نجح مواطن إيطالي نزيل بمستشفى ابن النفيس للأمراض النفسية والعصبية بمراكش، كسر قاعدة" خذ الحكمة ، من رأس المجنون"، واستبدالها بمقولة" خذ الحشيش من معدة المجنون"، حين رشق الأسرة الصحية بوابل من الكبسولات أفرزتها معدته بشكل مثير.
حل الإيطالي بالمستشفى المذكور يوم الخميس المنصرم قادما إليه من مطار المنارة، في إطار رحلة أمنية حملته على متن سيارة المصلحة، لمده بالعلاجات الضرورية بعد ثبوت معاناته من اضطرابات عقلية، استدعت إحالته على أهل الإختصاص.
بدأت فصول القضية حين رصدت عناصر أمن المطار،شخصا أجنبيا يتجول بفضاءات المرفق بشكل مثير للريبة والشبهة، فكان ضروريا إحاطته بأسباب التحقيق للتأكد من هويته، والتحقق من دواعي تواجده بهذا الموقع الحساس.
معاينة وثائقه الشخصية وبطاقات هويته وجواز سفره، ثبتت تواجده في وضعية غير قانونية بالتراب المغربي، فيما كشفت أجوبته وتصريحاته المضطربة رزوحه تحت نير المشاكل النفسية والإضطرابات العصبية،بالنظر لشروعه ف"الدخول والخروج فالهدرة".
أمام هذا المعطى عملت المصالح الأمنية على إحالة الإيطالي على مستشفى ابن النفيس بالمدينة، وإيداعه أحد الأجنحة الخاصة في أفق تقييم وضعه الصحي ومدراكته العقلية وكذا طبيعة المرض الذي يكابده.
منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماه أبواب المستشفى، وهو يلح على طلب التوجه إلى المرحاض لقضاء حاجته،دون أن يترك للطاقم الطبي والإداري فرصة القيام بالإجراءات الروتينية التي تفرضها لوائح المصلحة.
وقت طويل استغرقه الإيطالي داخل المرحاض، والجميع يستفسر ويستغرب هذا السلوك المثير، قبل أن يفتح عليه الباب ويتوجه لمقبعه بغرفة تم تخصيصها لإيوائه بعيدا عن باقي النزلاء،لحين إخضاعه للفحص والمراقبة الطبيين.
مع إشراقة شمس اليوم الموالي،وانطلاق العمل بردهات وأروقة المستشفى، شرعت الطواقم الطبية في القيام بعملها المعتاد، والقيام بدوريات على مختلف الغرف والحجرات قصد إخضاع النزلاء للتفتيش الروتيني بحثا عن أي متعلقات من شأنها أن تشكل خطرا عليهم وعلى المستشفى بشكل عام.
كانت مفاجأة غير سارة في انتظار أهل الوزرة البيضاء بغرفة الإيطالي، بحيث ما كادت سهام التفتيش تنطلق اتجاهه، حتى اكتشفوا كمية كبيرة من مخدر الشيرا في شكل كبسولات، مترعة بروائح الفضلات البشرية، كان المعني يحتفظ بها بين طيات ملابسه.
" منين جا،هاذ العجب؟" سؤال تناثر على ألسنة العاملين،بالنظر لكون الإيطالي قد أخضع لتفتيش مسبق مباشرة بعد استقباله بردهات المستشفى دون أن يتم اكتشاف أي شيء، ليطلع نور الصباح على كل هذا المخزون من المخدرات ،والمحددة في 23 كبسولة، تمت تعبئتها بمهارة وإثقان.
بتوجيه السؤال للإيطالي حول مصدر تزوده بكل هذا القدر من الشيرا، جاء الجواب سرياليا بحجم شذوذ اللحظة، من خلال تاكيده على أنها كانت محشوة ببطنه، وقام إنزالها داخل المرحاض من خلال قضاء حاجته الطبيعية ، ليعبر بعدها عن تطوعه بتقديم كل هذه الكمية "كهدية" للطبيب المعالج، مع التأكيد على أن قيمتها المادية تساوي"الشيء الفلاني".
لم تتردد إدارة المستشفى في ربط الإتصال بالمصالح الأمنية لوضعها في صورة الحدث، حيث انتقلت عناصر من الشرطة القضائية بتعليمات من النيابة العامة لغرفة النزيل، وقامت بإخضاعه لتحقيق سريع لم يسفر عن أي نتيجة بالنظر لحالة الإضطراب النفسي البادية على الأجنبي، لتغادر بعدها في انتظار استيفاء شروط العلاج.