دولي

“موائد الرحمن” طقس رمضاني في مصر يتحدى الحداثة


كشـ24 - وكالات نشر في: 29 مارس 2023

في أحياء مصر الراقية كما في أحيائها القديمة، تشكل موائد الرحمن قاسما مشتركا في شهر رمضان ، حيث تشكل هذه الموائد، ملاذا للإفطار بالنسبة للفقراء وعابري السبيل فضلا عن كونها مناسبة لأبناء الحي الواحد للالتقاء على مائدة إفطار واحدة.ففي مشهد احتفالي بديع، تتدلى فيه الزينة فوق الرؤوس، وتنير الفوانيس الشوارع، تتجهز موائد الرحمن بصنوف الطعام، ومن حولها يجلس رواد تلك الموائد يتبادلون أطراف الحديث انتظارا لدوي صوت مدفع الإفطار إيذانا بانتهاء يوم الصيام، ليشرع الجالسون حول الموائد في تناول وجبة الإفطار في جو يسوده التآخي والتآزر والألفة والحب.ويعود تاريخ تنظيم موائد الرحمن في مصر إلى عهد أحمد بن طولون (مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام من الفترة 254 هـ/868 - 270 هـ/884)؛ حيث يعتبر أول من أقامها، إذ كان يقوم بجمع كبار التجار والأعيان في مصر في أول يوم من شهر رمضان على الإفطار، ثم يلقي عليهم خطبة يذكر لهم فيها، أن الغرض من المائدة هو أن يذكرهم بالإحسان والبر بالفقراء والمساكين، وكان يأمر بأن تظل هذه المائدة موجودة طوال شهر رمضان، كما طلب من التجار وكبار الأعيان أن يفتحوا منازلهم، ويمدوا موائدهم للمحتاجين.وقديما كانت موائد الرحمن تتركز بجوار المساجد العتيقة مثل مسجد الحسين والسيدة زينب والأزهر؛ وذلك لتوافر أعداد كبيرة من التجار بتلك المناطق، لكن مع مرور السنوات بدأت بعض الهيئات في مصر تتولى من جهتها تنظيم هذه الموائد مثل وزارة الأوقاف والجمعيات الخيرية والأهلية، كما تشرف وزارة الصحة على مراقبة ما يقدم في هذه الموائد من أطعمة ومشروبات حرصا على سلامة المترددين عليها.يقول الخبير الاقتصادي محمد البخشونجي، إن السكان في الأحياء الراقية لا يزالون يداومون على تنظيم موائد الرحمن، باعتبارها "وجها من أوجه الخير، وطقس رمضاني أصيل، تجمع المواطنين من كافة الفئات على سفرة رمضانية واحدة".ويضيف البخشونجي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فكرة "مائدة الرحمن" شهدت بحكم متطلبات العصر الحديث نوعا من التطور، فأضحت عملية تنظيمها تتم في خيم يتم تصميمها بشكل خاص لتستوعب المائدة، فضلا عن أن عملية إعداد الطعام شهدت هي الأخرى نوعا من الحداثة، فلم تعد تلك العملية تتم من خلال طهاة في مكان إقامة المائدة، بل يتفق المساهمون في تنظيم المائدة على جمع مبالغ مالية والاتفاق مع أحد مطاعم إعداد الطعام التي تعمل بدورها على إيصال الطعام طازجا قبل موعد الإفطار بقليل.من جهتها، تقول أستاذة علم الاجتماع هالة منصور أن تنظيم موائد الرحمن يعد نوعا من أنواع التكافل الاجتماعي بين المصريين، وظاهرة تعكس جليا الروابط الإسلامية في الاجتماع على مائدة واحدة، حيث لا تقدم هذه الموائد الطعام فقط، بل تقدم كذلك طقسا رمضانيا تسوده الروحانيات والحميمية، ما يشكل مناخا طيبا لاكتساب المودة والمحبة والتعارف.وأضافت أن "موائد الرحمن" في مصر علامة على التكافل والمشاركة، حيث ترفع تلك الموائد شعار "ك ل ما شئت ولا تدفع شيئا"، إذ يولي المصريون اهتماما ملحوظا بهذه اللفتة التي تتطور كل سنة وتبدو كعلامة ترحيب وبهجة بشهر رمضان وتحية للصائمين.ولا يقتصر تنظيم موائد الإفطار على المسلمين فقط، بل يواظب عدد من الأقباط في مصر على إقامة موائد إفطار يومية لجيرانهم المسلمين، حيث يرون أن تنظيم تلك الموائد ليس حكرا على دين معين، وأن تلك اللفتة الطيبة تعد أمرا عاديا وامتدادا لكل مظاهر التعايش الطبيعية.كما لا يقتصر ضيوفها على الصائمين والمسلمين، بل تستقطب أشخاصا من جنسيات وديانات مختلفة، ممن يستهويهم الانفتاح على ثقافات مغايرة واكتشاف قيم وعادات جديدة ومختلفة.ومواكبة للتطورات لا سيما التكنولوجية منها، دأبت عدد من موائد الرحمن على اشتراط الحجز والتسجيل المسبق على بوابة إلكترونية لحجز مكان بالنظر للإقبال المتزايد على هذه الموائد.

في أحياء مصر الراقية كما في أحيائها القديمة، تشكل موائد الرحمن قاسما مشتركا في شهر رمضان ، حيث تشكل هذه الموائد، ملاذا للإفطار بالنسبة للفقراء وعابري السبيل فضلا عن كونها مناسبة لأبناء الحي الواحد للالتقاء على مائدة إفطار واحدة.ففي مشهد احتفالي بديع، تتدلى فيه الزينة فوق الرؤوس، وتنير الفوانيس الشوارع، تتجهز موائد الرحمن بصنوف الطعام، ومن حولها يجلس رواد تلك الموائد يتبادلون أطراف الحديث انتظارا لدوي صوت مدفع الإفطار إيذانا بانتهاء يوم الصيام، ليشرع الجالسون حول الموائد في تناول وجبة الإفطار في جو يسوده التآخي والتآزر والألفة والحب.ويعود تاريخ تنظيم موائد الرحمن في مصر إلى عهد أحمد بن طولون (مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام من الفترة 254 هـ/868 - 270 هـ/884)؛ حيث يعتبر أول من أقامها، إذ كان يقوم بجمع كبار التجار والأعيان في مصر في أول يوم من شهر رمضان على الإفطار، ثم يلقي عليهم خطبة يذكر لهم فيها، أن الغرض من المائدة هو أن يذكرهم بالإحسان والبر بالفقراء والمساكين، وكان يأمر بأن تظل هذه المائدة موجودة طوال شهر رمضان، كما طلب من التجار وكبار الأعيان أن يفتحوا منازلهم، ويمدوا موائدهم للمحتاجين.وقديما كانت موائد الرحمن تتركز بجوار المساجد العتيقة مثل مسجد الحسين والسيدة زينب والأزهر؛ وذلك لتوافر أعداد كبيرة من التجار بتلك المناطق، لكن مع مرور السنوات بدأت بعض الهيئات في مصر تتولى من جهتها تنظيم هذه الموائد مثل وزارة الأوقاف والجمعيات الخيرية والأهلية، كما تشرف وزارة الصحة على مراقبة ما يقدم في هذه الموائد من أطعمة ومشروبات حرصا على سلامة المترددين عليها.يقول الخبير الاقتصادي محمد البخشونجي، إن السكان في الأحياء الراقية لا يزالون يداومون على تنظيم موائد الرحمن، باعتبارها "وجها من أوجه الخير، وطقس رمضاني أصيل، تجمع المواطنين من كافة الفئات على سفرة رمضانية واحدة".ويضيف البخشونجي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فكرة "مائدة الرحمن" شهدت بحكم متطلبات العصر الحديث نوعا من التطور، فأضحت عملية تنظيمها تتم في خيم يتم تصميمها بشكل خاص لتستوعب المائدة، فضلا عن أن عملية إعداد الطعام شهدت هي الأخرى نوعا من الحداثة، فلم تعد تلك العملية تتم من خلال طهاة في مكان إقامة المائدة، بل يتفق المساهمون في تنظيم المائدة على جمع مبالغ مالية والاتفاق مع أحد مطاعم إعداد الطعام التي تعمل بدورها على إيصال الطعام طازجا قبل موعد الإفطار بقليل.من جهتها، تقول أستاذة علم الاجتماع هالة منصور أن تنظيم موائد الرحمن يعد نوعا من أنواع التكافل الاجتماعي بين المصريين، وظاهرة تعكس جليا الروابط الإسلامية في الاجتماع على مائدة واحدة، حيث لا تقدم هذه الموائد الطعام فقط، بل تقدم كذلك طقسا رمضانيا تسوده الروحانيات والحميمية، ما يشكل مناخا طيبا لاكتساب المودة والمحبة والتعارف.وأضافت أن "موائد الرحمن" في مصر علامة على التكافل والمشاركة، حيث ترفع تلك الموائد شعار "ك ل ما شئت ولا تدفع شيئا"، إذ يولي المصريون اهتماما ملحوظا بهذه اللفتة التي تتطور كل سنة وتبدو كعلامة ترحيب وبهجة بشهر رمضان وتحية للصائمين.ولا يقتصر تنظيم موائد الإفطار على المسلمين فقط، بل يواظب عدد من الأقباط في مصر على إقامة موائد إفطار يومية لجيرانهم المسلمين، حيث يرون أن تنظيم تلك الموائد ليس حكرا على دين معين، وأن تلك اللفتة الطيبة تعد أمرا عاديا وامتدادا لكل مظاهر التعايش الطبيعية.كما لا يقتصر ضيوفها على الصائمين والمسلمين، بل تستقطب أشخاصا من جنسيات وديانات مختلفة، ممن يستهويهم الانفتاح على ثقافات مغايرة واكتشاف قيم وعادات جديدة ومختلفة.ومواكبة للتطورات لا سيما التكنولوجية منها، دأبت عدد من موائد الرحمن على اشتراط الحجز والتسجيل المسبق على بوابة إلكترونية لحجز مكان بالنظر للإقبال المتزايد على هذه الموائد.



اقرأ أيضاً
اضطراب خدمات الاتصالات والإنترنت بسبب حريق سنترال رمسيس
تعرضت مناطق متفرقة في القاهرة والجيزة اليوم الاثنين، لانقطاع جزئي في خدمات الإنترنت والاتصالات، نتيجة حريق نشب داخل سنترال رمسيس في وسط القاهرة. مصادر من الشركة المصرية للاتصالات، أوضحت أن الحريق أسفر عن تلف عدد من الكابلات الأساسية، مما أدى إلى تعطل الخدمة في بعض الأحياء، خاصة في وسط العاصمة والجيزة. من جهته اعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، عن نشوب حريق مساء اليوم بإحدى غرف الأجهزة بسنترال رمسيس للشركة المصرية للاتصالات. وأوضح تنظيم الاتصالات، ان الحريق أدي إلى تعطل مؤقت لخدمات الاتصالات، وتقوم فرق الدفاع المدني بالتعاون مع الفرق الفنية للشركة المصرية للاتصالات بالجهود اللازمة للسيطرة على الحريق وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو فصل التيار الكهربي عن كامل السنترال، وجاري العمل على استعادة الخدمة تدريجيًا خلال الساعات القليلة القادمة، كما يجري حصر جميع الخدمات والعملاء المتأثرين من هذا الحريق. وأكد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، أنه سيقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استعادة الخدمة وتعويض كافة العملاء المتأثرين من تعطل الخدمة، وتقوم كافة الأجهزة المعنية بمتابعة الموقف لضمان حل المشكلة وتلافي تأثيراتها.
دولي

إصابات وتحقيقات أولية.. تفاصيل اندلاع حريق ضخم بسنترال رمسيس في مصر
قالت وزارة الصحة المصرية إن 14 شخصا أصيبوا جراء حريق نشب الإثنين في مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة. وذكرت الوزارة في بيان أن 17 سيارة إسعاف توجهت إلى مكان الحادث، مضيفة أنه "وفقا للإحصائية المبدئية أسفر الحادث عن إصابة 14 مواطنا تم نقلهم إلى مستشفى القبطي بشارع رمسيس لتلقي العلاج". ونقلت تقارير محلية عن مصدر أمني قوله إن "رجال الحماية المدنية نجحوا في منع امتداد الحريق إلى مبنى السنترال بالكامل وكذلك منع امتداد الحريق إلى أسطح العقارات المجاورة". وأضاف أنه "تجري حاليا عمليات التبريد لضمان عدم اشتعال النيران مرة أخرى". وأشار إلى أن الفحص المبدئي "أظهر أن الحريق يرجح أن يكون ناجما عن ماس كهربائي" فيما يقوم خبراء المعمل الجنائي برفع آثار الحريق للوقوف على أسبابه. وكانت محافظة القاهرة قالت في وقت سابق إن "غرفة العمليات المركزية ومركز السيطرة بالمحافظة قد تلقيا بلاغا يفيد بنشوب الحريق بالدور السابع بمبنى سنترال رمسيس المكون من 10 أدوار". وأضافت أنه "على الفور انتقلت قوات الحماية المدنية ومسؤولي الحي والأجهزة التنفيذية بالمحافظة، وشركات المرافق لموقع الحادث، وتم فصل الغاز والكهرباء، وتقوم قوات الحماية المدنية بالسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى مبان أخرى".
دولي

انتحار وزير النقل الروسي بعد ساعات من إقالته
أفادت وسائل إعلام روسية أن وزير النقل، رومان ستاروفويت، أطلق النار على نفسه بعد ساعات فقط من إقالته من منصبه بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أفادت مصادر رسمية في لجنة التحقيق الروسية بأن النتائج الأولية تشير إلى أن وزير النقل السابق رومان ستاروفويت قد أقدم على الانتحار، وجاء هذا الإعلان بعد العثور على جثته، بحسب روسيا اليوم. وقالت لجنة التحقيق: «تعمل الأجهزة التحقيقية التابعة للإدارة العامة للتحقيق في منطقة موسكو على تحديد ظروف وأسباب الوفاة، والسيناريو الرئيسي يشير إلى الانتحار». وفي وقت سابق اليوم، أصدر بوتين قراراً بإعفاء رومان ستاروفويت من منصب وزير النقل الذي شغل هذا المنصب منذ مايو الماضي. وبناء على القرار الرئاسي تم تعيين أندريه نيكيتين، نائب الوزير السابق والحاكم السابق لإقليم نوفغورود، قائما بأعمال وزير النقل بشكل مؤقت.
دولي

الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي.. ونحن لا نريد الحروب
وجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اتهاماً لإسرائيل، بمحاولة اغتياله في ظل التوتر الذي تصاعد بين البلدين خلال الحرب الأخيرة في يونيو الماضي، مؤكداً أن طهران لا تنوي تطوير أسلحة نووية، مشيراً إلى أن هذه الاتهامات صادرة فقط من جانب إسرائيل. وقال بزشكيان في مقابلة أجراها معه الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون: «إسرائيل حاولت اغتيالي، وكما قلت مراراً: نحن لا نريد الحروب، ولا نسعى لامتلاك أسلحة نووية. أما هذه الصورة الزائفة وهذا التصور الخاطئ الراسخ في أذهان المسؤولين الأمريكيين وصناع القرار، فهو نتيجة مكائد دبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والنظام الإسرائيلي». وأضاف بزشكيان: «صورة إيران المسلحة فرضتها إسرائيل على العالم، لكن طهران لطالما دافعت عن السلام». وقال: «أي تحول آخر في الصراع بالشرق الأوسط لن يؤدي إلا إلى تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة، وهذا ليس في مصلحة الولايات المتحدة». وتابع في سياق العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية: «إيران لا تضع أي عقبات أمام دخول المستثمرين الأمريكيين، القيود مرتبطة فقط بالعقوبات الأمريكية». واستدرك بالقول: «إيران لا ترى مشكلة في استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة».
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 08 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة