مراكش

“كشـ24” تعيد تفاصيل جريمة قتل ارتكبها “مقرقب” في حق والده بمراكش


كريم الوافي نشر في: 18 أغسطس 2018

بوجه دائري قمحي اللون تعلوه شعيرات سوداء لاتبدو عليه أية آثار أو علامة من العلامات التي عادة ماتطبع وجوه "الكلوشارات" أو المجرمين، وبخطى متثاقلة كان سعيد المزداد سنة 1989 بمدينة مراكش يسير في اتجاه قفص الاتهام بعد خروجه تحت حراسة أمنية من المكان المخصص لوضع المتهمين الموجودين رهن الاعتقال الاحتياطي في انتظار محاكمتهم، بعد المناداة عليه من طرف رئيس هيئة الحكم بالغرفة الجنائية بمحكمة الإستئناف بمراكش، بينما كان نائب الوكيل العام للملك يراقب عن قرب حركاته وتقاسيم وجهه التي ربما كانت تجعله يطرح في قرارة نفسه عدة تساؤلات حول إقدامه على قتل والده.علامة الاستغراب كانت بادية على جميع الحاضرين خصوصا أقرباء وأصدقاء المتهم،لا أحد صدق ماسمعه لحظة ذيوع خبر ارتكابه جريمة قتل في حق والده.وقف سعيد بقفص الإتهام أمام القاضي بمحكمة الإستئناف بمراكش ، يسترجع تفاصيل الجريمة البشعة التي دهب ضحيتها والده تحت تأتير تناوله للاقراص المهلوسة "القرقوبي" واستاترت باهتمام الرأي العام المحلي،في وقت كانت والدته لا تكف على النحيب بصوت عال ملأ جنبات قاعة الجلسات، ليختلط نحيبها ببكاء طفلة على ظهرها، وبصوت عون المحكمة"الشاوش" الذي يطلب منها في كل مرة أن تكف عن الكلام.في الجانب الأيمن من القاعة جلس أخ سعيد مطأطأ الرأس، لا يقدر على النظر في وجه أخيه الذي وضع حدا لحياة والده بعد رفضه إعطائه المزيد من المال لشراء الحبوب المهلوسة"القرقوبي".لم يتردد المتهم الذي انهارت قواه بعد أن استفاق من هول الجريمة البشعة التي ارتكبها في حق والده وهو مازال يحتاجه في حياته التي بدأها قبل 15 سنة، إلى جانب أخوته الأصغر منه، في شرح تفاصيل الطريقة التي وضع من خلالها حدا لحياة والده، وكان يرد بكل تلقائية على أسئلة القاضي.تابع سعيد شرح تفاصيل شريط الجريمة التي كشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها المصالح الأمنية، بأنها كانت لها أصول في عقل المتهم من خلال مجموعة من الأحداث التي ترسبت في ذهنه دون شعور ولا تجد طريقها إلى العلاج، خصوصا بعد استحضاره لتصرفات والده الدي كان يحمل سكينا ويهدد والدته أمام إخوته الصغار، كان يفعل ذلك في وقت غضب ودون أن تكون له نية الجريمة، لكن سعيد كان يرى في أبيه العدو اللدود الذي سيحركه من حنان أمه.لم تتوقف والدة المتهم عن البكاء والنحيب، خصوصا بعد المناداة على كريم أخ المتهم لتقديم شهادة في حق شقيقه ،والدمع قد ملأ مقلتيها فأغشى بصرها وبدأت تنهمر مثل شلال الدوار الذي تركه أب سعيد منذ 20 سنة بحثا عن لقمة عيش في المدينة الكبيرة.لم يكن إسم كريم أخ المتهم ينطبق على المسمى، خاصة وأنه كان الأكثر الناس شقاوة تلك الأيام، لا يكاد منظر أخيه وهو يحمل مدية يضرب بها أباه يفارق خياله، وكثير من الأسئلة تتناسل في ذهنه، لماذا لم يستطع إيقاف أخيه الغاضب، لماذا لم يمنحه ما كان معه من مال (مصروف جيبه، وما وفره خلال عمله صيفا) حتى يكف عن إزعاج الأب المسكين، حينها فوجئت القاعة بصوت نسوي حاد ينطلق من الخلف، لم يكن غير صوت الأخت الكبرى والتي دخلت بدون استئذان وقالت بنبرة حزينة على فقدان والدها "إنه يستحق الإعدام لأنه أعدم أبي وتركنا يتامى لا نعرف ما نقدم وما نؤخر".وأضافت في حالة هستيرية "لم يكن أبي يبخل عليه بشيء، لبس المرقع من أجله، واكل الحافي من أجله، ونام على الحصير من أجله، لكنه لم يعترف بالجميل ولا يستحق أمثاله أن يبقى على قيد الحياة".بعد انتهاء شقيقة المتهم من كلامها، وزعت الأم المكلومة نظراتها بين أبنائها الثلاثة وهي تتحسس الرابعة فوق ظهرها وتحاول التخفيف من روعها، فرقت تلك النظرات وهي تحس أن قلبها يفرق بين الجميع، وقالت كلمات غير مفهومة بعد أن ساد في القاعة صمت مطبق لتشرع في ترديد عبارة "الله ياخد فيهم الحق.. خرجوا ولدي الطريق وعلموه الكماية".

بوجه دائري قمحي اللون تعلوه شعيرات سوداء لاتبدو عليه أية آثار أو علامة من العلامات التي عادة ماتطبع وجوه "الكلوشارات" أو المجرمين، وبخطى متثاقلة كان سعيد المزداد سنة 1989 بمدينة مراكش يسير في اتجاه قفص الاتهام بعد خروجه تحت حراسة أمنية من المكان المخصص لوضع المتهمين الموجودين رهن الاعتقال الاحتياطي في انتظار محاكمتهم، بعد المناداة عليه من طرف رئيس هيئة الحكم بالغرفة الجنائية بمحكمة الإستئناف بمراكش، بينما كان نائب الوكيل العام للملك يراقب عن قرب حركاته وتقاسيم وجهه التي ربما كانت تجعله يطرح في قرارة نفسه عدة تساؤلات حول إقدامه على قتل والده.علامة الاستغراب كانت بادية على جميع الحاضرين خصوصا أقرباء وأصدقاء المتهم،لا أحد صدق ماسمعه لحظة ذيوع خبر ارتكابه جريمة قتل في حق والده.وقف سعيد بقفص الإتهام أمام القاضي بمحكمة الإستئناف بمراكش ، يسترجع تفاصيل الجريمة البشعة التي دهب ضحيتها والده تحت تأتير تناوله للاقراص المهلوسة "القرقوبي" واستاترت باهتمام الرأي العام المحلي،في وقت كانت والدته لا تكف على النحيب بصوت عال ملأ جنبات قاعة الجلسات، ليختلط نحيبها ببكاء طفلة على ظهرها، وبصوت عون المحكمة"الشاوش" الذي يطلب منها في كل مرة أن تكف عن الكلام.في الجانب الأيمن من القاعة جلس أخ سعيد مطأطأ الرأس، لا يقدر على النظر في وجه أخيه الذي وضع حدا لحياة والده بعد رفضه إعطائه المزيد من المال لشراء الحبوب المهلوسة"القرقوبي".لم يتردد المتهم الذي انهارت قواه بعد أن استفاق من هول الجريمة البشعة التي ارتكبها في حق والده وهو مازال يحتاجه في حياته التي بدأها قبل 15 سنة، إلى جانب أخوته الأصغر منه، في شرح تفاصيل الطريقة التي وضع من خلالها حدا لحياة والده، وكان يرد بكل تلقائية على أسئلة القاضي.تابع سعيد شرح تفاصيل شريط الجريمة التي كشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها المصالح الأمنية، بأنها كانت لها أصول في عقل المتهم من خلال مجموعة من الأحداث التي ترسبت في ذهنه دون شعور ولا تجد طريقها إلى العلاج، خصوصا بعد استحضاره لتصرفات والده الدي كان يحمل سكينا ويهدد والدته أمام إخوته الصغار، كان يفعل ذلك في وقت غضب ودون أن تكون له نية الجريمة، لكن سعيد كان يرى في أبيه العدو اللدود الذي سيحركه من حنان أمه.لم تتوقف والدة المتهم عن البكاء والنحيب، خصوصا بعد المناداة على كريم أخ المتهم لتقديم شهادة في حق شقيقه ،والدمع قد ملأ مقلتيها فأغشى بصرها وبدأت تنهمر مثل شلال الدوار الذي تركه أب سعيد منذ 20 سنة بحثا عن لقمة عيش في المدينة الكبيرة.لم يكن إسم كريم أخ المتهم ينطبق على المسمى، خاصة وأنه كان الأكثر الناس شقاوة تلك الأيام، لا يكاد منظر أخيه وهو يحمل مدية يضرب بها أباه يفارق خياله، وكثير من الأسئلة تتناسل في ذهنه، لماذا لم يستطع إيقاف أخيه الغاضب، لماذا لم يمنحه ما كان معه من مال (مصروف جيبه، وما وفره خلال عمله صيفا) حتى يكف عن إزعاج الأب المسكين، حينها فوجئت القاعة بصوت نسوي حاد ينطلق من الخلف، لم يكن غير صوت الأخت الكبرى والتي دخلت بدون استئذان وقالت بنبرة حزينة على فقدان والدها "إنه يستحق الإعدام لأنه أعدم أبي وتركنا يتامى لا نعرف ما نقدم وما نؤخر".وأضافت في حالة هستيرية "لم يكن أبي يبخل عليه بشيء، لبس المرقع من أجله، واكل الحافي من أجله، ونام على الحصير من أجله، لكنه لم يعترف بالجميل ولا يستحق أمثاله أن يبقى على قيد الحياة".بعد انتهاء شقيقة المتهم من كلامها، وزعت الأم المكلومة نظراتها بين أبنائها الثلاثة وهي تتحسس الرابعة فوق ظهرها وتحاول التخفيف من روعها، فرقت تلك النظرات وهي تحس أن قلبها يفرق بين الجميع، وقالت كلمات غير مفهومة بعد أن ساد في القاعة صمت مطبق لتشرع في ترديد عبارة "الله ياخد فيهم الحق.. خرجوا ولدي الطريق وعلموه الكماية".



اقرأ أيضاً
أكبر موكب احتفالي بالدراجات النارية في تاريخ المغرب يرافق “الكوكب” إلى معقله التاريخي
تشهد مدينة مراكش في هذه الأثناء من صباح اليوم الخميس، 15 ماي الجاري، أكبر موكب احتفالي بالدراجات النارية، وذلك على خلفية صعود فريق الكوكب المراكشي إلى القسم الأول من البطولة الاحترافية، بعد سبع سنوات من الغياب. ويرافق هذا الموكب من الدراجات حافلة الكوكب المراكشي في اتجاه معقله التاريخي بملعب الحارثي. وأشارت فعاليات محلية بأن الأمر يتعلق بموكب غير مسبوق في تاريخ المغرب باستعمال الدراجات النارية.وجرى استقبال الفريق في المطار، قبل أن يرافقه عدد كبير من الجمهور للاحتفال بهذا الصعود الذي أعاد إحياء أمجاد الفريق، والذي اعتبر بمثابة حدث رياضي مهم.الفريق تمكن من تحقيق الصعود للقسم الاحترافي الاول، بعد تعادله  عشية يوم أمس الاربعاء  مع مضيفه مولودية وجدة بهدف لمثله، في المباراة التي جمعت بينهما بالملعب البلدي لوجدة برسم الجولة 28 من منافسات القسم الاحترافي الثاني.    
مراكش

عاجل..مواكب من مئات الدراجات وأفواج المشجعين يحتلفون بصعود الكوكب المراكشي
تشهد أبرز شوارع مدينة مراكش، في هذه الأثناء، احتفالات كبيرة بمناسبة صعود فريق الكوكب المراكشي إلى القسم الأول. وخرج للمشاركة في هذه الاحتفالات أفواج من المشجعين، وعدد منهم على متن الدراجات النارية، ووسطهم حافلة اللاعبين الذين حققوا هذا الإنجاز والذين تم استقبالهم بحفاوة في المطار.  وكان فريق الكوكب المراكشي قد تمكن رسميا من تحقيق الصعود للقسم الاحترافي الاول، بعد تعادله قبل قليل من عشية يومه الاربعاء 14 ماي 2025، مع مضيفه مولودية وجدة بهدف لمثله، في المباراة التي جمعت بينهما بالملعب البلدي لوجدة برسم الجولة 28 من منافسات القسم الاحترافي الثاني.
مراكش

عاجل..استقبال حافل لفريق الكوكب المراكشي في مطار المنارة
حظي لاعبو فريق الكوكب المراكش، قبل قليل من صباح اليوم الخميس، باستقبال حافل في مطار المنارة. ونفس حفاوة الاستقبال حظيت بها الأطقم الفنية والتقنية والإدارية والتسييرية للفريق والذي حقق إنجازا كبيرا اليوم بعد صعوده  إلى القسم الأول.  وينتظر جمهور غفير في محيط المطار حافلة الفريق أثناء المغادرة لمرافقتها في موكب احتفالي بالمدينة.  وكان فريق الكوكب المراكشي قد تمكن رسميا من تحقيق الصعود للقسم الاحترافي الاول، بعد تعادله قبل قليل من عشية يومه الاربعاء 14 ماي 2025، مع مضيفه مولودية وجدة بهدف لمثله، في المباراة التي جمعت بينهما بالملعب البلدي لوجدة برسم الجولة 28 من منافسات القسم الاحترافي الثاني.
مراكش

عاجل..اعتقال شخص تورط في ترويج لحوم “فاسدة” والتحقيق مع صاحب محل للمشويات بمراكش
تم قبل قليل من ليلة اليوم الأربعاء، أوقفت عناصر تابعة لفرقة الدراجين التابعة للدائرة الأمنية الخامسة بمدينة مراكش، شخصا كان بصدد توصيل كمية من اللحوم المجهولة المصدر، وهو على متن دراجة نارية، لإحدى المحلات المتخصصة في بيع المشويات. وضبط الشخص المعني وهو يحمل هذه اللحوم في ظروف غير صحية، حيث كان يضعها في كيس. أما الوجهة، فهي صوب محل غير بعيد عن المنطقة الأمنية الثالثة. ويتم التحقيق مع صاحب هذا المحل، في حين تمت إحالة الشخص الموقوف على مصالح أمن ولاية مراكش لتعميق البحث ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية.  
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 15 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة