الجمعة 19 أبريل 2024, 05:48

صحة

لماذا انتشر الشعور بالإرهاق البدني والنفسي بيننا كثيرا؟


كشـ24 نشر في: 9 أغسطس 2016

تتضاعف أعداد من يعانون من الإجهاد و"الاحتراق النفسي" يومًا بعد يوم، فهل ننحي باللائمة على نمط الحياة الحديثة؟ أم أن الإنهاك، سواء كان بدنيًا، أو ذهنيًا، أو نفسيًا، هو حالة ملازمة للبشر منذ قديم الزمن؟ ديفيد روبسون، الصحفي العلمي في "بي بي سي فيوتشر"، يبحث في هذا الأمر.

منذ بضعة سنوات، وقعت آنا كاثرينا شافنر فريسة لـ "وباء" الإجهاد، وكانت أولى علاماته الشعور بالفتور الذهني والبدني، على حد وصفها؛ إذ كانت تستثقل كل الأعمال، حتى المهام المعتادة كانت تستنفد طاقاتها، وبات من الصعب عليها التركيز في العمل.
وحتى حين كانت تحاول الاسترخاء، كانت تجد أنها لا تكف عن مطالعة رسائل البريد الإلكتروني في كل الأوقات، وكأن علاج الملل سيأتي إلى بريدها الالكتروني من حيث لا تحتسب.

ولم تكن شافنر تعاني من التعب والإعياء فحسب، بل كانت تشعر أيضًا باليأس، وقالت: "كنت مصدومة، ومحبطة، وفاقدة للأمل".
وهذه المشاعر تبدو مألوفة لعدد لا يحصى من الناس، من البابا بنيديكت السادس عشر، إلى ماريا كاري، الذين عانيا من الإنهاك النفسي. وإن كنت تصدق وسائل الإعلام، فإن الإنهاك النفسي هو حالة مرضية حديثة تمامًا، إذ كلما تشغل شافنر التلفاز، تشاهد جدالًا حول التجارب التي نواجهها في ظل تواصل العمل ليلًا ونهارًا.

وتقول شافنر: "يشير كل المعلقين إلى العصر الذي نعيشه بأنه الأسوأ على الإطلاق، وأن الحياة في هذا العصر ستقضي تمامًا على مخزون الطاقة لدينا".

ولكن هل تكمن المشكلة في هذا العصر بالفعل؟ أم أن الإنسان يجب أن يمر بفترات من فتور الهمة والعزلة، كجزء لا يتجزأ من حياته، مثلها مثل الإصابة بالبرد وكسور الأطراف؟

وقد عقدت شافنر العزم، لكونها ناقدة أدبية ومؤرخة طبية بجامعة كنت بالمملكة المتحدة، على أن تجري المزيد من الأبحاث في هذا الأمر، وأثمرت جهودها عن كتاب "الإجهاد: من وجهة نظر تاريخية"، وهو دراسة رائعة تتناول طرق فهم الأطباء والفلاسفة لحدود العقل والجسم والطاقة البشرية.

مما لا شك فيه أن الإنهاك بات أحد القضايا الملحة اليوم، ولا سيما بعد الكشف عن الأعداد المخيفة للمصابين بالإجهاد في القطاعات المستنزفة للمشاعر، مثل قطاع الصحة. إذ توصلت دراسة أجراها أطباء ألمان إلى أن نحو 50 في المئة من الأطباء يعانون من حالة من الإجهاد تعرف باسم "الاحتراق النفسي".

ومن بين الأعراض التي ذكرها هؤلاء الأطباء، على سبيل المثال، أنهم يشعرون بالتعب في كل ساعة على مدار اليوم، ومجرد التفكير في العمل في الصباح يجعلهم يشعرون بأن قواهم منهكة.

لكن المثير للدهشة أن الرجال والنساء يتعاملون مع الاحتراق النفسي بطرق مختلفة، بحسب دراسة فنلندية أخيرة. إذ وجدت الدراسة أن الموظفين الذين يعانون من ذلك الإنهاك يميلون إلى الحصول على إجازة مرضية أكثر بمراحل من الموظفات اللائي يعانين من الاحتراق النفسي، على سبيل المثال.

وبما أن الاكتئاب يؤدي إلى فتور الهمة والعزلة، فإن البعض يزعم أن الاحتراق النفسي هو تسمية أخف وقعًا على النفس من الاكتئاب.
وقد استشهدت شافنر في كتابها بمقالة في جريدة ألمانية تزعم أن الاحتراق النفسي يصيب المهنيين الناجحين، وذكرت المقالة أن "الاكتئاب لا يصيب إلا الفاشلين".

وبشكل عام، يعد الاكتئاب والاحتراق النفسي حالتين منفصلتين. وتقول شافنر: "يجمع واضعو النظريات على أن الاكتئاب يلازمه فقدان الثقة بالنفس، أو كراهية الذات، أو احتقار الذات، على عكس الاحتراق النفسي، الذي لا يغير في الغالب من صورة الذات في الذهن".
وتابعت شافنر: "لا يصب المريض الذي يعاني من الاحتراق النفسي جام غضبه على الذات، بل على المؤسسة التي يعمل لحسابها، أو العملاء الذين يعمل معهم، أو النظام الاقتصادي أو السياسي والاجتماعي الأشمل".

كما يختلف الاحتراق النفسي عن متلازمة التعب المزمن، التي يعاني فيها المريض من فترات طويلة من الإنهاك الذهني والبدني المؤلم لما لا يقل عن ستة أشهر، وقد ذكر الكثير من المرضى أنهم يشعرون بآلام بدنية عند بذل أقل مجهود.

ويقال إن عقولنا لم تتطور بما يكفي للتعامل مع بيئة العمل الحديثة. إذ أن زيادة الاهتمام بمعدل الإنتاج، فضلًا عن احتياج الشخص النفسي لإثبات قيمته من خلال النجاح في العمل، جعلا العاملين في حالة تأهب دائمة لمواجهة الأخطار، فيما يسمى بـ "استجابة العراك أو الفرار"، وهو رد فعل فسيولوجي حيال المخاطر المحدقة بالشخص.

ولكن إذا واجهنا هذا الضغط يومًا تلو الآخر، فعلينا تحمل مآلات ارتفاع هرمون التوتر في الجسم بمعدل ثابت، وستعاني أجسامنا من أجل محاربة هذا الهجوم المستمر.

ويرى كثيرون أن الضغط لا ينتهي مع انتهاء العمل، بل إن المدن والأجهزة التكنولوجية، تضج بالحياة باستمرار، وبات من الصعب، في ظل الانغماس في العمل المتواصل على مدار اليوم، أن يجد المرء وقتًا للراحة ليلًا أو نهارًا. ولهذا فإن مخزون الطاقة لدينا ينخفض دومًا إلى مستويات تنذر بالخطر.

هذا على الجانب النظري، أما الجانب الأدبي، فقد سبرت شافنر أغوار الإجهاد النفسي على مرّ التاريخ، وتوصلت إلى أن الناس كانوا يعانون من الإجهاد الشديد قبل ظهور بيئة العمل الحديثة بوقت طويل.

وكتب الطبيب الروماني غالينوس أولى النقاشات عن الإجهاد. إذ يُعزي غالينوس، على غرار أبقراط (أبو الطب لدى اليونانيين)، كل الأمراض النفسية والبدنية إلى التوازن بين الأخلاط الأربعة، وهي الدم، والصفراء، و المرَّة السوداء، والبلغم.

وقال إن تراكم المرَّة السوداء يُبطّئ الدورة الدموية في الجسم، ويسد المسارات العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى فتور الهمة، والخمول، والبلادة، والكآبة.

على الرغم من أن هذا الافتراض لا يركن إلى أساس علمي، إلا أن فكرة أن أدمغتنا مملؤة بسائل أسود كلون القار يستجلب الأفكار الضبابية والحزينة، هي نفس الحالة التي يذكرها أولئك الذين يعانون من الإنهاك النفسي اليوم.

وبعد ترسّخ الديانة المسيحية في الثقافة الغربية، أصبح الإنهاك أحد علامات ضعف الإيمان. وتشير شافنر إلى كتابات إيفاغريوس بونتاكيوس في القرن الرابع ميلاديًا، حين وصف "شيطان منتصف النهار" على سبيل المثال، الذي يجعل الراهب يحدق ساهمًا عبر النافذة.

وتقول شافنر: "كان ذلك يعد في الغالب خللًا في الإيمان والعزيمة، أو بالأحرى الروح مقابل الجسد".

وأشارت إلى أنه روي عن أحد الرهبان أنه استحوذت عليه رغبة جامحة في البحث الدائم عن إخوانه من أعضاء الكنيسة للخوض في ثرثرة تافهة، بدلًا من الانشغال بأمور مفيدة، وهذا يذكرنا بمرضى الإجهاد النفسي في القرن الحادي والعشرين الذين يشعرون دومًا برغبة ملحة في مطالعة وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد كثرت التفسيرات الدينية والفلكية للإجهاد حتى ظهور الطب الحديث، حين بدأ الأطباء يشخصون أعراض الإعياء بأنها "وهن عصبي". إذ يدرك الأطباء الآن أن الأعصاب ترسل إشارات كهربائية، ويعتقدون أن الشخص الذي يعاني من ضعف في الأعصاب ستتبدد لديه الطاقة كما يبدد السلك المعزول بشكل رديء الطاقة الكهربائية.

وقد شُخِصت الأعراض التي كان يعاني منها كل من أوسكار وايلد، وتشارلز داروين، وتوماس مان، وفيرجينيا وولف، وغيرهم من المفكرين بأنها وهن عصبي.

وربط الأطباء الوهن العصبي بالتغيرات الاجتماعية التي أحدثتها الثورة الصناعية، على الرغم من أن المشاعر الرقيقة كانت تعد أيضًا دلالة على الرقة والذكاء، حتى أن بعض المرضى استمرت لديهم هذه الحالة بسبب اتخاذهم لها مصدرًا للتفاخر.

وعلى الرغم من أن القليل من البلدان تنزع إلى تشخيص الوهن العصبي اليوم، فإن هذا المصطلح يستخدمه في الغالب الأطباء في الصين واليابان، وإن كانوا يعتبرونه تسمية بديلة للاكتئاب، لكيلا يشعر المريض بالحرج.

من الواضح أن الكثير من الناس على مرّ التاريخ كانوا يشعرون بالتعب والإرهاق تمامًا كما نشعر نحن، وتقول شافنر: "الإنهاك كان دومًا ملازمًا للبشر. ولكن لم يتغير عبر الزمن سوى أسباب الإنهاك وآثاره".

إذ كان يعزى الإنهاك في العصور الوسطى إلى شيطان فترة الظهيرة، وفي القرن التاسع عشر إلى تعليم المرأة، وفي السبعينيات من القرن الماضي إلى صعود الرأسمالية التي تستغل موظفيها بلا رحمة ولا هوادة.

وفي الحقيقة لم نكتشف بعد ما الذي يجعلنا نشعر بالنشاط والطاقة، وكيف نبددها بهذه السرعة من دون أن نبذل مجهودًا ماديًا. ولا نعرف بعد هل هذه الأعراض مصدرها البدن أم العقل، وهل هي ناتجة عن المجتمع أم بسبب سلوكياتنا نحن في الحياة.
لعل الحقيقة تكون مزيجًا من كل هذه العوامل، إذ تبيّن، من خلال الفهم المتزايد لطبيعة الرابط بين العقل والبدن، أن مشاعرنا ومعتقداتنا قد يكون لها أثر بالغ على وظائف الجسم.

نحن نعرف أن الضائقة العاطفية قد تزيد من الالتهاب، وتُفاقِم الألم، وفي بعض الحالات، على سبيل المثال، قد تؤدي إلى الإصابة بالنوبات المرضية المفاجئة والعمى.

وتقول شافنر: "من الصعب القول إن أسباب مرض ما بدنية بحتة، أو نفسية بحتة، لأن المرض يأتي في الغالب نتيجة لأسباب نفسية وبدنية في آن واحد".

وفي ضوء ذلك، ليس من الغريب أن تشوش الظروف المحيطة على تفكيرنا، وتكاد تشلّ أبداننا حتى نصل إلى حالة من تبلّد الذهن.
ولهذا فإن الأعراض التي يشعر بها المريض ليست وهمية ولا من نسج خياله، بل هي أعراض حقيقية مثلها مثل الحرارة المصاحبة لفيروس الأنفلونزا.

ولا تنكر شافنر ضغوط الحياة الحديثة، ولكنها تعتقد أنها تأتى، إلى حد ما، من شعورنا الزائد بالاستقلالية، ففي ظل زيادة المهام الموكلة إلينا، بتنا ندبر أنشطتنا بأنفسنا كما نشاء. ومع عدم وجود حدود للعمل، ينزع الكثيرون إلى بذل مجهود في العمل فوق طاقاتهم.

وتقول شافنر: "هذا يتجلى في شعور الشخص بالقلق خشية أن يكون أداؤه أقل مما ينبغي، أو أن مستواه غير مرضي، أو أنه لا يلبي كل هذه التوقعات."

كما توافق على أن البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي تستنزف طاقاتنا الذهنية، وتقول: "أصبحت الوسائل التكنولوجية التي كان يفترض بها أن توفر طاقاتنا، عوامل تزيد من التوتر بطريقتها الخاصة".

واليوم، بات التوقف عن العمل بعد الخروج من مكان العمل أصعب من أي وقت مضى.

لقد تعلمنا من التاريخ أن علاج الإنهاك ليس سهلًا. إذ كان الأطباء في الماضي يصفون لمرضى الوهن العصبي الراحة التامة لفترة طويلة، ولكن الملل في الغالب لا يزيد حالة الضيق إلا سوءًا.

واليوم، يتلقى الأشخاص الذين يعانون من الاحتراق النفسي العلاج السلوكي المعرفي لمساعدتهم في التعامل مع الإنهاك العاطفي وتحديد السبل التي يمكن أن يسترد المرء بها نشاطه وعافيته.

تقول شافنر: "إن علاج الإنهاك النفسي يعتمد على كل حالة على حدة، ويجب أن تكتشف بنفسك ما الذي يستنفد طاقتك، وما الذي يساعدك في استعادتها". إذ بينما قد يحتاج البعض إلى تحفيز من خلال ممارسة رياضات قاسية، فإن البعض الآخر ربما يفضل قراءة كتاب.

وأردفت شافنر قائلة: "والأهم من هذا وذاك أن تفصل بين العمل والراحة، لئلا يطغى العمل على وقت الراحة".

وقد تبيّن لشافنر أن معلوماتها الغزيرة ساعدتها في مواصلة حياتها مهما ارتفعت لديها مستويات الطاقة أو أوشكت على النضوب.
وتقول شافنر: "المفارقة أن البحث والكتابة في مجال الإنهاك النفسي يبعث على الهمة والنشاط. لقد تحمست بشدة للموضوع، كما أنني شعرت بالراحة حين علمت أن الكثير من الناس مرّوا بتجارب مشابهة في مختلف العصور".

وأردفت قائلة: "حين يعلم المرء أنه ليس وحده الذي ينتابه هذا الشعور، وأن الكثيرين غيره قد مرّوا بالتجربة ذاتها، رغم اختلاف الظروف، سيشعر بالطمأنينة وتهدأ مخاوفه".

تتضاعف أعداد من يعانون من الإجهاد و"الاحتراق النفسي" يومًا بعد يوم، فهل ننحي باللائمة على نمط الحياة الحديثة؟ أم أن الإنهاك، سواء كان بدنيًا، أو ذهنيًا، أو نفسيًا، هو حالة ملازمة للبشر منذ قديم الزمن؟ ديفيد روبسون، الصحفي العلمي في "بي بي سي فيوتشر"، يبحث في هذا الأمر.

منذ بضعة سنوات، وقعت آنا كاثرينا شافنر فريسة لـ "وباء" الإجهاد، وكانت أولى علاماته الشعور بالفتور الذهني والبدني، على حد وصفها؛ إذ كانت تستثقل كل الأعمال، حتى المهام المعتادة كانت تستنفد طاقاتها، وبات من الصعب عليها التركيز في العمل.
وحتى حين كانت تحاول الاسترخاء، كانت تجد أنها لا تكف عن مطالعة رسائل البريد الإلكتروني في كل الأوقات، وكأن علاج الملل سيأتي إلى بريدها الالكتروني من حيث لا تحتسب.

ولم تكن شافنر تعاني من التعب والإعياء فحسب، بل كانت تشعر أيضًا باليأس، وقالت: "كنت مصدومة، ومحبطة، وفاقدة للأمل".
وهذه المشاعر تبدو مألوفة لعدد لا يحصى من الناس، من البابا بنيديكت السادس عشر، إلى ماريا كاري، الذين عانيا من الإنهاك النفسي. وإن كنت تصدق وسائل الإعلام، فإن الإنهاك النفسي هو حالة مرضية حديثة تمامًا، إذ كلما تشغل شافنر التلفاز، تشاهد جدالًا حول التجارب التي نواجهها في ظل تواصل العمل ليلًا ونهارًا.

وتقول شافنر: "يشير كل المعلقين إلى العصر الذي نعيشه بأنه الأسوأ على الإطلاق، وأن الحياة في هذا العصر ستقضي تمامًا على مخزون الطاقة لدينا".

ولكن هل تكمن المشكلة في هذا العصر بالفعل؟ أم أن الإنسان يجب أن يمر بفترات من فتور الهمة والعزلة، كجزء لا يتجزأ من حياته، مثلها مثل الإصابة بالبرد وكسور الأطراف؟

وقد عقدت شافنر العزم، لكونها ناقدة أدبية ومؤرخة طبية بجامعة كنت بالمملكة المتحدة، على أن تجري المزيد من الأبحاث في هذا الأمر، وأثمرت جهودها عن كتاب "الإجهاد: من وجهة نظر تاريخية"، وهو دراسة رائعة تتناول طرق فهم الأطباء والفلاسفة لحدود العقل والجسم والطاقة البشرية.

مما لا شك فيه أن الإنهاك بات أحد القضايا الملحة اليوم، ولا سيما بعد الكشف عن الأعداد المخيفة للمصابين بالإجهاد في القطاعات المستنزفة للمشاعر، مثل قطاع الصحة. إذ توصلت دراسة أجراها أطباء ألمان إلى أن نحو 50 في المئة من الأطباء يعانون من حالة من الإجهاد تعرف باسم "الاحتراق النفسي".

ومن بين الأعراض التي ذكرها هؤلاء الأطباء، على سبيل المثال، أنهم يشعرون بالتعب في كل ساعة على مدار اليوم، ومجرد التفكير في العمل في الصباح يجعلهم يشعرون بأن قواهم منهكة.

لكن المثير للدهشة أن الرجال والنساء يتعاملون مع الاحتراق النفسي بطرق مختلفة، بحسب دراسة فنلندية أخيرة. إذ وجدت الدراسة أن الموظفين الذين يعانون من ذلك الإنهاك يميلون إلى الحصول على إجازة مرضية أكثر بمراحل من الموظفات اللائي يعانين من الاحتراق النفسي، على سبيل المثال.

وبما أن الاكتئاب يؤدي إلى فتور الهمة والعزلة، فإن البعض يزعم أن الاحتراق النفسي هو تسمية أخف وقعًا على النفس من الاكتئاب.
وقد استشهدت شافنر في كتابها بمقالة في جريدة ألمانية تزعم أن الاحتراق النفسي يصيب المهنيين الناجحين، وذكرت المقالة أن "الاكتئاب لا يصيب إلا الفاشلين".

وبشكل عام، يعد الاكتئاب والاحتراق النفسي حالتين منفصلتين. وتقول شافنر: "يجمع واضعو النظريات على أن الاكتئاب يلازمه فقدان الثقة بالنفس، أو كراهية الذات، أو احتقار الذات، على عكس الاحتراق النفسي، الذي لا يغير في الغالب من صورة الذات في الذهن".
وتابعت شافنر: "لا يصب المريض الذي يعاني من الاحتراق النفسي جام غضبه على الذات، بل على المؤسسة التي يعمل لحسابها، أو العملاء الذين يعمل معهم، أو النظام الاقتصادي أو السياسي والاجتماعي الأشمل".

كما يختلف الاحتراق النفسي عن متلازمة التعب المزمن، التي يعاني فيها المريض من فترات طويلة من الإنهاك الذهني والبدني المؤلم لما لا يقل عن ستة أشهر، وقد ذكر الكثير من المرضى أنهم يشعرون بآلام بدنية عند بذل أقل مجهود.

ويقال إن عقولنا لم تتطور بما يكفي للتعامل مع بيئة العمل الحديثة. إذ أن زيادة الاهتمام بمعدل الإنتاج، فضلًا عن احتياج الشخص النفسي لإثبات قيمته من خلال النجاح في العمل، جعلا العاملين في حالة تأهب دائمة لمواجهة الأخطار، فيما يسمى بـ "استجابة العراك أو الفرار"، وهو رد فعل فسيولوجي حيال المخاطر المحدقة بالشخص.

ولكن إذا واجهنا هذا الضغط يومًا تلو الآخر، فعلينا تحمل مآلات ارتفاع هرمون التوتر في الجسم بمعدل ثابت، وستعاني أجسامنا من أجل محاربة هذا الهجوم المستمر.

ويرى كثيرون أن الضغط لا ينتهي مع انتهاء العمل، بل إن المدن والأجهزة التكنولوجية، تضج بالحياة باستمرار، وبات من الصعب، في ظل الانغماس في العمل المتواصل على مدار اليوم، أن يجد المرء وقتًا للراحة ليلًا أو نهارًا. ولهذا فإن مخزون الطاقة لدينا ينخفض دومًا إلى مستويات تنذر بالخطر.

هذا على الجانب النظري، أما الجانب الأدبي، فقد سبرت شافنر أغوار الإجهاد النفسي على مرّ التاريخ، وتوصلت إلى أن الناس كانوا يعانون من الإجهاد الشديد قبل ظهور بيئة العمل الحديثة بوقت طويل.

وكتب الطبيب الروماني غالينوس أولى النقاشات عن الإجهاد. إذ يُعزي غالينوس، على غرار أبقراط (أبو الطب لدى اليونانيين)، كل الأمراض النفسية والبدنية إلى التوازن بين الأخلاط الأربعة، وهي الدم، والصفراء، و المرَّة السوداء، والبلغم.

وقال إن تراكم المرَّة السوداء يُبطّئ الدورة الدموية في الجسم، ويسد المسارات العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى فتور الهمة، والخمول، والبلادة، والكآبة.

على الرغم من أن هذا الافتراض لا يركن إلى أساس علمي، إلا أن فكرة أن أدمغتنا مملؤة بسائل أسود كلون القار يستجلب الأفكار الضبابية والحزينة، هي نفس الحالة التي يذكرها أولئك الذين يعانون من الإنهاك النفسي اليوم.

وبعد ترسّخ الديانة المسيحية في الثقافة الغربية، أصبح الإنهاك أحد علامات ضعف الإيمان. وتشير شافنر إلى كتابات إيفاغريوس بونتاكيوس في القرن الرابع ميلاديًا، حين وصف "شيطان منتصف النهار" على سبيل المثال، الذي يجعل الراهب يحدق ساهمًا عبر النافذة.

وتقول شافنر: "كان ذلك يعد في الغالب خللًا في الإيمان والعزيمة، أو بالأحرى الروح مقابل الجسد".

وأشارت إلى أنه روي عن أحد الرهبان أنه استحوذت عليه رغبة جامحة في البحث الدائم عن إخوانه من أعضاء الكنيسة للخوض في ثرثرة تافهة، بدلًا من الانشغال بأمور مفيدة، وهذا يذكرنا بمرضى الإجهاد النفسي في القرن الحادي والعشرين الذين يشعرون دومًا برغبة ملحة في مطالعة وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد كثرت التفسيرات الدينية والفلكية للإجهاد حتى ظهور الطب الحديث، حين بدأ الأطباء يشخصون أعراض الإعياء بأنها "وهن عصبي". إذ يدرك الأطباء الآن أن الأعصاب ترسل إشارات كهربائية، ويعتقدون أن الشخص الذي يعاني من ضعف في الأعصاب ستتبدد لديه الطاقة كما يبدد السلك المعزول بشكل رديء الطاقة الكهربائية.

وقد شُخِصت الأعراض التي كان يعاني منها كل من أوسكار وايلد، وتشارلز داروين، وتوماس مان، وفيرجينيا وولف، وغيرهم من المفكرين بأنها وهن عصبي.

وربط الأطباء الوهن العصبي بالتغيرات الاجتماعية التي أحدثتها الثورة الصناعية، على الرغم من أن المشاعر الرقيقة كانت تعد أيضًا دلالة على الرقة والذكاء، حتى أن بعض المرضى استمرت لديهم هذه الحالة بسبب اتخاذهم لها مصدرًا للتفاخر.

وعلى الرغم من أن القليل من البلدان تنزع إلى تشخيص الوهن العصبي اليوم، فإن هذا المصطلح يستخدمه في الغالب الأطباء في الصين واليابان، وإن كانوا يعتبرونه تسمية بديلة للاكتئاب، لكيلا يشعر المريض بالحرج.

من الواضح أن الكثير من الناس على مرّ التاريخ كانوا يشعرون بالتعب والإرهاق تمامًا كما نشعر نحن، وتقول شافنر: "الإنهاك كان دومًا ملازمًا للبشر. ولكن لم يتغير عبر الزمن سوى أسباب الإنهاك وآثاره".

إذ كان يعزى الإنهاك في العصور الوسطى إلى شيطان فترة الظهيرة، وفي القرن التاسع عشر إلى تعليم المرأة، وفي السبعينيات من القرن الماضي إلى صعود الرأسمالية التي تستغل موظفيها بلا رحمة ولا هوادة.

وفي الحقيقة لم نكتشف بعد ما الذي يجعلنا نشعر بالنشاط والطاقة، وكيف نبددها بهذه السرعة من دون أن نبذل مجهودًا ماديًا. ولا نعرف بعد هل هذه الأعراض مصدرها البدن أم العقل، وهل هي ناتجة عن المجتمع أم بسبب سلوكياتنا نحن في الحياة.
لعل الحقيقة تكون مزيجًا من كل هذه العوامل، إذ تبيّن، من خلال الفهم المتزايد لطبيعة الرابط بين العقل والبدن، أن مشاعرنا ومعتقداتنا قد يكون لها أثر بالغ على وظائف الجسم.

نحن نعرف أن الضائقة العاطفية قد تزيد من الالتهاب، وتُفاقِم الألم، وفي بعض الحالات، على سبيل المثال، قد تؤدي إلى الإصابة بالنوبات المرضية المفاجئة والعمى.

وتقول شافنر: "من الصعب القول إن أسباب مرض ما بدنية بحتة، أو نفسية بحتة، لأن المرض يأتي في الغالب نتيجة لأسباب نفسية وبدنية في آن واحد".

وفي ضوء ذلك، ليس من الغريب أن تشوش الظروف المحيطة على تفكيرنا، وتكاد تشلّ أبداننا حتى نصل إلى حالة من تبلّد الذهن.
ولهذا فإن الأعراض التي يشعر بها المريض ليست وهمية ولا من نسج خياله، بل هي أعراض حقيقية مثلها مثل الحرارة المصاحبة لفيروس الأنفلونزا.

ولا تنكر شافنر ضغوط الحياة الحديثة، ولكنها تعتقد أنها تأتى، إلى حد ما، من شعورنا الزائد بالاستقلالية، ففي ظل زيادة المهام الموكلة إلينا، بتنا ندبر أنشطتنا بأنفسنا كما نشاء. ومع عدم وجود حدود للعمل، ينزع الكثيرون إلى بذل مجهود في العمل فوق طاقاتهم.

وتقول شافنر: "هذا يتجلى في شعور الشخص بالقلق خشية أن يكون أداؤه أقل مما ينبغي، أو أن مستواه غير مرضي، أو أنه لا يلبي كل هذه التوقعات."

كما توافق على أن البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي تستنزف طاقاتنا الذهنية، وتقول: "أصبحت الوسائل التكنولوجية التي كان يفترض بها أن توفر طاقاتنا، عوامل تزيد من التوتر بطريقتها الخاصة".

واليوم، بات التوقف عن العمل بعد الخروج من مكان العمل أصعب من أي وقت مضى.

لقد تعلمنا من التاريخ أن علاج الإنهاك ليس سهلًا. إذ كان الأطباء في الماضي يصفون لمرضى الوهن العصبي الراحة التامة لفترة طويلة، ولكن الملل في الغالب لا يزيد حالة الضيق إلا سوءًا.

واليوم، يتلقى الأشخاص الذين يعانون من الاحتراق النفسي العلاج السلوكي المعرفي لمساعدتهم في التعامل مع الإنهاك العاطفي وتحديد السبل التي يمكن أن يسترد المرء بها نشاطه وعافيته.

تقول شافنر: "إن علاج الإنهاك النفسي يعتمد على كل حالة على حدة، ويجب أن تكتشف بنفسك ما الذي يستنفد طاقتك، وما الذي يساعدك في استعادتها". إذ بينما قد يحتاج البعض إلى تحفيز من خلال ممارسة رياضات قاسية، فإن البعض الآخر ربما يفضل قراءة كتاب.

وأردفت شافنر قائلة: "والأهم من هذا وذاك أن تفصل بين العمل والراحة، لئلا يطغى العمل على وقت الراحة".

وقد تبيّن لشافنر أن معلوماتها الغزيرة ساعدتها في مواصلة حياتها مهما ارتفعت لديها مستويات الطاقة أو أوشكت على النضوب.
وتقول شافنر: "المفارقة أن البحث والكتابة في مجال الإنهاك النفسي يبعث على الهمة والنشاط. لقد تحمست بشدة للموضوع، كما أنني شعرت بالراحة حين علمت أن الكثير من الناس مرّوا بتجارب مشابهة في مختلف العصور".

وأردفت قائلة: "حين يعلم المرء أنه ليس وحده الذي ينتابه هذا الشعور، وأن الكثيرين غيره قد مرّوا بالتجربة ذاتها، رغم اختلاف الظروف، سيشعر بالطمأنينة وتهدأ مخاوفه".


ملصقات


اقرأ أيضاً
علامات تحذيرية لتدهور البصر
يرتبط تدهور البصر بالتقدم في السن في أغلب الأحيان، ولكن الحالة قد تتفاقم بسبب عوامل أخرى، مثل مرض السكري والسمنة والوراثة. وأوضحت طبيبة العيون، جوزي فورتي، أن التدهور يمكن أن يكون نتيجة لطول النظر الشيخوخي، وهي حالة شائعة في العين تتمثل في الفقدان التدريجي للقدرة على التركيز على الأشياء القريبة. وقالت: "التغييرات والتأثيرات الدقيقة المتعلقة برؤيتنا غالبا ما تمر دون أن يلاحظها أحد. ولكن مثل العديد من الحالات، إذا لم تتم معالجة هذه التغييرات، فإنها غالبا ما تتفاقم". وفيما يلي العلامات الرئيسية لتراجع البصر: - إبعاد الكتاب عن العيون للقراءة بوضوح. - تكبير حجم الخط على الهاتف المحمول. - الحاجة إلى إضاءة أكثر سطوعا لقراءة شيء ما. - المعاناة من رؤية ضبابية. - التحديق في الأشياء بغاية التركيز عليها. - الإصابة بإجهاد العين أو الصداع بعد القراءة. - طلب استعارة نظارات الناس لقراءة الأشياء. - الخلط بين الملح والفلفل. وإذا بدأت تشعر بهذه العلامات، فقد حان الوقت لاستشارة طبيب العيون الخاص بك. وتحذر عيادة Mayo Clinic من أنه إذا واجهت أيا مما يلي، فيجب عليك طلب العناية الطبية الفورية: - فقدان مفاجئ للرؤية في عين واحدة. - رؤية ضبابية أو غير واضحة بشكل مفاجئ. - رؤية ومضات من الضوء أو بقع سوداء أو هالات حول الأضواء. - الرؤية المزدوجة. المصدر: روسيا اليوم عن إكسبريس
صحة

أطعمة ممنوعة على مرضى القولون العصبي
تحظى متلازمة القولون العصبي (IBS) باهتمام كبير في المملكة المتحدة، كونها أكثر الاضطرابات انتشارًا في الجهاز الهضمي. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى ثلث السكان يواجهون أعراضًا مرتبطة بمرض القولون العصبي، وفقًا لموقع Guts UK. ويؤكد هذا الحدوث الواسع النطاق على أهمية فهم ومعالجة التحديات التي تطرحها هذه الحالة، سواء بالنسبة للأفراد المتأثرين أو لمتخصصي الرعاية الصحية الذين يسعون إلى تقديم الدعم واستراتيجيات الإدارة. من أجل ذلك تحض الدكتورة ألكسيس ميسيك طبيبة عامة بـ UK Meds بالعناية بصحة الأمعاء وضرورة التعامل مع مرض القولون العصبي. وفق ما ينقل عنها موقع «gloucestershirelive». ما هي متلازمة القولون العصبي؟متلازمة القولون العصبي (IBS) هي حالة طبية مزمنة تتسبب في إصابة الشخص باضطرابات في المعدة، خاصة فيما يتعلق ببعض الأطعمة. وفي حين أن أعراض القولون العصبي مختلفة؛ إلّا انها تنطوي إلى حد كبير على الإسهال والإمساك والغازات والانتفاخ وتشنجات المعدة، ويمكن التحكم فيها وتقليلها باستخدام أدوية القولون العصبي الفعالة. ويختلف كل شخص عن الآخر، لذلك من المهم أن يتعلم كل مريض من أعراضه وأنماطه ربما عن طريق الاحتفاظ بمذكرات. ما الذي يسبب القولون العصبي؟ لا يزال السبب الحقيقي لمرض القولون العصبي غير معروف، على الرغم من أنه مرتبط بأشياء مثل مرور الطعام عبر الأمعاء بمعدل خاطئ، أو الإجهاد، أو فرط الحساسية في أعصاب الأمعاء أو التاريخ العائلي للحالة. وتشير بعض الدراسات إلى أن السبب هو أن القولون شديد الحساسية، بحيث تتشنج العضلات بدلاً من إنتاج حركات إيقاعية بطيئة. فيما تذهب نظرية أخرى الى أن الأمر كله يتعلق بالمواد الكيميائية التي يصنعها الجسم، بما في ذلك السيروتونين والغاسترين، وكيفية تأثيرها على الإشارة بين الجهاز الهضمي والدماغ. كما أن مرض القولون العصبي أكثر انتشارًا لدى النساء منه لدى الرجال، ما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن الهرمونات تلعب دورًا، لكن لم تدعم أي دراسات هذا الأمر حتى الآن. ونظرًا لصعوبة تحديد السبب، لا يوجد اختبار محدد يمكن للطبيب القيام به لتشخيص المصاب به، ولكن بسبب التشابه في الأعراض، سيجري أولًا اختبارات لاستبعاد حالات مثل مرض التهاب الأمعاء (مرض الأمعاء الالتهابي - IBD) ومرض الاضطرابات الهضمية. كيف يمكنني علاج القولون العصبي؟على الرغم من عدم وجود علاج واحد يناسب الجميع، إلا أن كل شخص يعاني من القولون العصبي تقريبًا يمكنه العثور على حل يناسبه. قد لا تعالج هذه الأدوية متلازمة القولون العصبي، ولكن يمكن استخدام بعض أدوية القولون العصبي لعلاجها بشكل فعال وتقليل الأعراض والسماح لك بمواصلة حياتك اليومية الطبيعية. إن جزءًا كبيرًا من التعايش مع متلازمة القولون العصبي وإدارة الحالة هو معرفة المحفزات لديك. وتختلف هذه الأعراض بشكل كبير من شخص لآخر وتشمل كل شيء بدءًا من الأطعمة والأدوية وحتى الضغط النفسي. كما ان معرفة هذه الأمور وتجنبها قدر الإمكان، سوف يخفف من أعراض القولون العصبي لديك بشكل كبير. وإذا كنت تعاني من القولون العصبي، بغض النظر عن مسبباتك، فمن الحكمة أيضًا توخي الحذر عند تناول طعامك. وهذا يعني طهي وجبات منزلية باستخدام مكونات طازجة، وتجنب الأطعمة الحارة أو الدهنية أو عالية المعالجة، والحذر عند تناول الفواكه الطازجة والشاي والقهوة. ما هي الأطعمة التي تثير القولون العصبي؟ الألبان يعاني الكثير من الأشخاص المصابين بالقولون العصبي من عدم تحمل اللاكتوز، ما يعني أن تناول الأطعمة التي تحتوي على منتجات الألبان يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض ويسبب الإسهال. ولحسن الحظ، من السهل العثور على بدائل خالية من اللاكتوز لمعظم (إن لم يكن كل) منتجات الألبان التي قد تستخدمها عند الطهي. الثوم والبصل يعتبر هذان المكونان الغذائيان أساسًا لمعظم الوصفات الرائعة. ومع ذلك، قد يكون من الصعب على الأمعاء هضمهما ما قد يسبب الغازات والتشنجات المؤلمة. وعادة ما يكون هذا أسوأ عند تناولهما نيئين. رغم ان كونهما مطبوخين لا يزال محفزا لمن يعانون من القولون العصبي. الغلوتين الغلوتين هو بروتين موجود في عدد من الحبوب المختلفة (مثل القمح والجاودار والشعير)، والكثير من مرضى القولون العصبي يعانون أيضًا من عدم تحمل الغلوتين. ولحسن الحظ، هناك الآن العديد من الخيارات الخالية من الغلوتين المتاحة لأجل عدم تقييد نظامك الغذائي كثيرًا، ولكن فقط كن حذرًا للتحقق من ملصقات الطعام أو قوائم الطعام واختيار الأطعمة الخالية من الغلوتين. ما هي الأطعمة التي يجب أن يتناولها مرضى القولون العصبي؟بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي، لا يجب أن يكون تناول الطعام اليومي بمثابة حقل ألغام. من أجل ذلك، يوصي الخبراء باتباع نظام غذائي منخفض الفودماب لتجنب إثارة الأعراض (الفودماب هي السكريات قليلة التعدد، والسكريات الثنائية، والسكريات الأحادية، والبوليولات) إذ حصلت على اسمها من عدد من الكربوهيدرات المختلفة، حيث يركز النظام الغذائي على تناول الكربوهيدرات طويلة السلسلة التي سيكون جسمك قادرًا على امتصاصها وهضمها بشكل صحيح. وهذا لا يعني أنه لا يمكنك تناول الفواكه والخضروات والحبوب والبروتينات وأي شيء آخر تستمتع به. لكن الأمر ببساطة يتعلق باتخاذ خيارات أكثر ذكاءً لتحسين الأعراض. وإذا لم يساعد تغيير نظامك الغذائي، فيجب أن تكون أدوية القولون العصبي قادرة على ذلك. المصدر: الشرق الأوسط.
صحة

نباتات تسبب الحساسية الموسمية
يعاني العديد من الناس من أعراض الحساسية الموسمية، وخصوصا في فصل الربيع، فما هي النباتات التي قد تتسبب بظهور أعراض هذا النوع من الحساسية؟ وحول الموضوع قالت الطبيبة الروسية والأخصائية في أمراض الحساسية، غولنارا ميميتوفا:"يصاب بعض الناس بالحساسية الموسمية نتيجة تعرضهم لغبار الطلع الذي ينتشر في الهواء عندما تبدأ بعض الأشجار والنباتات بالإزهار، وهذه الحساسية تسبب لهم أعراضا مزعجة". وأضافت:"تبعا للإحصائيات فإن ردود الفعل التحسسية تظهر لدى البعض عن تعرضهم لغبار الطلع الذي تطلقه بعض أنواع النباتات مثل أشجار البتولا والبندق والبلوط ونبات ذيل القط، و65% تقريبا من الأشخاص الذين يعانون من أعراض الحساسية الموسمية لديهم ردود فعل تحسسية من غبار نبات ذيل القط، و50% تقريبا يتحسسون بسبب غبار الطلع الناجم عن أشجار البتولا أو البندق، وحوالي 45 % يتحسسون من غبار أشجار البلوط، وفي كثير من الأحيان يكون نبات الليلك سببا للحساسية". وأشارت الطبيبة إلى أن التعامل مع مسببات الحساسية الموسمية يكون صعبا أحيانا، كون غبار الطلع ينتشر في الهواء في بعض أوقات السنة، لذا نصحت من يعانون من هذا المرض بالتقليل من السير في الهواء الطلق في فترات إزهار بعض النباتات، وفي حال عودتهم من المشي إلى المنزل يجب عليهم استبدال ملابسهم بسرعة والاستحمام للتخلص من غبار الطلع الذي قد يكون قد علق على شعرهم وأجسامهم. ونوهت ميميتوفا إلى أن من يعانون من أعراض الحساسية الموسمية يجب عليهم اللجوء إلى الأطباء المختصين لإجراء التحاليل اللازمة ومعرفة مسببات الحساسية لديهم، والحصول على الأدوية المناسبة عند الضرورة. المصدر: روسيا اليوم عن فيستي
صحة

تمارين على المكتب للتخلص من أوجاع الرقبة والكتف
يعاني الكثيرون من أوجاع الرقبة والكتف أثناء الجلوس على المكتب لفترات طويلة، في وضعيات معينة خاصة بينما يتصفحون الهاتف مع الميل بالرأس للأمام، ومن شأن ذلك تدمير الرقبة التي تتكون من سبع فقرات. وبدلاً عن ذلك، عليكِ تثبيت الرقبة في وضعيتها الصحيحة، وهي أن تكون مستقيمة إلى الوراء بمحاذاة العمود الفقري، مع ضرورة القيام بتمارين معينة لتقوية عضلات الرقبة والكتف، التي قد تَضعُف جرّاء الجلوس لفترات طويلة على المكتب. وللقيام بهذه التمارين بشكل صحيح، عليكِ التأكد من تعزيز مرونة فتحة الصدر ومنطقة أسفل الظهر جيداً؛ حتى لا يتأثر العمود الفقري. لذا تقدّم إليكِ غادة المراكبي، مدربة اليوغا العلاجية، تمارين سهلة يمكنك تطبيقها أثناء الجلوس على المكتب؛ للتخلص من أوجاع الرقبة والكتف، والحفاظ على صحتهما. تمارين سهلة لتعزيز مرونة عضلات الكتف ينطوي التمرين الأول على تعزيز مرونة عضلات الكتف، التي قد تضعُف بسبب الانحناء لفترات طويلة إلى الأمام أثناء الجلوس على المكتب؛ مما يؤدي إلى تقليل نطاق حركات رفع الذراعين لأعلى وللوراء بسبب الآلام وضعف العضلات؛ لذا لا بد من التركيز على رجوع العمود الفقري في وضعه الطبيعي، والجلوس بشكل صحيح على المكتب. كل ما عليك فعله، القيام بذلك التمرين كل ساعة طيلة فترة جلوسك على المكتب، عبْر الرجوع بالمقعد إلى الوراء، ووضع كلتا اليدين على المكتب، ودفع الجسم بهما للوراء مع الانحناء الشديد للأمام والدفع بالقفص الصدري لأسفل، وفرد الذراعين للأمام بشكل كامل، لشد العضلات وتعزيز مرونتها. أما التمرين الثاني فيهدف إلى تقوية عضلات الكتف وأسفل الظهر، وتعزيز مرونتهما للتخلص من الآلام، ويتم عبْر تشابك اليدين أثناء وضع المرفقين على المكتب، وتثبيت الرأس بينهما مع الرجوع بالمقعد للوراء والانحناء بشدة، والدفع بالقفص الصدري لأسفل، مع أهمية التنفس العميق أثناء التمارين؛ لتعزيز الشعور بالاسترخاء وراحة الجهاز العصبي. خطوات هامة لتقوية عضلات أسفل الظهر ويركز التمرين الثالث على تقوية عضلات الظهر بشكل أساسي، ويمكنك القيام به حتى لا يتأثر دوران الظهر بسبب قصور عضلاته، ولتفادي الشعور بآلام أسفل الظهر، الناجمة عن الجلوس على المكتب لفترات طويلة. كل ما عليك فعله هو الوقوف وراء المقعد والتقاطه من الخلف للاستناد عليه، ورفع الساق إلى الوراء في وضع مستقيم والدفع بها في نفس الاتجاه؛ لتعزيز الشعور بمرونة عضلات الساق والقدم وشد عضلات أسفل الظهر. وتنصحك غادة المراكبي، مدربة اليوغا العلاجية، بأهمية أداء تلك التمارين ولو مرة واحدة على الأقل يومياً أثناء الجلوس على المكتب؛ لتخفيف أوجاع الكتف والرقبة والظهر بفاعلية. المصدر: سيدتي
صحة

نصائح مهمة عليك اتباعها لتتمتع بعيد فطر صحي
أصبح عيد الفطر على الأبواب مع تركيب الزّينة والأضواء في الشّوارع، واستعداد العائلات لاستقبال الضّيوف، وتجهيز المساجد لاحتضان الشّعائر الدينيّة. ولكن كيف يمكن أن يلتزم الأشخاص بالفوائد الصحية التي تم اكتسابها خلال شهر رمضان؟ قد يكون الإفراط في الطعام والنوم مغريًا خلال العيد، ولكن يُنصح الأشخاص بالاعتدال والحفاظ على نشاطهم. إليك 6 نصائح لعيد فطر صحي: الحفاظ على الفوائد الصحية التي تحققت خلال شهر رمضان وعدم إهدارها باتّباع ممارسات غير صحية أخذ قسط وافر من النوم خلال أيام العيد، فقد يساعدك ذلك في الاستمتاع بأيام عيد صحية تناول وجبة إفطار خفيفة وصحية صباح يوم العيد لتجنّب عسر الهضم عدم الإفراط في تناول الحلويات والسكريات شرب الماء بكميات كافية لحماية الجسم من الجفاف المشي بانتظام وممارسة الرياضة بشكلٍ دائم لحياة أكثر صحةالمصدر: CNN
صحة

كيف تحافظ على صحتك بعد رمضان؟
يتغير نمط حياة الإنسان في رمضان، حيث يعد فرصة ثمينة لتبني نظام حياة صحي، ويسهم بدوره في تخفيف وزن الجسم وضبط مستوى السكر في الدم. لذا يجب أن تكون العودة تدريجياً إلى النظام الغذائي العادي بعد رمضان، وعدم المبالغة بالطعام من حيث الكمية والنوعية. ويتبع الصائمون خلال شهر رمضان نظاماً غذائيّاً يختلف في التوقيت والنوعية عنه في الأيام باقي العام، وقد يؤدي تغير النظام الغذائي بعد شهر رمضان إلى مشاكل في المعدة وغيرها. لذلك ينصح بالاستمرار في اتباع النظام الغذائي الصحي الذي كان متبعاً خلال شهر رمضان، والعودة تدريجيّاً إلى النظام الغذائي العادي؛ أي عدم المبالغة بالطعام من حيث الكمية والنوعية. واليكم بعض النصائح الغذائية التي تساعد على التحول إلى اتباع نظام غذائي صحي خلال أيام العيد وفقا لما نشره موقع سبق : أولًا: ينصح بتناول الوجبات الرئيسة خلال أيام العيد في أوقات قريبة من أوقات الإفطار والسحور، ومن ثم قرب مواعيد الوجبات تدريجيّاً إلى مواعيد الوجبات المعتادة، فذلك يساعدك تدريجيّاً على استعادة نظامك الغذائي الطبيعي. يجب أن تكون وجبة الإفطار خفيفة في العيد؛ حيث يعتبر تناول وجبة "ثقيلة" على الفطور في أيام العيد أحد الأخطاء الشائعة؛ فكي تعتاد المعدة على الطعام في الصباح يجب البدء بتناول كميات قليلة من الطعام ثم زيادتها تدريجيّاً. يجب الحذر من حلويات العيد خلال أيام عيد الفطر؛ حيث يتم التركيز على تناول الأطعمة المتنوعة والحلوى والمكسرات المختلفة بين الوجبات، ابتداء من صباح اليوم الأول للعيد، متجاهلين أن الجسم قد اعتاد خلال شهر كامل على الراحة من الطعام؛ مما يربك الجهاز الهضمي. لذلك ينصح بالمحافظة على مواعيد الوجبات. لا بد من تناول الطعام بكميات قليلة وتجنب الإسراف في الطعام، وتذكّر الآية الكريمة: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} كما يجب تجنب الإفراط في تناول الأغذية الدسمة والمقلية، وينصح باختيار الأطعمة المطبوخة، مثل: تناول البطاطا المطبوخة أو المسلوقة، بدلًا من المقلية، وعليك بشرب الماء بكميات كبيرة بدلًا من العصير والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات. أما وجبة العشاء في حالة تلبية الدعوة لتناول طعام العشاء، لا تذهب وأنت جائع، بل تناول وجباتك بانتظام طوال النهار؛ حتى لا يصيبك الجوع وتضطرّ إلى تناول كميات كبيرة من الطعام. أخيرًا: احذر الراحة؛ حيث يجد البعض في إجازة العيد فرصة للإفراط في تناول الطعام والراحة والاسترخاء، فينتابهم شعور بالكسل والخمول؛ مما يؤدّي على المدى البعيد إلى السمنة وما يصاحبها من مخاطر صحية كثيرة؛ لذا من الضروري ممارسة أي نشاط رياضي خلال إجازة العيد.
صحة

مع اقتراب عيد الفطر.. احذر الافراط في تناول الحلويات
مع اقتراب نهاية شهر رمضان، تنطلق الاستعدادات داخل البيوت لتحضير أشهى أطباق الحلويات. ورغم الفرحة بقدوم العيد، يذكر خبراء التغذية بأهمية تناول الحلويات بشكل معتدل لتفادي زيادة الوزن خلال هذه الفترة. وتعتبر الحلويات العربية والشرقية والغربية والبسكويتات جزءاً لا يتجزأ من احتفالات العيد. ومع ذلك، يجب مراعاة الأثر السلبي للتناولها علىصحة الوزن. فالحلويات تحتوي عادة على كميات كبيرة من السكر والدهون والنشويات، مما يجعلها غير ملائمة لمن يعانون من السكري والسمنة. فعلى سبيل المثال، تحتوي قطعة بسكويت على 60 سعرة حرارية على الأقل، وقطعة الغريبة تحتوي على 150 سعرة حرارية، والبيتي فور على 60 سعرة حرارية. حيث يجب أخذ الحيطة والحذر عند تناول الحلويات المغطاة بالشوكولاتة والمكسرات، لانها تحتوي على السعرات الحرارية بشكل كبير. اما بالنسبة للحلويات الشرقية، فإن البقلاوة تعتبر من بين الحلويات الأكثر شهرة، خاصةً بفضل حشوتها. ومع ذلك، يجب مراعاة كميات السكر العالية المستخدمة في إعدادها، مما يجعلها مضرة لمن يعانون من مشاكل صحية مثل السكري. حيث تحتوي قطعة واحدة من البقلاوة على نسبة عالية من الدهون والكربوهيدرات، مما يرفع سعراتها الحرارية إلى مستويات مرتفعة. وأخيرا، يُنصح بتناول الحلويات بحكمة واعتدال خلال احتفالات عيد الفطر، والاستمتاع بها بشكل معتدل للحفاظ على الصحة والوزن المثاليين. المصدر : العربية
صحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 19 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة