قررت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، توقيف موظفين بالسجن المحلي الاوداية بمراكش، وإحالتهما على المجلس التأديبي، بدعوى ارتكابهما مخالفات منافية للنظم والقوانين المعمول بها داخل المؤسسة السجنية.
وجاء توقيف الموظفين، أحدهما برتبة قائد والثاني حارس، بناء على التحقيق الذي عرفته هذه المؤسسة السجنية خلال الفترة الممتدة مابين 2 و5 شتنبر الجاري، وذلك على خلفية شكاية معتقل فرنسي يتهم فيها مدير السجن وأحد الموظفين بالنصب والإحتيال عليه بعد تلقي أموال منه مقابل إدراج اسمه ضمن لائحة طالبي العفو الملكي.
وأمرت المندوبية مدير السجن المذكور بتجريد المعنيين من الزي الرسمي والبطاقة المهنية وباقي لوازم العمل، بعد تبليغهما بهذا القرار بواسطة محضرين قانونين يوجهان إلى مديرية الموارد البشرية، مع تعميم القرار على جميع المصالح المركزية والمديريات الجهوية والمؤسسات السجنية ومركز تكوين الأطر.
واعتبر أحد الموظفين وهو برتبة قائد، القرار الذي توصلت "كِشـ24" بنسخة منه، مجحفا وضربا من الانتقام من قبل رئيس المعقل بالسجن المذكور وبعض الموظفين ومن وصفهم باللوبيات المتحكمة في مفاصل السجن، بعد تفجيره لملف المعتقل الفرنسي الذي اتهم المدير السابق"م، ا" بالنصب عليه بمعية الموظف الآخر الذي تم توقيفه بموجب القرار المذكور أعلاه.
واتهم المتحدث رئيس المعقل بمعية جهات أخرى بإنجاز تقرير مطبوخ ومفتعل في هذه النازلة التي هزَّت أركان هذه المؤسسة السجنية، للتخلص منه لا لشيء سوى لرفضه الإنخراط في الفساد المستشري داخل السجن وفضحه للتجاوزات التي يعرفها والتي تعد قضية الفرنسي من بين تجلياتها.
وأضاف بأن رئيس المعقل خلق واقعين متناقضين داخل سجن لوداية يجسدان التفاوتات الطبقية في أبشع صورها، من خلال تخصيص جناح "أ" الذي يطلق عليه السجناء اسم أبوظبي، للمعتقلين من الأغنياء والمحظوظين مقابل علاوات قد تصل لألآف الدراهم، في الوقت الذي خصص فيه جناح"ج" الذي يطلق عليه اسم "المرستان" والذي يشرف عليه الموظف الموقوف، للمحكومين بالمؤبد والمدانين في جنايات كالسرقة والإغتصاب ممن يصعب ترويضهم.
واشار المتحدث إلى أن رئيس المعقل وهو المكلف بتوزيع المهام على الموظفين والذي بدت عليه آثار النعمة بعد تشييده منزلا بحي سيدي يوسف بن علي، يعرف السجن في عهده استشراء للمخدرات، والشذوذ الجنسي، والتعذيب النفسي وهو ما يفسر بحسبه حالات محاولات الانتحار التي اقدم عليها عدد من السجناء ودخول بعضهم في اضرابات عن الطعام.
واستطرد الموقوف بأن رئيسه في العمل بمعية من وصفهم باللوبي الذي يدور في فلكه حاول النيل منه مرات عدة ودفع بهم الأمر إلى الحصول على هاتف زوجته لتمرير مكالمات تحريضية ضده لزعزعة استقراره الأسري، بل إن غريمه لم يتوانى في اتهامه بالإرهاب والانتماء لجماعات متطرفة.
وكانت تقارير إخبارية تحدثت عن توقيف المدير وموظف بالسجن الفلاحي لوداية القريب من مدينة مراكش حتى انتهاء التحقيق معهما، وذالك على خلفية الاتهامات التي وجهها معتقل يحمل الجنسية الفرنسية والتي تورط بعض الموظفين بالارتشاء والنصب والاحتيال.