مراكش

مسجد بمراكش يوفر الطاقة لقرية بأكملها ويلهم العالم


كشـ24 نشر في: 1 أكتوبر 2017

مسجد في المغرب يقدم للزوار فضاء للصلاة، لكنه في نفس الوقت يبقي الأنوار مضاءة في قرية بأكملها. هل يمكن لهذه القرية الصغيرة أن تلهم مجتمعات أخرى في جميع أنحاء العالم؟

تقع قرية تدمامت على بعد ساعة واحدة بالسيارة جنوب مدينة مراكش الصاخبة في المغرب الأقصى، ولكنها عالم مختلف. تقع هذه القرية في جبال الأطلس الكبير، ويبعد سكانها البالغ عددهم 400 ساكن، 40 كلم (25 ميلا) عن أقرب قرية ويعيشون أسلوب حياة ريفية بسيطة.

وتعتبر المحاصيل الزراعية، مثل الشعير والبطاطس والتفاح، المصدر الرئيسي للدخل فمعظم الناس لا يملكون سيارات ولا توجد هواتف ذكية أو أي اتصالات بالإنترنت، حتى أن إمكانية الحصول على الكهرباء يمكن أن تكون أمرا صعبا، خاصة أثناء فترة الشتاء القاسية. ولكن قد تكون هناك طريقة جديدة لتلبية احتياجاتهم من الطاقة، ومن خلال مصدر غير محتمل يتمثل في مكان العبادة في القرية، ألا وهو المسجد.

خلال السنة الماضية، أذاعت تدمامت خبرا يتعلق بكونها أصبحت موطنا لأول مسجد يعمل بالطاقة الشمسية في البلاد بني من الصفر. تغطي الألواح الشمسية الفولتوضوئية، التي تنتج الكثير من الطاقة، السقف ولا تقتصر على توفير الطاقة للمسجد فقط بل تزود منزل الإمام المجاور للمسجد بالطاقة الكهربائية وجزء هاما من القرية.

هذا المسجد الذي حقق كفايته الذاتية من الطاقة وفر فرص عمل لأهل البلدة وشجعهم على انارة بيوتهم بمصابيح LED وفي هذا الإطار، قال مدير المشروع بالمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (جيز) جان-كريستوف كونتز، وهي وكالة حكومية ألمانية قدمت الدعم للمشروع، “إنه أول مسجد يعمل بالطاقة الشمسية في البلاد”.

وفي الواقع، تعتبر تجربة مسجد تدمامت فريدة من نوعها، وتمهد الطريق لمساجد أخرى مثلها. إنها جزء من مشروع “المسجد الأخضر”، وهو مبادرة أطلقتها الحكومة المغربية منذ ثلاث سنوات، تهدف إلى الحد من استخدام المباني العامة للطاقة ابتداءً من 51 ألف مسجد في البلاد.

والجدير بالذكر أن الإضاءة في المساجد تستهلك معظم الطاقة، تليها الطاقة اللازمة لإنجاز المهام اليومية الصغيرة، مثل معدات الصوت المستخدمة في أوقات الصلاة والتنظيف بالمكنسة الكهربائية. وفي شأن ذي صلة، تابع كونتز “إن استهلاك الطاقة في المساجد ليس معقدا كما هو الحال في المباني الأخرى، لذا فهي مكان مناسب لبدء المشروع.

وتلعب المساجد دورا محوريا في المجتمع. في الحقيقة، يعتبر المسجد في تدمامت المبنى العام الوحيد في القرية، إذ يتم استخدامه كفضاء للتدريس ليحل محل المدرسة الصغيرة التي في حاجة إلى أعمال ترميم.

وحيال هذا الشأن، أكد رئيس جمعية القرية، إبراهيم عبد السلام، أنه “يمكن للأطفال أن يأتوا للدراسة في المسجد في أي وقت لأن هناك إنارة” ولأن المدرسة ليس بها إنارة”.

ولا تزال تولي قبيرة، وهي امرأة تعيش في القرية، وتبرعت أسرتها بالأرض التي بني عليها المسجد الجديد، تتذكر الأيام التي يصلي فيها الناس على ضوء الشموع. وفي هذا الصدد قالت “إذا كانت هناك رياح فإن الشمعة تطفئ ويتم المصلون صلاتهم في الظلام”.

كما أن المسجد يوفر الطاقة لإنارة الشوارع في الليل، إذ في السابق كانت القرية تقبع في الظلام بعد غروب الشمس. وتجري الخطط على قدم وساق من أجل استخدام الطاقة الكهربائية الإضافية لضخ المياه من البئر للري، مع العلم أن هذا أمر يتم حاليا يدويا.

وقد تم تجهيز مسجد تدمامت بسخان المياه بالطاقة الشمسية الذي يتلاءم بشكل محكم مع زاوية من السقف، وذلك لتوفير الماء الساخن للوضوء قبل الصلاة، كما تم تثبيت مصابيح إل إي دي الموفرة للطاقة في الداخل. وفي هذا السياق، قال كونتز “لا تملك المنازل العادية ماءا ساخنا أما الآن، يمكن للناس من القرية أخذ حمام ساخن في غرفة الاستحمام المجاورة للمسجد”.

وأفادت قبيرة أن الطاقة الكهربائية مكلفة، لذلك يرغب القرويون الآخرون في استخدام الطاقة الشمسية في منازلهم. وعلى الرغم من انخفاض أسعار الألواح الشمسية وسخانات المياه بالطاقة الشمسية، إلا أن التكلفة لا تزال باهظة للاستعمال الشخصي في المناطق ذات الدخل المنخفض مثل تدمامت.

ومع ذلك، فإن المشروع يساعد على نشر الوعي والإقبال على الطاقة الخضراء، والبعض على استعداد لإجراء عملية الشراء. وقد تظهر فوائد الطاقة الشمسية من حيث التكلفة على المدى الطويل، فقد عمت فائدة الطاقة الشمسية للمسجد الأقل تكلفة على جميع أنحاء القرية.
وحيال هذا الشأن، أورد عبد السلام “إن فاتورة الطاقة للمسجد القديم كانت مقسمة بين أفراد المجتمع، لكننا الآن لا ندفع أي شيء”.

ويعد كل هذا جزء من هدف أكبر لإنتاج انبعاثات طاقة أقل بنسبة 34٪ في المغرب بحلول سنة 2030 لدعم اتفاق باريس للمناخ. ففي السنة الماضية، تم تجهيز 100 مسجد بالطاقة الشمسية كجزء من المشروع التجريبي للمسجد الأخضر، بما في ذلك أكبر مسجدين في مراكش.

حاليا، تعتمد البلاد على الوقود الأحفوري لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة. وفي السنوات العشر الماضية، تضاعف الطلب على الطاقة الكهربائية، ويرجع ذلك جزئيا إلى مشاريع البنية التحتية الجديد، إذ أن حوالي 97٪ من النفط والغاز والفحم التي تتطلبها يتم استيرادها.

ومع ذلك، ومع توفر أكثر من 3000 ساعة من أشعة الشمس في السنة، وظروف مثالية لتوليد الطاقة من الرياح والطاقة المائية في عدة مناطق، يهدف المغرب إلى إنتاج 52٪ من طاقته من مصادر الطاقة المتجددة بحلول سنة 2030.

إن فوائد المساجد الخضراء أكثر بكثير من مجرد تزويد قرية بالطاقة، ويشعر السكان المحليون في تدمامت بالتباين في تغير المناخ. وتتكرر حالات الجفاف، وهناك نقص في المياه لري المحاصيل، حيث قال عبد السلام “كنا نسقي محاصيلنا مرة واحدة في الأسبوع ولكن الآن مرة واحدة في الشهر”، وأضاف “انخفضت نسبة الإنتاج الزراعي”.

ويخشى عبد السلام أن يزداد الوضع سوءا، ولكن التكنولوجيات الجديدة التي تم تركيبها في المسجد أعطته الأمل، حيث أضاف “سيساعد استخدام الطاقة المستدامة على تحسين الأوضاع”.

يتمثل أحد أهداف مشروع المسجد الأخضر في تثقيف عامة الناس حول فوائد الطاقة المتجددة، إذ يقدم البرنامج ورشات عمل وينشر معلومات عبر الإذاعة لشرح كيفية عمل الطاقة الخضراء. ويشرح الأئمة ورجال الدين كيف أن فعالية الطاقة والتقنيات الخضراء يمكن أن تسير جنبا إلى جنب مع قيم الاحترام وضبط النفس والاعتدال التي يشجعها الإسلام في ممارساته.

وفي سياق متصل، أكد كونتز أنه “من المهم أن تتم توعية السكان بتكنولوجيات الطاقة المتجددة وأن نشجع الناس على أن يبدؤوا باستخدامها في منازلهم”. كما ينبغي على المشروع الأخضر أيضا خلق فرص عمل جديدة، حيث يتم تكوين الأشخاص الذين يعملون في مشروع المسجد الأخضر حول كيفية إدارة عمليات تدقيق الطاقة وكيفية تثبيت وصيانة التقنيات المستخدمة.

في تدمامت، اكتسب القرويون أيضا مهارات إضافية منذ بناء المسجد من الصفر. وبما أن هناك بالفعل خطط لبناء مسجد جديد، فقد تم طرحه كمحل اختبار. وحيال هذا الموضوع، أورد كونتز “اقترح شركاؤنا في المشروع بناء مسجد ذو كفاءة من حيث استخدام الطاقة ويلتزم بالمعايير الحديثة”.

إن معظم المنازل في القرية مبنية من الحجارة والخرسانة، ولكن من أجل مقاومة حرارة الصيف المحرقة في المنطقة وشدة برودة الشتاء، تم تشييد المبنى من طوب الطين على منهاج أساليب البناء التقليدية للحفاظ على درجة الحرارة المثلى على مدار السنة.

وقد سمع المواطن أوفدي، الذي ساعد في بناء المسجد، عن تقنيات البناء من قبل ولكن لم تتح له الفرصة لتنفيذها. وعلى الرغم من أنه كان لديه خبرة في البناء، إلا أنه كان يستخدم الحدس عادة لتوجيه عمله في الماضي، أما الآن فقد تعلم المهارات المهنية مثل إدارة المشاريع والسلامة.

وفي هذا الصدد، أفاد عبد السلام، “لقد شارك العديد من الشباب في بناء المسجد، والآن لديهم شهادة، وبالتالي، سيساعدهم ذلك في سيرهم الذاتية عندما يتقدمون لوظائف أخرى. نحن فخورون جدا بمسجدنا، إنه حلم يتحقق”.

مسجد في المغرب يقدم للزوار فضاء للصلاة، لكنه في نفس الوقت يبقي الأنوار مضاءة في قرية بأكملها. هل يمكن لهذه القرية الصغيرة أن تلهم مجتمعات أخرى في جميع أنحاء العالم؟

تقع قرية تدمامت على بعد ساعة واحدة بالسيارة جنوب مدينة مراكش الصاخبة في المغرب الأقصى، ولكنها عالم مختلف. تقع هذه القرية في جبال الأطلس الكبير، ويبعد سكانها البالغ عددهم 400 ساكن، 40 كلم (25 ميلا) عن أقرب قرية ويعيشون أسلوب حياة ريفية بسيطة.

وتعتبر المحاصيل الزراعية، مثل الشعير والبطاطس والتفاح، المصدر الرئيسي للدخل فمعظم الناس لا يملكون سيارات ولا توجد هواتف ذكية أو أي اتصالات بالإنترنت، حتى أن إمكانية الحصول على الكهرباء يمكن أن تكون أمرا صعبا، خاصة أثناء فترة الشتاء القاسية. ولكن قد تكون هناك طريقة جديدة لتلبية احتياجاتهم من الطاقة، ومن خلال مصدر غير محتمل يتمثل في مكان العبادة في القرية، ألا وهو المسجد.

خلال السنة الماضية، أذاعت تدمامت خبرا يتعلق بكونها أصبحت موطنا لأول مسجد يعمل بالطاقة الشمسية في البلاد بني من الصفر. تغطي الألواح الشمسية الفولتوضوئية، التي تنتج الكثير من الطاقة، السقف ولا تقتصر على توفير الطاقة للمسجد فقط بل تزود منزل الإمام المجاور للمسجد بالطاقة الكهربائية وجزء هاما من القرية.

هذا المسجد الذي حقق كفايته الذاتية من الطاقة وفر فرص عمل لأهل البلدة وشجعهم على انارة بيوتهم بمصابيح LED وفي هذا الإطار، قال مدير المشروع بالمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (جيز) جان-كريستوف كونتز، وهي وكالة حكومية ألمانية قدمت الدعم للمشروع، “إنه أول مسجد يعمل بالطاقة الشمسية في البلاد”.

وفي الواقع، تعتبر تجربة مسجد تدمامت فريدة من نوعها، وتمهد الطريق لمساجد أخرى مثلها. إنها جزء من مشروع “المسجد الأخضر”، وهو مبادرة أطلقتها الحكومة المغربية منذ ثلاث سنوات، تهدف إلى الحد من استخدام المباني العامة للطاقة ابتداءً من 51 ألف مسجد في البلاد.

والجدير بالذكر أن الإضاءة في المساجد تستهلك معظم الطاقة، تليها الطاقة اللازمة لإنجاز المهام اليومية الصغيرة، مثل معدات الصوت المستخدمة في أوقات الصلاة والتنظيف بالمكنسة الكهربائية. وفي شأن ذي صلة، تابع كونتز “إن استهلاك الطاقة في المساجد ليس معقدا كما هو الحال في المباني الأخرى، لذا فهي مكان مناسب لبدء المشروع.

وتلعب المساجد دورا محوريا في المجتمع. في الحقيقة، يعتبر المسجد في تدمامت المبنى العام الوحيد في القرية، إذ يتم استخدامه كفضاء للتدريس ليحل محل المدرسة الصغيرة التي في حاجة إلى أعمال ترميم.

وحيال هذا الشأن، أكد رئيس جمعية القرية، إبراهيم عبد السلام، أنه “يمكن للأطفال أن يأتوا للدراسة في المسجد في أي وقت لأن هناك إنارة” ولأن المدرسة ليس بها إنارة”.

ولا تزال تولي قبيرة، وهي امرأة تعيش في القرية، وتبرعت أسرتها بالأرض التي بني عليها المسجد الجديد، تتذكر الأيام التي يصلي فيها الناس على ضوء الشموع. وفي هذا الصدد قالت “إذا كانت هناك رياح فإن الشمعة تطفئ ويتم المصلون صلاتهم في الظلام”.

كما أن المسجد يوفر الطاقة لإنارة الشوارع في الليل، إذ في السابق كانت القرية تقبع في الظلام بعد غروب الشمس. وتجري الخطط على قدم وساق من أجل استخدام الطاقة الكهربائية الإضافية لضخ المياه من البئر للري، مع العلم أن هذا أمر يتم حاليا يدويا.

وقد تم تجهيز مسجد تدمامت بسخان المياه بالطاقة الشمسية الذي يتلاءم بشكل محكم مع زاوية من السقف، وذلك لتوفير الماء الساخن للوضوء قبل الصلاة، كما تم تثبيت مصابيح إل إي دي الموفرة للطاقة في الداخل. وفي هذا السياق، قال كونتز “لا تملك المنازل العادية ماءا ساخنا أما الآن، يمكن للناس من القرية أخذ حمام ساخن في غرفة الاستحمام المجاورة للمسجد”.

وأفادت قبيرة أن الطاقة الكهربائية مكلفة، لذلك يرغب القرويون الآخرون في استخدام الطاقة الشمسية في منازلهم. وعلى الرغم من انخفاض أسعار الألواح الشمسية وسخانات المياه بالطاقة الشمسية، إلا أن التكلفة لا تزال باهظة للاستعمال الشخصي في المناطق ذات الدخل المنخفض مثل تدمامت.

ومع ذلك، فإن المشروع يساعد على نشر الوعي والإقبال على الطاقة الخضراء، والبعض على استعداد لإجراء عملية الشراء. وقد تظهر فوائد الطاقة الشمسية من حيث التكلفة على المدى الطويل، فقد عمت فائدة الطاقة الشمسية للمسجد الأقل تكلفة على جميع أنحاء القرية.
وحيال هذا الشأن، أورد عبد السلام “إن فاتورة الطاقة للمسجد القديم كانت مقسمة بين أفراد المجتمع، لكننا الآن لا ندفع أي شيء”.

ويعد كل هذا جزء من هدف أكبر لإنتاج انبعاثات طاقة أقل بنسبة 34٪ في المغرب بحلول سنة 2030 لدعم اتفاق باريس للمناخ. ففي السنة الماضية، تم تجهيز 100 مسجد بالطاقة الشمسية كجزء من المشروع التجريبي للمسجد الأخضر، بما في ذلك أكبر مسجدين في مراكش.

حاليا، تعتمد البلاد على الوقود الأحفوري لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة. وفي السنوات العشر الماضية، تضاعف الطلب على الطاقة الكهربائية، ويرجع ذلك جزئيا إلى مشاريع البنية التحتية الجديد، إذ أن حوالي 97٪ من النفط والغاز والفحم التي تتطلبها يتم استيرادها.

ومع ذلك، ومع توفر أكثر من 3000 ساعة من أشعة الشمس في السنة، وظروف مثالية لتوليد الطاقة من الرياح والطاقة المائية في عدة مناطق، يهدف المغرب إلى إنتاج 52٪ من طاقته من مصادر الطاقة المتجددة بحلول سنة 2030.

إن فوائد المساجد الخضراء أكثر بكثير من مجرد تزويد قرية بالطاقة، ويشعر السكان المحليون في تدمامت بالتباين في تغير المناخ. وتتكرر حالات الجفاف، وهناك نقص في المياه لري المحاصيل، حيث قال عبد السلام “كنا نسقي محاصيلنا مرة واحدة في الأسبوع ولكن الآن مرة واحدة في الشهر”، وأضاف “انخفضت نسبة الإنتاج الزراعي”.

ويخشى عبد السلام أن يزداد الوضع سوءا، ولكن التكنولوجيات الجديدة التي تم تركيبها في المسجد أعطته الأمل، حيث أضاف “سيساعد استخدام الطاقة المستدامة على تحسين الأوضاع”.

يتمثل أحد أهداف مشروع المسجد الأخضر في تثقيف عامة الناس حول فوائد الطاقة المتجددة، إذ يقدم البرنامج ورشات عمل وينشر معلومات عبر الإذاعة لشرح كيفية عمل الطاقة الخضراء. ويشرح الأئمة ورجال الدين كيف أن فعالية الطاقة والتقنيات الخضراء يمكن أن تسير جنبا إلى جنب مع قيم الاحترام وضبط النفس والاعتدال التي يشجعها الإسلام في ممارساته.

وفي سياق متصل، أكد كونتز أنه “من المهم أن تتم توعية السكان بتكنولوجيات الطاقة المتجددة وأن نشجع الناس على أن يبدؤوا باستخدامها في منازلهم”. كما ينبغي على المشروع الأخضر أيضا خلق فرص عمل جديدة، حيث يتم تكوين الأشخاص الذين يعملون في مشروع المسجد الأخضر حول كيفية إدارة عمليات تدقيق الطاقة وكيفية تثبيت وصيانة التقنيات المستخدمة.

في تدمامت، اكتسب القرويون أيضا مهارات إضافية منذ بناء المسجد من الصفر. وبما أن هناك بالفعل خطط لبناء مسجد جديد، فقد تم طرحه كمحل اختبار. وحيال هذا الموضوع، أورد كونتز “اقترح شركاؤنا في المشروع بناء مسجد ذو كفاءة من حيث استخدام الطاقة ويلتزم بالمعايير الحديثة”.

إن معظم المنازل في القرية مبنية من الحجارة والخرسانة، ولكن من أجل مقاومة حرارة الصيف المحرقة في المنطقة وشدة برودة الشتاء، تم تشييد المبنى من طوب الطين على منهاج أساليب البناء التقليدية للحفاظ على درجة الحرارة المثلى على مدار السنة.

وقد سمع المواطن أوفدي، الذي ساعد في بناء المسجد، عن تقنيات البناء من قبل ولكن لم تتح له الفرصة لتنفيذها. وعلى الرغم من أنه كان لديه خبرة في البناء، إلا أنه كان يستخدم الحدس عادة لتوجيه عمله في الماضي، أما الآن فقد تعلم المهارات المهنية مثل إدارة المشاريع والسلامة.

وفي هذا الصدد، أفاد عبد السلام، “لقد شارك العديد من الشباب في بناء المسجد، والآن لديهم شهادة، وبالتالي، سيساعدهم ذلك في سيرهم الذاتية عندما يتقدمون لوظائف أخرى. نحن فخورون جدا بمسجدنا، إنه حلم يتحقق”.


ملصقات


اقرأ أيضاً
هل فشل مشروع تثمين وترميم الأسواق السياحية بمراكش؟
وجهت تنسيقية جمعيات السوق السياحي الكبير ومحيطه (السمارين) بمدينة مراكش، شكاية إلى كل من وزير الثقافة والرياضة والشباب، والي جهة مراكش آسفي ورئيسة المجلس الجماعي، عبّرت فيها عن استيائها العميق من نتائج مشروع تثمين وترميم الأسواق السياحية، واصفة إياها بـ"الكارثية". وقالت التنسيقية في شكايتها إن المشروع، الذي كان من المفترض أن يشكل رافعة لتحسين الوضع التجاري والحرفي داخل السوق، لم يحقق الأهداف المرجوة، بل أدى – بحسبها – إلى تدهور ملحوظ في البنية التحتية والمظهر العام للسوق، مما أثّر سلبًا على النشاط الاقتصادي والحركة التجارية بالمنطقة. وسجلت التنسيقية مجموعة من النواقص تتعلق باستخدام مواد رديئة الجودة في تغطية السقف، مما تسبب في تسرب مياه الأمطار وإتلاف سلع التجار؛ ضعف تهيئة المحلات والمرافق، ما يجعلها غير مؤهلة للاشتغال أو استقبال الزبائن، غياب التنسيق بين المتدخلين في المشروع، وعدم إشراك الجمعيات المهنية المحلية، مما ساهم – بحسبهم – في ضعف التخطيط والتنفيذ. وفي هذا السياق، أعلنت التنسيقية انسحابها الكامل من المشروع، مؤكدة أنها لا تتحمل أية مسؤولية عن نتائجه الحالية، ورافضة ما اعتبرته محاولات للتنصل من المسؤولية أو تحميلها للمهنيين. وطالبت التنسيقية بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات والوقوف على الاختلالات؛ إصلاح الأضرار الناتجة عن الأشغال، خاصة ما يتعلق بالبنية التحتية والتهيئة الداخلية، وإشراك الفاعلين المحليين في جميع المراحل المستقبلية للمشاريع المرتبطة بالسوق. وختمت التنسيقية شكايتها بالتشديد على أن السوق السياحي الكبير ليس مجرد فضاء تجاري، بل يمثل جزءًا من هوية مراكش وتراثها الاقتصادي والثقافي، داعية إلى التعامل مع هذا الملف بجدية ومسؤولية، بما يضمن حفظ ذاكرة المدينة ومصالح آلاف الأسر المرتبطة بهذا القطاع.
مراكش

تواصل إغلاق مراحيض منتزه مولاي الحسن يثير الاستياء بمراكش
في الوقت الذي تراهن فيه مراكش على السياحة الداخلية والدولية لإنعاش اقتصادها، وفي ظل التوسّع العمراني وتهيئة عدد من الفضاءات الخضراء، ما زالت المدينة الحمراء تتعثر في تلبية واحدة من أبسط الحاجات الإنسانية: توفير المراحيض العمومية. منتزه مولاي الحسن، يشكّل نموذجا واضحا لهذا القصور، فمنذ افتتاحه أمام العموم وتهيئته ليستقبل أعدادا متزايدة من الزوار، خاصة مع حلول موسم الصيف، ظلت مرافقه الصحية مغلقة في وجه الزوار، الأمر الذي يُحبط تجربة هؤلاء، ويجعل التنزه في فضاء يفترض فيه الراحة يتحول إلى معاناة يومية. مهتمون بالشأن المحلي، دقوا ناقوس الخطر مرارا وتكرارا، محذرين من الآثار السلبية لاستمرار هذا الإهمال، خاصة على الفئات الضعيفة كالأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى السياح الذين يصدمهم هذا النقص في مدينة تُوصف بأنها وجهة سياحية عالمية. ومع ذلك، لا شيء تغيّر، ولا يبدو أن هناك نية واضحة في معالجة هذا الخلل. الغريب في الأمر أن أزمة غياب المراحيض العمومية لا تقتصر فقط على المنتزه المذكور، بل تشمل غالبية أحياء وساحات مدينة مراكش، ومع غياب هذه البنية الأساسية، تحولت الكثير من الحدائق والأزقة إلى مراحيض مفتوحة، في مشاهد غير لائقة تسيء لصورة المدينة وتطرح تساؤلات محرجة حول مفهوم الكرامة في الفضاء العام. وأكد المهتمون، أن استمرار غياب هذه المرافق، في مدينة من المفترض أن تكون نموذجا حضريا، لم يعد مقبولا، وعلى المسؤولين أن يتحركوا اليوم لحلحلة هذا المشكل، مشددين على أن المرافق الصحية ليست كماليات، بل حق حضري أساسي، لا يقل أهمية عن الأرصفة أو الإنارة أو التشجير. ومدن العالم الراقية لا تُقاس فقط بجمالها المعماري أو بحجم استثماراتها، بل أيضًا بمدى احترامها لحاجيات الناس اليومية، مهما بدت بسيطة.  
مراكش

مطالب بنقل أسواق الجملة و “لافيراي” من مراكش إلى تامنصورت
طالبت جمعية مؤازرة للأعمال الاجتماعية والصحية والبيئية في رسالة مفتوحة موجهة إلى كل من والي جهة مراكش آسفي ورئيسة المجلس الجماعي لمراكش، بنقل أسواق الجملة الرئيسية وسوق بيع أجزاء السيارات المستعملة من قلب المدينة إلى مدينة تامنصورت. وأوضحت الجمعية في رسالتها أن الأسواق المعنية هي سوق الجملة للسمك بالمحاميد، وسوق الجملة للخضر والفواكه بحي المسار، بالإضافة إلى سوق أجزاء السيارات المستعملة “لافيراي” بسيدي غانم، والتي تقع وسط تجمعات سكانية وفي محاور استراتيجية حيوية تشكل عصب حركة التنقل داخل المدينة. وأكدت الجمعية أن هذه الخطوة من شأنها أن تخفف بشكل كبير من الاختناقات المرورية والتلوث البيئي، بالإضافة إلى تقليص الضغط العمراني الذي تعاني منه مراكش، المدينة التي تستقبل أعدادًا متزايدة من السكان والزوار سنويًا. كما أشارت الجمعية إلى أن نقل هذه الأسواق إلى تامنصورت من شأنه أيضا، خلق دينامية اقتصادية جديدة بالمدينة الجديدة، وتعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمارات والنشاط التجاري، وهو ما يدعم التنمية المستدامة ويوازن بين المدن المحيطة بمراكش.
مراكش

ساكنة حي بمراكش تشتكي انتشار المخدرات وتناشد السلطات الامنية للتدخل
أطلق عدد من سكان حي الوحدة الثالثة، "ديور المساكين"، نداء استغاثة عاجلًا للسلطات المحلية والأمنية، بسبب ما وصفوه بالوضع “الخطير والمتدهور” الناتج عن انتشار تجارة المخدرات وسط الحي، وعلى رأسها مواد مثل "السيليسيون" و"الحشيش". وأكدت الساكنة في اتصال بـ"كشـ24"، أن الظاهرة لم تعد تقتصر على الترويج السري، بل أصبحت المخدرات تُباع بشكل علني وفي واضحة النهار، خصوصًا بالقرب من المؤسسات التعليمية وفي الأزقة الداخلية، ما يشكل خطرًا مباشرًا على الأطفال والشباب. وأوضح السكان أنه رغم التدخلات التي تقوم بها المصالح الامنية بين الفينة والأخرى، إلا أن الظاهرة لا تزال في تزايد، لافتين إلى أن الحي الذي كان في وقت سابق فضاءً سكنيًا هادئًا، بات يعيش حالة من التوتر اليومي بسبب تصاعد وتيرة الانحراف، والعنف المرتبط بتعاطي وتجارة المخدرات، وهو ما أصبح يهدد الأمن العام داخل المنطقة. وطالب السكان في ندائهم بـ"تدخل أمني صارم وعاجل"، يضع حدًا لهذه الفوضى التي تهدد أبناءهم ومستقبلهم.
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 05 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة