسمم. ومن بين هؤلاء رجل أمن. تعد جلسة اليوم الإثنين الثانية من نوعها في هذا الملف الذي يواجه فيه صاحب السناك تهما لها علاقة بالمشاركة في التسبب في وفاة بقصد غير عمدي، وإزالة أشياء من مكان وقوع الجريمة. وتأتي هذه الجلسة الجديدة من المحاكمة بعد أقل من 24 ساعة على ارتفاع حصيلة الوفيات جراء التسمم الغذائي الذي تعرض له زبائنه بمنطقة المحاميد بمراكش الاسبوع الماضي، حيث ارتفعت صباح يوم الاحد 5 ماي، الى 5 وفيات كلهن نساء.  
مراكش

الأقراص المهلوسة تطيح بشخص في قبضة أمن مراكش
تمكنت عناصر الدائرة الرابعة صبيحة يومه الإثنين 06 ماي الجاري، من إيقاف أحد الأشخاص، من أجل الإشتباه في تورطه في قضية تتعلق بحيازة وترويج المخدرات. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن المعني بالأمر تم توقيفه إثر كمين محكم، على مستوى حي الملاح، وضبط بحوزته على كمية من الأقراص المهلوسة التي يقوم بترويجها بين المدمنين. هذا، وقد جرى اعتقال المعني بالأمر، وإحالته على الشرطة القضائية من أجل القيام بالمتعين.
مراكش

استئناف محاكمة صاحب “السناك” الذي تسبب في وفاة 5 من زبائنه بمراكش
تتواصل يومه الاثنين 6 ماي، محاكمة صاحب "السناك" الذي تسبب في وفاة 5 اشخاص، بعد تعرضهم لتسمم غذائي ارسل حينها 28 شخصا  من بينهم رجلي أمن صوب المستعجلات في حالة حرجة. ويمثل يومه الاثنين صاحب "السناك" المتابع في حالة اعتقال امام المحكمة، في ثاني جلسات محاكمته، بتهم المشاركة في التسبب في وفاة بقصد غير عمدي، وإزالة أشياء من مكان وقوع الجريمة. وتأتي هذه الجلسة الجديدة من المحاكمة بعد اقل من 24 ساعة على ارتفاع حصيلة الوفيات جراء التسمم الغذائي الذي تعرض له زبائنه بمنطقة المحاميد بمراكش الاسبوع الماضي، حيث ارتفعت صباح أمس الاحد 5 ماي، الى 5 وفيات كلهن نساء. ووفق مصادر "كشـ24"، فإن الضحية الجديدة التي كانت ضيفة لدى شقيقتها المتوفية بدورها في وقت سابق جراء نفس التسمم، غادرت المستشفى قبل ايام، وعادت الى منزلها بضواحي ايت ايمور، الا ان مضاعفات التسمم سرعان ما تسببت في وفاتها، حيث لفظت أمس الاحد انفاسها الاخيرة بمنزل أسرتها. ومعلوم ان التسمم الغذائي المميت الذي هز مراكش وهز الرأي العام الوطني برمته بالنظر لعدد الضحايا الغير مسبوق، كان قد تسبب في 28 حالة تسمم، انتهت 5 منها بالوفاة، بينما غادر باقي الضحايا المستشفى والمصحات التي نقلوا اليها بعد تلقي العلاجات. وقد خلفت الواقعة زوبعة بالمدينة، حيث تشن السلطات والمصالح الصحية بمراكش منذ الواقعة حملات واسعة اسفرت عن حجز كميات كبيرة من الماكولات و الاطعمة الفاسدة ، كما تم اصدار قرارات باغلاق عدة محلات.
مراكش

‎الاوضاع بالمركز الاستشفائي الجهوي بمراكش تدفع نقابة UGTM نحو التصعيد
اعلن المكتب الاقليمي مراكش للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب UGTM في بيان له عن خطوات نضالية تصعيدية تتجلى في القيام باعتصام بادارة المركز الاستشفائي الجهوي مراكش بمستشفى ابن زهر و ذالك ابتداء من يوم الاثنين 6 ماي الجاري ، بسبب الاوضاع الكارثية التي اصبح عليها CHR مراكش وعدم تحرك الادارة الصحية الاقليمية والجهوية والوطنية لتصحيح الأوضاع و الاختلالات رغما تكلفتها الباهظة حسب نص البيان. ‎واكد البيان انه في إطار تنزيل الإصلاحات الهيكلية التي تعرفها المنظومة الصحية ببلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وبهدف إرساء مقومات الدولة الاجتماعية والتي من بين دعاماتها مشروع تعميم الحماية الاجتماعية مما يتطلب الرفع من مستوى جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنات والمواطنين كرافعة أساسية لإنجاح هذا المشروع ،إلا أن واقع المركز الاستشفائي الجهوي مراكش يبقى بعيدا وبالأحرى غائبا بشكل تام عن هذه التطورات والمشاريع المرتقبة رغم التنبيهات المتكررة لمكتبنا النقابي من أجل تصحيح هذه الأوضاع الخطيرة، الا أن تستر الإدارة على هذه الاختلالات يطرح مجموعة من التساؤلات من أبرزها، من المستفيد من هذه الاختلالات؟ ولماذا لم تتحرك وزارة الصحة والحماية الاجتماعية رغم التكلفة الباهظة لهذه الاختلالات؟حسب نص البيان دائما. ‎البيان النقابي ايضا سرد مجموعة من الإختلالات التسييرية و التدبيرية التي يعرفها CHR , كتنديده بإغلاق مستعجلات مستشفى الانطاكي التي تعتبر مرفقا حيويا دون تحرك المسؤولين عن القطاع اقليما وجهويا ووطنيا،و انستنكاره إتلاف كميات كبيرة من الادوية والمستلزمات الطبية المنتهية الصلاحية بطرق غير قانونية،استنكر ايضا سوء تدبير الموارد البشرية وتوزيعها حسب أهواء بعض المسؤولين، وتمكين بعض المنعم عليهم من الانتقال خارج اطار الحركة الانتقالية،و توزيع تعويضات الحراسة والالزامية والمداومة بدون وجه حق, كما استنكر التضييق الممنهج ضد مناضلي الجامعة الوطنية للصحة UGTM عبر حرمانهم من رخصهم السنوية والتنقيط وتمتيع البعض من هيئات أخرى برخص وهمية، وإخفاء وثائق إدارية خاصة بهم، والتستر على بعض المتغيبين بطرق غير قانونية، والتمييز في ارسال الشواهد الطبية الى المصلحة الطبية الإقليمية، ‎ كما ندد البيان باسناد مهام طبية وتمريضية بمصلحة الاستشارات الطبية للعيون لأشخاص ينتحلون هذه الصفة، ودق ناقوس الخطر بخصوص ارتفاع مستوى الاحتقان في مجموعة من المصالح بمستشفيات CHR واختيار مدير المؤسسة لحلول ترقيعية، وتشغيل مصالح داخل مستشفيات CHR بمتدربين بأعداد كبيرة ودون حضور المؤطرين، كما استنكر توزيع مناصب المسؤولية بالنيابة دون احترام مبدأ الكفاءة والشفافية والنزاهة، ‎ كما اشار البيان الى ضعف المردودية العامة للمستشفى وانخفاض المداخيل وعدم فوترة مجموعة من الخدمات المقدمة، واغلاق عدد من المصالح وتمتيع أصحابها بعطل مفتوحة ومدفوعة في ضرب تام لمبدأ الاجر مقابل العمل في حين أن مصالح أخرى تعاني من نقص حاد في الموارد البشرية.
مراكش

وصفوه بالكارثة.. تراكم الأزبال أمام مدرسة بتامنصورت يثير غضب الآباء
يتابع تلاميذ مدرسة السلطان مولاي اسماعيل دراستهم، في وضع بيئي كارثي وفي ظروف غير صحية، تحز في النفس، بسبب الأزبال المتراكمة أمام المدرسة المذكورة، والتي من شأنها أن تتسبب لهؤلاء الاطفال في مشاكل صحية وخيمة. وحسب مصادر مطلعة لـ"كشـ24"، فالمدرسة المذكورة تتواجد أمامها مباشرة حاوية للأزبال، تشوه المنظر العام وتتسبب في انتشار الكثير من الحشرات والحيوانات التي تقتات من هذه الحاوية، والمؤسف أن هذه الأخيرة تتجاوز كونها ملجأ للكلاب والقطط، التي تبحث عن الحصول على قوت تسد به رمقها من مخلفات الأطعمة وبقايا المأكولات التي يرميها الساكنة بحاوية الأزبال. وقال مواطنون أن الأمر يتطور ليصبح مشوها للمنظر العام، ومؤثرا على محيط المدرسة والمسجد الكبير للجوامعية المقابل لها،بالإضافة إلى المشاكل الصحيئة والبيئية الكارثية التي يمكن لهذه الأزبال والنفايات التي تمردت عن الحاوية واصبحت تقترب من باب المدرسة شيئا فشيئا، أن تتسسب فيها. وطالب آباء وأوليا أمور التلاميذ، الجهات المختصة بإيجاد حل لهذا الوضع الكارثي، الذي يهدد سلامة وصحة أبنائهم، وتغيير مكان الحاوية من أمام المدرسة، بالإضافة إلى ضرورة تكثيف دوريات عمال النظافة، للحد من تراكم الأزبال والنفايات التي تنفلت من الحاوية وتقع بقارعة الطريق بسبب الإهمال، مشكِّلة بذلك تهديدا للساكنة ومستعملي الطريق.     
مراكش

هل تتحرك السلطات لمراقبة زيوت الطهي والقلي بحنطات جامع الفنا؟
بعد ارتفاع حصيلة الوفيات لخمسة أشخاص إثر تسمم غذائي جماعي، أصيب يهم 26 شخصا منهم رجلي أمن، بعد تناولهم لوجبة سريعة بإحدى "السناكات" بمنطقة المحاميد. أثارت الواقعة، مخاوف مجموعة من المواطنين، وخاصة بعد الحملة التي أشرف عليها الوالي فريد شوراق بمجموعة من المناطق بمدينة مراكش والتي أسفرت على غلق العديد من محلات بيع المأكولات وحجز وإتلاف الكثير من اللحوم والأطعمة الفاسدة التي كان سيتم توجيهها لبطون المراكشيين، ولمستهلكي هذا النوع من الأكل. وفي هذا السياق حذر مهتمون من المخاطر التي يمكن ان تنتج عنها حنطات بيع المأكولات الشعبية بساحة جامع الفنا، وخاصة لما يقوم به بعض أصحاب هذه الحنطات من ممارسات مغشوشة، من شأنها أن تؤثر على صحة المستهلكين، السياح منهم والمغاربة. وأفاد مصدر مطلع لـ"كشـ24" أن بعض أصحاب هذه الحنطات يقومون باستعمال الزيت في طبخ المأكولات لمرات متكررة، أو يلجأون في بعض الأحيان إلى تصفيته وإعادة استعماله، الشيء الذي يمكن أن ينتج عن تسممات غذائية مماثلة لما عاشته مدينة مراكش في الأيام الأخيرة، يمنطقتي المحاميد وعين ايطي، كما قد يتسبب استعمال هذه الزيوت في الكثير الأمراض مثل أمراض القلب والسمنة والسرطان وارتفاع ضغط الدم واضطرابات الكبد والسكري، باعتبار أن هذه الأخيرة حين تتم إعادة استعمالها يمكنها أن تكون مصدرا للكثير من المواد المسرطنة. وطالب مهتمون، السلطات المحلية والجهات المختصة، بتشديد المراقبة على أصحاب حنطات بيع المأكولات بساحة جامع الفنا، والقيام بتحاليل مخبرية للزيوت التي يتم استعمالها في طهي وتحضير مجموعة من المأكولات، لأن هذه الأخيرة قد تشكل خطرا على صحة المستهلكين، أو تتسبب لهم في أعراض جانبية نتيجة تناولهم لهذا النوع من المأكولات، وخاصة أن غالبية زبائن أصحاب هذه الحنطات من السياح ومن زوار المدينة القادمين من مختلف المدن المغربية.   
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 07 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة