يمثل اليوم الخميس أمام هيئة الحكمة بالغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمراكش، أحد أفراد عصابة أوهمت أزيد من 17 ضحية من ضمنهم شابات، اغلبهم من حملة الشواهد، بتهجيرهم إلى دولة الإمارات العربية، قبل أن تتمكن من الاستيلاء على عشرات الملايين من السنتيمات.
وكان ثلاثة من ضحايا العصابة المذكورة، نجحوا في محاصرة المتهم المدعو هشام بمنزله بحي المحاميد، ليخبروا عناصر الشرطة القضائية، التي أوقفته واقتادته إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية، ليجري إخضاعه لإجراءات البحت والتحقيق، ومواجهته بتهم النصب والاحتيال وإصدار شيكات بدون رصيد، قبل إحالته على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش.
وحسب الشكايات التي توصلت بها مصالح الشرطة القضائية بمراكش، فإن مجموعة من الشبان، عرضت عليهم زعيمة العصابة المسماة "نزهة العلوي - س" مناصب شغل بالإمارات العربية، واضطرت إلى منحهم شيكات بقيمة المبالغ التي دفعوا لها، على أساس أن تستعيد الشيكات مباشرة بعد التوقيع على عقود العمل وحصولهم على الفيزا.
وتعود فصول القضية عندما قررت زعيمة العصابة رفقة الوسيطة المدعوة نعيمة "ش"، مباشرة عمليات النصب والاحتيال على الأشخاص الراغبين في الهجرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد شيوع خبر توفر المتهمة الرئيسية المسماة "نزهة العلوي – س" على عروض مميزة لحاملي الدبلومات بالإمارات العربية المتحدة، لتتوالى الطلبات على منزل المتهمة التي توهم ضحاياها بأنها برلمانية وأن لها نفوذا يتجاوز مصالح الأمن وطنيا، ويتجاوز المحاكم، وأن لها علاقات مع جهات عليا بالرباط، وأن هدفها هو مساعدتهم على الحصول على عمل شريف بدولة الإمارات، التي ترغب في استقطاب أطر تقنية صغيرة ومتوسطة، وشرعت في مطالبة ضحاياها بتمكينها من مبالغ مالية في إطار الدفعة الأولى التي يجري الاتفاق عليها، في انتظار مباشرة الإجراءات الإدارية التي سيتم اتخاذها في مثل هذه الحالات، قبل أن يكتشف الضحايا في الأخير بأنهم وقعوا ضحية نصب واحتيال ليتقدموا بشكايات في الموضوع الى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش.
وحسب الضحية سهام البالغة من العمر حوالي 34 سنة، وهي شابة محتجبة، فإنها التقت المتهمة نعيمة "ش" والدة إحدى صديقتها رفقة المسماة نزهة العلوي، وعرضت عليها الأخيرة عملا بإحدى الشركات النفطية الكبرى بالإمارات العربية، وبما أنها تتوفر على ديبلوم كتقنية في المحاسبة، فإنها ستعمل براتب شهري يتجاوز عشرة ألاف درهم.
وأضافت الضحية في لقائها مع "كش24"، أن والدة صديقتها، طالبتها بمبلغ مالي قدره 30 ألف درهم، ضمنها 10 آلف درهم كعمولة لفائدة نزهة العلوي، و20 ألف درهم لشخص يدعى "مصطفى" يوجد بالرباط، وهو المكلف والمشرف على عقود العمل، كما أنه هو من سيقوم باستصدار الفيزا من مصالح سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالرباط، لتوافق في الاخير على تسليم المبلغ المذكور وجواز السفر للمدعوة نزهة العلوي ونسخة من الدبلوم، على أساس أن عقد العمل والفيزا سيكونان جاهزين خلال شهر شتنبر من سنة 2013.
وأوضحت الضحية، أنها ظلت تنتظر لأزيد من شهر، عقد العمل والفيزا، وبعد انصرام الأجل المتفق عليه، ظلت تتردد رفقة صديقتها ليلى التي وقعت هي الأخرى ضحية نصب واحتيال، على منزل المسماة "نعيمة.ش" والمدعوة "نزهة العلوي.س"، من أجل المطالبة باسترجاع أموالها وجوازي سفرهما، لتضطرا معا في الأخير إلى تقديم شكاية في الموضوع إلى مصالح الشرطة القضائية، قبل أن يكتشفا أن العديد من المواطنين، وأغلبهم فتيات وشبان من حاملي الشهادات، كانوا ضحية كل من نعيمة ونزهة.
وأكدت الضحية، خلال سردها لتفاصيل القضية، أن مصالح الأمن سبق وأن اتصلوا هاتفيا بزعيمة العصابة من أجل الحضور إلى مقر الشرطة، غير أنها ادعت في ردها أنها ليست هي نزهة العلوي. كما أن اتصالات هاتفية عديدة أجراها مسؤولون أمنيون بالمسماة نعيمة من أجل الحضور إلى مقر الشرطة، غير أنها لم تحضر، قبل أن تختفي عن الأنظار بشكل نهائي وتقفل هاتفها وهو نفس الإجراء الذي قامت به زعيمة العصابة التي غادرت رفقة أبنائها الثلاثة شقتها، إلى وجهة مجهولة، علما أن أبنائها أصبحوا محرومين من دراستهم.