دولي

كيف تساهلت فرنسا مع جنودها المسلمين لصيام رمضان خلال الحرب العالمية الأولى..؟


كشـ24 نشر في: 11 يوليو 2015

قبل 100 عام، وخلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، حل شهر رمضان خلال الصيف، بين 13 تموز/يوليو و12 آب/أغسطس (1915). ونظرا لتعزيز صفوفه بجنود مسلمين من مستعمرات فرنسا الأفريقية، أصدر الجيش الفرنسي أمرا بتسهيل الصيام لهم.

 حل شهر رمضان قبل مئة عام في عز فصل الصيف، بين 13 تموز/يوليو و12 آب/أغسطس (1915)، وكانت وقتها أوروبا غارقة في ويلات الحرب العالمية الأولى. فرنسا عززت صفوها بجنود مسلمين من مستعمراتها الأفريقية، منها بلدان شمال القارة.

وكان الجيش الفرنسي يضم وقتها نحو 300 ألف جندي جاؤوا من هذه المنطقة، بالإضافة إلى آلاف الجنود المسلمين الذين كانوا يقاتلون ضمن 180 ألف جندي من أفريقيا جنوب الصحراء.

كتيبة مهمة كان لها دورها الكبير في ساحة الحرب إلى جانب القوات الفرنسية، ما جعل وزارة الحرب تأخذ إجراءات استثنائية اعتبارا من 26 حزيران/يونيو 1915 مع اقتراب شهر رمضان. وأشارت وثيقة عسكرية رسمية إلى جملة من الإجراءات اتخذتها بخصوص الجنود المسلمين، وجاء فيها "اعتبارا من مساء 12 تموز/يوليو، يمكن للجنود المسلمين الذين أبدوا رغبتهم في الصيام أن يشربوا قهوة بعد غروب الشمس، ويتناولوا الفطور بعد القهوة بنحو 30 دقيقة، على أن يكون العشاء في حدود الحادية عشر ليلا".

ونظرا لتعذر سماع الآذان، تركت القوات الفرنسية الحرية لكل فوج من الجنود تحديد وقت تناول وجبة الإفطار.

الجيش الفرنسي لم ينتظر حلول شهر رمضان لاتخاذ إجراءات خاصة بالمسلمين. "فاعتبارا من 1914 وخلال الأشهر الأولى من الحرب، أمرت وزارة الحرب وقتها الضباط بمنح الجنود المسلمين نوعا من الراحة خلال الأعياد الدينية والسماح لهم بالصلاة جماعة"، كما يقول ريتشارد فوغارتي، وهو أستاذ مؤرخ في جامعة ألباني الأمريكية ومؤلف كتاب حول الجنود المسلمين في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى.

واعتبر المؤرخ بأن هذه القرارات كانت براغماتية وربما سياسية، حيث أن القوات الفرنسية كانت تخشى نشوب توترات بداخل المستعمرات.

من جهة ثانية، كانت الحكومة الفرنسية تخوض حربا دعائية ضد عدوتها ألمانيا، حيث أطلقت حليفة الأخيرة، الإمبراطورية العثمانية، نداء للجهاد في تشرين الثاني/نوفمبر 1914. وسعت فرنسا إلى الحفاظ على ولاء الجنود المسلمين المقاتلين في صفوفها حتى لا يلتحقوا بـ "إخوانهم في الدين" بمعسكر الخصم.

ويقول المؤرخ ريتشارد فوغارتي إن "السماح للجنود المسلمين بصيام رمضان وتقديم الإفطار لهم عند غروب الشمس وإبلاغهم بالأعياد الدينية، سياسة رشيدة تدل على احترمها للدين الإسلامي ولجنودها المسلمين". 

قبل 100 عام، وخلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، حل شهر رمضان خلال الصيف، بين 13 تموز/يوليو و12 آب/أغسطس (1915). ونظرا لتعزيز صفوفه بجنود مسلمين من مستعمرات فرنسا الأفريقية، أصدر الجيش الفرنسي أمرا بتسهيل الصيام لهم.

 حل شهر رمضان قبل مئة عام في عز فصل الصيف، بين 13 تموز/يوليو و12 آب/أغسطس (1915)، وكانت وقتها أوروبا غارقة في ويلات الحرب العالمية الأولى. فرنسا عززت صفوها بجنود مسلمين من مستعمراتها الأفريقية، منها بلدان شمال القارة.

وكان الجيش الفرنسي يضم وقتها نحو 300 ألف جندي جاؤوا من هذه المنطقة، بالإضافة إلى آلاف الجنود المسلمين الذين كانوا يقاتلون ضمن 180 ألف جندي من أفريقيا جنوب الصحراء.

كتيبة مهمة كان لها دورها الكبير في ساحة الحرب إلى جانب القوات الفرنسية، ما جعل وزارة الحرب تأخذ إجراءات استثنائية اعتبارا من 26 حزيران/يونيو 1915 مع اقتراب شهر رمضان. وأشارت وثيقة عسكرية رسمية إلى جملة من الإجراءات اتخذتها بخصوص الجنود المسلمين، وجاء فيها "اعتبارا من مساء 12 تموز/يوليو، يمكن للجنود المسلمين الذين أبدوا رغبتهم في الصيام أن يشربوا قهوة بعد غروب الشمس، ويتناولوا الفطور بعد القهوة بنحو 30 دقيقة، على أن يكون العشاء في حدود الحادية عشر ليلا".

ونظرا لتعذر سماع الآذان، تركت القوات الفرنسية الحرية لكل فوج من الجنود تحديد وقت تناول وجبة الإفطار.

الجيش الفرنسي لم ينتظر حلول شهر رمضان لاتخاذ إجراءات خاصة بالمسلمين. "فاعتبارا من 1914 وخلال الأشهر الأولى من الحرب، أمرت وزارة الحرب وقتها الضباط بمنح الجنود المسلمين نوعا من الراحة خلال الأعياد الدينية والسماح لهم بالصلاة جماعة"، كما يقول ريتشارد فوغارتي، وهو أستاذ مؤرخ في جامعة ألباني الأمريكية ومؤلف كتاب حول الجنود المسلمين في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى.

واعتبر المؤرخ بأن هذه القرارات كانت براغماتية وربما سياسية، حيث أن القوات الفرنسية كانت تخشى نشوب توترات بداخل المستعمرات.

من جهة ثانية، كانت الحكومة الفرنسية تخوض حربا دعائية ضد عدوتها ألمانيا، حيث أطلقت حليفة الأخيرة، الإمبراطورية العثمانية، نداء للجهاد في تشرين الثاني/نوفمبر 1914. وسعت فرنسا إلى الحفاظ على ولاء الجنود المسلمين المقاتلين في صفوفها حتى لا يلتحقوا بـ "إخوانهم في الدين" بمعسكر الخصم.

ويقول المؤرخ ريتشارد فوغارتي إن "السماح للجنود المسلمين بصيام رمضان وتقديم الإفطار لهم عند غروب الشمس وإبلاغهم بالأعياد الدينية، سياسة رشيدة تدل على احترمها للدين الإسلامي ولجنودها المسلمين". 


ملصقات


اقرأ أيضاً
سلطة المياه الفلسطينية: غزة تموت عطشا
حذرت سلطة المياه الفلسطينية، السبت، من كارثة إنسانية وشيكة في غزة نتيجة انهيار خدمات المياه والصرف الصحي إثر استمرار الإبادة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن القطاع أصبح منطقة "تموت عطشا". وقالت سلطة المياه، في بيان لها، إن "85 بالمئة من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع، تعرّضت لأضرار جسيمة، كما انخفضت كميات استخراج المياه بنسبة 70-80 بالمئة". وأشارت إلى أن "تدمير الاحتلال للبنية التحتية، وقطع الكهرباء، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الأساسية (إلى القطاع) أدى إلى توقف شبه كامل لتقديم الخدمات المائية". وأردفت سلطة المياه، "غزة أصبحت منطقة تموت عطشًا". وبينت أن "معدل استهلاك الفرد في غزة من المياه انخفض إلى ما بين 3 و5 لترات يوميا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ". ويقدر الحد الأدنى للمقدار الذي توصي به منظمة الصحة العالمية للاستجابة لحالات الطوارئ بـ20 لتر للفرد في اليوم. وحذرت سلطة المياه، من "تفشي الأمراض نتيجة تصريف المياه العادمة في المناطق السكنية وامتلاء أحواض الأمطار بها". وأكدت أن "هذه السياسات الإسرائيلية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، بما يشمل اتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي". وطالبت سلطة المياه، المجتمع الدولي "بتحرك فوري لوقف العدوان، ورفع الحصار، وتوفير الحماية للكوادر الفنية، ودعم جهود الحكومة الفلسطينية في التدخلات الطارئة وخطط التعافي بالقطاع".
دولي

المخابرات البريطانية سرقت ملفات سرية للغاية من يخت ملياردير شهير
كشفت مصادر مطلعة أن عملاء المخابرات البريطانية سرقوا أجهزة حاسوب وبيانات حساسة للملياردير البريطاني مايكل لينش من حطام يخت بيزيان قبل أن تبدأ السلطات الإيطالية عملية استرداده. وكان لينش من بين 7 أشخاص لقوا حتفهم عندما غرق اليخت في أغسطس الماضي قبالة سواحل صقلية. ووفقا لتقارير إعلامية، فإن العملية التي لم تحصل على موافقة السلطات الإيطالية، شملت انتزاع أجهزة حاسوب وأقراص صلبة ومعدات مشفرة من اليخت الغارق في مهمة تشبه أفلام الجاسوسية. وتقع السفينة حاليا على عمق 50 مترا تحت سطح البحر قرب بلدة بورتيتشيلو الإيطالية. وكان الناجون من الحادث قد أخبروا المحققين أن لينش، الذي اشتهر بلقب "ستيف جوبز البريطاني"، كان يفضل تخزين بياناته بشكل محلي بدلا من الاعتماد على الخدمات السحابية، حيث كان يحتفظ بمحركات الأقراص في حجرة آمنة داخل اليخت. ويعتقد أن الحطام يحتوي على وثائق سرية للغاية وبيانات حساسة تتعلق بحكومات أجنبية، كانت مخزنة داخل خزائن مضادة للماء. وكان لينش شخصية بارزة في دوائر الاستخبارات الغربية، حيث عمل مستشارا لرئيسي وزراء بريطانيين في مجالات التكنولوجيا والأمن السيبراني. كما تربط شركته "دارك تريس" علاقات وثيقة بأجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية. وبعد غرق اليخت في 19 أغسطس 2023، أمرت النيابة الإيطالية بتعزيز الإجراءات الأمنية حول الحطام لحماية المعلومات الحساسة. لكن يبدو أن عملاء MI6 البريطانيين سبقوهم إلى الموقع واستولوا على البيانات قبل وصول الفرق الإيطالية. ومن بين العناصر المسروقة قرصان صلبان مشفران يحتويان على معلومات سرية للغاية، بما في ذلك رموز مرتبطة بأجهزة الاستخبارات. وفي سياق متصل، بدأت عملية إنقاذ بقيمة 30 مليون دولار لاستعادة حطام اليخت، بتمويل من شركة التأمين المالكة له. لكن العملية شهدت حادثا مأساويا جديدا عندما لقي غواص هولندي يبلغ من العمر 39 عامًا حتفه أثناء المشاركة في المهمة. يذكر أن اليخت، الذي وصف بأنه "غير قابل للغرق"، كان يحمل 10 من أفراد الطاقم و12 ضيفا عندما تعرض لعاصفة مفاجئة وغرق خلال 16 دقيقة فقط. ومن بين الضحايا لينش وابنته المراهقة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة. وتحقق السلطات الإيطالية حاليا مع ثلاثة من طاقم اليخت بتهم تتعلق بالإهمال وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي الكارثة. ولم يتم تقديم أي اتهامات رسمية حتى الآن، لكن النيابة لم تستبعد احتمال توجيه تهم القتل غير العمد.
دولي

ماكرون: أمريكا ستشرف على مقترح الهدنة في أوكرانيا
بعدما التقى قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا في كييف، اليوم السبت، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من العاصمة الأوكرانية أن الولايات المتحدة ستتولى، مع مساهمة أوروبية، الإشراف على التزام وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب سابقا فضلا عن أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين. وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والقادة الأوروبيين، إن البلدان المنضوية في "تحالف الدول الراغبة" الداعمة لكييف، "قررت دعم وقف إطلاق النار" لمدة 30 يوما "مع إشراف توفره الولايات المتحدة بشكل أساسي"، على أن "يساهم في ذلك كل الأوروبيين". تلويح بالعقوبات كما حذر روسيا من أنه "في حال انتهاك وقف إطلاق النار هذا، فإن الدول الأوروبية اتفقت على إعداد عقوبات هائلة ومنسّقة بينها وبين الأميركيين". أتى ذلك، فيما أوضح وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا، أن زيلينسكي والقادة الأوروبيين أجروا مباحثات عبر الهاتف مع ترامب عقب اجتماعهم في كييف. كما وصف في تغريدة على حسابه في منصة "إكس" الاتصال بالمثمر، لافتا إلى أنه ركز على جهود السلام. وكان قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا زاروا كييف متعهدين بتكثيف الضغط على روسيا حتى توافق على وقف لإطلاق النار، غداة عرض عسكري ضخم في موسكو في ذكرى النصر على النازية. وقال الزعماء الأربعة إنهم "مستعدون لدعم محادثات سلام في أقرب وقت" سعيا لوقف الحرب التي اندلعت مع الغزو الروسي في مطلع العام 2022. شرط موسكو في المقابل، أوضح المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، بوقت سابق اليوم، أن بلاده تريد أن توقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إمدادات الأسلحة لكييف كشرط مسبق لعقد هدنة تستمر شهرا. يذكر أن زيلينسكي كان أعلن سابقا أيضا موافقته على هدنة غير مشروطة لـ 60 يوماً، معتبرا أنها ستشكل اختبار نوايا فعليا لموسكو ومدى التزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بها. في حين لوح ترامب بمضاعفة العقوبات في حال لم يلتزم بها أي من الطرفين. بينما رفضت موسكو في مارس الماضي، هدنة مؤقتة لمدة شهر، معتبرة أنها تتطلب شروطا وبحثا إضافيا.
دولي

ألمانيا.. أعمال شغب في مستشفى للأمراض النفسية للمجرمين
اندلعت اليوم السبت أعمال شغب في مستشفى الأمراض النفسية للمجرمين بولاية شمال الراين-وستفاليا الألمانية، حسب صحيفة "بيلد". وذكرت الصحيفة أن الحادث وقع في مستشفى الطب النفسي الشرعي التابع لبلدية بيدبورغ-هاو، حيث قام خمسة نزلاء كانوا تحت الحراسة بإقامة متاريس داخل المبنى وإشعال النيران. وعلى الفور، تم إرسال وحدات من القوات الخاصة إلى موقع الحادث للسيطرة على الموقف. وبحسب التحديثات اللاحقة التي نشرتها "بيلد"، تمكنت الشرطة من إقناع النزلاء المتمردين بإنهاء مقاومتهم والاستسلام. من جانب آخر، لم تتأكد بعد الأنباء التي تشير إلى احتمال احتجاز النزلاء لرهائن داخل المنشأة الطبية خلال فترة الاضطرابات. يذكر أن المستشفى المذكور متخصص في علاج المجرمين الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية، وتخضع إدارته لتدابير أمنية مشددة بسبب طبيعة النزلاء الخطيرة.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

دولي

كيف تساهلت فرنسا مع جنودها المسلمين لصيام رمضان خلال الحرب العالمية الأولى..؟


كشـ24 نشر في: 11 يوليو 2015

قبل 100 عام، وخلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، حل شهر رمضان خلال الصيف، بين 13 تموز/يوليو و12 آب/أغسطس (1915). ونظرا لتعزيز صفوفه بجنود مسلمين من مستعمرات فرنسا الأفريقية، أصدر الجيش الفرنسي أمرا بتسهيل الصيام لهم.

 حل شهر رمضان قبل مئة عام في عز فصل الصيف، بين 13 تموز/يوليو و12 آب/أغسطس (1915)، وكانت وقتها أوروبا غارقة في ويلات الحرب العالمية الأولى. فرنسا عززت صفوها بجنود مسلمين من مستعمراتها الأفريقية، منها بلدان شمال القارة.

وكان الجيش الفرنسي يضم وقتها نحو 300 ألف جندي جاؤوا من هذه المنطقة، بالإضافة إلى آلاف الجنود المسلمين الذين كانوا يقاتلون ضمن 180 ألف جندي من أفريقيا جنوب الصحراء.

كتيبة مهمة كان لها دورها الكبير في ساحة الحرب إلى جانب القوات الفرنسية، ما جعل وزارة الحرب تأخذ إجراءات استثنائية اعتبارا من 26 حزيران/يونيو 1915 مع اقتراب شهر رمضان. وأشارت وثيقة عسكرية رسمية إلى جملة من الإجراءات اتخذتها بخصوص الجنود المسلمين، وجاء فيها "اعتبارا من مساء 12 تموز/يوليو، يمكن للجنود المسلمين الذين أبدوا رغبتهم في الصيام أن يشربوا قهوة بعد غروب الشمس، ويتناولوا الفطور بعد القهوة بنحو 30 دقيقة، على أن يكون العشاء في حدود الحادية عشر ليلا".

ونظرا لتعذر سماع الآذان، تركت القوات الفرنسية الحرية لكل فوج من الجنود تحديد وقت تناول وجبة الإفطار.

الجيش الفرنسي لم ينتظر حلول شهر رمضان لاتخاذ إجراءات خاصة بالمسلمين. "فاعتبارا من 1914 وخلال الأشهر الأولى من الحرب، أمرت وزارة الحرب وقتها الضباط بمنح الجنود المسلمين نوعا من الراحة خلال الأعياد الدينية والسماح لهم بالصلاة جماعة"، كما يقول ريتشارد فوغارتي، وهو أستاذ مؤرخ في جامعة ألباني الأمريكية ومؤلف كتاب حول الجنود المسلمين في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى.

واعتبر المؤرخ بأن هذه القرارات كانت براغماتية وربما سياسية، حيث أن القوات الفرنسية كانت تخشى نشوب توترات بداخل المستعمرات.

من جهة ثانية، كانت الحكومة الفرنسية تخوض حربا دعائية ضد عدوتها ألمانيا، حيث أطلقت حليفة الأخيرة، الإمبراطورية العثمانية، نداء للجهاد في تشرين الثاني/نوفمبر 1914. وسعت فرنسا إلى الحفاظ على ولاء الجنود المسلمين المقاتلين في صفوفها حتى لا يلتحقوا بـ "إخوانهم في الدين" بمعسكر الخصم.

ويقول المؤرخ ريتشارد فوغارتي إن "السماح للجنود المسلمين بصيام رمضان وتقديم الإفطار لهم عند غروب الشمس وإبلاغهم بالأعياد الدينية، سياسة رشيدة تدل على احترمها للدين الإسلامي ولجنودها المسلمين". 

قبل 100 عام، وخلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، حل شهر رمضان خلال الصيف، بين 13 تموز/يوليو و12 آب/أغسطس (1915). ونظرا لتعزيز صفوفه بجنود مسلمين من مستعمرات فرنسا الأفريقية، أصدر الجيش الفرنسي أمرا بتسهيل الصيام لهم.

 حل شهر رمضان قبل مئة عام في عز فصل الصيف، بين 13 تموز/يوليو و12 آب/أغسطس (1915)، وكانت وقتها أوروبا غارقة في ويلات الحرب العالمية الأولى. فرنسا عززت صفوها بجنود مسلمين من مستعمراتها الأفريقية، منها بلدان شمال القارة.

وكان الجيش الفرنسي يضم وقتها نحو 300 ألف جندي جاؤوا من هذه المنطقة، بالإضافة إلى آلاف الجنود المسلمين الذين كانوا يقاتلون ضمن 180 ألف جندي من أفريقيا جنوب الصحراء.

كتيبة مهمة كان لها دورها الكبير في ساحة الحرب إلى جانب القوات الفرنسية، ما جعل وزارة الحرب تأخذ إجراءات استثنائية اعتبارا من 26 حزيران/يونيو 1915 مع اقتراب شهر رمضان. وأشارت وثيقة عسكرية رسمية إلى جملة من الإجراءات اتخذتها بخصوص الجنود المسلمين، وجاء فيها "اعتبارا من مساء 12 تموز/يوليو، يمكن للجنود المسلمين الذين أبدوا رغبتهم في الصيام أن يشربوا قهوة بعد غروب الشمس، ويتناولوا الفطور بعد القهوة بنحو 30 دقيقة، على أن يكون العشاء في حدود الحادية عشر ليلا".

ونظرا لتعذر سماع الآذان، تركت القوات الفرنسية الحرية لكل فوج من الجنود تحديد وقت تناول وجبة الإفطار.

الجيش الفرنسي لم ينتظر حلول شهر رمضان لاتخاذ إجراءات خاصة بالمسلمين. "فاعتبارا من 1914 وخلال الأشهر الأولى من الحرب، أمرت وزارة الحرب وقتها الضباط بمنح الجنود المسلمين نوعا من الراحة خلال الأعياد الدينية والسماح لهم بالصلاة جماعة"، كما يقول ريتشارد فوغارتي، وهو أستاذ مؤرخ في جامعة ألباني الأمريكية ومؤلف كتاب حول الجنود المسلمين في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى.

واعتبر المؤرخ بأن هذه القرارات كانت براغماتية وربما سياسية، حيث أن القوات الفرنسية كانت تخشى نشوب توترات بداخل المستعمرات.

من جهة ثانية، كانت الحكومة الفرنسية تخوض حربا دعائية ضد عدوتها ألمانيا، حيث أطلقت حليفة الأخيرة، الإمبراطورية العثمانية، نداء للجهاد في تشرين الثاني/نوفمبر 1914. وسعت فرنسا إلى الحفاظ على ولاء الجنود المسلمين المقاتلين في صفوفها حتى لا يلتحقوا بـ "إخوانهم في الدين" بمعسكر الخصم.

ويقول المؤرخ ريتشارد فوغارتي إن "السماح للجنود المسلمين بصيام رمضان وتقديم الإفطار لهم عند غروب الشمس وإبلاغهم بالأعياد الدينية، سياسة رشيدة تدل على احترمها للدين الإسلامي ولجنودها المسلمين". 


ملصقات


اقرأ أيضاً
سلطة المياه الفلسطينية: غزة تموت عطشا
حذرت سلطة المياه الفلسطينية، السبت، من كارثة إنسانية وشيكة في غزة نتيجة انهيار خدمات المياه والصرف الصحي إثر استمرار الإبادة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن القطاع أصبح منطقة "تموت عطشا". وقالت سلطة المياه، في بيان لها، إن "85 بالمئة من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع، تعرّضت لأضرار جسيمة، كما انخفضت كميات استخراج المياه بنسبة 70-80 بالمئة". وأشارت إلى أن "تدمير الاحتلال للبنية التحتية، وقطع الكهرباء، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الأساسية (إلى القطاع) أدى إلى توقف شبه كامل لتقديم الخدمات المائية". وأردفت سلطة المياه، "غزة أصبحت منطقة تموت عطشًا". وبينت أن "معدل استهلاك الفرد في غزة من المياه انخفض إلى ما بين 3 و5 لترات يوميا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ". ويقدر الحد الأدنى للمقدار الذي توصي به منظمة الصحة العالمية للاستجابة لحالات الطوارئ بـ20 لتر للفرد في اليوم. وحذرت سلطة المياه، من "تفشي الأمراض نتيجة تصريف المياه العادمة في المناطق السكنية وامتلاء أحواض الأمطار بها". وأكدت أن "هذه السياسات الإسرائيلية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، بما يشمل اتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي". وطالبت سلطة المياه، المجتمع الدولي "بتحرك فوري لوقف العدوان، ورفع الحصار، وتوفير الحماية للكوادر الفنية، ودعم جهود الحكومة الفلسطينية في التدخلات الطارئة وخطط التعافي بالقطاع".
دولي

المخابرات البريطانية سرقت ملفات سرية للغاية من يخت ملياردير شهير
كشفت مصادر مطلعة أن عملاء المخابرات البريطانية سرقوا أجهزة حاسوب وبيانات حساسة للملياردير البريطاني مايكل لينش من حطام يخت بيزيان قبل أن تبدأ السلطات الإيطالية عملية استرداده. وكان لينش من بين 7 أشخاص لقوا حتفهم عندما غرق اليخت في أغسطس الماضي قبالة سواحل صقلية. ووفقا لتقارير إعلامية، فإن العملية التي لم تحصل على موافقة السلطات الإيطالية، شملت انتزاع أجهزة حاسوب وأقراص صلبة ومعدات مشفرة من اليخت الغارق في مهمة تشبه أفلام الجاسوسية. وتقع السفينة حاليا على عمق 50 مترا تحت سطح البحر قرب بلدة بورتيتشيلو الإيطالية. وكان الناجون من الحادث قد أخبروا المحققين أن لينش، الذي اشتهر بلقب "ستيف جوبز البريطاني"، كان يفضل تخزين بياناته بشكل محلي بدلا من الاعتماد على الخدمات السحابية، حيث كان يحتفظ بمحركات الأقراص في حجرة آمنة داخل اليخت. ويعتقد أن الحطام يحتوي على وثائق سرية للغاية وبيانات حساسة تتعلق بحكومات أجنبية، كانت مخزنة داخل خزائن مضادة للماء. وكان لينش شخصية بارزة في دوائر الاستخبارات الغربية، حيث عمل مستشارا لرئيسي وزراء بريطانيين في مجالات التكنولوجيا والأمن السيبراني. كما تربط شركته "دارك تريس" علاقات وثيقة بأجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية. وبعد غرق اليخت في 19 أغسطس 2023، أمرت النيابة الإيطالية بتعزيز الإجراءات الأمنية حول الحطام لحماية المعلومات الحساسة. لكن يبدو أن عملاء MI6 البريطانيين سبقوهم إلى الموقع واستولوا على البيانات قبل وصول الفرق الإيطالية. ومن بين العناصر المسروقة قرصان صلبان مشفران يحتويان على معلومات سرية للغاية، بما في ذلك رموز مرتبطة بأجهزة الاستخبارات. وفي سياق متصل، بدأت عملية إنقاذ بقيمة 30 مليون دولار لاستعادة حطام اليخت، بتمويل من شركة التأمين المالكة له. لكن العملية شهدت حادثا مأساويا جديدا عندما لقي غواص هولندي يبلغ من العمر 39 عامًا حتفه أثناء المشاركة في المهمة. يذكر أن اليخت، الذي وصف بأنه "غير قابل للغرق"، كان يحمل 10 من أفراد الطاقم و12 ضيفا عندما تعرض لعاصفة مفاجئة وغرق خلال 16 دقيقة فقط. ومن بين الضحايا لينش وابنته المراهقة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة. وتحقق السلطات الإيطالية حاليا مع ثلاثة من طاقم اليخت بتهم تتعلق بالإهمال وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي الكارثة. ولم يتم تقديم أي اتهامات رسمية حتى الآن، لكن النيابة لم تستبعد احتمال توجيه تهم القتل غير العمد.
دولي

ماكرون: أمريكا ستشرف على مقترح الهدنة في أوكرانيا
بعدما التقى قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا في كييف، اليوم السبت، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من العاصمة الأوكرانية أن الولايات المتحدة ستتولى، مع مساهمة أوروبية، الإشراف على التزام وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب سابقا فضلا عن أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين. وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والقادة الأوروبيين، إن البلدان المنضوية في "تحالف الدول الراغبة" الداعمة لكييف، "قررت دعم وقف إطلاق النار" لمدة 30 يوما "مع إشراف توفره الولايات المتحدة بشكل أساسي"، على أن "يساهم في ذلك كل الأوروبيين". تلويح بالعقوبات كما حذر روسيا من أنه "في حال انتهاك وقف إطلاق النار هذا، فإن الدول الأوروبية اتفقت على إعداد عقوبات هائلة ومنسّقة بينها وبين الأميركيين". أتى ذلك، فيما أوضح وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا، أن زيلينسكي والقادة الأوروبيين أجروا مباحثات عبر الهاتف مع ترامب عقب اجتماعهم في كييف. كما وصف في تغريدة على حسابه في منصة "إكس" الاتصال بالمثمر، لافتا إلى أنه ركز على جهود السلام. وكان قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا زاروا كييف متعهدين بتكثيف الضغط على روسيا حتى توافق على وقف لإطلاق النار، غداة عرض عسكري ضخم في موسكو في ذكرى النصر على النازية. وقال الزعماء الأربعة إنهم "مستعدون لدعم محادثات سلام في أقرب وقت" سعيا لوقف الحرب التي اندلعت مع الغزو الروسي في مطلع العام 2022. شرط موسكو في المقابل، أوضح المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، بوقت سابق اليوم، أن بلاده تريد أن توقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إمدادات الأسلحة لكييف كشرط مسبق لعقد هدنة تستمر شهرا. يذكر أن زيلينسكي كان أعلن سابقا أيضا موافقته على هدنة غير مشروطة لـ 60 يوماً، معتبرا أنها ستشكل اختبار نوايا فعليا لموسكو ومدى التزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بها. في حين لوح ترامب بمضاعفة العقوبات في حال لم يلتزم بها أي من الطرفين. بينما رفضت موسكو في مارس الماضي، هدنة مؤقتة لمدة شهر، معتبرة أنها تتطلب شروطا وبحثا إضافيا.
دولي

ألمانيا.. أعمال شغب في مستشفى للأمراض النفسية للمجرمين
اندلعت اليوم السبت أعمال شغب في مستشفى الأمراض النفسية للمجرمين بولاية شمال الراين-وستفاليا الألمانية، حسب صحيفة "بيلد". وذكرت الصحيفة أن الحادث وقع في مستشفى الطب النفسي الشرعي التابع لبلدية بيدبورغ-هاو، حيث قام خمسة نزلاء كانوا تحت الحراسة بإقامة متاريس داخل المبنى وإشعال النيران. وعلى الفور، تم إرسال وحدات من القوات الخاصة إلى موقع الحادث للسيطرة على الموقف. وبحسب التحديثات اللاحقة التي نشرتها "بيلد"، تمكنت الشرطة من إقناع النزلاء المتمردين بإنهاء مقاومتهم والاستسلام. من جانب آخر، لم تتأكد بعد الأنباء التي تشير إلى احتمال احتجاز النزلاء لرهائن داخل المنشأة الطبية خلال فترة الاضطرابات. يذكر أن المستشفى المذكور متخصص في علاج المجرمين الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية، وتخضع إدارته لتدابير أمنية مشددة بسبب طبيعة النزلاء الخطيرة.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 11 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة