

مراكش
“كشـ24” تعيد تفاصيل جريمة قتل ارتكبها “مقرقب” في حق والده بمراكش
بوجه دائري قمحي اللون تعلوه شعيرات سوداء لاتبدو عليه أية آثار أو علامة من العلامات التي عادة ماتطبع وجوه "الكلوشارات" أو المجرمين، وبخطى متثاقلة كان سعيد المزداد سنة 1989 بمدينة مراكش يسير في اتجاه قفص الاتهام بعد خروجه تحت حراسة أمنية من المكان المخصص لوضع المتهمين الموجودين رهن الاعتقال الاحتياطي في انتظار محاكمتهم، بعد المناداة عليه من طرف رئيس هيئة الحكم بالغرفة الجنائية بمحكمة الإستئناف بمراكش، بينما كان نائب الوكيل العام للملك يراقب عن قرب حركاته وتقاسيم وجهه التي ربما كانت تجعله يطرح في قرارة نفسه عدة تساؤلات حول إقدامه على قتل والده.علامة الاستغراب كانت بادية على جميع الحاضرين خصوصا أقرباء وأصدقاء المتهم،لا أحد صدق ماسمعه لحظة ذيوع خبر ارتكابه جريمة قتل في حق والده.وقف سعيد بقفص الإتهام أمام القاضي بمحكمة الإستئناف بمراكش ، يسترجع تفاصيل الجريمة البشعة التي دهب ضحيتها والده تحت تأتير تناوله للاقراص المهلوسة "القرقوبي" واستاترت باهتمام الرأي العام المحلي،في وقت كانت والدته لا تكف على النحيب بصوت عال ملأ جنبات قاعة الجلسات، ليختلط نحيبها ببكاء طفلة على ظهرها، وبصوت عون المحكمة"الشاوش" الذي يطلب منها في كل مرة أن تكف عن الكلام.في الجانب الأيمن من القاعة جلس أخ سعيد مطأطأ الرأس، لا يقدر على النظر في وجه أخيه الذي وضع حدا لحياة والده بعد رفضه إعطائه المزيد من المال لشراء الحبوب المهلوسة"القرقوبي".لم يتردد المتهم الذي انهارت قواه بعد أن استفاق من هول الجريمة البشعة التي ارتكبها في حق والده وهو مازال يحتاجه في حياته التي بدأها قبل 15 سنة، إلى جانب أخوته الأصغر منه، في شرح تفاصيل الطريقة التي وضع من خلالها حدا لحياة والده، وكان يرد بكل تلقائية على أسئلة القاضي.تابع سعيد شرح تفاصيل شريط الجريمة التي كشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها المصالح الأمنية، بأنها كانت لها أصول في عقل المتهم من خلال مجموعة من الأحداث التي ترسبت في ذهنه دون شعور ولا تجد طريقها إلى العلاج، خصوصا بعد استحضاره لتصرفات والده الدي كان يحمل سكينا ويهدد والدته أمام إخوته الصغار، كان يفعل ذلك في وقت غضب ودون أن تكون له نية الجريمة، لكن سعيد كان يرى في أبيه العدو اللدود الذي سيحركه من حنان أمه.لم تتوقف والدة المتهم عن البكاء والنحيب، خصوصا بعد المناداة على كريم أخ المتهم لتقديم شهادة في حق شقيقه ،والدمع قد ملأ مقلتيها فأغشى بصرها وبدأت تنهمر مثل شلال الدوار الذي تركه أب سعيد منذ 20 سنة بحثا عن لقمة عيش في المدينة الكبيرة.لم يكن إسم كريم أخ المتهم ينطبق على المسمى، خاصة وأنه كان الأكثر الناس شقاوة تلك الأيام، لا يكاد منظر أخيه وهو يحمل مدية يضرب بها أباه يفارق خياله، وكثير من الأسئلة تتناسل في ذهنه، لماذا لم يستطع إيقاف أخيه الغاضب، لماذا لم يمنحه ما كان معه من مال (مصروف جيبه، وما وفره خلال عمله صيفا) حتى يكف عن إزعاج الأب المسكين، حينها فوجئت القاعة بصوت نسوي حاد ينطلق من الخلف، لم يكن غير صوت الأخت الكبرى والتي دخلت بدون استئذان وقالت بنبرة حزينة على فقدان والدها "إنه يستحق الإعدام لأنه أعدم أبي وتركنا يتامى لا نعرف ما نقدم وما نؤخر".وأضافت في حالة هستيرية "لم يكن أبي يبخل عليه بشيء، لبس المرقع من أجله، واكل الحافي من أجله، ونام على الحصير من أجله، لكنه لم يعترف بالجميل ولا يستحق أمثاله أن يبقى على قيد الحياة".بعد انتهاء شقيقة المتهم من كلامها، وزعت الأم المكلومة نظراتها بين أبنائها الثلاثة وهي تتحسس الرابعة فوق ظهرها وتحاول التخفيف من روعها، فرقت تلك النظرات وهي تحس أن قلبها يفرق بين الجميع، وقالت كلمات غير مفهومة بعد أن ساد في القاعة صمت مطبق لتشرع في ترديد عبارة "الله ياخد فيهم الحق.. خرجوا ولدي الطريق وعلموه الكماية".
بوجه دائري قمحي اللون تعلوه شعيرات سوداء لاتبدو عليه أية آثار أو علامة من العلامات التي عادة ماتطبع وجوه "الكلوشارات" أو المجرمين، وبخطى متثاقلة كان سعيد المزداد سنة 1989 بمدينة مراكش يسير في اتجاه قفص الاتهام بعد خروجه تحت حراسة أمنية من المكان المخصص لوضع المتهمين الموجودين رهن الاعتقال الاحتياطي في انتظار محاكمتهم، بعد المناداة عليه من طرف رئيس هيئة الحكم بالغرفة الجنائية بمحكمة الإستئناف بمراكش، بينما كان نائب الوكيل العام للملك يراقب عن قرب حركاته وتقاسيم وجهه التي ربما كانت تجعله يطرح في قرارة نفسه عدة تساؤلات حول إقدامه على قتل والده.علامة الاستغراب كانت بادية على جميع الحاضرين خصوصا أقرباء وأصدقاء المتهم،لا أحد صدق ماسمعه لحظة ذيوع خبر ارتكابه جريمة قتل في حق والده.وقف سعيد بقفص الإتهام أمام القاضي بمحكمة الإستئناف بمراكش ، يسترجع تفاصيل الجريمة البشعة التي دهب ضحيتها والده تحت تأتير تناوله للاقراص المهلوسة "القرقوبي" واستاترت باهتمام الرأي العام المحلي،في وقت كانت والدته لا تكف على النحيب بصوت عال ملأ جنبات قاعة الجلسات، ليختلط نحيبها ببكاء طفلة على ظهرها، وبصوت عون المحكمة"الشاوش" الذي يطلب منها في كل مرة أن تكف عن الكلام.في الجانب الأيمن من القاعة جلس أخ سعيد مطأطأ الرأس، لا يقدر على النظر في وجه أخيه الذي وضع حدا لحياة والده بعد رفضه إعطائه المزيد من المال لشراء الحبوب المهلوسة"القرقوبي".لم يتردد المتهم الذي انهارت قواه بعد أن استفاق من هول الجريمة البشعة التي ارتكبها في حق والده وهو مازال يحتاجه في حياته التي بدأها قبل 15 سنة، إلى جانب أخوته الأصغر منه، في شرح تفاصيل الطريقة التي وضع من خلالها حدا لحياة والده، وكان يرد بكل تلقائية على أسئلة القاضي.تابع سعيد شرح تفاصيل شريط الجريمة التي كشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها المصالح الأمنية، بأنها كانت لها أصول في عقل المتهم من خلال مجموعة من الأحداث التي ترسبت في ذهنه دون شعور ولا تجد طريقها إلى العلاج، خصوصا بعد استحضاره لتصرفات والده الدي كان يحمل سكينا ويهدد والدته أمام إخوته الصغار، كان يفعل ذلك في وقت غضب ودون أن تكون له نية الجريمة، لكن سعيد كان يرى في أبيه العدو اللدود الذي سيحركه من حنان أمه.لم تتوقف والدة المتهم عن البكاء والنحيب، خصوصا بعد المناداة على كريم أخ المتهم لتقديم شهادة في حق شقيقه ،والدمع قد ملأ مقلتيها فأغشى بصرها وبدأت تنهمر مثل شلال الدوار الذي تركه أب سعيد منذ 20 سنة بحثا عن لقمة عيش في المدينة الكبيرة.لم يكن إسم كريم أخ المتهم ينطبق على المسمى، خاصة وأنه كان الأكثر الناس شقاوة تلك الأيام، لا يكاد منظر أخيه وهو يحمل مدية يضرب بها أباه يفارق خياله، وكثير من الأسئلة تتناسل في ذهنه، لماذا لم يستطع إيقاف أخيه الغاضب، لماذا لم يمنحه ما كان معه من مال (مصروف جيبه، وما وفره خلال عمله صيفا) حتى يكف عن إزعاج الأب المسكين، حينها فوجئت القاعة بصوت نسوي حاد ينطلق من الخلف، لم يكن غير صوت الأخت الكبرى والتي دخلت بدون استئذان وقالت بنبرة حزينة على فقدان والدها "إنه يستحق الإعدام لأنه أعدم أبي وتركنا يتامى لا نعرف ما نقدم وما نؤخر".وأضافت في حالة هستيرية "لم يكن أبي يبخل عليه بشيء، لبس المرقع من أجله، واكل الحافي من أجله، ونام على الحصير من أجله، لكنه لم يعترف بالجميل ولا يستحق أمثاله أن يبقى على قيد الحياة".بعد انتهاء شقيقة المتهم من كلامها، وزعت الأم المكلومة نظراتها بين أبنائها الثلاثة وهي تتحسس الرابعة فوق ظهرها وتحاول التخفيف من روعها، فرقت تلك النظرات وهي تحس أن قلبها يفرق بين الجميع، وقالت كلمات غير مفهومة بعد أن ساد في القاعة صمت مطبق لتشرع في ترديد عبارة "الله ياخد فيهم الحق.. خرجوا ولدي الطريق وعلموه الكماية".
ملصقات
مراكش

مراكش

مراكش

مراكش

