تعتبر منطقة سيدي رحال الواقعة بإقليم قلعة السراغنة ، مخزونا تراثيا وحضاريا متعدد المراجع والمصادر والمكونات الحضارية ومتنوع التعبيرات والتشكلات المختلفة ، كالمنتزهات والرياضات والأضرحة والزوايا والمدارس العتيقة.
هذه الأخيرة تبرز قوة الإنسان الذي استوطن هذه المنطقة وعموما في فترات تاريخية شاهدة وناطقة على التنوع الحضاري المتميز برمزيته الى الذوق الفني والحس الجمالي في التشييد والبناء والزخرفة ، كما أنها ناطقة ومعبرة على عظمة الشخصية بهذه البلدة الطيبة وبراعته في كل ميدان... سواء في العلم والجهاد والدفاع والاقتصاد ، الشيء الذي جعل هذه المدينة تعيش أزهى فتراتها التاريخية والحضارية ولعبت في زمانها أدوارا أساسية علمية ودينية وجهادية ، خاصة أنها كانت نقطة عبور نحو الجنوب وشمال ونحو الشرق والغرب .
إن إطلالة بسيطة وعميقة على ما تبقى من هذه الحضارة الإنسانية بهذه المنطقة من خلال المآثر التاريخية العمرانية الخالدة التي ما تزال واقفة وشامخة تقاوم وتتحدى الزمن ، وهي تنطق بلسان حال أزهى مراحلها التاريخية ، رغم التأثيرات الطبيعية القوية التي قد تؤدي الى خرابها ومن تم تدخل اليد البشرية الظالمة في إتمام هدها وهدمها والعبث بها ،ولما لا رسم هدف البحث عن شيء مفقود ومدفون "الكنوز" وسرقة كل ما هو جميل من حجر منقوش وخشب وأبواب خشبية وتهريبه بغية بيعه للأجانب ولأصحاب البازارات.. تجعلنا نرى هذه المنارة الأثرية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الزوال والاندثار والإبادة "التاريخية" التي عمرت طويلا وجسدت لتاريخ هذه المنطقة المجاهدة التي هي جزء لايتجزأ من هذا الوطن العزيز لقرون وقرون ... وتعتبر مرجعا تاريخيا للأجيال اللاحقة .
ولذلك فقد أصبح لزاما على المؤسسات المعنية من وزارة الثقافة ومجلس بلدي وإقليمي العمل سويا على انقاد هذه المعلمة الحضارية بسيدي رحال وحمايتها من عبث العابثين وإعادة الروح إليها وفتح مجال الزيارة لاكتشاف مكوناتها و أسرارها وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية للاطلاع على مكنونها التاريخي والحضاري كربط بين الحاضر والماضي واستشراف للمستقبل وذلك وقوفا على الفترة التاريخية التي كان فيها منتزه الحسن الأول عنوان مجد واستمرار الدولة العلوية الشريفة ، لأنه بدون حضارة ليس هناك تاريخ ، وبدون تاريخ لن يكون هناك لا بناء ولا مجد .