تشهد مختلف محاور الشبكة الطرقية خلال فترة فصل الصيف ارتفاعا ملحوظا في حركية السير والجولان، التي تكون مقرونة بارتفاع عدد حوادث السير في هذه الفترة الاستثنائية، خصوصا مع دخول المغاربة المقيمين بالخارج، حيث تنضاف حوالي 500 ألف عربة إلى حظيرة المركبات، بحسب الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بالمغرب، وهو ما يستوجب الالتزام بمقتضيات الوقاية والسلامة الطرقية ومضاعفة الحيطة والحذر.

وتعمل الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بالمغرب على إطلاق حملات توعوية بهدف تحسين شروط السلامة الطرقية وتحسين الخدمات المقدمة لمستخدمي الطرق والمهنيين خلال فصل الصيف، الذي يعتبر فترة استثنائية ترتبط بارتفاع حركة السير والتنقل.

وعملت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بالمغرب (نارسا) على بلورة وتفعيل مخطط عمل شمولي باعتماد مقاربة تشاركية مع كافة الأطراف المعنية، بالنظر إلى أن ملف السلامة الطرقية، ملف متشعب ومتداخل يستلزم تظافر ومضاعفة جهود كافة الفاعلين السياسيين والمهنيين والسوسيو-اقتصاديين للحد من حوادث السير وضحاياها.

وذكرت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، في بيانات خاصة، أن هذا المخطط يتضمن مجموعة من التدابير الاحترازية الهادفة إلى تطويق آفة حوادث السير خلال هذه الفترة الاستثنائية من السنة بالارتكاز على مجموعة من العمليات التواصلية التحسيسية لتأطير سلوك مستعملي الطريق من خلال الحرص على ضمان حضور متميز وفعال لمختلف الخطابات التحسيسية بالقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية والمنصات الرقمية والاستثمار في عمليات القرب للتواصل المباشر مع مستعملي الطريق بالموانئ والمحطات الطرقية وباحات الاستراحة والشواطئ.

ووفقا للمعطيات ذاتها، فقد جرى تنظيم عمليات تواصلية مباشرة بعدد من المدن، بما في ذلك الموانئ، حيث تعمل نارسا على تنظيم عملية تواصلية ميدانية لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج على مستوى ميناء طنجة المتوسط وميناء الناظور.

وتنصح الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بضرورة احترام حق الأسبقية، وترك مسافة آمنة بين المركبات، وتجنب السرعة المفرطة، والانتباه للمشاة وعدم تغيير الاتجاه المسموح به، واحترام الوقوف المفروض بعلامة "قف"، والسير في يسار الطريق، واحترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، وتجنب القيادة تحت تأثير الكحول، فضلا عن احترام الاتجاهات المسموح بها.

وقد أطلقت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية هذه التوصيات عبر وسائل الإعلام الرقمية وقنوات التواصل المباشر خلال هذا الصيف، وسعت الوكالة إلى التعاون مع 99 جمعية للمجتمع المدني طوال هذه الفترة، وذلك في أكثر من 36 مدينة.

وإلى جانب هذه الإجراءات الاستباقية للحد من حوادث السير، انفتحت نارسا على المخيمات الصيفية للأطفال، حيث تضمن برنامجها الصيفي عملية "فضاءات التربية الطرقية بالمخيمات الصيفية "، الذي يقوم على الاستثمار في الناشئة، ومتابعة تنفيذ اتفاقية الشراكة والتعاون الموقعة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل من أجل إدماج التربية الطرقية في الأنشطة التربوية اعتمادا على سبل التوجيه التربوي والتنشئة الاجتماعية والتثقيف الفني.

و تشمل هذه العملية، بحسب معطيات الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، 30 مركزا من مراكز التخييم، موزعة على صعيد الترابي الوطني حسب التقسيم التالي:

- 28 مركزا للتخييم تابعا لوزارة الشباب والثقافة والتواصل؛

- مركزين تابعين للقوات المساعدة.

وتجذر الإشارة إلى أن حوادث السير بالمغرب تُخلّف ما يناهز 3500 وفاة وأكثر من 10 آلاف مصاب بجروح بليغة سنويا، إضافة إلى تكلفتها الاقتصادية والاجتماعية الباهظة التي تقدر بـ1,7 والمائة من الناتج الداخلي الخام، أي ما يعادل 19,5 مليار درهم سنويا.