مراكش
مراكش والعولمة
من المؤكد أن مدينة مراكش انخرطت في العولمة وأصبحت مدينة عالمية .لقد تطورت بشكل ملفت للنظر مقارنة بباقي المدن المغربية بل نافست المدن العالمية وذاع صيتها وأعادت مجدها الغابر يوم كان يعرف المغرب باسمها .طبعا هذه المرتبة تحققت من خلال مجموعة من المظاهر الحضارية والتكنولوجية حاولت أن تزاوج بين التطور الحرفي التقليدي المراكشي والتطور الحداثي للمدينة من حيث العمران . في هذا المناخ الحضاري تعيش مراكش بين مد العولمة والمحافظة على هويتها الرمزية والثقافية.ما يلاحظ من ظواهر تندرج ضمن صور الفساد والانحطاط فقد تقابله بل تتفوق عليه العديد من مظاهر التطور الصناعي والاجتماعي والعمراني والبيئي رغم عدم القناعة والاقتناع بهذا التطور الذي يخضع للنقد والمطالبة بالمزيد .إن كل أشكال الرذيلة التي تعرفها مراكش سواء منها القديمة أو المستحدثة تعد أثرا وسلبية من سلبيات العولمة ، فضلا على أن المدينة لم تسلم من هذه الظواهر خلال تاريخها ، والجديد هو الحداثة التكنولوجية التي ساهمت في بروز هذه الظواهر وإشاعتها.المنطق يؤكد أن لا وجود لبقعة في العالم خالية من الصور المنحطة ، كما هناك فرق دقيق بين وصف حياة المدينة من داخلها ووصفها برؤية خارجة عنها .إن المدينة تعيش الندية العالمية وتعالج إخفاقاتها بروح عقلانية حداثية، ومن الآثار السلبية التي تعرفها مراكش نتيجة ركوبها قطار العولمة هي أن قلبها النابض ساحة جامع الفناء كانت تعد مقصدا للاستمتاع بمجموعة من أنماط الفرجة الشعبية إذ تختزل تراثا غنيا وفريدا ومتميزا واليوم تعيش حاضرا ملتبسا وهي على شفا حفرة من فقدان رمزيتها وصيتها الحضاري والانساني .إن التحولات المتسارعة التي عرفتها المدينة حولت ساحتها الفنية والمسرحية والابداعية إلى مطعم شعبي واسع ومفتوح على الهواء الطلق.إن سحر المدينة وبهائها يتوقف على الساحة لأنها الذاكرة الشفوية والتراثية .خلاصة : إن نجاح مراكش في التعايش بين تحديات العولمة وغزوها الفكري وأبعاده وتجلياته سواء منه السلبي والايجابي والتمسك بالهوية المحلية يكمن في كون أن الإشعاع الدولي الذي حققته المدينة يعود بالأساس إلى مآثرها التاريخية وتراثها اللامادي الذي أسهم بشكل كبير في إغناء الهوية الثقافية ليس لمراكش فقط بل للمغرب عامة.محمد ضريبين
من المؤكد أن مدينة مراكش انخرطت في العولمة وأصبحت مدينة عالمية .لقد تطورت بشكل ملفت للنظر مقارنة بباقي المدن المغربية بل نافست المدن العالمية وذاع صيتها وأعادت مجدها الغابر يوم كان يعرف المغرب باسمها .طبعا هذه المرتبة تحققت من خلال مجموعة من المظاهر الحضارية والتكنولوجية حاولت أن تزاوج بين التطور الحرفي التقليدي المراكشي والتطور الحداثي للمدينة من حيث العمران . في هذا المناخ الحضاري تعيش مراكش بين مد العولمة والمحافظة على هويتها الرمزية والثقافية.ما يلاحظ من ظواهر تندرج ضمن صور الفساد والانحطاط فقد تقابله بل تتفوق عليه العديد من مظاهر التطور الصناعي والاجتماعي والعمراني والبيئي رغم عدم القناعة والاقتناع بهذا التطور الذي يخضع للنقد والمطالبة بالمزيد .إن كل أشكال الرذيلة التي تعرفها مراكش سواء منها القديمة أو المستحدثة تعد أثرا وسلبية من سلبيات العولمة ، فضلا على أن المدينة لم تسلم من هذه الظواهر خلال تاريخها ، والجديد هو الحداثة التكنولوجية التي ساهمت في بروز هذه الظواهر وإشاعتها.المنطق يؤكد أن لا وجود لبقعة في العالم خالية من الصور المنحطة ، كما هناك فرق دقيق بين وصف حياة المدينة من داخلها ووصفها برؤية خارجة عنها .إن المدينة تعيش الندية العالمية وتعالج إخفاقاتها بروح عقلانية حداثية، ومن الآثار السلبية التي تعرفها مراكش نتيجة ركوبها قطار العولمة هي أن قلبها النابض ساحة جامع الفناء كانت تعد مقصدا للاستمتاع بمجموعة من أنماط الفرجة الشعبية إذ تختزل تراثا غنيا وفريدا ومتميزا واليوم تعيش حاضرا ملتبسا وهي على شفا حفرة من فقدان رمزيتها وصيتها الحضاري والانساني .إن التحولات المتسارعة التي عرفتها المدينة حولت ساحتها الفنية والمسرحية والابداعية إلى مطعم شعبي واسع ومفتوح على الهواء الطلق.إن سحر المدينة وبهائها يتوقف على الساحة لأنها الذاكرة الشفوية والتراثية .خلاصة : إن نجاح مراكش في التعايش بين تحديات العولمة وغزوها الفكري وأبعاده وتجلياته سواء منه السلبي والايجابي والتمسك بالهوية المحلية يكمن في كون أن الإشعاع الدولي الذي حققته المدينة يعود بالأساس إلى مآثرها التاريخية وتراثها اللامادي الذي أسهم بشكل كبير في إغناء الهوية الثقافية ليس لمراكش فقط بل للمغرب عامة.محمد ضريبين
ملصقات
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش