لاشك أن مدينة مراكش في سباق مع الزمن نحو تحقيق الإنجازات في كافة المجالات، ولعل البناء من أهم المشاريع التي تدعم المسيرة التنموية للمدينة الحمراء، حيث عرفت سنة 2017 إطلاق وتدشين العديد من المشاريع التي تتصدر مجالات مختلفة بمراكش، وهناك مشاريع انتهت وأخرى ما زالت في طور الإنجاز.
وكان من أبرز المشاريع الهامة تلك التي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقتها مع بداية السنة في يناير الماضي والتي تروم الحفاظ على الموروث التاريخي للمدينة القديمة لمراكش وتعزيز إشعاعها السياحي وصيتها الدولي.
وهكذا، أعطى الملك انطلاقة برنامج ترميم وتأهيل المدارات السياحية والروحية للمدينة القديمة لمراكش، وكذا مشاريع بناء مركز صحي حضري من المستوى الأول “مرستان”، وإعادة بناء مركز للإسعافات الأولية تابع للهلال الأحمر المغربي بجامع الفنا وتهيئة آخر مماثل بحي الملاح، وترميم المدرسة العتيقة “بن يوسف”.
ومن المشاريع التي رأت النور بمراكش، تدشين الأمير مولاي الحسن لمتحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب، المشيد على مساحة اجمالية بلغت 20 ألف متر مربع بغلاف مالي اجمالي يصل إلى 163 مليون درهم.
وكانت جهة مراكش، قد استفادت، من إعطاء انطلاقة بناء العديد من المشاريع التي تموّلها مؤسسة قطر جاسم بن حمد بن جاسم، ومن بين هذه المشاريع اثنان من المستشفيات، الأول بمراكش والثاني في جماعة سبت كزولة التابع لولاية آسفي، وذلك بتكلفة إجمالية تجاوزت 100مليون يورو.
و تتضمن هذه المشاريع إقامة مستشفى عام بمدينة مراكش بمنطقة سيدي يوسف بنعلي يحمل اسم ” الشيخة شريفة بنت إبراهيم النصر” ثم مركز لإعادة التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة ومراكز غسيل الكلى، سواء في المدينة الحمراء وفي جهة الرحامنة وقلعة السراغنة، والحوز.
وعلى مستوى المشاريع الأمنية، شهد المجال الترابي لمقاطعة المنارة بمدينة مراكش، تدشين مقر جديد للمنطقة الأمنية المحاميد، فيما عملت ولاية أمن مراكش على تهييء وافتتاح مركز للشرطة داخل بناية محطة القطار التابعة ترابيا لمنطقة أمن المنارة،وذلك التزاماً منها بتنزيل التوجُّهات الكبرى للمديرية العامة للأمن الوطني الهادفة إلى تأهيل المرفق الأمني بما يضمن الشروط الأساسية لحسن استقبال المواطنين وتجويد ظروف اشتغال مصالح الأمن.
وكما في المجالات الثقافية والاجتماعية، تعززت مدينة مراكش في المجال الصحي خلال سنة 2017 بتشييد بنية صحية شاملة، ويتعلق الأمر بمشروع "مدينة مراكش الطبية"، ويعد أول استثمار إماراتي مغربي في المجال الاستشفائي في المغرب، ويستجيب هذا المشروع،الذي يمتد على مساحة تناهز 21 ألف مترمربع،وخصص له مبلغ اجمالي يقدر بأزيد من 900 مليون درهم، للمعايير الدولية المعمول بها في المجالين الصحي والسياحي، بحيث سيشتمل على تجهيزات تكنولوجية جد متطورة.
وكانت مراكش عرفت أيضا، تدشين المركز الجديد لتحاقن الدم بمدينة مراكش، وذلك بعد تحويل خدمات مقره السابق المجاور لمستشفى ابن طفيل بحي جليز بمراكش إلى المقر الجديد قبالة مستشفى الصحة النفسية والأمراض العقلية بالمركز الاستشفائي الجامعي الواقع بحي الداوديات.
وفي إطار سعيها الدؤوب إلى الارتقاء إلى مصاف المدن العالمية الصديقة للبيئة من خلال انخراطها في مشاريع تروم المحافظة على البيئة ومواجهة آثار التغيرات المناخية التي بدأت تعصف بالعديد من المناطق عبر العالم، شرعت المدينة الحمراء في استخدام الحافلات الكهربائية للنقل الحضري.
وبانطلاق هذه الحافلات في تقديم خدماتها، تكون مدينة مراكش قد حققت السبق في مجال النقل الحضري بواسطة الطاقات النظيفة ولتبصم على تجربة هي الأولى من نوعها وغير مسبوقة على المستوى الوطني والقاري.
المشاريع الثقافية بمراكش نالت أيضا قسطها، حيث كانت الأميرة الأيام قد ترأس حفل تدشين متحف "إيف سان لوران مراكش"، ويتيح هذا المتحف المتواجد بالقرب من الحديقة التاريخية "ماجوريل" المشهورة، إبراز جانب كبير من ثقافة المغرب، حيث يشكل مركزا ثقافيا مهما وكفيلا لتسليط الضوء على غنى الموروث الثقافي للمملكة.