مراكش

مؤتمر “المشترك المغاربي” بمراكش يقارب إشكاليات الاندماج


كشـ24 نشر في: 15 يناير 2017

جدد مشاركون،في أشغال اليوم الأول من مؤتمر "المشترك المغاربي" بمراكش امس الدعوة إلى تجاوز الخلافات التي تعطل عمل الاتحاد المغاربي وتؤجل الاندماج بين دوله

وشدد المشاركون على أن كسب هذا الرهان يستلزم "الالتفات إلى المشترك المغاربي بكل مكوناته"، بشكل "يفرض طي الخلافات والدفع بعجلة البناء الاستراتيجي"، مع التشديد على أن "ما يواجه المنطقة من تحديات ومخاطر لا يستثني أحداً"، حيث "الإرهاب ينتعش ويتمدد عادة في مناطق التوتر والحدود المغلقة"، كما أن "التدخل الأجنبي، غالباً، ما يستثمر حالة التشرذم بين الدول لتنفيذ مشاريعه، وتحويل موازين القوة التفاوضية لصالحه".

ويعرف المؤتمر، الذي تنظمه "منظمة العمل المغاربي"، بشراكة مع مؤسسة "هانس سايدل" الألمانية، مشاركة خبراء وباحثين من المغرب وتونس وموريتانيا وليبيا والجزائر، فيما تركز أشغاله، التي تختتم الأحد، على "المجهودات التاريخية للبناء المغاربي والتهديدات الأمنية في المنطقة المغاربية"، و"المشترك المغاربي وإشكاليات الاندماج"، و"الأمن المغاربي المشترك والتهديد الإرهابي"، و"المعيش الحدودي بين الجزائر والمغرب"، و"الاتحاد المغاربي: مفهوم سياسي مستدام أو قابل للتحلل"، و"كلفة الاندماج في المنطقة المغاربية"، و"التحديات المشتركة في الدول المغاربية"، و"إشكالية بناء أنظمة سياسية ديمقراطية في الدول المغاربية: حالات المغرب وتونس والجزائر"، و"المخزون الثقافي المشترك والبناء المغاربي"، و"مشروع المغرب الكبير .. عناصر استراتيجية مهيكلة للمدخل التربوي"، و"الاتحاد المغاربي في سياق الصراع بين المخطط الإمبريالي والمدّ الديمقراطي"، و"بيان أوهام الخلاف بين المغرب والجزائر على خلفية أزمة العقل السياسي".



خيار وجود

وقال محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، إن "هناك حاجة إلى الاندماج المغاربي، الذي ربما توارى الحديث عنه في الفترة الأخيرة، وأصبح، بحكم ما تعاني منه البلدان المغاربية، إشكالاً يؤرق الجميع". وأضاف بنحمو "اننا نوجد في مرحلة دقيقة من تاريخ المنطقة المغاربية والعربية، وبالتالي فنحن في حاجة إلى الاتحاد المغاربي كخيار وجود لا يوجد هناك من خيار سواه، وإلا فإن ما ينتظر دول المنطقة هو مزيد من التمزيق والصعوبات التي تأتي في ظرفية تاريخية دقيقة".

وزاد بنحمو قائلا "إن المنطقة المغاربية، بعد ما عرفته من اهتزازات خلال السنوات الست الأخيرة، في الجانب الاستراتيجي، تعاني كثيراً من الهشاشات ومن التهديدات، خاصة الأمنية، والمتجلية في التهديدات التقليدية والمزمنة المرتبطة باستمرار بعض بؤر الصراع المفتعل في جنوب المغرب، فضلاً عن الصعوبات المرتبطة بمنظور البناء المغاربي، حيث أننا نلاحظ بين الدول المغاربية، وأقصد الجزائر، من لها منظور الدولة المحورية الذي ينافي الاندماج المغاربي، علاوة على أن مقاربتها (أي الجزائر) للعمل المغاربي هي مقاربة إقصائية بدل أن تكون اندماجية في العديد من القضايا، بما فيها القضايا الأمنية في مجموع المنطقة المغاربية وفي منطقة الساحل والصحراء".

الشرط الديمقراطي

من جهته، قال سعيد هادف، الباحث الجزائري المقيم بوجدة المغربية، إن "المؤتمر يحاول أن يقترب من الشأن المغاربي في محاولة لفهم أزماته، وخاصة الأسباب التي ساهمت في تعطيل الاتحاد". ولاحظ هادف أن موضوع المؤتمر يؤكد أن "هناك وعياً أكيداً بأن البلدان المغاربية لها خصوصياتها الجغرافية والتاريخية والثقافية، التي هي عوامل إذا أحسن استعمالها كانت مصدر قوة وإذا أسيء استعمالها تحولت إلى عوامل نقيضة وأصبحت عوامل صراع وتجادب، وبالتالي فإن هذه العوامل لابد لها من شروط، على رأسها الشرط الديمقراطي، من خلال سؤال كيف نعي الديمقراطية كخيار وحيد للخروج مما تعانيه هذه البلدان في الظرفية الحالية، التي تعرف انفلاتاً أمنياً خطيراً يتجلى بشكل خاص في الوضع الليبي". وخلص هادف إلى أننا "في حاجة إلى تسليط الضوء على مكامن الأزمة والفهم الحقيقي للأزمة حتى يمكن البحث عن حلول لها"، مشددا على أنه "ليس هناك من حل إلا بمزيد من الفهم للسياسة في معناها الحقوقي والديمقراطي".



هدر للفرص

من جانبه، قال ادريس الكريني، رئيس منظمة العمل المغاربي، لـ"إيلاف"، إن الممارسة تشير إلى أن "هناك هدراً ملحوظاً للفرص ولمختلف المقومات والعناصر المشتركة الداعمة لبناء تكتل مغاربي وازن؛ بما يكلف المنطقة المزيد من الخسائر والانتظار".

وبعد أن أشار إلى أن "أجيال اليوم قد فتحت أعينها على واقع الخلافات المغاربية التي تذكيها بعض القنوات الإعلامية والمواقف السياسية غير المحسوبة، وهي خلافات كتب لها أن تشوّش، بشكل حقيقي، على مختلف المحطات التاريخية المشرقة والمقومات والمبادرات الداعمة للبناء المغاربي"، أشار الكريني إلى أن "ثمّة مجموعة من العوامل المحفزة على تفعيل الاتحاد المغاربي وتعزيز العلاقات بين أعضائه على كافة المستويات؛ فعلاوة على المقومات البشرية والطبيعية والثقافية والاجتماعية والتاريخية، تواجه دول المنطقة مجتمعة الكثير من التحديات الداخلية والخارجية في أبعادها الاقتصادية والأمنية، والتي تتطلب اليقظة؛ وتجعل من الاندماج والتكتل ضرورة ملحة".

قصور في الرؤية

لاحظ الكريني أن "نقط الخلاف هي التي يكتب لها الانتشار والرواج في المنطقة على امتداد السنوات الأخيرة، في مقابل التعتيم على كل ما يدعم التواصل والتعاون والتنسيق"، الشيء الذي يعبر، من وجهة نظره، عن "قصور في الرؤية"، كما "يحيل إلى القتامة والتشاؤم بصدد مستقبل المنطقة".

إبراز المشترك

رأى الكريني أن المرحلة الراهنة، بكل إشكالاتها وتحدياتها، "تفرض إبراز المشترك المغاربي"، و"دعم كل المبادرات البناءة الداعمة لهذا التوجه"، و"تجاوز السجالات الضيقة"، مشيراً إلى أنها "مهمة تتقاسمها دول المنطقة"، إضافة إلى "مختلف الفعاليات من أحزاب سياسية وجامعات ومراكز علمية وجمعيات مدنية ونخب مختلفة وإعلام".



دروس أوروبا

انطلق المنظمون، في تقديم دوافع وأهداف المؤتمر، من "قساوة الظروف التي مرّت بها أوروبا، وما رافقها من مآس إنسانية وبيئية واقتصادية"، والتي "كان لها الأثر الكبير في استجلاء الدروس والعبر من مجمل الحروب المدمّرة التي عانت منها على امتداد عدة قرون مضت".

وأشار المنظمون، في هذا السياق، إلى أنه "رغم التنوع والاختلاف الذي يميز القارة الأوروبية دينياً وثقافياً ولغوياً، ورغم محطّات الصراع التي تميز تاريخها، إلا أنها استطاعت أن تراكم تجربة واعدة ومتميزة على الصعيد العالمي في مجال التكتل الذي تجسده تجربة الاتحاد الأوروبي".

حلم الأجداد

فيما يتعلق بالمنطقة المغاربية، أشار المنظمون إلى أن "هاجس البناء المغاربي كان حلماً لدى الأجداد، وهو ما عكسه حجم التنسيق والتعاون بين حركات التحرر الوطني في مواجهة الاستعمار الذي شهدته المنطقة، وكذا الاجتماعات المتتالية بين زعماء الحركات الوطنية المغاربية على طريق تحقيق هذا الرهان". وفي هذا الإطار، شدد المنظمون على أن "رموز حركات التحرّر ومهندسي الاستقلال في الدول المغاربية كانوا على وعي بأهمية التعاون والتنسيق لمواجهة تحديات مشتركة، سواء ما تعلّق منها بمجابهة المستعمر ومخططاته الهدّامة أو ببناء دول قوية في منطقة حبلى بالإشكالات والمخاطر. كما أنهم استوعبوا مبكراً حجم القواسم المشتركة والمقوّمات الداعمة لبناء مغاربي قويّ، في أبعادها الثقافية واللغوية والحضارية والجغرافية والتاريخية".

مواقف غير محسوبة

لاحظ المنظمون أنه "رغم العوامل المحفّزة على تفعيل الاتحاد المغاربي وتعزيز العلاقات بين أعضائه؛ سواء تعلق الأمر بالمقومات البشرية والطبيعية والثقافية والاجتماعية والتاريخية، فإن واقع الخلافات المغاربية التي تذكيها بعض القنوات الإعلامية والمواقف السياسية غير المحسوبة، يشوّش، بشكل حقيقي، على مختلف المحطات التاريخية المشرقة والمقومات والمبادرات الداعمة للبناء المغاربي"، حيث "تواجه دول المنطقة مجتمعة الكثير من التحديات، في أبعادها الاقتصادية والأمنية، التي تتطلب اليقظة، وتجعل من الاندماج والتكتل ضرورة ملحة".

تدارك ما فات

يشار إلى أن "منظمة العمل المغاربي"، التي تضم في عضويتها حقوقيين وكتاباً وإعلاميين وأساتذة جامعيين مغاربة، أسست، في مراكش، شهر يونيو 2011. وهي تهدف إلى بناء أسس جديدة للعمل الوحدوي في المنطقة المغاربية، عبر تجنيد جميع الفعاليات واستثمار كل الإمكانات المتاحة، من أجل الدعوة لبناء الاتحاد المغاربي، كتكتل اقتصادي وسياسي وحضاري واعد. وتم التأكيد، في بيان التأسيس، على أن "مؤسّسي هذه المنظمة، وهم يتابعون ما يجري في المنطقة المغاربية من حراك شعبي يعكس التّوق للكرامة والحرية والديمقراطية والوحدة بين الشعوب، يدعون صناع القرار في المنطقة إلى التجاوب مع المطالب الشعبية الرامية إلى تحقيق الوحدة والاندماج وتفعيل مختلف الاتفاقيات المبرمة في هذا الصدد"، مع ضرورة "تجاوز الخطابات والعمل على تحويل الأقوال إلى أفعال، وتدارك ما فات من زمن ضائع، خسرت فيه شعوب المنطقة الكثير من المنافع الاقتصادية والسياسية، بل أكثر من ذلك، فقد دخلت في دوامة من الصراعات الضيقة".

جدد مشاركون،في أشغال اليوم الأول من مؤتمر "المشترك المغاربي" بمراكش امس الدعوة إلى تجاوز الخلافات التي تعطل عمل الاتحاد المغاربي وتؤجل الاندماج بين دوله

وشدد المشاركون على أن كسب هذا الرهان يستلزم "الالتفات إلى المشترك المغاربي بكل مكوناته"، بشكل "يفرض طي الخلافات والدفع بعجلة البناء الاستراتيجي"، مع التشديد على أن "ما يواجه المنطقة من تحديات ومخاطر لا يستثني أحداً"، حيث "الإرهاب ينتعش ويتمدد عادة في مناطق التوتر والحدود المغلقة"، كما أن "التدخل الأجنبي، غالباً، ما يستثمر حالة التشرذم بين الدول لتنفيذ مشاريعه، وتحويل موازين القوة التفاوضية لصالحه".

ويعرف المؤتمر، الذي تنظمه "منظمة العمل المغاربي"، بشراكة مع مؤسسة "هانس سايدل" الألمانية، مشاركة خبراء وباحثين من المغرب وتونس وموريتانيا وليبيا والجزائر، فيما تركز أشغاله، التي تختتم الأحد، على "المجهودات التاريخية للبناء المغاربي والتهديدات الأمنية في المنطقة المغاربية"، و"المشترك المغاربي وإشكاليات الاندماج"، و"الأمن المغاربي المشترك والتهديد الإرهابي"، و"المعيش الحدودي بين الجزائر والمغرب"، و"الاتحاد المغاربي: مفهوم سياسي مستدام أو قابل للتحلل"، و"كلفة الاندماج في المنطقة المغاربية"، و"التحديات المشتركة في الدول المغاربية"، و"إشكالية بناء أنظمة سياسية ديمقراطية في الدول المغاربية: حالات المغرب وتونس والجزائر"، و"المخزون الثقافي المشترك والبناء المغاربي"، و"مشروع المغرب الكبير .. عناصر استراتيجية مهيكلة للمدخل التربوي"، و"الاتحاد المغاربي في سياق الصراع بين المخطط الإمبريالي والمدّ الديمقراطي"، و"بيان أوهام الخلاف بين المغرب والجزائر على خلفية أزمة العقل السياسي".



خيار وجود

وقال محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، إن "هناك حاجة إلى الاندماج المغاربي، الذي ربما توارى الحديث عنه في الفترة الأخيرة، وأصبح، بحكم ما تعاني منه البلدان المغاربية، إشكالاً يؤرق الجميع". وأضاف بنحمو "اننا نوجد في مرحلة دقيقة من تاريخ المنطقة المغاربية والعربية، وبالتالي فنحن في حاجة إلى الاتحاد المغاربي كخيار وجود لا يوجد هناك من خيار سواه، وإلا فإن ما ينتظر دول المنطقة هو مزيد من التمزيق والصعوبات التي تأتي في ظرفية تاريخية دقيقة".

وزاد بنحمو قائلا "إن المنطقة المغاربية، بعد ما عرفته من اهتزازات خلال السنوات الست الأخيرة، في الجانب الاستراتيجي، تعاني كثيراً من الهشاشات ومن التهديدات، خاصة الأمنية، والمتجلية في التهديدات التقليدية والمزمنة المرتبطة باستمرار بعض بؤر الصراع المفتعل في جنوب المغرب، فضلاً عن الصعوبات المرتبطة بمنظور البناء المغاربي، حيث أننا نلاحظ بين الدول المغاربية، وأقصد الجزائر، من لها منظور الدولة المحورية الذي ينافي الاندماج المغاربي، علاوة على أن مقاربتها (أي الجزائر) للعمل المغاربي هي مقاربة إقصائية بدل أن تكون اندماجية في العديد من القضايا، بما فيها القضايا الأمنية في مجموع المنطقة المغاربية وفي منطقة الساحل والصحراء".

الشرط الديمقراطي

من جهته، قال سعيد هادف، الباحث الجزائري المقيم بوجدة المغربية، إن "المؤتمر يحاول أن يقترب من الشأن المغاربي في محاولة لفهم أزماته، وخاصة الأسباب التي ساهمت في تعطيل الاتحاد". ولاحظ هادف أن موضوع المؤتمر يؤكد أن "هناك وعياً أكيداً بأن البلدان المغاربية لها خصوصياتها الجغرافية والتاريخية والثقافية، التي هي عوامل إذا أحسن استعمالها كانت مصدر قوة وإذا أسيء استعمالها تحولت إلى عوامل نقيضة وأصبحت عوامل صراع وتجادب، وبالتالي فإن هذه العوامل لابد لها من شروط، على رأسها الشرط الديمقراطي، من خلال سؤال كيف نعي الديمقراطية كخيار وحيد للخروج مما تعانيه هذه البلدان في الظرفية الحالية، التي تعرف انفلاتاً أمنياً خطيراً يتجلى بشكل خاص في الوضع الليبي". وخلص هادف إلى أننا "في حاجة إلى تسليط الضوء على مكامن الأزمة والفهم الحقيقي للأزمة حتى يمكن البحث عن حلول لها"، مشددا على أنه "ليس هناك من حل إلا بمزيد من الفهم للسياسة في معناها الحقوقي والديمقراطي".



هدر للفرص

من جانبه، قال ادريس الكريني، رئيس منظمة العمل المغاربي، لـ"إيلاف"، إن الممارسة تشير إلى أن "هناك هدراً ملحوظاً للفرص ولمختلف المقومات والعناصر المشتركة الداعمة لبناء تكتل مغاربي وازن؛ بما يكلف المنطقة المزيد من الخسائر والانتظار".

وبعد أن أشار إلى أن "أجيال اليوم قد فتحت أعينها على واقع الخلافات المغاربية التي تذكيها بعض القنوات الإعلامية والمواقف السياسية غير المحسوبة، وهي خلافات كتب لها أن تشوّش، بشكل حقيقي، على مختلف المحطات التاريخية المشرقة والمقومات والمبادرات الداعمة للبناء المغاربي"، أشار الكريني إلى أن "ثمّة مجموعة من العوامل المحفزة على تفعيل الاتحاد المغاربي وتعزيز العلاقات بين أعضائه على كافة المستويات؛ فعلاوة على المقومات البشرية والطبيعية والثقافية والاجتماعية والتاريخية، تواجه دول المنطقة مجتمعة الكثير من التحديات الداخلية والخارجية في أبعادها الاقتصادية والأمنية، والتي تتطلب اليقظة؛ وتجعل من الاندماج والتكتل ضرورة ملحة".

قصور في الرؤية

لاحظ الكريني أن "نقط الخلاف هي التي يكتب لها الانتشار والرواج في المنطقة على امتداد السنوات الأخيرة، في مقابل التعتيم على كل ما يدعم التواصل والتعاون والتنسيق"، الشيء الذي يعبر، من وجهة نظره، عن "قصور في الرؤية"، كما "يحيل إلى القتامة والتشاؤم بصدد مستقبل المنطقة".

إبراز المشترك

رأى الكريني أن المرحلة الراهنة، بكل إشكالاتها وتحدياتها، "تفرض إبراز المشترك المغاربي"، و"دعم كل المبادرات البناءة الداعمة لهذا التوجه"، و"تجاوز السجالات الضيقة"، مشيراً إلى أنها "مهمة تتقاسمها دول المنطقة"، إضافة إلى "مختلف الفعاليات من أحزاب سياسية وجامعات ومراكز علمية وجمعيات مدنية ونخب مختلفة وإعلام".



دروس أوروبا

انطلق المنظمون، في تقديم دوافع وأهداف المؤتمر، من "قساوة الظروف التي مرّت بها أوروبا، وما رافقها من مآس إنسانية وبيئية واقتصادية"، والتي "كان لها الأثر الكبير في استجلاء الدروس والعبر من مجمل الحروب المدمّرة التي عانت منها على امتداد عدة قرون مضت".

وأشار المنظمون، في هذا السياق، إلى أنه "رغم التنوع والاختلاف الذي يميز القارة الأوروبية دينياً وثقافياً ولغوياً، ورغم محطّات الصراع التي تميز تاريخها، إلا أنها استطاعت أن تراكم تجربة واعدة ومتميزة على الصعيد العالمي في مجال التكتل الذي تجسده تجربة الاتحاد الأوروبي".

حلم الأجداد

فيما يتعلق بالمنطقة المغاربية، أشار المنظمون إلى أن "هاجس البناء المغاربي كان حلماً لدى الأجداد، وهو ما عكسه حجم التنسيق والتعاون بين حركات التحرر الوطني في مواجهة الاستعمار الذي شهدته المنطقة، وكذا الاجتماعات المتتالية بين زعماء الحركات الوطنية المغاربية على طريق تحقيق هذا الرهان". وفي هذا الإطار، شدد المنظمون على أن "رموز حركات التحرّر ومهندسي الاستقلال في الدول المغاربية كانوا على وعي بأهمية التعاون والتنسيق لمواجهة تحديات مشتركة، سواء ما تعلّق منها بمجابهة المستعمر ومخططاته الهدّامة أو ببناء دول قوية في منطقة حبلى بالإشكالات والمخاطر. كما أنهم استوعبوا مبكراً حجم القواسم المشتركة والمقوّمات الداعمة لبناء مغاربي قويّ، في أبعادها الثقافية واللغوية والحضارية والجغرافية والتاريخية".

مواقف غير محسوبة

لاحظ المنظمون أنه "رغم العوامل المحفّزة على تفعيل الاتحاد المغاربي وتعزيز العلاقات بين أعضائه؛ سواء تعلق الأمر بالمقومات البشرية والطبيعية والثقافية والاجتماعية والتاريخية، فإن واقع الخلافات المغاربية التي تذكيها بعض القنوات الإعلامية والمواقف السياسية غير المحسوبة، يشوّش، بشكل حقيقي، على مختلف المحطات التاريخية المشرقة والمقومات والمبادرات الداعمة للبناء المغاربي"، حيث "تواجه دول المنطقة مجتمعة الكثير من التحديات، في أبعادها الاقتصادية والأمنية، التي تتطلب اليقظة، وتجعل من الاندماج والتكتل ضرورة ملحة".

تدارك ما فات

يشار إلى أن "منظمة العمل المغاربي"، التي تضم في عضويتها حقوقيين وكتاباً وإعلاميين وأساتذة جامعيين مغاربة، أسست، في مراكش، شهر يونيو 2011. وهي تهدف إلى بناء أسس جديدة للعمل الوحدوي في المنطقة المغاربية، عبر تجنيد جميع الفعاليات واستثمار كل الإمكانات المتاحة، من أجل الدعوة لبناء الاتحاد المغاربي، كتكتل اقتصادي وسياسي وحضاري واعد. وتم التأكيد، في بيان التأسيس، على أن "مؤسّسي هذه المنظمة، وهم يتابعون ما يجري في المنطقة المغاربية من حراك شعبي يعكس التّوق للكرامة والحرية والديمقراطية والوحدة بين الشعوب، يدعون صناع القرار في المنطقة إلى التجاوب مع المطالب الشعبية الرامية إلى تحقيق الوحدة والاندماج وتفعيل مختلف الاتفاقيات المبرمة في هذا الصدد"، مع ضرورة "تجاوز الخطابات والعمل على تحويل الأقوال إلى أفعال، وتدارك ما فات من زمن ضائع، خسرت فيه شعوب المنطقة الكثير من المنافع الاقتصادية والسياسية، بل أكثر من ذلك، فقد دخلت في دوامة من الصراعات الضيقة".


ملصقات


اقرأ أيضاً
من أجل صيانة الشبكة.. نقص في الصبيب قد يصل لانقطاع الماء بعدة احياء بمراكش
في إطار التحسين المستمر لجودة خدماتنا تعلن الشركة الجهوية متعددة الخدمات مراكش أسفي إلى علم زبناء مدينة مراكش أنه سيتم برمجة أشغال صيانة شبكة الماء الصالح للشرب بالمدينة مما سيؤدي إلى نقص في الصبيب و قد يصل في بعض الأحيان إلى انقطاع التزويد وذلك حسب البرنامج التالي : المنطقة : إقامة سليمان بوعكاز ، مفتاح أطلس، حدائق أنس، حدائق أبرار، البركة، ديور الأطلس، عملية التيسير، تجزئة الفردوس، تجزئة عين السنة، تجزئة عين الراحة، المحاميد 9 دوار السلطان والمحاميد 10 التاريخ : 29 أبريل 2025 بداية الأشغال : الساعة الحادية عشر ليلا مدة الانقطاع : 9 ساعات وإذ تشكر الشركة زبنائها الكرام على حسن تفهمهم وتذكر في الوقت ذاته أنها تعمل جاهدة على تأمين تزويد المدينة بالماء الصالح للشرب، فإنها تدعوهم إلى حماية الموارد المائية وتثمينها والالتزام بالاقتصاد في استعمال المياه وعدم تبذيرها.
مراكش

بالصور.. سجن لوداية يحتفل بالذكرى 17 لتأسيس مندوبية السجون
نظم السجن المحلي لوداية بمراكش، صبيحة اليوم الثلاثاء، حفلا بمناسبة الذكرى السابعة عشر، لتأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، و التي تصادف يوم 29 أبريل من كل سنة وجرت مراسيم الاحتفال بحضور ممثلي السلطات الإقليمية والقضائية والأمنية، والقطاعات الحكومية ، وهيئات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام المحلية والوطنية.وقد شكلت المناسبة فرصة لعرض الحصيلة السنوية للبرامج والأنشطة المسطرة والأهداف المستقبلية، من طرف المندوبية العامة بشراكة مع القطاعات الوصية والغير الوصية، والتي إستفاد منها نزلاء ونزيلات المؤسسة.كما تم بالمناسبة تتويج الموظفين المتميزين، والموظفين المقبلين على التقاعد برسم سنة 2025، حيث كان التكريم من نصيب موظفين، مشهود لهم بالكفاءة والإخلاص في السهر على السجناء والسجينات.   
مراكش

خاص.. زلزال اعفاءات وتنقيلات بمصالح ولاية جهة مراكش
علمت "كشـ24" من مصادر مطلعة، أن بعض مصالح ولاية جهة مراكش آسفي، شهدت الاسبوع الجاري اعفاء بعض المسؤولين وإنهاء مهامهم.. ويتعلق الامر وفق المعطيات التي توصلت بها "كشـ24"، بمصالح حيوية من قبيل القسم المكلف بمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي شهد تنقيل إطارين بارزين فيه، صوب مكتب الحوز. ولم تستبعد مصادرنا ان تشهد مجموعة اخرى من المصالح بولاية جهة مراكش اسفي تغييرات مماثلة وذلك في اطار تجديد دماء هذه المصالح، وكذا لتجاوز بعض الاكراهات التي اعترضت عمل المصالح المعنية لاسباب او لاخرى.  
مراكش

المدن العملاقة في 2050.. هل تستطيع مراكش فرض نفسها كنموذج ناجح للتنمية الحضرية؟
كشفت مؤسسة "أكسفورد إيكونوميكس" البريطانية أن العالم يشهد ثورة حضرية ستعيد رسم الخريطة الديمغرافية العالمية بشكل جذري، حيث سيرتفع عدد المدن العملاقة، وهي المدن التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة، من 44 إلى 67 مدينة بحلول 2050. وحسب تقرير صادر عن المؤسسة ذاتها، فمن المتوقع أن يزداد عدد سكان المدن  العملاقة بمقدار 266 مليون نسمة — أي نحو نصف إجمالي النمو السكاني في المدن الكبرى. وأضاف التقرير أن القارة الإفريقية ستقود هذا التحول بتقدم مذهل، حيث سيرتفع عدد مدنها العملاقة من 5 إلى 12 مدينة، كما ستحتفظ آسيا بموقعها المهيمن. ومن المتوقع أن تضم مدن مثل دكا ودلهي ومانيلا أكثر من 40 مليون نسمة لكل منها، مما يوضح حجم هذه الظاهرة في البلدان الناشئة. وأشارت مؤسسة "أوكسفورد إيكونوميكس" إلى أن هذه المدن العملاقة تجسد مفارقة كبيرة: فهي محركات للابتكار والنمو الاقتصادي، لكنها تواجه في نفس الوقت تحديات هائلة. وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة قد أظهر أن "البنية التحتية والإسكان والنقل وإدارة الموارد تشكل تحديات حاسمة". في البلدان المتقدمة، يأخذ الوضع بعداً آخر، حيث تمثل طوكيو هذا التناقض بشكل مثالي: فرغم الهجرة الإيجابية، تواجه المدينة انخفاضاً ديموغرافياً حتمياً، مما ينذر بصعوبات كبيرة لسوق العمل وأنظمتها الاجتماعية. وبالنسبة للمغرب سيصل عدد السكان إلى 43.6 مليون نسمة بحلول عام 2050، وسيعيش ما يقرب من ثلاثة أرباعهم في المدن. كما سيشهد البلد شيخوخة ملحوظة لسكانه، حيث سيتضاعف عدد المسنين ثلاث مرات مقارنة بعام 2014، وذلك وقفا للمندوبية السامية للتخطيط. ووفق ما أفادت به مدونة "مراكش" فتشهد مراكش تسارعا في التحول الحضري، حيث يبلغ عدد سكانها أزيد من مليون نسمة ونمو سنوي بنسبة 1.7٪، كما تجذب المدينة سكاناً أثرياء يحفزون سوق العقارات الفاخرة، فضلا عن  أنها أصبحت قطباً رئيسياً جاذباً للثروات الوطنية والدولية. ويولد هذا النمو السريع بمدينة مراكش توترات واختلالات مستمرة، وذلك بسبب العجز الهيكلي في المساكن والتنمية الحضرية العشوائية. وحسب المصدر ذاته، فاقتصاد المدينة الحمراء يعاني  من الضعف بسبب الاعتماد على السياحة وغياب نسيج صناعي متنوع لإنجاح تحولها، مما يفرض عليها، شأنها شأن المدن الإفريقية الأخرى، التوفيق بين الجاذبية الاقتصادية والتنمية المستدامة، مع الحفاظ على تماسكها الاجتماعي. ومن المتوقع أن تحدد هذه المعادلة المعقدة قدرة مراكش على فرض نفسها كنموذج ناجح للتنمية الحضرية في عالم يشهد تحولاً متسارعاً.
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 29 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة